06-14-2017, 09:42 AM
|
|
الفصل التاسع استيقظت في الصباح الباكر لتستحم و ترتدي بلوزة زرقاء داكنة بأكمام طويلة ياقتها بيضاء و بنطال أزرق فاتح يصل لمنتصف الساق طبع على طول الساق الأيمن فراشات رمادية و حذاء أبيض بأربطة رمادية رفعت شعرها بمطاط أبيض زغبي حملت حقيبة ظهرها الأرجوانية المخططة بالأبيض لتغادر المنزل توجهت لمحطة القطار المتوجهة للمدينة المجاورة وصلت إلى هناك خلال ساعتين توجهت للعنوان المطلوب لتقف أمام بوابة حديدية كبيرة تقدمت من حارس البوابة لينظر إليها بشيء من الاستغراب و يقول: هل لي بمعرفة هويتك يا آنسة و سبب قدومك؟ قالت تولاي: أنا تولاي لوريجن أتيت لأجل السيد لوريجن دهش الحارس كثيرا من لقبها المطابق للقب أفراد هذه العائلة اتصل بهاتف المنزل ليتأكد من غرض زيارتها مرت دقائق معدودة قبل قدوم كبيرة خدم المنزل فتحت البوابة لتغادره السيدة الخمسينية السمينة بعض الشيء لتنحني لها و تقول: آسفة لجعلك تنتظرين هكذا آنسة لوريجن تفضلي من هنا رجاء دخلت تولاي معها المنزل الكبير ذو اللون الأزرق الفاتح فتحت كبيرة الخدم الباب الأبيض الكبير المزين بكثير من النقوش لترى جون في استقبالها بتلك الابتسامة اللطيفة ليقول: أهلا بك في منزلنا تولاي انحنت له لتقول بهدوء: شكرا لاستضافتي هنا ابتسم لها بمرح شديد ليقول: شكرا لك سيدة مادليت سأوصلها بنفسي لأبي قالت كبيرة الخدم: آسفة سيدي لكن والدك طلب مني فعل ذلك شخصيا نظر جون لتولاي بنظرات حزينة فقد أراد التحدث إليها أكثر ليتنهد بقلة حيلة و يقول: حسنا سأكون في انتظارك ابتسم لها بمرح ليغادر تبعت كبيرة الخدم خلال تلك الأروقة الواسعة المليئة بلوحات فنية مختلفة حتى وصلتا أمام الباب الأزرق الداكن لتطرقه كبيرة الخدم و تقول: سيدي لقد وصلت الآنسة لوريجن سمعتا صوتا ذكوريا هادئا يقول: دعيها تدخل فتحت الباب لتدخل تولاي الغرفة الزرقاء الفاتحة كل الأثاث الموجود بها باللون الأزرق و تدرجاته انحنت للرجل الأربعيني الجالس على الأريكة الزرقاء الفاتحة المقلمة لتقول: آسفة لظهوري المفاجئ سيد رين لوريجن تحولت تعابير وجهه الهادئة لأخرى لطيفة و مرحة لينهض بمساعدة عصاه البنية الداكنة المحفورة من قبل حرفي ماهر نقش عليه اسم العائلة داخل دائرة في طرفها الأيسر السفلي خطوط متشابكة مكونة حروف اسمه الأولى و يقول بنبرة مرحة و لطيفة: لا عليك عزيزتي تولاي كل شيء بخير ثم أنني من دعوتك لهنا لذا لا داعي للقلق رفعت رأسها لتنظر إليه بنظراتها الهادئة و الباردة وجهه لم يتغير عن آخر مرة رأته فيه لكن الزمن ترك أثاره عليه لتقول: أتمنى معرفة سبب وجودي هنا قال رين و هو يقترب منها بهدوء: لم شمل العائلة و حسب لقد كبرت حقا قالت تولاي بنبرة باردة منزعجة جمدته في مكانه: لم أكن كذلك لفترة طويلة لم الآن؟ تنهد رين بهدوء و قال: ألا يمكنك فقط نسيان الماضي و حسب؟ أعرف أننا قمنا بالكثير لكننا تغيرنا قالت تولاي: أشك في ذلك سيدي يبدو وجودي غير مرحب به هنا صمت رين لفترة يحدق بها ليقول: حقا أنت لم تتغيري و لو قليلا و يبدو أن الأمر أصعب مما اعتقدت قالت تولاي: أنا لا أقصد الإهانة لكنني لا أشعر بالارتياح هنا قال رين بجدية ظهرت على عينيه: حسنا سأدخل في صلب الموضوع سنعيدك للعائلة قالت تولاي: لا أريد ذلك فأنتم العائلة التي سلبتني من أحب لا تنسى ذلك رجاء قال رين بشيء من الحزن: تولاي أدرك بأنك تشعرين بالحزن لفقدانهم و نحن كذلك قالت تولاي: هذه مزحة سيئة للغاية أنتم السبب وراء موتهم في المقام الأول و أنا لا أريد أن أبقى معكم بأي طريقة كانت فتح الباب بقوة ليدخل شابين يحملان تلك النظرات المنزعجة على وجههما ليقول أحدهما: أنت من تحسبين نفسك للتحدث مع أخي بهذه الطريقة؟ قال الآخر: تبا لك كيف تجرؤين على القدوم بعد تركك لهم هكذا؟ نظراتها القاتلة و الباردة التفتت لهما لتصيب قلبيهما بشيء من الرعب لكن كرههما العميق لها فاق ذلك الرعب ليقول رين: روبن و كيث ماذا قلت لكما؟ سأنتهي من هذا الموضوع وحدي قال روبن: لم دعوت هذه القاتلة لمنزلنا أخي؟ قال كيث: تعرف بأن جميعنا معارضين لهذه الفكرة السيئة قالت تولاي: لا يشرفني البقاء هنا مع مجموعة من الذئاب السخيفة أفضل الموت على الالتحاق بكم أنهت كلماتها لينقض عليها روبن بمخالبه الحادة ليرسم خطوط دموية على وجنتها اليمنى لم تهتز شعرة واحدة منها لتقول بابتسامة استفزازية: طفوليين أكثر مما توقعت على كل أنا مغادرة تلك التكشيرة الحاقدة علت وجهيهما لتغادر الغرفة تاركة لهما المجال للتنفيس عن ذلك الغضب سارت بهدوء في ذلك الممر الطويل لتسمع صوت أطفال يركضون في الممر أخفت تلك الخدوش المؤلمة من وجنتها ليتوقفا أمامها باستغراب شديد ليقول أحدهم و استفهام كبير يقفز فوق رأسه ببراءة: من تكونين يا آنسة؟ قال آخر بهمس: لا يجدر بك التحدث مع الغرباء أخي نظرت إليهما لبعض الوقت لتشعرهما بشيء من عدم الارتياح دنت منهما لتخرج من حقيبتها مصاصتي حلوى دائرتي الشكل ذات غلاف مخطط بالأبيض و الوردي لتعطيهما بابتسامة لطيفة أعجب الصبيان بابتسامتها لتغادر الممر دون قول شيء آخر نظرا إلى ظهرها المبتعد عنهما و قد سرقت كيانهما بتلك الابتسامة التي رسخت في ذهنيهما ليقول الأول: لا تبدو شخصا سيئا أليس كذلك يا أخي؟ ضربه الصبي الآخر بأصبعيه على جبينه بقوة و يقول: لهذا لا يريد والدينا تركك وحيدا أنت تثق بالناس بسهولة قال الأول و دموعه غادرت عينيه واضعا يده على جبينه متألما: لكنها ليس كذلك صحيح؟ تنهد الثاني بانزعاج ليسير متقدما على أخيه اللطيف نزلت تولاي الدرجات بهدوء منزلة رأسها غير مبالية بكل ما جرى توقفت عن المسير حالما شعرت بنظرات ذلك الشخص تراقبها رفعت رأسها لتنظر لجون الذي رسم تعابير حزينة على وجهه لتقترب منه بهدوء و تقول: آسفة لكن مكاني ليس هنا رسم ابتسامة حزينة على شفتيه ليقول: أجل أدركت ذلك آسف لتسببي بكل هذه المشاكل انحنت له دون قول أي شيء لتغادر المنزل بهدوء في طريق مغادرتها التقت بذلك الرجل الكهل إن جاز التعبير لكنه لم يبدو كذلك أبدا يستند على عصا مشابهة لعصا رين بلون أسود ملامح وجهه لم تبشر بخير أبدا انحنت له دون البوح بأي شيء لتكمل مسيرها أوقفها بقوله: لم أتوقع رؤيتك مجددا هنا تولاي قالت تولاي: لو كان الأمر بيدي لما أتيت مجددا لهنا التفت لينظر إليها بنظراته المنزعجة التي سرعان ما تغيرت لأخرى حزينة و هادئة ليقول: اليوم ذكرى وفاتهم هل ستذهبين؟ قالت تولاي: لا أحتاج دعوتك سيدي فأنا لم أخن عهدي معهم مثلك قال الرجل: أجل أنت محقة لنلتقي هناك إذا لم تجبه تولاي بأي شيء لتكمل سيرها مغادرة هذا المنزل صعد جون الدرج ليذهب لزيارة غرفة والده و يعرف ما حدث بالضبط وصل هناك ليرى الباب المفتوح و عميه يجلسان مقابلا لوالده بانزعاج شديد الغرفة كانت مضطربة للغاية طرق الباب ليلفت انتباههم نظروا إليه جميعا بمختلف التعابير ليتعجب نظرات والده الحزينة إلى الأرض ليدخل الغرفة و يجلس بجانبه و يقول: ماذا حدث هنا أبي؟ قال كيث بانزعاج: ما كان يجب أن يحدث لم دعوتها إلى هنا من الأساس؟ قال روبن: خيرا أن أبي لم يكن موجودا ليرى هذا طرق باب الغرفة لينظروا إليه وقفوا جميعا بشيء من الذهول و الاندهاش لتواجده أمامهم نظراته توجهت لوالد جون الذي لم يرفع عينيه عن الأرض منذ فترة ليقول: ما بال هذه التعابير السخيفة على وجوهكم؟ قال كيث: أبي أليس من المفترض أنك في رحلة عمل؟ قال الوالد: أجل لكن اليوم هناك شيء مهم علينا القيام به كما تعلمون قال جون: أتقصد ذكرى وفاة عائلة عمي راي؟ نظر الجد إليه بتلك الابتسامة الحنونة الحزينة لتصمت جميع مشاعرهم و تكسبهم حزنه غادر الجد الغرفة عائدا لغرفته بعد ساعات طويلة بدأت الشمس بالغروب فيها لتسدل السماء ستارها الأسود على المدينة استعدت عائلة لوريجن للذهاب لذكرى وفاة عائلة ابنهم الذي عانى كثيرا بسببهم غادروا منزلهم في سياراتهم متجهين لحيث تم دفن جثثهم على تلك التلة البعيدة عن المدينة وصلوا لهناك ليقتربوا من قبورهم المصفوفة بالقرب من بعضهم لم ينسى أيا منهم وضع باقة أزهار على القبور الثمانية النسيم البارد العابر جعل مشاعرهم تتأجج أكثر الدموع المحبوسة منذ فترة انسكبت على وجوههم نظر جون لوالده الواقف بقربه يبكي بصمت فهو تؤام هذا الشخص الراحل الذي لا يعرفه جيدا رفع رأسه أخيرا للنجوم علها توصل شيئا من مشاعره لأخيه الذي لم يعد موجودا بقربه نظر لليد النحيلة ذات التجاعيد الكثيرة التي قبضت يده بقوة محاولة التخفيف عن هذا الحزن الدفين في قلبه اقترب صاحبها منه ليضع رأسه على كتفه و يقول بهمس: لم يكرهك راي يوما عزيزي و أنت تدرك ذلك لذا لا تعذب نفسك بذنب لم تقترفه نظر للعيون البنية الداكنة التي اختفت خلف تلك الدموع ليسند رأسه بلطف لتلك السيدة التي وقفت بقربه لسنين طوال أهدته حب العالم كله و لم تزل ابتسامتها الجميلة عن شفتيها يوما تبسم لها بلطف ليعود برفقتها و ابنه للمنزل مضى الوقت ليخفف من ذلك الجمع حتى تبقى الجد و أصغر أبنائه أمام قبر ابنه الذي فقده لسذاجة أفكاره كان يجثو على ركبتيه متناسيا آلام ركبه و ظهره أمام ألم إفساد حياة ابنه وقف خلفه خادمه المتقدم في العمر لينحني بهدوء و يقول: سيدي يجدر بنا الذهاب الآن قال الجد: هناك شخص أنا في انتظاره نظر روبن و كيث إليه باستغراب من مقولته ليقول كيث: من تنتظر يا أبي؟ لم يجبه بأي شيء ليصمت هو الآخر مضت بضع ساعات حتى انتصف الليل السماء تلبدت بغيوم داكنة لتحجب ضوء القمر الذي توسط السماء بكل افتخار استغل شخص ما عتمة المكان ليهجم على الجد المغمض العينين رفع رأسه مستسلما للسيف الفضي اللامع وسط العتمة القريب من عنقه ليقول صاحبه الذي لم يظهر لهم ملامحه بعد بنبرة هادئة و برود قاتل: تبدو متأهبا جدا سيد لوريجن قال الجد: هذا هو موعدنا الذي أردتك فيه قال روبن و هو يقترب بحذر من والده: هل تعتقد بأنك ستنجو بفعلتك يا هذا؟ حاول كيث الهجوم على ذلك الشخص ليختفي من أمامه حاملا والده معه في الهواء ليقف على غصن أقرب شجرة منه رفعوا أنظارهم إليه ليثير انزعاجهم أكثر عض كيث على شفتيه لفشل هجومه حاول أحد الحراس الشخصيين لوالده شن هجوم مباغت على هذا الغريب لتشنج ملامحه المصدومة على السيف الذي غرس في بطنه ليشق نصفين سقطت جثته على الأرض بقوة ليحذر الجميع منه ليقول كيث: من أنت؟ و ماذا تريد من أبي؟ لم يجب على أي من أسئلته الموجهة له لتتوتر الأجواء أكثر من قبل تحركت الغيوم مبتعدة عن القمر الذي أسرع في مد ضوؤه للكشف عن هذا القاتل تدفقت الدماء أسرع في شرايين الشقيقين الواقفين بعيدا عن الشجرة بغضب شديد ليقول روبن: ماذا؟ ألم تكتفي بمقتل أخي و عائلته؟ تريدين قتل أبي أيضا قال كيث و هو يتأهب لهجوم ثان: لن أسمح لك بذلك أبدا أيتها الحقيرة نظراتها الهادئة و صمتها القاتل أثار أعصابهما أكثر ليتقدم كيث منهما ليوقفه قول الوالد: أنتما توقفا عن الهذيان تعرفان تماما أن تولاي بريئة من تهمكما القاتل الحقيقي له بالتأكيد هو أنا بسببي أنا قتل راي و عائلته لو تركته يبقي في المنزل معنا لما حدث أي من هذا قال روبن بغضب: أبي لا تلم نفسك أبدا على ذلك نعرف جميعا أن هذه المزعجة هي السبب وراء مقتلهم قال الوالد: على المجرم أخذ عقوبته أغمض الوالد عينيه منتظرا اللحظة الحاسمة التي ستنسيه ذنبه و ألمه رفعت تولاي السيف في الهواء لتتوسع الأعين المصدومة من هبوط جسد والدهم من على ذلك الغصن أسرع الشابين في التقاطه لينجحا في ذلك بحثا عن أي جرح في جسده لكن الدماء التي علت ملابسه لم تكن دمائه فتح عينيه ليحدق بابنيه الممسكين به لتفيض عينيه بالدموع الحزينة النادمة على خوفه من الموت في اللحظات الأخيرة قفزت تولاي من الغصن لتقف على الأرض بهدوء لتقترب من قبر الزوجين اللذين احتضناها في منزلهما الصغير المليء بالمحبة لتنحني لهما بشكل رسمي لفترة طويلة لترفع رأسها و تلفت للشابين اللذين ثقبا جسدها بتلك النظرات الحاقدة لتقول ببرود و عينيها مصوبتين في اتجاه الوالد المتألم: أنا لن أسامحك أبدا لأنك سبب في قتلهم لكنني لن أقتلك لأجلهم أيضا قال كيث بغضب: بالتأكيد أنت تمزحين تتحدثين كما لو أنك لست السبب الرئيسي وراء مقتلهم نظرت إليه بعدم مبالاة لكلامه الموجه لها لتقلب عينيها لشقيقه القريب منه لتقول: و أيضا علم أولادك كيف يتصرفون مع الضيوف فأنت لا تريد خسران شخص آخر منهم صحيح؟ أنهت كلماتها لتختفي من أمامهم ليفرغ روبن غضبه على الشجرة القريبة منه بلكمها تورمت يداه و غطت بالدماء لكنه لم يبالي يشعر بالندم الشديد على عدم قتل تلك الفتاة الساخرة منه ليقول بصوت منخفض: إن التقينا مجددا سأنهي حياتك بالتأكيد التفت للشخص الذي وضع يده على كتفه بتلك النظرات المنزعجة ليرى كيث يحمل النظرات ذاتها ليقول له: علينا العودة للمنزل سنتعامل مع هذا الشخص لاحقا نظرا لوالدهما الذي يقف بمساعدة خادمه ليذهبا معه للسيارة السوداء التي أحضرتهم عائدين للمنزل |
|
|