عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الأدبية > شعر و قصائد > نثر و خواطر .. عذب الكلام ...

نثر و خواطر .. عذب الكلام ... القسم يهتم بالادب النثري والخواطر والكلمات الرومانسية والوجدانية المكتوبة باللغة العربية الفصحى.

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-30-2016, 12:26 PM
 
ذكريات الأيّام

ذكريات الأيّام

المطر يتساقط بخفّة ليغطّي دموعي التي تنهمر من عينيّ ...
لطالما كنت و أنا صغيرة أستمع إلى مقولة شكسبير {أكون أو لا أكون ، ذلك هو السّؤال} و لطالما تعجّبت من أمره ، كيف له أن يكتب قصائد ملحميّة أخّاذة ! ولكنّ هذا البيت تحديدا هو ما استرعى إنتباهي و بقي راسخا في ذهني ... إذ لطالما تساألت عن الفائدة منه بل ما مقصده أصلا !؟...
و لكنّي الآن صاغرة متحيّرة تحت أطلال المدينة ... أردّد في نفسي : « كم أنا غبيّة ! كم كنت و مازلت حمقاء ! أصدّق و أثق بالنّاس من دون حساب ... و ما هي النّتيجة !؟ أن أكون مستعبدة الجميع ! هذه قسوة من العالم !!!... »
دوّى الرّعد مزمجمرا كجمع من الأسود و برق البرق منيرا آفاق السّماء كما لو أنّه منذر ناطحات السّحاب بعدم الإستهانة بجبروته و عظمته ، فتشاركهم نفسي و روحي ثورتهما بل و تنافسهما ... بينما تعود بي الذّكريات إلى أيّام خلت ، أيّام كنت فيها معتقدة أنّني أعيشها في النّور ليتّضح بأنّها ظلام ... ذكريات سوداء ... كم كنت بريئة حينها ... إعتقدت بأنّ هناك فعلا أناسا يحيطونني بالصّون و الرّعاية بدافع من الحبّ ليكون دافعهم الرّئيسيّ هو الإنتقام و الكره ، لأجل مطامعهم ...
تذكّرت كذلك تضحيتهما لأجلي و الوطن ، الفتاتان الصّغيرتان ، و ما كانت نهايتهما ... لقد أغتيلتا بهدف حمايتي ...
كذلك توأمي الكبرى الّتي ضحّت بماضيها في سبيل إعادتي لسابق عهدي ...
و أيضا الشّابّ الّذي قابلته في أغرب الأوضاع ، كيف ساعدني و دعمني و وقف إلى جانبي ...
لكنّهم نسوني جميعا عندما عادت ذاكرتي المفقودة ، فتزداد حيرتي ، أهم يحبّونني أو يشفقون عليّ أو حتّى يتنكّرون بأبهى حللهم أمامي كما البقيّة ساعين نحو غاياتهم من ورائي ؟!...
يقطع عليّ هواجسي صوت مواء قادم من قريب ، فتتقدّم نحوي قطيطة هزيلة الجسد شاحبة المظهر حاملة بين طيّات صوتها المتقطّع قنوطا لا متناهيا كما المتشرّد في لحظاته الأخيرة من الحياة مستنجدا متمسّكة بآخر بصيص أمل للنّجاة ... فأنشلها من بين أحضان الموت و أضمّها إلى صدري و أقرّبها من منبع الدّفء و العاطفة حتّى إستردّت ألوانها ...
حينها تخالجني الذّكريات من جديد فأعود إلى أولى لحظات حياتي عندما كنّا نلعب أنا و صديقتاي سايا و سايو بالإضافة لأختي ستورم في إحدى حدائق قصرنا التّابعة لجزيرتنا ... كنّا نتراشق بمياه النّهر المحاذي لنا و نقطف الزّهور فمنها منّا من صنع باقة يهديها و آخر تاجا على رأسه يزيده حسنا و بهاء فنبدو كالملائكة في جنّات عدن مسّتها يد ساحر عبقريٍّ فغدت متعة السّمع و البصر ... أو عندما لجأت لحديقتي السّرّيّة لأبدّد أحزاني و آلامي ، كنت أتأمّل الزّهور النّامية ، و عندما شيّعت بصري للآفاق رأيت عاليا على إحدى الأشجار الباسقة شخصا فناديته للنّزول ، و بينما كنت أنتظره ببطء كما يفعل أغلب النّاس عادة فيفاجئني بقفزه مباشرة فتدوّي روحي مطلقة صرخة عالية ، و لكنّه سرعان ما يقف أمامي على قدميه منتصب القامة ،،، و كنّا نتبادل أطراف الحديث ليقاطعنا أحد خدمه ، و بعد أن ودّعته أتفطّن لجهلي هوّيّته ... كما أتفاجأ بعد مرور الأشهر بإلتحاقه بالأكاديميّة الّتي أرتادها و الأصدقاء ... و فيما بعد نتحوّل سريعا إلى المجموعة الأمثل مع الأيّام ... كانت اللّحظات الّتي عشتها لا تقدّر بثمن ، ذقت فيها مرارة الفراق و طيبة الإحاطة ...
أنهض حينها من مكاني رافعة رأسي إلى عنان السّماء بكلّ عزّة و وقار ، و أحثّ الخطى عائدة لبيتي حيث ينتظرني الجميع ، و كانت نفسي تردّد :" لا تقلقي يا روح ! كلّ شيء سيكون بخير ! إطمئنّي يا نفس فاللّه خالقك لن ينسى أمرك ما دمت مؤمنة بقلبك بكلّ صدق و إخلاص ، فهو وحده القادر القدير و الواحد الاحد على كلّ أمر ! فبأيّ حال ستعودين إلى ربّك راضية مرضيّة كباقي عباده و تدخلين جنّته ! اللّه يحبّك فسيرعاك و يحيطك بالحفظ و الصّون !... "
عبرت بوّابة القصر مارّة بالحديقة و طرقت الباب الرّئيسيّ ، و ما إن فتح حتّى استقبلتني خادمتي في رثاء لحالتي المزرية : " أنظري إلى نفسك سيّدتي ! إنّك مبتلّة من قمّة رأسك حتّى أخمص قدميك ! أخشى أن تصابي بالزّكام أو الحمّى فهي منتشرة و سريعة العدوى هذه الأيّام !... "
أخذت المنشفة من يديها و قلت و قد علت وجهي ابتسامة عطف و شفقة : " هذه القطّة أولى منّي فقد عانت الكثير طويلا !... "
ثمّ توجّهت نحو قاعة الإجتماعات حيث تجمّع أفراد الأسرة القادمين من قريب أو بعيد فترأّستهم المجلس و بقيت أحاورهم ما وجب نقاشه ، ناسية للّحظات الّتي أغواني فيها الشّيطان عندما إعتقدت بأنّ والديّ جهّزا هذا الإجتماع لإقامة مقابلة زواج لي فقط من أجل تنمية نفوذ و سلطة العائلة ...

Sukaa..., lazary, FREEAL and 1 others like this.
__________________
ليتني أعود بالزّمان!
لماض ليس لي فيه سوى قلب و روح يتألّقان ببهاء!
و أنفض عن قلبي تلك الأنقاض!
محطّمة ما يغلق في وجهي من أبواب!
لأقرأ روايتي الّتي خطّها المصير على كتاب بلا عنوان في حين أذاعها القدر في الإبّان!

التعديل الأخير تم بواسطة Turpion Estival ; 12-01-2016 الساعة 12:53 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-30-2016, 12:47 PM
 
مشاركتي إستوحيتها من رواية أكتبها في الوقت الرّاهن
FREEAL likes this.
__________________
ليتني أعود بالزّمان!
لماض ليس لي فيه سوى قلب و روح يتألّقان ببهاء!
و أنفض عن قلبي تلك الأنقاض!
محطّمة ما يغلق في وجهي من أبواب!
لأقرأ روايتي الّتي خطّها المصير على كتاب بلا عنوان في حين أذاعها القدر في الإبّان!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-30-2016, 08:14 PM
 
كيف حالك ؟ أرجو أن تكوني بخير دايما...
خاطرتك جميلة وموهبتك خطيرة علي المتسابقين هه بالراحة علينا شوي
امم كما قلتي واضح انها مقتبسة من رواية لكن لا بأس فكرة فريدة من نوعها
لغتك العربية جيدة جدا في اقتباسك المعاني العظيمة
خيالك واسع في وصف حياة تلك الفتاة
أتمنى لك الفوز
__________________

الحياة جميلة لاكن علينا ان نعلم كيف نحياها
تحيات هايبرا شان
ご挨拶シネちゃん
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-30-2016, 08:20 PM
 
Red face

شكرا لك ! لقد أغرقتني بالإطراء !...
بالتّوفيق للجميع !!!
__________________
ليتني أعود بالزّمان!
لماض ليس لي فيه سوى قلب و روح يتألّقان ببهاء!
و أنفض عن قلبي تلك الأنقاض!
محطّمة ما يغلق في وجهي من أبواب!
لأقرأ روايتي الّتي خطّها المصير على كتاب بلا عنوان في حين أذاعها القدر في الإبّان!

التعديل الأخير تم بواسطة Turpion Estival ; 11-30-2016 الساعة 11:40 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-01-2016, 03:08 PM
 
خاطرة مرررة ابداع و لغتك العربية غنية بالمفردات بالتوفيق
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من الأخطاء الشائعة ! احمد اطيوبه نور الإسلام - 2 01-27-2014 07:16 AM
فن معالجة الأخطاء.. **دلوعة الرومانسية** حوارات و نقاشات جاده 13 11-30-2008 05:51 AM
فن معالجة الأخطاء اثير الورد ختامه مسك 8 09-26-2006 06:34 AM


الساعة الآن 05:19 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011