عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 03-06-2017, 04:31 PM
 
المهم أنه عجبك...

__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #52  
قديم 04-12-2017, 05:52 PM
 

[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_12_16148131447084042.png');"][CELL="filter:;"]

"نهاية التجاهل.."


كما ينقشع ضباب الكثبان الرملية هاته...
سينقشع ضباب الجهل ...
و سينتصب الحق وزيراً للحكمة و سيداً للرحمة...
و سترتفع آهات الضياع متحيرة على ما فات لتترك مكانةً لزغردة
يومٍ سيكون
الموئل و المفر ...

*******

تحدق بهم الفيافي و هي تتحسس أقدام خيولهم المسرعة ، تدعوا لهم بالوصول قبل الأفول ...
فما من خير من لقاء جيشين قد تضادت رسائلهم و تقابلت أقواسهم و تضاربت رماحهم...

"هي..هي...أسرع أيها الحصان ...أسرع..."

بينما فاحمة الشعر تحارب خصلاتها المتطايرة بالهواء الذي يجاريها و تضرب بلجامها فرسها الأبيض طالبة قرب المسير من مقصدهم...

بانت حمرة مشرقية فالقمر و الشمس يتصافحان سوية لتهب الشمس سلطتها لغريمتها ...
رصَّ مينا على أضراسه ، يأمل أن لا يستقبلهم الديجور بعتمته التي لا تعين أعينهم على معرفة الجادة...

سمع صوتها الحاد يتبعه إشارة على ظلال متراصة في الجانب الأيمن على بعد مسافة لا تكاد ترى :هناك أيها الأمير.

التفت بؤبؤيه ناظرة لها حيث شده ما لم يسمعه من قبل منها: أيها الأمير!..بريفيت ..منذ متى تنادينني بهذا اللقب ؟!

تجاهلته منعطفة في مسيرها ليلحقها هو الآخر لحيث قد تم اللقاء بالفعل...



********



في المقدمة ذلك الشاب الذي يبدي الوفاء و الصرامة و روح الفداء مع شيء مجهول لا يظهر إلا بجوارحه الساخطة على فراق لم يشأ أن يحصل، جر حاجبيه للتلامس في حدة بيَّنها و هو يحرك ذراعه الحاملة للمهند حاثاً جيشه نحو حربٍ لا مفر منها : أيُّها الجنود الأوفياء ، هيهات تطأ أقدام هؤلاء الدخلاء لنطاقنا ظلما...

أطلق صرخته الآمرة بعد هنيئة من استجابة جيشه الصارخ : فالتقتلوهم .

اعتلت صرخات الحماس مؤيدة لما قال و كلٌّ من القادة ينبئ الآخر بخسارة لا مهرب منها ...

تحركت الأقواس لتقف في مرماها ، و استقامت الرماح تهوى طعنها ...

لكن...

ظهر فيئان مصاحبان لصرخة دوت في مسامع الجميع لعلوها : توقفوا...

حارت الأعين و الأذهان معا، فمن ذا الذي يقطع نزاع القوم بأحرف ..!

تطلعت السيوف لإراقة دم الدخيل بينهم إلَّا أن ظهور من بجانبه زاد تعجبهم استفساراً...

حرَّك أسمراني البشرة شفتيه الداكنتين مذهولاً : سموَّ الأميرة !


********


اخترق ذلك العجوز تلك الجدران الملكية بعد رفع ما يملك من خشبة مختومة ، و خطى بتثاقل مقتربا من أطماعه و ابتسامةٌ خبيثة قد علت محياه ...

توقف حيث هو مأمور ،طلباً للإذن على سيده الفرعون المبجَّل ، هو حقاً يعرف كيف يستغل موقعه كفرد من حاشية سيده بَيْدَ أن أميرته الصغيرة هي من استغلته و جعلته موصل رسالتها هذه المرة...

دخل بعد أن صرَّح الحارس بإذن غابريس و ما أن دخل حتى انحنى جاثيا على ركبته اليسرى تبجيلاً و احتراما: سيدي، أتيتُ لك بخبرٍ قد يهمك ...

بدى التسائل جلياً في محيّا الفرعون : يهمننا ؟..ما هو هذا الأمر الذي سيشدنا إليه خاعيل ؟!

جهر صوت العجوز واقفاً لمن رافق مجيئه منتظراً أمره خلف البوابة: أدخل.

ورد شاب يافع رافعا تلك الخرقة الناصعة على كتفه الأيمن و مئزر بذات اللون يحيط خصره النحيل ، لم يكن هذا بالأمر الجلل بل ذلك الخيط الذهبي الذي يعلو فوق كفيه الناصعتان ....

انتفض غابريس قائماً من مقامه مبتعدا عن مرتفع عرشه ، اقترب بسرعةٍ مما يواجهه و يقابله ليرمق خاعيل بنظرة ملأها الأمل و الخوف : من أين حصلت عليه ؟!

أجابه بطوع يأمل به جائزة قدرها ما يملأ به طمعه اللامتناهي : لقد باعني إياه رجلاً أسود اللون مولاي ،قال أنه وجده على ضفة نهر النيل في النطاق الجنوبي.

رفع غابريس العجوز من ثوبه يعيد مرة أخرى ما أُخبرَ به: ماذا قلت؟...ما الذي سيذهب بحزام ابنتي لذلك النطاق..؟!

حاول خاعيل إفلات نفسه دون جدوى بينما تساؤلات الفرعون أبت الخلاص من حدود ذهنه ...

أفلته نهاية الأمر مناديا على الحارس هناك ليلبيه على الفور...

و كان أمره كالآتي :
سأخرج من القصر و إيَّاك أن يعلم أحد بهذا سواك ، فهمت؟...

أومأ الآخر ملبياً: أجل مولاي .
أتم الفرعون أموره و ارتدى ثوبا رماديا ذو زخارف فاحمة و لف حول عنقه ما يستر به و جهه و خرج نحو العلن بخفاء...

بعد ما سمع تهاوت شكوكه، فكيف وصل حزام ابنته للنطاق المخالف؟
و كيف عاد؟
و كيف توصل ذلك الشخص لبيع الحزام لهذا الرجل المعروف بكونه من حاشيته؟

إن كان الحزام مرافقاً للأميرة فهي قد عادت ، فلمَ لمْ تعد لمسكنها و مكانها؟!...

هي من أعلمت ذلك الرجل عن بيع الحزام له لا ريب ،فهي تعلم حق اليقين أنه سيسعى طمعاً في عطيته ...

ذلك يعني شيئاً واحدا، هناك ما تخشاه من هذا القصر...
هناك خائن...!

يجب عليه إيجاد ذلك الشخص ليعرف...
بأي واد سحيق رمى نفسه و شعبه بتحريك جنده لذلك النطاق؟!




********



ارتجلت من فرسها تتفرس ملامح الجند المستفسرة ، أصلحت وضعية شعرها المبعثر إثر سرعة حركتها ثم قالت بعد أن تنفست الصعداء : وصلنا بالوقت المناسب .

أمسك رسغها ليقف معها ما بين القومين ناظراً لمناديه مترأس الجيش: جلالتك!

أما مقدَّم الجيش الآخر اقترب يهز كتفي الأميرة غير مدركٍ لما يراه: مولاتي...أهذه أنتِ؟!

بأن الإستهزاء من مينا و هو يقول : تفضل و تسلم هذه السليطة ، و الأخرى سنوصلها لكم سالمة غانمة أيضاً...

بتر جملته لتمر كلمة "مولاتي " أمامه ثانيةً ليصرخ مشيرا لبرفيسا: مولاتك...؟!

زمت شفتها السفلى قبل أن تؤنب الذي فضح أمرها: خيفو، لقد كشفتني .

وجهت وجهها نحو مينا: ماذا... أنت أحمق لتصدق أن تلك الفتاة المتلعثمة في الحديث خوفاً منك هي أميرة النطاق الشمالي...لا تستهن بي.

قهقه بوجهها ليثيرها غضباً : أصدق ذلك بالطبع، فأن تكون الأميرة فتىً بجلدِ فتاة لهو أبعد عن التصديق صدقيني.

حدة عيني خيفوا تبعتها حركة مباغتة بلكمه في معدته: صن لسانك أيها الفتى ، و اعرف حدودك.

تأوه مينا بينما أمسكت الأميرة بذراع حليفها : خيفوا..لا تتسبب بالمشاكل،هو بدوره أمير النطاق الجنوبي و هنا جنوده ...
تنحى طوعاً لأمرها و عدم القناعة رفيق مشاعره الشخصية بينما هي تتبعته ببؤبؤيها العسليتان: أنت نعم الأخ خيفوا، أقدر معروفك معي...و أيضا، عزيزتك على ما يرام.

للحظة شعر بإختلاج جوارحه ، قد أجابت تساؤلات مشاعره المتضاربة منذ بعدها و بعد بريفيت ...
إبتسم ابتسامةً طفيفة ممتنة لما أخبرته به ...



********


حل صمت الجميع و نظراتهم تتبادل سر هذا الإجتماع ...

و لم يطل الأمر و إلا قائدان الجيش جالسان تحت ظل مينا الأمير و برفيسيا الأميرة ...أحدهما رمى سيفه بجانبه بينما الآخر مازال يتمسك به بكلتا كفيه المعتادتان على ثقله...

بدأ مينا الحديث الذي هو حاظر لأجله: أنتما هنا ظنا من سيديكما أن كل من النطاق الآخر قد تدخل و اختطف ولي العهد ... بيد أن ذلك ليس بالسليم ..السديد في الأمر هو ما تعرفه بريفيت...

التفت لخطأه ليستدرك :..بل..أقصد...برفيسيا ..

ابتسمت استخفافا ثم أخرجت ما لديها من حق سبب فتنة عظمى ناوياً سلب النطاقين سلمهما : الأمر أن وزير والدي رابوف طامع في الحكم لذا رماني مع وصيفتي في نهر النيل ناوياً بذلك قتلي ...

ثم نظرت للأمير مردفة: و لسوء الحظ أن هذا المستفز هو من عثر علينا ، و للتخلص من ملله اتخذ طريقه لإعادتي .. و للآن نحن نحاول إيجاد طريقة لإيصال رسالة الحقيقة لوالدي ...
لكن ، يبدوا أن كلا من والدي و والده قد التقطا الأمر اعلان حرب و تمادي...

نظر العجوز مرتدي الدرع لها و من ثم لمينا معنفا: أنظرا مافعلتما بنطاقين كاملين من فوضى ... الفرعون أخناتوس لن يقتنع بهذه الحكاية و هو يتطلع لخطأ من غابريس ليهو به أعمدة حكمه ...

قاطعه مينا قبل أن ينشئ عراك بسبب حاد العينين الجالس على مضض لنطق اسم مولاه دون تشريف او مراعاة شأن : صه يا رجل، إن والدي قد تعدى حدوده منذ أن قتل أمي ظلماً ... و أنا أرى أنه من يجب أن يسلب منه الحكم...

تعجبٌ طغى وجوههم بينما العجوز قال بتساؤل : هل تود القتال على العرش..؟

قهقه مثيراً العجب إلا أن برفيسيا أسكتته : كف عن هذا الإستفزاز و انطق ما تهدف له .
أجابها و أجاب السائل بما قال: أنا أملك عرشي حتى هنا و لا حاجة لي بعرش ذلك الرجل ... فمنذ خرجت و نطقت شفاه الناس باللعنة قد سقط حكمه الواقعي .

ضيق العجوز عينيه مستوعبا ما یرمي له سيده: أ أنت من افتعل تلك الشائعة التي جرت جلالته للجنون و تهديدنا بالقتل ؟!


تربع في جلسته سائلا براحة و هو يضع كفه تحت ذقنه :حقا؟..فعلها..

أردف بجدية ألجمت لسان القائم بجوده عن بيان اعتراض آخر: بوجود رمسيس لا أخشى عليكم ..هذا ما كنت أظنه، لكني مع كل ما فعلته ما زلت قلقاً...كيف حاله؟

أجابه و هو يخفي سخطه عليه: بخير ، يخمد نيران الغضب من جلالة الملك و الناس بدأت بالتصريح عن سخطها على ما هم فيه ، خاصة بعد أن بدأ جلالته باقتحام المنازل و زج عدد لا يعد السجن بغية الحصول عليك .

نطق خيفوا بعد صمت : من المستحسن أن تعد لحيث تنتمي أيها الأمير و نحن سوف نعود بالأميرة و ننهي طريق الحرب هذا ..

عارضته أميرته قائلة لما بدى لها من فطنة دائمة : ليس من المصلحة فعل ذلك خيفوا، إن علم رابوف بعودتي قد يشن حربا داخل النطاق فهناك مناصرين له ...و أي، هذا الفرعون كما يبدوا لن يصدق أن لا علاقة لنا بإختفاء ابنه بل سيتهمه بالكذب لمناصرتنا ...

ابتسم مينا إعجابا بتفكيرها: علمتِ؟...ذلك مثير للعجب أن تدركي عدم تصديقه لي مما ترينه من ظرف حالي فقط...

ألجمت لسانه بقولها: لست حمقاء لا تدرك جنون والدك الذي جرك للهرب... على ما أرى أنت لم تستطع عمل شيئ داخل القصر فخرجت منه لتجعل من الشعب سلاح كيدك ... و إبعاد حس فشلك الذريع.

ضيقت حدقتيها الجاحظتين متمة: أنت لا تنوي الحرب بالرمح و المهنّد ،بل تنوي إسقاط اعتباره حاكما و من ثم تعود و تجلس على العرش براحة...

صفَّق براحتيه معلنا ربحها في استنتاج ما أخفاه عن سيتي أيضا: أمر جيد منك سمو الأميرة أن تفهمي ما أفكر فيه .. لكن..أخطأت بشيئ، أنا لا أنوي الآن أن أكون حاكماً .

ختمها بلسان بارد بينما الصدمة بدت جلية في صرختها المنذهلة: ماذا قلت أيها الغبي؟!..

بسط كفه أمام فمها الصارخ مؤشرا بالأخرى لها بالصمت ، ثم تركها تجلس بصمت ممقت ....

لم تكن سوى عيني الجنديان من تتحدث بتوتر و حيرة و صدمة ...

و لا جرأة لهما على الإستفسار عن عجب اللحظة...

في النهاية جرَّ مينا الأميرة مبتعداً عن حظور المأمورين ليقف في جهة خاوية من مرور طيف ليقل لها ما اجتاح أفكاره و مشاعره منذ فترة : برفيسيا، قد ترين ما أقول جنوناً لكني بالفعل سئمت أن أكون محكورا في قصر و لا شيئ لدي سوى الأمر و النهي... منذ خرجت عرفت كيف أخدم و أُخدم...كيف أفرح لإبتسامة الآخرين و أحزن لدموعهم المنسكبة ...و رأيت العكس بهم.... لقد عشت و عملت و شعرت أني كغيري من أفراد هذا الشعب، لا كمنحوتة مقدسة أرى انحنائهم أمامي فقط...لا أرغب بالعودة لتلك الجدران و لا لذلك اللقب ، من يعلم ..قد أصبح أسوء من أبي أن ارتقيت سّلم العرش ذاك...سأدع حكمها لك و لوالدك، قبل أن آتي لنطاقكم و قبل أن ألتقيك كنت أنوي التربع على عرش الحكم لأحكم بما أراه عادلا لكني بدأت أعرف... العدل يتجلى في والدك بتربية إبنة مثلك..تتخلى عن رمزها ، و قرطيها الثمينين لخدمة الأناس الذين يحتاجونها .. هو خير من أئتمنه شعبي
.. أنت كأميرة يجب أن تدركي ما أقول، على ما أظن...

كلماته ...
أعادت لها ذكريات قد ألقى الزمن عليها غبارها ، هو ذاته...
ذلك الأمير المدلل الذي لم يتسن له معارضة والده...

لقد ذكرت..من هو،كيف هو؟...
بالكاد أخرجته من قوقعة غرفته ليتسلى قليلاً، هو ليس مثلها ..يتخفى و يخرج ، والدها يريها الشعب و يربيها على احترامهم و من قبلها خدمتهم...
الفرق شاسع ..جداًً


تنهدت قبل أن تشترك معه المحادثة هذه مخفية حقيقة ذكرياتها السابقة:
يس جنوناً ، ما ترغب به هو عين التعقل .. لكن، أنت الأنسب لمنصب الحاكم لنطاقك، قد أمقتك لكن...أشهد لك بقدرتك على السلطة و جذب قلوب الناس لك ... و بغض النظر أنت، لا بد أن ترى الشعب...شعبك مهما كان سيئا مع والدك و يرغب بموته ،لن يتخلى عن أرضه لحاكم آخر غير أن يكون منهم ...والدي سيكون دخيلا لا يقبل و هنا قد يقوموا ضده و يخلعوه من الحكم بتاتاً ، خصة بوجود أناسٍ لهم مطامع سيستغلون أي خلل في الحكم ... لذا ،يتوجب عليك أن ترتقي مكانك الذي اختصصته ، و تزرع في نفوسهم الأمان و السلم ...صدقني ،هذا هو ما أنت عليه دون أن تنصب كحاكم ، للتو قلتها... أنت لك عرشك حتى لو كنت هنا...
أنت لم تخرج لأجل نفسك بل لأجل شعبك ، رجالهم..نساؤهم..أطفالهم ..بينما قرار ترك كل شيئ هو قرار أناني لأجلك أنت فقط....ألا ترى أن غرضك قد انتفى ...


رفع رأسه نحو الأفق ، رغم أن الشمس بدأت تغيب إلا أنها تغشي العيون إلَّا عينه، بدى و كأن الشمسان في حرب ...أيهما له الغلبة ...
و في النهاية ابتسم بحنية موجها ملامحه لمجاورته : أنتِ على حق، من غير العادل أن أتخلى عن هدفي و عن سعادة الناس القابعة في كف يدي ...

"إذا..؟"

استجاب لسؤالها بإستفسار إبهام ما تريد: إذا ماذا ..؟
قالت له : ما ستفعل أيها الأمير المبجل ؟...هل ستعود أم ماذا؟

أجابها: لا، سآخذ لرأي القادم هذا...

أشار لحيث فراغ ظهر منه طيف شخص معروف لتنظر له بإستغراب: كنت تعلم أنه سيأتي؟!
أجابها: توقعت ذلك... هو الكنز الذي حصلت عليه و لا غنى لي عنه، سيتي صديق لم أرى له مثيلا برفيسيا ..

قرأت صدق ناظريه و اخلاصهما لذلك الآتي، بدى مساعدا للمفارقة روحه قبل ذاك ..لذا سألته سر جملته التي صرَّح بها : ما نصيحته الحكيمة هذه المرة هذا الوزير ؟
ضحك بخفة لقرائتها أفكاره المستقبلية : أن يختفي الجيشان ... و تبدأ حرب نطاقي الجدية دون مواجهتي والدي .

وصل سيتي و هو ينظر لهما بعين غير مطمئنة : ماحدث مولاي ..؟
نظر له مينا بغموض ليعتذر سيتي و هو يحك رأسه: آسف، أقصد مينا...

لم يجبه ليقول له بتساؤل ازداد قلقاً: ماذا هناك ..هل حصل شيئ ما؟

نطق مينا ببرود: كنت تعلم؟

فهم ما يرمي له فوجه نظره نحو حل هذا اللغز: هددتني أنني لن أرَ خيراً إن أخبرتك .

وجه مينا نظره نحو المعنية لترفع كتفيها ببلاهة : هو خشي تهورك في فعل شيئ لا يحمد عقباه ففضَّل إخفاء ذلك عليك ..حتى لو لم أعترض عليه .

تنهد يأساً منهما ليقول لسيتي: سنفعل ما أشدت به ، و أنت ستبلغ رمسيس رسالتي فلا أئتمن شخصاً أفضل منك....
ازدرأ ريقه قبل أن ينطق ذلك الإسم الذي أرهبه: قلت رمسيس ..؟!



***********


يتنقل من زنزانة لأخرى و من سرداب عميقٍ لآخر ..
ليهدئ النفوس المرتاحة و الإضطرابات الشائعة...

موضحاً أن ما بعد العسر إلا اليسر ...
توقف هنيأة و هو يبسط كفه فوق كتلة الطين التي شكلت هذا المكان المظلم هامسا لنفسه: متى ستفي بوعدك أيها الفتى؟

قطب حاجبيه الكثيفين لقدوم مرتدي الثوب القطني القصير و تقدم بخطاه نحوه ليسمع ما أتى لأجله: سيد رمسيس ، الفرعون الأعظم يطلبك .

شد على عصاه بكفه التي طبعت تجاعيد العمر عليها آثارها ثم أشار المخبر أن يرحل فهو سيلبي طلبه بعد لحظات...
نطق لنفسه في سره : . إن لم تصلني رسالة حتى محاق هذا الشهر ، سأتصرف بنفسي.



**********



استجاب الجيشان لطلب مينا و برفيسيا أو كما هو الواقع طلب سيتي بالإختفاء عن الأنظار، فهم قد سلكوا جادة لا تودي بطريق لأحد النطاقين حتى يبلغهم أمر من قادتهم الأصليين، كانت الشفاه مبتسمة و الأسلحة في الجوانب مكونة...
فلا أرواح تودع حياتها و لا قتال يسلبهم حلاوة الأمان و بعد المخاوف...

بل هنا اتحدت القلوب و اتفقت العقول على جعل العالم في رحب مينا الذي لم يسع إلا للصواب....

عاد مينا برفقة ملازميه ،لحيث زرع بذور الحياة و أجرى نبعها ...
و عندما وصل ، تفاجأ و انذهل

بهمسة برفيسيا الغير مستوعبة
"أبي!"
استدار المعني و حدقتيه الخضراوان قد جحظتا و وشاحه الرمادي قد ألقي كاشفا عن ملامحه الأربعينية...
ها هو أخيرا يلتقي بالغائبة عن ناظريه بعد أشهر ، ترتدي ثوبا قصيرا أخرجها عن نطاق إمرتها و أدخلها بين عامة الناس...

هرول نحوها يحتظنها و يشمها و يتفحص ملامحها المندهشة من تواجده و أخرج جزءاً من مكنوناته: برفيسيا، كنت قلقا عليكِ يا ابنتي.

ابتسمت إبتسامة صفراء مجيبة: أعتذر منك صدقا، لكن وجود خائن في بلاطك ردع عودتي .

ضيق محجريه مستوعبا ما أكدت به ظنونه ثم وجه ناظريه نحو مجاوريها الممسكان بلجام أحصنتهما...
دقق النظر قليلاً ليتجه نحو مينا: أنت..
نطق مقاطعاً ما قد يثير المشاكل منحنياً مطأطئاً رأسه: أرتميس في خدمتك مولاي .

انحنى التابع تابعا لمتبوعه بصمت بينما غابريس تنزل لهما رافعا رأس الحنطي الذي يقابله و إبتسامة استحسان قد بانت على محياه: فكرة سديدة و حكيمة أيها الشاب، لكن..لا أظن أنك تستطيع إخفاء كونك ابن أخناتوس...أنت هو بالتأكيد ...نظراتك التي ورثتها من أختي لازالت ترافقك.

لم يعي سيتي ما يحصل..!
يستحيل على مينا أن يرث شيئا من أخت هذا الرجل إلا إن كانت تنته بصلة قرابة هي ..أمه!!!

نظر لمينا الذي لم يبد ردة فعل و لبرفيسا الهادئة، كلاهما كان على علمٍ بذلك...

لا يفهم ، ما الذي يجري حوله..؟!

كل ما فعله الأمير أنه نطق حروفه الجدية و هو يرمق خاله: جلالتك... أتمنى أن تكون بأتم الصحة و العافية .

كانت أنظار غابريس تجيبه و الصمت يقيده، فمن يقابله بعد أعوام عدة حمل معه أنفاس من فقدها ظلما على يد ذلك الجبروت الظالم ...
ما زال يذكر حياتها و عذابها و كيف أصبحت ضحية تهديدات أخناتوس له..
تنهد بقلة حيلة حتى وقف مينا متخلياً عن لحظات عزه بين الناس متجها نحو باب المنزل الصغير الذي اتخذه مسكنا له و لحاشيته: مولاي ، حديثنا طويل .. يسرني أن تشرف وطأة أقدامك هذا المكان المتواضع .

استجاب غابريس ناهضاً تاركا خلفه ذلك العجوز الذي أتى به و هو يربت على رأس مينا بحنية: لا بأس أن تعاملني كخال لك هنا، لن يشهد ذلك أحد.

علته إبتسامة حزن قبل أن ينطق: خالي، أمي بالفعلِ تشبهك.



**********


كانت الحيرة تغزوا أفكار سيتي ، أن يكون غابريس خال مينا...و أن يكونا في محل تقابل و تضاد...
و أن تكون الأميرة و الأمير في صلة رابطة دم ..!

كل شيئ بدى جديدا و غريبا عليه...

لكن، ذلك معقول نوعا ما، فغابريس متواضع كإبن أخته...

تعامله الرحب مع بريفيت و شكرها على رعاية ابنته و الجلوس على تلك الحصيرة المتهالكة ، و من ثم تسامره اللطيف مع من عينه حارسا لبريفيت في غيابه ...
كان يوشع في نشوة فرحه بعد كل تلك الوعود من سموه ...
و بعد ذهول شابهه به ، بل فاقه به...

فهو كان يخدم سياسة كاملة و عائلة ملكية مع جهلٍ منه...

تلك راحة بعد عناء و عودة سعادة الأسرة بعد الشقاء...

قطع لطافة تلك الدقائق نظرة مينا الحادة التي تجر كل من ينظر لها للصمت رهبة منه و بهذا قاد فرعون هذا النطاق لما يريد أيضا: خالي، بعيدا عن كل شيئ... فمسيرنا هو الحرب لامحالة ، والدي لن يصمت كثيراً...و أيضا ، يجب أن تعلم أن رابوف وزيرك هو الخائن الذي يجب عليك التخلص منه .

"رابوف..قلت؟!"

نظر لإبنته طابا حق الإجابة و هي قد أجابته بتأييد عينيها و بعدها أجابت بغيظ طفولي ظاهر : ذلك الوغد أراد قتلي و قتل وصيفتي لأجل الحصول على العرش من بعدك...

كان الأب يصغي و كفيه تشدان على بعضها ، ثم صرَّح بما ينوي: لنتجه للقصر، لقد انتهت فترة السكون و التجاهل ...سيلقى رابوف جزاء أعماله، و سوف أتصدى لأخناتوس من بعده...

نطق يوشع متدخلاً : جلالتك، سأفعل كل ما بوسعي لخدمتك و خدمة هذا الشعب ...

ضرب سيتي خاصرته بذراعه: أنت، هذه جملتي أنا و لا يحق لك سرقتها.

نظر مينا نحوهما ليضحك ضحكة أودت بصرامته ثم وجه إبتسامة الرضا نحو سيتي: سيتي، دع هذه الجملة له...فأنت دوما مرافقي و صديقي .

أجابه سيتي مظهرا امتنانه: ذلك من ألطاف سمو الأمير .

باشر مينا يرمي عصى خشبية قابعة جانبه نحو سيتي : من هو الأمير أيها الأخرق؟..

ابتعد سيتي فوراً عن طريق العصا الموجهة نحوه : ماذا؟...كنت أهدف لإحترامك أمام الفرعون ..لا فائدة منك مينا.

زجر مينا صديقه بغضب: عندما أقول لك لا تناديني بذلك لا يجب عليك سوى إطاعتي.

قاطع تنافر نظراتهم قهقهة الضيف الحاظر ...
فعلى ما يبدوا، ابن أخته قد أمضى وقتا ممتعا في طيات توتر جل الحياة بغيابه...






**********



قراءة ممتعة,,,,,











[/CELL][/TABLETEXT]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 04-12-2017 الساعة 06:06 PM
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 04-12-2017, 05:54 PM
 

[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_12_16148131447084042.png');"][CELL="filter:;"]

سلام عليكم.."


كيفكم ،أخباركم متابعي ...؟

عسى أمورهم تمام و انتوا بخير و عافية...

طبعا ، ذا البارت مش ذاك المستوى و اسوء من سائقين..

ما دققت عليه كثير ..لكن قلت مش معقولة تأخير أكثر من هيك...

و من ناحية الحبكة ما أتصور ابد راح اقدر اكتب كثير ...عرفت اني فاشلة في ذا التصنيف...

المهم...

الرواية راح تخلص قريب...

بالكثير يارتين أتصور...

و اتمنى اكون عند حسن ظنكم في الجاي...











[/CELL][/TABLETEXT]
Meri Eri and lazary like this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 04-12-2017 الساعة 06:12 PM
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 04-12-2017, 09:49 PM
 
حجز حتى أعود سنباي

ان شاء الله
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 04-13-2017, 06:21 PM
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:rgb(222, 184, 135);border:2px solid rgb(160, 82, 45);"][cell="filter:;"][align=center]
سلااااااام عليكم
كيف حاالك وردة ، عساك بخير
اخييرا شئ من اعمالك التي تروى ظمأ تلذذي بالقراءة
من اين ابدأ من أين ابدأ؟؟
العنوان ملفت
كعادتك جملة مفتاحية هي تحفة
هاااا هذه البداية
لقد احببتها جدا جميل ما خطر لك ان تجعلي للفيايي عيونا تحدق
احداث جميلة و مشوقة
و
تحدق بهم الفيافي و هي تتحسس أقدام خيولهم المسرعة ، تدعوا لهم بالوصول قبل الأفول ...
...
هذه و هذه
بانت حمرة مشرقية فالقمر و الشمس يتصافحان سوية لتهب الشمس سلطتها لغريمتها ...
لزوم ابكي
يا بنت انت مدهشة في استخدام ذا العلم المسمى بديع
عبارات قسم تعجب
هل نادته بالامير؟؟!!
هاا جميل يبدو انها بدأت او تفهمت من الاساس او لا اعلم...
و جميل لحظة تجااهلها لسؤاله
و ثم وصف جميل لذاك الذي يبدي الوفاء و الصرامة و كذلك و اعجبتنى طريقة ذكرك لاعطاءه امر البدء بالمعركة..
و هذه اخرى اعجبتني
تحركت الأقواس لتقف في مرماها ، و استقامت الرماح تهوى طعنها

انت مبدعة تعجبني كم انك تبثين الحياة في كل شئ
و هذا

: توقفوا...
من هذا؟؟!!
هاا انه اميري
علما اني معجبة بصاحبه الودود اكثر
هذه عبارة اخرى ابيت ان اتجاهلها
حارت الأعين و الأذهان معا، فمن ذا الذي يقطع نزاع القوم بأحرف ..!...

و هذه
بَيْدَ أن أميرته الصغيرة هي من استغلته و جعلته موصل رسالتها هذه المرة...
كم هي ذكية هذه الاميرة الا ان وجود شخصية ذكية بالرواية تعكس ذكاء صاحب الرواية ....
انها المفضلة عندي

اعجبني سرعة استنتاج الفرعون ان بالقصر خائن بمجرد وصول ذاك الشئ الذي يخص اميرته

وصول الاميرين في الوقت المنااسب اراحني جدا و ثم عدم تصديق الجند و ثم محاولات شرح الامير كانت بحوارات ممتعة
و ايضا اين الوصيفة؟؟
لقد نسيت الاحدااث الماضية
اجتماع جميل
و الجزء الذي جمع مينا و بريفيسيا"اخطئ بالاسم دوما "
هو اكثر جزء اعجبني
جميل جدا و بها كلمات و جمل هي جواهر و حكمة رائعة
و اخييرا
و في النهاية ابتسم بحنية موجها ملامحه لمجاورته : أنتِ على حق، من غير العادل أن أتخلى عن هدفي و عن سعادة الناس القابعة في كف يدي ...
تصرف حكيم مينا
و اخيييرا التقت والدها
و معرفة الامير بان غابريس هو خاله احببته هههاا تلك السليطة كما تصفها ابنة خالك ارتميس

و ايضا
احب غابريس و تواضعه و كما يقال "ثلثين الولد بيطلع ع خالو خ "
و اخيرا خير ختام


نطق يوشع متدخلاً : جلالتك، سأفعل كل ما بوسعي لخدمتك و خدمة هذا الشعب ...

ضرب سيتي خاصرته بذراعه: أنت، هذه جملتي أنا و لا يحق لك سرقتها.
لزوم خفة دم يعني هههههه
لقد ضحكت على ردة فعله العفوية جدا

شجار الامير و صديقه الودي احبه و في هذا الفصل احببته اكثر



ختاما للمرة ال...
اعترف ان هذا ثاني فصل اقرأه بتروي في كل الرواية خ
كنت اقرأ ما سبق بسرعة لالحق بالركب خاصة اني لم اكن متابعة بوفاء ف البداية
و متحمممسة للقادم + حرام فصلين و تخلص لكن متشوقة باي نوع من نهاياتك الفريدة ستختمين
+
هل قلت اسوأ فصل؟؟
يا بنت لا يوجد ما هو اسوأ و سئ كلماتك جنان
ليس سيئا ابدا بل راااااااااااائع
الى لقاء
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
lazary likes this.
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طغى الطغاة ليطغى بروية وردة المـودة روايات الأنيمي المكتملة 83 12-19-2016 12:39 PM
مولان الجزء الاول و الجزء الثاني مدبلج (مصري) 00 fafa11 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 31 05-15-2012 04:50 PM
رنتك باسم حضرتك - الجزء الأول & الجزء الثاني ! الجوكر ! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 05-16-2008 08:49 PM
شاعر المليون الجزء الثاني 2 الحلقة الاولى مرحلة 48 الموسم الثاني script أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 12-26-2007 08:23 PM
اول حلقات شاعر المليون الجزء الثاني مرحلة 48 الموسم الثاني script أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 12-26-2007 05:55 AM


الساعة الآن 07:59 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011