عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree215Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 01-12-2017, 09:08 PM
 
حجز
__________________

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 01-14-2017, 11:05 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة leen hanawa مشاهدة المشاركة
الصور كثير حلوة
عجبتني البطله كثير
ومتحمسه ل البارت الجديد لا تاخري كثير



تسلمي على الرد الاول غلا....

فرحتيني ان الشخصيات نالت اعجابك...

ما كنت مقتنعة بها..
lazary likes this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 01-25-2017, 12:06 AM
 
السلام عليكم

يوه سنباي

كيف الحال؟؟

واااااو الرواية رااائعة حقا تستاهلين الترقية مبرووووووك

ان الرواية في قمتها لا أجد أي انتقاد

الشخصيات كما نقول نحن حبّة حبّة كل وحدة في بلاصتها (مكانها) اختيار موفق من كل النواحي..

وطول البارتات جيد مع أن الاخير طوييييل بس راااائع

أحسنت في كل شيء

مبارك لك

وسلااام



عليكم السلام غلا


من ذوقك الرفيع، يسلموا...

هههه...

سررت أنه عجبك و نال اعجابك...

و ابلغك أن لطلبه البعض ستكون البارتات طويلة شوي ، خذي وقتك في القراءة..

__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 01-27-2017 الساعة 12:11 AM
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 01-25-2017, 10:08 PM
 



سلام
أنا جيت
كيف الأحوال وردة ؟

كالعادة متميزة عزيزتي
البارت بصراحة استغرق مني وقت في القراءة
طريقتك في السرد مشوقة
لا وجود للاخطاء الاملائية
و لم تكثري من الوصف الممل للشخصيات

الان ننتقل للشخصيات (أفضل جزء أحب كتابته )
1.نوي
أفضل واحد بينهم, في عالمه الخاص لا هم له بغيره

2.هينا
في بعض الاحيان اجدها مزعجة, خاصة تحديقها المتواصل بنوي (فضولية اكثر من اللازم)
و لا ننسى ملاحقتها له
حاليا لا اعرف اين اصنفها
لنرى كم ستتغير مع مرور الوقت

الفصل كله مميز لكن هذه العبارات
أكثر من رائعة
أعدتها كلمة كلمة


[cc=<3 <3]ليلة واحدة فصلت بين يوم و غده...حدث و جديده...
هي ساعات فصلها نوم و غياب شمس عن بزوغها...
يوم واحد...
أنا و أنت و هم..
نجهل من تشاجر و سيتصالح...
من مرض و صحى ...
من كان جاهلا فعلم....
و من كان بين الخلق يمشي سويا فمات تاركا العدم من أنفاسه التي تعني،الكثير ىغيرك.. ...

نحن لا نعلم شيئا فلم ندعي شيئا لسنا بأهله....
للتعاريف أخطاء جمة...
و منها أن تعلن عن نفسك عالم...
و هذا ما لن تعترف به تلك الفتاة التي جهزت نفسها لدواما الجامعي....
هي تعترف بأنها لا تعلم..
هي لا تعلم ماتكون، و ما ستكون عليه غدا...
الإنسان يعرف ماهو به، لذا يعيشه كما هو ظاهر له...[/cc]


موفقة حب4







يا هلا فيكي قمر

اوك، سعيدة لرأبك. .

عجبني تحليلك للشخصيات بداية....

لكن قد تتغير نضرتك كثيرا بعد الأجزاء الآتية.


هو صح، شخصية نوي شي استثنائي. ...

سعدت كثيرا لتواجدك في صفحتي..
__________________

l
'optimiste ... construit dès maintenant son
propre ciel
le pessimiste ... se fait un enfer

بعض من كلماتي (أتصدقني ...)



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 01-27-2017 الساعة 12:14 AM
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 01-27-2017, 12:31 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/31_12_16148318592938261.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




"أرواح عليلة"


لم يكن الوضع سوى منظر لا يسر...
الحيطان تحدثت عن ما حال من أسى بإنهداد بعض أجزائها التي باتت مستقرة فوق أجساد القانطين و تهيئ البعض الآخر بالسقوط بعد مقاومة قد تكون عقيمة...
كانت العين تلتقط صورة المرأة الصارخة بفزع و صورة الرجل الذي يحاول رفع الصخور المتراكمة على أفراد أسرته ...
و لم يغب حظور الإطفاء لمساعدة المتضررين و المجهول حالهم...
كل شيء كان يجري بسرعة لا يحتسبها العقل زمانا لهول ما يجري في لحظاته العابرة...
فتلك الدماء التي باتت متطاشرة و تلك الملامح الفزعة كانت تبيانا للحظات قد ألفتها هينا مذ توقف الزمن الذي قابل محياها...
إنفصلت عن الشاب الذي رافقته بعدما حذرها من إحتمال حصول إنفجار آخر: إسمعي، حاولي أن تخرجي بسرعة فقد يسقط المبنى كليا إن حصلت إنفجارات أخرى .

نطقت بشيء واحد تكفل ببيان رأيها في تحذيره
" ألقاك بعد إنقاذهم..."
كل منهما انهمك في عمله بإخراجه المصابين و توجيه رجال الإطفاء للعالقين حتى شعرت هينا بكفين تتشبثان بها توسلا مع صوت صبي في حدود الثانية عشرة ينطق برجاء يأمل أن لا يخيب: أمي...أمي..إنها تحت الأنقاض ..أرجوكي ، أنقذيها.

أجاب جسدها فورا لندائه المستنجد بهلع ذاهبة معه بعد إستفسارها البسيط: أين هي؟
أشار بحيث تكون لتسرع هي بالذهاب نحوها...
خرجت منها شهقة لا إرادية حين لمحت تلك الملامح المغطاة بالدماء...
لم يكن هناك سوى ذراعها اليسرى و رأسها الدامي بينما باقي جسدها كان حبيس أنقاض كانت قبل دقائق مسكنها الآمن..
لم تتزحزح و لم تحرك ساكنا و كأن هناك ما يتغلب على إرادتها، شيء أنساها أن هدفها إنقاذ أناس لا يجب أن يقدر لهم ما قدر لأسرتها...
لاقت مسامعها صرخة عتاب ممن اختفى عن ناظريها منذ فترة :هي..تعالي و ساعديني في إخراجها عوض التحجر مكانك .
كان محقا، فمذ قابلت هذه المرأة المجهولة تصنمت لتحمِّل نوي الذي سبقها بمسؤولية إخراجها...لكن، يبدوا إن ذلك محال لذا... يتوجب عليها الحراك من فورها...

جلست تجر مع نوي تلك المرأة الغائبة عن الوعي بينما ناظري الصبي العسلية تحثهما على إنقاذ روحها عن التجرد مودعة جسدها الذي يصارع الذهاب تارة و الإياب أخرى...

لم يطل الأمر حتى ظللتهم أشعة الشمس بدفء يحنوا على قلوبهم المعتلة، حيث سلم نوي و هينا الإمرأة التي أخرجوها لسيارة من سيارات الإسعاف الواقفة قريبا ...

وجه نوي بؤبؤيه السوداوين نحو سبب غيضه ، تلك الفتاة التي كادت أن تكون عقبة إضافية له بسرحانها ...قال لها بلحن ملأته الصرامة و العتاب: حقا، ما كنت تفكرين به بينما المرأة تصارع الموت؟.. فتاة حمقاء.
“حمقاء!”... هو لا يعلم سر حماقتها على حد قوله...
لكنها لا تنكر أن الحق معه، لحظة واحدة كانت كفيلة بخسارتها ، لذا أبدت إعتذارها بهدوء : آسفة ، أنا لم أكن على ما يرام.
أفزعتها صرخته التي حملت بعض الإنفعال في طياتها: و هل هذا عذر؟!...لم يكن عليك تتبعي مادمت عديمة النفع.
زفر زفرة ثم أرخى كتفيه ليتلوه جسده ليجلس مسترخيا على بعد أمتار على رصيف الشارع الرئيسي مستعيدا بعض القوى التي إضمحلت من إنهاك لم يكن يتوقعه و
بعد لحظات صمت كانت دليل واقع بالنظر لذلك المجمع السكني نطق مخاطبا ذاك الملوث بمزيج من التراب و الدماء مع بعض الجروح التي بدت حرقتها عليه توا:لا تقلق كايروا... ستتعافى والدتك و تعود لك قريبا.
أومأ المدعوا كايروا ممتنا بينما هينا باتت بحيرة من الطبيعة الجديدة التي ظهرت من زميلها عاشق العزلة على ما بدى بهذين اليومين ، قد يكون السبب هو ما اتضح لها الآن أن من كان يرمي له بقلقه هو هذا الفتى الذي تراه...
وجهت وجهها لذو الطبع الكاتم كشعره ربما: ماذا ستفعلان الآن بعدما انهار مسكنكما؟
أجابها كايروا ماحيا عنها آثار الأسى نسبيا ببعض التباهي الذي بدى عليه: حسنا، لا مشكلة لدي مادام أبي يملك النقود..سنجد مكانا بسهولة.
أردفت لذاك الصامت يحدق بما كان سيدخله اليوم كما مضى : و أنت؟
ظهر عليها بعض الإنزعاج الذي أنتج تنهدها و حركة كفها التي ربتت على كتفه: أنا أكلمك..
عاد بنظرته الخاوية عن كل معنى لها : ماذا؟
تنحنح كايروا متدخلا في محادثتهما: نوي، كن لطيفا مع حبيبتك حين تكلمك..إنها تود الإطمئنان عليك .
اصطبغت هينا بالحمرة بينما تصدى نوي للجواب دون أدنى اكتراث بالموقف: من قال إنها حبببتي؟!
أظهر بسمة خبيثة ليقول: خطيبتك إذا...
نظرة عتاب من هينا و نظرة ذات هالة سوداوية من نوي جعلته يزم شفتيه بتفكير مبهم قبل أن يرفع كفه ليحك بها وجنته بإحراج: حسنا، أسأت الفهم نوعا ما... فكما تعرف، أنا لا أرى فتيات يتحدثن معك بالعادة ... إذا، هي صديقة عادية...
قاطعه نوي بنوع من الحدة: و ليست صديقتي أيها الفضولي...لا تحاول استدراج ما لا حقيقة له.

لم يكن ذلك سوى تطفل مزعج حقا ، لكن... لا بأي بالتفاصيل عن هذا الصبي في الوقت الحالي...
هذا ما جال بخاطر هينا لتبين موقفهما : حسنا، نحن زملاء جامعة منذ يومين و صادف أن يكون طريق عودتنا الإتجاه ذاته.
أطلق نوي كلمته المنتصرة: توضح الأمر..؟

رفع كايرو إحدى حاجبيه بينما أنزل الآخر مطلقا آخر ضربة لديه لإستصغاره نوي: هيي، لا داعي للغضب نوي... المسكينة هي الفتاة التي ظننتها تمت لك بصلة، فكما نعرف جميعا ...لن تضحي فتاة لطيفة بحياتها لجحيم معك.

كانت عينا هينا تحكي عن رغبتها في إخراج ضحكتها المكبوتة فعلا ، إلا أنها فضلت الصمت الذي يستفزه ..فقد أحسن هذا الصبي أخذ جزء من حقها منه..
أنهى نوي جلستهم الثلاثية بإشارة لما خلفهم قائلا لذو الشعر البني الباهت: كايروا، ستتحرك سيارة الإسعاف .. إذهب لأمك.
نهض كايروا مبتعدا من فوره ليطلق نوي تنهيدة عميقة: لا أصدق، له طيلة بال حتى في هذا الوضع الصعب .
كان يظن أنه تخلص من موقفه إلا أن جملة الفتاة ذات الصوت الناصي أفهمه خطأ ظنه: تهرب جيد ..
شد على كفيه مقاوما منها رغبة الإستفزاز، فشيء تافه كهذا لا مكان له في ضروفه الحالية....

و هذا ما نبهته به مجاورته حيث قالت بتساؤل يجهل الكثير: ماذا ستفعل؟...ستعود للعيش مع عائلتك ؟
لاحظت تزلزل شيء من السكون داخله ليرف له جفن يقارن بمعاني جملته التي فمهت مغزاها رغم برودة لحنه : لا عائلة لي لأعود لها... إنهم في راحة تامة بنومهم في قبورهم.
حدقت في فراغ قبل أن تخرج جملتها المواسية و المتناسبة مع غرابة تصريحه: آسفة، لم أقصد تذكيرك بالأمر...

أكملت بعد هنيئة : لكن ألا ترى تعبيرا كهذا غريب بعض الشيء؟!
لم تتلقى ردا لفظيا بل حركيا حيث هجر مكانه متجها المعلوم ، و هي لم تطل المكوث كثيرا فقد استقامت ناوية العودة حيث مسكنها علّه يداوي قلبها ببعض السكينة...
**********



أيام مضت بتتابع شكل حلقة تسمى أسبوع من أربع الشهر...
احتفظ بصيغة كل شيء طبيعي ، حتى أن مسيرها خلى من تواجد رفيق دربها المؤقت..
فاللقاء بات محصورا في قاعة الجامعة على الأغلبية ، و هو ليس إلا لقاء اتسم بالتجاهل و الخوف مما يقابل كلا الطرفان...
بل بات تهرب نوي من النظر لزملائه أمرا جليا للجميع...


قد يتخلخل بعض الساعات أسئلة تنهش عقل هينا عن أسرار ذلك الإنفجار ، و عن ما آل على قاطنيها و منهم زميلها الذي تقابله يوميا تقريبا، إنما لم يكن لتلك الأفكار يد في تغير أحداث الحياة الروتينية...
فاليد الكبرى في سبيل التغير الجذري كانت في امتثال ذو الشعر الفاحم المائل للزرقة في زوايا مكان عملها...

شدها بهالته المجهولة كالعادة لتشيح بوجهها مبتعدة عن محط نظره ، فمجيئه لن يحمل خيرا لها و هذا ما تجزم به ،فرغم قصر الأيام و قلة الدقائق التي عرفتهما ببعض، كانت لها فكرة جيدة عن ما سيؤول له تقابلهما حاليا...
خاصة ، و هي بهذا المنظر المحرج

كانت قريبة الوصول لمأمن منه لولا صدى صوت شاب في الأرجاء اعتلى مناديا لها: أيتها النادلة...
إلتفت تجاهه مكرهة بإبتسامة كاذبة غدت ترتسمها كباقي النادلات يوميا: ماذا تطلب سيدي؟
حاولت جمع شتات تركيزها لتسجل طلب الجالس واضعا قدما فوق أخرى و ذراعا بسطها على حافة كرسيه الفضي ..” طبق من اللحم المشوي و المقبلات”
نطقت لما أراد جهرا و انحنت مستديرة نحو الشخص الأسوء...
حقا، لم يجب أن تقابله...و هنا..!
ازدرأت ريقها و حاولت الهروب بعدستيها من بؤبؤيه المحدقتان بزيها النيلي ذو الأطراف البيضاء الذي يصل لركبتيها مع جورب أسود قد التقى بحواف فستانها مع الشيئ الذي علق عليه أخيرا بعدما وصل لرأسها : تاج جميل أيتها الكاذبة جالبة الحظ السيئ.
دوما
ما كرهت هذا الطوق المشرشر الناصع فوق رأسها، إلا أن كرهها للساعة التي قادته لهذا المكان كانت أعمق في نفسها بعدما تلقت منه في ثانية..استصغارا و تهمة و رؤيتها كبوم شؤم...
زمت على شفتيها الزهريتين بحنق قبل أن تنحني مخبأة جهر ملامحها بالغضب منه : أهلا بك سيدي في مطعمنا المتواضع.

بنطاله الناصع هو كل ما أوقفت بؤبؤيها عليه و هي تصغي للكنته التي لم تخرج من برودتها الرزينة : أشعر بالغثيان.. إن سلسلة الكلمات هذه لا تناسبك...

أردف بخبث التقطته في تتمة جملته : لكن العمل ..بلا.

قد تكون هادئة الطبع، ظاهرة اللطف..لكن، للصبر عندها حدود قد بدأ نوي بتجاوزها....
سعت لإختتام هذا الوضع المخزي أمام الملأ بقولها: مزاح جيد سيدي، في ماذا أستطيع خدمتك؟
أشار بسيارته للطريق الموصل بين خطواتها: أن تفسحي الطريق الذي سددته علي منذ خمس دقائق .
تداركت ذلك مبتعدة بعدما أعلنت عن أسفها الذي لم يكن يعني شيئا و هو مر ليتجاهل بعد لحظة مشاداة الأعين التي حصلت توا جالسا على كرسي واضعا كفيه المتشابكتين على الطاولة المغطاة بالقماش الرمادي ذو البطانة البيضاء...
أغمض جفنيه متغاضيا عن الإندماج مع محيطه ، مغلقا على نفسه قوقعة التفكير بسر إنزعاجه الدائم من هذه الفتاة التي تدعي اللطف بمجاملاتها...

تلك الإبتسامة التي تخفي واقع موت الروح الذي استسقى كأنه بنفسه، يجره للغيظ فعلا...
أنزل رأسه ليتوارى بين كفيه معيدًا استنكاره من هذا الإدعاء، فهو على عكسها لا يرضخ لطباع المجتمع الإنساني، بل يُرضِخ المجتمع لشخصيته و طباعه دون التستر خلف قناع لا يتسم به...
بالضبط، عكس تلك الفتاة التي ما أن تمر عليه يستشعر منها برودة المشاعر خلف تمثيل متقن...

ذلك عين تزوير الحقيقة...

لم يطل المكوث بل أكل ما طلبه من طبق رامن ثم خرج تاركا الراحة لتتسلل قلبها، فهي غنية عن مشاكله في مكان قد هددت للطرد منه منذ فترة بسيطة...
تنفست الصعداء داعية أن لا تواجهه قريبا قبل أن تنزع زي مسؤوليتها ، فعلى الأقل ليس إهانة أخرى من لسانه ذو حد السيف و عينيه الثاقبتان هنا...

احتظنت نفسها لبرودة لامست بدنها ما أن وطأت قدمها خارج المطعم الذي اعتلت فوقه لافتة بيضاء مخطوط منتصفها إسم _مطعم ساهيكاشي_ باللون الأسود العريض ، ثم التفت نحو المتنزه الذي اعتاد مرورها يوميا في طريق عودتها، و في عبورها استوقفها النائم بطوله بشكل فوضوي على العشب...

قميصه الأزرق الداكن مجعد و بنطاله الأبيض قد تناثر عليه بعض خضرة النبتة التي تحته... حقا، لم يكن لذلك المنظر يعني الكثير لوحده...
لكن...
مع حقيبة يدوية قد قطع لونها الزيتي بعض الثياب المبعثرة ، قاد ذهنها لإستيعاب أنه ..مشتت...
انحنت بغية إيقاضه لكونه في معبر المارة بالأغلب ، لكن تذكر ما حل بمسكنه ردعها و جرها للتنازل عن رغبتها هذه ، فلا شيء يعنيها أيضا ... لا بد أن يجد حلا قطعيا في النهاية...

هذا ما كانت تكرره طيلة طريقها ، بينما يأبى لها الضمير إلا إنتشال الراحة قبل تناولها عن رأيها.. فكيف يرتاح الضمير ؟!


و كيف.. ستريح نفسها؟!


*********

تفاوت صباحه عن سوابقه هذه المرة ، حيث وقفة منها لدى طاولته ، كف مبسوطة أمامه و تقطيبة حاجبيها دقيقين قد إجتمعت قرينة مطالبتها بتفسير لما سمعته قبل ساعات لم تصل الأربع و عشرين بعد...
تنهد بعد لحظات من تدقيقه على أوراق بحثه القصير لينطق مستسلما لإزعاجها: ماذا؟
تنحنح بدى قبل إنطلاقة صوتها الناصي الممتزج بحدة نسبية: بربك ، من أين أتيت بذلك اللقب السخيف..؟

التقطت فهمه لامعة ظهرت على سواد حدقتيه لكن لسانه لم يستسلم سوى المماطلة التي تثير أعصابها: لقب...؟!

ضربت طاولته مبدية مدى سخطها : هيه، لا تقل أنك نسيت من هي الكاذبة جالبة الحظ السيء... كان لطفا منك.

عاد للنظر بأوراقه بعد أن رفعها متهربا من النظر لهينا : هل أخطأت فعلا..؟ أنت ممثلة من الدرجة الأولى يافتاة... و ، ألا ترين أن دخولك لمسكني جلب له الدمار في ظهيرة اليوم التالي...أنت ، داء لا دواء له...

إشتعلت عينيها بغضب شد المتواجدين لتوقع حرب حاطمة من شخص غير منتظر ،
كان جليا لجميع من يشهد اللحظة أن هينا خرجت عن زمام طبيعتها المألوفة عندهم، و هذا ما أثار عجب الوافدة في تلك اللحظة لتنطق بصوتها الجهوري مستفسرة: ماذا يجري هنا بحق رب السماء...؟!
لم تتلقى إجابة غير الصمت بنظرات مرتكزة على صديقتها الممتثلة قرب كتلة الثلج المتحرك، اقتربت خطوات ليتبعها البعص بحذر من إنقضاضها عليه بعدما تفوه به ...



“ أه، عن المبنى... ما هو سبب الإنفجار؟”

تكفلت جملة هينا هذه برفع بطاقات البلاهة على رؤوس الأشهاد ، فتقلبها مئة و ثمانون درجة كان بالأمر العسير تفهمه...
فبعد تلك النيران المشتعلة حولها، إنطفئت يتسائل بريئ تلقاه هو برد يعبر به سد أبواب الأسئلة : لا شأن لك..أظن.
التفتت هيلين ما لم ينتبه له الباقون المنشغلون بالصدمة: أنت... من سكان المبنى العائد لعائلة -غيونشي-...؟!


أتحفها بنظرة اكتفت بإبعادها و إبعاد الجماعة المجتمعة خلفها مخففا عن نفسه الشعور بالإستماع بينما اتخذت هينا مجلسا عنده مصممة على إشباع فضولها: أخبرني... مؤكد أن الشرطة حققت مع ساكني ذلك المبنى السكني و عرفت السبب، ماهو؟

أجابها ناطقا ما قد يوقف وطفلها بينما عينيها تتلألأ مبتغية ما لا يجب أن تعرفه: سهل...أنتِ.

أمالت شفتيها بإحتجاج نسبي مطالبا بالحق و الشيئ سواه: بجدية.

بسط كفه على جبينه ليمررها على سائر ملامحه مكررا في نفسه ” كم هي عنيدة هذه الفتاة.”
قال بشيء من الغيظ المكتوم مكتفيا بما سيخلصه منها: لا أعرف الكثير...على ما يبدوا ، إن هناك أحد الساكنين في المبنى كان يملك معلومات عن عصابة ما، و قد حاولوا إسكاته...
توقفت شفتيه عن نطق ما قاله في نفسه تتمة لما سبقه..” ربما إسكاتي أنا أيضا”

**************




“ الأسوء في الإختباء على الإطلاق”
هذا ما نطقته هيلين و هي تلوي جسدها الرياضي بإنزعاج صارخ في ملامحها التي جرت هينا لمجاراتها متغاضية عن النظر نحو المتسلل خلف الجدار : أنت خير من تعلم سر تصرفه هذا، هو يحاول أن يلفت انتباهك يافتاة.

أوقفت هيلين جسدها عن تلك الحركات لتتجه نحو منشفتها القابعة على حافة مقعد خشبي هناك ، بينما وجهت ما لديها آمرة: أرجوك أن تبعديه من هنا، إنه يشتت تركيزي و لا أستطيع الأداء جيدا بنظراته هذه.

تركتها هينا متجهة نحو من اتخذ له مكانا مكشوفا خلف الأسوار الخضراء الطويلة هناك : هل تتوقع منها مسامحتك بعدما قلته..” أنت جزء من إنجازاتي التي اكتسبتها..”..؟!..متى سوف تأخذ عبرا من مواقفك الهزلية هذه؟

اكتفى بالتحديق صوب سالبة لبه التي اندمجت مع عالم التنس الذي تعشقه، مع كل ضربة من مضربها كانت تلتف خصلاتها الطويلة التي ربطتها كذيل حصان حول عنقها الطويل، لتسأله هي سؤالا لا غرض له سوى شد إنتباهه : أ تسمعني؟

أخذ تنهيدة عميقة مجيبا ما سلف من إنتقادها:عامين و لم تعتد على أسلوبي، تلك ليست بمشكلتي هينا..هي مشكلتها.

رفع يده لتتمسك بالسور الفاصل بينهما قبل خيط الأمل الذي يبزغ بها: هينا، أنت تستطيعين إقناعها بالتنازل.
أكمل طلبه بعينه المسترجية ثوان قطعتها بإشمئزاز منه داخلها: لن أفعل شيئا، لست مسؤولة على التكفير عن أخطائك.. إذهب و اعتذر لها و كفى.

اعترض من فوره لهذه القساوة التي لم يعتبرها عدلا يوما : هي، أنا كنت أمزح لاغير. .إن كنت سأعتذر كل يوم لها لن نكون على وفاق يوما...

تفاجأت هينا من مسافة المتر التي باتت بينها و بين الساقط إثر صدمته من كرة تنس فاقعة الصفرة، ارتسمت إبتسامة توعد نيابة عن صديقتها المستهدِفة : أظن، أهدتك ما لديها اليوم، و ليس من اللباقة أن لا تشكرها عليها .
نطق بتلكأ أوضحه شحوب ملامحه : حسنا، سأعتذر..على كل هذه ضريبة حماقتي.

نطقت كلماتها الراضية بجفاف يوحيه بسوء طالعه: قرار سليم .


************


القلب يستبشر بخير ابتهاج بلحظه في قسمات الأعزة، و الملامح ترسم على الشفاه علامة الرضا لفرح يستولي على قلب الشخص المحبوب لديك...
لكن, ما هو مفهوم المحبوب؟
و من هو العزيز...؟
فعل هناك أحبة أغلى من الوالدين..!
أم هل هناك في الكون ظل عزيز كما للأخوة التي زادتها تماسكا دماء قد تدفقت في العروق ...!


فبعد فقدهم، ما الذي يجب أن يكوِّن هذه المفاهيم التي باتت قيما لا تشكل معانٍ لها...

شعورها بالضياع رحب بقساوتها التي غلفتها بإبتسامة زيَّفت ما تستبطنه من أفكار، فهي لا تعرف كيف تتكون السعادة لسعادة الآخرين، و لا تدرك ما هو تواصل الروح قبل الجسد...
كل ما تبقى لها أن تحتفظ بشيئ يسمى الإنسانية التي تجلت في وحدتها...

أجل، وحدتها التي ستقطعها بقرار يزلزله العقل


فكيف للعقل أن ينفي سوء التقرب من شخص قد يعود ماضيها متجليا به..؟

و أنّى لها تتجافى عن مد يد العون ..أليس ذلك عين القسوة أنتجها توهم لا دليل عليه..؟!

استغلت رؤيتها لمن كانت تبحث عنه يتفحص حدقتيها الواقعتين يخرج من بين الحشود متعديا أسوار الجامعة للتهرب من تسامر حديث لا طائل منه ، حديث اكتفى أصحابه بتجاهل وجودها لإندماج طال انتظاره بين هيلين وذو الشعر الرمادي، فانحنت مودعة قبل ابتعاد فوري لم ينتظر جوابا : إذا، سأترككما لوحدكما الآن.
خشت بلحظة أن تفقد أثره نتيجة سرعة خطاه ، لكن سرعان ما لمحته فاتجهت نحوه ، متصلبة الجسد أمامه ناطقة حروف حازمة: انتظر، لدي ما أقوله لك.
لم يبد منه سوى كلمة أنبئتها عن تجاهله المسبق و رفع حاجب يحثها على تركه بدلا من الإفصاح
” أسمع”
كلمته التي لم تحو غير البرود هزت وثوقها بما ستنطق أكثر من قبل ، فبات التلكؤ و التلبك مصاحبا بكلماتها التي زادت نوي حنقا: أنا...أنا...ل..لقد...
أوقف كلماتها المتقطعة عن الإستمرار حاثا لسانها عن التحرك : قولي ما لديك و إلا سأرحل.
أخذت نفسا عميقا يعينها على مهمتها ثم أطلقت العنان لفكرتها المستقرة كي تتصدر الحروف: حسنا، لقد رأيتك بالأمس و أنت نائم في المتنزه، أظن...تستطيع أن تأتي لمنزلي عوضا عن ذلك ريثما تجد لك مسكنا، بيتي ليس سيئا كثيرا و هو واسع نسبيا ، و أنا.. أعدك أن أحاول تحملك كضيف لهذه الفترة المؤقتة.

حقا، لقد استرسلت بلسان تجاهل ملامحه التي ارتسم عليها الغضب الذي يزداد مع كثرة حروفها ، و ختمت حديثها بمسك فتح شذاه بما تلقاه نوي استهزاءا و استصغارا معا...تتحمله!

لكنه اكتفى بحرفين وضعا للرفض القاطع لموقفه

“لا”
تجلببت بقناع السخط من تصرفه : هي، أنا في صدد مساعدتك...أن تنام في ذلك المتنزه و بجانبك حقيبة ثيابك ليس بالأمر المطلوب منك على ما أظن.

مشى خاطيا هدف كلماتها مجيبا : شفقتك لا داعي لها،و أظن..لا شأن لك بي، أنا أستطيع تدبر أموري.
أسمعته آخر ما لديها عل ذلك يخفف من حرارة غيضها: لنرى كيف ستتدبر أمورك .

لم يعرها انتباها فعليا بل تخطى الشارع العام آملا البعد عمن سحقت بكلماتها شيئا طالما حاول المحافظة عليه...الكبرياء!

عبر بوابة تفكيره لمشكلته التي لا تبدوا عادية بتاتا، متذكرا كلمات المحقق ذو اللحية الخفيفة بالبارحة
“لقد وجدنا بقايا قنبلة موقوتة في شقتك أيضا...”

أحنى حاجبيه مستقبلا تقطيبة خفيفة باحثا عن سر ما يجري حوله، إن كان كما يتوقع فذلك ما له من الغرابة بمكان...
هو دوما ما كان شبح يظهر متى شاء و يختفي متى شاء...فكيف لهم أن يعلموا مكانه..!
إلا إذا..
تبدل جوهر من الجواهر لفحم أسود ، راسما بذلك خيوط خيانة لا تغتفر


وصل لذلك المجمع التجاري الذي بدى مخصصا للملابس و الحقائب فأخرج كفه من بنطاله الجينز بغية فتح الباب بكفه التي انبسطت على بابه الزجاجي ، و ما أن دخل حتى واجهه الشاب ذو الإبتسامة المرحة و المتفائلة : أهلا بك نوي.
اقترب نوي من تلك الزاوية التي حوت كرسيا من حديد ليجلس عليه معبرا عن مبتغاه : الحقيبة، إئت بها.
لم يظهر أثر جفاف نوي على قسمات ذو الشعر الكستنائي ، بل نطق و هو يرتب الملابس في أماكنها المخصصة لها: دقائق و آتي بها.
ثوان من تحدیق نوی فاجآت الشاب عشرینی المظهر بسؤال لم يتوقعه: كيوشيرو ، أخبرني.. هل حصل جديد للعمل هذه الفترة؟
تغير المدعوا كيوشيرو بتوسع حدقتيه العسليتان ، و شحوب وجهه الحنطي أكد انوي صحة توصلاته مبدئيا، بينما المنصرم التفتت بكامل جسده النصف جالس له ليسأل بدوره: نوي، ما الذي جر فضولك للبزوغ من سباته بعد عام كامل؟

أسند ظهره مستويات بجلسته مجيبا بصراحة: لقد وجدت قنبلة تحت ركام الشقة، كانوا بستهدفونني.
زم كيوشيرو على شفتيه بتفكير قبل أن يقول ما أدهش نوي بجدية: اختطفت سايا قبل أسبوعين.
تمتم بما أبدى إنزعاجه الشديد بأسلوب لم يبدي ذلك بالفعل: سحقا.
ترك مكانه آمرا مقابله بالعجلة: سيصل الرئيس في أي وقت، لا يتوجب عليه أن يعرف بمجيئي هنا.
هجرت ملامحه ما كان من جدية ليعود كأن شيئا لم يكن مطلقا ضحكة خفيفة: بالضبط، فهو قد عين لك زنزانة خاصة و مع حسن الضيافة أيضا.

شد السامع بسيارته و إبهامه على جبينه تهربا من تصور ما سيحدث إن تم اللقاء بذلك الرجل الذي يستغرب مكانته...
شخص مستهتر مثله ، كيف له أن يُنَصب رئيس مركز أعمال سرية دولية، و ذات خطورة جمة!


**************



“٦:٥٥”
“٢٧-١-٢٠١٧”

هذا ما أظهرته معلومات هاتفه المحمول الذي يقابل وجهه المستلقي..
أنزل ذراعه ليرفع جسده تهربا من التصلب الذي خدر أطرافه نتيجة امتداده على المقعد الخشبي طيلة الليلة السابقة...
أطلق زفرة إستياء من بزوغ يوم آخر ثم هتف بشيئ دون مقدمة: فتاة مثلها... توهمت أنها لا تفهم معنى الشفقة... لكن السخرية، أنها أشفقت علي...

همس ناهضا يرتب أفكار يومه
“حظك بالفعل لا يحسد عليه نوي”


و هو يرفع حقيبته الزيتية معه متجها بحيث يستطيع ترتيب مظهره، إلى حيث الحمامات العامة..
أخذ حماما سريعا و ارتدى قميصة الرمادي و بنطال جينز آخر ثم خرج بحيث هو موجه بالإكراه كباقي قرارات حياته ، فيجب على شخص مثله أن يأخذ الدرجات العليا و يظهر بمظهر يتناسب مع ثرائه الفاحشة ، حذار تشويه سمعة الذي يدعي كونه والده...

أطلق نبرة ساخرة بمرور هذه الفكرة العابرة : أبي..هه






وصل الجامعة حيث تلاقت عيناه لذو الشعر الرمادي لوهلة، كانت نظرة بثوان فهم منها المعاتبة و السخط ، إلا أنها لا شيئ في نظره ، لذا تركه عائدا يتحدث مع الشقراء الصارخة أمامه متجها لداخل المبنى...


إزدرأ ريقه من الكابوس اليومي الذي يعانيه بوقوف رئيسه مستندا على الحائط الجانبي مندمجا مع هاتفه المتطور، يبدوا أنه وجد لعبة إلكترونية جديدة قد ألهته عن ماحوله...


شكر ربه مرة أخرى على عدم إنتباهه له ، ليأخذ خطاه تسير نحو المستقر الأخير حيث سيلقى تلك الفضولية المدعية، لا يعرف ماذا تريد بتظاهرها لنفسها باللطف الزائف...
لكنه لن يسمح لها بالإقتراب منه، لن يكون سلاحا موجه نحوها لتكن له مصيبة أخرى. فما لديه من المشاكل تكفيه لطيلة عمر...

منها
ماحل بجيرانه في المبنى الذي يقطنه...

ما أن دخل حتى واجهته بنظرة غامضة رافعة رأسها من الكتاب الذي بين يديها، خطى خطوات يستشير بها نفسه حتى اتخذ قراره بتغيير المسير لمكان منعزل آخر، فذلك ليس صعبا في هذا المكان المتسع..

ارتسم طيف إبتسامة راضية مما توصل له ثم
جلس في مكانه الجديد تحت أنظار الظنون التي حملت تصرفه على مشاداة الأمس هنا، بينما هيلين اقتربت من هينا وقد تهلهل وجهها مستبشرا لتبارك لصديقتها بُعد علامة الشؤم التي يترائى أمامها يوميا..


بينما
لم تكن هينا في غير الذهول، فحقا... لم يجب عليها أن تعاتب على قرار يبدوا صائبا...!
داخَلها التردد من تصرفاته التي باتت عقابا لروحها الآن...


*************


شرود، سرحان، و حكر نفس في عالم توحد لا يدخله غيرك...

قد تود حل مشكلة، و قد تبتغي رؤية الحقيقة، و قد تستهدف جمع فكرة تزيل سوء التفاهم الحاصل...


لا يعرف سر هذا الإنتقال الذهني و هو يتستر خلف الصمت بهدوء تام، لكنه في كل الأحوال يأبى أن يترك ساحة الواقع خلية من آثارٍ قد لا تبتغيها النفس بل قد تهرب منها...


كاللذي حصل توا بإنسكاب طبق الحساء الحار على تلك الإمرأة الأربعينية ظاهرة الثراء..!

نهضت مدهوشة مما حل بها و بثوبها الحريري الأحمر ، فصرخت مفزعة كل من وجد بين تلك الزوايا معاتبة هينا التي كانت المسؤولة عما حصل : أنظري ما فعلتِ أيتها الحمقاء، يا إلهي..
أردفت الواثقة بإنحنائة تظهر الندم : أعتذر سيدتي.
وجهت نظرتها التي كادت تأكل عينا من حدتها: ماذا يفيدني هذا الأسف الآن؟...
أكملت كلماتها الصارخة نحو هينا التي استقبلت موقفها بصمت: أنصحكِ بالذهاب لطبيب يفحص عينيك..على ما يبدوا أن هناك عمى قد أصابها.

تصدى للموقف رجل ثلاثيني ذو ملامح متفهمة، حيث تقدم من السيدة التي اكتُسِيَت بغضبٍ عارم: أنا أقدم اعتذاري لك سيدتي، إن هذه النادلة ليست على ما يرام على ما يبدوا.. سنعوضك بطبق آخر على حساب المطعم، إهدذي رجاء و لا تعيري موضوعا كهذا اهتماما...

كانت تصغي بكلماته المجاهدة بصدد تهدئة الوضع و هي تتمالك نفسها، فعندما يعتذر السيد هاك مدير هذا المطعم...يعني أنها في معضلة يصعب الخروج منها و هذا ما حصل حيث تلقت منه تهديدا مبطنا تحت إبتسامة عينيه العشبيتين : آنسة هينا، تستطيعين أخذ إجازة للراحة اليوم ، ذلك أفضل من أن تزداد الأمور سوئا و أضطر لإهدائك عطلة دائمة .


لم تترك تعليقها على ما قاله و هي ترتدي ملابسها، فمن الواضح أنه كان يقصد
“ سأطردك إن تكرر الأمر”
لكنه اكتفى بلسان الف كالعادة...
تنهدت عائدة لمسكنها ، ممضية وقتا لا بأس به في ما يسهيها عن سوء هواجسها و أفكارها المتلاحقة...
حتى تحامل عليها الحزن غالبا تصلبها و تجلدها

لفت لحافها البنفسجي الباهت حول جسدها المرتمي على الأريكة جلدية الملمس عله يسد منافذ تلاحق الذكريات التي تفسد راحتها كالبرد الذي يتسابق لملامسة أطرافها...

غیرت بقنوات التلفاز الذي یقابلها علی بعد ثلاثةأو أربعة أمتار ، إلا أن لا شيئ غير تعكير مزاجها و أدخل صفوها الراحة..
رمت جهاز التحكم من يدها سامحة للدموع الحرقة بالتعدي على وجنتيها السهلتين، معاتبة الأيام التي رافقتها بسوء دوما...

ليتها..
لم تذق طعم التشرد نائمة في ذلك المتنزه بالذات

لم تكن فتاة لا دفء لها إلا حجر أخيها فوق ذلك العشب الذي كان مضطجعها
و ليتها
لم ترى ماضيها متجليا في ذلك الشاب مرة أخرى


استشعرت مكان ملجأها الفارغ لتهمس بتكرار بإسمه عسى أن يسمع مناجاتها و استغاثتها....
“فايك”


هي لا تعلم حقا
هل أخطأت في حق زميلها الذي التقط مساعدتها شفقة و مذلة؟!

أم
هل تسرعت في الحديث أم صياغة الأسلوب لم يكن رحبا معه..؟!

كان قاسيا بكل الأحوال
أن يُتَجاهل أول قرار لا يشوب إخلاصه إدعاء و تظاهر

لا
هي حقا لم تقصد المعونة له بكل حال

هي كانت تعين نفسها
تعالج روحها
و هو ليس إلا وسيلة تحقق رغبتها
إذا، لا حق لها بمعاتبته على ما شأن له به...

سرعان ما
استعادت تداركها لنفسها مع صوت الجرس الذي أعلن قدوم شخص غير متوقع، نهضت بعد أن كفكفت دموعها متجهة الباب لتجيب الآتي المجهول


لم تتصور حقا أن يكون هو ...!

ذلك الشخص الذي حطم أمنية هي أملها الوحيد في أن تشعر أنها مازالت تفهم الصعاب و تدرك بشاعة الأيام التي يقضيها شخص مثله..
أي أنها إنسانة ذات مشاعر..

لم يمنعها ارتدائه لقبعة نيلية اللون من تمييز ملامحه، تلك البشرة الثلجية و النظرة الحادة مع ذاك الأنف الطويل ..كلها اجتمعت قرينة تدلها على جواب لا لثاني له



باغتتها ضحكة لم تتمالكها حين قال و هو لم يستوعب أين يقف حاليا: تفضلي هذه الرسالة سيدتي، و من فضلك وقعي هنا.

كان هذا المنظر المتواضع من قِبَله كفيلا لإيصال الفكرة التي أراحتها من نطق ما يتبادر في ذهنها
“ ما الذي أتى بك ؟!”
فقد أوضح أنه ساعي بريد...
كان موقفا مثاليا لترد الصاع له: لهجة اللطف هذه لا تناسبك البتة، لكن العمل..بلا.
رفع رأسه ليواجه من عرّفت بنفسها توا، و لم يكن يملك سوى الصمت رفيقا لإحراج قد أتقن إخفاءه...
حتى قالت هي و هي تمد ذراعها: القلم..لأوقع.
كان ذلك كجرس تنبيه له من غفلة جزئية ليستجيب مقدما قلما توقع به على ورقة استلام الطرد ، و في هذه اللحظة أبدت ما تلقته معلومات ذهنها : هل أنت جائع؟
لم يكن له نية إيقاع نفسه معها، فهي أكثر شخص يخيفه ، فتاة ذات وجهين...قد تكون آلهة عذابه التي لا يتعرف عليها
لكن
سبقت زقزقة بطنه في الإجابة بالإيجاب لتنفي رد لسانه النافي مما جعلها تفسح لها مجالا في الدخول: أدخل، سأصنع شيئا لنفسي الآن...
أردفت مؤكدة على ما يبعد عنه الإمتعاض: هذا ، إن كنت لاتمانع.



*************

يتبع،،،،






[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-08-2017 الساعة 04:14 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلل شخصيتك من تاريخ ميلادك وأعرف أسرارها جنة الرحمان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 02-02-2015 10:47 PM
وحدتي..وما ادراك ما وحدتي كي ميناكو شعر و قصائد 25 08-04-2014 11:54 PM
الرجاء من متبعي افلام الكرتون الدخول عندي(( سؤال )) لمسة حزن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 36 04-13-2013 06:12 PM
*¤®§(*§ تتسارع دقات قلبي السعيدة لتبعد الحزن عن قلبك ولننشر الامل في كل ابتسامة §*)§®¤* كلمات انثى صور أنمي 4 03-06-2013 08:30 PM
لكل وحده تعاني من حبوب مزمنه أو بعد الحف أتبعي طريقتي و ما رأتشوفين ولا حبه أنشاء الله عيود حواء ~ 13 05-18-2008 02:23 PM


الساعة الآن 06:35 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011