عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree4Likes
  • 2 Post By Nôųř
  • 1 Post By Mihaf-
  • 1 Post By Nôųř
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-27-2017, 05:00 PM
 
🌷 التوليب الأبيض 🌷

العاب
[Q391]

🌷 التوليب الابيض 🌷

في أحد أركان المنزل ينير ضوء خافت. تتمسك بزهرة في يدها وتجلس في صمت تبكي في داخلها وكأن العالم قد انتهي
أبي أمي لما تركتوني وحيده لما لم تأخذوني معكم اشتقت لكم كثيرا ..
سمعت خطوات هادئه متجهه نحو الغرفه واذا بجدتها تقول بصوت هادئ.

زهره .. زهرتي هيا اخرجي يا عزيزتي لا تخافي انا معك ،
تنهض ببط وتقترب لتفتح الباب وهي
تبكي بحرقه وترتمي في احضان جدتها .. لا تتركيني انتي ايضا اناخاف وحدي قالت الجده بحزن

اتركك وهل هذا يعقل انتي زهرتي الجميله التي سأرويها دائما لتصبح اجمل الزهور في البستان .. مازلتي في العاشره من عمرك ولديك اشياء كثيره لتفعليها لن يتوقف العالم هنا يا عزيزتي ،هيا يا زهرتي لا تبکي ذهب والديكي الي "الجنه" وفي يوم ما ستلتقين بهم في" الجنه "ايضا ولكن لا تحزني الان اذا بكيتي ستبكي امك وتكون حزينه .
تهمس زهره بصوت حزين
جدتي اذا ابتسمت ستبتسم امي وتكون سعيده ؟
تقول الجده نعم يا زهرتي ستكون سعيده .
حسنا لن ابكي بعد اليوم لكي لا تحزن إمي ..
احسنتي يا زهرتي الجميله
والان هل انتي مستعده .. لنذهب الي بلدتنا الصغيرة
جدتي لما لا نبقي هنا ؟
ابتسمت وقالت جدتكي اصبحت عجوز لاتتحمل العيش في المدينه
سأنذهب الي بلدتنا الجميله هناك حقول خضراء تزينها الزهو الملونه والمنازل الصغيره هيا يا عزيزتي احضري اغراضك لنذهب قبل ان يحل الظلام ..
في هدوء احضرت اغراضها وفي حزن ودعت بيتها ..ودعا يا غرفتي وداعا يا حديقتي سأتي لزيارتكم قريبا .. ودعت زهرة كل شئ وهمت بالرحيل .. تنادي الجده
هيا يا زهرتي سنركب القطار هل تحبي ركوب القطار ..
تجيب وعينها لامعه من الفرح نعم يا جدتي لم اركب قطار من قبل هل سأري النهر الكبير والحقول الخضراء والازهار الملونه ؟
ضحكت الجده كثيرا وقالت في نفسها ..مازلت طفله ساتتجاوز الامر بسرعه ،وابتسمت وقالت
نعم يا حبيبتي سترين كل شئ
صعدت زهرة والجده الي القطار وعندما تحرك القطار بدقائق قليله اغمضت عينها و استسلمت للنوم العميق .. وبعد عدة ساعات
بصوت دافئ .تهمس الجده الي حفيدتها .. زهره زهرتي هيا استيقظي لقد توقف القطار ..
تستيقظ لتفرد ذراعيها وتتثأب
ماذا يا جدتي هل وصلنا .؟
قالت مع ابتسامه نعم وصلنا لقد استغرقتي في النوم طوال الطريق ..

فزعت زهره وبصوت عالي ..ماذا هل نمت طوال الطريق لم اري اي شئ اين الحقول والازهار يا لي من كسوله ..
الصمت يعم المكان والناس ينظرون اليها ويضحكون ..
الجده بصوت حاد.. زهره هذا التصرف لا يجوز لا ترفعي صوتك هكذا .. انتي طفله مهذبه
احمر وجهها و في خجل شديد وبصوت منخفض .اعتذر يا جدتي لن افعل هذا مجددا ..
ثم غادرو القطار واذا برجل ينتظر بعربته الصغيره يسحبها حصان بني لامع يقف امام محطه القطار ..
سيدتي اهلا بعودتك . ينظر الي زهره بابتسامه ويقول لها اهلا بك ايتها الورده الصغيرة يميد يديه اليها ليصافحها
اهلا بكي في بلدتنا الصغيرة اتمني ان تحبيها ..
زهره تمديدها بخجل لتصفاح العم .. اهلا بك يا عم شكرا لك
تلتفت الي جدتها هيا يا جدتي اريد ان اذهب لاري منزلك هيا هيا وهي تمسك بطرف ملابس جدتها
ابتسمت الجده ثم ضحكت حسنا يا عزيزتي هيا نذهب اصعدي الي العربه ارجو ان تساعدها يا عم
حسنا يا سيدتي هيا تعالي ايتها الزهره الصغيره حملها العم الي العربه ثم انطلق مسرعا نحو البيت
بصوت مرتفع وبفرحه كبيره جدتي انظري انه غروب الشمس انه رائع انها المرة الاولي الذي اري هذا المنظر الرائع ..
هل اعجبك غروب الشمس يا عزيزتي سنتظرين الي هذا المشهد من نافذتك كل يوم ، جعلت "رفيف" تحضر لكي غرفه العليه كي تستمتعين بمشاهده البلده من نافذتك، تسألت زهره من رفيف يا جدتي، ردت الجده رفيف ابنه اختي تعيش معي منذ وفاه والدتها وهي الان تبلغ الثلاثين من عمرها فرحت زهره كثيرا وتحمست للامر واخيرا وصلت العربه الي المنزل .. نزلت من العربه بسرعه تجري متجه نحو المنزل وكانت في استقبالها رفيف
بابتسامه جميله اهلا بك يا صغيره سررت برؤيتك ،
ردت زهره بأدب اهلا بك لا شك بأن الخاله رفيف . ابتسمت رفيف اجل يا جميلتي هيا تفضلي بالدخول. دخلت زهره و نظرت الي المكان وقالت مبتسمه
منزلك رائع يا جدتي صيحيح ان كل شئ يبدو قديما لكنه ليس متهالك ويبدو رائعا تجولت زهرة في المنزل ثم نادتت عليها جدتها زهرتي هيا اصعدي الي لتري غرفتك .. صعدت الدرج بسرعه الي ان وصلت متحمسه الي الغرفه .. فاذا بها تري غرفه صغيره يوجد فيها نافذه موضوع علي شرفتها الزهور وحوائط الغرفه ملونه بلونها المفضل .. الازرق الفاتح .. قالت رفيف هل اعجبتك الغرفه ؟ كل هذا رتبته جدتك
بدموع في عينها تجري وتحتضن جدتها .. جدتي احبك كثيرا فعلتي هذا من اجلي
الجده دمعت عينها وحزنت في داخلها علي تلك الطفله المسكينه فقدت والديها وبقيت وحيده . سأفعل كل شئ لاجعلها سعيده .
مرت الايام وأتي الخريف ومر ثم بدأ موسم الشتاء ..
وبدأ الثلج بالتساقط ..
نظرت زهره إلي النافذه بفرحة كبيرا .. جدتي . خالتي رفيف انظرا يتساقط الثلج .. لم اتوقع ان يتساقط الثلج هنا .. الجده ، نعم يا زهرتي يتساقط الثلج ليغطي البلده بالثوب الابيض ..
رائع يا جدتي انه جميل للغايه
حسنا جاء وقت النوم غدا ستذهبين إلي المدرسه لا يمكنك التكاسل من اليوم الاول .. دفئي نفسك جيدا كي لا تبردين ..ستساعدك رفيف .
حسنا يا جدتي تصبحين علي خير
وانتي بخير يا عزيزتي ..
صعدت زهره بلهفه الي غرفتها وظلت تنظر من النافذه وهي تهمس بصوت هادئ .. ايها الثلج تساقط بهدوء كي لا تؤذي الزهور
سأنام الان ولكن هل تقصين علي قصه يا خالتي ؟ ابتسمت حسنا يا جميلتي اصعدي الي فراشك صعدت زهره وبدأت تقص عليها قصه اميرة الثلج ثم سافرت في القصنوم عميق ..
اشرقت الشمس وتوقف الثلج عن التساقط . . زهره هيا يا عزيزتي سنتأخر هيا استيقظي ،تخرج زهره من المطبخ بهدوء صباح الخير يا جدتي ، تلتفت الجده وبتعجب ماذا متي استيقظتي تقول ضاحكه صباح الخير لم اتوقع منك هذا النشاط اليوم ، تحمست زهره كثيرا ، جدتي هل نسيتي اليوم او يوم لي في المدرسه انا سعيده جدا واتوق الي الوصول الي هناك بسرعه كي ارئ كيف تبدو وكيف هم اصدقائئ ، هيا لقد حضرت الفطور مع خالتي رفيف انظري الي الطاوله خبر وجبن وحليب وبيض ومربي كل ما تحبي ، قالت الجده هل ساعدتي خالتك رفيف انتي فتاة نشيطه حقا .. ابتسمت زهره ابتسامه عريضه وقالت شكرا جدتي هيا نتناول فطورنا ونذهب ، انتهت زهره من الفطور مع جدتها وخرجت مسرعه تتمسك بيد جدتها مودعه رفيف ..
تقول وهي متحمسه كثيرا انا اتيه يا مدرستي
سارو قليلا حتي وصلا الي جسر صغير ،مرتفعا قليلا عن النهر . جدتي انه جسر جميل هل سنعبره
نعم سنعبر الجسر ، المدرسه في الضفة المقابله ، اجل ارها من هنا يمكنني ان اذهب وحدي من بعد اليوم سأتذكر الطريق عند العوده واحفظه لكي لا اجعلك تأتين معي كل يوم ، ضحكت الجده انظرو الي زهرتي الكبيره ساتذهبين وحدك الي المدرسه كما تريدي ساتذهبين وتعودين مع صديقاتك ، حسنا يا جدتي سأفعل عندما اجد اصدقاء، وفجاءه توقفت الجده وعبث وجهها ، نظرت اليها زهره بتعجب وبصوت متسأل جدتي ما الامر هل قلت شئ ازعجك ؟، وجهت زهره نظرها لتري الي ماذا تنظر الجده ، فوقعت عينها علي منزل ليس بالبعيد يقع علي ضفه النهر ليس بجانبه منازل اخري ويبدو شبه مهجورا خافت زهره واختبئت خلف جدتها ، تقول الجده لا بأس لا تخافي يا عزيزتي ليس إلا منزل رجل مجنون ، بصوت متردد ماذا مجنون ؟ لا تهتمي الان هيا لنذهب الي مدرستك كي لا نتأخر ولا تقتربي من ذلك المنزل مهما حدث ،عندما وصلت زهره الي المدرسه استقبلتها معلمتها ، و أذا بها تنحني علي ركبتيها وبصوت رقيق ، صباح الخير انتي زهره ، انا المعلمه نور اهلا بكي في مدرستنا ، ردت زهره بخجل صباح النور يا معلمتي نور ،ابتسمت المعلمه من كلمات زهره ثم اتجهت الي الجده ، لا تقلقي عليها يا خاله ستكون بخير ، قبلت الجده زهره وودعتها وقالت لها ستوصلك المعلمه الي المنزل في طريق عودتها فكوني هادئه ، حسنا يا جدتي الي اللقاء اخدت المعلمه نور زهره الي الصف وتعرفت علي اصدقائها وكانت سعيده جدا ولكن يشغل عقلها هذا المنزل وتتسأل في نفسها حول قصته ، وعندما انتهي الوقت الدارسي انتظرت زهره المعلمه بجانب الصف ، فرأتها اتيه وكانت تتمسك بيدها طفله جميله وكانت تشبهها الي حد كبير ،
زهره هيا اعرفك بأبنتي" لينا" وهي بنفس عمرك و ستكون معكي بنفس الصف ، ابتسمت زهره وقالت لها سنكون اصدقاء ، ثم اخذت نور في يداها الطفلتين وسارت عائده الي منزل الذي يقع قريبا من منزل الجده ، ظلت زهره تتحدث مع لينا وكانت سعيده للغايه وعندما وصلو الي الجسر توقفت زهره خائفه تنظر الي البيت المهجور ، وفجاه خرج من البيت رجل غريب لديه شعر ولحيه كثيفه صرخت الفتاتين واختبؤا خلف نور ، اخدت نور تهدأ من خوفهما وتقول بصوت منخفض هيا هيا نذهب من هنا لا بأس انا معكما لن يؤذيكما ما دمت معكم ثم اكملوا طريقهم مسرعين الي منزل زهره وعندما وصلت اخذت تتحدث بسرعه لتوصف الي جدتها ما رأت ، قالت الجده لاتخافي يا زهرتي هيا اصعدي وبدلي ملابسك لكي تتناولي الغداء . حسنا يا جدتي ، همست الجده الي نور علينا ان نجد حلا للامر هذا الرجل يخيف الاطفال علينا ان نجبره علي ترك البلده فبقائه يسبب الذعر لاهل البلده والاطفال ، اجابت نور متحيره حاولنا من قبل ولا جدوي يا خالة سأتحدث مع العمده غدا هيا سأذهب الان ، الي اللقاء ،
تناولت زهره الغداء وبدأت في اتمام واجباتها وعندما انتهت ذهبت الي جدها كي تسكت فضولها حول قصه هذا الرجل ، جدتي اخبرني من هذا الرجل ولما يبدو هو ومنزله مخيفين ؟ ، هيا اخبريني اذا سمحتي يا جدتي ،ردت الجده بغضب، زهره لا يسمح لكي التحدث في هذا الامر ليس لنا علاقه به ابتعدي عنه فقط اذهبي بطريقك المستقيم الي المدرسه وعودي كما ذهبتي ، ولكن يا جدتي ، قالت الجده بصوت جاد يكفي لن نتحدث عن الامر كوني طفله مطيعه ، اخذت زهره نفسآ عميقا حسنا يا جدتي ساعود الي غرفتي ادرس قليلا ،
صعدت الي غرفتها فتبعتها رفيف ، وقالت لها لاتحزني جدتك خائفه من ان يصيبك مكروه فلا احد يعرف ماذا ممكن ان يفعل هذا الرجل بعد ان اصبح مجنون ،التفتت زهره وقالت . ماذا هل تعرفين قصته اخبريني بها رجاء ، اخذت رفيف نفسا وقالت لا استطيع ما دمت جدتكي لم تسمح لي ، هيا انهي واجباتك سأتي بعد قليل .. وخرجت .نظرت زهره من النافذه تتسأل ما هي قصة هذا الرجل ؟، مرت الايام وظلت زهره تذهب كل يوم إلي المدرسه وتعود مع صديقتها لينا وهي لا تبعد نظرها عن ذلك المنزل الغريب ينتابها الفضول حول الامر ، بعد ان رفض الجميع التحدث عن قصه الرجل ، وفي يوم كانت زهره عائده الي المنزل بعد الظهيره مع صديقتها وبعد ان عبرا الجسر تنبهت زهره انها قد نسيت شئ ما في المدرسه .، فقالت بغضب شديد توقفي لينا انتظريني لما تركضين هكذا ، توقفت لينا وهي تلتقطت انفساها جيد لقد ابتعدنا عن الجسر ما الامر لما انتي غاضبه ؟، انظري نسيت كيس الزهور الذي صنعته صباحا من اجل جدتي دعينا نعود الي المدرسه مازالت معلمتي هناك نأخذه ونعود بسرعه ، بصوت متردد ماذا لالا انا لن اعود ربما تكون امي غادرت المدرسه هيا دعينا نذهب للمنزل ، تذمرت زهره وقالت سأذهب وحدي انتي اذهبي للمنزل ، قالت لينا بخوف لا تذهبي سيهطل المطر السماء ملبده بالغيوم ، قالت زهره لا بأس هيا لنذهب بسرعه ، اكملو سيرهم الي ان وصلو الي منزل لينا وعندما دخلت لينا بيتها
قالت لينا هيا اذهبي بسرعه الي منزلك قبل ان يتساقط المطر
.حسنا حسنا سأذهب هيا اراكي صباحا الي اللقاء ،
عادت زهره مسرعه الي المدرسه لتجلب كيس الزهور الذي صنعته بعناء من اجل ان تهديه الي جدتها ركضتت مسرعه نحو المدرسه وعندما وصلت وجدت الكيس بحوزه الحارس ابتسمت وتنفست بعمق ، يا عم هذا لي اين وجدته ، اهلا يا ابنتي وجدته وانا انظف هيا خذيه وعودي بسرعه سيهطل المطر وربما تكون هناك عاصفه ، شكرا لك يا عم الي اللقاء ، و هي في طريق عودتها بدأ المطر بالتساقط وكانت الارض زلقه ، وصلت الي الجسر وهي تركض وفجاءه انزلقت قدمها وكادت تقع في النهر تمسكت وبدأت بالصراخ وهي ترتجف من الخوف ، النجده ساعدوني النجده ليساعدني احد وكادت زهره ان تسقط فاذا بأحد يمسك يدها ويخرجها قبل ان تسقط نظرت إليه زهره واغمضت عينها فقدت وعيها من شده الخوف ، واذا بها تستيقظ علي سكون تام تنظر من حولها ، اين انا جدتي ، نهضت من الفراش فاذا بهذا الرجل يجلس امامها فسكنت للحظه ثم قالت له بهدوء ، شكرا لك يا سيدي كنت سأسقط في النهر لو لم تساعدني فآنا لا اجيد السباحه ، نظراليها الرجل ولم يحيب، قالت زهره في نفسها هل سيتركني اذهب يا تري ، ونظرت اليه فوجدت كيس الزهور في يده ظلت تنظر اليه قليلا وابتسمت له قائله ، توقف المطر سأذهب الان شكرا لك مرة اخري ، ثم خرجت من النمزل مسرعه لم تنظر ورائها نحو بيت جدتها ،الي ان وصلت وبدأت بألتقاط انفسها جدتي خالتي لقد عدت ، وعندما دخلت الي المنزل وجدت جدتها و الدموع تنهمر من عينها قائله ، الحمدلله كنت واثقه انكي بخير اين كنتي قلقت عليكي كثيرا ، احتضنت زهره جدتها وهي تبكي ، اسفه يا جدتي لن افعل هذا مجددا لن اجعلك تقلقين علي مرة اخري ،حسنا يا عزيزتي كفي عن البكاء واخبرني اين كنتي طوال هذا الوقت .، ارتبكت زهره ولم تشأ ان تخبر جدتها عن الامر واجبرت ان تكذب عليها ، وقالت بصوت متردد كنت عائده الي المنزل وعندما تساقط المطر احتميت بمكان ما حتي يتوقف وعندما توقف اتيت اعتذر لن افعل هذا مجددا ، قالت رفيف هيا يا زهره اصعدي بسرعه ستصابين بالزكام هيا لتبدلي ملابسك سأحضر لكي الحساء الدافئ ، ذهبت زهره وبدلت ملابسها وتناولت عشائها ثم عادت الي غرفتها تفكر ، تري لما ساعدني هذا الرجل الغريب ؟ ولماذا لم يعطيني كيس الزهور ؟
لم يتحدث إلي بكلمه واحده ، ظلت تتسأل كثيرا ثم اخذت نفس عميق وبدأت تفكر كيف تشكره علي انقاذ حياتها بطريقه اخري ، بما انه لم يتحدث اليها ، اخذت كيس البذور الذي اهدته اليها امها وفكرت ان تهديه زهور فهي اجمل شئ بالنسبه اليها حيث كانت تعشق الزهور مثل امها ، فقررت انها ستزرع عند منزله كل يوم زهرتين ، زهره عندما تذهب وزهره عندما تعود ، واتئ الصباح وخرجت زهره مسرعه لتذهب وتزرع بذره الزهره قبل ان تلتقي بصديقتها لينا ، ذهبت الي منزله وظلت تنظر بحذر الي ان تأكدت انه ليس بالداخل فذهبت الي حديقه صغيره خلف المنزل ، حفرت التربه قليلا بيدها ثم وضعت البذره واعتمدت علي مياه الامطار لترويها ، وعندما وصلت لينا وكانت بأنتظارها وكأنه لم يحدث شئ ، صباح الخير جئتي اليوم باكرا ، زهره بابتسامه غريبه اجل استيقظت مبكرا هذا ما في الامر ، وذهبا الي المدرسه فرأت زهره العم زين حارس المدرسه يقف بعيدا مع هذا الرجل الغريبب فقالت في نفسها ، ماذا يفعل هذا الرجل مع العم زين علي ان اذهب بعد انتهاء الوقت الدراسي واتحدث اليه ، ذهبت الي لينا قائله ، لينا سأذهب بعد المدرسه الي السوق سأشتري شئما لجدتي لاني اضعت كيس الزهو رامس كما تعلمين وسترافقني الخاله رفيف انتيه عودي مع امك الي المنزل ، لينا حسنا كما تشأئين الي اللقاء ، وعندما غادرت لينا ركضت زهره الي العم زين وبأبتسامه خجوله مرحبا يا عم كيف حالك ، رد العم زين بسرور اهلا بكي يا زهره انا بخير لما لم تعودي لمنزلك ؟ جئت اسألك عن شئ وارجوا ان لا تردني يا عم ، حسنا اخبرني ، قالت زهره بتسأل هل لك ان تخبرني عن امر ؟قال الحارس نعم يا ابنتي ماذا تريدين ؟ ، اخبرني عن هذا الرجل الذي يخاف منه الجميع ،رأيتك تنحدث اليه صباح اليوم ارجوك يا عم ينتابني الفضول حول الامر ، أخذ العم زين ينظر اليها ومن ثم قال لها ، حسنا اسمعي يا صغيرتي ، هذا الرجل ليس مجنون انا اعرفه عن ظهر قلب اسمه "ريان " في الخامس والثلاثين من عمره ، ردت زهره بتعجب شديد ماذا ؟ لا يبدو بهذا العمر بيدو وكأنه ،رجل عجوز لديه شعر ولحيه كثيفه ربما انت مخطئ يا عم ، تأثر الحارس وقال في حزن ، عندما يسيطر الحزن علي قلب ما يجعله يشيب ويزيد العمر اضعافآ يا ابنتي ، منذ ثلاث سنوات مرضت طفلين ووالدتهم بمرض خطير انتشر في البلده وكان السيد ريان امهر طبيب في بلدتنا ،ولكن لم يستطيع ان يقدم المساعده لهم ، فالدواء كان نادر جداولا يتواجد الا في المدينه الكبيره ، فقرر الذهاب فورآ والبحث عن هذا الدواء وخرج ليلا منطلق نحو المدينه وبعد مده قصيره عاد ومعه الدواء ولكن للأسف كان الاوان قد فات وتوفيا اثر مرضهما بعد رحيله مباشرة ،جنن جنون والد الطفلين ويظل يتهمه انه رحل وتركهم خلفه وظن انه هرب خوفا من العدوي، وظل اهل البلده يتهمونه بالتقصير والهرب ،ومنذ هذا الوقت وهو يحمل نفسه ذنب ما حدث ، و اكتفي بتصديق انه المنذنب الوحيد ،في موت الاطفال و والدتهم ، فاصبح وحيدا لا يتحدث الي احد و ابتعد عنه الجميع اهمل نفسه ، واهمل بيته حتي اصبح مهجورا وكأنه لم تكن فيه حياه يوما ، تستمع زهره وهي في ذهول مما سمعت حزنت وتأثرت كثيرا وبصوت حزين ، يا له من رجل مسكين بسبب حزنه الشديد اصبح وحيدا ، رد العم زين اجل يا ابتني هذه هي حقيقة الامر ، قالت زهره بلهفه يا عم لما لا نساعده ؟ رد العم بهدوء .لاجدوي حاولت معه مرارا وتكرارا ولكن لا جدوي لن يتغير حاولت ان اعيد له الابتسامه ولكن لم استطيع حاولي انتي ربما يفتح قلبه لكي ،اخذت زهره نفسا عميقا وقالت سآحاول بكل الطرق وابتسمت قال العم زين ،الان هيا اذهبي الي منزلك قبل ان يتأخر الوقت ،
حسنآ يا عم شكرا لك الي اللقاء
ودعت زهره العم زين وسارت في طريقها إلي منزل جدتها ، و عندما وصلت الي الجسر ظلت تنظر الي منزل ريان واتجهت نحوه ببطء الي ان وصلت ، اخرجت كيس البذور ووضعت بذره بجانب البذره التي وضعتها صباحا ، ثم ذهبت مسرعه قبل ان يأتي الرجل ، عادت زهره الي المنزل ، جدتها تنتظرها بقلق دخلت رهره وقالت
مرحبا لقد عدت ، كيف حالك يا جدتي ، ترد الجده ، زهره لما تأخرتي كل هدا الوقت ، اين كنتي ،وقبل ان تجيب زهره دخلت رفيف ورائها وقالت بهدوء ، كانت معي يا خاله ، وعدتها امس اني سأخذها الي التسوق معي نسيت ان اخبرك صباحآ، اعتذر هذا خطئي ، تهدأ الجده وتقول ، جأت المعلمه نور لتطمئن عليكي وقالت انك تنظرين رفيف ظننتك كذبتي عليها وذهبتي إلي مكان ما ، اخبراني عندما تذهبان الي اي مكان من بعد الان هذا مفهوم لن اقبل اعتذار مرة اخري جعلتني اقلق عليكي ، حسنا يا جدتي اعتذر حقا لا تحزني ، ابتسمت والتفتت ورائها وقالت ،خالتي رفيف هل تساعديني في تبديل ملابسي ، ردت رفيف حسنا هيا ، نظرت الي الجده وقالت لها سأعود بعد دقائق واضع الغداء ، صعدت زهره مع رفيف الي الغرفه أغلقت زهره الباب ، التفتت الي رفيف وهي تحني وجهها وتنظر الي الاسفل قائله ، شكرا لكي ولكن ... اخذت زهره نفسآ عميقآ ولم تكمل حديثها ، انحنت رفيف علي ركبتيها ورفعت رأس زهره إلي لتنظر في عينها قائله ، أعرف اين كنتي فلا داعي للخوف، نظرت اليها زهره بتعجب ، ماذا كيف من اخبرك لن تقولي شئ لجدتي كي لا تغضب اليس كذلك ، ابتسمت رفيف وقالت لا بأس لن اقول شئ ، ولكن لتخبريتي اولا لما ذهبتي الي هذا المكان الم تخافي ، قالت زهره وهي تسرع في حديثها ، لا ابدأ انتي لا تعرفي قصة هذا الرجل انه رجل طيب لقد ساعدني وانا فقط اردت ان افعل شئ يسعده لانه انقذني ، اوقفت رفيف زهره عن التكلم نظرت اليها وقالت بحزن اعرف كل شئ كنا سنتزوج في هذا الوقت ولكن انتهت قصتنا بعد ما حدث حاولت اكثر من مره ان اعيد له السعاده ولكن بلا جدوي حاولت مرارآ ولكنه ادخل الحزن الي قلبه واقفله لم يسمح لي بمساعدته ،لا تهتمي اخبريني كيف انقذك ، اخبرت زهره رفيف بما حدث معها ذلك اليوم وفي نهايه حديثها سألت زهره ، كيف علمتي انني ذهبت الي هناك ، ضحكت رفيف وقالت لها ، كنت في طريقي للسوق والتقيت بمعلمتك واخبرتني انك تنتظريني ، اسرعت في طريقي الي مدرستك وهناك رأيتك عند هذا المنزل ، وبقيت اراقبك من بعيد الي ان وصلنا الي هنا ، قالت زهره ، شكرا لكي يا خاله ولكن هذا الامر سر فلا تخبري احد واعدك انني ساساعدك في تحضير الطعام كل يوم ، ضحكت رفيف كثيرا وقبلتها من جبينها وقالت انتي فتاه طيبه جدا وانا مسروره لانك تريدين ادخال السعاده الي قلب ريان ولكن لما اخترتي الزهور عوضا عن اي شئ اخر ، تبتسم زهره وتنظر الي السماء من النافذه ، كانت امي عندما تحزن تنظر للزهور في حديقتنا فأراها تبتسم وعندما سألتها لما تحب الزهور قالت لي ، الزهور تبعث علي الحب و الوانها الجذابه تدخل السرور الي قلب من يراها ، قالت رفيف كم انتي فتاه رقيقه انه يحب الزهور كثيرا كان يهديني زهره التوليب البيضاء دائما كان يجلبها لي من المدينه الكبيره ، ابتسمت رفيف وقالت انا ساساعدك في هذا الامر يا عزيزتي وعندما يأتي فصل الربيع ستتفتح الآزهار واتمني ان يسعد بها ريان اتمني ان يزهر قلبه من جديد ،قالت زهره اتمني هذا ايضآ يا خالتي شكرا لكي ، احتضنت زهره رفيف ثم ذهبا وتناولوا غدائهم وعند حلول الليل ، وبعد ان نامت الجده أخذت رفيف تحضر طعام ، دخلت زهره مندهشه ماذا تفعلين يا خاله لمن تحضرين هذا الطعام ، ابتسمت زهره وقالت لها سأخبرك ولكن سيكون الامر سرا بيننا ، اجابت زهره حسنا اعدك بأني لن اخبر احد ، قالت رفيف انا منذ ثلاث سنوات احضر الطعام كل يوم واذهب لاتركه عند منزل ريان ليلآ ، ابتسمت زهره وقالت ، انتي طيبة القلب يا خالتي انا واثقه من انه سيعود كالسابق يوما ما اخذت رفيف نفسا عميقا ثم قالت علي الذهاب الان هيا اذهبي الي غرفتك وانا لن اتأخر، ذهبت رفيف وسارت بهدوء نحو المنزل وضعت الطعام امام الباب وابتعدت ثم اخذت صخره ضغيره والقت بها في النهر قرب منزل السيد ريان واختبئت ، كما تفعل دائما فتح ريان الباب ليري ما الامر فوجد الطعام اخذه وظل ينظر حوله لم يجد احد رأته رفيف من بعيد يبتسم وينظر الي الطعام ثم اخذه ودخل واغلق الباب ، تنفست رفيف وعادت مسرعه الي المنزل وكانت تنتظرها زهره بشوق لتعرف ماذا حدث ، ومرت الايام تباعآ وفي يوم التقت زهره بالرجل في طريق عودتها من المدرسه وهو يجلس قرب النهر وظلت تتحدث اليه ، مرت عدة ايام وكانت زهره تمر علي العم ريان كل يوم وهو يجلس قرب النهر،وتتحدث معه احبته وتعلقت به كثيرا وهو ايضا احبها وظل ينتظر مجيئها كل يوم ،واصبح يروي لها قصه كل مره وبدأت السعاده تعود الي قلبه والابتسامه تعود الي وجهه ، اخبرته بقصتها كامله وعن وفاة والديها وعن انتقالها للبلده ، ثم سالها السيد ريان ، لماذا لم تطلبي مني كيس الزهور في هذا اليوم ، ابتسمت زهره وقالت له لا اريده استطيع ان اصنع غيره هذا هديه لك مني لآنك انقذتني كي تتذكرني دائما وابتسمت له ثم نهضت وودعته و ركضت الي منزلها ، ابتسم ريان ثم قال في نفسه ، انتي تشبهين الزهور ومرت الايام وكانت زهره تضع بذور الزهور حول المنزل بدون ان يشعر ريان وظلت رفيف تحضر الطعام وتتركه كل يوم اما باب منزله ، وفي يوم قرر ان يتحدث الي رفيف ، تري لما تأتي وتترك لي طعام كل يوم امازلت تهتم لامري بعد ما حدث، وفي ليله خرج ريان من منزله واختبئ في الطرف المجاور لمنزله ،وظل ينتظر الي ان جاء وقت وصول الطعام ، واذا به يري رفيف وهي تسير بهدوء وحذر وضعت الطعام ثم اخذت صخره وذهبت الي الطرف المجاور ثم رمت بالصخرة واختبأت ، وظلت تنظر الي المنزل ولكن لم يخرج ، قالت بصوت منخفض ، تري اين هو اليوم ، سأنتظر قليلا ربما يعود الان ، وظلت رفيف تنتظر ، وهو ينظر اليها بحزن شديد ويقول في نفسه الم تملي طوال هذه السنوات ولم يستطيع التحدث اليها ،و قرر التراجع وعندما ادارت ظهرها بقليل سمعت ضجيج واذا بها تنظر وتجد ريان يقف امام منزله ثم أخذ طعامه بدون ان ينظر اليها ودخل الي منزله ، ابتسمت رفيف واسرعت في العوده واخبرت زهره كالعاده بما حدث ، دخل ريان الي منزله وجلس حزينا يفكر في الامر ، وفي صباح اليوم التالي طرق الباب ، ركضت زهره لتفتح ، وقفت بصمت تنظر وجدت رجل وسيم ويبدو عليه الثراء يقف امامها مبتسمآ ،سألتهه ، بما اساعدك يا عم ، قال لها هل جدتك في المنزل ، اجابت نعم ، ونادت علي جدتها ،جدتي هناك رجل يريد رؤيتك ، جأئت الجده وخلفها رفيف ، ابتسمت الجده وقالت اهلا بك يا بني كيف حالك تفضل بالدخول ، دخل الرجل ، قالت الجده هذه حفيدتي زهره ، قال الرجل اهلا بكي حدثتني ابنتي عنك ، ردت زهره متسائله من ابنتك يا عم انا لم اراك من قبل حتي ، قالت جدتها هذا السيد " وسام " والد لينا يا عزيزتي كان في عمل خارج البلده وعاد الان وهو ايضا مساعد العمده في بلدتنا ، اندهشت زهره وقالت ، حقا اهلا بك يا عم اخبرني اين كنت تعمل ، قالت الجده ، يا عزيزتي هيا اصعدي الان السيد وسام يريد التحدث الي في امر هام الان ، تنهدت زهره وقالت حسنا يا جدتي بعد اذنكم ، رد السيد وسام ، تفضلي يا صغيره سانتحدث فيما بعد لا تحزني فأنا علي عجلة من امري الان نظرت اليه زهرة ، حسنا يا عم كما تريد ، الجده تتسأل ما الامر يا بني اخبرتني المعلمه نور انك ستأتي للتحدث عن امر هام ، رد وسام بصوت جاد ، اجل يا سيدتي جأت لاتحدث معك عن امر السيد ريان كنتي قد طلبتي من زوجتي ان تحدث العمده في هذا الامر حقا تريدون ان يرحل عن البلده ، الجده ترد بأستياء ، نعم يابني اصبح كل من في البده يخافون منه يخاف الاطفال ان يسيروا قرب منزله بعد الحاله التي وصل اليها اصبح المنزل مهجورا كما ان السيد ريان اصبح في حال يرثي لها وحالته تخيف اهل البده ، قال السيد وسام معك حق يا سيدتي ولكن علمت مؤخرا ان زهره تذهب اليه دائما رأها الكثير من اهل البلده لهذا جئت اسال عن الامر ،اندهشت الجده كثيرا ، ماذا زهره تذهب اليه لم تخبرني ابدا بشئ كهذا ، تلك المشاغبه الصغيره سأهتم بأمرها ، حسنا يا سيدتي ساجتمع غدا بأهل البلده و ننهي الامر سأذهب الان ، حسنا يا بني ارسل سلامي الي صغيرتك والي نور ، حسنا يا سيدتي الي اللقاء ، رحل السيد وسام اوصلته الجده الي الباب واذا بها تلتفت لتري زهره تقف خلفها ، والدموع تملئ عينها ويبدو علي وجهها الغضب والحزن الشديد ، الجده بغضب شديد هيا ستخبريني الان بهذا الامر ،الم احذرك من الاقتراب من هذا الرجل ، لم تجيب زهره وركضت الي غرفتها ، زهره تعالي الي هنا لم انهي حديثي بعد ،نظرت الي رفيف وقالت ،لن تخرج زهره من المنزل الي ان يرحل هذا الرجل الجبان لن انسي ما فعله في الماضي لا اريد ان تتعلق به زهره لا يستحق هذا،قالت رفيف بحزن حسنا كما تريدين يا خاله سأخبرها الان ، ذهبت رفيف الي غرفه زهره وجلست بجانبها علي سريرها والدموع تملئ عينها ، جدتك غاضبه عليكي كثيرا لقد منعتكي من الخروج منن المنزل ، اخشي ان علمت بأمره الطعام ستغضب علي ايضا لهذا لن نخبرها بالامر والا لن تسمح لي بالخروج ايضا، لا تحزني يا عزيزتي ،تقول زهره وهي تبكي انا احببته كثيرا كلما اتحدث اليه اشعر وكأنه ابي اريده ان يبقي هنا ، سأتحدث مع جدتي ، لم تستطيع رفيف ان تمنعها ،ركضت زهره الي الاسفل ، جدتي لما تصرين علي رحيل السيد ريان ، اتخافون منه الان انتم من فعلتم انا اعرف كل شئ، أنتم من اجبرتوه علي ان يكون وحيدا ، انتم قاسين جدا ،قالت الجده انتي صغيره ولا تعرفين شئ ،كلا انا لست صغيره ثم عادت الي غرفتها حزينه وظلت تبكي حتي جأت اليها رفيف واخذت تهدأها وقالت لها بهدوء ،زهرمهما حدث يا عزيزتي من غير الائق ان تتحدثي مع جدتك هكذا ، قد تكون قاسيه في هذا الامر لكنها تحبك وتخاف عليكي كثيرا فلا تفكري بغير ذلك ،ثم قصت عليها قصتها المفضله حتي نامت ، وفي الصباح علم الجميع ان السيد ريان قد رحل عن البلده في نص رساله ارسلها الي العمده ، وفيها اعتذار عن ما سببه للأخرين من خوف ، علمت زهره بالامر ولم تحرك ساكنا ، اكتفت بالصمت والحزن ،اوشك فصل الشتاء علي الانتهاء كانت زهره تذهب كل يوم لتتفقد الازهار التي زرعتها حول المنزل المهجور ، بدأت براعم الزهور بالظهور ستتفتح في الربيع ، مرت عدة اسابيع مرضت الجده كثيرا وكانت تتألم كثيرا ، حالها يسؤء يوم بعد يوم والاطباء في البلده لا يستطيعون معرفه دواء لمرضها ، ارسل السيد وسام شخص ما ليأتي بطبيب من المدينه وفي المساء طرق الباب قالت زهره انه الطبيب وذهبت رفيف لتفتح واذا بالسيد ريان يقف امامها، عاد عندما علم بأمر مرض الجده وعندما رأته رفيف امتلئت عينها بالدموع وقالت بصوت منخفض تفضل بالدخول ، زهره فرحت كثيرا وقالت له اهلا بك ايها الطبيب ثم سمحت له رفيف ،بفحص الجده وبعد فحصها قال ،انها مصابه بحمي شديده ،وجسدها مرهق وضعيف سأعطيها قيلا من هذا الدواء ،ثم نظر الي رفيف قائلا ،اريد كوب من الماء الساخن ، عندما احضرته ،اخرج من حقيبته كيس صغير مملوء بأوراق الزهور ، اخذ عدة اوراق ووضعها في الكوب تحول لون الماء الي اللون الوردي ، وضعه جانبا ثم قال لرفيف اعطيها قليلا من هذا الشراب بعد قليل ،وستكون بخير في صباح الغد ، تعجب وسام قائلا هل اوراق الزهور ستخفف عنها الالم ، ابتسم الطبيب وقال له ماء الزهور سيشعرها بتحسن ،من ثم نهض وهم بالرحيل وهو يبتسم ، اوصلته رفيف وقالت له شكرا لك كثيرا ،رد ريان لا داعي للشكر هذا واجبي كطبيب ، قالت رفيف هل انت واثق انها ستكون بخير ، قالت زهره بالتأكيد ستكون بخير انه طبيب ماهر شكرا لك ، ابتسمت زهره وقالت له هل ستعود الي المدينه ، اجاب ريان نعم سأعود ليس لي مكان هنا يا صغيره عندما تتحسن جدتك سأذهب ، فرحت زهره وقالت له هذا يعني انك ستعود الي منزلك هذا اليوم قال نعم ، قالت له زهره بأبتسامه عريضه حسنا انا اوصلك ، ذهبت معه زهره وظلت تتحدث اليه طوال الطريق الي ان وصل الي المنزل توقفت زهره وابتسمت له ، واذا به ينظر ليري إکليلا من الزهور البيضاء الجميله تلتف حول المنزل لتخبئ ملامحه الحزينه ، لم يصدق ريان ما رأت عينه واخذ يتجول بذهول حول المنزل وجد حديقته الصغيره ممتلئه بالزهور الجميله بألوانها الجذابه ورائحتها الذكيه وتزينها زهوره التوليب الابيض ، قالت زهره والسعاده تملئ قلبها ما رأيك يا عم هل اعجبتك ، جلس ريان علي ركبتيه باكيا من الفرح نظر الي زهره ، انتي أجمل زهره في هذه الازهار يا صغيرتي انتي تشبهين هذه الزهور البيضاء الجميله تمتلكين قلب رائع ادخلتي السرور الي قلبي انا لم اشعر بتلك السعاده منذ وقت طويل لم اتخيل ان سأحصل علي هديه مثل هديتك في يوم ، احتضنت زهره السيد ريان وقالت له انا احببتك كثيرا يا عم اريدك ان تبقي معنا ، ابتسم لها قائلا ، لا تقلقي يا صغيرتي لن اذهب واتركك من بعد الان افعل اي شئ لتبقي تلك البسمه علي وجهك دائما ، فرحت زهره كثيرا ، وظلت تتحدث معه الي ان غابت الشمس ، انتبهت زهره لتأخر الوقت وهمت بالنهوض مسرعه ، علي العوده بسرعه والا غضبت جدتي سأتي غداء لنكمل الحديث الي اللقاء ، ركضت الي المنزل وكانت بأنتظرها رفيف ،زهره لما تأخرتي هكذا قلقت عليكي ، اخبرتها زهره وهي مسروره جدا بما حدث ، ابتسمت رفيف لانها رأت ظل الفرح يعود الي البيت من جديد ، وفي الصباح نهضت الجده بحال افضل ، ركضت زهره اليها قائله ،جدتي حمدآ لله علي سلامتك انا سعيده جدا لانك تعافيتي الم اخبرك يا خالتي السيد ريان طبيب ماهر ،اشتقت لكي كثيرا ، ابتسمت الجده وقالت وانا ايضا اشتقت لابتسامتك الجميله تلك ،ولكن هل اتي السيد ريان الي هنا ،أجابت رفيف نعم يا خاله اتي فورا من المدينه عندما علم بأمر مرضك ،اندهشت الجده وفكرت في الاعتذار له ، ثم قالت هيا يا زهرتي لنذهب لتناول الفطور ، وبعد انتهائهم ذهبت زهره ورفيف الي السيد ريان وعندما وصلا وجداه رجل وسيم يقف ويبتسم لهما ، ركضت زهره اليه اهذا انت حقا تبدو وسيمآ جدا هكذا افضل ، أتت رفيف والقت التحيه بهدوء ، ابتسم لها ريان ورد التحيه ثم طلب من زهره المساعده ، يا صغيره هلا تساعديني في ترتيب المنزل لديكي ذوق خاص ، فرحت زهره وركضت الي الداخل ، سألت رفيف ان كانت تستطيع المساعده فأجاب ريان بالموافقه ، قامت زهره ورفيف بالترتيب من الداخل وريان اخذ يعيد دهان المنزل من الخارج باللون البني وسقفه باللون الاخضر القاطم ، فاصبح من يراه من بعيد يظنه شجره كبيره يلتف حولها طوق من الزهور البيضاء
وهنا بدأ اهل البلده بالمرور بالقرب من المنزل ،ليبهرهم جمال المنزل روعه الازهار ، وبعد عدة ايام اجتمعت الجده بأهل البلده لتخبرهم كيف اخطأو في حق السيد ريان ، وكيف انقذ حياة حفيدتها وحياتها ، لقد كنا قاسين جدا عليه ، علينا الاعتذار منه جميعا ، وافق جميع من في البلده علي الامر وتجمعوا وذهبوا الي منزل ريان ، نظرت زهره فوجدت اهل البلده قادمين نحوه وعندما رأت جدتها اطمئنت ، قالت الجده نحن جئنا لنعتذر عن ما حدث منا يا بني قسونا عليك كثيرا القينا عليك حمل ثقيل ولكنك لم تتخلي عنا وتحملته ، ابتسم ريان وقال لها العفو يا سيدتي يكفي وجودكم هنا الان انا لا احمل كره لاحد منكم ، اعتذر الجميع منه وعاد الحب فيما بينهم وبعد مرور عدة ايام ،جاء الطبيب الي منزل الجده وهو يحمل في يده باقه من زهور التوليب الابيض ، رحبت به الجده واذنت له بالدخول قدم لها الزهور قائلا ، ارجوا ان تقبلي هديتي يا سيدتي ، ابتسمت الجده وقالت له انها زهور جميله اللون الابيض يبعث علي الحب والسلام احسنت انتقاء الزهور فأنا احب تلك الزهره كثيرا منذ ان مات زوجي لم يقدم لي احد تلك الزهره فهو كان يعبر البحار ويغيب طويلا لكي يأتي لي بزهره واحده من تلك الزهور ، شكرا لك يا بني اعدت لي ذكرياتي الجميله ، هيا اخبرني ما سبب مجيئك اخبرتني زهره انك تريد التحدث الي في امر ما ، هذا صحيح يا سيدتي حئت اطلب موافقتك علي زواجي من رفيف ، وهنا بدأت زهره بالصراخ بصوت مرتفع وهي سعيده جدا قائله ، انا اوافق ، ركضت الي رفيف لتمسك بيدها وتقول لها ستصبحين اجمل عروس انتي توافقين اليس كذلك ، ابتسمت الجده وافقت علي طلب ريان وطلبت منه ان تعيش زهره معهم ، وبعد عده ايام جاء موعد العرس وارتدت زهره فستان وردي جميل وبدت مثل الازهار اما رفيف اصبحت اجمل عروس ترتدي فستان ابيض طويل وتضع علي شعرها طوق من زهور التوليب البيضاء الجميله لتصبح وكأنها ملكه متوجه بطوق من الماس ، وانتقلت الجده وزهره للعيش مع رفيف واصبحت حياه زهره اجمل، ومضت الايام والسنوات ، وكبرت زهره وسط عائله سعيده ، واصبحت مثل "زهرة التوليب البيضاء "فريده من نوعها لا تقارن بأي زهرة اخري لها قلب ناصع البياض، ترسم البسمه علي وجه من يراها تختلف عن غيرها من الزهور، لها رونقها الخاص ، واسلوبها المميز في إسعاد الاخرين ... ♡


☆ النهايہ ☆

[/QUOTE]
rami hassan and B L A C K- like this.
__________________


, Do not remember the days
:قلب أسود: we remember the moments


التعديل الأخير تم بواسطة العجوزة زوزو ; 02-27-2017 الساعة 07:43 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-27-2017, 06:26 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم والرحمة

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أهلييـن نـور كيف الحال معـك اليـوم ؟؟

بتـمنـى تكـونـي بخيـير وبـأفضـل الأحـوال أن شـاء الله

قصـتـك جمـيلـة ورائعـة أعجبتـنـي أحـزنتـنـي زهـره

أحـزنتـنـي جدتهـا لما حكـت "ذهب والديكي الي "الجنه" وفي يوم ما ستلتقين بهم في" الجنه "ايضا ولكن لا

تحزني

الان اذا بكيتي ستبكي امك وتكون حزينه" مـن المقـطع نعـرف أن زهـورتـي أمهـا وأبهـا مـاتوا

زهـرة زهـرة جميـلة جدا أعجبتنـي المقطع الأخـير واصبحت مثل "زهرة التوليب البيضاء "فريده من نوعها لا

تقارن بأي زهرة اخري لها قلب ناصع البياض، ترسم البسمه علي وجه من

يراها تختلف عن غيرها من الزهور، لها

رونقها الخاص ، واسلوبها المميز في إسعاد الاخرين ... ♡

تصـميم جميـل ومنـاسب والروايـة أحلـى

بيـنـي وبيـنك لـما شفـت أسـم زهـرة ظنـيت أنهـا زهـراء "مسوقة هبل"

أنصحـك تحـطـي مصـدر الروايـة لـكي لا تنحـذف

دمـت فـي ود فـي أمـان الله ورعـايتـه

موفقـة سـلام #
Nôųř likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-27-2017, 06:56 PM
 
اهلا وسهلا بيكي جنا التصميم لونه الاخضر راح يتعدل لتصبح القراءة اسهل ان شاء الله

مصدر الراويه مالها مصدر انا كتبتها صارلي شهر بكتب فيها ..
rami hassan likes this.
__________________


, Do not remember the days
:قلب أسود: we remember the moments

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طقم ملف🌷 | تم التنفيذ Gene الطلبات المكتملة والملغية 1 12-02-2016 09:45 PM
طلب🌷 | تم التنفيذ Tн͠uи͠d͠eя͠ الطلبات المكتملة والملغية 3 07-11-2016 11:21 PM
طلب🌷 | تم التنفيذ Tн͠uи͠d͠eя͠ الطلبات المكتملة والملغية 3 07-03-2016 12:59 AM


الساعة الآن 03:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011