عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree326Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 6 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #196  
قديم 09-11-2017, 11:13 AM
 


الزهرة السادسة و التسعون : بارسولوميو.
حيثُ راين و من معهُ تحولَ المنظرُ حولهم فجأة ليمسيَ غابةٌ تعجُ بالنباتاتِ و الأشجارِ غريبة الشكل إلا أنّ راين لم ينتبه لذلكَ الصداع الذي اجتاحَ رأسهُ فكيفَ لهُ أن ينتبهَ لتغيرِ ما يحيطُ بهِ، كُلُّ تفكيرهِ الآن منصبٌ على تلكَ الجملة التي قالها والدهُ توًا
همسَ بهدوء : مـ- مهلًا.. لا أعتقدُ أنني سمعتكَ بشكلٍ صحيح.. أنا.. أختفي ؟.
لويدغير : تمامًا.. و أنا لي يدٌ في الأمر .. لذلكَ لا أريدُ ان أحيى لأراكَ تختفي.. أن أرى إبني يختفي...
راين : أنا لا أفهمُ على الإطلاق ..
لويدغير : أنتَ و آنا وجهانِ لعملة واحدة... كلاكما لستما ذاتكما القديمة... و كلاكما لستما من هذهِ الحقبة... مجردُ تجسيدٍ للندمِ الذي تكدسَ في هذا العالم.. و ندمُ العالمِ نفسه... بعبارةٍ أخرى.. ميرين.
فورَ سماعِ راين للكلمة الأخيرة التي نطقها لويدغير تعالى أزيزٌ و ضوضاء داخلَ رأسهِ و احتدَ صداعهُ ليردفَ لويدغير قائلًا : حتى الآن ، أنتَ راين، إبني... لكن ما أنتَ على وشكِ أن
تكونه هوَ شخصٌ آخرٌ تمامًا... راين، نجلُ إمبراطور الرياح، جان الذي قسمَ هذا العالم إلى ثلاثةِ أبعاد ، و قررَ مكانًا ليعيشَ فيهِ كُلُّ جنسٍ على حدى... كُلّ ما حدثَ حتى الآنَ كان خطةً مِن ملكةِ الزهور.. فإما استعادتكما لذاتكما القديمة أو الهلاكُ لهذا العالم... و أنا لَم أودَ أن أرى ما سيمسي عليهِ إبنيَ بسببِ إتباعيَ لها.
في تلكَ اللحظة إنبثقَ مشهدٌ داخلَ رأسِ راين... العديدُ منَ المشاهد... و آخرها حيثُ وقفَ هوَ على حافةِ منحدرٍ و امامهُ فتاةٌ ما بدت منفعله، ابتسمَ و أخبرها بضعَ كلمةٍ ثُمَ تركَ جسدهُ ليهويَ أسفلَ الوادي و في لحظةٍ اجتاحهُ شعورٌ مقيتٌ كما لو أنّ قلبهُ يعتصرُ ضيقًا و أن أنفاسهُ سلبت.
احتضنَ نفسهُ بصمتٍ و عينانِ متسعتانِ يخففُ إرتجافَ جسدهِ ليهمس : لقد متُ قبلًا...
قالها بشرودٍ ليعودَ إلى الواقعِ على صوتِ والدهِ هاتفًا : راين !، أمازلتَ هُناك ؟!.
نظرَ إلى والدهِ بفزعٍ لوهلةٍ ليهمسَ بعدها : لا بأس .. لَم و لَن أختفي ...
صمتَ لويدغير محاولًا إستيعابَ كلماتِ الذي أمامهُ لينهضَ راين عَن والدهِ أخيرًا معيدًا سيفهُ إلى غمدهِ لينظرَ نحوَ هايدن قائلًا : هايدن.. على شمالكَ و بخطٍ مستقيم... ستسيرُ لتجدَ بحيرةً ذهبيةً ذاتُ ماءٍ حلو المذاق.. اجعل المصابينَ يشربونه... أما أنا فسأذهبُ إلى حيثُ بياتريس.
سارَ راين في طريقهِ ليهتفَ هايدن قلقًا : مهلًا !، أتودُ قتالَ تلكَ المرأة وحدك ؟، أفقدتَ صوابكَ ؟.
التفتَ راين نحوهِ مبتسمًا : لا بأس هايدن.. لَن أتأذى !.
ثُمَ تابعَ طريقهُ نحوَ القريةِ تاركًا البقيةَ في حيرةٍ مِن أمرهم ، هُناكَ حيثُ إيلينا تقفُ في انتظارهِ و قربها بياتريس ذات العينان الخاليتانِ من الحياة و زاك المستند على جذعِ شجرةٍ، ليسَ و كأنّ جراحهُ شفيت أو توقفت عن النزيف، كلّ ما في الأمرِ أنها لم تعد تنزفُ بغزارةٍ كما في السابق.
نظرَ راين نحوَ إيلينا ليهمسَ لها : آسفٌ لجعلكِ تنتظرين... سأحرركِ من كُلِّ شيءٍ الآن .. أختي .
ابتسامةٌ عذبةٌ ظهرت على شفتا إيلينا و ما لبثت أن كادت تنطقُ كلمةً حتى غُرزَ سيفٌ منَ العدمِ في معدةِ راين الذي وقفَ متصنمًا يحدقُ بمن طعنهُ بعيونٍ متسعة، سرعانَ ما قطبَ حاجبيهِ لتبرقَ عيناهُ متأججةً بالغضبِ فيكشرُ عن أسنانهِ مطبقًا إياها بقوةٍ يكادُ يقتلُ زاك بنظراتهِ فقط
ضحكَ الأخيرُ بصوتٍ مبحوحٍ و هستيريةٍ شديدةٍ و بعيونٍ متسعةٍ و ابتسامةٍ عريضة هتفَ زاك بصوتهِ المبحوح : هذا هو !!، هذا هوَ الوجهُ الذي أردتُ أن أراكَ تصنعهُ !!، لطالما وددتُ رؤيةَ هذهِ التعابيرِ على وجهكَ اللطيف و الهادئ !!، ما هوَ شعوركَ كونُها هيَ من بينِ كُلِّ الناسِ قد طعنتكَ دونَ تردد !!، راين ديستيلا !.
أجابَ راين بهدوء : أنتَ مخطأ... أنا لستُ ديستيلا...
برقت عينا إيلينا ليكملَ راين : راين بارسولوميو... هذا هوَ اسمي...
ضحكَ زاك بإستهزاءٍ ليقولَ ساخرًا : مهلًا مهلًا أنتَ لَم تفقد عقلكَ أو شيءٌ من هذا القبيل صحيح ؟، أتودُ أن أشوهَ لكَ هذا الوجهَ مِن أجلِ أن تستعيدَ جزءً مِن عقلكَ ؟.
و معَ السطرِ الذي تفوهَ بهِ زاك تحولَ بريقُ الأملِ في عيني إيلينا إلى بريقِ حقدٍ عدائيٍ لتخترقَ حربتها صدرَ زاك فلَم يشعر الأخير إلا و الدماء تتدفقُ من فاهِ، نظرَ نحوَ إيلينا بعينانِ متسعتانِ يصعبُ تفسيرُهُما
صرخت بهِ الأخيرةُ بسخطٍ و غضب دونَ أي اهتمامٍ لنظراته : إياكَ و التفكيرُ بلمسِ شعرةٍ من شعراتِ أخي أيها الحثالة !!!.
هوى المعني إلى الأرضِ ليهمسَ بصوتٍ مبحوحٍ مرتجفٍ و منكسر : إيلينا... ساما...
لَم يتلقى أيَ إجابةٍ فهمسَ بصوتٍ متعب : رجاء... افعليها للمرةِ الأخيرة ...
تبددَ غضبها في لحظةِ أدركت ما فعلت لترتخي تعابيرها و تترقق عيناها بالقليلِ منَ الدموعِ فتجلسُ على ركبتيها لتحتضنَ رأسَ زاك، ابتسمت مع القليلِ من الألم لتربتَ على شعرهِ هامسة بلطف : تصبحُ على خير... زاك...
حرقةٌ تأججت في حلقهِ و غصة أطبقت على حنجرتهِ بإحكام، سالت من عينيهِ بضعَ دمعةٍ ليبتسمَ بلطفٍ و انكسار : تصبحينَ على خير.. أحبكِ كثيرًا أمي .. لا تنسي أن تبتسـ--
خبا صوتهُ و ارتخت تعابيرُ وجههِ آخذةً معها ابتسامتهُ الدافئة
همسَ محدثًا ذاتهُ : آه.. لقد متُ حقًا... كانت حياةً قصيرةً بالفعل...

رد مع اقتباس
  #197  
قديم 09-13-2017, 11:31 PM
 
سأغرز سيفي هنا ~

angel1
جذبتني المقدمة بحق زهور غريبه وعوالم وفتاه كالخفافيش سنجاب ظريف سحره شياطين
خ
امم شئ اخر هل الروايه مكتمله ام لا هي في القسم المكتمل والرد الاخير لايوحي بذالك
على كل حال ربما اكون مخطئه سأعرف عندما انتهي .اووه هذا مشوق سأعود بعد القراءة بثرثرة طويله بإذن الله
رد مع اقتباس
  #198  
قديم 09-23-2017, 08:46 PM
 


الزهرة السابعة والتسعون : زاك.
" زاك : آآه.. لقد متُ حقًا... لقد كانت حياةً قصيرة وتافهة فعلًا... لكني لا احملُ ندمًا تجاهها... إيلينا ساما... لا، امي.. انتِ كُنتِ اجملَ شيءٍ حصلَ في حياتي.. شكرًا لاعطائيَ هذهِ الحياة.. وادركُ انَ لكِ كُلَ الحقِ في سلبها... لكن... مازال كونكِ فعلتِ مؤلمًا..."
قبلَ عشرةِ اعوامٍ وستةُ اشهُر... مدينة صاخبة عجت بالحياةٍ غُمرت باصواتِ العرباتِ وهرولة الاحصنةِ وصهيلها، كما مُلأت بهتافِ الباعة الذينَ يروجونَ لبضاعتهم بالاضافة لثرثرةِ العامةِ وضحكاتهم... وكما كُلُ مدينةٍ ذاعَ صيتها بالثراء والترف، سكنَ ازقتها فقراءٌ فاقوا اعدادَ النبلاءَ اضعافًا، تلكَ الازقة التي لايجرؤ احدٌ على وطئ ارضها بقدمهِ وإن كانَ ماكان، وفي احداها جلسَ طفلٌ في الخامسة على صفيحةِ قمامةٍ يهزُ قدميهِ الحافيتينِ ذهابًا وأيابًا، شعرهُ الذهبيُ مبعثرٌ وعيناهُ الذهبيتان الواسعتان برتقا حدةً لا براءة، اما ابتسامتهُ الواسعة فقد شُبعت بالمكرِ تمامًا
همسَ لنفسهِ قائلًا : ضحيةٌ جديدةٌ اليوم ~ لا اصدقُ انَ هُناكَ احمقًا بكاملِ قواه العقلية يدخلُ هُنا بارادته... شاكرٌ لحماقتكَ سيدي، ادخل رجاء ~
وبالفعلِ دخلَ الغلام ذا المعطف الصحراوي المهترئ يغطي وجههُ وجسدهُ كاملًا فقفزَ الطفلُ امامهُ هاتفًا بمكرٍ وثقة : قف مكانكَ !.
وبالفعلِ توقفَ صاحبُ المعطفِ امامهُ فإتسعت إبتسامتهُ التي حملت الانتصارَ ليردف : سَلمني كُلَ ا معكَ مِن مالٍ وطعام !!
لَم يستجب لهُ صاحبُ المعطفِ فقطبَ حاجبيهِ منزعجًا ليهتف : الم تسمع !، قُلتُ سَلمني كُلَ ما تمتلكُ مِن مالٍ وطعام !!.
اجفلَ صاحبُ المعطفِ ليتخللَ مسامعَ الطفلِ صوتٌ انثويٌ ناعم قائلًا : اوه يا الهي !، انا آسفة !، بِكُلِ تأكيد !.
حدثَ الطفلُ ذاتهُ بريبةِ قائلًا : إ- إمرأة ؟!، وفوقَ هذا سحريَ لا يجدي معها على الاطلاق !!.
اخذت صاحبةُ المعطفِ تعبثُ بحقيبتها ليتراجعَ الطفلُ خطوةً إلى الخلفِ قائلًا بفزع : من انتِ بحقِ الجحيم !، لما لايعملُ سحريَ عليكِ !، من المفترضِ ان يكونَ مطلقًا !!.
توقفت عن العبثِ باشيائها لتميلَ راسها إلى الجانبِ متسائلة : سحر ؟.
اجفلت لتعاودَ البحثَ بينَ اغراضها : صحيح !، المال !.
اخرجت من حقيبتها قارورةَ ماءٍ وكيسًا مليئًا بالمجوهراتِ النفيسة لتقدمها نحوهُ قائلة : آسفة لا احملُ معي ايَ طعام.. اهذا القدرُ منَ المالِ كافٍ ؟.
حدقَ بها الطفلُ بعينانِ متسعتانِ دهشةً فإزدردَ ريقهُ بصعوبةٍ قائلًا : الكثيرُ من الاحجارِ النفيسة..
المرآة : آمل ان يكونَ كافيًا لكَ واشقائكَ...
قطبَ حاجبيهِ وعبسَ قائلًا : آسفٌ لتخييبِ ضنكِ لكنني طفلٌ وحيد !، ثُمَ مابالُ هذا اللطف ؟، اجزمُ انكِ تاجرةُ عبيدٍ وانَ هذا الماء يحتوي على مخدرٍ من نوعٍ ما !، وكانني ساخدعُ بحياةٍ رخيصةٍ كهذه !!.
تسائلت المرأة قائلة : عبيد ؟، ماهذا ؟.
سألَ الطفل : الاتعلمين ماهم العبيد ؟.
شتعلَ غضبهُ فجأة ليهتفَ قائلًا : بالتأكيدِ لاتعرفين !، انتم النبلاء لاتهتمونَ سوى بانفسكم !، العبيدُ ايتها النبيلة الفاسدة هُم اولئكَ الاشخاص الذينَ تسلبونهم حريتهم وحقوقهم من اجلِ ان يعملوا لديكم حتى الموت بينما تنعمونَ انتم بالترف والرفاهية !!.
سهقت المرأة لتهتفَ بأسى : يا الهي كم هذا فضيع !!، من قد يفعلُ شيئًا كهذا وبأي حقٍ يفعل !!.
هتفَ الطفلُ بإستغرابٍ اقربَ إلى البلاهة : هاه ؟!!!
ارخى تعابيرَ وجههِ قائلًا : بحقكِ اختاه من ايِ عالمٍ اتيتِ ؟.
المرأة : امم.. من قريةٍ بعيدةٍ اقصى الشرق ؟
الطفل : هـ هيه...
ثُمَ هتفَ بغيضٍ مرتبكًا : ليسَ كذلكَ !، تبًا لكِ ايتها الساذجة ارحلي مِن هُنا قبلَ ان تُفسدي عقلي !!
سالت المرأة بتردد : امم.. وماذا عن الاحجار ؟.
هتفَ الطفلُ منزعجًا : لا اريدها !.
المرأة : لكنها قد تؤمنُ لكَ حياةً آمنة حتى تكبرض وتعتمدَ على نفسكَ...
شددَ الطفلُ على قبضتهِ قائلًا : انتِ حقًا ساذجة اختاه...
حكَ رأسهُ بإرتباكِ وإكتست وجنتيهِ حمةٌ طفيفةٌ لستصنعَ الالغيض والانزعاجَ قائلًا : تبًا لاخيارَ آخر...
مدَ يدهُ نحوها مصافحًا بينما اشاحَ بوجههِ إلى الجانبِ الاخر قائلًا : ادعى زاك.. ماذا عنكِ اختاه ؟.
إبتسمت المرأة بسعادة لتنزلَ على ركبتيها فتصافحهُ هاتفة : إيلينا !، إيلينا بار-- إيلينا فقط !.
همسَ بإرتباك : لستُ بحاجةٍ إلى المال.. لكن..
إيلينا : لكن ؟.
تقدمَ زاك منها ليقفَ على اطرافِ اصابعهِ يرفعُ المعطفَ عَن رأسها وبإرتباكٍ قال : خذيني معكِ أختاه !.
" زاك : هذا كانَ اولُ لقاءٍ بينيَ وبينها... بدأنا بعدهُ رحلةً قصيرة كانت خاتمتها كوخٌ صغيرٌ في قرية صغيرة.. وقبلَ ان الحظ.. بدأتُ أناديها امي..."

رد مع اقتباس
  #199  
قديم 09-23-2017, 08:47 PM
 


الزهرة الثامنة و التسعون : زاك 2.
بعدَ مرورِ نصفِ عامٍ على لقاءِ زاك بإيلينا، و قبلَ عشرةِ أعوامٍ منَ الانِ، دخلَ زاك عابسًا إلى الكوخ الذي سكنَ فيهِ مع إيلينا بثيابٍ متسخة كلهُ كدمات و جراح
تقدمت إيلينا نحوه لتحوط خداهُ بكفيها قائلة بقلق : زاك ؟، ما الذي حدثَ لكَ ؟، أدخلتَ في قتالٍ مجددًا ؟.
تشبثَ زاك بملابسهِ مطأطأ رأسهُ إلى الأسفل : هذا لأنهم كانوا ينعتونكِ بالمشعوذة مجددًا...
ابتسمت لهُ إيلينا بلطفٍ قائلة : هيــه، أنتَ حقًا لطيفٌ ألستَ ؟، لكن لا بأس.. إنهُ لا يزعجني على الإطلاق.. لذا...
ربتت على شعرهِ بلطفٍ لتكمل : عدني أن لا تؤذِ نفسكَ مِن أجليَ مجددًا !.
أومأ زاك إيجابًا دونَ أن يتفوه بأيّ كلمة لتنهضَ إيلينا هاتفة : و الآن !، ماذا تريدُ على العشاء ؟.
هتفَ زاك بسعادة : حساء الدجاج !.
" زاك : وهكذا مرّت الأيام كما المعتاد.. لكن، هذه الحال لَم تَدم طويلًا.."
جلست إيلينا قريبًا من زاك قائلةً : زاك...
همهمَ المعنيُ كإجابةٍ على ندائها لتردفَ هيَ : ماذا لَو أخبرتكَ أني مشعوذةٌ حقًا ؟.
رفعَ أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا : هاه ؟.
اقتربَ منها ليضعَ إحدى يديهِ على جبينها و الأخرى على جبينهِ قائلًا : أمتاكدة أنكِ بخير ؟.
إيلينا : لنكونَ أكثرَ دقة.. فأنا شيطانة...
تحولَ لونُ عيناها منَ البنفسجيِ للأرجوانيِ ثُمَ الوردي الداكن وصولًا إلى الأحمرِ تحتَ أنظارهِ ليزدردَ زاك ريقهُ قائلًا ببلاهةٍ و خفوت : بجدية ؟
إيلينا : خائف ؟.
أومأ زاك نافيًا من فورهِ ليقولَ : إيلينا هيَ إيلينا مهما كانت !، لِمَ سأخاف بعدَ كُلِّ هذا الوقت ؟.
إيلينا : زاك... أنا عائدةٌ إلى عالمي.. تعرفُ ماذا يعني هذا صحيح ؟.
عقدَ زاك حاجبيهِ و يديهِ مفكرًا ثُمَ قال : إما أن نَفترقَ هُنا أو أن أذهبَ معكِ..
ابتسمَ مردفًا : أختارُ الثاني !.
" زاك : و هكذا... تبعتُ إيلينا إلى عالمها، و لأجلِ ذلكَ شربتُ من بحيرةِ الدمِ لأمسيَ نصفَ شيطان... كُنتُ سعيدًا جدًا كوني سأعيشُ معها إلى الأبد.. دونَ أن أدركَ أني سأحطمُ نفسيَ شيئًا فشيئًا مستقبلًا... إيلينا.. لا، أمي كانت شخصًا مختلفًا هُناكَ، قاسية، باردة، و غيرُ مهتمة... لكن.. حينَ كُنا نجتمعُ بمفردنا تعودُ إلى أميَ القديمة اللطيفة و الحنون... هيَ أعطتني الكثيرَ من المهماتِ المؤلمة.. كأن أسيطرَ على هذا أو أن أتلاعبَ بذكرياتِ ذاك.. كُنتُ أجبرُ نفسي على طاعتها رغمَ أنهُ مؤلم... رغمَ أني لا أودُ القيامَ بهِ... متشبثًا بتلكَ اللحظاتِ القليلة السعيدة التي نقضيها سويًا... فبعدَ كُلِّ شيء.. هيَ المرأة التي أنقذتني منَ التعفنِ في ذلكَ الزقاقِ القذر حتى آخر يومٍ في حياتي.. و في أحدِ الأيام... أصدرت أمي أمرًا معينًا "
داخلَ غرفةِ زاك و تحديدًا على حافةِ سريرهِ تجلسُ إيلينا و تمسدُ على شعرِ زاك الذي يريحُ رأسهُ فوقَ فخذيها مغمضًا عينيهِ بهدوءٍ، قالت : زاك.. أتستطيعُ أن تساعدَني بأمرٍ آخرَ بعد ؟.
أجابَ زاك بينما يفتحُ عيناهُ اللتانِ تبرقانِ حزنًا و رجاءً منهُ أن لايكونَ طلبها هذِه المرة كسابقاتها فأجاب : بكُلِّ تأكيد.. أمي..
إيلينا : لوكا ديستيلا.. أودُ منكَ أن تقلبَ مشاعرهُ رأسًا على عَقِب... معَ ذلكَ اترك مشاعرهُ تجاهَ شقيقتهِ الصغرى كما هيَ...
استغربَ زاك استثنائها فسأل : ما السبب ؟
توقفت عن العبثِ بشعرهِ للحظةٍ لتكملَ تزامنًا معَ قولها : أوتعلمُ زاك ؟، لقد كانَ لديَ شقيقٌ قبلَ زمنٍ بعيد... لكنهُ أنهى حياتهُ بيديهِ لبعضِ الأسباب.. كُلُّ ما في الأمرِ هوَ أنني لا أريدُ من شقيقةِ لوكا أن تمرَ بنفسِ ما مررتُ بهِ..
زاك : شقيق ؟.
إيلينا : أجل... هوَ قد عادَ مجددًا، و شقيقُ لوكا يكونُ حاويةَ شقيقي.. كُلُ ما قمتُ بهِ حتى الآن.. هوَ مِن أجلِ استعادةِ ذلكَ الشقيق.. لاستعادةِ راين...
" زاك : أتعرف.. في هذهِ اللحظة... أنا كرهتُ راين ديستيلا من أعماقِ قلبي... وددتُ لَو لَم يكُن موجودًا من البداية !، لَو أنني أكونُ محلهُ !، لقد كنتُ أغارُ منهُ بشدة.. كيفَ يجرؤ على إنهاءِ حياتهِ و هوَ يمتلكُ شقيقةً كهذه ؟، شقيقةً تشاركهُ الدمَ و الطفولة.."
أخذّ زاك يمشي في غرفتهِ ذهابًا و إيابًا بخطواتٍ عريضة سريعة و متوترة بينما يعقدُ حاجبيهِ و يتحدثُ إلى نفسهِ غاضبًا : تقولُ أنهُ شقيقها !!، و كُلُّ ذلكَ من أجلهِ ؟!، لا تمزحي معي !، ماذا عني إذًا ؟، أدوري أن أتلاعبَ بالآخرين من أجلِ شخصٍ كهذا ؟، أقسمُ أني سأحولُ حياتكَ جحيمًا.. راين ديستيلا.
" زاك : وَ مِن فوري توجهتُ نحوَ قصرِ آلديستيلا لأقابلَ ضحيتي التالية، هذا صحيح، أنا سأمهدُ الطريقَ نحوَ جعلهُ حطامًا في منتصفِ منزلهِ... و بالفعلِ سمحَ ليَ بالدخولِ بكُلِّ سهولة لأتوجهَ نحوَ غرفتهِ بدونِ مقدمات، هُناكَ حيثُ صُدمتُ تمامًا، إنهُ مجردُ ساذجٍ احمقَ لا يكفُّ عن الحديثِ عن روعةِ شقيقهِ الأكبر !، يتكلمُ بحماسٍ و عيناهُ تلمعانِ بشكلٍ مقرف.. ابنُ زعيمِ الشياطين ماهوَ إلا طفلٌ بعينانِ بنفسجيتانِ تفضحانِ كونهُ لَم يتذوق قطرةً مِن دِمِ البشرِ في حياته و لا يبدو كما لو أنهُ قَد كذبَ يومًا حتى، و ببضعِ كلماتٍ زائفة هو وضعَ كُلَّ ثقتهُ بي ليبدأ بالحديثِ عن نفسهِ و أسرارهِ دونَ توقف... في ذلكَ اليومِ عُدتُ إلى المنزلِ مترنحًا.. انتابني شعورٌ فظيعٌ للغاية بشأنِ ما أنا مقدمٌ على فعلهِ.. لكنني فعلتهُ على أيةِ حال.. لَم يحدث شيءٌ مثيرٌ للاهتمامِ بعدها.. أنا فقط استمررتُ بكونيَ الحثالة الذي أنا عليه حتى هذهِ اللحظة."

رد مع اقتباس
  #200  
قديم 09-23-2017, 08:48 PM
 


الزهرة التاسعة و التسعون : محبوبتي
استمرّ راين في النزيف فانتزعت بياتريس السيف الذي غرزتهُ في معدتهِ ببطءٍ شديد و ما إن خرجَ بالكامل حتى تدفقت دماءُ راين إلى الخارجِ بغزارة فأمسى بالكادِ قادرًا على الوقوف ، فما كان ذلك السيف سوى نصلٍ صنعَ من الفضةِ الخالصة و التي عُرفت بفتكها ببني جنسه ... بياتريس التي صبغها الأحمر من أعلى رأسها و حتى أخمصِ قدميها و ما كانت سوى حمرة دماءِ راين الواقف أمامها ، عيناها الخضراوتان منعدمتا البريق و الحياة استعادتهما شيئًا فشيئًا ، و ما كان ما لمحتاهُ فورَ استعادتها لوعيها سوى نفسها تمسكُ سكينًا و راين أمامها بالكاد يقف ، كلاهما كانا أحمران بالكامل ، بدأت ترتعدُ بقوة و قد غزا الفزع قلبها فهمست بصوتٍ مرتجف : راين ؟ ..
كانت تلك لحظة عاد الجميعُ بخير خالين من أيّ جرح ، و لحظة توهجت بياتريس بالأبيض الذي تخلله أسود داكن ليشكلَ نورًا أسطوانيًا شقّ السماء و غيومها ، ارتفعت الأولى في الهواء محلقةً و شعرها الطويل أمسى يتطاير إلى الأعلى ، عيناها لا تتوقفان عن ذرفِ الدموع ، و حينها فقط موجةٌ من القوةِ السحرية مسحت نصف القرية من الوجود ، و بمعجزةٍ ما لم يتأذى كائنٍ على قيدِ الحياة ... حتى الآن على الأقل ، أسواطٌ سوداء من الظل و سهامٌ بيضاء من الضوء ظهرت حول بياتريس من العدم بينما الأخيرة تزمجرُ دونما وعي منها و الحقدُ يتطايرُ من عينيها تبحثُ عن المسؤول عن هذا
ابتسمت إلينا و قالت محدثةً ذاتها : يا لكَ من وغدٍ محظوظ غوبر ... هي كانت لتفقد السيطرة هكذا تمامًا في غابةِ المحيط ! لكنكَ فقط نجوتَ من الأمرِ بأعجوبة !
لعقت شفتاها و اندفعت تهاجم غير أنّ سوطًا أرداها أرضًا ، لم تتضرر بقوة كهايدن و من معه جراءَ إصابةِ نفس السوط لهم لكن لم يكن دونما فائدة أبدًا ، أما هايدن و البقية فقد أصيبوا بقوة حتى لم يعودوا قادرين على الوقوف ، قال ماركوس بصعوبة : يصعبُ تصديقُ ذلك ! أهذه هي بياتريس تشان نفسها !
روبي : لا ... هي فقد السيطرة بالكامل !
همسَ راين : لا تتدخلي أختي ... سأنهي الأمرَ سريعًا ...
نسماتٌ خفيفة تشكلت حول راين ليرتفعَ في الجو متجهًا نحوها بهدوء و هو يكادُ يفقدُ تركيزه في أيّ لحظة فهو بالكاد واعٍ ، إلا أنّ بياتريس لم تتعرف عليه أبدًا فتوجه سوط نحوه مخترقًا جسده بقوة و أحدُ السهام قد نال من ساقه و آخر من كتفه بينما هي استمرت بالزمجرة غير واعية لما تفعل و من تهاجم حتى مدّ يده إليها ممسكًا بوجنتها ، اقتربَ أكثر متجاهلًا الألم الذي دبّ في كاملِ جسده فحتى لو كان يحتملُ ضوء الشمس هو ضعيف ضد الضوء المباشر ، ربت على شعرها قائلًا بلطف : لا بأس بياتريس ... أنا هنا معك ...
خبا صوتُ زمجرتها قليلًا إلا أنّ دموعها لم تتوقف عن الانهمار فأردفَ هامسًا : انظري إليّ جيدًا ... أنا بخير أترين ؟ ما أزال على قيدِ الحياة و لن أموت لأجلك ! لن أجرؤ على ذلك هذه المرة ! فأنا قد وجدتُ نصفي الآخر حرفيًا !
توقفت عن الزمجرة أخيرًا و قد استعادت وعيها و خفت دموعها لتقول : لما ... ذا ؟ ...
ابتسمَ لها و ضمها إليه معانقًا إياها ثمّ همسَ في أذنها : أحبكِ بياتريس ... هذا هو السبب ...
اتسعت حدقتا عيناها هامسةً : إيه ؟
عادت دموعها تنهمرُ أكثر من السابق فهمست : راين ؟ ...
همهم لها المعني مستفهمًا فقالت : و أنا كذلك !
خبا وهج جسدها أخيرًا لتهبطَ و هو إلى الأرض بخفة غير أنها استهلكت كلّ مل في جسدها من مانا فأمست غير قارة على الحراك بل و بالكاد تفتح عينيها ، أسندها راين إلى إحدى الأشجار هامسًا : سأعودُ قريبًا !
نظرَ نحو إلينا و أخذَ يحدّقُ بها مطولًا بنظراتٍ معقدة و ذكرياته قبلَ عشرة آلاف عام تتدفقُ إلى رأسه
- قبل عشرة آلاف عام من الآن -
كانَ أسودُ الشعر مستلقٍ على ظهره فوق الأريكة و رأسه يعتلي فخذها ، ممسكًا كتابه فتركزت عيناه بنفسجيتا اللون على تلك الصفحات المحشوة بالحروف ، قلبَ إحدى صفحاته ثمّ قالَ بهدوء : نيه أمي ...
همهمت المعنية بصوتها الأنثوي الناعم متسائلة و هي تدّس أصابعها في خصيلاتِ شعره الناعمة فقالت : ماذا ؟
ليسأل أسود الشعر بشرود : لماذا سميتني راين ؟ أوليس المطرُ كئيبا ؟ ...
قهقهت بهدوء ثم قالت : أحقا ؟
أومأ أسودُ الشعر إيجابًا و أجاب : هكذا يقول الكتاب ... فهي لا تمطر في قريتنا أبدًا ...
أخذت تمسحُ على شعره رافعةً غرتهُ إلى الخلف مرارًا : و ألم يذكر الكتاب كون المطر أساس الحياة ؟ هو يحول الصحاري القاحلة إلى مروجٍ خضراء و أراضي خصبة ، كما يمنحُ الحياة لكلّ مخلوقات العالم ... راين ... منحتكَ هذا الاسم لتكونَ كالمطر تجلبُ السعادة و الحياة أينما حللت .
شبحُ ابتسامة ظهرَ على شفتيه فقال : يا لكِ من ماكرة ! غيرتِ رأيي عن اسمي مائة و ثمانون درجة في سبعِ ثوانٍ !
فأجابته بحماس : صحيح ! أوليست ماما مذهلة !
قهقه أسودُ الشعر بسعادة ثمّ قالَ بجدية : أتظنيني سأكون مثل ذلكَ المطر يوما ؟
أما هي فقد اكتسى اللطف نبرة صوتها لتجيب : أنتَ كالمطر سلفًا ! انظر إليّ كم أنا سعيدة أراكَ شابًا في السابعة عشر من عمرك بالفعل ! أنتَ و شقيقتك كل ما أملك !
أطلت ذات الشعر الأسود و الأطرافِ البنفسجية من بابِ الغرفة التي لم تكن سوى غرفة الجلوس لتهتف بمرح : كنتُ على وشكِ الاعتراض لكن تمّ الثني عليّ قبل ذلك ! أسامحكما هذه المرة !
ابتسامةٌ أكبر شقت طريقها إلى شفاه والدتها ذات الشعر الأحمر و فردت ذراعيها قائلةً : تعالي إلى هنا ... إيلينا ...
هرولت المعنية إلى والدتها محتضنةً إياها ثمّ أراحت رأسها على كتفها لتسأل : ألستِ سعيدةً في رؤيتي شابةً كذلك أمي ؟
قهقهت الأم قائلةً : بالطبع أنا كذلك عزيزتي !
لم يزحزح راين عيناه من على الكتاب و قال بلا مبالاة : تعنين عجوزًا ...
فهتفت إلينا بغيض من فورها : يا لكَ من وقح ! من هي العجوز ؟ ثمّ إذا كنتُ عجوزًا فأنتَ عجوزٌ كذلك توأمي العزيز
لكن الآخر ردّ بلا مبالاة : أجل ! أنا عجوز و أقرّ بذلك !
- عودة إلى الواقع -
عضّ راين على شفته بقوة و هو يتذكرُ أمرًا آخر ، ذكرى لطالما آلمتهُ في حياته السابقة !

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية فتيات الزهور روزماري روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 69 02-25-2017 01:41 AM
رواية الزهور الذهبية (لعنة الحب تنتقل عبر الأجيال) فارديا روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 11 09-30-2015 12:51 PM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
لمحبي الزهور......مدعويين لكرنفال الزهور....روعة في التصميم..... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 09-12-2007 08:57 PM


الساعة الآن 11:29 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011