عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-21-2017, 06:44 PM
 
رواية صينية مترجمة : Seoul Station Necromancer

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا استمتع كثيرًا بروايات الlight novels وأريد أن أشارككم بها
اسم الرواية : مستحضر أرواح محطة سيول
حالة الرواية : مستمرة ووصل المترجم إلى الفصل 154
اسم المترجم : جواد عزوزي
المصدر : موقع نادي الروايات (rewayat.club)

أنا سوف أرفع الفصول هنا كل يوم حتى أنتهي منها تمامًا

قراءة سعيدة
.........................................................................

الفصل 0 : مقدمة.


وأخيرًا لقد وصلت إلى هنا.


' لا يهمني ما سيحدث لهذا المكان بعد رحيلي ولكني سأغادر وأعود إلى عالمي.'


"أنت محيي الأجساد الوحيد الذي وصل إلى قمة القوة........."


صوت حاكم الأبعاد ذي الجسد الهائل أمامه المكون من طاقة كونية حمراء وصل إلى اذنيه.


"أين تريد الذهاب؟"


هذه هي الكلمات التي أراد سماعها أكثر من أي شيء أخر في العالم.


ففي العشرين السنة الماضية فإنه قد مات ألاف المرات وتحمل مختلف الآلام والصعوبات وفعل مختلف الأشياء التي يريد نسيانها، والأن وبعد تحمله كل هذا فإنه قد وصل إلى هدفه هنا.


"بالطبع أريد العودة إلى عالمي، إلى مدينة سييول ."


(ملاحظة: مدينة سيول هي عاصمة كوريا.)


إنه عائد إلى المنزل بعد قضائه عشرين عاما في كوكب ألفرين.


****************


الفصل 1: سييول، وأخيرا لقد عدت (1.)


ضوء ساطع صدر من جسد مراقب الأبعاد وقام بإحاطة جسده، وفور إحاطة جسده، ذلك الضوء بدأ بتفكيك جسده على المستوى الذري، وبعد ذلك فقد جميع الإحساس بجسده وكامل وعيه.


"غانغ-ووجين، إستيقظ."


لم يعرف كم مر من الوقت بعد فقدانه الوعي، ولكن فورما فتح عينيه وجد نفسه في عالم مظلم ليظهر أمامه نور ساطع ويبتلعه، ليتغير المنظر أمامه مرة أخرى ورائحة القمامة دخلت إلى أنفه.


"أووووووه."


صوت تأني بدأ بالصدور من فمه وهو يعاني من ألم قاتل في جميع أنحاء جسده، ليواصل الإستلقاء في مكانه لمدة طويلة قبل أن يبدأ الألم بالإختفاء ويستعيد القدرة على تحريك جسده.


بعد أن استعاد القدرة على التحرك، قام بالنهوض والنظر حوله ليجد نفسه واقفا على صندوق مليء بالقمامة.


"لقد عدت."


بعد النظر حوله ذكرياته حول هذا المكان بدأت بالعودة شيئا فشيء.


"هذه هي مزبلة المدرسة حيث يتم تجميع جميع القمامة."


لقد غادر الأرض من هنا قبل عشرين سنة، وعلى ما يبدو فإنه قد عاد إلى نفس المكان الذي غادر منه.


"بالرغم من مرور عشرين سنة إلى أن كل شيء مازال يبدو كما أذكره تقريبا."


وفي نفس الوقت الذي مازال يحلل فيه المكان حوله فإن صوت صراخ عدة تلاميذ قد وصل إليه.


"هيا، أسرع يا ابن العاهرة أسرع."


بعد سماع تلك الأصوات قام بالإلتفات إلى المكان الذي كانت تصدر منه الأصوات ليجد هنالك عدة ذكور يرتدون نفس الزي المدرسي.


"حتى الزي المدرسي لم يتغير بعد مرور عشرين سنة؟"


يبدوا أن الأشياء لم تتغير كثيرا في العشرين سنة الماضية بالرغم من إعتقاده أنه سيجد كل شيء مختلف تماما.


وبعد إمعانه النظر إلى مجموعة التلاميذ تلك فإنه قد وجد أنها كانت مكونة من ثلاثة تلاميذ وتلميذ أخر يجرونه ورائهم.


"حسنا يا إبن العاهرة، لنبدأ بعد أن أضربك قليلا."


"ولما سأتركك تضربني أيها الغبي؟"


"كيف يمكنك أن تتجرأ على إهانتي!!"


التلميذ الذي قام الثلاثة بجره بدأ بالقتال مع واحد من الثلاثة، وبعد مدة من الوقت التلميذان الأخرين إنظما إلى الهجوم على التلميذ الوحيد ليهزموه بسرعة وقاموا بركله وهو على الأرض.


"أيها الأحمق، هل تتجرأ على إهانتي؟"


"أنت شخص لا نريد رؤيته أمامنا مجددا، فقط غادر المدرسة ولا تعد أبدا."


بينما الرجل الواقف على القمامة قد بدأ بالإبتسام والضحك قليلا، ففي عينه التي رأت مختلف الأشياء المرعبة، أفعال التلاميذ أمامه ليست سوى مجرد ألاعيب صغيرة في عينيه.


بينما التلاميذ الثلاثة واصلوا ركل وضرب التلميذ المستلقي على الأرض، وبالرغم من كل الضربات التي تلقاها إلى أن أعينه مازالت تشع وكأنه وحش سيأكلهم لو أتيحت له الفرصة.


بينما قائد المجموعة، سوون هيوك لم يحب الضوء في أعين دو جاي مين على الإطلاق. فجميع التلاميذ في المدرسة كانوا خائفين حتى من أن ينظروا في اتجاهه ولم يتحداه أحد على الإطلاق، ولكن هذا الوغد هنا تجرأ على النظر إليه دون أن يظهر أي خوف على الإطلاق.


"هي جاي مين، أخبرني لما تحب إغضابي لهذه الدرجة؟ ألم أقل لك أن تتوقف عن إغضابي؟"


إغضابه؟ جايمين بدأ بلعن هذا الغبي أمامه، كونه لم يفعل أي شيء لإغضاب هذا الغبي، فكل ما في الأمر هو أن وجهه وسيم قليلا وقد إعترفت فتاة له، وعلى ما يبدو فأن تلك الفتاة هي الفتاة التي يحبها ليي سوون هيوك.


"ها، على ما يبدو فإن هذا الوغد لم يتعلم درسه بعد، هي، أنتما أمسكا جسده في مكانه."


التلميذين الأخران قاما بإمساك جسد جاي مين في مكانه، بينما ليي سوون هيوك بدأ الإستعداد لتسديد ركلة إلى رأس جاي مين.


وفي تلك اللحظة، الرجل الواقف على جبل القمامة، ووجين قد بدأ بالتحرك في اتجاههم والتكلم:


"هي، أعتقد أن ذلك يكفي."


بعد سماع الصوت، التلاميذ الثلاثة قاموا بالالتفات إلى مصدره ليجدو رجلا مرتديا ملابس غريبة وهو يتجه إليهم.


"تبا، لقد أرعبتني. منذ متى وأنت هناك؟"


"*تنهد* على ما يبدوا فأن أداب الشباب في كوريا قد أصبحت سيئة لدرجة أنهم لا يظهرون ولا حتى أدنى درجة إحترام لشخص أكبر منهم بعدة سنين."


ووجين بدأ بالمشي في اتجاه التلاميذ، وهو يستمتع بإحساس الأرض تحت قدميه.


"تبا ومن يهتم إن كنت أكبر منا ببعض سنين؟"


"لما لا تتوقف عن التدخل في شؤوننا الخاصة؟ أنا لا أعرف لما متسول مثلك هنا ولكن خذ نصيحتي وانقلع من هنا قبل أن تغضبني."


سوون هيوك بدأ بسب ووجين بكامل قوته، فبعد رؤيته للملابس القديمة التي يرتديها ووجين، وكونه قد كان نائما على جبل القمامة فإنه قد إستنتج أن ووجين ليس سوى متسول غبي.


"هل تلك حقا طريقة جيدة لتخاطب بها شخص أكبر منك بعشرين سنة؟"


وبعد سماع كلمات ووجين، فإن سوون هيوك قد أصبح متأكدا من أن هذا الشخص أمامه ليس سوى متسول مجنون. فمهما نظرة إليه فإن ووجين ليس سوى شاب في بادئ عشرينياته.


"حسنا، أيها التلاميذ عديمي الأدب، إنقلعوا من أمامي قبل أن أجعلكم تندمون على اليوم الذي ولدتم فيه."


بالرغم من تحذير ووجين لهم، إلا أن التلاميذ الثلاثة لم يظهرَ أي علامة على الخوف، بل على العكس الثلاثة قد ألتفتوا إليه تماما وبدأوا بالركض في اتجاهه بعد أن أغضبتهم كلمات ووجين السابقة كليا.


بعد رؤيته الثلاثة وهم يركضون إليه، ووجين قام برفع يده في اتجاههم، بينما الثلاثة قد توقفوا في مكانهم منتظرين ما سيفعله ووجين.


".........."


"........."


ووجين قام بإنزال يده ورفعها مجددا، بينما في عقله بدأ بالتفكير:


"لما لا يتفعل سحري؟"


ووجين واصل رفع يده ومحاولة تفعيل سحره، ولكن بالرغم من محاولته عدة مرات إلا أنه لم ينجح على الإطلاق.


"تبا، يبدوا أن هذا المتسول مجنون أكثر ما توقعت."


سوون هيوك بدأ بالركض مجددا في إتجاه ووجين، وفور وصوله إلى أمامه قام بتلويح لكمته في اتجاه رأس ووجين.


ولكن وقبل أن تصل لكمته إلى وجه ووجين، فإن قد تراجع إلى الخلف قليلا لتخطأ اللكمة هدفها تماما.


سوون هيوك بدأ بإلقاء عدة لكمات في إتجاه ووجين، ولكن ووجين قد تجنبها كلها بدون أي مشكلة وبدون بذل أي جهد.


"أنتم الاثنان، ساعدوني على إنهاء هذا الأمر بسرعة."


بعد رؤية ووجين وهو يتفادى جميع لكماته بسهولة، سوون هيوك قام بطلب المساعدة من التلميذان الأخرين.


بينما ووجين الذي واصل تجنب جميع اللكمات بسهولة، قد بدأ بالتفكير.


"على ما يبدوا فإنني لا أستطيع الإحساس بالطاقة السحرية في جسدي."


ووجين وجد صعوبة في تصديق أن الطاقة السحرية التي كان يحس بها طوال العشرين سنة الماضية قد اختفت، ولكن وبالرغم من هذا فإنه ليس ضعيفا لدرجة أن يهزم على يد بضع تلاميذ.


فبالرغم من الاعتقاد الشاسع أن السحرة أضعف من المحاربين، ولكن هذا أمر حقيقي فقط في عالم ألفرين، فهنا على الأرض، جسد ووجين الحالي هو جسد أقوى وأسرع من أي شخص.


ووجين واصل تجنب لكمات التلاميذ الثلاثة، وبعد مدة قصيرة الأمر قد بدأ يصبح مزعجا له لذلك قام بلكمه قليلا في المعدة.


بوووووووووم.


اللكمات الثلاثة قد أصابت التلاميذ الثلاثة في نفس الوقت بسرعة هائلة، وقبل أن يدروكوا الأمر فإن التلاميذ الثلاثة قد سبق وسقطوا فاقدين الوعي من شدة قوة اللكمات.


بينما دو جاي مين الذي رأى كل ما حدث من الجانب قد كان مذهولا لدرجة أنه قد بقي في مكانه واقفا فاتحًا فمه للغاية من شدة صدمته.


بينما ووجين بعد هزيمته للتلاميذ الثلاثة قد وقف في مكانه وبدأ بالتفكير بعمق وشدة لما حدث لجسده.


"ربما سحري قد اختفى بسبب حاكم الأبعاد، أو ربما لم يختفى بل تم ختمه؟ بالرغم من كل شيء ما حدث لا يهم، فهذه سييول ولن أحتاج إلى قتال الوحوش مرة أخرى."


***********


الفصل 2: سييول، وأخيرا لقد عدت (2.)


التلاميذ الثلاثة أستعادُ وعيهم بعد مدة قصيرة، وبعد السعال بضعة مرات قاموا بالنهوض والهرب، وبالرغم من رؤية ووجين لهم إلا أنه لم يطاردهم وقد تركهم يهربون.


"شكرا جزيلا لك....."


دو جاي مين قام بالاقتراب منه والانحناء له شاكرًا له، فبالرغم من مظهر هذا الرجل الغريب أمامه إلا أنه قد ساعد جاي مين.


"أه، لا داعي للشكر. أه، نعم هل تمانع لو سألتك سؤالا واحدا؟"


جاي مين قد اعتقد بأن ووجين سيسأله شيئا مثل 'لما كانوا أولئك التلاميذ يضربونك لكن خلافا لتوقعه فإن السؤال الذي خرج من فم ووجين قد صدمه كثيرا:


"ما هو تاريخ اليوم؟"


"ماذا؟...."


"لقد سألت ما هو تاريخ اليوم؟"


"أه، إنه العاشر من شهر نوفمبر."


"ومن أي عام؟"


"2015."


"ماذا؟"


ووجين كان مصدومًا للغاية لدرجة أنه لم يستطع إغلاق فمه، فالعام الذي غادر فيه عالم الأرض كان في 2010 عندما كان في عامه الأخير في المدرسة الثانوية.


"*تنهد* ما الذي يحدث هنا؟"


بالرغم من قضائه عشرين سنة كاملة في عالم ألفرين إلا أنه لم تمر سوى خمس سنوات هنا في عالم الأرض. ووجين بدأ بإعادة التفكير بشأن ما يجب عليه فعله الأن.


"أعتقد أنني محظوظ........."


سابقا ووجين قد اعتقد أنه قد مرت عشرين سنة على الأرض أيضا، لذلك فإنه قد اعتقد أنه لن يرى عائلته مجددا ولكن الأن بما إنه اكتشف أنه لم تمر سوى خمس سنوات، فإنه هنالك فرصة كبيرة أنهم مازالُ يعيشون في منزلهم السابق. وبعد تفكيره بشأن هذا، ووجين بدأ بالبحث عن مرآة في الجوار، ولكنه لم يستطع إيجاد واحدة هنا، لذ لك فإنه قد التفت إلى جاي مين مجددا.





"هي، كيف أبدو حاليا؟ كم تعتقد هو عمري حاليا؟"


"ماذا؟"


جاي مين بدأ بالاعتقاد بأنه قد قفز من المقلاة إلى النار، فبالرغم من أنه قد تخلص من أولئك المتنمرين، إلا إنه على ما يبدوا قد تورط مع شخص مجنون كليا.


جاي مين ظل ساكتا لمدة طويلة ولكنه قرر الجواب على سؤال ووجين بالرغم من كل شيء.


"أنت تبدوا وكأنك في عشرينيات عمرك."


"هممممم."


'هل جسدي قد أصبح أصغر؟ ربما هذ بسبب فقداني لسحري؟ أو ربما حاكم الأبعاد قام بإعادة تشكيل جسدي؟'


ووجين قرر التوقف عن التفكير بشأن هذا الموضوع حاليا، لأنه هنالك أمور أهم تحتاج اهتمامه.


فبالرغم من كل الشيء لم تمر سوى خمس سنوات على الأرض، لذلك فإن هدفه الأول حاليا هو إيجاد عائلته، ولكن للأسف فكونه قد قضى عشرين سنة في عالم أخر فإنه قد نسي مكان منزله السابق ورقم عائلته. ولكن ولحسن الحظ فإنه حاليا في المدرسة التي كان يدرس فيها، لذلك فإنه لربما قد يستطيع إيجاد طريقة لإيجاد منزله.


ولكن بالرغم من هذا فإنه تظل هنالك مشكلة واحدة، وهي كيف يمكنه العودة إلى منزله؟


فالمسافة من المدرسة إلى منزله ليست مسافة يمكنه قطعها مشيًا فقط.


ووجين بدأ بالتفكير بشأن هذا، ومره أخرى التفت إلى جاي مين.


"هي، أعرني بعض المال."


"ماذا؟..........."


"أعرني بعض المال من أجل التنقل."


جاي مين بدأ يندم حقيقة أنه لم يهرب مع المتنمرين، والأكثر من هذا هو انه لم يتجرأ على رفضه كون ووجين كان قادرًا على هزيمة المتنمرين بلكمة واحدة فقط.


جاي مين قام بسحب محفظته وسحب جميع أمواله التي تبل300 وون التي كان يملكها في محفظته وإعطائها لووجين.


"شكرا لك، وأعدك بأنني سأعيد هذا المال لك."


"لا، لا داعي لذلك."


"ماذا؟ هل تعتقد بأنني شخص سيأخذ مالا من طفل مثلك دون أن يعيده إليه؟ كما قلت سوف أعيد لك مالك بعد مدة."





ووجين قام بوضع المال في جيبه ثم مواصلة كلامه:


"أنا حاليا لا أملك هاتفا جولا، لذلك أكتب لي رقمك على قطعة من الورق لكي أستطيع الاتصال بك."


جاي مين قام بسحب دفتر من محفظته وتمزيق قطعة صغيرة من الورق منه وبدأ التفكير إن كان يجب عليه حقا كتابة رقم هاتفه الحقيقي. ولكن وبعد عدة ثواني من التفكير قرر أنه من الأفضل له أن يعطيه رقم هاتف مزيف.


بعد كتابة رقم مزيف على الورقة وإعطائه لووجين جاي مين قام بإعادة دفتره إلى حقيبة ظهره وبدأ بالمغادرة.


"حسنا شكرا لك أيها الفتى، ولا تقلق فإنني سأحرص على أن أرد لك هذا الدين."


"حسنا، إلى اللقاء الأن."


بعد مغادرة جاي مين، ووجين بدأ بالمغادرة هو الأخر متجها نحو أقسام المدرسة.


"هممم، لو حقا قد مرت خمس سنين فقط، فهذا يعني أن عمري الجسدي هو 24 سنة. مما يعني أن أبي وأمي هما في خمسينيات عمرهما."


أثناء تفكيره بشأن عائلته، قلب ووجين بدأ بالخفقان بشدة، فواحد من الأسباب التي دفعته الى تحمل ذلك الجحيم لمدة أكثر من عشرين سنة هو رغبته في رؤية عائلته مجددًا.


"أعتقد بأنني سأجد سواه الأن فتاة يافعة؟"


ووجيين بدأ بالابتسام قليلا بعد التفكير بشأن أخته الصغيرة، فعندما غادر عمرها لم يكن قد تجاوز العامين، والأن وبعد خمس سنين فإنها على الأرجح قد وصلت إلى عمر السبع سنين.


ووجين قام بالخروج من المدرسة متجها إلى محطة القطار، وأثناء مشيه في الشارع، جميع من مر بجانبه قد بدأ بالتهامس بشأنه، بسبب غرابة ملابسه وأحذيته، ولكن وبالرغم من تهامس الناس بشأنه إلا أن ووجين لم يعرهم أي اهتمام.


ووجين بسرعة قد وصل إلى محطة القطار.





"هاه؟ لما هنالك جنود من الجيش هناك؟ هل حدث شيء ما؟"


الجنود كانوا مجتمعين أمام مدخل المحطة قاطعين جميع المداخل إليها.


"همممم، ما الذي حدث هناك؟"


ووجين قام بإيقاف امرأة عجوز بعض الشيء ليحاول سؤالها.


"أه، ابتعد عني أيها الغبي."


ولكن المرأة قامت بالابتعاد عنه بسرعة وكأنه نوع من الأمراض بدون أن ترد على سؤاله.


ووجين قرر هذه المره إيقاف فتاتين من مدرسته الثانوية.


"المعذرة هل............"


"أه ابتعد عني، أنا لستُ مهتمتًا بديانتك."


ووجين بدأ يصبح غاضبًا بسبب ردة فعل الناس له، ولكن بالرغم من هذا فإنه قد قرر تهدئة نفسه.


"أنا لا أريد التحدث عن الديانة، كل ما أريد سؤالك عنه هو ما يفعله أولئك الجنود هناك؟"


"هااااه؟ هل أنت غبي؟ بالطبع أولئك الجنود هناك لحماية مدخل الخندق السحري. حسنا لقد أجبت سؤالك لذلك ابتعد عني الأن."


الفتاة ابتعدت عن ووجين وبدأت بمواصلة مشيها مبتعدة عنه.


'يبدو أن الناس الأن قد بدأوا بتسمية محطات القطار خنادق سحرية؟ ربما هي تسميه مشهورة بين الجيل الأصغر؟ لقد فعلت نفس الشيء تقريبا عندما كنت في نفس عمرهم.'


عند النظر حوله، ووجين وجد مدخل محطة قطار حيث لا يوجد أي جنود يحرسون مدخله، ليتجه ووجين إليه بعد رؤية هذا.


ولكن وبعد نزول ووجين إلى داخل محطة القطار، فإنه وجد المدخل الداخلي قد تم أغلاقه بباب عملاق من الحديد.


"ماذا؟ لقد أغلقوا هذا المكان أيضا؟"


ووجين اقترب من باب الحديد العملاق، ومن خلال الفراغ الموجود بين قضبا الباب العملاق، فإنه استطاع رؤية بعض الضوء في الجهة الأخرى.





بعد النظر إلى الباب بدقة، ووجين وجد قفلا عملاقا في وسط الباب، وبعد النظر حوله، ووجين وجد غرفة صغيرة، ومم يبدوا على شكلها فإنه غرفة الشخص الذي يحرس هذا المدخل. وبعد دخوله إليها ووجين لم يجد هنالك أي شخص، بل وجد فقط مفتاحا واحدا على طاولة الغرفة. ووجين قام بأخذ المفتاح وفتح الباب العملاق به. "ما هذا؟ حتى القطارات ليست موجودة هنا؟"


بعد إعادة المفاتيح إلى مكانها، ووجين قام بالدخول من الباب العملاق، وبعد تفقد الأرجاء قليلا، فإنه قد قرر العودة بسبب عدم وجود أي قطار أو شخص، ولكن وفي تلك اللحظة، وقبل أن يستطيع ووجين الخروج، رسالة ظهرة أمام أعينه


[لقد دخلت إلى الخندق السحري الخاص بمحطة غوا شون، هذا الخندق السحري قد سبق وتمت هزيمته، جاري استدعاء الوحوش العادية.]


"ما هذا بحق السماء؟"


*************


الفصل 3: ارتفاع المستوى (1).


"هل هذا حقا خندق سحري حقيقي؟"


بالرغم من اعتقاد ووجين أن ما قالته تلك الفتاة كان مجرد طريقة جديدة لتسمية محطة القطار، ولكن اعتمادًا على الرسالة التي ظهرت أمامه منذ قليل فإن ما كانت تقصده تلك الفتاة هو أن هذا المكان هو خندق سحري حقيقي.


ووجين تنهد قليلا ثم قام بإغلاق عينيه ليبدأ بالتفكير بشأن وضعه الحالي وما حدث، وبالرغم من غرابة الموقف الحالي، إلا أن ووجين قد أحس بنوع من الأمان في هذا المكان هنا.


"أليس هذا المكان وتلك الرسالة السابقة مشابهه لما رأيته في عالم ألفرين؟''


ووجين قد عاش عشرين عامًا من الجحيم الغير متوقف في ذلك العالم. عالم ألفرين حيث كل شيء فيه يشبه لعبة على الحاسوب.


"هممم، ربما الأرض قد تغيرت في الخمس سنين التي لم أكن فيها هنا؟"


بالرغم من تفكير ووجين بشأن هذا الموضوع لعدة دقائق إلا أنه لم يستطع إيجاد أي جواب بسبب قلت ما يعرفه حاليا.


"همممم، بما أن القطارات قد توقفت هنا، فإنني سأعود لأستقل الحافلة."


ووجين التفت وبدأ بالاتجاه إلى المدخل الذي دخل منه، ولكن وفور وصوله إلى هناك، حاجز ظهر أمامه مانعا إياه من التقدم ورسالة ظهرت أمام عينيه مجددا.


[لا يمكن مغادرة الخندق السحري قبل الحصول على حجر العودة.]


"أه، تبا."





ووجين بدأ بحك رأسه قليلا وبعد التفكير قليلا حول الرسالة التي مازالت أمام عينيه، ووجين قرر التعمق إلى داخل الخندق لكي يرى إن كان سيستطيع إيجاد حجر العودة هذا.


"هممم، أولا سأحتاج سلاحا ودرعا، لنرى.........."


ووجين بدأ بالبحث في الأرجاء عن شيء سيساعده لو واجه أي نوع من الأخطار، فبالرغم من اختفاء سحره، إلا أن جسده مازال مثل السابق، والأكثر من هذا هو امتلاكه الخبرة التي اكتسبها بعد النجاة لعشرين سنة في عالم ألفرين.


بعد البحث لمدة من الزمن، ووجين استطاع إيجاد مطرقة قديمة بين كومة من الحطام، وبعد البحث مره أخرى استطاع إيجاد كرسي حديدي ليحطمه ويصنع من قاعه درعًا صغيرًا.


"حسنا لنبدأ الأن."


بالرغم من أن ووجين لا يعرف ما هو شكل حجر العودة، إلا أنه قد تذكر من الرسالة التي رآها سابقا أنه قد ذكر شيئا ما حول استدعاء وحوش ما، لذلك فإنه قد بدأ بالتقدم ببطء وحذر شديد.


بعد المشي لعدة أمتار، ووجين بدأ يحس بشعور غريب من خلفه، وكأنه هنالك من يراقبه.


ووجين قام بحني جسده والتقاط قطعة حجرية من الأرض ليلقيها بعد هذا في الاتجاه الذي كان يحس بأنه تتم مراقبة منه.


* تسك، تسك، تسك*


الحجر قام بالارتطام مع الحائط، والشيء الذي كان يراقبه قفز من مخبأه متجها نحو الحجر.


الشيء الذي قفز في اتجاه الحجر كان كلبًا متوسط الحجم، ولكن الشيء الغريب بشأن هذا الكلب هو أذان الأرنب على رأسه، وأرجله السفليتان العملاقتين.


وبعد رؤيته، فإن ووجين أدرك تماما ما هذا الكائن أمامه، فبالرغم من كونه كائنًا لا ينبغي تواجده على هذه الأرض، إلا أنه كائن قد واجه ووجين الألاف منهم في عالم ألفرين.


"وحش الكلنب......"





"*زئيييييييير*"


الوحش التفت إلى ووجين بعد رؤية أن ما قفز عليه لم يكن سوى مجرد حجر عادي، وبعد إطلاق زمجرة مدوية، قام بالقفز بكامل قوته في اتجاه ووجين.


ووجين قام بتلقي الضربة باستعمال درعه، وفور إيقافه للوحش قام بالمهاجمة بمطرقته محطما جمجمة الوحش بضربة واحدة.


بعد تأكده من موت الوحش، ووجين بدأ بمراقبة محيطه، لأنه وحسب خبرته من عالم ألفرين، فإن هذا النوع من الوحوش تسافر في مجموعة مكونة من اثنان.


وكما توقع ووجين، فور التفاته قليلا، وحش أخر قفز في اتجاهه من بعيد بكامل قوته مره أخرى.


ووجين قام برمي درعه بعيدا كونه قد تلقى ضررا كبيرا بعد تلقيه لضربة الوحش السابق، ليمسك ووجين مطرقته بكلتا يديه ويقوم بتلويحها بكامل قوته وكأنه يلوح مضرب بيسبول.


*بوووووووووووووم*


المطرقة التقت مع رأس الوحش بدقة عالية محطمة جمجمته تماما.


"أههه، لما أحس وكأنني قد مررت بموقف مثل هذا؟"


ووجين بدأ بالتنهد وشعور محدق بالخطر بدأ يحيط به بعد تفكيره بشأن تواجد هذا الخندق هنا، وهذه الوحوش، وحتى الرسائل التي تظهر أمام عينيه، فكل شيء شبيه للغاية بعالم ألفرين.


ووجين قرر مجددا إبعاد هذه الأفكار من عقله حاليا لأنه لا يملك الجواب لها والتركيز من جديد على الخروج من هنا.


"أعتقد أنني لو قتلت وحشان أخران فإن مستواي سيرتفع؟"


بهذه الطريقة استطاع ووجين النجاة في عالم ألفرين، فبالرغم من كل شيء، ذلك العالم كان شبيها للغاية بلعبة حاسوب، وخصوصا من جهة أنه وبعد قتلك لعدد محدد من المخلوقات الحية فإن مستواك سيرتفع، وباستعمال هذه الطريقة، ووجين قد أصبح محيي أجساد قوي لدرجة أنه استطاع الالتقاء بحاكم الأبعاد نفسه والعودة إلى الأرض.





وبالرغم من أن ووجين لم يهتم لتلك الدرجة بشأن خسارته لقوته السحرية، إلا أنه الأن فإنه قد بدأ باسترجاعهم، فضد وحش مثل وحش الكلنب، فإن ووجين لن يجد أي صعوبة في التعامل معهم بدون أي سحر، ولكن وحوش الكلنب هي واحده من أضعف الوحوش في عالم ألفرين، لذلك فإنه من الممكن أن يصبح الوضع خطرا لو التقى بوحوش أقوى قبل استرجاعه لقوته السحرية.


لذلك فإن هدفه الحالي هو إيجاد حجر العودة والمغادرة من هنا قبل حدوث ذلك.


"لو هذا المكان حقا مطابق لعالم ألفرين فإنه يمكن أن يكون الحجر في حوزة وحش من الوحوش، أو ربما هو متواجد في مكان مخفي تصدر نوعا من الطاقة السحرية."


ووجين قام بفحص جثتي الوحشان الذين قام بقتلهما، ولكن لم يجد فيهم أي شيء، ولا حتى أحجار الطاقة المسماة بأحجار الدم.


"يبدوا أن هذه الوحوش عديمة النفع حتى هنا على الأرض."


ووجين أبتسم قليلا ثم قام بالابتعاد عن جثتي الوحشين والاختفاء خلف دعامة من دعامات المحطة منتظرا أن تقوم رائحة الوحشان الميتان بجذب وحوش أخرى.


"*زمجرة....*"


بعد الانتظار لمدة قصيرة، وحشان من نوع الكلنب ظهرا من أسفل المحطة، وبعد رؤيتهما، ووجين قام بالضرب بقوة على حجر بجانبه ليكشف تواجده للوحشان.


*زئييييييييييييير*


قام الوحشان بالالتفات إلى ووجين وبعد الزئير في اتجاهه قاما بالقفز في اتجاهه في نفس الوقت.


ووجين أحكم الإمساك على المطرقة، وبعد تجهيز نفسه قام بتلويح المطرقة بكامل قوته مرة أخرى هذه المرة محطما رأسي كلا الوحشين في مرة واحدة،


ومع تساقط جثة ودم الوحشين إلى الأرض رسالة ظهرت أمام ووجين:


[بعد قتلك لعدد كافي من المخلوقات الحية واكتساب عدد مناسب من الخبرة، فإن مستواك قد أرتفع.]


*****************


الفصل 4: إرتفاع المستوى (2).


"هممم، كما توقعت، مستواي قد إرتفع....."


ووجين قام بفتح شاشة قوته كما كان يفعل في عالم ألفرين لتظهر أمامه:


المستوى:1


الاسم: غانغ ووجين.


المهنة: محيي للأجساد (متقدم).





الدرج: الأعلى.


نقاط الإنجازات: 4.


الطاقة السحرية: 0/0


الطاقة الجسدية: 0/0.


القوة: 15. السرعة: 13. الصحة: 17. الحكمة: 15.


السحر:0. الحيوية:0. التعافي: 0. التحكم:0.


النقاط المتوفرة:99.


صندوق التجميع (تقنية متقدمة) (لا يمكن إضافة نقاط إضافية لها).


متجر نقاط الإنجازات (تقنية متقدمة) (لا يمكن إضافة نقاط إضافية لها).


النقاط المتوفرة:99.


شاشة القوة أمام ووجين كانت مختلفة تماما من شاشة قوته في عالم ألفرين، ولكن وبعد النظر إليها بعمق فإن ووجين قد بدأ بإدراك ما حدث.


"يبدوا أنها لم تختفي كما توقعت."


سابقا ووجين كان يعتقد بأنه قد فقد كامل قوته بعد عودته إلى الأرض، ولكن واعتمادًا على شاشة القوة أمامه، فيبدو أن هذا ليس ما حدث، بل ما حدث هو أن مستواه قد عاد إلى المستوى 1 بعد أن كان قد سبق ووصل إلى أعلى مستوى يمكن الوصول إليه في عالم ألفرين، المستوى 99، ولكن وبالرغم من هذا فإنه قد حصل على عدة فوائد، وواحد من تلك الفوائد هي حصوله على تقنياتان من المستوى المتقدم.


"وحتى مهنتي قد ظلت مثل السابق."





ووجين قد سبق وحقق كل شيء يمكن تحقيقه كمحيي للأجساد، إلى درجة أن قوته قد وصلت إلى درجة أنه كان يملك جيوش لا تنتهي تحت إمرته.


'يبدوا أنني مازلت محظوظا بعض الشيء.'


ووجين إبتسم قليلا، فعلى ما يبدوا فإن سيول قد تغيرت، وبالرغم من أنه لم يعرف ما سيحدث في المستقبل، إلا أن إستراجعه لبعض من قوته السابقة لهو أمر جيد فهذا سيجعل منه جاهزا لمواجهة أي شيء من الممكن أن يقف في طريقه.


بعد الإنتهاء من تحليل شاشة قوته، ووجين تراجع إلى مدخل الخندق لكي يركز على تعلم كيفية إستخدام التقنيتين الجديدتين التي قد اكتسبهما.


بعد بعض التركيز على تقنية صندوق التجميع، فإن ووجين قد علم بانها تقنية تمكنه من تجميع عدة مكونات لتكوين شيء أخر، بالإضافة إلى إمتلاكها خاصية أخرى وهي الخاصية على إستخلاص أي شيء من مادة معينة.


"إذا يمكنني إستخدامها هكذا أيضا؟"


ووجين لم يرى أي تقنية تشبه هذه التقنية من قبل، لذلك فإنه كان حائرًا عن طريقة إستخدامها بالرغم من معرفته ما تقوم به التقنية، وبعد عدة محاولات فإنه قد إكتشف أنه بإمكانه تفعيل التقنية عن طريق نطق إسمها في داخل وعيه.


وفور تفعيل التقنية، فإن صندوق تخزينه الإفتراضي قد فتح أمامه، ولكن الشيء المختلف عن صندوق التخزين الذي كان يظهر أمامه في عالم ألفرين هو أن الصندوق أمامه حاليَا يملك خاصيتين إضافيتين.


[تجميع.] و [إستخلاص.]


"للأسف فإن جميع الأشياء التي قمت بتجميعها قد اختفت...."


ووجين قام بالتنهد قليلا، فبالرغم من أنه قد كان مستعدا لرؤية هذا إلا أن رؤية جميع الأشياء التي قام بتجميعها أثناء تواجده في عالم ألفرين تختفي بدون رجعة لأمر قد أحبطه بعض الشيء.


بعد تعلمه كيفية إستخدام تلك التقنية، ووجين بدأ بالتركيز على التقنية الأخرى (تقنية متجر الإنجازات.) وبعد عدة محاولات، فإن ووجين قد إكتشف بان طريقة تفعيلها مشابهة لطريقة تفعيل التقنية الأخرى.


وفور تفعيلها، فإن لائحة هائلة من التقنيات، والأسلحة والأدوية قد ظهرت أمامه.


"هذا ممتع."


في عالم ألفرين ووجين لم يملك أي تقنية مثل هذه حيث يمكنك شراء أي شيء تريده مباشرة، لذلك فإن ووجين بدأ بالنظر إلى جميع الأشياء المتوفرة أمامه وهو يبتسم مثل طفل صغير بعد حصوله على لعبة جديدة.


"هممم، جميع الأشياء هنا ثمنها باهظ للغاية."


بالرغم من تواجد مختلف الأشياء، إلا أن حتى أرخص التقنيات ثمنها 10 نقاط إنجاز على الأقل.





في النهاية ووجين قد إختار ثلاث تقنيات ضرورية للغاية من أجله وهي:


[البحث] حيث يمكن إستخدام هذه التقنية للبحث وإيجاد مختلف الأشياء وهذه التقنية ضرورية لإيجاد حجر العودة للخروج من هنا.


[الإحساس] وهي تقنية كامنة تظل مفعلة طوال الوقت والغرض منها هو الإحساس بأي عدو قريب من ووجين.


[إستدعاء جندي عظمي] وهي تقنية من أبسط تقنيات محيي الأجساد حيث تقوم بإستدعاء جندي مكون من هيكل عظمي.


وبسبب كون مهنته محيي للأجساد، فإنه لا يستطيع تعلم تقنيات خاصة بمهن أخرى.


"حسنا، لنبدأ الأن بكسب بعض نقاط الإنجازات."


ووجين قام بالنظر إلى نقاط الإنجازات التي يملكها حاليا، وقد أدرك بسرعة أنه مقابل كل وحش من نوع الكلنب الذي قام ووجين بقتله فإنه يكتسب نقطة إنجاز واحدة. لذلك فأنه بحاجة لقتل 6 وحوش اخرين على الأقل ليستطيع الحصول على تقنية واحدة من التقنيات التي يحتاج.


ووجين بدأ بالإتجاه إلى داخل الخندق، وأثناء تمشيه فإنه قد بدأ بإستعمال النقاط المتوفرة له لتقوية شاشة قوته:


القوة: 30. السرعة: 30. الصحة: 30. الحكمة: 30. السحر:10. الحيوية:10. التعافي: 10. التحكم:10.


بعد الإنتهاء من توزيع نقاطه، ووجين بدأ بتلويح المطرقة في يده، وأثناء تلويحها له فإن صوت مدمر كصوت تدمر الهواء قد بدأ يصدر من المطرقة دلالة على إرتفاع قوة ووجين، فحاليا قوة ووجين قد تضاعفت لتفوق قوة شخص عادي بعدة مرات، ونفس الشيء قد حدث لسرعته وسرعته في التعامل مع أي شيء مفاجئ، وحتى قدرته على تذكر الأشياء قد تحسنت للغاية.


"حسنا، يجب أن ابدأ بالاصطياد الأن."


كل ما على ووجين فعله الأن هو قتل 6 وحوش أخرين من نوع الكلنب للحصول على تقنية البحث والخروج من هنا.


ووجين بدأ بالإتجاه إلى عمق الخندق والمطرقة في يده.


"*تنهد* هنالك الكثير منهم."


ووجين بدأ بالتنهد بينما مطرقته قامت بتحطيم جمجمة وحش أخر أثناء مواصلة سيره متجها إلى أعمق منطقة في الخندق.


فمنذ اللحظة التي بدأ ووجين النزول فيها إلى المناطق العميقة في الخندق فإن أعداد وحوش الكلنب قد بدأت بالازدياد بشكل مهول، لدرجة أنه قد سبق وحصل على نقاط كافية لشراء وتعلم كلتا تقنيتي [البحث] وتقنية [الإحساس].





وبالرغم من إستخدامه تقنية [البحث] طوال الوقت، إلا أنه لم يستطع إيجاد حجر العودة.


لذلك فإن ووجين لم يملك أي خيار أخر سوى التقدم إلى الأمام والتعمق في الخندق أكثر، وبعد بضعة ساعات من القتال والنزول فإنه قد سبق ووصل إلى أعمق طابق.


"ذلك هو المكان الوحيد المتبقي الذي لم أبحث فيه بعد."


ووجين ظل واقفا أمام مدخل الطابق الأخير للخندق، وأثناء تحليله لذلك الطابق، فإنه قد إستطاع رؤية 20 وحش من نوع الكلنب على الأقل هناك، وبالرغم من قدرة ووجين على مواجهة 3-4 في مرة واحدة، إلا أنه لا يملك القوة الكافية حاليا لمواجهة 20 منهم في أن واحد لوحده.


"أعتقد أن الحل الوحيد أمامي هو العودة إلى عهدي السابق كما كنت في عالم ألفرين."


ووجين إبتسم قليلا وهو يتذكر تلك الأيام في عالم ألفرين، وفي نفس الوقت فإنه قام بفتح متجر نقاط الإنجازات وشراء تقنية [إستدعاء جندي عظمي].


**********


الفصل 5: الخندق المغلق.


[تقنية استدعاء جندي عظمي تمكنك من استدعاء جندي مكون من العظام من جثة كائن حي. التقنية تستنزف نقطة سحرية واحدة كل مرة يتم استخدامها. التقنية تتطلب نقطة تحكم واحدة على الأقل.]


ووجين قد ارتفع مستواه مرتين بعد هزيمة جميع الوحوش التي قابلها، مما جعله يصل إلى المستوى 3، وكل ما ارتفع مستواه فإنه يحصل على خمس نقاط إضافية يمكنه استخدامها لتقوية شاشة قوته كما يريد، لذلك فإنه قام بتقسيم النقاط العشرة التي اكتسب على سحره وتحكمه.


السحر:15 التحكم: 14.


مما قد جعله الأن قادرا على استدعاء 14 جندي عظمي، ولو تجاوز عدد الوحوش التي استدعاها ووجين عدد النقاط الموجودة في التحكم فأنه سيفقد السيطرة عليها.


"حسنا لنبدأ الأن."


ووجين ابتسم قليلا وهو يتذكر أول مرة قد بدأ بتعلم تقنيات محيي الأجساد في عالم ألفرين.


ووجين قام بالالتفات إلى جثث الوحوش المتناثرة حوله، وتحت إمرته، ثلاثة من تلك الجثث انفجرت بصوت مدوي ومن تلك الجثث التي انفجرت، ثلاثة جنود عظميين قد نهضوا ببطء وبدأوا بالاتجاه إلى ووجين تحت إمرته.


"لنذهب."


ووجين بدأ النزول إلى الطابق الأخير من الخندق برفقة الجنود العظميين الثلاثة، وفور وصولهم إلى هناك، جميع الوحوش في ذلك الطابق التفتت إليهم وقد بدأت بالركض في اتجاههم.


"*زئييييييييييير*."


الجنود العظميين قاموا بإطلاق صرخة مدوية وبدأوا بالجري في اتجاه الوحوش المتجهة إليهم تحت إمرة ووجين.


*بووووووووم*


واحد من الجنود العظميين الثلاثة قد تحول إلى كومة من العظام بعد ما قام وحش واحد بتحطيمه باستعمال رأسه، بينما الاثنان المتبقيان فقد كانا أكثر حظا من السابق وقد استطاعا النجاة لأن الوحوش الأخرى قد بدأوا بعض أيدهم وأرجلهم، وبسبب كون الجنود العظميين مخلوقات مكونة من عظام فقط، فإن هجوم الوحوش باستخدام أسنانهم لا يشكل أي خطر عليهم.


بعد رؤية أن الجنود العظميين قد أدوا واجبهم وأوقفوا هجوم الوحوش، فإن ووجين قد بدأ هجومه باستعمال مطرقته محطما جمجمة ثلاثة وحوش مستخدما ضربة واحدة. وقبل أن تصل جثث تلك الوحوش الثلاثة إلى الأرض فإنها قد انفجرت تحت إمرة ووجين ومنها قد نهض ثلاثة جنود عظميين أخرين.





الجنود العظميين الخمسة قد بدأوا بالتعاون مع بعضهم البعض تحت إمرة ووجين وقد قاموا مرة أخرى بإيقاف هجوم الوحوش ولكن هذه المرة فإن الوحوش قد بدأوا بالمهاجمة باستخدام رؤوسهم في أن واحد جميعا، مما أدى إلى سقوط الجندي العظمي الذي كان واقفا في وسط المجموعة، وفور سقوطه فإن وحشان من الوحوش المهاجمة قد قرر استغلال الفرصة والقفز إلى ووجين بنية قتله.


ولكن وللأسف وقبل أن يستطيع الوحش الوصول الى ووجين فإن جمجمته قد تم تحطيمها من قبل ووجين بسهولة تامة وكما حدث للوحوش السابقين، فإن جثته قد انفجرت ومنها نهض جندي عظمي أخر.


ووجين بدأ بالاتجاه بسرعة إلى الوحوش المهاجمين، وبينما تلك الوحوش كانت مشغولة في محاولة هزيمة جنود العظام، فإن ووجين قد استغل انشغالهم وبدأ بالتلويح بمطرقته محطما عدة من جماجم تلك الوحوش.


*بووووووووووم*


والأكثر من هذا هو أنه كل ما قام ووجين بقتل وحش من تلك الوحوش فإنه قام باستخدام جسدها لاستدعاء جندي عظمي إضافي.


ووجين حاليا يملك 15 نقطة سحرية، وهذه النقاط السحرية ستنفذ لو قام باستعمال تقنية الاستدعاء خمسة عشر مرة. وهذه النقاط السحرية تمتلئ مرة أخرى طبيعيا، بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام عدة أدوية وأسلحة لإعادة ملئها.


ولو قام ووجين بإضافة نقاط إضافية إلى [التعافي] فإنه النقاط السحرية ستمتلأ بسرعة أكبر طبيعيا. فبالنسبة لأي ساحر من أي نوع فإن [الحكمة] و [السحر] و [التعافي] هي أهم ثلاثة أشياء لديه.


بينما بالنسبة للمحاربين فإن [التعافي] مهمة لهم هم أيضا لأنها تساهم في زيادة سرعة تعافي [حيويتهم] والتي يقومون باستخدامها من أجل تفعيل تقنياتهم.


وبما أن ووجين يملك 10 نقاط في [التعافي] فإنه وبعد مدة من الوقت فإنه سيسترجع 10 نقاط سحرية، ولكن هذا ليس أهم شيء يمكن [للتعافي] فعله، فمثلا حتى ولو تلقى ووجين جرحا عميقا بعض الشيء، فإنه سيختفي تماما بعد مدة من الوقت بدون ترك أي أثر، وهذا التأثير يزداد كل ما ازداد عدد النقاط التي يضعها ووجين في خاصية [التعافي].


ووجين لم يستطع منع الابتسامة من الظهور على وجهه وهو يحس بقوته السابقة وهي تعود شيئا فشيء.


*بووووووووم. *


*زئييييييير. *


ووجين واصل التلويح بمطرقته بكامل قوته محطما عدة جماجم في أن واحد، وفي غضون عدة دقائق فإن جميع الوحوش التي كانت متواجدة في الطابق الأخير من الخندق قد تم تحطيم جمجمتها من قبل ووجين.


وفي نفس الوقت فإن ووجين قد ارتفع مستواه ليصل إلى المستوى 4.


"أه، أنا عطش للغاية."


ووجين بدأ بالنظر حوله، وبعد البحث في عدة طوابق أخرى، فأنه قد استطاع إيجاد آلة بيع مشروبات، وباستخدام قوته التي قد سبق وفاقت حدود الإنسان الطبيعي فإنه قام بتمزيق باب الألة وأخذ زجاجة من الكوكا كولا.


وبالرغم من أن عدة أوساخ قد تجمعت على خارج الزجاجة، إلا أن داخلها مازال نقيا لذلك فإن ووجين قام بفتحها والبدء بشرب الكولا بعطش شديد.


ووجين ابتسم قليلا بعد تذوقه لمذاق الكولا الغازي بعض الشيء، فأثناء قتاله لهذه الوحوش هنا فإنه قد بدأ بالتشكيك في حقيقة أنه قد عاد إلى الأرض وأنه قد مازال في عالم ألفرين، ولكن مذاق الكولا في فمه حاليا قد أكد له حقيقة أنه قد عاد إلى موطنه.


"حسنا لنخرج من هنا."


طاقة ووجين السحرية قد امتلأت تماما بعد ارتفاع مستواه، لذلك فإنه قد بدأ باستخدام تقنية [البحث] مرة أخرى باحثا عن حجر العودة.





"هممهم."


وبعد تفعيل التقنية لبضعة ثواني فإنه قد بدأ يرى ضوء خافت يصدر من ركن من أركان الطابق، وبعد اقترابه من الضوء فإن ووجين قد استطاع رؤية أن الضوء كان يصدر من جوهرة صغيرة لا يتعدى حجمها حجم إصبع صغير.


ووجين قام بالإمساك بالجوهرة الصغيرة، وفور ما قام بالإمساك بها، فإن الضوء الذي كانت تصدره الجوهرة قد اختفى تماما.


ووجين قام بأخذ الجوهرة معه واتجه عائدا إلى مدخل الخندق، وفور وصوله إلى هناك فإن الجوهرة في يده قامت بإصدار ضوء ساطع قليلا وفور ملامسة ذلك الضوء للحاجز الذي كان يمنع ووجين من الخروج سابقا، فإن ذلك الحاجز قد اختفى تماما.


بعد رؤية أن الحاجز قد اختفى ووجين قد اتجه إلى السلالم خارجا من الخندق.


**************


"أه تبا، لقد كنت على وشك التبول في سروالي. لما يجب عليهم وضع الحمام في مكان بعيد إلى تلك الدرجة."


أوه-جوون هوان بدأ بالتنهد وهو عائد إلى غرفة الحراسة. فبعد الانتهاء من هزيمة الخندق فإنه قد تم تعيينه حارسا لخندق محطة غوا شون، وقد مر شهر كامل منذ أن قد تم تعيينه.


وغدًا سيكون اليوم الأخير له هنا، وبذلك فإنه سيكون قد أنهى خدمته هنا وسيعود إلى المقر الرئيسي. ولكن وبعد عودته إلى غرفة حراسته فإن المشهد أمامه كان مرعبا بالنسبة له لدرجة أنه كان على وشك أن يغمى عليه.





"م...... ما هذا بحق السماء؟"


باب الخندق الذي قد تم إغلاقه كان مفتوحا.


جوون هوان قد بدأ يفقد القوة في قدميه وكان على وشك أن يفقد الوعي.


"هل دخل مواطن عادي إلى هناك؟ أأأأأأأه لقد انتهى أمري تماما."


جوون هوان لم يفكر في احتمالية دخول مقاتل ما إلى هذا الخندق، فهذا الخندق لا يوجد فيه أي شيء مثير للاهتمام والوحوش التي تظهر فيه ليست سوى وحوش ذات مستوى صغير مثل الوحوش من نوع الكلنب.


لذلك فإنه لم يستطع إيجاد التفكير في سبب مقنع قد يجعل مقاتلا يدخل إلى هذا الخندق، بالإضافة إلى أن أي مقاتل يملك الحق للدخول إلى هنا، فكل ما عليه فعله هو تقديم طلب إليه، فهذا هو سبب تواجد جوون هوان هنا.


جوون هوان قام بالنظر إلى الخندق ورأى أن الحاجز قد سبق وتشكل، ما دل على أنه هنالك شخص ما في داخل هذا الخندق.


"أه تبا لهذا، يجب علي طلب المساعدة من المقر."


بالنسبة للمقاتلين، وحوش الكلنب هي وحوش عادية ذات مستوى صغير، ولكن بالنسبة لمواطنين عاديين فإنها وحوش لا يمكن تخيل درجة قوتها. جوون هوان كان على وشك الاتصال بالمقر عندما اختفى الحاجز المحيط بالخندق ويخرج من داخله رجل في منتصف عشرينياته.


ووجين خرج من الخندق ببطء، وقد تفاجئ بوجود جوون هوان بقرب الباب:


"أه، هل أنت الحارس؟ أنا متأسف فإني قد فتحت الباب ودخلت بسبب فضولي....."





"هل..... هل انت مقاتل؟"


ووجين لم يستطع الإجابة على سؤال جوون هوان لأنه لم يعرف ما كان يقصده جوون هوان، ولكن وقبل أن يستطيع ووجين الرد عليه فإن جوون هوان قد واصل كلامه بسرعة:


"أه، لقد كنت على وشك أن تصيبني بنوبة قلبية. همم حسنا، بما أنك قد دخلت فإنه يجب عليك تسجيل حقيقة أنك قد دخلت إلى الخندق في هذا السجل. بالإضافة لما دخلت إلى ذلك الخندق، فكونك قد استطعت هزيمة الخندق بوحدك فهذا يعني أنك قوي بما فيه الكفاية، لذلك فإنني أتسأل عن سبب دخولك إلى خندق مثل ذلك حيث لا يوجد أي شيء لكسبة هناك؟"


جوون هوان قام بتمرير سجل المقاتلين إلى ووجين، ليقوم ووجين بكتابة اسمه وبعض المعلومات عن نفسه بسرعة قبل أن يعيد السجل إلى جوون هوان.


'لما تعتقد بأنني قد دخلت إلى هناك؟ لقد دخلت إلى هناك لأنني أردت ركوب القطار.'


ووجين لم يستطع إخبار جوون هوان بالحقيقة لأن هذا لن يسبب ل ووجين سوى صداع الرأس، لذلك فأنه اختار البقاء ساكتا والبدأ بالمغادرة.


"أنا سأغادر الأن، هل ما زلت تحتاج شيئا أخر مني؟"


"أه لا بأس بإمكانك المغادرة."


ووجين بدأ بالمغادرة بسرعة، ولكن وقبل أن يقوم بالخروج والعودة إلى سطح الأرض فإنه قد توقف والتفت إلى جوون هوان ليسأله سؤالا مهما:


"هل تعلم ما هو ثمن مقعد في الحافلة حاليا؟"


"ماذا؟"


جوون هوان كان على وشك أن يغمى عليه من شدة الصدمة، فحسب الإشاعات التي سمعها فإن جميع المقاتلين في جميع أنحاء العالم مهما كانوا ضعفاء فإنهم أغنياء بعدة درجات من أي شخص عادي.


**************

الفصل 6: الخندق المغلق (2).


"العالم لقد تغير أكثر مما توقعت."


ووجين تنهد قليلا وهو ينظر إلى المنظر خارج نافذة الحافلة التي قد ركبها. في ثمن تذكرة واحدة للحافلة قد ازداد بدولار واحد وعدد السيارات المتواجد على الطرق قد أصبح قليلًا للغاية.


وفي نفس الوقت فإن التلفاز الموجود في داخل الحافلة كان يبث الأخبار من حول العالم، مركزا بشدة على الخنادق التي تمت هزيمتها.


'لو نجح الهجوم على الخندق فإننا سنكون في أمان لبضعة أيام على الأقل أو لبضعة أشهر كأقصى تقدير، ولكن ولو فشل الهجوم ولم يستطع المقاتلين هزيمته، فإننا لن ندري متى ستنفجر الوحوش خارجة من الخندق'


مذيع الأخبار بدأ بالتكلم عن عدة مواضيع مشابهة لهذه، وأثناء استماعه لهذه الأخبار فإن ووجين بدأ باكتساب عدة معلومات مهمة حول التغير الذي طرأ على الأرض في الفترة التي لم يكن فيها هنا.


'المناطق المحيطة بمحطة قطار قد انتهى أمرها تماما الأن.'


كما قال مذيع الأخبار، فإنه لو فشل الهجوم على خندق ما فإنه وبعد فترة محددة من الوقت، الوحوش التي تبقى عادة في داخل الخندق تنفجر إلى الخارج محطمة جميع الأشياء المحيطة بها قاتلة بذلك ألاف الأشخاص في كل مرة يحدث هذا، ومن شدة خطورة هذه الانفجارات فإن الناس قد بدأوا بالمزاح أنه من الأمن العيش بجانب قنبلة نووية على العيش بالقرب من خندق قد فشل الهجوم عليه.


وبسبب هذه الانفجارات، فإن عدد سكان سييول قد انخفض للغاية مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد السيارات المتواجدة على الطريق، وبسبب هذا فإن الحافلة قد استطاعت الوصول إلى وجهة ووجين بسرعة فائقة.


ووجين نزل من الحافلة، وفور رؤيته للمنظر أمامه فإنه كان على وشك أن يفقد وعيه من شدة الصدمة.


"الم......المنزل........"


منزل ووجين السابق قد اختفى كليا وفي مكانه الأن يوجد مبنى ذو حجم عملاق.


وبعد عدة دقائق من التحديق إلى هذا المبنى العملاق، فإن ووجين قد أدرك بأن هذا ليس مبنى عادي بل مبنى خاص بشركة من نوع ما.


وبينما ووجين كان يواجه صدمة رؤيته لمنزله وهو قد اختفى تماما، فإن حارس المبنى قد لاحظ ووجين، وبعد النظر إلى ملابسه وتعابيره، فإنه قد بدأ بالاتجاه إلى ووجين بنية إبعاده عن هنا.


"هي، أنت ما الذي تفعله بوقوفك هناك؟ ألا تعلم بأن هذا المبنى هو المبنى الخاص بنقابة المطرقة؟"


بعد سماع النبرة التي استخدمها الحارس لمخاطبته، فإن ووجين كان على وشك الانفجار في وجه هذا الحارس، وفقط وباستعمال قوة إرادته الهائلة استطاع ووجين منع نفسه من تحطيم روح هذه الحشرة أمامه.


'هذا ليس عالم ألفرين، هذه هي الأرض، أنا لا يمكنني التصرف هنا كما كنت أتصرف هناك.'





ووجين بدأ بحك رأسه مجددا محاولا إخماد نيران غضبه كليا، وبعد مدة من الوقت فإن ووجين قد نجح في تحقيق هذا ليلتفت إلى الحارس ويسأله:


"ما الذي حدث للناس الذين كانوا يسكنون هنا؟"


"هاه؟"


"الناس الذين كانوا يسكنون هنا قبل أن يتم بناء هذا المبنى."


"وكيف يمكن لي أن أعرف شيئا مثل ذلك............."


الحارس كان على وشك الانفجار غاضبا على ووجين، ولكن وبعد رؤية أعين ووجين فإن أرجله قد بدأت بالارتعاش والخوف قد بدأ يملئ قلبه، وكأنه قد رأى الموت نفسه وهو ينظر إلى أعين ووجين.


"أنا أسف ولكنني لا أستطيع الإجابة على سؤالك، فإن هذا المكان كان مجرد خرابة قبل أن يتم بناء هذا المبنى هنا."


"مجرد خراب؟"


هالة ووجين بدأت تصبح أكثر ظلاما لدرجة أن الحارس قد بدأ بالتراجع مبتعدا عن ووجين من شدة خوفه.


عدد لا يحصى من الأشخاص قد ماتوا قبل خمس سنوات في الحدث الذي يلقبه الجميع انفجار الخنادق حيث ظهرت الخنادق في الأرض لأول مرة. والأكثر من هذا هو أن كل من كان راكبا في قطارا ما في تلك اللحظة أو كان متواجدا تحت الأرض فإن جميعهم قد انتهى بهم الأمر موتى.


بالإضافة إلى أنه لو لم يتم هزيمة خندق ما في غضون شهر من تكونه فإن الوحوش الموجودة في داخله ستخرج إلى الخارج وبسبب هذا فإن عدد الضحايا قد واصل الارتفاع، لدرجة أن الحكومة قد اضطرت إلى اللجوء إلى استخدام عدة صواريخ حربية للقضاء على العديد من الوحوش التي قد سبق وخرجت إلى العالم الخارجي.


"لما أنت متوتر لهذه الدرجة؟ الجميع يعلم بأن هذه المنطقة قد تحولت إلى خراب عندما لم يستطع المقاتلون هزيمة الخندق في غضون الوقت المحدد."


ووجين قد بدأ بمحاولة تهدئة نفسه وتجاهل كلمات الحارس في نفس الوقت.


'اهدأ، اهدأ، هذا ليس بالوقت المناسب لقتل غبي مثله، اهدأ فقط الان. عائلتي مازالت على قيد الحياة، أنا متأكد من هذا.'


بعد عدة دقائق من التنفس بعمق فإن ووجين قد استطاع وأخيرا العودة إلى حالته الهادئة.


"*تنهد* لم تمر سوى خمس سنين هنا، لذلك فإنه مازالت هنالك مختلف الطرق التي يمكنني استخدامها لإيجادهم."


ووجين قام بتهدئة نفسه وبالتفكير في الطرق الممكن له استخدامها لإيجاد عائلته، فمثلا لو اتجه إلى مجلس المدينة فإنه سيستطيع إيجاد أخر عنوان معروف لهم وسيستطيع اكتشاف حقيقة وضعهم الحالي.





'بالإضافة إلى أنني سأحتاج إلى استعادة رقم ضماني الوطني.'


ووجين قد حصل على رقم ضمانه الوطني عندما كان في عامه الثاني من المدرسة الثانوية، ولكن الأن وبعد مرور عشرين سنة بالنسبة له، فانه قد سبق ونسي الرقم تماما. لذلك فإن هدفه الأول حاليا هو العودة إلى مدرسته ليبحث في سجل التلاميذ، ولو كان محظوظا فربما فإنه سيستطيع حتى الحصول على عنوان عائلته الحالي.


بعد إعادة ترتيب أفكاره، فإن ووجين قد أحس بالهدوء وهو يعود إلى مشاعره، فمنذ عدة سنين لم يسبق أن ثارت مشاعره إلى هذه الدرجة.


ووجين قد اكتشف بان الساعة قد تجاوزت السادسة مساءا من الحارس، لذلك فإنه لن يستطيع الذهاب إلى المدرسة وقضاء غرضه اليوم، لذلك فإنه قد بدأ بإعادة ترتيب أولوياته.


'أولا يجب على إيجاد مكان لأنام فيه الليلة و..............'


*زمجرة.*


معدة ووجين بدأت بالزمجرة بشدة من شدة الجوع، وفي نفس الوقت فإن ووجين قام بمد يده إلى جيبه ليمسك بال 20 دولار التي مازال يملك.


وبعد بحثه في الأرجاء قليلا فإن ووجين قد استطاع إيجاد مطعم صغير وقد بدأ بالاتجاه إليه.


************


"تبا ما نوع حساء الأرز هذا الذي قد وصل ثمنه إلى 22 دولارا؟"


ووجين بدأ بالتذمر وهو يملأ معدته بالشعيرية سريعة التحضير وقطعة صغيرة من الأرز، فبعد دخوله إلى المطعم السابق فإنه قد تم طرده بسرعة لعدم امتلاكه المال الكافي لشراء ولو حتى أرخص وجبة لديهم، حساء الأرز.


"تبا لتلك الجدة، فبالرغم من جوعي إلا أنها لم تظهر لي أي درجة من المشاعر."


ووجين واصل التذمر وهو يأكل ما استطاع شراءه بالعشرين دولارا التي كان يملك، وبالرغم من تذمره إلا أن ووجين لم يجد الوجبة التي يأكلها الأن سيئة على الإطلاق، فبالمقارنة بما اضطر إلى أكله في عالم ألفرين فإن هذا شيء لا يقارن بذلك على الإطلاق.


"أه، كل ما تبقى الأن هو مكان أنام فيه الليلة. هممهم، هل حقا على الذهاب إلى مركز الشرطة؟"


ووجين لم يرد الذهاب إلى مركز الشرطة على الإطلاق، وهذا ناتج عن جميع الأشياء التي اقترفها، من قتل عدد لا يحصى من الأبرياء في عالم ألفرين من أجل النجاة إلى استعباد عدد أخر لا يحصى، وبالرغم من أنه كان مدرك تماما أنه حاليا على الأرض وأنه لا يوجد أحد هنا في الأرض يعرف بما قام به في عالم ألفرين إلا أنه لم يستطع إرغام نفسه على الذهاب إليهم،


بالإضافة إلى أنه كان متأكدا أن الشرطة ستسأله مختلف الأسئلة حول اختفائه ومكان تواجده خلال الخمس سنوات الماضية، مما جعل رغبة ووجين في الذهاب إلى مقر الشرطة تصبح أقل فأقل.


وفي النهاية فإن ووجين قد قرر أنه لن يذهب إلى محطة الشرطة على الإطلاق إلا لو لم يكن يملك أي خيار أخر.


*تنهد*


بالرغم من انخفاض سعر الأرض والمنازل في سييول بسبب انتشار الخنادق هنا، إلا أن ووجين واحد من الفقراء لدرجة أنه لا يملك منزلا للنوم فيه الليلة.





ووجين قرر تجاهل هذا الأمر حاليا والدخول إلى متجر عادي، لشراء بعض المشروبات وقطعة واحدة من الحلوى، تاركا إياه لا يملك سوى دولار واحد في جيبه، مبلغ لا يكفي لأي شيء.


ووجين بدأ بمغادرة المتجر وهو محبط بعض الشيء، فمحطات القطار التي كان يستخدمها المتسولون سابقا قد أصبحت محظورة الأن مما قد ترك ووجين بدون أي خيار أخر سوى قضاء الليلة في الخارج. ولكن في اللحظة التي كان ووجين على وشك مغادرة المتجر فيها فإنه قد سمع صوت فتح باب المتجر، وبعد التفاته إلى الباب فإن بسمة هائلة قد ظهرت على وجه ووجين لأن الشخص الذي دخل إلى المتجر هو دو جاي مين.


دو جاي مين، الفتى الذي قام ووجين بإنقاذه من أولئك المتنمرين سابقا.


ووجين قام بالركض مسرعا في اتجاه جاي مين.


"هي، أيها التلميذ."


"نعم؟"


جاي مين التفت إلى مصدر الصوت، وفور رؤيته للشخص القادم في اتجاهه فإن الدم قد هرب من وجهه، بينما بسمة ووجين قد ازدادت كبرا.


"هاها، لقد كنت على وشك الاتصال بك، لكن القدر قد قدر لنا أن نلتقي هنا."


"أه......ولماذا..... تريد فعل ذلك......"


جاي مين بدأ بالتراجع ببطء، بينما ووجين بدأ بإتباعه:


"هل والدك متواجدان حاليا في المنزل؟"





"ولما تسأل بشأن ذلك؟"


جاي مين رد على سؤال ووجين بحذر والخوف يملأ وجهه، بينما ووجين قام بالابتسام قليلا ومواصلة كلامه:


"أنا لدي عدة أشياء لأناقشها معهم، وخصوصا ما حدث لك في المدرسة سابقا."


"والداي قد سبق وفارقا الحياة."


"هاه؟ أه ذلك جيد....... أه لا لا ذلك سيء للغاية، أنا متأسف لسماع ذلك. إذا هل تعيش لوحدك؟"


جاي مين قام بإيماء رأسه والحذر يملأ وجهه.


"إذا أرني الطريق إلى منزلك؟"


"لماذا؟"


"أنا بحاجة لمكان أنام فيه الليلة وأنا أتمنى منك أن تسمح لي بالنوم في منزلك."


جاي مين كان على وشك أن يغمى عليه من شدة الصدمة، فهذا العم أمامه الذي قد سبق وسرق ماله، الأن يحاول الدخول إلى منزله والنوم هناك.


"أه بالطبع أنا لن أطلب منك أن تفعل ذلك مجانا."


ووجين قام بفتح يد جاي مين ووضع الدولار الذي تبقى لديه في يده.


'دولار واحد، وأليس هذا الدولار من المال الذي سرق مني؟'


جاي مين كان على وشك أن يحصل له انهيار عصبي من شدة الصدمة، بينما ووجين واصل الابتسام.


"هاها، لا تقلق فإنني سأحرص على تسديد هذا الدين لك. أه لما هنالك ذبابة هنا؟"


ووجين قام بتلويح يده في الهواء وكأنه يحاول إمساك ذبابة ما، ولكن الصوت الذي صدر من يده وهي تقوم بتحطيم الهواء لصوت لا يمكن لأي بشري عادي إصداره.


لذلك فإن جاي مين لم يملك أي خيار سوى الاتجاه إلى منزله رفقة ووجين والدموع على وشك أن تنفجر من عينيه.


**********

الفصل 7: إلى المنزل (1)


الندم بدأ يأكل قلب جاي مين وهو يقوم بإدخال الرمز السري للمنزل.


'إنه ليس بشخص غريب أليس ذلك؟ بالتأكيد ما قاله لي صحيح وهو لا يملك مكان يستطيع النوم فيه الليلة فقط؟'


ووجين قد سبق وقام بإخبار قصة عدم امتلاكه مكان يستطيع النوم فيه الليلة لجاي مين.


فاعتمادا على قصة ووجين فإنه قد فقد ذاكرته قبل خمس سنين عندما حدث انفجار الخنادق، وقد قام بالهروب إلى جبال جيري، ليلتقي هناك براهب، ويبدأ تعلم الفنون القتالية تحت إمرة ذلك الراهب.


ولكن وقبل بضعة أيام فقط فإن ووجين قد استعاد ذاكرته وقد قرر العودة إلى سييول، وهذا هو سبب تواجده في المدرسة سابقا حيث تكون تلك المدرسة مدرسة ووجين السابقة أيضا.


وبالرغم من غرابة قصة ووجين، إلا أن جاي مين لم يملك الجرأة ليشكك في ووجين بصوت عالي.


'ولكن لو حقا حدث له ذلك فلما لا يذهب إلى مركز الشرطة أليس هذا أفضل بالنسبة له؟'


جاي مين لم يملك الجرأة لقول هذا لووجين، وخصوصًا بعد رؤيته لووجين وهو يلوح يديه في السماء وكأنه يحاول امساك ذبابة ما بعد مرور سيارة شرطة بالقرب منهما.


جاي مين كان خائفا للغاية من لكمات ووجين لدرجة أنه كان يعتقد بانه سيموت على الفور لو أصابته واحدة منها.


'أه لا يهمني ما سيحدث، فلو أراد ايذائي لقام بذلك منذ وقت طويل وما كان لينقذني من أولئك المتنمرين.....'


*تيت، تيت.*


جاي مين قام بإدخال الرمز السري لباب منزله ليدخل ووجين وراءه مباشرة.





"هممم، إن منزلك رائع للغاية يا فتى."


مع انخفاض ثمن الأرض والمنازل، فإن ثمن الإيجار انخفض أيضا، ولكن وبسبب كثرة إنفجارات الخنادق، فإن ثمن الكهرباء والماء والغاز قد ارتفع للغاية.


منزل جاي مين كان كبيرًا بعض الشيء بغرفة نوم واحدة واسعة الحجم ومطبخ وحمام وحتى غرفة للجلوس.





"هاها، يبدوا أن ديني اتجاهك قد إزداد مجددا. هل تمانع لو أخذت حماما الأن؟"





ووجين قام بالتكلم وقبل أن يرد عليه جاي مين فإنه قد سبق واتجه إلى الحمام، وبسرعة فإنه قام بإزالة جميع ملابسه والدخول للاستحمام.


"*تنهد*.... أنا أتسأل إن كانت هذه حقا فكرة جيدة...."


جاي مين بدأ بالتنهد قليلا، فأثناء قدومهما إلى منزله، هو و ووجين قد تحدثا عن مختلف المواضيع، وأثناء حديثهما فإن جاي مين قد استنتج بأن ووجين ليس بشخص سيء، بالرغم من غرابته.


جاي مين بدأ بأكل الشعيرية سريعة التحضير وهو ينتظر خروج ووجين من الحمام، فللأسف ما كان يملكه من مال من أجل العشاء قد تم أخذه من قبل ووجين في ذلك الصباح.


"أه، ذلك كان رائعا، أخذ حمام لأول مرة بعد كل تلك المدة. هي فتى، هل لديك أي ملابس كنت تريد رميها؟"


".... إنتظر قليلا....."


ووجين قام بالخروج من الحمام والانتظار أن يحضر جاي مين له بعض الملابس، وبعد مدة قصيرة من الوقت فإن جاي مين قام بإحضار قميص أبيض عادي وسروال قصير أسود له.





"هل تحتاج إلى ملابس داخلية أيضا؟"


"لا داعي لا داعي، هذه الملابس كافية."


ووجين بدأ بالضحك قليلا ثم قام بارتداء الملابس التي أحضرها جاي مين له بسرعة، ليتجه بعد ذلك إلى الثلاجة المتواجدة في المطبخ ليقوم بفتحها ويسحب منها قارورة من الماء وبدأ بشربها، بينما جاي مين لم يعد يملك الطاقة ليتفاجأ على قلة حياء ووجين.


*تنهد* "أنا يجب على أن أدرس الأن."


"حسنا حسنا. أنا لن أتدخل في دراستك، أه نعم، هل يمكنني إستخدام حاسوبك؟"


لقد سبق وشغلته فلما تسأل رأيي........


".... نعم، أنا لا أحتاجه حاليا......."


جاي مين قام بوضع كتبه الدراسية على الطاولة وبدأ بالدراسة بتركيز هائل، فبعد وفاة والديه، لم يبقى لديه أي أقارب سوى أخته الكبيرة، وحتى هذا المنزل والقدرة على الذهاب إلى المدرسة هي أشياء قد حصل عليها فقط بتضحيات أخته الكبيرة.


جاي مين كان متأكدا أنها مازالت تعمل في ذلك المصنع حتى في هذه الساعة المتأخرة من الليل، لذلك فإنه لم يملك أي شيء لفعله سوى الدراسة بجد ليستطيع أن يخفف من عبئها في المستقبل.


شدة تركيز جاي مين على الدراسة قد فاجأت حتى ووجين.


'هممم، بالرغم من وسامته، إلا أن شخصيته ليست سيئة على الإطلاق بالإضافة إلى أنه يركز على دراسته للغاية.'


ووجين قام بالالتفات من جاي مين إلى الحاسوب أمامه، ليبدأ بالبحث عن الخنادق على الأنترنت، فبالنسبة لووجين، الأنترنت هو أفضل مكان يمكن إستخدامه لكي يعلم ما فاته في الخمس سنين التي مضت.


'همممم، انفجار الخنادق، حدث قبل 5 أعوام في يوم 5 أغسطس؟ نفس اليوم الذي إنتهى بي الأمر فيه في عالم ألفرين.'


اليوم الذي تحولت فيه أنفاق الأرض إلى خنادق هو نفس اليوم الذي إنتهى الأمر بووجين في عالم ألفرين، وهذه ليست بمجرد صدفة ما.


'هذه بالتأكيد ليست مصادفة ما فقط.'


ووجين لم يستطع اكتشاف سبب استدعائه إلى عالم ألفرين، فأثناء الوقت الذي قضاه هناك فإنه لم يملك الوقت للتفكير بشأن أمور مثل هذه، لانه قد قضى كامل وقته وهو يحاول النجاة.


'مقاتلين؟ هممم يبدوا بأنهم بشر يملكون قوى خارقة.'


ووجين كان مصدومًا بعض الشيء بعد اكتشافه حقيقة وجود مقاتلين هنا على الأرض، وامتلاكهم قدرات مختلفة مثل التنقل الأني أو إشعال نيران هائلة من لا شيء وغيرها.


بالإضافة إلى أن بعضهم يملك القدرة على إستعمال الأسلحة السحرية التي يمكن الحصول عليها من الخنادق السحرية.


'يبدوا أنه يوجد بينهم حتى مقاتلون بإمكانهم إستخدام السحر.'


وبسبب تواجد جميع الخنادق السحرية تحت الأرض في الأنفاق وعدة أماكن أخرى، فإن هذا قد منع الحكومات من إستعمال الأسلحة الثقيلة، وبسبب هذا فإن المقاتلين قد أصبحوا أبطال الأرض أثناء قتالهم لهزيمة الخنادق.


وبسبب خاصية الخنادق فإنه لا يمكن للبشر أن يتركوهم وحدهم فقط، فبعد تكون خندق جديد في مكان ما فإنه يبدأ عد تنازلي ويستمر ذلك العد التنازلي لمدة شهر كامل، ولكن لو لم تتم هزيمة الخندق في غضون ذلك الشهر، فإن انفجار الخندق سيحدث، ولو نجح الهجوم فإن الخندق سيتحول من خندق مفعل إلى ما يسمى حاليا بالمنجم.


المنجم وهو ما يستخدمه معظم الناس حاليا لتسمية خندق قد سبق وتمت هزيمته، وفي ذلك الخندق لا تظهر سوى الوحوش العادية، وسبب تسمية هذه الأماكن بالمناجم هو لأنه بإمكان أي شخص أن يجد مختلف الأشياء الثمينة هناك بعد قتله للوحوش العادية.


وهنالك خاصية أخرى للمناجم، حيث يمكن لخندق جديد أن يظهر في موقعها، حيث يتحول خندق قد سبق وتمت هزيمته إلى خندق مفعل من جديد ويبدأ عده التنازلي مرة أخرى، وهذا الأمر يحدث كل بضعة أيام على أقل تقدير أو كل بضعة أشهر على أقصى تقدير، وبسبب هذا فإن الحكومة تقوم بتعيين حرس لحراسة كل منجم ليستطيعوا التفاعل في أقصر مدة ممكنة فور تحول المنجم إلى خندق مفعل من جديد.


بينما انفجار الخنادق هي الحادثة الشنيعة حيث يقوم الخندق بالانفجار والوحوش في داخله تخرج إلى العالم، وهذا يحدث إن لم يستطع أحد ما هزيمة الخندق في غضون شهر واحد من تكونه.


الخندق الذي دخل إليه ووجين سابقا هو خندق قد سبق وتمت هزيمته وأنه تحول إلى منجم عادي، ولكن وبسبب ضعف الوحوش الموجودة فيه وعدم تواجد أي شيء ذي قيمة ما في داخله فإنه قد تم التخلي عنه ووضع حارس لمراقبة متى سيتكون خندق جديد في مكان ذلك المنجم.


ووجين إنتهى من البحث حول المناجم ليبدأ بالبحث عن نقابة المطرقة، النقابة التي قامت ببناء مبناها في المكان الذي تواجد فيه منزله سابقا.





جاي مين قد قرر الإرتياح قليلًا من الدراسة، وبعد التفاته إلى ووجين فإن أعينه قد امتلأت بالصدمة بعد رؤية ما كان يبحث عنه ووجين:


"أيها العم، هل تعلم بشأن نقابة المطرقة؟"


"ماذا؟ أنا لست عمك، نادني فقط بهيونغ. هممهم هل تعرف بشأن هذه النقابة؟"


"بالطبع أعرف، فإنها واحدة من أقوى ثلاث نقابات في كوريا."


أعين جاي مين بدأت باللمعان وهو يتكلم عن نقابة المطرقة. نقابة المطرقة، نقابة هوارانغ، ونقابة أب هي أقوى ثلاث نقابات في كامل كوريا الجنوبة.


"هل هم نوع ما من الشركات؟"


"أممم ليس تماما، في بادئ الأمر النقابات تكونت كمكان يتجمع فيه المقاتلين، ولكنها الأن قد أصبحت شبيهة نوعا ما بالشركات؟"


جاي مين بدأ بحك رّأسه وهو يحاول أن يجد الكلمات المناسبة ليشرح بها الأمر للووجين.


"أه نعم، فمثلا بالنسبة للمقاتلين فإن النقابة حيث يتجمعون فيها، وبالنسبة لأشخاص عاديين مثلنا فإنها شركة. وبالنسبة لي فإنها شركة أحلامي، حيث لا يمكنك العمل هناك إلا لو امتلكت مقومات عالية للغاية."


سبب دراسة جاي مين بجد لهذه الدرجة هو لأنه أراد الانضمام إلى واحد من النقابات الثلاث العظمة في كوريا، فالفوائد التي سيحصل عليها من العمل هناك لمذهلة للغاية، وحتى الدخل السنوي لعامل هناك يفوق دخل أي شخص أخر بعدة أضعاف. فلو إستطاع الانضمام إلى واحدة من تلك الشركات فإنه سيستطيع أن يرد كل ما قدمته أخته له وسيستطيع أن يسمح لها بالاستراحة من عملها الشاق.


"همممم، إذا ذلك هو هدفك؟"


ووجين بدأ بالابتسام بعض الشيء بعد رؤية نظرة التصميم على وجه جاي مين، وبعد مدة قصيرة من الوقت فإن ووجين بدأ بالتكلم من جديد:


"بالمناسبة، ألن يقوم أولئك المتنمرين بإزعاجك غدا؟"


تعابير جاي مين أصبحت سيئة للغاية عند سماع كلمات ووجين، فإعتمادا على شخصية أولئك الأوغاد فإن حياته المدرسية ستصبح جحيما بدئا من الغد.


بعد رؤية التعابير على وجهه فإن البسمة قد إختفت من على ووجين تعابيره قد أصبحت جادة بعض الشيء:


"أنا يجب على الذهاب إلى المدرسة غدا من أجل حل بعض المشاكل الخاصة، لذلك لنذهب معا غدا وسوف أحرص على حل مشاكلك المدرسية."


"همممم، حسنا........"


القلق بدأ يعود إلى قلب جاي مين بعد رؤيته للتعابير على وجه ووجين.


***********

الفصل 8: إلى المنزل (2).


"أنت ما زلت على قيد الحياة يا ووجين؟!"


معلم ووجين السابق كان مصدوما للغاية بعد ظهور ووجين أمامه، فبعدما حدث أثناء حادثة انفجار الخنادق منذ خمس سنوات فإن العديد من الناس قد فقدوا حياتهم، والجميع كان قد اعتقد بان ووجين واحد منهم.


وبالرغم من صدمة المعلم، إلا أن ووجين لم يشعر بأي تغير في مشاعره، فبالنسبة له فإنه قد سبق ومر عشرون عام منذ أن رأى معلمه.


معلم ووجين بدأ بالبحث في سجل التلاميذ وبعد مدة فإنه قام بالحصول على ملف ووجين الخاص.


"أه لقد وجدت الرقم الخاص بعائلتك."


*رنين، رنين*


المعلم قام بالاتصال مباشرة، ليواصل الهاتف الرنين لمدة طويلة.


بينما ووجين قد بدأ بالتفكير في مختلف الاشياء.


هل سأسمع صوت أمي؟ هل تغير رقم هاتفهم؟ بينما كانت هذه الأفكار تدور في عقل ووجين فإن الرنين قد انتهى وامرأة قد ردت على الهاتف.


[نعم؟]


معلم ووجين قد سمع صوت امرأة في منتصف عمرها، وقام بتغيير نبرة صوته إلى نبرة صوت أكثر احتراما.


"أه مرحبا، أنا اسمي هو سونغ وو، أنا معلم في مدرسة ميدو الثانوية."


[ماذا؟ مدرسة ميدو الثانوية؟]


الصوت من الجهة الأخرى للهاتف قد بدأ بالارتجاف وفي نفس الوقت فإن ووجين بدأ بالإحساس بأن هذا الصوت لمشابه للغاية لما يذكره من صوت أمه، بينما قلبه قد بدأ بالخفقان بشدة.





"نعم، هل أنتي السيدة ليي سونغ هيونغ؟"


[نعم، أنا هي ليي سونغ هيونغ. لقد قلت بأنك معلم في مدرسة ميدو الثانوية؟ تلك هي المدرسة التي ارتادها ابني الأكبر..........]


قلب ووجين كان على وشك التوقف من شدة المشاعر بعد سماع صوت أمه لأول مرة وبعد مرور عشرين سنة كاملة، فالألم الذي يحس به الأن أكبر من أي ألم قد سبق وذاقه في عالم ألفرين، حتى ألم تحطم كل عظمة في جسده لا يقارن بالألم الذي يحس به الأن.


ووجين اتجه إلى معلمه وقام بأخذ الهاتف من يده بسرعة قبل أن يبدأ بالتكلم.


"أمي.............."


[.........]


بالرغم من أنه لم يسمع أي كلمة أخرى من الهاتف، إلا أن ووجين قد استطاع تفهم ما هي درجة انصدام أمه بعد سماع صوته.


"أمي، أنا ووجين."


بالنسبة لووجين فإن قول كلمة أمي لأصعب من أي شيء قام به في عالم ألفرين، وفقط باستخدام قوة إرادته الهائلة إستطاع ووجين أن يكتم الدموع من الانهمار من عينيه. وفي نفس الوقت فإنه قد بدأ بسماع صوت بكاء حاد من الجهة الأخرى للهاتف.


[ووجين؟ هل أنت حقا حبيبي ووجين؟ هل أنت حقا ووجين؟]


صوت بكاء أمه كان على وشك أن يدفع ووجين إلى البكاء، لكنه لم يقدر على السماح لنفسه بالقيام بشيء مثل ذلك أمام معلمه، لذلك فإنه قد تحمل مشاعره وأجاب ببضع كلمات فقط.


"لقد عدت......."


[.................]


صوت البكاء من الجهة الأخرى للهاتف قد ازداد بشدة.


"أين أنت حاليا؟ سوف أتي إليك حالا."


[لا، أنا سوف أتي إليك فورا، لذلك لا تتحرك ولا حتى إنش واحدا من مكانك.]


بعد سماع تلك الكلمات فإن ووجين قام بإيماء رأسه وأعاد الهاتف إلى معلمه.


*تنهد. *


ووجين قام بالتنهد بشدة ليعود إلى الجلوس على كرسيه وفي نفس الوقت فإن مشاعره قد عادت إلى هدوءها التام مثل السابق، بينما معلمه قد واصل التحدث مع والدته لبعض الوقت لينهي الاتصال بعد عدة دقائق من التكلم.





"والدتك ستصل إلى هنا في غضون ساعة أو ساعتين."


"أه، شكرا لك."


"لا داعي للشكر فأنا لم أقم بأي شيء، والأكثر من هذا أنا سعيد على نجاتك."


"أه، شكرا لك من جديد. أه هل تمانع لو أخذت جولة حول المدرسة؟"


"أه لا بأس، افعل ما تريد.."


ووجين لم يرد الانتظار في غرفة الأساتذة لساعتين كاملتين لذلك فإنه اتجه إلى الخارج ليتجول في المدرسة قليلا.


"يجب على أن أذهب وأرى جاي مين."


ووجين بدأ بالاتجاه إلى فصل جاي مين، وفي نفس الوقت فإن جميع التلاميذ كانوا عائدين إلى فصولهم كون فترة الاستراحة قد انتهت، وفي كل مرة يمر ووجين بشخص ما فإنهم يبدأوا بالتهامس حوله، وخصوصا بشأن ملابسه التي تشبه ملابس النوم.


"أه، إنه وسيم نوعا ما ألا تظنين ذلك؟"


"نعم نعم، بالإضافة إلى أنني قد سمعت من معلمنا بأنه خريج سابق من مدرستنا"


الفتيات بدأن التهامس بشأن جسد ووجين الذي يشبه وكأنه قد تم نحته من الحديد، بينما الذكور قد بدأوا بإهانته سرا:


"أه ما نوع تلك الملابس؟ ألا يملك حتى المال الكافي لشراء ملابس جيدة."


"أه، أظن أنه فقير لدرجة أنه لا يملك المال حتى لشراء ملابس عادية......"


بينما ووجين قام بتجاهل جميع كلماتهم وكأنه لم يسمعها على الإطلاق، ليصل بسرعة إلى فصل جاي مين.


"هي، جاي مين."


ووجين قام بالاقتراب من جاي مين الذي كان محاطا من قبل مجموعة أخرى من المتنمرين، لتلتفت إليه تلك المجموعة الجديدة من المتنمرين ويبدوا بالتحديق فيه.


"هي من أنت أيها الغبي؟"


"هي جاي مين، هل كنت خائفا من عقابك لدرجة أنك اضطررت إلى طلب المساعدة من أخيك الأكبر؟"


المتنمرون السبعة قاموا بإحاطة ووجين والتكلم إليه بتعالي، بينما الغضب قد بدأ يشتعل في داخل ووجين من جديد.


"حسنا إذا، جميع من يحب التنمر ليتبعني إلى سطح المدرسة."


ووجين ابتسم قليلا ثم قام بالالتفات والاتجاه إلى سطح المدرسة رفقة جاي مين بعد ترك تلك الكلمات ورائه.


بينما المتنمرين قد بدأوا بملاحقتهما بعد مرور بعض الوقت بسرعة.


"هي، اليوم سوف نقوم بتهذيب ذلك الغبي جاي مين، هي أنت اذهب ونادي التلاميذ الأخرين من الفصول الأخرى."


سوون هيوك بدأ بملاحقة المتنمرين الأخرين بسرعة بعد رؤية أن عددهم قد فاق العشرين، وفي نفس الوقت فإنه قد بدأ يحاول نسيان ما حدث البارحة.


'البارحة قد كنت متهورا وسمحت لذلك المتسول الغبي بإصابتي في مناطقي الحساسة. اليوم سنعلمه درسا بهذه المجموعة.'


المتنمرون الذين قارب عددهم العشرون قد وصلوا إلى سطح المدرسة في أن واحد.





*****************


"واحد."


صوت قاسي للغاية صدر من فم ووجين


"نحن."


المتنمرين كانوا متجمعين في صف واحد على الارض وهم يقومون بتمارين الضغط.


"اثنان."


"أتباع جاي مين."


المتنمرون الخمسة وعشرون كانوا مجتمعين في صف واحد وهم يقومون بممارسة تمارين الضغط على الأرض تحت أمرة ووجين. وحتى جاي مين الذي رأى كل شيء من البداية لم يستطع استيعاب ما حدث تماما.


'ما الذي علمه ذلك الراهب بحق السماء.'


جاي مين قد بدأ باستعادة رباطة جأشه قليلا، ولكن هذا لم يقلل من الصدمة التي مازالت تملأ قلبه، ففي أقل من دقيقة، جميع المتنمرين قد تمت هزيمتهم من قبل ووجين.


وقبل أن يستطيع جاي مين استيعاب ذلك فإن ووجين قد بدأ بإرغامهم على ممارسة تمارين الضغط وتكرير عبارة


نحن أتباع جاي مين مرارا وتكرارا.


"حسنا، ذلك يكفي، جميعكم تجمعوا أمامي هنا."


ووجين بدأ بالابتسام وهو يرى المتنمرين يقتربون منه بخوف شديد، فبسبب كونه حاليا على الأرض فإنه قد قرر العفو عنهم، فلو كان هذا عالم ألفرين فلكان ووجين قد سبق وقتلهم وانتهى منهم.


"ما الذي يوجد في يدي الأن؟"


ووجين بدأ بمخاطبة المتنمرين بنبرة صوت حادة.


"إنه ......... أنبوب حديدي."


"نعم، هذا أنبوب حديدي. ومن أحضر هذا إلى هنا حقا غبي للغاية."


واحد من المتنمرين قد قام بإحضار أنبوب حديدي معه نية أن يقوم باستعماله في تأديب ووجين وجاي مين.


لذلك فإن ووجين قام بالإمساك بالأنبوب الحديدي بكلتا يديه ليبدأ بلويه في جميع الجهات وكأنه قطعة العجينة.


وكأن ذلك لم يكن كافيا، فإن ووجين قام بالإمساك بالأنبوب من كلا الطرفين وبدأ بالشد.


*بوووووووووووووووووم.*


تحت قوة ووجين الهائلة، فإن الأنبوب الحديدي لم يستطع تحمل الضغط وقد انقطع إلى قطعتين، بينما المتنمرون قد أصابهم خوف شديد لدرجة أنه كان على وشك أن يغمى عليهم بعد رؤية هذا.


ووجين قام بتجاهل نظرات الرعب التي كان يتلقاها من قبل المتنمرين حوله، ليضع يده حول كتف جاي مين وبدأ بالتكلم من جديد.


"أنتم لن تزعجوا جاي مين من جديد؟"


"لن نزعجه.... نحن لن نزعجه على الإطلاق، بل إننا لن نقترب منه حتى."





ووجين بدأ بإيماء رأسه:


"ولا تقوموا بعزله عنكم، أنتم مازلتم يافعي السن، لذلك فإنه من الأفضل لكم أن تصنعوا أكبر عدد ممكن من الأصدقاء."


"نعم، نعم أنت محقا تماما."


"إذا اغربوا عن وجهي وعودوا إلى فصولكم."


بعد سماع كلمات ووجين فإن المتنمرين قد تنهدوا وبدأوا بمغادرة السطح بسرعة فائقة، بينما جاي مين قد أصبح وجهه أسود تماما.


"وكيف يمكنني الأن الحضور إلى المدرسة بعد هذا......"


الإشاعات بشأن ما حدث هنا ستنشر بلا ريب، وهذا سيجعل جاي مين معزولا أكثر من قبل. ولكن ووجين قد ابتسم وكأنه لا يبالي:


"ألم تقل بأنك تريد الدراسة فقط؟ إذا بهذه الطريقة فإنه لن يتجرأ أي شخص أخر على إزعاجك."


جاي مين بدأ بالضحك على سخافته، فكما قال ووجين، فإن هدفه الحالي هو الدراسة فقط، لذلك فإنه لا يهتم إن كان يستطيع الحصول على أصدقاء أو لا.


ووجين قام بالابتسام مجددا قبل أن يواصل كلامه:


"لقد استطعت الاتصال بوالدتي، لذلك فإنني سأقدر على رد مالك قريبا."


"أه لا داعي لفعل ذلك....."


"لا أنا لن أقبل برفضك، فأنا أدفع جميع ديوني."


ووجين قد توقف عن التكلم وهو يجهز نفسه للقاء والدته بعد عشرين سنة من الفراق بالنسبة له، بينما جاي مين قد أنتظر رنين جرس بداية الدرس ليستطيع العودة إلى فصله.


"أه، ولا تقلق فإنني سأرد معروفك لي البارحة بالسماح لي بالنوم في منزلك، فأنا متأكد أنه ليس من السهل السماح لشخص غريب بالنوم معك في منزلك."


"هاها، لا داعي للشكر، فأنت أيضا يا هيونغ قد ساعدتني سابقا، وحتى أنك قد ساعدتني اليوم أيضا."





جاي مين ابتسم قليلا، فبالرغم من كل شيء فإن ووجين قد ساعده حقا اليوم، فعلى الٍأرجح من اليوم فصاعدا فإنه لن يتجرأ أي متنمر على الاقتراب منه.


"لا داعي للشكر، فمن الطبيعي لي أن أساعدك كوني الهيونغ الخاص بك أليس كذلك؟ أه بالمناسبة، فور حصولي على هاتف نقال فإنني سأتصل بك، ولو تجرأ أولئك الأغبياء على الاقتراب منك مجددا فاتصل بي أنت."


ووجين قام بسحب قطعة ورقية صغيرة من جيبه وإظهارها لجاي مين.


'أه، إنه مازال يملكها.'


جاي مين بدأ بالابتسام بغرابة بعض الشيء، لأن الرقم الموجود على تلك القطعة الورقية رقم مزيف وليس رقمه الحقيقي.


"أه حسنا إذا، أه بالمناسبة، مبارك على لقائك بوالدتك مجددا يا هيونغ."


"هاها، شكرا لك، وأنت احرص على الدراسة بجد لتحقيق هدفك."


بعد مبادلة الحديث لبضعة دقائق فإن جرس المدرسة بدأ الرنين معلنًا نهاية حديثهما.


جاي مين قام بالانحناء لووجين ليشكره مرة أخرى على مساعدته ويقوم بالمغادرة عائدا إلى فصله.


بينما ووجين بقي على السطح وبسمة هادئة على وجهه وهو ينظر إلى السماء، وربما قد حدث هذا بسبب انخفاض عدد السيارات في سييول إلا أن السماء الأن قد أصبحت أكثر صفاء مما كانت في ذاكرة ووجين.


ووجين بقي واقفا على سطح المدرسة لعدة دقائق أخرى قبل أن يرى سيارة مأجورة تقف أمام المدرسة لتنزل منها امرأة في منتصف أربعينياتها وتبدأ بالاتجاه إلى المدرسة بعجلة هائلة.


"أمي........."


ووجين التفت مغادرا السطح وبدأ بالاتجاه إلى غرفة الأساتذة.


********

الفصل 9: يجب علي كسب بعض المال.


"ووجين، أنت حقا ابني ووجين."


أمه قامت بالقفز عليه فور رؤيتها له وبدأت بعناقه بكامل قوتها، بينما الدموع بدأت بالانهمار من عيناها، فبعد 5 سنوات من الفراق، ابنها الأكبر قد عاد أخيرا.


"أين كنت طوال هذه الخمس سنين؟"


"إنها قصة طويلة سأخبرك بها لا حقا. بالمناسبة أين هم أفراد العائلة الأخرين؟ لقد ذهبت إلى مكان منزلنا السابق وقد وجدت انه قد اختفى."


"سوواه حاليا في المدرسة الابتدائية، بينما والدك......."


أمه قد بدأت بالتكلم لكن الحزن قد هزمها لتبدأ بالبكاء بشدة من جديد، بينما ووجين قد أحس بأنه هنالك خطب ما، ليبدأ قلبه بالخفقان بشدة.


"أه لا داعي لترغمي نفسك على التكلم الأن، فأولا دعينا نذهب إلى المنزل."


"أه، حسنا، نعم، لنذهب إلى المنزل."


أمه قامت بالإمساك بيد ووجين وكأنها كانت خائفة بأنه سيختفي لو لم تمسك به، وبعد ركوبهما الحافلة معا، فإن والدته قد بدأ بالتكلم عن وضعهم الحالي.


والد ووجين كان على متن قطار أثناء وقوع حادثة انفجار الخنادق منذ خمس سنين، لذلك فإنه قد فقد حياته رفقة ألاف الأشخاص الأخرين، وفي النهاية فإنهم لم يستطيعوا حتى إيجاد جثته.


وبعد ذلك فإن والدته قد بدأت بالعيش وحدها والاهتمام في نفس الوقت بسوواه.


فبعد فقدان زوجها ورجل العائلة، فإن ابنها الأكبر قد اختفى في الوقت ذاته، لذلك فإنها قد اضطرت إلى الاهتمام بأخته لوحدها، بالإضافة إلى أنهم كانوا مجرد عائلة عادية قبل حدوث حادثة انفجار الخنادق ولم يملكوا الكثير المال، لذلك فإنه وبعد حدوث تلك الحادثة، فإنه لم يبقى لديهم أي شيء سوى منزلهم، ولكن وللأسف فإن ثمن المنازل قد أصبح منخفضا للغاية بعد حصول تلك الحادثة وظهور الخنادق في الأرض، بالإضافة إلى أن والدته كانت مجرد ربة بيت طوال حياتها، لذلك فإنها لم تكن مؤهلة للحصول على عمل جيد.


ولكن الأمور لم تنتهي هناك، بل وبعد مدة قصيرة، فإن أخته الصغرى قد سقطت بسبب المرض، لتبدأ فاتورة المشفى الضغط على أمه أكثر، وبعد سماع كل هذا فإن ووجين قد أدرك تماما نوع المشقة التي مرت من خلالها أمه في الخمس سنين التي مضت.


"أه، لا تقلق بشأني يا ابني، فأنا سعيدة للغاية كونك ما زلت على قيد الحياة."





الحافلة واصلت السير لمدة ساعة أخرى قبل أن يصلوا إلى الحي الذي كانوا يسكنون فيه سابقا، لكن أمه لم توقف الحافلة هناك، بل واصلوا التقدم قليلا إلى أن وصلوا إلى حي قديم بعيد قليلا عن حيهم السابق.


"لقد انتقلنا إلى هذا المكان أنا وسوواه منتظرين عودتك أنت ووالدك."


فبالرغم مما قاله الجميع بشأن كون والده وهو قد فارقا الحياة، إلا أن أمه لم تصدق ذلك، وواصلت التصديق بأن واحد على الأقل منهما مازال على قيد الحياة وأنه سيعود يوما ما.


والدة ووجين بدأت بالسير مرشدة ووجين لطريق المنزل لتتجاوز بعض الشوارع لتصل إلى شقة مكونة من غرفة واحدة صغيرة، بالإضافة إلى أنه كان يوجد هنالك عدة صناديق في داخل الغرفة جاعلًا الغرفة صغيرة المساحة.





"أبقى هنا، فإنني سوف أذهب لإحضار سوواه من المدرسة."


بعد إدخال ووجين إلى الغرفة فإن والدته غادرت بسرعة لتذهب وتحضر أخته الصغرى.


ووجين بدأ بالنظر في الغرفة وليبدأ بفتح الصناديق ليرى ما في داخلها.


"أه..........."


ووجين كان مصدوما للغاية بعد رؤية ما كان يوجد في تلك الصناديق، فتلك الصناديق كانت مليئة بأغراضه السابقة التي كان يملكها هنا، وحتى بعض الألعاب من صغره قد قامت أمه بالاحتفاظ بها، بينما بعض الصناديق الأخرى فكانت مليئة بملابس والده، ووجين كان مدركا تماما للسبب الذي جعل أمه تحتفظ بجميع هذه الأغراض، وخصوصا وبعد مرور جميع هذه السنين.


وفور ما انتهى ووجين من النظر إلى ما تحتويه جميع الصناديق فإن أمه قد عادت وفي رفقتها طفلة صغيرة ذات بشرة بيضاء وشعر أسود طويل.


الرضيعة الصغيرة التي كان يتذكرها ووجين قد كبرت الأن وأصبحت طفلة ذات ملامح لطيفة.


"سوواه، هذا هو أخوك الأكبر، قومي بتحيته."


"أ....أخي الأكبر؟"


سوواه قامت بالاختباء خلف ملابس أمها وهي تنظر إلى ووجين، بينما ووجين ابتسم وهو ينظر إلى أخته الصغيرة.





"سوواه، هيا اذهبي لتلعبي مع أخيك الأكبر بينما تقوم أمك بتجهيز بعض الطعام اللذيذ."


"هاه؟ ألا تحتاجين الذهاب إلى المطعم اليوم أمي؟"


"بالطبع، اليوم هو يوم راحتي."


والدة ووجين قامت بالابتسام وإرسال سوواه في اتجاه ووجين لتذهب وتبدأ تحضير الغذاء بسرعة فائقة، بينما سوواه قد أصبحت سعيدة للغاية بعد رؤية أن أمها قد بدأت بطبخ بعض اللحم، ومن تعابيرها فإن ووجين قد أدرك أنها لم تحظى بفرصة لتناول اللحم سوى قليلا.


وبعد مدة قصيرة فإن والدته قد انتهت من تحضير الطعام، ليبدأوا جميعا بتناول الطعام بسرعة، بينما والدته لم تأكل شيئا واختارت أن تواصل النظر إلى ابنها وهو يأكل والحنان يملأ عيناها.


بعد الانتهاء من الطعام فإن سوواه قد بدأت باللعب قليلا مع ووجين والبدأ بمناداته 'أخي الأكبر' مما جعل ووجين يدرك بأن أخته الصغرى لم تحظى بأي اهتمام بسبب فقدانها لوالدها في عمر صغير وبسبب انشغال والدتها في العمل، لذلك فإنها سعيدة للغاية الأن بظهور شخص أخر من الممكن أن يظهر لها بعض الاهتمام.


"إذا يا أختي الصغيرة، أنتي دائما ما تلعبين وحدك بعد العودة من المدرسة؟"


"نعم، أمي دائما ما تتعب نفسها لذلك فإنه يجب على أن أحسن التصرف وألعب وحدي."


ووجين ابتسم قليلا وهو يلعب مع أخته الصغيرة وبدأ بحك رأسها قليلا.


"لا لا، يجب عليك أن تقوم بحك رأس ميمي وليس رأسي."


"أه، حسنا."


ووجين بدأ بحك رأس لعبة سوواه والبسمة على وجهه. ووجين واصل اللعب مع سوواه لعدة ساعات بينما أمه واصلت مشاهدتهما من الجانب والبسمة على وجهها، فبالرغم من أنها قد عانت الكثير أثناء الخمس سنين الماضية إلا أنها قد شعرت بأنه لم يكن الامر بذلك السوء إن كانت قادرة على استرجاع ابنها الأن.





أمه كانت تشاهدهما يلعبان مع بعضهما البعض، عندما بدأ هاتفها بالرنين، لتقوم أمه بالخروج من الغرفة للرد عليه:


[أين أنتي؟ كيف يمكن لكي أن تغادري أثناء ساعات العمل؟ عودي حالا.]


"اليوم مهم جدا بالنسبة لي، هل يمكنني أخذ اليوم إجازة؟"


[هي، أيها السيدة نحن مجرد مطعم صغير، لذلك فإننا لا نستطيع تحمل مغادرة شخص من طاقمنا، لذلك إن لم تودي أن يتم طردك فعودي الأن حالا إلى المطعم.]


باستعمال حواسه الخارقة، فإن ووجين كان قادرا على سماع محادثة أمه بكل سهولة، وفي نفس الوقت فإنه قد استطاع استنتاج وضع والدته الحالي.


والدته عادت بسرعة إلى الغرفة وبدأت بمخاطبة سوواه وتعبير تأسف على وجهها:


"سوواه، هل يمكنك البقاء هنا مع أخيك الأكبر بينما أذهب إلى العمل؟"


"حاضر، سوف أفعل ما تريدين، بالإضافة إلى أنني أريد اللعب مع أخي الأكبر."


والدة ووجين ابتسمت قليلا قبل أن تلتفت إلى ووجين:


"أنا أسف بشأن هذا يا ووجين."


ووجين ابتسم قليلا ورد عليها:


"لا داعي للقلق بشأني."


"أه حسنا، إذا سوف أعود."


بعد مغادرة أمه، فإن سوواه بدأت البكاء بشدة:


"أأأأأه، أمي دائما مشغولة، ولا تلعب أبدا مع سوواه. أنا دائما وحيدة."


ووجين قام بالإمساك بأخته الصغيرة وعناقها بقوة:


"أه، لا داعي للبكاء الأن يا سوواه، فإن أخوك الأكبر قد عاد الأن."


"وكيف من الممكن أن تكون أخي الأكبر؟ فأنا لم أرك من قبل."


"هاهاها، أنا حقا أخوك الأكبر، ألا تذكرين عندما كنت أغير حفاظاتك؟"


"سوواه لا تحتاج إلى الحفاظات الأن."


سوواه قامت بنفخ خديها والالتفات عن ووجين، ولكن الأمر الجيد هو أنها قد توقفت عن البكاء، وبعد مدة من الصمت فإن ووجين قد بدأ باللعب مرة أخر مع سوواه.


وقت العشاء قد سبق ووصل ولكن أمه مازالت لم تعد، لذلك فإن ووجين قد بدأ بطبخ العشاء.


ووجين بدأ بتجهيز العشاء باستعمال المكونات التي كانت أمه قد سبق واستعملتها، لينتهي من تحضير عشاء بسيط مكون من بعض الأرز والبيض ويبدأ هو وسوواه بالأكل. لتعود أمه بعد بضع ساعات من ذلك في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءا.


"أنا أسف على تأخري، غدا احرص على أن تحصل على هاتف نقال."


والدته لم تستطع الاتصال به، لذلك فإنها قد قررت أن تشتري هاتفا من اجله.


بعد الانتهاء من التحدث، فإن الثلاثة قاموا بالاستلقاء على الأرض من أجل النوم، ولكن وبسبب صغر الغرفة، فإنهم لم يملكوا المساحة الكافية إلا للاستلقاء وهم قريبين للغاية من بعضهم البعض، وبالرغم من نوم سوواه بسرعة، إلا أن ووجين ووالدته قد بقيا مستيقظان وهما ينظران إلى بعضهما البعض.


"أنا سعيدة كونك قد عدت إلي."


بعد قولها تلك الكلمات فإن والدته قد التفت إلى الجانب الأخر ليأخذها النوم، بينما ووجين فإنه لم يستطع النوم على الإطلاق تلك الليلة وظل مستيقظا طوال الليل.


'هذا سيء للغاية.'


ووجين قد بدأ يشعر أنه على وشك الانفجار من شدة الاختناق، ولكن وبصعوبة فإنه استطاع البقاء مستيقظا حتى الصباح.





وفور شروق الشمس فإن والدته وسوواه قد استيقظتا بسرعة، كون سوواه يجب عليها الذهاب إلى المدرسة، بينما والدته يجب عليها الذهاب إلى العمل.


"ووجين، اذهب إلى مكتب المدينة للحصول على رقم ضمانك الوطني، وتذكر ما قلته لك، احرص على أن تشتري هاتفا نقالا، بالمناسبة لا تذهب إلى أي مكان أخر فأنا قلقة عليك، ولو شعرت بالجوع فتعال إلى مطعم سونغ مي المتواجد في الحي المجاور."


"حسنا، وكما قلت لا يوجد داعي للقلق."


بعد مغادرة والدته وأخته الصغرى، فإن مزاج ووجين قد أصبح سيئا للغاية.


اليوم يجب عليه فعل عدة أشياء، فأولا يجب عليه أن يحصل على رقم ضمانه الوطني، ثم يجب عليه تغيير الملفات بشأن كونه مفقود.


وبسبب حقيقة أنه قد تم استدعائه في عامه الثالث من المدرسة الثانوية فإنه لم يتخرج حتى الأن. وبما أنه لم يرد أن يبقى عاطل عن العمل فإنه يجب عليه الحصول على عمل ما.


'يجب علي كسب المال.'


ووجين قد شعر بألم شديد بعد رؤيته لحالة والدته وأخته الحالية، لذلك فإنه أراد أن يجني المال وبسرعة كونه المسؤول عن العائلة الأن.


'طريقة لجني الكثير من المال في وقت صغير..........'


ووجين بدأ بالتفكير في جميع الخيارات أمامه ليقع اختياره على واحد.


'المقاتلين....... يبدوا أنه سيجب على العودة إلى سابق عهدي.'





ووجين بدأ بالابتسام وهو يضحك على نفسه، فالخيار الوحيد أمامه الأن هو أن يعود إلى ما كان عليه في عالم ألفرين، أن يعود إلى كونه الوحش الخالد.....


ووجين قام بأخذ 40 دولار التي تركتها أمه له ومغادرة المنزل بعد ارتداء بعض من ملابسه القديمة بسرعة.


ووجين قام بالاتجاه إلى مكتب المدينة والحصول على رقم ضمانه الوطني، وليقوم بنفس الوقت بتغيير حالته من مفقود، وفتح حساب في البنك تحت اسمه، وبعد فعله كل هذا فإن ووجين اتجه إلى محل للهواتف.


"أيها الزبون العزيز، هذا أحدث هاتف لدينا، إنه جيد للغاية لدرجة أنه حتى المقاتلون يقومون باستخدامه."


تحت نصيحة بائع الهواتف، فإن ووجين قام بشراء هاتف ذكي ومغادرة المحل بعد ذلك.


بعد الحصول على بطاقة من أجل هاتفه فإن ووجين قام بتشغيل هاتفه وإرسال رسالة عاجلة إلى والدته.


[أنا لدي صديق يسكن بالقرب من منزلنا، لذلك فإنني سأنام معه بينما أستعد لأخذ الامتحان المدرسي للحصول على شهادتي.]


فور تسلم والدته تلك الرسالة فإنها قامت بالاتصال به بسرعة، ممَّ جعل ووجين يضطر إلى التكلم معها لمدة طويلة قبل أن يقدر على إقناعها بأنه لن يقع له أي شيء وسوف يعود إلى المنزل بعد حصوله على شهادته المدرسية.


"*تنهد* يبدوا أن ديني تجاه جاي مين سيزداد مجددا، ولكنني سوف أحرص على مكافئته على كل هذا."


ووجين قرر أن منزل جاي مين هو أفضل مكان لينام فيه قبل أن يقوم بشراء منزل أكبر من أجل عائلته، لذلك فإن ووجين قام بسحب الورقة الصغيرة وإدخال ذلك الرقم في هاتفه والاتصال به، وبعد الرنين لبعض الوقت، شخص قام بالرد على الهاتف:


[مرحبا، هذه وكالة دونغ جين، كيف يمكنني خدمتك؟]


ووجين قام بتفقد الرقم الذي اتصل به معتقدا أنه قد حدث خطأ ما ولكن مهما قام بالاتصال من مرة فإن الاتصال دائما ما يصل إلى نفس الوكالة.


"هل دو جاي مين متواجد هناك؟"


[لا، للأسف لا يوجد هنا أي شخص بذلك الاسم]


ووجين قام بإنهاء المكالمة وبدأ بحك رأسه بقوة:


"ما الذي حدث؟ هل خدعني ذلك الفتى؟"


*****************

الفصل 10: إلى الخندق.


ووجين بدأ بالابتسام وهو ينظر إلى هاتفه:


"هذا رائع حقا."


على ما يبدوا فإن جاي مين قد قام بإعطائه رقم هاتف خاطئ...


وبما أن ووجين يعلم أين يسكن جاي مين فإنه لم يكن قلقا بشأن هذا، بل على العكس فالأن قد وجد حجة ليستخدمها لكي يستطيع الحصول على ليلة نوم مجانية مع جاي مين.


بعد تفكيره بشأن ما يجب عليه فعله، ووجين بدأ بالاتجاه إلى منزل جاي مين.


**********


*"تنهد"*


جاي مين بدأ بالتنهد بعد رؤيته لجميع التلاميذ وهم ينظرون بعيدا منه وكأنه وحش، فبالرغم من أن المتنمرين لم يقتربوا منه بعد الحادثة، إلا أن جميع التلاميذ في المدرسة قد بدأوا بتجنبه ما عدى شخص واحد.


بينما جاي مين كان يأكل غذائه على الطاولة وحده، قام شخص بوضع غذائه بجانبه.


"هي، لقد سمعت بأن أخاك الأكبر قد هزم جميع المتنمرين، هل هو حقا أخوك؟"


جاي مين بدأ بالتنهد مرة أخرى، عندما رأى ليي سوول غي وهي تجلس بجانبه، فبالرغم من المشاعر التي يكنها لها وجمالها إلا أنه قد قام بإبعاد نفسه عنها لكي يستطيع التركيز على الدراسة، فبالنسبة له الدراسة حاليا أهم من أي شيء أخر.


"لا داعي لذكر ذلك الموضوع."


"هيهي، إذا هو ليس بأخيك الأكبر، إذا هل هو ابن عمك؟"


جاي مين قد تأكد شكه، فمن مظهر الموضوع الشائعات قد سبق وانتشرت حول ما حدث، وقبل أن يستطيع جاي مين شرح علاقته مع ووجين فإن ليي سوول غي قامت بالابتسام ومواصلة كلامها:


"هيهي، يبدوا أنك لست وسيما فقط، بل لديك أشخاص يحمون ظهرك أيضا. بالمناسبة أنا متأكدة أن سوون هيوك لن يزعجنا بعد هذا."





رغبة جاي مين في الدراسة لم تكن السبب الوحيد الذي جعله يبتعد عن ليي سوول غي، بل كونها الفتاة التي يحبها سوون هيوك قد كان سببا أخر في حدوث ذلك، ولكن بعد حدوث ما حدث وانتشار الشائعات بشأن علاقته مع ووجين فإنه قد فقد واحدا من الأسباب التي قد جعلته يبتعد عنها.


جاي مين بدأ بمواصلة تناول طعامه، لتسأله ليي سوول غي سؤالا صادما بالنسبة له:


"جاي مين، هل تحبني؟"


جاي مين كان على وشك أن يصاب بنوبة قلبية من شدة الصدمة. لما هذه الفتاة مهتمة فيه لهذه الدرجة؟


ليي سوول غي قامت بنفخ خديها والمواصلة بغضب قليل:


"ماذا؟ ألست جميلة بما فيه الكفاية؟"


بالطبع أنتي جميلة للغاية، ولكن وللأسف فإن جاي مين لم يستطع قول هذه الكلمات بسبب انه جبان.





"أه أنا لا أعرف، دعينا نأكل في هدوء فقط."


'الدراسة أولا، بعد حصولي على عمل ما فإنه سيكون بإمكاني مواعدتها، ولكن الأن يجب علي التركيز على الدراسة'


جاي مين بدأ بخلق مختلف الأعذار لجبنه لتنتهي استراحة الغذاء.


بقية اليوم بعد ذلك قد مر بسرعة فائقة، لينتهي اليوم المدرسي ويبدأ جاي مين بالمغادرة لتلقي دروسه الخصوصية.


*رنين*





"أه، مرحبا يا أختي."


جاي مين قام بالرد على هاتفه والبدأ بمحادثة أخته الكبرى، دو جيوون.


[هل كل شيء بخير؟]


"أه، نعم كل شيء بخير، أه نعم بالمناسبة لقد التقيت بعم غريب منذ بضعة أيام، لقد قال بأنه خريج من مدرستي منذ خمس سنين وأن اسمه كانغ ووجين. هل تعرفينه؟"


أخت جاي مين قد تخرجت من نفس مدرسته قبل خمس سنين، في نفس الوقت الذي كان يدرس فيه ووجين في تلك المدرسة.


[ووجين؟ أليس ذلك هو الفتى الذي اختفى قبل حدوث حادثة انفجار الخنادق....]


وعلى ما يبدوا فإن دو جيوون قد تذكرت ووجين، ولكن هذا ليس بسبب كونها تعرفه شخصيا، بل بسبب كونه قد اختفى فجأة أثناء عامه الدراسي الأخير.


"إه، إذا أنتي تعرفينه يا نونا، المهم سوف أخبرك بكل ما حدث عندما تعودين إلى المنزل في عطلة الأسبوع هذه."


[حسنا إلى اللقاء يا جاي مين، ففترة استراحة أختك قد انتهت.]


بداية من عامها الثالث في المدرسة الثانوية، فإن أخته قد سبق وبدأت العمل في المصنع المجاور من أجل تغطية نفقات دراسته وعيشه، وأخته هي السبب الوحيد الذي يجعل جاي مين يدرس بكامل جهده، فهدفه وحلمه الوحيد في الحياة هو أن يرد جميل أخته له.


"أه، ذلك الووجين قد ظل يردد بأنه سيرد لي مالي ولكنه في النهاية قد اختفى فقط دون أن يفعل ذلك."


جاي مين بدا بالضحك بعد تفكيره بشأن ووجين، فبالرغم من غرابته إلا أنه ليس بشخص سيئ على الإطلاق في عينا جاي مين، وبالرغم من أنه كان مرعبا للغاية عندما قام بهزيمة المتنمرين، إلا أنه واحد من الأشخاص القلائل الذين أظهروا بعض اللطف تجاه جاي مين.


وبالرغم من أن ووجين قد ظل يكرر القول بأنه سيرد له هذا الدين، إلا أنه وفي النهاية قد اختفى بدون أن يفعل ذلك، وهذا أمر قد جعل جاي مين يضحك بشدة.


*تيت، تيت*


بعد انتهاء دروسه الخاصة، فإن جاي مين قد بدأ بجر جسده عائدًا إلى منزله، ولكن وفور وصوله فإنه كان على وشك أن يغمى عليه.


فأمام باب منزله كانت هنالك أحذية لم يراها من قبل، وعندما دخل إلى داخل المنزل فإنه قد وجد شخص مستلقيا على سريره.


"أه، لقد عدت يا جاي مين؟"


"هيونغ، كيف استطعت الدخول؟ الباب محمي بكلمة سر...."


"أه، لقد حفظت كلمة سرك عندما نمت معك هنا سابقا......"


"هذا..... ألا تعلم بأن هذا تعدي على أملاك خاصة....."


"أه، ولكنني قد حاولت الاتصال بك، وللأسف فإن شخصا أخر قد رد على الهاتف.."


"أه..... ذلك......."


جاي مين قد بدأ يشعر بالذنب لذلك فإنه لم يجد ما يقوله، ففي السابق قد اعتقد بأن ووجين شخص سيء لذلك فإنه قد قام بإعطائه رقم مزيفا......





"أيها الوغد، هل تعتقد بأنني سأؤذيك، تعال واجلس هنا، فأنا لدي شيء أريد سؤالك بشأنه."


جاي مين قام بإتباع أمر ووجين والجلوس على الكرسي أمام السرير، ولو رأى شخص ما هذا المنظر لكان ليعتقد بأن ووجين هو صاحب المنزل وليس جاي مين.


ووجين بدأ بأكل برتقالة قد حصل عليها من ثلاجة جاي مين، ليبدأ بالتكلم:


"لقد قلت سابقا بأن المقاتلين يكسبون الكثير من المال؟"


"نعم، فأغلب المقاتلين أغنى من أي شخص عادي بكثير."


"لقد قرأت بأنه هنالك الكثير من النقابات والتحالفات والانتماءات، بالإضافة إلى أنني قد قرأت أن الخنادق مغلقة للعامة، وأنها تستعمل لجني المال، اشرح لي كيف."


جاي مين بدأ بحك رأسه من شدة غرابة السؤال:


"ولما تسأل هذا يا هيونغ؟"


"لأنني أريد مهاجمة خندق ما."


"ماذا؟ أأنت واحد من المقاتلين؟"


جاي مين قام بالسؤال متفاجئا، وليستعيد رباطة جأشه فورا بعد تذكره ما حدث من هزيمة ووجين لخمس وعشرين متنمر في أقل من دقيقة إلى تحطيمه أنبوب حديدي بيديه فقط، وليدرك جاي مين بأنه ومن بادئ الأمر ووجين لم يتعلم أي فنون قتالية في جبل جيري، بل هو مجرد مقاتل مثل الأخرين.


"أنا بحاجة إلى بعض المعلومات قبل أن أقوم بذلك، لذلك أخبرني بما تعرفه."


"أذا كنت تريد الدخول إلى خندق ما، فأولا يجب عليك تسجيل نفسك كمقاتل في المقر الرئيسي لاتحاد المقاتلين."


ووجين بدأ بالاستماع إلى شرح جاي مين وهو يأكل برتقالة أخرى:


"إذا كل ما على فعله هو تسجيل نفسي كمقاتل لدى اتحاد المقاتلين وسيمكنني كسب الكثير من المال عن طريق مهاجمة الخنادق؟"


"لا ليس بتلك الطريقة، فإن مهاجمة خندق لوحدك لأمر خطير للغاية، لذلك فإنه من الأفضل الانضمام إلى نقابة من النقابات، وإن لم ترد هذا فإنه بإمكانك الحصول على عمل في مقر اتحاد المقاتلين."


"لقد سمعت بأنه يجب عليك أخذ اختبار للانضمام إلى نقابة ما؟ أنا لا أملك الوقت لانتظار رجوع نتائج ذلك الاختبار. أما بالنسبة لاتحاد المقاتلين، فإنهم يتقاضون أجرهم شهريا أليس كذلك؟ أنا لا أستطيع انتظار شهر كامل قبل أن أتلقى أجري."


جاي مين بدأ بحك رأسه بعد سماع جواب ووجين:


"إذا على الأقل فإنه يجب عليك تشكيل فريق مع مقاتلين أخرين، فإن لم تعلم الخنادق خطيرة للغاية. أوه، ألم تقل بأنك قد اشتريت هاتفا نقالا، إذا فإنه يجب عليك تحميل هذا التطبيق."


"تطبيق؟"


ووجين لم يعتد بعد على جميع التطورات التي حدثت أثناء غيابه، لذلك فإنه قام بإعطاء هاتفه لجاي مين ليحمل التطبيق الذي تحدث عنه.


"أوه، هذا هو هاتف إم جي 1. يا إلهي الناس مازالوا يستخدمون هذا النوع من الهواتف؟ هل كان هذا الهاتف ملكا لوالدتك أم ماذا؟"


"ماذا؟ أليس هذا أحدث نوع من الهواتف؟"


"ماذا؟ هذا الهاتف كان من أحدث الهواتف منذ 4 سنين. هل من الممكن أنك قد اشتريته بعد أن تم إخبارك بانه نوع جديد؟"


بعد سماع كلمات جاي مين، فإن ووجين قد أدرك بانه قد تم خداعة، وفي نفس الوقت فإن نية قتله قد بدأت بالظهور من جديد.


'بائع الهواتف اللعين، فقط انتظرني فإنني سأصفي حسابي معك قريبا'


ووجين كان على وشك الانفجار من الغضب، ففي عالم ألفرين ما كانت لتتجرأ حتى الاله على خداعة، ولكن الأن بائع هواتف لعين قد تجرأ على فعل ذلك.





"أه، هذا الهاتف بطيء للغاية. أه المهم، هذا هو تطبيق الخنادق، فسابقا هذا كان تطبيق محطات القطار، ولكن اتحاد المقاتلين قام بشراء التطبيق وتحويله إلى تطبيق الخنادق، حيث يمكنك الأن معرفة أي شيء تريده بشأن أي خندق."


جاي مين قام بإعادة الهاتف لووجين، ليرى ووجين بأن هنالك عدة خصائص في هذا التطبيق، مثل خاصية تمكنك من تشكيل فريقك الخاص إلى إظهار الخنادق التي كانت على وشك أن تفنجر وغيرها.


"بعد تسجيلك كمقاتل في اتحاد المقاتلين، فإنه سيمكنك استخدام رقمك التسلسلي لفتح خصائص أخرى في هذا التطبيق."


"هممهم."


ووجين بدأ بالنظر إلى خصائص التطبيق قبل أن يواصل أسئلته:


"إذا كل ما على فعله هو استخدام هذا التطبيق والبحث عن خنادق على وشك الانفجار ومهاجمتها، أليس كذلك؟"





"لقد سمعت أنه من الأمن أكثر أن تهاجم منجما."


بعد النظر إلى التطبيق، فإن ووجين استطاع إيجاد خاصية أخرى تظهر أماكن تواجد جميع الخنادق التي قد تحولت إلى مناجم، بالإضافة إلى خرائط خاصة بذلك المنجم توضح مكان تواجد حجر العودة في ذلك الخندق ونوع الوحوش التي تظهر في ذلك الخندق ومستوى قوتها.


المشكلة هي أنه يجب عليه أن يدفع مبلغا محددا من المال لكي يستطيع الدخول إلى المنجم، بالإضافة إلى أنه يجب عليه دفع حصة مما يحصل عليه إلى الشخص الذي قام بهزيمة ذلك الخندق وتحويله إلى منجم، وحصة أخرى إلى اتحاد المقاتلين.





ولكن هذا لم يهم ووجين كثيرا، فكونه لم يستعد كامل قوته السابقة بعد، فأنه قد بدأ بالتفكير أنه من الأمن أكثر الدخول إلى منجم قد سبق وتمت هزيمته، مما يترك مشكلة وحيدة، وهي الحصول على مال الدخول، فبالنسبة للووجين ذلك المبلغ ليس بصغير على الإطلاق.


"إذا لدخول خندق يمكنني كسب فيه مبلغ جيد من المال فإنه سيتوجب علي دفع 100 ألف وون للدخول؟"


(ملاحظة: 100 ألف وون تساوي تقريبا 100 دولار أمريكي.)


"نعم، ذلك صحيح."


بالرغم من تواجد عدة خنادق بثمن دخول أكثر من هذا، إلا أن أرخصها هو هذا الخندق.


ووجين بدأ التفكير بشأن ما يجب عليه فعله، فمثلا بإمكانه الدخول إلى خندق على وشك الانفجار لتحقيق نسبة هائلة من الأموال في أن واحد، أو يمكنه الدخول إلى منجم عادي والحصول على مال أقل.


بعد التفكير بشأن هذه المسألة فإن ووجين قد سبق واتخذ قراره، فكونه الأن يملك عائلة تعتمد عليه قد جعله يمتنع من فعل أي شيء خطير قبل أن يسترجع على الأقل جزءا من قوته السابقة.


وهذا الأن يتركه مع مشكلة المال الذي يجب عليه دفعه للدخول......


ووجين التفت إلى جاي مين وبدأ بالابتسام:


"هي، جاي مين، ألا تستطيع إعارتي بعض المال."


".............."


بعد سماع كلمات ووجين، فإن قلب جاي مين قد توقف عن الخفقان بضع ثواني، وفي نفس الوقت قد بدأ بالإحساس بأنه قد وقع في فخ لن يستطيع الخروج منه طوال حياته.


********


الفصل العاشر والأخير لليوم.


أتمنى أن تكون الرواية قد حازت على إعجابكم.

ألقاكم غدًا بإذن الله

















رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
ناروتو شيبودن الحلقة 128 | naruto shippuden 128 | رواية النينجا العاصف (مترجمة بالعربي)| mαĐĄm ҒŨЙҝỸҰ♥ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 10-08-2009 02:46 PM


الساعة الآن 03:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011