عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree55Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2017, 12:43 AM
 
الماسي|| ~ الذّابِلُونَ ◀ الأَشْيَاء التي خُلِقَت لتَقتُلنَا


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_03_17148857429126713.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

اسلوبك راقي والتنسيق
*ترفسك*
ليش القصة مبهمة
~زوزي دادو~

و رحمة الله وبركاته



أَيْهَا البَشَرُ
أَيتُهَا الْمخْلُوقَاتُ التِي كُتِبَ لَهَا الفَناء
[mark=#b00000]هَلِمُو[/mark] إلِي..
فأنَا أحْتَضِر
بِلا مَوْت.




اسم القصة : الذابلون
تاريخ النشر: 4-3-
2017
تأليف: أورين, فريال
مراجعة: وردة المودة, ساراي
التصنيف: غموض, نفسي
المكان: روسيا

[mark=#750000]يوجد رد آخر[/mark]





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

I DIDN'T SAY THAT I WANT YA TO GO AWAY..
b l o g| G a l l e r y | m a g i c|صارحني
سبحان الله - الحمدلله-لا إله إلا الله- الله أكبر




التعديل الأخير تم بواسطة العجوزة زوزو ; 03-11-2017 الساعة 07:47 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-04-2017, 12:54 AM
 


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_03_17148857429126713.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




انْحَنْت شَفَتَا السَّيْدَةِ الشَّمْطَاءِ لِتُسْفِرَا عَنْ إِبْتِسْامَةٍ مِلْؤهَا الخِبْثُ, أَخَذْت تَعْبَثُ بِالمُفْتَاحِ لِهُنْيهَةٍ قَبْلَ أنّ تَسْتَجْمِعَ شُتَاتَهْا و تَغْرِزْ المْفْتَاحَ فِي كَبْدِ البْابِ, حَيْثُ الغِالُ المُتَآكِلُ.


كَانْت حُجْرَةً صَغْيِرَةً قَدْ وَضَعَ الزَّمَنُ ثُقْلَهُ عَلَيهَا, يَقشَعِرُ الْبَدَنُ مِنْ رُؤْيَاهَا المْغْبَرَةِ بَاهِتَةِ الْلونِ..

جُدْرانُهَا مُطْمَسَةُ المَلَامِحِ, مُشْجَبَةُ الحَيْاةِ, زَيَّنَهَا رَفّ صَغِيرٌ خَالٍ سِوَى مِنْ امّتِدَادَاتٍ تُرَابِيةٍ, وْتَمْرْكَزَتْ فِيهَا طَاوِلَةٌ مِنْ خَشْبِ السّنْدِيانِ الْعَتِيقِ, ذُو الرِّيحِ الذَكِيةِ المْفْعَمَةِ بِشْيءٍ مَا.. مِنَ الأمْلِ.

تَغَلّغَلَ خَيْطٌ مِنْ الضَّوْءِ الرَّفِيعِ, مُحَدِداً مَسَارْهُ بِدِقَةٍ ,هُنَاكَ.. و قَدْ كَانَ هُنَاكَ..

وَ هُنَاكَ, فِيْ وَسَطِهَا تَمَامَاً, وُضِعَ شَيْءٌ أَشْبَهُ بِالبُرْدِي المْجْبُولِ إلِى الإِخْتِبَاءِ , فَقَدّ تّمْ سَتْرُهُ بِشَكْلٍ سَيِء بِدِرْزِينَةٍ مِنَ الكْتُبِ المْغْضَبَرةِ بِجِلْد غَبِر.

تَحَرْكَتْ أَنْامِلُهَا الطّوِيلَةُ بِفُضُولٍ نَحْو تِلًكَ اللّفَافَةِ.. عَجِلَتْ نَحْو جَذْبِهَا إِلَيهَا.
نَفَخْتَ حُبَيبِاتِ الزّمَنِ مِنْ عَلَى وَاجِهَةِ تِلْكَ الّلفَافَةِ, ابْتَسَمْتِ بِصَمْتٍ ,سَحْبَتْهَا لِتُظْهِر رُزْنَامَةً بِخطِ يَدِ أبِيهَا الغَشِيمْ.
تَنَفَستْ بِهُدُوءِ سَيّدةٍ وَاهِنَةٍ و قَرَأت بِتَمَعُنٍ ،

14 يناير
سيبيريا \ جبل ألتاي

كانت مهمتي في تلك المرة غريبة ، تجربة غير منطقية ، هذا ما شعرتُ به في البداية ، و مع الأيام باتت أشباح ذكرى الرُعبُ الحقيقي تُلاحقُني لأشهُر ، كُنتُ أعرف أني سأندم على موافقتي ، فلما وافقت ! كان يجب .........


أَنْزَلْتِ المْلَفُوفَةَ قَائِلَةً بِضَجَرٍ و التْجَاعِيدُ تَظْهَرُ بِفَيضٍ :

" مْاهَذْا بِحَقِ قِطَةِ جَدّتِي تِاتِيانْا!"

عَادْت بِضْعَ صَفَحَاتٍ تَقْرَأُ بِأهْتمامٍ جَلّي ،


بداية يناير, بداية الحياة, بداية الأرواح السماوية

سأترك عائلتي للقيام بمهمة مبهمة و خارقة ، لم يسبق أن قمت بمرافقة مُجرم لسجن الصحراء القطبية السيبرية ! رجل هتك أرواحا بعشوائية مطلقة... و في مواقع مشتتة ، يُقال أنهُ قتلهم بسبب إضطرابٍ هلوسي ، فظروف خطاياه غامضة بهالة غَسقِيَّة ! يريبني منظَرهُ
شعورٌ بعدم الراحة يخترق أحشائي و يسبب لي المغص, قُرْبَه.

كان فارع الطول, حوالي ستة أقدام أو أكثر, له ظهر أحْدب بشكل طفيف .
وجهه سمات من الشيطان, عينيه السوداوان منفردتان بالجحيم, شعره ذو لون البندق الميت يتناثر في فضاء الكون كأشواك قاصلة.
استلمت ميخائيل يوريتش لنين من ديميتري في حوالي التاسعة و النصف , في وضاح شتوي جميل.
كان الأمر يسيرا إذ بدى, إلا أن الرّياح تأتي بما لا تشتهي المراكب.
لقد كان عظيما , ذلك السجين, رغم جموحه الواثق, فقد كان حالما, رقيق الصوت.
أُطبقت على يديه الأغلال, تنفس الصعداء كفضاء أشهب يغطي صبا الكون, اختفى الإضطراب من على مقلتيه الحزينتين.

صلات منقرضة تشبثت بهاوية ضائعة, تأكدت من إقفال ابواب سيارة (الادا) بإحكام, قبل أن أتخذ مقعدي قربه, إلى سيبيريا, هتف الطفل في قرارة نفسي, إلى سجن الحرب العالمية حيث تم تصوير فيلم طريق المنزل, إلى خطر محدق و عدالة معمَّمة.
نظرت إلى رفيقي شاحب المحيا, سألته عن الضمئ فأجابني بالنفي.
ليتني لم أبتسم حينها.. أعترف أني هائم اللب الآن ....
بقيَ ساكناً واطئ الرأس ، هل كان ذلك بسبب حدبة ظهره؟ ، مع إسفار الغسق طأطأت الشمس رأسها بخجل جلي ، أمسى علينا الطيسل بصمت ، إفتتحتُ حديثاً بتململ ، لكَم كان هادئاً و لطيفا !

كيف لبشري مثله أن يكون كما قيلَ لي سابقاً ؟ بتُ جازعا من نظريَّةِ الإضطراب الهوسي ! قد لا أكون مُحقاً في شعوري المتأجج ! علي التوخي منه ، إنهُ مسخٌ هائمٌ على عقبيه , كائن ديجوري مستبد من الجحيم, صمته سيّد الشجب و يده آفِلةُ الحياة ، لم يطمئن قلبي له أبداً ..

بعد ساعات طويلة من الرحيل ، تلمسنا في طريقنا استراحة مترفة ، كان يبدو ساكناً بشكلٍ ميت ! بات أمرهُ شُغلي الشاغِل !

اتصلت بعزيزتي ناتاليا, آملاً في سمع ملاك يخفف عن لبّي وطئة الورع, أجابني صوت إبني ، كان أرون ساخط الركن ، بدا منفعلاً لأنني لم أصطحبه إلى السينما كما وقع الإتفاق.. المراهقون!

3 يناير

(ألتاي ) تبزغ أمامنا ببياضها المثلج, جبال شاهقة تحمل أنفاس العالم
جمال متلبد جامد متجسد في ملائكية جيولوجية
نقطة الوصل بين خمس دول هي تلك الجبال..

كان من المقرر أن نبيت في مركز الشرطة في جبل بيلوكيا هذا المساء, لنعاود مسيرنا إلى تشكوتا حيث السجن المتهالك للحرب العجوز .
هيهات لنا, تأوهت بهدوء حينما اشتد الصقيع, ألفيت أنفسنا بالقرب من ملكة جمال سيبيريا, ذاك المسطح المائي البهي المعروف بإسم بيقال .

حسنا, توقفت بالقرب منها قليلا أتأمل روحا انتصبت في قطعة من الأرض, أبصرت شريكي يتصبب عرقا في عز القرس, فاستفسرت متسائلاً عن زمهريره المشئوم.

صمت و حكى, أوجز قصته في ثلاثة أحرف: إمضِ..
ارتجفت شفتاه.. تابع: إنهم في جوفها يطلبون العبور.


4 يناير

وميض نهاري آخر, إنبلاج أطل أمام مبنى مركز جبل بيلوكيا للشرطة السيبرية.
رحب بي ميشكين, شرطي متوسط الحجم أسمر البشرة, قآد صاحبي إلى قفصه الأرضي, و اصطحبني لنحتفل بكوب من الشاي الأسود. ما وجدَ الدفء سبيلاً إلي جوفي المزمهر ، صراخٌ و عجيج ، ألمٌ و أنين إمتزجا في ملحمة سمفونية خانقة ، قادتنا إلى القبو الأرضي حيث الزنازين الصدأة ، كان يتحرك يمنةً و يُسرة و يتدحرج على الثرى المدنس ألما ! بدا لي كالمسعور ، أو ربما أنا المسعور !

ضرب القضبان بظهرهُ الناتئ ، كنا أنا و رفيقي متسمرين بدهشة و خنوع, حاولنا إشفاء غليله ! لم نحسن الفعل ، فشج القضبان بقوة جسدية هائلة و ضرب ميشكن بقوة ثم هاجمني..
دريت الدنيا بعد أن بزغت الشمس مذ كانت في طيء الأفق, أشارت عقارب الساعة المعلقة على الجدار الرمادي الملوث إلى الساعة الخامسة و النصف, تنبهت لكوني مضطجعا في أريكة مركز الشرطة, نصف ساعة كاملة حينما فعل ميخائيل ما فعل.
دلف ميشكين إلى مضجعي و جلس قربي, قال بحزن:

(أفقتُ و أنا أراه يرتدع مسرعا ، كان لابد من أتبعه ، ففعلتُ ذلك متجاوزاً ألمي و جرحي الدامي الذي إنبثق كالشلال من أذني اليسرى

بعد السعي طويلا ألفيت نفسي في بيقال ! مالذي أتى به إلى هنا بحق الجحيم؟

وقف يُصارعُ نفسهُ واضعاً يديه على رأسهُ بوصب ، إقتربتُ منهُ بحذر جلي ، نظر إلي بجحود ، كان وجههُ مرعباً و بشعاً ، قال بنبرة تهز الكيان الوجودي : إنهُم في جوفها يطلبون العبور ..

اقتربتُ بحذر ، تراجع و وقف على فراش الجليد المسطح ببياضه الآسن،

إلتفت إليه فرأيته قاب قوسين من الضفة الأخرى للبحيرة, بكى دما متبولاً و أنحنى قرب الماء ,جثم عليه حيا و التهمته البحيرة حتى ارتخى في عمقها.)

نظر إلي ميشكين و قال لي : دينس ويتسوكي, قواتنا البحرية تنبش البحيرة الآن تحريا عنه..
أفلتُّ مضجعي و قمت أرتدي حذائي, نظر إلي ميشكين بشغف و تبع خطاي, خرجنا إلى صباح سيبيريا المرحب بكتلات الجليد المتجمدة .

6يناير

أرقام متتابعة, وجدنا ميخائيل قبل ساعة مظلمة بالقرب من حافة البيقال, أزرق متجمد بالكامل كتمثال أخرق, علا وجهه تعبير مرعب لإنسان رأى الشر مسيطراً في الجوار, غلفته طحالب أحيتها البيقال و خنقت عنقه.
سحبت منه الحياة.
أرسلت برقية لدميتري.

10 يناير

تركت أمي إبرتها لبرهة من الزمن, غاصت عينيها الرماديتين خلف نظارتها الطبية الرقيقة و ملامحها المجعدة لسيدة في طرف دهرها, فاستقطعت دنيسنينا حبل أفكارها قائلة: ماذا تدبر تاتيانا تانيوشكا إذن؟
فزعقت العجوز غاضبة: بأي لهجة تتحدثين أيتها الغادة المليحة؟ ويحك أنا جدتك يا إبنة دنيس!
انتاغت دنيسنينا خارقة كل قواعد الرزانة, مبجلة إزدراء البشرية بكيانها المتقلب.
كانت شابة شقراء ساحرة, لها وجه كالمرمر المنحوت و عينين كالعقيق الإبهاري.
قعدت بقرب طاولة الطعام تحتسي كوبا من الشاي, صاحت تاتيانا: أرون, يبدو أن سيد الرسائل قد حضر!
فترك شاب في السابعة عشر مجلسه بنفاذ صبر, و قد انكمشت خصلات شعره الشقراء بين وجه متغطرف بتكلف.
عاد إبني بعد برهة من الزمن حاملا دستة من الرسائل, نبأني بأن فرقة الكشافة قد أرسلت إلي ورقة تطلب موافقتي لرحلتهم إلى البلقان.
وقعت بتكلف , ثم أمسكت بأقرب مظروف إلي, كان من ناتاليا.
صحت بعد ما احتويت علما بما سطرته إبنتي: اللعنة, لقد فعلها!
نظرت إلي أمي بعجب و قالت: من تقصد؟
انتفضت من الكرسي و زعقت: إنه إبوليت زوج ناتاليا, لقد خانها بالفعل!
فالتمعت مقلتا أمي: و هل ناتاليا متزوجة؟

أبصرت لنظراتهم المستقربه ، حولي عائلتي تنظر إلي بشك ، نطقت دنيسنينا بضجر : جُن الرجُل !

فصرخت بها أمي بعتب : أيتها الوضيعة! ,هذا والدك و ليس أرون.
إحتدم النقاش و مللتُ الهدوء ، صحتُ بابنتي : لتذهبي إلى الجحيم! كفا ذلك ,إذا كنت تبغين مصيرا مآسوي كمصير شقيقتك!
أنهيتُ كلامي بألم و أنا أغادرُ الجميع... بت واهناً لحمل نقاشاتهم العقيمه ، لن تُغير دنيسنينا من تصرفاتها حتى بعد أن تمت زيجتها. !

ومن جهة أخرى ناتاليا تؤرق تفكيري ,أرجو أن جزءاً من لبها لا يزال حيا.


11 يناير

عجزتُ عن النوم ، ملامحُ ميخائيل لا تبدُ مُخيلتي, هرطقة من نوع ما كانت إلى رغبتي تتجه!.
أتاني خبر في الصباح المُبكر و خرجتُ من غرفتي فزعاً ، قال لي إبوليت بأنهُ وجد ناتاليا جثة خالية الروح تقبع وسط العلية.

تشتت ذهني كالعقد إذ قطع، هل ينالني الشجن أم الحنق، عصماء قلبي الصغيرة ، مُهجة ذكرياتي و تجسمُ زوجتي الراحلة قد رحلت و لن يكتب لها العودة.


أَنّزَلْتِ السَّيِدَةُ العَجْوزُ الّرقّ و عَينَاهَا البّاهِتّتّانِ تَحْمِلانِ ذِكْرَى مُعْتَقَةٍ بِالأَسَى.

نّظَرّت لِلّنَافِذةِ تَسْتَرْجِعُ أَحْدَاثَ ذَلِكَ اليَومَ ... ثُمَ عَادْت إلى قِرَاءةِ الوْرَقَةِ تُتَابِعُ نَبْشَ الَمْاضِي المَنْبُوذ.




12 يناير

لم أتوقع ذلك ، الجمع العائلي في هدوءه مترف! انتحار ناتاليا لم يؤثر على هواجسهم ، لكنني أشعر كمن

يُصارع الحياة ليموت ، فكرة أنني لن أرى ناتاليا تُلطمُ فؤادي .

و رؤية اللامبالاة الضاحكة مرتسمة على وجوه العالم.. أرهقتني..


13 يناير

أحسن أرون من وضع قبعة الكشافة على رأسه قبل أن يباغتني بخبر ذهابه.
قال لي: (البلقان يا أبي!, جمال أدجن في وسط الجحيم السيبري العتيق!)
ارتسمت في مخيلتي صورة ميخائيل متجمد الأطراف, وجهه المرتعب بادي الأعراق, و تحول تفكيري إلى ناتاليا ,متعلقة بحبل علق بشكل ما أعلى غرفة صفراء قذرة, منفية الحياة ملحمياً.
هل كان علي أن أخاطر؟ أرون, صبيّي العزيز, هل أتركك لمسوخ البلقان الهمجية, لنيران الموت المستعرة؟
بيب ييب
زعقت حافلة الكشافة تنتظر القدوم, اعتلت حقيبة الظهر الصغيرة ظهر إبني, تأملت ملامحه المتكلفة جماليا بزينة العين الازوردية و شعره الأشقر الملفوف.
تبعته إلى الباب, حيث استرخى النسيم في خلفية منازل جميلة و أشجار سنديان عالية.
توهجت عينا أرون, اعتلى الحافلة, نظر إلي.
لبرهة من الزمن فقدت لبّي بالكامل.
أدركت بعد بضع دقائق أنني أجلس قرب صبيّ متجهاً إلى البلقان.

14يناير

شجب آفل
سادت الشمس طريقنا بكل تبجيل, نهار متجمد آخر في سيبيريا مشيا على الأقدام.
زودتني فرقة الكشافة بسترة من جلد الغنم الدافئ و قفازات صوفية مشينة المنظر.
مشيت قرب ارون الذي لبث صامتا منذ قدومي.
هسهست له قائلا: أوليس لك أخلاء؟
كشر شفتيه بشكل ملتوي, طأطأ رأسه حزنا, أجابني بدون حديث.
واهاً لك. أيها الشجي المنسي!

16يناير

وصلنا إلى البلقان.
هناك, حيث لقي السجين 460 حتفه!
هناك, حيث الجمال العذب. أفعى سامة بإسم مجمل.
الوحش, ترأس تفكيري و بعث قلبي, كرهت ذاتيّ و أنا أبحث عنه.
حينما بدأ الفتيان بنصب الخيام, تجولت قرب البركة المتجمدة, هناك, حيث وقفت بعربتي ذات يوم.
هناك, حيث احتوت المياه ميخائيل.
هناك, حيث لم يستطع ميشكين الصمود.
و لمحت في البعيد إحدى عشر قطعة من الأخشاب مثبتة بجمود قرب البحيرة.
اقتربت منها, لمحت انعكاسها في المياه المتجمدة, كانت إثنا عشر.
أبعدت نظري من البحيرة, نظرت إلى القطع الخشبية مرة أخرى, كانت إحدى عشر, عددت انعكاسها خمس مرات قبل أن ألمح اثنا عشر قطعة من الخشب المسود .
اثني عشر خشبة, عددتها مرات أخرى, أجل!
اثنا عشر بشكل قاطع!

17يناير

استيقظت اليوم قبيل السحر, لازال أرون راقداً بحزن.
تجولت, لمحت أخشابي فرحت أعدها, إحدى عشر خشبة وقافة بشكل مربع قرب البركة.
و هناك, اقتربت, لمحت السواد المنبثق من وسط الأخشاب!
كان ذا عينين حمراوان تشعان شرا بمقلتين سطر عليهما العذاب -رباه- ابتسم ليظهر أنيابه المائة نحوي, ظهر أخوه بقربه... أكان أخاه؟
نظرت إلى البحيرة, انعكست إثنا عشر قطعة بالضبط!
أعدت نظريا إلى الواقع, أجل ,إثنا عشر بلا وحوش أو أعين حمراء همجية.

18يناير

بحثتُ عن أرون فقد حملته الفجأة على الخفاء، عبرت من هنالك للمرة المائة ، بقيتُ أعدُها مجداداً ثم كانت إثني عشر تماماً ، أغلقتُ عيني ليهدأ روعي الموروع ، والتقطتُ آخر انفاسي التي بقيت...

كان آرون يقف هناك يحدق للجمال الرباني ، مستقرباً متعجب العينين. !

جمعتُ شتاتي و اتجهتُ نحوه بسرعة ، و ما أن خطوتُ على فراش الجليد حتى تشقق بمسافة كبيرة ، إلتفت إلي مرتعبا ، خائف الوجدان
,وما هي إلّا لحظات حتى ابتلعت المياه فلذتي الواقفة هناك, و استرخت المياه, و رحل معها إبني.!


20 يناير


أعادوني للبيت منهاراً خائباً لخسارتي الثانية!

منذ يومين و شبح ذكرى ولدي آرون تُعذبُ كياني ...

و ما يعذبني أكثر أن البشر حولي يعبرون دون أحزان, لقد فقدت عزيزاي... أيها البشر! !


21 يناير

إذن, حددت مصيري, علي حماية العالم! ويلاه..
ثقل العالم موزون على ظهري.
كان علي أن اتأكد من زوجية الأخشاب المسودة, حتى لا تجد المسوخ طريق العبور.
زوجي.. راحة عظمى للبشرية, دع كل الأعداد زوجية و سوف تكون بخير.
عددت الأشجار التي رافقتني في طريق الكشافة, 16, ليس رقما سيئا في الواقع, بل هو جيد جدا على ما أعتقد.
إثنا عشر خيمة ربضت على الأرض, تخلصت من الخيمة القديمة التي أحتوتني و أرون لأبيت عندها مع المشرف المحلي .
كانت الخيام الهرمية دليلا على العظمة, فالأهرام هي أصلب البنيان المشيدة.
رتبت الحقائب في جوف الخيمة, هرم طوله 14 بوصة بالضبط, ليس سيئا, سوف يتكفل بحمايتنا لبعض الوقت.
لم أدر أن الاهوتية صعبة لهذه الدرجة.

22 يناير

أصبحت عملية تثنية عدد الأخشاب أطول دهرا .
لا بد أن تلك الكائنات تماطل الخروج.
لمحت صبيين من الكشافة يصنعان رجلا من الثلج بشكل مكور.
الكرات سيئة, فور رحيلهما صقلت السيد الثلجي ليبدو كالهرم..
أنا الفائز أيتها الهمجية!

23 يناير

لمحتهم مرة أخرى, تلك المسوخ
تبدو العينان أكثر وحشية و توهجا..
قلب من الصلد, واهاً للبشرية من وحوش البلقان.
استغرقت هذه المرة ساعة كاملة لأعيد العمود الثاني عشر إلى مكانه.
تستهلك الوقاية كل قوتي..
ساعة من 60 دقيقة, ذاك الرقم يروقني فعلا.
أكوام هرمية أخرى تتكون قرب البحيرة.
بت أجرب حظي مع الدنيا في كل مرة.
علي أن أتأكد من خلوي من الكهرباء المسخية التي تنتقل إلى العالم من إشعاعات البحيرة.
أدركت كم هم تعساء .. مرضى الوسواس القهري
أصبحت عمليا شخصا مجنونا..

24 يناير

ما عاد للنوم سبيل إلي...
بات عسيراً.
قمت أعد الأشجار حول المخيم, 24, ليس سيئا بالمرة.
وجدت يدي تمتد بشكل تلقائي لتحضر أهرامي العزيزة إلى أرض المخيم.
شعرت برعشة في كتفي... تأكدت من أن جسدي لم يدنس بكهرباء البحيرة اللعينة.
دست على حفنة متكورة غير مستوية, أردت أن أكون منها هرما و إذا بي أواجه محيا أرون.
مزرق الشفتين متجمد المنظر, ماتت قربه نبتة سرخس اعوجت أوراقها كحروف شيطانية لتشكل ملحمة الهلع..
مـوتـون

26 يناير

لم يقل الأطباء شيئا بخصوص أرون سوى تمتمة متملمة عن أن وضعه مستقر.
موتون.. أيها السفاح الوحشي
كنا في موسكو, رحل بعض أعضاء الجماعة الكشفية بين ما تبعني البعض.
عاد لون الحياة إلى وجه العزيز .. أرون.
كونت المزيد من الأهرام لأحميه , تبا للأهرام, و للأعداد الزوجية ,و لشحنات البلقان الوحشية
كنت أتلمس كتفي بجنون لأتأكد من أن كهرباء البحيرة لا تسير في جوفها.
عددت الأحذية السوداء في ردهة المستشفى.
21, ؟تبا, لما يخلق بعض الناس بقدم واحدة.
أردت أن أنهي جحيم موتون الأزلي.
اتخذت قراري المصيري.



يوجد رد آخر



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



التعديل الأخير تم بواسطة FREEAL ; 03-04-2017 الساعة 10:59 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-04-2017, 01:07 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_03_17148857429126713.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_03_17148857429126713.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


[mark=#ffffff]فريال#:[/mark]


السلام عليكم اعضاء وزوار عيون العرب

هذه القصه مشاركه في مسابقة

لنولون سمائنا بلون العسجد

مشتركه بيننا نحن فريال و آروين

نتمنى ان تنال حسن آرائكم الجميله حب5

لاتنسونا بكل ما هو جميل

في رعاية الباري





[mark=#ffffff]أورين#[/mark]
مساء الخير
أتمنى تستمتعوا بالقصة و أنتوا تاكلوا فوشار

المهم كيف الحياة؟ كيف النور؟ كيف الشمس؟
ذي القصة بعد ما كتبناها صرت اشك بكل شيء #حقيقة
كنا نتبادل الكتابة×
فقرة تكتبها فريال و فقرة أكتبها أنا خطأ2

الحياة رايقة بينا×
اشكر كل من ساهم في انجاح هذا العمال
وردة و فريال و سارة

و أنتظر أشيائكم اللطيفة
-
لا إله الا الله
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


__________________

I DIDN'T SAY THAT I WANT YA TO GO AWAY..
b l o g| G a l l e r y | m a g i c|صارحني
سبحان الله - الحمدلله-لا إله إلا الله- الله أكبر



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-04-2017, 01:09 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_03_17148857429126713.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



سَأعُودُ إلى العَجْفَاء ، سَأتَابِعُ سَبَبَ خَلْقِي و أقْضِ عَلى المُسُوخِ مَوتَاًٌ!

سَأُشَتِتُ أحْشَاءها فِي وَكْرِ الْلَيلِ
سَأعُودُ الى مَوتِي الهَاجِسِي و سَيبْقَى شَبَحِي يَحْمِي الأرْضَ
شُكَرَا لِلّسَمَاِء عَلَى نِعْمَةِ الفِرَاقِ.




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-04-2017, 04:50 PM
 









سلام عليكم

أخباركما..؟!

عسى الأمور كلها تمام...

بكل صراحة بالبداية لمن شفتها دخت...هههههه

حسيت إن الكلمات تحتاج تأويل كثير لكن ...مع الورقة النهائية بديت افهم الموضوع...

بصدق مبعرف شو اقول...

حكاية غريبة ، و نهاية اغرب...

فيها مأساة ،غموض غرابة...

لكن حقا لم اروح لهذه المهمة الأخيرة لهذا الشرطي...

عرفت أن هناك فاجعة ستحدث ...

إلا أني كما فهمت فالفاجعة اتت من مكان آخر...هههههه

طبعا، التصميم...حلو...

و العنوان مميز، كلمة وحدة...بينت الكثير عن المحتوى...

منه فهمت شو راح يصير ...

و هذا ماحصل..موت و نهاية...


أشكرك ما على الرواية و سعدت بمعونتكما في إبداعكما عزيزتي...

أتمنى لكما التوفيق في المسابقة

__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 03-11-2017 الساعة 08:25 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرّبيع الذِي بَثّ مجدداً ؛ نقاشات أورْينّ. ' الموبايل - communications ' 117 09-16-2020 03:36 PM
تم التجديد 2018 • Eminently • laws & seals Nana Osaki ' الموبايل - communications ' 6 02-04-2018 02:02 PM
تَحْدياتّ ◀ خَليِكْ قَدّ التَحْدي أورْينّ. ' الموبايل - communications ' 2 03-03-2017 11:04 PM
▶you are my light | أنت هو نوري ◀ SARA KENNEDY صور أنمي 6 08-14-2015 12:03 AM
◀❤ كوفي شوب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 04-08-2015 04:30 PM


الساعة الآن 02:37 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011