عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-06-2017, 12:02 PM
 
ماضي ، حاضري~بديلتي



أيام سالفة...أناديها، فتهجرني دون رحمة ..

لحظات سابقة...ألاحقها فتتجاهلني دون اكتراث...

أبي، أمي...

وهباني الحياة و ودعاها حين سعادتي !

فهل لي السعادة بعدهما..؟!

ذلك وهم ..لا صحة له..

-------
-------



كنت معها دوما ...
كانت معي دائماً...

هيَ أختٌ لا بل صديقة ..

عندما أرغب بالبسمة أجدها جواري و عندما أذرف الدموع أجد دموعها تنزل قبلي ...

تلك هي من تبادلت حياتي معها ..!

تلك هي..

"فينيسيا"


---------
----------


أذكر للآن تلك البداية لتحطيمي

فتاةٌ فقدت والديها أصبحتُ بعد ذلك الحادثِ المريع..

في تلك الساعات التي كنتُ بها أرسم آمال السعادة ، منتظرةً وصولنا للريف

والدي يوجه حدقتيه للأمام و ذراعيه ملتصقتان بالمقود الجلدي ، بينما يحادث أمي ..

لآخر جملٍ و حوار ..!

" آزابلانكا ، من هنا أشم رائحة أوَّلِ لقاءٍ لنا..أتذكرين؟"

أمي..بدى صوتُ أمي...
نغمة الفرح ممزوجةً بالمرح ، و هي تطلق عنان لسانها الساخر من زوجها الموقر الذي بدأ محادثة الماضي بلكنة فارهة: بالطبع ، تقصد عندما سقطت من شجرة التوت الأحمر لشدة ذهولك لجمالي الساحر ..كيف لي أن أنسى أنفك المحمر ، فهو أوَّلُ ما رأيت.

إعتراضٌ تجلَّى في تقطيبة خفيفة على ملامح والدي ، هذا الرجل الذي مازال يحتفظ بسيماءِ شبابه قال لها : كفِّ عن سرد القصة من طرفك فقط عزيزتي ...لقد فاجأتني فقط بصرختك المرعوبة من دجاجة الحظيرة التي خرجت عن السيطرة .

كنتُ أصغي بصمت ...
واضعة ذراعي تحت ذقني ناظرة لما حولي من طبيعة خضراء أبدعها الباري من خلال النافذة المفتوحة التي تقود النسيم لمداعبة قسماتي و شعري الأرجواني الداكن الذي ورثته من والدتي...

لها جمالٌ أخاذ يأسر القلوب ..هذه الطبيعة ...

سلبني التركيز جملة مغتاضة وجهتها أمي لزوجها ..الذي يكون أبي : ماذا ..؟..تقصد أني لم أكن جميلة عندما رأيتني؟!

كنتُ مستغربة...
لمَ هذا الطبع الطفولي يظهر فجأة بينهما ، و مع ذلك...

لوالدي أسلوبه الذي يقلب موازين الأمور..بل المشاعر : عزيزتي ، لم أقصد ذلك... لكنني أراك أصبحتِ أكثر جمالا بعدما امتلكتك .. لذا لا أقيسك بما مضى..

حمرة أمي..خجل أمي، و بهاءً ظهر من محياها جر والدي للإبتسامة...

كانت فخرا بنصره، أم فرحاً لابتهاجها ...لا أعلم...

صمت هو ما حصل ، بها نظراتٍ مكشوفة بينهما ...

لذا وجهت جسدي ليستقر خلفهما بالوسط حتى أتمكن من ملامسة كتفيهما بذراعي التي مددتهما : أتمنى..أنكما لم تنسيا أن ابنتكما جالسة في الخلف عزيزَي.

قالت والدتي: ذكرياتٌ نتصفح ساعاتها، و أنتٍ ستمرين بمثلها يا ابنتي ...عندها ستسردين قصة أول لقاء لك مع زوجك لأطفالك .

تظاهرت بشهقة لأقل بعدها مخفية خجلي الذي اكابره : ليس عدلاً ..لديك ابنة واحدة و تطلبين مني أن انجب اطفالاً عدة..!

ضحكنا ،
نحن الثلاثة...
آخر ضحكة، آخر قهقهة ، آخر بسمة ظاهرة ...

بعدها
ظهرت تلك الشاحنة ..

لم أعرف إلا نور المصباح الأمامي الذي غشى نواظرنا ...

جملة أمي المخاطبة للسائق الذي حاول الابتعاد : ليفاند، انتبه.

بعدها ، ساد الظلام ...!!!

------------
------------


فتحت عيناي ، وجهت بؤبؤتاي السوداوان نحو مجاورتي ...

لم تكن أمي، لم يكن أبي ...

و لم يكن شخصٌ مجهول !

صديقتي ..كانت ..

بأعينٍ حمراء متورمة ..

نطقتُ اسمها بهدوء.. لتفزع هي آتيةً قرب رأسي : كالين..

احتظنتي بدفء ، بل بقوة لأنطق أنا: مؤلم!
ابتعدت من فورها...

جلست تنظر لي بحنانٍ فاق عادتها ...

لأسئلها أنا بخوف: والدَي ، أين هما؟!

لقد ..بكت..

بكائها ، إجابتي ...

عضضتُ شفتي ،حتى تلامست بسائل قانٍ خرج ..

أظنه يسمى الدم !
كنت بهذا أقاوم شهقاتي ..

لكنها خرجت...ثم خرجت ، حتى اضطر الطبيب لإسكاتي بإبرةٍ مهدئة...

و هل لمصابي هدوء ؟!

-------------
-------------

أنا الآن ...في منزل فينيسيا

عائلتها ، عائلتي ...

ابتسامتها ، فرحتي..
فأنا لا قدرة لي على الإبتهاج !


لكنها أنسي ،أنيستي ...

لقد تكفَّلت عائلة فينيسيا بنقلي لهم كليًّاً ..
و لا مشكلة كبيرة و أنا قد تعديت الثامنة عشرة منذ عام ..

و لم أتصوَّر أن أكون بهذا بديلتها...

مضت الأيام حتى عدت أستطيع تصنع المرح و أفتعل الفوضى في المنزل العائلي الجديد...

آثار الرضوض اختفت و كسر يدي قد شفي ...

و انطوت صفحات الماضي مع ختم اليتم الذي ما زال يختم كل يوم ...

أنا و هي ...

صعدنا بشقاءٍ على سطح المنزل ، تلك عادة الطفولة التي لا نستطيع تجاهلها...

هذا السقف و سقف مشابه كان لي ...
كان محطتنا السرية غالباً...

كانت تضع رأسها على كتفي ، مسدلة جفنيها برخاء يكتم على حدقتيها العسليتان

قالت لي : اتعرفين ؟.. أشعر أنكِ أنا كالين.

قلتُ أنا و كفي تمرِّر نفسها على خصلاتها الناعمة الشقراء: لستُ بروعتك ، أنت صديقةٌ رائعة .

اعتدلت فينيسيا بجلستها تنتظرني بمفاهيم دون كلمات ..

ثم نهضت تحوم حولي ، تدور و تدور : أنا لستُ ملاكا كالين ، لكنني أفضل من قد تواجهينهم في حياتك ، بل لن تجدي أفضل مني.

أبديت نوعا من الإستهزاء رافعةً كتفي : يا التواضع .

كانت لحظاتٌ عادية لولا ما حصل...

عندما وقفت على الحافة ، و فجأة ظهر صوت صراخ أخيها الصغير الذي أتانا لينادينا للغداء ...

عندها ، اختل التوازن من جسدِ صديقتي ...

لأصرخ أنا دون وعي...

ذهبت لدى موقفها أتفحصُ ما حصل ...

تلك العينان الشابحتان نحوي، و ذلك الثوب القطني المطرز مملوء بالدماء ..

شعرها الاشقر يسيل من ثناياه ذلك الدم ...
شفتيها مفتوحتان قليلاً..

و روحها مغادرة...!!!

منذ ذلك الحين ، أنا بديلتها ...

مكانها، أسرتها ...كلها أصبحت لي ..و مجاورة والدي أنا
..كمنت حقيقة لها هي..!

بينما سِيد بات يداوى إثر صدمته...

أنَّهُ قاتل أخته...

قاتلٌ قتلَ دون وعي..

--------------
------------


أتمنى أن تنال الحكاية إعجابكم
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-08-2017, 01:22 AM
 
حجز
__________________


(استغفر الله عدد ما كان و عدد ما يكون و عدد الحركات و السكون)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-08-2017, 11:16 AM
 
[COLOR="Mintcream"][/COLOR]




أوه يا إلهي قصتك مؤثرة بالفعل!
تسلسل جيد للافكار لولا انني وقعت في حيرة من أمري في المنصف ربما لأنني لم أعتد قراءة القصص القصيرة بل الروايات.
كأنهما تبادلتا الأدوار ،العائلات،وحتى المواقع!
يال سخرية القدر والديها ومن ثم صديقتها! ذهبوا لنفس المكان مكان لا رجعة منه!

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 07-08-2017 الساعة 09:29 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-08-2017, 03:27 PM
 
[COLOR="Mintcream"][/COLOR]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك فتاتي
اولا منورة القسم بحروفك البهية
صدقا قصة اكثر من رائعة
عنوانك جذبني للغاية احسنتي الاختيار بالرغم من ضغوطاتي ولكن عنوانك فلح في جعلي ارا حروفك وحروفك افلحت في جعلي اكتب حروفي
ارايتي؟؟؟؟؟
انت مذهلةة حقا
وصف مذهل سرد هادئ وحزين
شعرت وكاني معهما
الصراحة انا فقدت صديقتي بطريقة مشابهه للكاتباه بقصتك بس بدل اخاها ضعيني انا
قصتك جعلتني فعلا اشعر بها ولا ارايا بكيت
اشتقت لها بحق
تبا لي ولحماقتي
عذرا طلعت من الموضوع
القصة رائعة بحق ماتا والدها جلست مع اسرة صديقتها ماتت صديقتها يالا سخرية القدر
فعلا جعلتنا جزء من قصتك جعلتنا نشعر وباننا داخل احداث القصة
احسنتي
ينقصك تصميم لتبح قصتك متكاملة
في امان الله
__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen


التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 07-08-2017 الساعة 09:33 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-18-2017, 02:38 AM
 
جميل
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايتي ~ هل ابقى في سراب الذكريات ... ام اعيش حاضري ؟!.. Jomanh senpaii أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-18-2015 05:28 AM
هل تخيلتي ان الموت جميل ! ، آجمل مافي آلموت ... βỉg Dяєαм نور الإسلام - 0 03-02-2012 01:43 PM
هل تخيلتي نفسك و أنت ...؟؟؟ سارة بوبة مواضيع عامة 0 10-20-2009 10:05 PM
هل ماضي الرجل يؤثر عليه و مهم مثل ماضي المرأة...؟ سيف الإسلام حوارات و نقاشات جاده 16 06-21-2009 05:14 AM
حبك ماضي العوضي محاولاتك الشعرية 13 02-28-2008 01:20 AM


الساعة الآن 07:06 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011