عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree181Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 03-20-2017, 03:46 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_03_17148934174462782.jpg ');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





"لا تستحق قلبا مادامت لاتراه..."







سؤاله أيقظ أعاصيراً مختلجة بصدري ، لمَ لا أبكي ..؟!
كابرت ضعفي أمام تلك الأعاصير الهائجة لأواجهه بلهجة صرامة طالما اتسمت بها : لا أظن، أنَّ سؤالا كهذا يخصُّك؟

تجرأ ليلمس كنزي.. ما بقي لي من ريحه..!
أبعدت يده فورا لينطق لي بنبرة لم تخلوا من حزن غامض بالنسبة لي: عزيزةٌ عليكِ.. أهيَ ما قدَّمه لك حبيبك؟..أهوَ ،رونالد؟

نطق اسمه بين شفتيه، إسم رونالد .. إسما تلفظته منذ عامين خلت و توقفت عن نطقه منذ أيام...

ترقرقت عيناي و جسدي يأبى الإستجابة لعقلي...كنت أكرّر أنني حُرّم علي البكاء..فلا يجب أن أذرف دمعة على من ردعني عن ذرفها...
من كان ينطق حروفه بصعوبة للأمنية التي لم يشأ كتمانها...

أغلقت عيني مقاومة، و كفه باتت تنزل بين خصلاتي ،ماسحة على رأسي.. فصمتي قد أكدَّ أن ظنه كان في محله...

همساته لم تشأ ترك مشاعري و شأنها، هو يرغب بالتخفيف عني ألما لا أرى له سوى ثقلاً لا يضاهى: كاترين، لو رآكِ رونالد هكذا ... هل سيكون سعيداً..؟... ذلك الشخص الذي لقيته أنا... كان هائما بعشقك حقا... و مثله لا يحتمل رؤية كل هذا الأسى جليّا على جمال ملامحك...

قال...رآه؟!!
رأى رونالد...
شدّني ما سمعت لرفع وجههي المطأطأ ، أتطلّع لحروفٍ تحكي عن من رحل لتبقى أحاديث عنه مؤنستي : رونالد، هو قال لي و هو يقذف دمائه..لايجب أن أبكي.

أظهر لي إبتسامةً مزيجة بحزن جليٍّ أكثر و حنانٍ تلمسته في كفه ، ثم صرّح لي بما يفكر به من تحليل لما سمع: بالطبع ، لا أستبعد أن يقلها...هذا حال كلِّ مفارق، كما قلت أنتِ لأمك عند وداعنا لها الليلة الماضية.._لاتصعبي الأمر لي .._، هذا ما كان يريد إيصاله لك، لكنه كان يجزم أنك ستتألمين..لأجله،فراقه... لأجل حبه الكامن في قلبك...كما أنتِ جازمة أن والدتك بكت بعد رحيلنا عنها.. ذلك حديثي أنا أيضاً، بكاء من أحب أمامي يحرق قلبي بلهيبٍ لا تطفئه سوى إبتسامته...و مع ذلك ، أرغب في بكاء يخفف عنه وطأة ما يجري عليه ليعيش ... رونالد، لم يقل ذلك بقلبٍ قاس يعذبك، بل لم يشأ أن يتعذب بفراقك...

ختمها برحيق شذىً نثر عبقه علي: لست فقط من عانيتِ، فهو بدوره قد عانى كاترين...

~~~~~~
~~~~~~

أخيراً
سال خطٌ ماسي من وجنتيها، على شمس قد أفل غائباً كالتي تعلن رحيلها الآن...

يمنع عن العقول إدراك المشاعر و ترتدع الأحاسيس عن فهم مكنونات التعقل، لورانس قد لاحظ ذلك عياناً فبعد لحظات من ذرف دموع صامتة سرعان ما تحوَّلت بذاتها لشهقاتٍ و نحيب لا مجال لقطعه ...

استمع لشكاويها و مآسيها...ذكرياتها ، حلاوة ما مضى و قساوة ما بقي ...
عرف كم كان رونالد قاسياً على نفسه ، بتمني شيء لم يكن من حقّه...و مع ذلك كان إنساناً يأبى التخلي عن إنسانيته، فكفَّر ذنبه بإهداء روحه...أمام ناظريها اللتان شهدتا مرارة تلك اللحظات بأبشع ما يمكن...

هو بذاته في ألم لما يرى...
فكم لضعف المرأة و بكاءها أثر يهد تجلّد مشاعر الرجل..
أظن، ذلك من أسرار ما إبتدع الباري يوم نصَّ عليهم مكنونات الوجود...

ودَّ أن يوقف ما يصعب تحمله عليه، لكنَّه لم يفعل ...فما زال واعياً أن لا إبتسامة تروق لشفتيها الكرزيتين دون هذه الآهاتِ الموجعة على قلبه...

لذا سلَّم ذراعيه لها علّ جناحي الأمان يهبها بعض الطمأنينة...

~~~~~~
~~~~~~

شمس حارة بانت لتحرق معها ما بقي من أعصابي، لا أعرف ما الذي يغضبني..؟!

أشعر بالبلاهة التي صاحبتني منذ البارحة عندما لقيت فيفا مع والديها في هذا الفندق صارخة من ألم معدتها لتفهمني أنَّها لم تكن تائهة ، أم جوعي الذي بالكاد أسدُّهُ ببعض المعلبات، أم التفكير بدينٍ يؤرقني....أم
هذا الرجل الذي يقابلني ليذكرني أنّي بكيتُ بفضله في كنفه لأجلِ رجلٍ آخر...!

أنا حقّا أشعر بالإمتنان له ، أشعر برخاءٍ بأعصابي...
أحاديثه كانت تعكس كل ما رأيته من رونالد، كأنّه يشعر بما مرَّ عليه حتى بات يتجلى لي على صورته!

لكن ماذا عنه؟..و إن لم يتحدَّث عما يختلج صدره، فهو بالتأكيد يحمل همّاً مثلي و أنا زدته هما ...

تنحنح يرمقني بغموض: هل هناك شيء على وجهي؟

له الحق ،فأنا لم أبعد ناظري عنه منذ استيقظت... و كلُّ ذلك عائد لفكرتي بشكره، و أيُّ شكرٍ أفضل من جعله يحكي ما يختزنه من مكتوم قلبه ، كما فعل لي...

لم أخفِ نيتي، بل قلت: كيف تبدوا الفتاة التي أحببت؟..هل تبادلك الشعور؟

قلتها و أنا أنتظر إفصاحاً منه ، لكنّه القط ذلك بشكل أغاظني و هو ينظر لي ينوعٍ من الحدة التي تنوي استكشاف شيئٍ ما: الغيرة؟!
اختلج حاجباي و هما يتصاعدان بينما عيني مسدلتان على ضوءٍ يعكس لي وجوده: من تغار أيها الأحمق: فضولٌ فقط، أردت أن أعرف ما هو الكنز الذي خسرته.

رمى الصحيفة التي سجنها بين كفيه ليتنفس الصعداء قبل أن يبدأ : ليست بجمالك...كستنائية الشعر كهرمانية البؤبؤين، لكنها لطيفة... مرحة، هادئة نسبيّاً و غير عنيفة كمجاورتي ... و أيضاً غيورة بحدٍ مبالغ.

أملتُ رأسي أفكر بما قلته له على الفور نتيجة فضولي: أخبرني بصدق، ما كانت ردَّة فعلها ؟... كيف استقبلت ما حصل؟

شعرت بإستهزاءٍ منه ، كان واضحاً أنه يوضح ما سبق و كأني بلهاء لم ألتقط ما نطق كأس من النساء الحساسات عن موضوعٍ كهذا..إنه يقيسني معهن فعلا بقوله و هو يرفع كفيه: و ماذا سيكون شعور النساء و ردة فعلهن..؟!..كرهكِ بالطبع ، و الحقد على كلينا...

أجفلت لحظة، كيف لي أن أترك له مجال السعادة التي لم تكن لي يوماً، ثم بعثرت شعري و أنا في صدد البحث في ذهني عن حلٍّ ما و بالنهاية صرخت قائلة : لمَ لا ننفصل؟

شعرت بتوتر عينيه و صدمة أفصح عنها لأسلوبي الغريب عنه: قلتِ ننفصل.؟!نفصلك جنون، والدي سيتصدى لتحطيمي جذريا..لا عمل و لا مدد حياةٍ سيبقى لي، آسف لأنني لن أخلصك مني، لكني بالفعل مازلت أملك عقلا يردعني عن هذا التهور.
كم هو أخرق هذا اللورانس، أنا أهدف لمصلحته فلا شيئ سأجنيه أنا..

وقفت ألتف حتى وصلت خلفه، و بدأت أشرح له تفصيل ما أفكر به: نحنُ سوف نتشاجر عدة مراتٍ أمام عائلتنا لنبين لهم أنّنا لا تتوافق ، ثم ننفصل و أنت تعود لفتاتك المحبوبة.

لم أتوقع و لو بواحد بالمئة أنه سيفجر غضباً لما أبديت و ذلك بطبعه الغريب الذي بدأ بضحكة مستخفه ساخرة من سذاجة أفكاري في نطاق عقله: هههههه....حقا ، أنت ساذجة ...هل تظنين أنَّ ماريان سوف ترحب بي بعد أن تزوجت غيرها و أخرجتها من حياتي.

لم آبه بإستنتاجه المبكر بل قلت: لورانس، يجب أن تحارب لأجلها مادمت تعزها...أنت لم تفقدها تماما و أنا سأحاول أن أشرح الأمر لها.

أظنه تاه في عُجب قراري...أن أسعى لإقناع فتاته بالحلول مكاني الذي حزته بالأمس فقط..هل هذا عدل..أم تهور؟!
يبدوا أنني أكثر قناعة منه و هو في تضارب عقل و عاطفة و منها استنتج شيئا واحدا: لا أرغب بتطبيق خطتك... إلا إذا كنتِ بالفعل تزجرين حضوري بكل جوارحك..حينها فقط، سأستجيب لنهاية الإنفصال التي ذكرتها
يا له من منطقي بحت، ألا يرى أن الأهمية الكبرى هي لمشاعره..أم أنَّه معجب بها لاغير ؟!

و مع ذلك، هناك فكرة لديه لابدَّ لها من تصليح: تلك المدعوَّة ماريان ، لمَ تسلب سعادتها؟ ... قد تنتظر ذهابك لها مبينا أن لاغنى عنها لديك.

تكتفت ذراعاه الطويلتان و قال بنوعٍ من الحدة : تلك الفتاة انتهت و أصبحت من الماضي ، و هي من رغبت بذلك بعد سماعها لما أراد أبي فوراً و قبل اتخاذي قراري بالموافقة حتى... كنت أخطط لترك كلّ شيء لأجلها لكنها لم تشأ أن تدرك شيئاً مما أريد..لذا، لا داعي لتفانيكِ هذا.

ليتني فقط أُسْبق عقلي على لساني الذي بات جارحاً له على ما يبدوا: فتاةٌ لا تتفهم وضعك و لا تبقى معك في شددك، من الأفضل أن تفقدها...

نهض ليكون ذلك كلُّ ما مررنا به في سفارتنا ، يخبرني أن محاولتنا الأخيرة في هذا المطار قد انتهت و يتوجب علينا الرحيل: لقد فتحت البوابة لركوب الطائرة، لنذهب.

أعترف، لساني لاذع و صريح ..و هذا ما جعل وجهه شاحباً و كأنَّه يطرد الأفكار المترتبة على جملتي...

~~~~~~
~~~~~~

وددتُ صفعها للحظة غضب انتابتني، هي لا تعرف معنى ما قالته أم أنَّها بالفعل استوعبت سرَّ كلماتها بعد وقت مضى أجل استرجاعه ، ما الذي تعرفه هي؟!...لم ترَ شيئاً من مصاعب حياتي لتحكم على ماريان، من كان لي غيرها..للأسف أنا أتجاهل كلَّ شيئ لألا تكون حياتنا ذات فشلٍ ذريع...
لكن...
ربما لحديثها حقٌّ لا ينكر، فأكبرُ شدَّة هي تركها و هي سارعت بذلك دون مراعاة ما يمر علي من تشتت و فوضى تكتسح ذهني...

لو فقط أنها فكرت فيَّ أنا...

منذ تلك اللحظة ، لم أستطع مبادلتها شيئاً من الحديث ... و هي احترمت صمتي اللذي كان راحة لها هيَ الأخرى إن كنت محقاً...


~~~~~~
~~~~~~


مضى أسبوع و كاترين تحاول بجهدٍ مضنٍ أن تصل لرضاه بزيارة ماريان و إرضاءها، فمهما يكن، هو يفضّل استقراراً سيصنعه عوض الذهاب لإمرأةٍ رمته جانباً لأنه ليس أهلاً للبقاء بجانبه على حدّٓ قولها..

و لأنه يعرف أن غيرتها لن تجعل من لقائها بزوجته يعدوا على بخير.!

أنهت تغسيلها الأطباق المتسخة لغدائهما المتأخر،فهما لا ينظمان لقائمة جدولة الزمان و المكان ...و هذا تفسير الساعة الخامسة الآن..!
قامت بتنشيف كفيها المبتلين ثم خرجت بنيةٍ تتضمن توجهها لغرفة الجلوس لتسلية نفسها بمشاهدة التلفاز، لكن فاجأها صوت جرس المنزل لأوَّلِ مرة منذ مكوثها به...
لحظات و هي تقابل فتاة تقارب في طولها لورانس و في قوامها أسمن منها بقليل و ملامحها مسكوت عنها فهي مألوفة بوصف دقيق من زوجها
منظرها يوالمُ لورانس بشكلٍ مثالي...
لم تلبث تلك الإبتسامة حتى بانت ،لتهديها ما يوحي بمعرفتها بها: ماريان.

تلقت إجابة جافة كانت تنتظر مثيلها: هل لورانس ،هنا؟

~~~~~~
~~~~~~

أدخلتها لحيث كنت أريد دون تغير وجهتي بطبيعة الحال،بدا لي أنها تحقدُ عليّ كما قال لورانس، لكني لم و لن أبادلها الشعور،فبدوري...أعرف كم تعاني ببعد عزيزها رغما عنه...

جلست على الأريكة البنفسجية القانية و هي تعرض عني إعراضا تاما بينما أنا وجّهتُ لها جوابا تبتغيه: لورانس يأخذ حماما سريعا، دقائق و يأتيكِ.

لم تنظر لي حتى و هي تسمعني جملتها المستفزة لأعصابي: عفوا أيتها القزمة، هل لك أن تغربي عن وجهي؟

هل...يتوجب علي ترك إهانتها هذه تذهب هباءً...!!!

لم يخفى تطاير الشرار الذي لا يبشر بخير ،لكني أنهيت الوضع هذا بإحترام تواجدها ضيفةً للورانس، و أي خطأ نحوها قد يعود معكوسا علي....

أبديت رحابة صدرٍ لضيفتي لأخرج نحو المطبخ أحظر لها ما يتوجب مني كصاحبة الدار لا لشيئٍ سوى إغاضتها: خذي راحتك حبيبتي.

خرجت لأتركها مفكرةً كيف للورانس المتعقل الذي عرفته أن يغرم بفتاةٍ متعالية كهذه، فلا داعي للكلمات فالعين و الحركات تحكي أفضل الحديث من هذا الجانب...

طردت هذه الفكرة من رأسي ، فالحقد قد يرسم لنا شخصيات متفاوتة عما نعرفه... و هي بعد نوبةِ غضبٍ ستهدأ و ستجد معزتها في قلب لورانس باقية...

~~~~~~
~~~~~~

أنهيت حمامي لأخرج و أرتدي بجامتي الرياضية التي اعتدت عليها، إنها تريحني بالفعل بسروالها النيلي الفضفاض و البلوزة الزرقاء المخططة بالأبيض... تبعد عني الشعور بالتقيد على الأقل...

تقيد من الأفكار التي تود كاترين إرغامي على فعلها، و كأنها ليست هي من قالت أن من الأفضل الإبتعاد عن من لم تبقى في شدّتي، و منذ وردنا تحت هذا السقف البسيط و هي تحثني على طلاقها و إرضاء ماريان...كأنه بالأمرِ السهل... هي لا تعرف عن غرور ماريان و علوها الذي كنت أرضيه بكل جهل مما سيؤديه يوما


لمحت ظلَّ كاترين الذي يحمل ثلاث فناجين من الشاي عبر فتحة منشفتي التي تكفلت بتنشيف شعري المبتل ، و هذا يدل على. وجود ضيف!

اتجهت نحو غرفة الجلوس التي منظرها لم يختلف عن بساطة باقي زوايا المنزل.. حتى أني لم أستطع تأثيث المنزل كما يجب ، و مع ذلك... لم أجد حرف اعتراضٍ من كاترين... بل تخطيطاتها المذهلة هي ما أذهلني...
خطوت خطواتي متجهاً لحيث أجهل، حيث صدمت بواقع وجود ماريان جالسة تنظر بنظرات استصغارها المعتادة نحو زوجتي...
بالفعل، لا أعرف ما يجري..لكني لن أدع زوجتي تهان و لو صمتاً في منزلي، ناديتها لتنتبه لي: كاترين، شكراً على استضافتها .

لمحت سخط ماريان و لم يهمني، أنا لن أذعن لفكرة طلاقٍ غير منطقية لأجل من قررت هجري...هي خسرتني و كاترين كانت محقة في إدراكها لهذا الواقع...

سأكبح مشاعري ،سأوقف أحاسيسي عن المضي خطى خاطئة.. و لن أترك أنثىً تحت رعايتي تخرج من داري كإمرأةٍ مطلقة..

جلستُ مقابل ماريان ، أصنع الحواجز التي لم يكن لها وجودٌ مسبقا ..و بلحظات قليلة ، شعرت بإنهاك يومٍ كامل من الركض!...لأني، كنت أركض فعلا...هرباً من التغوغل الذي يبعدني عن دائرة التعقل التي أريدها...
فكيف أنكر لنفسي، أنَّ فتاتي تقابلني...

رميتُ منشفتي على كتفي ناظراً لإنعكاس وجهها في الطاولة الزجاجية أمامي: ماذا تريدين؟

صوَّبت مقلتيها اللتان كانتا نقاط ضعفي نحو كاترين ، تلك إشارةٌ على كونها دخيلة على محادثاتها... و أنا لا أسرار لدي معها منذ اللحظة فقلتُ فورا: إنها زوجتي...ليست بالغربية.

لكنَّ كاترين نهضت من فورها لتزيدني توتراً من موقفي الصعب لتدع ساحة الحديث لماريان براحة: أنا لدي الكثير من العمل، سأذهب لأتمها..

أسرعت حتى أني لم أستطع إبداء إعتراضي بينما ظهرت على ماريان إبتسامة رضىً جلية...
إبتسامة ليتها لم تظهر أمامي بهذا الشكل و كأنها شامتة بي و بها..!

~~~~~~
~~~~~~


أظن، فعلتُ الأفضل... تركهما يتفاهمان بروية و هدوء دون وجود مصدر مزعج و خارجي عن علاقتهما الوطيدة...

كلُّ الغرابة لمستها في إنزعاجي أنا، لمَ أشعر بأنَّني غير راضية عن نفسي...؟
رغم أني دخيلة على حياته الخاصة، إلا أني أعتبر ماريان هي الدخيلة الآن، بعد تفكير غير مشوب بتشوشات..يبدوا أنّني أشعر بالغيرة!

دخلت غرفتي و أغلقتُ الباب ، اتخذت مكاني على المكتب البسيط الذي جلبه لورانس من شقته السابقة التي كان يستأجرها.. أخرجت أوراقا و قلماً لأكتب ما اتفقت عليه مع لورانس...تجارة بالذهب...
هي حقا خطيرة ، لكن بداية ضئيلة بشيئٍ بسيط هي نجاح كل مشروع...فلابدّ من الثقة ، ليس بالصعب أخذ قرض من بنكٍ ما لشراء نوعيات بسيطة من الذهب ثم بيعها متى ما ارتفع سعره...

هذه أسرع خطوة لسداد ديون لورانس الذي اضطر بأخذها لذلك الزفاف المتناسب مع مجتمع والده...

و فكرة تغيير عملي ، فأنا لن أستطيع العمل في مكان به عبق رونالد حتى الآن ..و كذا، لورانس يحتاج زوجة تتم أعمال بيته..فأفضل حلٍ هو معلمة خصوصية ...

دونت هذا و بدأت أعيد نظري حول ما كتبته من حروف و سطور قليلة ، ربما هذا المخطط سوف يمحى بعد لحظاتٍ من تفاهمِ سيحصل بينهما...

تركت القلم من يدي ، أبحث عن نفسي التي بدت غريبة عني حاليا...

~~~~~~
~~~~~~


" هل وصلتَ لدرجةٍ بائسة لتقنع بهذه القزمة الحقيرة ..؟"

حقيرة..!

من الطبيعي أن ترتفع نبرة صوتي الهادئة لعدم رضاي بما تلفظت به : ليس لك الحق بإهانتها ماريان؟..هي مثلي كانت لها حياة سابقة خسرتها ، و بأسوء شكل... لقد وضحت لك كل شيئ و أردت الرضوخ لعواقب حبي لك ،لكنك لم تدركي سوى نفسك..تركتني بنفسك و أنا استسلمت لطريقي و لستُ بملام على ما أظن.

غيضها، حقدها، تعاليها و غرورها تجلّى في قولها : لورانس، أنت فكرت...و لو لم تنطق فقد رضخت للتفكير بالمقايضة بيني و بينها... لقد تناسيتَ أنَّ عملك هذا حصلت عليه لمساعدتي... شقتك التي استأجرتها كانت بكفالة والدي و اتجهت مستسلما لتهديدات والدك... حقا، لم تكن شيئا فأصبحتَ بي ثم تجرأ و تنزلي مكان هذه الفتاة الـ....

قاطعتها

لستُ مستعداً لإكمال هذه المحادثة و لو بدأت تواً...لن أحتمل إهانةً أخرى تتلفظها تجاهَ امرأةٍ رحبت بها بسذاجةِ طيبتها...وقفت كالمصروعِ أجازيها بصراحة صوتي لعا علا أكثر: كفاكِ تعالياً أيتها الوقحة، ذلك العمل الذي تمنين به علي لستُ بحاجته و الشقة قد خرجت منها و لا عودة لها بعد ذلك... تلك الفتاة التي تتكلمين عنها هي زوجتي ، و لها إسم هو كاترين...أدخلي هذا بأذنك أيتها المتكبرة، هي رأتني ..أعانتني على بساطة حياتي، أيدت أفكاري بصمت ...
هي بقناعتها بهذا المنزل و حياة لا تناسب عروساً مثلها قد علت شأناً لدي... و أنتِ ، برؤيتك أنك العالية مقدارا و الكبيرة منزلة فقد أنقصت نفسك، أنتِ حتى لم تتعبي نفسك و ترينني شيئا يذكر بكلماتك هاته...
سحقاً لك و لأفكار كاترين الساذجة ، تلك الحمقاء التي ظلت تكرر لفظ طلاقها لأجل أن تحلي مكانها ... لو متُّ أيضا أن أرضَ لهذا القرار السخيف ....

بقيتُ في لهاثٍ غير طبيعي ،نتيجة استرسالي و غضبي الذي لا ألام عليه... لقد انتهى كلُّ شيئ بما قالته، قد توضح كلُّ ما أرادت مني... أن تعلوا في نظري و أنا لا شيء بعينها!

لم تجبني حقاً ،بل أجابت..ترمي حزمة نقود على الطاولة قبل أن تنهض و معها حقيبتها الفيروزية: خذ..هذا عوض الهدايا التي شريتها لي، فللأسف لشدة غضبي قد ألقيتها بعيدا...

أتمت و هي تمر من جانبي : ..قلت لابدَّ أنك بحاجةٍ لها.

صفقت بالباب الخارجي لأعرف أنها قد ذهبت...بعد أن قامت بإذلالي كما لم أذلُّ من قبل!


~~~~~~
~~~~~~


ذلك الدوي الذي سكنت له حيطان المنزل أربكني و جعلني أسرع نحو الغرفة التي تضمّ لورانس..
لم آخذ وقتاً في الوصول، لهرولتي التي لا أعرف سبباً وجيهاً لها و للمساحة الصغيرة التي تفصل بين زوايا المنزل ، فهو أحادي الطابق لا يحوي سوى غرفة النوم و الجلوس مع مطبخ و حمامٍ واحد...

وصلت، لأرى ظهره يقابلني...
لم يكن بالمهم أن أرى ملامح وجهه ، فيكفي أنَّ خصلاته تمرَّدت عليها..

لأفهم مدى الألم الذي يحويه

اعترتني غصَّة لما يواجهني من مشهدٍ يفجع قلبي... لا أعرف حتى كيف أنتقي الحروف التي قد تخفف عليه، يبدوا جليا أن لقاءهما هذا لم يكن سوى صدمةٍ له ...

قررتُ أن أتحدث...
أبرهن له علّة ما جرى من وقع أليمٍ له، السر هو أنا...تواجدي و دخولي بحياته...ماريان غاضبة و لها الحق...

هذا ما حاولت أن أقنع به نفسي لأقنعه به تالياً رغم أنّي بدأت أتراجع عن عدم حقدي عليها...

قد سلمته لها دقائق بعد زمن أجهله ،لتتركه بقوى منهدة أشهدها بأمِّ عيني، بحق...
متى رأيته هكذا..!!

هو كان قوتي.. أنسي..غرابة طبعه..بهاء يخفي خلفه بعد آلامه...و الآن قد سقطت أقنعته ، ليبدوا منهاراً

نطق هو يخاطبني رغم أنني مازلت جانب الباب الذي خلفه ، لقد شعر بوجودي ...ربما بسماعِ خطاي المسرعة ...مع أنّه لا وعي له ليسمعها بالأحرى ....
"كنت أحتاج وجودك بجانبي...لمَ تركتني... ألستِ زوجتي...؟!"

هي...هي... هذا العتاب...إلى ما يهدف...؟!!

هل بلغ لدرجة يرغب بوجودي هرباً مما ستصنعه به ماريان؟!...

آهٍ مما أرى

أظن، فقدت قدرتي على السيطرة على قدمي...التي أبت إلا قربه...

~~~~~~
~~~~~~


حقّاً كاترين... وددت حظورك...
لترى ماريان أنَّ لدي كنزا لا يعوَّض بها و بأفكارها...

لقد صدمت منها، كلماتها استولت على عقلي لتقودني نحو هاوية الحقد ... لاغير..

هذا ما كنت أفكر به، و أردت الإفصاحَ عنه ...

عنقي...
قد طوقته بذراعيها!

أنفاسها، أفصحت لي ...أنها أكثر حزناً علي من نفسي!

فأنا مع كل شيئ...لديَّ هي

استسلمت شفتاي لجملتها المحتجبة بصدق شعورها
"أنا..آسفة لورانس..."

فبلغتها سرَّ حالي بهدوء
" أنا رأيتها..عظمتها...أحببتها، لكنها لم ترني، احتقرتني...و لم تجد لي مكانا بقلبها..."

أنا لم أبكِ، لتبكِ هي..
لأجلي أنا..؟!









~~~~~~
~~~~~~



قراءة ممتعة










[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم



التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-20-2017 الساعة 06:02 PM
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 03-20-2017, 06:09 PM
 
-

my place
__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 03-20-2017, 06:12 PM
X
 



السلام عليكم
كيفك غلا
اتمنى تكوني بخير

الفصل كالعادة رائع وجميل
أعجبني التكبر فيه

بدايته كانت مذهلة .....
التطورات رائعة وأحببت إنها بكت
فكرتها بأنه يطلقخا لورانس كانت شي من الغباء. ...
بجد خفت ما ينفذها لورانس

اعجبني إنهم بدؤ بمشروع ....
بدو يتعاونو بأمورهن المنزليه

صدمني زيارت هي المدري شو أسمها إلهم ..... توقعت كثير أشياء خطيرة
بس الحمد لله خيبتي توقعاتي

أعجبني موقف لورانس إدامها
كان رجل قد وقته
وبعد ما راحت كان الموقف جميل
أعجبني وقت عاتبها على تركه
والأحلى إعتذارها
ما تقولي انه الروايه بقي لها فصل واحد
آآه كل الروايات ما بنتهو إلا رواياتك '^'

تقبلي مروري السريع غلا
ودمتي بود
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 03-20-2017, 06:33 PM
 
مرحبا وردة
كيف الحال؟
اتمني ان تكوني بخير
كالعادة اقف عاجزة عن التعبير حين اري روعة ما تكتبين
يقف قلم المحترف عاجزا عن مجاراة هذا اﻻبداع الذي ينحني له القلم
لورانس المسكين ﻻ يستحق هذا العذاب انه بالفعل رجل شهم يعرف معني الرجولة ويعلم جيدا من يسانده ومن يحاول تحطيمه لقد ظلمته في البداية لكن اﻻن لقد كبرت صورته في عيني كثيرا
اما تلك الحمقاء ماريان كم اود ان اعطيها صفعة محترمة علي وجهها تنزع منه هذا الكبرياء وتضع بدﻻ منه عاهة دائمة انها مغرورة ومتكبرة واسوأ الصفات ﻻتصف شيئا صغيرا منها وبما ان البارت القادم عن التكبر فانا اريد منكي ان تعذبيها قليلا ﻻ بل كثيرا وان تضعي نهاية مأساوية لتكبرها
كات المسكينة تحاول ان تكون لطيفة مع هذه الحثالة لكن هناك بعض الناس ﻻ ينفع التعامل معهم اﻻ بالشبشب لكنني حزنت عليها
كان البارت رائعا واتمني لكي التوفيق في المسابقة وشكرا علي ارسال الرابط
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 03-20-2017, 09:17 PM
 
مرررررررررررررررررررحبا صديقتي
حسنا لقد عجز لساني عن الوصف
انحني القلم لكتاباتك المتميزة ورفع الكتاب قبعاتهم احتراما لهذا النجم الجديدالساطع
التميز هو ما التمسه في سطور هذه الرواية الجميلة
دقة الحوار وعمق اﻻسلوب وتميز الكلمات المقطوفة بعناية من حقل اللغة العربية
كل هذا اجتمع ليشكل تحفة رائعة تسلب عقول القراء
لورانس في الواقع لقد اثبت كم هو شهم ورجل حقيقي اما تلك المدعوة ماريان فانا اكرهها كم اتمني صفعها علي وجهها ﻻهانتها تلك
اما كات المسكينة فهي كالعادة تؤثر اﻻخرين علي نفسها لكنها يجب ان تعرف ان هناك بعض الناس ﻻ ينفع معهم اﻻ الشبشب
لقد كان اسلوبك مشوقا جدا يجعلني متحمسة للبارت القادم وايضا جعلني ادخل اﻻحداث
مممم ﻻاجد شيئا اخر استطيع التعبير به لذا ساكتفي بهذا الرد اﻻن وشكرا ﻻرسال الرابط واتمني لكي دوام التوفيق
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا, لقيتك بقرابها مغفرة عاطف الجراح نور الإسلام - 0 01-11-2012 10:24 AM
بطل ذنوب *مشيره* خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 11-05-2010 08:03 AM


الساعة الآن 06:10 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011