تجارة القلوب - عيون العرب

*Alex · #1 06-14-2017, 06:36 AM

كانت زخات المطر ترشق زجاج نافذة سيارته رشقًا معسرةً عليه الرؤيا، تنهد قاطبًا حاجبيه بضيق.. ألا يكفيه وعورة الطريق وصعوبة القيادة عليه ليأتي المطر ويزيد على معاناته معاناه؟
ضيق عينيه في محاولة فاشلة لالتقاط شبح ضوء من هذا الظلام الدامس، لم تكن أضواء سيارته تساعد ولم تمض نصف ساعة حتى التقطت أنفاسه ريح البحر وهو من كان يتسائل لم الطريق أصبح طويلًا هكذا؟!
ضرب المقود بقبضة يده واشتعل في عينيه غضب عارم ومن دون وعي ترجل من سيارته تاركًا المجال للمطر ليغسل همومه.. همومه التي جناها من فقده لمئة قطعة نقدية هذا الصباح!
لم يكن يفكر في هذا فعلًا بل راودته فكرة مجنونة عن تقليد إحدى المشاهد الدرامية التى يشاهدها في الأفلام عادةً.
أسدل جفنيه وتذكر في صغره عندما كان يردد دائمًا في مثل تلك الأيام الماطرة "حمامٌ مجاني" وتسائل في نفسه هل أصبح الحمامٌ بثمن يا ترى؟
ابتسم ساخرًا عندما هدأ المطر وتلاشى ولعن حظه التعيس وعاد لسيارته فوقعت عيناه على الهاتف ليجد عدة مكالمات فائتة "الوالدة" فضل كتابتها هكذا لأنه لم يفهم معنى "أمي" حتى الآن!
قلب عينيه وأعاد الإتصال مرغمًا فأتاه صوتها قلقًا على غير العادة :
- بني هل أنت بخير؟
رد بصوت جاف :
- بخير .. أخرني المطر وحسب.
سمع تنهيده تعبر عن ارتياحها تلاها صوتها الحنون :
- لقد نام الجميع لكنني لازلت أنتظرك.
- أنا قادم!
بجفاء نطق وأغلق المكالمة دون أن ينتظر ردًا.
لم يكن الابن الحنون الذي تحلم به كل أم فقد كان جافًا كَشِر الوجة لا يبتسم سوى للمال وأمضى حياته بين الملاهي ولعب الميسر.
وكانت أمه رغم معرفتها لشخصيته السيئة تحاول ما في وسعها لتمنحه ما يريد لترى ابتسامته حتى لو كان على حساب الآخرين فقد كانت تراه طوال حياتها ابنها الوحيد مزحزحة ابنتها من الساحة، فكافئها أن ترك لها المنزل وذهب للعيش فى ترف العاصمة لا تراه إلا مرة كل شهر عندما يعود ليستلم مصروفه الشهرى.. وهي مدة كافية ليفكر في حجج يرق لها قلب والدته فتزيد مصروفه للضِعف!
وصل إلى بوابة المبنى الذي تقبع به شقة والداه فقد ساعد توقف المطر وانسحاب الغيوم إلى نفاذ ولو ضوء شحيح من القمر.
ترجل متوجسًا يلتفت حوله خشية أن يباغته سارق وهو غير منتبه، واستقل المصعد في عجلة قبل أن تلوث ملابسه الفاخرة بأتربة المبنى القذرة.
طرق على الباب طرقتين متتابعتين فانفتح الباب فورًا وكأنما كانت والدته تجلس بجانبه كل هذا الوقت.
أحاطته بذراعيها باكية بشوق فبادلها العناق مرغمًا وعلي وجهه ابتسامة لم تخلو من التكلف :
- لقد عدت.

*Alex · #2 06-14-2017, 06:38 AM

كيف حالكم جميعًا ؟
كل عام وأنتم بخير وينعاد عليكم بالصحة والسعادة
قصة قصيرة عن عقوق الأم والتجارة بحنانها مقابل المال
كتبتها منذ فترة طويلة تقريبًا العام الماضي خ
وشاء الله أن أنزلها الآن
التنسيق من عمل الرائعة أبرار كابور فلها الشكر لذلك
أنتظر تعليقاتكم بشوق

**عَبَقْ** · #3 06-14-2017, 07:40 PM

[COLOR="Mintcream"][/COLOR]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته
كيفك أليكس ؟؟ إن شاء الله بخير
قصة رائعة كـ العادة و أسلوب جميل و الوصف أكثر من رائع :" class="inlineimg" />
و التصميم ألوانه جميلة و يليق بـ القصة كثيراً أي3
الصراحة أثرت في بـ شكل كبير
فعلاً هناك بعض الأشخاص يعاملون أهلهم بهذه الطريقة السيئةة

ضيق عينيه في محاولة فاشلة لالتقاط شبح ضوء من هذا الظلام الدامس، لم تكن أضواء سيارته تساعد ولم تمض نصف ساعة حتى التقطت أنفاسه ريح البحر وهو من كان يتسائل لم الطريق أصبح طويلًا هكذا؟!

هذا أكثر مشهد أعجبني بالقصةة
وصفك لهذا المشهد كان رائعاً جداً " class="inlineimg" />
أحسنتي يـا فتاة
استمري في كتابة القصص و أنا سـ أشجعك دائما
في امان الله