عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-22-2017, 07:55 PM
 
بسحر عينيه تاهت افكاري وعلى الحانه ذاب قلبي/مكتملة

[frame="7 80"]
مرحبا أعضاء المنتدى
انا جبتلكم رواية منقولة
للكاتبة smile rania
نبدأ

المقدمة
عنــدما تتوالى الأحداث كالبــرق

تجري حياتنا كxxxxب الســاعة
تتوقف حيـاتنا إذا تعطلت xxxxبها
و لكنها تعود...
تعود عندما نبحث عن العُطل
لكننا ننعجز عن إيصــلاحه
فالرياح تجري كما لا تشتهي السفن
فنتمنى أن نبحر بعالم خيالي نبحث
عن الفانوس السحري ليلبي المارد
أمنياتنا إلا أنها محظ أوهــام
فالقلوب تضطرب بشدة
نبحث عن حب بين أيدينا
حب في قلوب حـــائرة
فهــناك من يــدمر ويحصل على كل شيء
بــقلـــب جــــــــــــــــاف !
قلبـــاً مهـــنته تحــــطيم القلـــوب بلذة
فــــتـــمر التساؤولات ..
عن قلب بـارداً .. جــاف .. مغطى بلؤلؤ خذاع
و تقتحم الحيرة حياتنا عندما
تــــمر أنامل قاسية لتعزف أجمل الألحـــان
تعزف برقة لتروي القلوب بـــماء الحـــــب
فنشك مما تسمعهُ أذنينا !
نشك أن تلك الألحان وردت من قلباً جليدي !
هل يحتمل ان تكون البيانو لساناً لنـــا ؟ !
أ يعقل أن نحكي تفاصيل حياتنا على اداة موسيقية !
و هـــل ستبقى الحيـــاة جافة طويلاً ..؟ !
أم أن نســمات الهواء العلـــيلة
قد تـــمر بحلاوت مرحهـــا فتصدم بتيار دانيال العنيف
تيـــــــــــــــــار يثير جنــــــــونها !
فتتحد معهُ بعنف .. تقاوم بإرادة قـوية
فتوقفها جليد قلبه البارد
فتهرول سلين باحثة عن الأمان فتجده كالظل الذي يرافقها
الضيق ... الخوف ... الغضب .. الوحدة ..
تتلاشى بلحظات
عندما تتأمل من يعشق حلمــها
من ينثر بقلمه اسطر من ذهب !
يتدفق الامان إلى قلبها فور ان تقترب منه
لتجده يحتويها بالدفئ المطل من عينيه الامعة
قد تكون القلوب الدافئة هي ما نبحث عنه ..
ومن الصعب ان تبقى القلوب دافئة دوماً
إذا تدفق الحب إليها شيء فشيء
فتتدفق الدماء بالعروق كشلال مياه عذب
و تتغير مسار الحياة فتهب نسمات هواء عليلة
لتنمو وردته النادرة
ام أن وردة روك النادرة هي ملكاً لعــازف البيانو ! ؟
فتصبح وردة نادرة مهددة بالأنقراض !!
تتساقط الشلالات من أعالي الجبال
شلال يعزف اجمل المقطوعات
و الآخر ينثر اسطر من الذهب
فبأي شلال ستمر نسمات سلين لتقرر أخيرا
البقاء معه
معه و إلى الابد ..




بسحر عينيه تاهت أفكاري وعلى ألحانه ذاب قلبي


[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-22-2017, 08:07 PM
 
[frame="7 80"]الهدوء و الذكاء الكبرياء والغرور الغرابة و القوة الغموض والتحطيم المقطوعات و الموسيقى ......الابتسامة والأمل السعادة و التواضع المرح
والمخاطرة النــثر والكتابة ....الرومنسية و الابتسامة المساعدة و الذكاء النثر والحب المسالمة والود
ربما لكل واحد منهم نصيب من هذه الكلمات دانيال ..سلين.. روك





الكبرياء لا يجلب إلا البغض و خاصة بتواجد الغموض ومع شخص مثل دانيال لا يملك إلا التحطيم ترتسم لوحة الغموض السوداء محذرة من الأقتراب من ذاك الشخص وإلا رفع
الكرت الأحمر فيعلن إنتهاء المبارزة بخسارتك !..و التواضع عمل جميل وبوجود الابتسامة وبعض المرح مع سلين ترتسم لوحة فنية رائعة ممتزجة بالألوان البهية راسمة ألوان
القوس قزح الذي يدخل إلينا البهجة والسعادة فنتمنى أن لا يغيب مع ظهور الشمس ونتمنى أيضاً أن نقترب نحوه ونلعب معه لنسعد أكثر بجماله المدهش ! ...والحب الصافي قد يبعث
الأمان ومن منا لا يريد الحب والأمان في هذا الوقت وخاصة إذا كان الشخص نقياً و مليء بالدفء كروك فأنت ترى منظره الخارجي و لم تدخل يوما لتقتحم أحشاء قلبه لتعلم
ما به من أسرار لأن ذلك وبكل بساطة أشبه بالمستــحيل !..


الـــبارت الأول
.............................

~ أمـــــــــــــيري ~
.............................

.. ..آه اطلقت تـنهيدتها معلنة السعادة مع الهدوء الذي يعم أرجاء القاعة الخالية من الطلاب رسمت ابتسامتها الحالمة بعد أن صنعت خريطة وهمية (خريطة مستقبلها المهني )
حدقت بالقاعة الخالية من الطلاب ! و سارت نحو إحدى نوافد القاعة لتفتحها استمتعت بمنظر الطلاب والطالبات بالأسفل بساحة الجامعة ثم اخرجت رأسها من النافدة سامحة لرياح
بأن تعبث بشعرها الأسود الحرير ضايقتها خصلات شعرها على عينيها السوداوتان فرفعت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى الوراء متخيلة مستقبلها ككاتبة المشوار طويل فهذه
سنتها الاولى بالجامعة ابتعدت عن النافدة و بدون شعور صاحت معبرة عن فرحتها وهي تدور حول مقعدها بصراخ وسعادة ممبالغ بها .. ليقطع جوها صوت صديقتها الآتي
من على باب قاعة المحاضرات
- سلين ..إلى متى سنظل على هذا الحال ..؟ نغادر آخر الطلاب دوماً
صوت صديقتها قطعها من جوها الخيالي فضحكت بسعادة وهي ترد على صديقتها الواضح عليها الغضب من نبرة صوتها
- كفاك كاثرين قدري مشاعري أنا سعيدة صاحت بمرح سعيدة سعـــــــــــــــــــــيدة سعيــــــــــــــــــدة سـعيـ..
قطعتها هذه المرة بتوبيخ أكبر
- يكفي يكفي ..لست أول من يلتحق بكلية الآداب اكملت برجاء متسائلة سلين لقد مرة أسبوع منذُ دخولنا الكلية متى ستصدقين؟

ضيقت عينيها بعد أن عقدت حاجبيها بغير اقتناع من حديث كاثرين جلست على مقعدها و ارتكأت على ظهر الكرسي ردت بعدها قائلة

- وما ذنبي لا زلت لا اصدق بأني التحقت بالجامعة... اكملت بحماس كاثرين هذا يعني تحقيق الحلم !
تاففت بتذمر بعد سماعها للحديث المعتاد من سلين فقالت موجهة اللؤم لنفسها
- كل الذنب علي كان يجب أن أدعك وحيدة و أغادر الجامعة
ضحكت بمرح و هي تقف من على الكرسي جمعت أغراضها في الحقيبة بعانية و سارت مقتربة من كاثرين قائلة بثقة ممزوجة ببعض المرح
- اوه صديقتي كاثرين لن تفعل هذا بي.. .بل أنا متأكدة من ذلك غمزت مكملة بضحكة عفوية أليس كذلك ؟
- امم نعم لكن إذا تأخرت دقيقة أخرى سأفسخ عقد صداقتنا فوراً وبدون تفكير
انفجرت ضاحكة بعد أن أكملت جملتها المليئة بالمزاح مبتسمة لسلين التي لم تتوقف عن الضحك وما هي إلا دقائق فقط حتى أختفى صدى ضحكاتهم بقاعة المحاضرات
فور مغادرتهم للجامعة بأكملها ...

سارت بالطريق بجوار كاثرين مع ازدحام الطلاب وتعاليقهم فالبعض يمدح دكتوره والبعض يلقي الشتائم عليه كعادة كل طالب جامعة يخرج من محاضرته
شردت بالطريق بكلام الطلاب الشبه واضح إلى السمع فقطع شرودها صوت كاثرين حيث سألتها بتردد من جوابها المتعصب بخصوص هذا الموضوع
- هل لا زلت على قرارك ؟
كسا وجهها الانزعاج بتذكرها القرار التي اتخذته لقد حسم الأمر لماذا تظن كاثرين أنهُ قرار خاطئ ...هي لا تفهمني بكل تأكيد قالت برجاء
- أرجوك كاثرين إذا كان ذاك الموضوع لا سواه فليس هذا الوقت المناسب لأقناعي بالأمر المحسوم
هزت رأسها بمعني الاستيعاب لم تريد أن تعكر مزاج سلين فقالت مغيرة للموضوع
- حسناً يا عزيزتي هل ستأتين معي الآن؟
سألتها وهي تواصل المشي
- إلى أين ؟
- امم مكان رائع
حمستها كاثرين كثيراً فاندفعت بسرعة لتسألها
- أهو الشاطئ؟
زفرت بأستياء من تفكيرها الغبي فقالت بأسف
-معهد الموسيقى
-ها !عقدت حاجبيها باستغراب و بدهشة معهد الموسيقى !
ردت مؤكدة
- نعم .. أريد زيارة زميلة لي هناك لذي شيء يجب علي إعادته لها
هزت رأسها بعلامة الاستيعاب ابتسمت فجاة أنها المرة الاولى التي ستزور فيها معهد موسيقى منذُ سنوات عديدة فمنذُ طفولتها تذكر أنها ألتحقت بإحدى المعاهد الموسيقية
عندما كانت بالأعدادية لكنها لم توفق كثيراً فعزف المقطوعات لم يكن هوايتها كالكتابة لقد عرفت أن ما يناسبها فقط هو الكتابة التفتت لكاثرين قائلة
- هيا بنا ...
- علينا الأسراع قبل أن يبدأ الدرس
بعد أن ركبوا الحافلة التي نقلتهم إلى المعهد علمت أنها قد وصلت بعد دقائق من اللوحة التي تشير إلى معهد الموسيقى نزلت من الحافلة مع كاثرين متجهين إلى المعهد لم يكن
يفصل بينهما وبين المعهد سوى الساحة الضخمة للمعهد المليئ بالأشجار ادهشها موقعه الرائع و بعد تفتيش من رجال الأمن استطاعات الدخول إلى ساحة المعهد برفقة كاثرين
التي لم تكن مدهوشة كدهشة سلين من فخامة المعهد يبدو أنها زارته من قبل هذا ما قالته سلين بداخلها
- الحقيني
استيقظت من تأملها على صوت كاثرين كانت تشير لها إلى صالة المعهد فتبعتها ونظراتها لازلت تتأمل المكان ...يبدو أن التسجيل هنا باهض الثمن هذا ما استنتجته وخاصة
بعد أن دخلت الصالة الضخمة حيث أعجبت بالأضاءات المدهشة و الأثاث تبدو فاخرة كذلك لم تغب عينيها على تصميم المعهد والديكور المدهش لقد نسق المعهد تحت أيدي
ماهرة و ببراعة و ذوق راقي ..كاد الفضول يذبحها لترى بقية أماكن المعهد حدقت بالطلاب والطالبات يبدو أنهم يستعدون الآن لدخول الدرس ومن جديد استيقظت من تأملها
على صوت كاثرين كانت تتكلم قائلة
- سأذهب لأرى زميلتي قبل أن يبدأ الدرس يبدو أنها في إحدى القاعات هل ستأتين معي أم تحبين البقاء هنا؟
حركت رأسها بسرعة بالنفي
- سأبقى
ارادت البقاء في هذه الصالة ربما تجد من يحكي لها عن نظام هذا المعهد فهذا ما خطر ببالها بتلك اللحظة اكملت كلامها كاثرين قائلة بتحذير
- حسناً ..أفضل أن لا تتحركي من مكانك لأن فضولك يا عزيزتي يسبب لك المشاكل دائماَ
ابتسمت قائلة بمزاح
- أمرك سيدتي
ابتعدت عنها كاثرين خارجة من الصالة حيث بقيت تتأمل الصالة مجدداً و كأنها تريد رسم نسخة منها بعقلها حاولت أن تكون هادئة نظراً لوجود الكثير من الطلاب لم تستغرب
من أناقتهم بكل شيء سوى كان بالمظهر الخارجي أو حتى بالتحدث فالأسلوب اللائق بالتحدث مع الآخرين كان واضح جداً كيف لا وهم بمعهد بهذه الضخامة كانت تتساءل بداخلها
عن كمية المال الذين يدفعونه كرسوم دراسة و بدون شعور وجدت نفسها تحاول اختلاس النظر لم تكفيها رؤية الصالة الضحمة فقط فالممرات التي تؤذي إلى أماكن مختلفة اشعرتها
بالفضول لمعرفة ما بداخل هذا المعهد وجدت نفسها تتقدم شيء فشيء خارجة من الصالة عبر إحدى الممرات الخالية من الطلاب ابهرتها النقوشات الذهبية على الجدران والديكور
الراقي واللوحات الفنية المنقوشة بالجدران فتقدمت نحو إحدى اللوحـات الفنية الرائعة كانت مدهشة من تنسيقها المبهر بينت أن راسمها حقاً مبدع حدقت بالصورة جيداً متأملة الشاب
الجالس على كرسي البيانو تعمقت لترى ملامح وجهه أكثر لكنها لم ترى الكثير فاللوحة كانت من الفحم إلا أنها بخيالها رأت جميع حواسة مندمجة مع الأداة الموسيقية تخيلت للحظة
أنهُ الأميـر عازف البيانو كما لقبته ...خيالها الواسع جعلها تغمض عينيها لثوان محاولة أن تصنع مقطوعة بسرها وتبتعد قليلاً عن العالم الحقيقي أخذت تستمع إلى الموسيقى الرقيقة
التي تزداد رقة و هدوء شيء فشيء حتى فتحت عينيها لترى الواقع لم تكن الموسيقى من نسج خيالها كما تصورت فقد تأكدت بلحظة أنها ليست بحلماً أو بخيالاً خاصة بعد أن بدأ
الصوت يرن بأذنيها تخيلت بلحظة أن تلك الموسيقى تبتعث من الأمير داخل اللوحة إلا أنها فكرت بحماقة خيالها الخرافي ازدادت الموسيقى روعة فابتعدت عن اللوحة فجأة متنقلة
من ممر لآخر باحثة عن مصدر الصوت متناسية كل شيء سارت بين الممرات والقاعات المختلفة حتى توقفت أمام إحدى القاعات الذي ينبعث الصــــوت منها أخذت تحدق في
باب القاعة والأفكار تتضارب برأسها بعنف انشق عقلها لجزئين الأول يدعوها لتقدم وإرضاء فضولها والآخر الضعيف ينصحها بعدم الأقتراب من الخطوط الحمراء إلا أن التحذير
كان ضعيف جداً بدون شعور اقتحمت القاعة كاتمة انفاسها حذرة من إصدار أي أصوات تعالى صوت الموسيقى الهادئ أكثر فتنفست بإدراكها أن العازف لم يلاحظ و جودها ضمت
حقيبتها أكثر و بلعت ريقها بصعوبة رافعة نظرها متفحصة القاعة الضخمة لتستقر عينيها على العازف اغمضت عينتاها و فتحتهما و صورة اللوحة المرسومة بالفحم لم تغب عن
خيالها لم تكن لوحة فقط مكونة من فحم كما تخيلت بل هي حقيقة ترآها الآن هي حقاً ترى أمير للبيانو كما رأته من دقائق على اللوحة ظلت تنظر له لثوان استطاعات أن تتميز أن
حواسه مركزة في الوقت الراهن على أداة البيانو كان يجلس كالأمير على كرسي البيانو الأسود بقميصه الناصع البياض و سرواله الأسود اللامع بلحظة تخيلت أنهُ أميـر البيانو
الموجود في اللوحة لكنهُ أوسم بكثير إلا أنها لم تلاحظ ملامح وجهه حتى الآن لكنها اكتفت فقط بالاستماع إلى تلك المقطوعة الموسيقى الهادئة يخترقها بعض الحزن ...اسحرها
صوت البيانو الرنان الذي يأخذها بروعته إلى عالمها الساحر عالمها الخاص تقدمت إلى قلب القاعة بخطوات هادئة بعد أن لاحظت أنهُ لم ينتبه لوجودها فلمحت أنامله البيضاء
تمر على أداة البيانو ببراعة أنتابها شعور مريح أرادت بلحظة أن تصفق مشجعة له أرادت أن تخبر هذا الأمير بكم هو مبـدع تاهت بأمنياتها هل استطيع فعل ذلك ..؟
حسناً كيف سيرد علي ..هل سيبتسم و سيشكرني بتواضع .. ؟ لكن هل هو متواضع بالأساس ..؟ بالطبع بالطبع ردت بسرعة على نفسها عندما دار هذا السؤال بذهنها بعدها
تنهدت بحسرة مجرد أمنيات ..
بالتأكيد لن أجرؤ على التحدث ..لم تعرف لماذا شعرت أنهُ عالي جداً لم تعرف لم تعرف لماذا أنتابها شعور بأنهُ غامض لم تعرف لمـاذا تشعر بالعجز من التقدم
نحوه رغم أن المسافة بينهما ليست كبيرة ..هل خوفاً من توقفه عن العزف ..؟ لكنها لازلت تصر ..تصر على تواضعه وشفافيته ..ابتسمت ابتسامة خفيفة على
تفكيرها الواسع سرعان ما تلاشت ابتسامتها و انتفضت ذعراً على رنيين هاتفها الذي دوى رنينه أرجاء القاعة بنغمة مزعجة لأبعد حد شحب وجهها فجأة شعرت
أن دمائها قد جمدت و هي ترتجف بمكانها متمنية أن تنشق الأرض وتبتلعها في تلك اللحظة خاصة بعد أن توقفت الموسيقى الهادئة ليبتعد الجو الهادئ و يحل
محله ضجيج الهاتف تصببت يديها عرقاً وهي تلتقط الهاتف من حقيبتها ومن غير أن ترى اسم المتصل تحركت أناملها بسرعة لتغلق الهاتف كلياً ظلت صامتة
محاولة إخفاء الذعر الممزوج بالقليل من الاحراج كانت متأكدة بأن نظرهُ الآن موجه عليها لم تحتمل كثيراً أرادت أن ترى نظراته مهما كانت رفعت نظرها
ببطء لتصعق بما رأته تحطم كل شيء فجأة حاولت أن ترسم لوحة جديدة لكنها لم تستطع لم يكن ذاك وصف خيالها أو حتى لوحة الفحم رأت شخصاً آخر
يخالف كل مخيلاتها فالنظرات الحادة تلتهب أكثر وأكثر في عينيه نظرات يوجهها إليها بسيل من الأتهامات العاصفة بلعت ريقها بصعوبة
كلما رأت غضبه يشتدد بالتغيرات التي تتطرأ على وجهه فابتسامته الصفراء جعلتهُ يبدو وحشاً وسيماً شحب وجهها فتلعثمت قائلة
- أنا ....صمتت قليلاً و اكملت بخجل لمـاذا توقفت ؟..اكمل المقطوعة أرجوك لم أقــ...
توقفت بتدخله المفاجئ قاطعاً كلامها باستحقار واضح وبحزم عنيف
- إذا كنت أحدى معجباتي السخيفات فاغربي عن وجهي حـــالاً
معجباته ! كلامهُ المليئ بالسخرية والاحتقار وبأمره الغريب جعلها ترتجف صوتهُ الحاد أرعبها تكلم بأزدراء فارتعبت من حدوث كل شيء بثوان
استطاع بثوان أن يقلب كل شيء لم تتخيل أن هذا هو الأمير الذي كان يعزف منذُ لحظات بانسجام مع البيانو فكيف لوحش على هيئة بشر أن ينسجم
مع أداة موسيقية حاولت أن تخفي التوتر و سرعان ما استوعبت الأمر حتى بدأت دمائها تغلي استعداداً لمواجهة الوحش الثائر أي معجبة ! و بأي حق
يتحدث بتلك الطريقة الفظة توترت كثيراً وهي تعيد تفكيرها حيث هدأت مجدداً مقدرة وضعه لقد قطعت عزفه أحست أنها عاجزة عن الكلام قالت بتلعثم واضح
- أنـا ... أنـا ..
لم تعد قادرة عن الكلام و هو لم يسهل لها الطريق لذلك حيث قاطعها ليزيد توترها أكثر
- أنتِ ماذا ..؟ نطقها بهدوء كان قبل العاصفة تجولت نظراتهُ عليها بلؤم و وجه تهمته بصوت مرعب محافظاً على هدوئ صوته الذي يناقض نظرات عينيه الغاضبة قائل
من أنت ..؟ لتقطعي عزفي اشتد صوته رعبا مكملاً لا أحتاج لأخبرك كما عانيت في كتابة هذه المقطوعة
انزلت عينيها اكثر للأرض ربما هو غاضب لا داعي للومه سيهدأ حالاً حاولت رسم صورة مشوشة لدفاع عن صورته مبعدة الغضب عنها قالت بتوتر مع بعض من الخجل
- لم أقصد إزعاجك..واصل المعزوفة أنها رائعة
رد بتهكم سريع وغضب واضح
- بعد ماذا..؟ بعد أن قطع هاتفك عالمي الموسيقي
اكمل جملته بسخرية واضحة وهو يقف من على كرسي البيانو وينزل من المنصة التي لم تكن عالية شعرت بالاحراج مظنة أنهُ يريد الاستماع إليها معتذراً عن غضبه تحاشت
النظر إليه و تمتمت فور اقترابه نحوها
- آسفة لم أكن اقصد
حركت رأسها محاولة أن تجد جملة أخرى متحاشية النظر إليه تـنحنحت لتبعد التوتر رفعت نظرها قليلاً لتسترق النظر لملامح وجهه فصعقت برؤيتها لظله الطويل مغادراً
قاعة البيانو وكأن شيء لم يكن فتحت عينيها بصدمة محاولة استيعاب الأمر نظرات عينيها كانت على باب القاعة محاولة أن تستوعب كيف أنهى الحوار بهذه البساطة قال
ما يريد وخرج لقد هزمني و أهانني بسهولة لابد أنهُ كان يسخر مني لم يكن يريد الاستماع إلى ما أقوله أراد الانسحاب من القاعة ليشعرني بأني ضيف ثقيل بعد أن سخر
مني استطاع إذابتي بجداره لقد ظن أني معجبة سخيفة له من يظن نفسه تبينت صورته الحقيقية أخيراً بنظرها
بعد فوات الأوان أحست بالدوار فاستندت على إحدى الكراسي جالسة عليها بضعف تائهة بما جرى لها قبل دقائق سلين القوية تذوب بلحظة بسبب غبائها لأول مرة تعترف بأنها
غبية ضغطت بأناملها على الكرسي محاولة امتصاص غضبها أمير البيانو تحول بدقائق إلى مصاص دماء لا يرحم آه اطلقت تنهيدة بأسى هذه المرة
سلين ...سلين سلين
رفعت رأسها على صدى اسمها
- كاثرين
هتفت باسم صديقتها بضعف لقد نسيت أمر كاثرين تماماً
- سلين أين كنت .؟ لماذا أغلقت هاتفك ..؟ كانت تبدو قلقة على سلين لاحظت أن سلين لم تكن معها كانت شاحبة وشاردة بنفس الوقت انحنت لمستواها وسألتها بقلق
- أجرى لك شيء..؟
- لا شيء .. قبل ان تفتح كاثرين فمها للكلام قطعتها لا تسألي لم يحدث شيء
هزت رأسها بعدم اقتناع قائلة
- كما تشائين ..هيا معي لنعود إلى الصالة
- انتهيت؟
- لم يبقى سوى كرت لرقم المعهد ربما أحتاج إليه هيا معي لنأخذه من الاستعلامات
وقفت بهدوء وسارت مع كاثرين مغادرة قاعة البيانو دخلت إلى أحدى الصالات فشعرت بالدوار جلست على إحدى الكراسي بعد أن قالت لكاثرين
- احضري الكرت بنفسك سأنتظر هنا
- لا تبتعدي هذه المرة .. ربما اتأخر قد استفسر عن أشياء أخرى
قالتها هذه المرة بتحذير اكبر اكتفت فقط بهز رأسها علامة الموافقة ابتعدت كاثرين عنها فاغمضت عينيها قبل أن تشرد بأمر العازف لمدة استمرت دقائق حتى شد أنتباها دخول فتاة
تبكي إلى الصالة لحقتها بعض الفتيات الآتي يحاولن مواسيتها كانت تبكي فوق الكرسي والفتيات حولها لفت نظرها بسرعة نحو مجموعة فتيات أخريات دخلن الصالة حيث كانت
الفتاة تقول بإزدراء مخاطبة زميلاتها وهي تنظر للفتاة الباكية تستحق ذلك ما كان عليها الأقتراب كانت تعلم أن النتيجة هي الأحتراق دوماً هذا فقط ما استطاعات سماعه

النتيجة هي الأحتراق دوماً !! دارت برأسها كثيراً فعجرت على تفسيرها ولدت الجملة الصغيرة بعقلها رغبة بمعرفة المزيد ..المزيد عن كل شيء يحدث داخل هذا المعهد الضخم
وقفت من على الكرسي متقدمة نحو الفتاة شعرت بالشفقة عليها فالدموع لم تتوقف عن السيلان و همسات الفتيات تكفيها بالإضافة إلى نظرات الفتيات الموجه بالشفقة نحوها و البعض
من يسخر على غبائها لم تستطع تحمل تلك المناظر المؤلمة في حق الفتاة أي ذنب ارتكبته لتلقى تلك النظرات كم تذوقت شوق لمعرفة ما حدث لتنقلب الاجواء بهذه الصورة سارت
بدون تردد نحوها عازمة على مواساتها وإبعادها عن جو التوتر الذي عم الصالة فور دخولها
- معذرة يا آنسة
انتظرت رد من الفتاة فوجدت ابتسامة مؤلمة موجه إليها انحنت لمستوى الفتاة لتعرف المزيد قالت بلطف
- لا يوجد شيء يستحق كل هذه الدموع صنعت ابتسامة رائعة مصرة بسرها على رفع معنويات الفتاة مهما كان السبب اكملت كلامها بلطف ما الذي جرى ؟ لاحظت نظرات غريبة
على الفتاة فسرتها بعدم اقتناع أو ربما الشجاعة لم تكن متوفرة لها فواصلت كلامها محاولة بناء بعض من الثقة ربما استطيع مساعدتك؟

انتظرت الرد ففوجئت بنظراتها تتشد حزناً وهي تقول متمتمة
- أنا لم أفعل شيء ولم أطلب شيء ..لم أرتكب شيء يستحق الأهانة ..قمت فقط بتصريح إعاجبي نحوه... هل ارتكبت خطأ فادح ..؟

بقيت متجمدة بمحلها يا طالما كانت فاشلة في حل مشاكل مثل هذه كادت تقسم بسرها أن وراء هذا شاب لم تكن يوماً بهذا الموقف فهي تهتم بحياتها الدراسية بعيداً عن التفكير
بالارتباط شعرت أنها مهمة صعبة لكن لازل السؤال يرن بأذنيها لمَّ كل هذا البكاء..؟ لم ترد إلقاء أسئلتها على الفتاة وهي بهذا الوضع فوجهت سؤالها نحو إحدى الفتيات
بجانبها قائلة
- عن أي إهانة تتحدث ...؟
لم تخفى عليها نظرات الفتيات كانوا متعجبيـين من هذا السؤال ردت إحدى الفتيات عليها بصوت أجش
- يبدو أنك مشتركة جديدة في المعهد ..نصيحة يا عزيزتي أجعلي الحذر سلاحك الاقتراب من شاب وسيم مثله نتيجته باهضة من يقترب بمن هو أعلى منه
يحترق هذا الفتاة هي أول نموذج لهذا اليوم
شعرت بفوران دمائها رغم عدم توضح الأمور لها بشكل اوضح فارت دمائها أكثر بعلمها أنهُ النوذج الأول لهذا اليوم هل توجد عدة نماذج إذن
قالت بانزعاج مدافعة عن الفتاة بوجه لؤم و تهكم نحو الفاعل
- لا يوجد شيء عالي ليسبب حزن فتاة بهذا القدر حتى لو كان ابن الحاكم لا يحق له إذا كان تصريح اعجابها يزعجه كان يجب عليه الرفض بطريقة أكثر تهذيباً
عما الهدوء فجأة أرجاء الصالة لكنها لم تلاحظ ذلك استمرت بإلقاء الشتائم نحو الفاعل متجاهلة نظرات الفتيات الآتي يدعونها لسكوت ادارت رأسها لتحدق بالفتاة البكاية قائلة
لها بتشجيع وحماس فائق
- لا تسمحي لذاك المتعجرف بأن ينزل دمعة واحدة من عيناك كان عليك أن تشتميه بدلاً عن إنزال دموعك في المرة القادمة عندما تريه استعيدي كرامتك اكملت بحماس أكبر
نعم اهينيه أمام الطلاب وقللي من احترامه كما فعل بك ازداد حماسها أكثر واكثر متناسية أين هي فقالت أجعليه يشعر كم هو شخص بغيض استعيدي كرامتك عزيزتي عديني بأنك
ستفعليها لاحظت شحوب الفتاة فقالت ما بك ..؟ أنتِ قوية ستفعليها عديني بذلك

لاحظت ازدياد شحوب الفتاة أكثر فحركت رأسها علامة الاستفهام صمتت قليلاً ملاحظة أكثر هدوء الصالة والجميع يخزها بنظرات غريبة بدأت تستمع أكثر وأكثر إلى الخطوات
الثابتة خلفها محدقة بظلاً اسود أمامها يتحرك خطوتين إلى الأمام ويعود خطوتين إلى الوراء بلعت ريقها بصعوبة وبدأت تتصب عرقاً وقفت بهدوء من على الأرض هل تنتظر إلى
الخلف ؟ ثقتها العمياء جعلتها تسدير بشجاعة فائقة لتتعرف على صاحب الظل استطاعات أن تكتم شهقة كبيرة مخفية رعبها بنظرات حـادة بسرعة استدارات نحو الفتاة كأنها تتأكد
من صحة تفكيرها جنت عندما رأت الجواب واضح على ملامح الفتاة هو نفسه العازف بسرعة استدارت لتواجهه بشجاعة هذه المرة دمائها كانت تفور بقوة لحد أنها تمنت صفعه
حدقت به بقوة متأملة خصلات شعره السوداء المتدلية على بشرت وجه البيضاء متأملة جسده الرائع ألتقت عينيها بعينيه الرمادية المليئة فقط بتعبيرات الاستهزاء والأزدراء
ابتسامته الصفراء زادت جنونها فصرخت بغضب
- أنت من تسبب بانزال دموع هذه الفتاة صحيح .؟
زادت ابتسامته ازدراء وكأنهُ يأكد لها ذلك بكل فخر ارتعشت ذعراً لا يهمه شيء لم يكتفي بتدميري فقط بل بعد دقائق من تدميري خرج من قاعة البيانو ليكمل تدميره لفتاة أخرى
أي شاب هذا .. هذا ليس أميراً حتى الوحوش ليست بتلك البشاعة كيف لشخص مثله الانسجام مع الموسيقى .. مستحيل.. بقدر الأمكان حاولت السيطرة على ثورة غضبها جنت
أكثر عندما زادت ابتسامة الأزدراء على شفتيه ونظرات الاستهزاء برقت بعينيه مظهرة لونهما الرمادي نظراته كانت تشعرها أنها حشرة ضارة فتح فمه ليلقي جملته التي لم تخلو
من التقليل من شأنها
- أرى أن الشتائم تلقى خلفي دون تقدير لأي حساب والتعاليمات الملكية تصدر ببراعة لتعليم مهارات الدفاع عن النفس صفق بيديه بسخرية واضحة واكمل جيد ..
حدق بالفتاة الباكية بنظرة تقلل من احترامها مكملاً كلامه هل تظني بأن فتاة ضعيفة تستطيع التقليل من شأني ..؟ أتعرفين من هي ؟.. هي كغيرها من يسعين لإرضائي
...غبية.. لا تعرف أن الحـصول علي يُعد من المستحيلات

كادت عينيها أن تخرج من محلها و خاصة عندما لاحظت أرتجاف الفتاة لقد تأكدت أن الفتاة حقاً غبية ليس لأنها تجرأت على الاقتراب منه بل على أنها اعجبت بشخص نذل مثله
خصمها قوي جداً يمتلك القدرة على استفزاز العدو ببراعة يتحكم بصوته بشكل يجعلها تثور غضباً لن اسمح بذلك ابيضت مفاصل اناملها من شدة الضغط عليها قالت بجراءة متجاهلة
نظرات الجمهور المحدق بالحرب التي ستبدأ حالاً
- من تظن نفسك ..؟ إذا كنت ممن لا يحبون مواعدة الفتيات ليس لك الحق بجرح مشاعرهن
جمدت بمكانها عندما تحولت نظراته لبرود وعدم المبالاة بكلامها وكأن شيء لم يحدث ..فهمت من نظراتهُ أنها أشعرته بالملل يستحقرها عند كل كلمة تقولها ليست هي
من تهان كرامتها صرخت عليه بجنون وهذه المرة حقاً نست أين هي ..
- هذا لا يطاق على مدير المعهد أن يقوم بفصلك
سرعان ما انهت جملتها حتى ضحك بسخرية من كلماتها فصرخت بجنون مكملة كلامها
- أنت شخص نذل هذا ابسط ما يقال عنك أذهب لعالم آخر عليك أن تعيش بكوكب آخر أنت لست من كوكب الأرض بكل تأكيد أنت وحشاً على صورة بشر
صمتت وهي تغمض عينيها وتفتحها فقال بابتسامة صغيرة
- انتهيتي
عادت النيران مجدداً تشب بداخلها فقالت بصراخ
- لم أكمل انصحك بالذهاب إلى أقرب عيادة نفسية ربما يكون هنــاك مكانك المناسب حيث ستجـد كـ...
لم يسمح لها بالاكمال برؤية جسده يتحرك مبتعد عنها مغادراً الصالة قبل أن يهتف مدمر حصونها
- حــمقـــــــــاء
ألقى قنبلته وهو يتجاوز الباب ليخرج من الصالة بانتصار كبير مرة أخرى استطاع إذابتها كالشمعة أيعقل أنهُ كان يريد ذلك تعمد السكوت ليهينها بطريقته الخاصة لم يكن عاجز عن
الرد كان فقط صامت لتزداد اهانته تأثيراً عليها وهي كالبلهاء اعطته الطعم بغضبها لا لا مستحيل ما حدث حلم استيقظت على همسات الفتيات همسات وجهت نحوها هذه المرة
النموذج الثاني لهذا اليوم كانت هي ...لا ليس الثاني إذا لم يهن فتاة قبلي فانا النموذج الأول ثم الثالث بيوم واحد حقاً كان انتصار حاسم له ...لمسة كاثرين على يدها اشعرتها بقيمتها
لستُ أنا ضعيفة لأصمت له تمتمت لستُ أنا لستُ ضعيفة بسرعة جنونية دفعت كاثرين و هرولت خارجة من الصالة لاحقة به ...من النافدة رأته في ساحة المعهد ركضت بسرعة
لتخرج من المعهد .......كان يمشي نحو سياره السوداء الأنيقة فهرولت نحوه بغضب صارخة عليه
- هيه أنت رد علي ..تنرفزت مكملة .... لا تصمت قل شيء
تجاهلها تماماً و هو يرتدي نظراته السوداء الشمسية وبيده الأخرى يخرج مفتاح السيارة الألكتروني فعرفت أنهُ يتجاهلها تعمداً اقتربت لتمنع دخوله إلى السيارة ...
لم تكن تعرف ما تريد في تلك اللحظة عليه أن يقول شيء ربما تجد بكلامه تناقض فتعرف نقطة ضعفه لكنهُ لا يعطيها الفرصة فهو يكتفي بالصمت حرك حاجبيه بامتعاض
منزعج من تصرفها قائلاً
- ليس لذي وقت
قبل أن تفتح فمها أحست بيد تعيدها إلى الوراء التفت لكاثرين التي بدت متوترة و تشعر بالخزي من تصرف صديقتها قالت بتلعثم
-أعتذر عن تصرف صديقتي سيد دانيال
ابتسم بعدم مبالاة وهو يدخل سيارته قائلاً
-لا عليك لا انزعج بتصرفات أطـــــفال
شهقت بصدمة محدقة بالسيارة التي تحركت قبل أن يسمع سائقها أي كلمة منها تشفي غليلها ظلت تنظر لمكان السيارة الخالي حولت نظراتها لكاثرين قائلة بغضب
- لماذا فعلتي ذلك كاثرين ؟
ردت بتذمر
- اوه سلين .. ماذا تفعلين أنتِ أتعلمي ان خبر المشاجرة وصل إلى غرفة الاستعلام بدون شك عرفت أنهُ أنت من يتشاجر مع السيد دانيال حمدلله أنني جئت قبل أن تتضخم
الامور بشكل اكبر
- تتضخم ! قطبت حاجبيها باستغراب وهل يوجد شيء اضخم مما حدث قبل دقائق؟
قالت بنصيحة لسلين
- عزيزتي ألم أحذرك من عدم التدخل بأي شيء كان عليك عدم الاقتراب من السيد دانيال
-دانيال ! نطقت باسمه ملاحظة فوراً أنهُ يدعى بدانيال من أين عرفتي اسمه ؟
- ومن بالمعهد و خارجه لا يعرف السيد دانيال سمعتُ عنهُ الكثير
- ليست هذه أول مره تريه صحيح ؟
- صحيح ..عند قدومي المعهد أراه لكنني لا افكر بالاقتراب منه أرجوك سلين انسي امره و دعينا نغادر المعهد قبل أن يلحق بنا الطلاب ليعلموا ما كانت نهاية الحرب
ابتسمت بسخرية من كلام كاثرين و تحركت خارجة من المعهد نهاية الحرب ! كانت لصالحه بكل تأكيد
قطعها من شرودها صوت كاثرين تقول
- هل نعود للمنزل؟ أفضل أن نتناول الغداء بالخارج اليوم
كانت فكرة مناسبة بكل تأكيد لم تكن تريد العودة إلى البيت وهي بعد لم تنسى أحداث اليوم السريعة ردت
- حسناً
- جيد .. يوجد مطعم بالقرب من هنا طعامه شهي هيا بنا
سارت مع كاثرين بشرود تريد معرفة كل شيء بثانية واحدة تريد أن تعرف كل شيء عنه سألت كاثرين بشرود
- لـماذا تركتيه يذهب ؟
- السيد دانيال ؟
ردت بهدوء
- ومن غيره ؟
- لم احب أن يدوم الشجار اكثر بالناهية سينتصر أردت أن تخرجي بخسائر أقل
-ليتك تركتيني اصرخ بوجهه
- يا عزيزتي السيد دانيال كرت أحمر لا يجب الاقتراب منه
- أريد معرفة المزيد يوجد شيء وراء كل ذلك لا يوجد شخص سيء بهذا القدر
- لا تظلميه .. دانيال ليس سيء في معظم الأحيان هو الشاب الشهم
فتحت عينيها بسخرية قائلة
- شهم ! ثم أنني لم أظلم أحد شاهدت كل شيء بأم عينيي هذا يكفيني
ابتسمت على حال صديقتها المتوتر قائلة بلطف
- لنتناول الغداء بعدها لنذهب إلى الشاطئ الجو رائع اليوم
كانت فكرة مناسبة لتغير مزاج سلين المعكر ابتسمت بفرح فور ذكر اسم الشاطئ المكان النقي حيث تسرها أصوات أمواج البـحر والرمــال الذهبــية الدافئـــة
الشــاطئ أجمل مــكان تعـشـقـــه
.................................................. ......
زفر بملل واضح وهو يستلقي على السرير في شقته الذي يعيش منفرداً فيه يشعر بالأختناق بعد رحلة أكتشاف قضاءها مع أصدقائه بين الأدغال كـان من أسؤا أيام حياته لو كان يعلم
أن الرحلة ستكون بهذا السوء بسبب تغير أحوال الطقس لما فكر بالذهاب أنهُ لا يطيق الأدغال لكن أصرار أصدقائه جعله يستسلم لرغبتهم هذه المرة شعر بألم بالرأس فور تذكره
لأحداث الرحلة التي تحولت إلى جحيم بسبب تغير أحوال الطقس المفاجئة في تلك المنطقة البعيدة الشبه مهجورة من السكان وقف من على السرير وهو يخلع قميصهُ المبلل بمياه
الأمطار والمتسخ ببعض أنواع الأتربة المختلفة واتجه ليأخذ حماماً ساخناً يريح أعصابه انسالت المياه على جسده فأشعرتهُ ببعض من الراحة أرتدى قميص بني مريح و جينز بلون
الرصاصي فور أنتهائه من الحمام لم يأخذ قليل من الراحة حتى ازعجه صوت هاتفه لم يكن مستعداً لتحدث مع أي أحد لكن اسم المتصل جعله يأخذ الهاتف ليرد عليه كان صديقه
مايكل الذي كان أكثر اصدقائه اصراراً على حضوره بأسوأ رحلة عمر رد بتعب واضح
- مرحباً مايكل
لم يستغرب من صوت مايكل القلق قائلاً
- روك هل أنت بخير..؟
رد بانزعاج مخفي بصوته المتعب فكيف لمايكل أن يتجرأ على سؤاله مثل هذا السؤال
- ماذا تظن أنت ..؟ ليتني لم استسلم لرغبتكم
رد باعتذار
- انا آسف يا صديق .. لم أكن أعرف أن الرحلة ستنقلب إلى كابوس لم أكن أعلم أن حظك سيء يا روك فهذه أول مرة تنقلب رحلتنا رأساً على عقب يبدو
أن الأدغال لا تناسبك بتاتاً يا صاح
ابتسم بتعب من كلام مايكل قائلاً
- المهم أنكم لن تتجرؤ مرة أخرى على دعوتي لرحلة أدغال صحيح ؟ استمع لضحكة مايكل على الهاتف فأكمل كلامه حسناً إلى اللقاء فلتطمئن لم أمت بعد
- أراك قريباً..
أغلق الهاتف و نظر لساعة يده لم يتبقى على غروب الشمس سوى ساعة واحدة تقريباً شد انتباه قلم الحبر فوق الورق على الطاولة الخشبية تنهد بشوق مقترباً
من الطاولة الخشبية بعد أن تاهت عينيه بين القلم والورق هذه هي راحته مكان مناسب فقط ينقصه في الوقت الراهن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالت صوت صرخات الضحك في الشاطئ مع استعداد الشمس لغروبها قفزت من على المرجوحة ليس كفتاة شابة قفزت كالأطفال متجاهلة عمرها الذي يخالف حركاتها و من
جديد استدارت لترى كاثرين العابسة فوق إحدى الكراسي محدقة بالبحر بملل كبير ابتسمت بداخلها على حال صديقتها المسكينة لقد اضطرت لترافقها اليوم بكامله اقتربت نحوها
قائلة بمرح
- آسفة على انزعاجك غاليتي
رأت ملامح الانزعاج تكسو وجه كاثرين الغاضبة وتأكدت عندما قالت بملل مليئ بالانزعاج
- اشفقي علي أرجـوك سلين ...منذُ خروجنا من الجامعة ونحنُ في الشارع زفرت مكملة أليس لدينا مكان نعيش به حتى نبقى في الشارع ؟
شعرت بتأنيب الضمير أحست بتعب كاثرين المستيقضة من الصباح حقاً كانت قاسية تذكرت بلحظة أحداث المعهد الموسيقي حاولت أن لا تعبس أمام كاثرين
و تخفي التوتر جلست بجانب كاثرين على المقعد قائلة
- أعلم بأني أنانية
لفت رأسها نحو سليـن قائلة فجأة باندفاع بعد تذكرها لشيء
- نعم أنت أنانية أنت أنانية لأنك تصممين على بيع بيت والدتك المتوفاة
شعرت بتهور مما قالته خاصة بتغير ملامح سلين فجأة لكنها واصلت برجاء
- أرجوك لا تفعلي ذلك أنهُ ما تبقى لك من ورث
منعت دموعها بصعوبة من النزول بذكرى والدتها المتوفاة من أكثر من عام تقريباً رغم الضروف الصعبة الذي كانوا يعيشون بها إلا أن حياتها كانت مليئة بالحنـان لم تقصر
يوماً والدتها بشيء اتجاه ابنتها الوحيدة حاولت بحنانها أن لا تشعرها بفقدان حنان الأب لم تتخيل أنها ستفقد هذا الحنان بسبب السرطان الذي قضى على والدتها الضعيفة تاركاً
ذكرى طفولتها في منزل متواضع بإحدى الأحياء المتواضعة التفت قائلة باصرار على موقفها
- سأبيعه لا يمكنني البقاء في منزل كان مليئ بالحنان لا يمكنني البقاء أكثر
قطعتها كاثرين باندفاع
- ستتأقلمين مع الوقت ...الزمن هو علاجك سلين
كلام كاثرين لم يؤثر عليها اصرت مضيفة لكلامها
- لقد صبرت عام واحد كان كالكابوس في ذاك المنزل أشعر بأني سأجن عندما اسمع صدى ضحكاتها في كل ثانية و حينما أهرب لنوم خيالها يتراء بأحلامي
يكفي إلى هذا الحد كاثرين قررت سأبيع المنزل
ردت بقلق من قرار سلين الغير متوقع قائلة
- إذا كان هذا السبب أبقي معي طوال عمرك في منزلي أنا وانت وأخي سنكون اسرة واحدة
حركت رأسها بالنفي راسمة ابتسامة على كرم صديقتها قائلة
-يستحيل أن أبقى طيلة حياتي عالة على أحد حتى لو كانت اقرب صديقاتي أنا حقاً أشكرك لأنك فتحتي منزلك لي خلال هذه الفترة مستحملين أنت وأخاك
كل ازعاجي لكن عندما أجد شقة للأيجار سأغادر فهذا ما يجب علي فعله أريد التخطيط لمستقبلي جيداً
صرخت عليها هذه المرة بعد أن استمعت لكلام سلين
- ستبعين المنزل من أجل نفقات دراستك وسكنك أعلم ذلك أيتها الحمقاء ألم تفكري ان المال سينفد ماذا ستفعلين آنذاك ..؟
ضحكت بعفوية قائلة بمرح
- لستُ حمقاء إلى هذا الحد .. عندما تستقر أموري ويتحسن وضعي سأعمل وأدرس بنفس الوقت
زفرت بأسئ على حال صديقتها قائلة بعتاب
-لست محتاجة لفعل ذلك سلين لذيك والد غني يتنعم بحياته بسفراته المختلفة من دولة إلى دولة أخرى حـان الوقت ليقف بأزمتك
كلمـات كاثرين كانت كالخنجر الذي اخترق قلبها تمنت بطفولتها أن تحضى بصورة واحدة فقط وهي معه تمنت أن تنطق كلمة أبي كما يفعل الاطفال كل يوم ليته
مات ليته لم يجعلها تشعر بان لها أب خسيس أب تخلى عنها وعن والدتها من أجل أشباع رغباته لم تنزل دمعة من عينيها فكما كانت تقول دوماً والدها لا يستحق
دموعها صرخت هذه المرة بغضب
- أنهُ ليس أبي .. لقد تخلى عني لسنوات لم يفكر بالاتصال يوماً ليسمع صوت طفلته التي حلمت بأن تناديه ببــابا حلمت بأن ينام معها ويسرد لها الحكايات آنذاك كنتُ
أريد منهُ أشياء كثيرة لكن حالياً أن فتاة قوية لا أحتاج لأب تخلى عني وعن والدتي و هو ينعم بالرفاهية بدول العالم المختلفة
- يبقى والدك
شعرت أن الوضع توتر فقالت بهدوء
- لنغير الموضوع لا أريد أن يفسد يومي بسيرته
مع انتهائها لجملتها حدقت كاثرين لشمس التي تستعد للغروب بعد أن وقفت فجأة بابتسامة عريضة قائلة بحماس
-ستغرب الشمس بعد قليل لنعد للمنزل
ردت بمرح
- انتظري قليلاً اشعر برغبة بالكتابة مع غروب الشمس
أخرجت القلم و مذكرة كتاباتها استعداداً للكتابة مع هذا المنظر الرائعة فزعت من صوت كاثرين المباغث الذي يبدو عليه الغضب
- لقد طفح الكيل سأموت من التعب أي طاقة لك سلين ..؟
ادارت رأسها لكاثرين قائلة بابتسامة عريضة بلا مبالاة
- لا بأس عودي للمنزل سألحقك بعد انتهائي من الكتابة
زفرت بغضب على حال سلين لا تستطيع تركها لكن أخاها سيقلق إن تأخرت أكثر و خاصة بعد أن نفذت بطارية هاتفها النقال ردت قائلة
- أنا مضطرة لذهاب أخشى أن يقلق أخي سيمون
- لا داعي للقلق سألحق بك
ردت بتنبيه
- لا تتأخري أرجوك
ابتسمت بعد أن أخرجت أدواتها قائلة
- لا تقلقي
بعد أن ابتعدت كاثرين عنها بدأت تنتقل من مكان لآخر باحثة عن موقع مناسب للكتابة استقرت عينيها على صخرة في وسط البحر ولأن البحر لم يكن عميق خلعت حذائها
على رمال الشاطئ متجهه نحو الصخرة مستمتعة بالأمواج الهادئة التي تداعب قدميها صعدت على الصخرة متأملة منظر السماء بغروب الشمس الجو كان مدهش حيث
بدأت الشمس كالقرص الناري وهي تستعد للمغادرة تنهدت براحة وهي تلتقط القلم لتعبر ولو بالقليل بمذكرتها نثرت قليلاً من الكلمات المعبرة و قرأت اسطرها عددت
مرات قبل أن تطبق مذكرتها فجأة مع استماعها لصوت قطع مخيلاتها صوت رجولي قادم يهتف من بعيد
- ألم يحل الوقت للعودة إلى الشاطئ أم أن الجلوس في وسط البحر أمر ممتع استمعت لصوت ضحكاته ثم أكمل كلامه هيا عودي أدراجك قبل أن يحل الظلام الدامس
صوته الدافئ اشعل الأمان فيها لاحظت ما تبقي من ضوء خافت جداً في السماء حيث لم يتبقى سوى القليل من الضوء الخافت لشمس لقد غربت الشمس تقريباً وقفت
لتستدير باحثة عن الصوت خلفها فلم ترى سوى ملامحه الغير واضحة نظراً لغروب الشمس استغربت عندما رأتهُ يتقدم إلى وسط البحر بابتسامة ساحرة اقترب
نحوها قبل أن يمد كفه لها قائلاً بأسلوب لبق
- تفضلي آنستي
بلعت ريقها باندهاش غريب من هذا ؟ وكأنهُ عرف تساؤلها قال بابتسامة صغيرة بصوته العذب غامزاً بمرح

- أنا هو أمير البحر يا صغيرتي

ضحك من ملامح وجهها التي ازدادت اندهاشاً وغرابة فضحك بعفوية مكملاً كلامه
- هل سنبقى بوسط البحر طويلاً ..؟
لاحظت كفه الممدود لها فنزلت بعد أن مدت كفها ليساعدها على النزول محدقة به بذهول أكبر فور وصولها معه إلى الشاطئ جلست على الرمال وهي تضم مذكرتها
كنزها الثمين شعرت بالجسد الذي اقترب ليجلس بجانبها ادرات وجهها إليه حيث استطاعات أن تلاحظ ملامحه الجذابة نظراً لقربه الشديد منها لاحظت التعب الذي
كسا بشرته البرونزية وعيناه الزيتة المتعبة تبرق مع ما تبقي من ضوء خافت لشمس
- ماذا تفعل هنا..؟
هتفت منتظرة جواباً بغير وعي فرد بابتسامة جذابة بثقة واضحة
- أراقبك..
قطبت حاجبيها مظهرة التعجب الواضح
- تراقبني !!
ابتسم بداخله على هذه الفتاة فقال بثقة اثارت استغرابها
- أراقب الكاتبة الصغيرة قبل أن تسأله سؤال أكمل كلامه ألستِ من أصر على البقاء للكتابة مع جو غروب الشمس ابتسم لها قائلاً بثبات هلا سمحتي لي بقراءة ما خطه قلمك
في وسط البحر ..؟
- ولماذا عساي أن أفعل ؟ اكملت بحذر من أنت ..؟
حول نظراته لاستغراب عاقداً حاجبيه باستفهام
-ألم تتعرفي علي..؟ اكمل باحباط حقاً أمر محبط .. ربما لا اكون حقيقة امير البــحر
بالحقيقة ملامح كانت معروفة بعض الشيء لكنها لم تكن تتذكر أي شيء عقدت حاجبيها بانزعاج من ذاكرتها الضعيفة بعد تفكير لثوان وهي تحدق بوجهه محاولة التذكر حركت
رأسها بنفي فقال وهو يقف من على الرمال
- غريب .. يبدو أن كتاباتي لم تحضى بالقراءة من فتاة مثلك
حركت رأسها بعد استيعاب قبل أن تفتح عينيها بدهشة محدقة به كتمت شهقة فور تذكرها لتلك الملامح فجأة صرخت بدهشة كبيرة بعد أن وقفت لتقترب منه قائلة
- روك الكـاتب روك أليس كذلك..؟
ضحك محركاً راسه بالأيجاب مستغرب من سعادتها التي ملأت وجهها رد بتواضع
- أشعر بالإطمئنان على الأقل تأكدت أنك قرأتي شيء من كتاباتي
ردت بسعادة
- وكيف لي أن افوت كتاباتك على الصحف وبعض المجلات لو تعرف كم تمنيت رؤيتك لأنك حقاً مبدع
رد بشك
-واضح ...فأنتِ حتى لم تتعرفي علي
ابتسمت بحرج وهي تسير معه على طول الشاطئ
- لم ألاحظ ملامح وجههك كثيراً على الصحف كنت فقط عندما أرى اسمك بجانب ما كتبته انسى كل شيء لستُ من النوع الذي يحفظ ملامح الأشخاص بسهولة
- تشعريني بالخجل من مدحك
- أراهن بأني لستُ أول من يمدحك ابتسمت مكملة ببهجة سررت بمقابلة كاتب مبدع
توقفت عن المشي فاستدار محدق بها مدت كفها بلطف راسمة ابتسامة سعيدة فصافح يدها مبتسماً اكملت
- أنا سـ.لـ..
قاطعها متدخلاً بثقة عمياء
- أنتِ سلين ..اعلم ذلك
اتسعت عينيها ذهولاً فقال بخجل قبل أن تفتح فمها
- أنا آسف لقد استمعت لحوارك مع صديقتك و من دون قصد وجدت نفسي استمع لحواركما حتى النهاية
كان كلامهُ مليئ بنبرة الأسف و ملامحه كذلك كان واضح عليه الخزي من نفسه لكن مع ذلك ضايقها أسلوبه كان بإمكانه عدم التنصت على الغير خاصة أنهُ استمع لحكايتها كاملة
عن والدتها و والدها وهي التي كانت تكره أن تحكي لأحد عن معاناتها بدأت ملامح الضيق تغمر وجهها فتدخل قائل وهو يقترب نحوها اكثر
- انا آسف .. لم أكن اقصد
شعرت باقترابه الشديد منها عندما ربت بيديه على كفيها فتراجعت خطوتين إلى الوراء
- لا بأس
ابتسم من حركتها الطفولية فقال مغيراً جو التوتر
- حسناً ألن تخبريني عن سر اهتمامك بالكتابة ؟ عندما اتجهتي نحو البحر كانت عينيك تبرق شوقاً لإلتقاط القلم حقاً ادهشتني منذُ زمن لم أرى نظرات الشوق على وجه
كاتب او كاتبه رغم انك تبدين صغيرة إلــ.....
قطعته بحدة
- لستُ صغيرة
كبت ضحكته على حال هذه الصغيرة فقال ممازحاً
- لم أكن أنا من يلعب بالمرجوحة و يقفز على رمال الشاطئ بصراخ
لوت شفتيها بقهر لكنها تناست ذلك فور ملاحظتها على جملته هل كان يراقبها وهي تلعب ..هذا مستحيل كانت اشبه بالطفلة الصغيرة وهي تلعب . توقفت عن السير
فتوقف عندما توقفت ثم استدار راسم ابتسامة هادئة لها دس كفيه بجيوب سرواله الجينز متأمل تلك العينين التي تحدق به بنظرات لم يفهمها تقدم نحوها بقلق من نظراتها حيث قطع
مسافة المتر التي تفصل بينهما إلى سنتمترات قليلة غير مبال بارتباكها فور اقترابه منها اقلقه سكوتها وعينتيها المرتبكتان ابتسم فور تورد خديها قائلاً بصوته العذب
- هل أنا جميل ..؟
بلعت ريقها بصعوبة محدقة بروك جسمها بدأ بالارتجاف محدقة بشعره البني المائل للأشقر خصلاته تداعب عينيه الزيتية تاهت لثوان بعينيه المعبرة بعد أن شعرت بانفاسه
تحرق وجهها احست بالأكسجين يقل شعرت بالاختناق وكأن الأكسجين قد أختفى واخيراً استيقظت بكفه الذي لامس كتفيها برقة فانتفضت مبتعدة عنه فجأة أخذت نفساً
عميقاً ثم رفعت عينيها له اندهشت عندما تلقت نظرات الأمان بعينيه كان يخبرها بتلك النظرات أنها بأمان معه فنيته صافية بالطبع هو لن يستغل فتاة مثلها لم تقترب من شاب يوماً
-انا آسف .. لم أقصد أخافتك أكمل بعد أن راها تحدق به بتوتر واضح لا تسئي الفهم في معظم الأحيان هذه هي طباعي
لم تعرف لمَّ صدقته خاصة أنها تعرف نفسها جيداً ضعيفة عند الاقتراب من الرجال ربما كان عليها الابتعاد بهدوء دون كل ذلك التوتر إلا أنها لم تكن تعرف التصرف
بمثل تلك الحالات همست
- تأخر الوقت سأعود للمنزل
لم يحب أن يقول شيء فهي قد حسمت الأمر فقال
- أذن سأوصلك للمنزل قبل أن تعترض قال ليس على فتاة جميلة أن تعود بمفردها
اخجلها مدحه فأومأت برأسها بالموافقة فقال
- اعذريني سأوصلك سيراً على الاقدام إذا لم يكن منزلك بعيداً فأنا لم اصطحب سيارتي أم انك تفضلين ركوب سيارة أجرى
- لا .. المنزل ليس بعيداً .. ثم انني اعشق المشي كثيراً ..
سارت معه هذه المرة مبتعدة عن الشاطئ بأكمله زال توترها مع حكاياته المضحكة و أسئلته اللطيفة طوال الطريق نست كل شيء حتى لقائها مع دانيال نسته في تلك اللحظة
وهي تستمع له كيف بدأ مشوار الكتابة و زادت سعادتها عندما أخبرها بانهُ سيساعدها بمشوارها ككاتبة ..بالتأكيد ستستفيد من خبرات كاتب مبدع مثله فجأة قال بجدية مغيراً
سير حديثهم
-هل تبحثين عن منزل..؟
قبل أن تندهش تذكرت أنهُ سمع حوارها مع كاثرين فقالت
- نعم أبحث منذُ مدة لكنني بعد لم أجد منزل متواضع لشخص واحد فقط
-هل أساعدك..؟
التفت له وبتعجب سألته
- ماذا ستجني من مساعدتي ..؟ !
- المساعدة إحدى صفاتي يا صغيرة
شهم هذا ما قالته بسرها توقفت أمام منزل كاثرين
- لقد وصلنا
ابتسم لها قائلاً بتواضع
- سعدتُ بلقائك سلين
اخرج لها كرتاً من جيبه ومده لها مكملاً كلامه
- عند وقت الفراغ اتصلي بي اتشرف بان أعلمك فن الكتابة مع أني أثق بمهاراتك
التقطت الكرت مبتسمة
- شكراً لك سيد روك
قطب حاجبيه قائلاً
- سيد روك !! الألقاب لا تناسبني
ضحكت فقال
- روك قولي روك من غير ألقاب
ضحكت اكثر قائلة من بين ضحكاتها
- حسناً روك أراك قريباً
شاركها الضحك ثم قال
- إذا أردت أي مساعدة لا تترددي بالاتصال
ابتعد عنها متفحصاً مكان المنزل جيداً بالتأكيد لن ينسى الطريق كيف له أن ينسى يا طالما حلم بمن يشاركه في هوايته
ابتسمت براحة على حظها وهي تراه يبتعد عن الشارع كان حظاً سيء من البداية لكنها عوضت بعد ذلك مع روك
ابتسمت بدون تصديق لتلك المصادفة التي يا طالما حلمت بها ...^ـــ^

.............................
تم
[/frame]
السمو2000 likes this.
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-22-2017, 08:13 PM
 
[frame="7 80"]البـــارت الثاني
.......................

قرار صعب
........................

مع لحظات بزوغ الشمس ...تزينت السماء بنور اشعتها الذهبية ناشرة الدفء بعد ليل مظلم بارد.... عادت الحياة مجدداً ...وبصوت زقزقة العصافير مع كل صباح يستيقظ الجميع
مبتدأين يومهم بمشاغل مختلفة... دوى صوت الحياة في القصر الضخم مجدداً معلناً بداية يوم ..جديد.. ممل ...لا يختلف عن بقية الأيام ....ألقى على نفسه نظرة خاطفة بالمراءة بعد
أن ارتدى ملابسه الأنيقة رش كمية مبالغة من العطر الرجولي على نفسه ثم استقرت عينيه على حاسوبه فوق المنضدة حمله وسار خارجاً من جناحه إلى الطابق السفلي حيث يلقى
من ينتظره على طاولة الطعام الفاخـرة ...ســار بخطوات ثابته متجاهل طاولة الطعام ومن يجلس فيها
- دانـيـال
توقف على صوت والدته ..فاستدار ليلقي نظرة عابرة جامدة إليها وإلى الرجل الجالس على رأس طاولة الطعام الفارغة مقاعدها ..! ألقى نظرة خالية من أي مشاعر نحو ما يسمى
بشقيق والده الأكبر و زوج والدته حالياً و تجاهل شعور الغضب من والدته حارصاً على عدم أثارة اي مشكلة من الصباح
- إلى أين ..؟ ألن تلقي التحية بالأول علينا
اتجهت عيناه نحو عمه السيد كاسبر فقال ببرود
- الجامعة ..
هتفت والدته السيدة رابينا قائلة بلطف محاولة كسب ثقة ابنها الوحيد
- تعال بني تـناول إفطارك قبل المغادرة ..
لم تتغير تلك النظرات الباردة رغم لطف والدته في الحديث حيث قال بحزم مختصراً الأمر
- لا اشعر بالجوع
ذبلت نظرات السيدة رابينا إلى حزن وأسى كالعادة ..متى سيغفر لها هذا العنيد ..؟ لقد ملت من الأنتظار استمعت لصوت زوجها السيد كاسبر يخاطب دانيال ابن اخيه
و ابن زوجته في نفس الوقت
- هل ستمر على الشركة اليوم ..؟
تغيرت ملامح وجهه إلى انزعاج واشمئزاز من ذكر سيرة الشركة فقال
- إذا سمح لي الوقت
رد عليه منبهاً
- لذينا اجتماع مهم ..حاول أن تلغي محاضراتك
-سأحاول قبل أن يفتح أحد فمه هذه المرة هتف بحزم.... عن أذنكما
سار بخطواته الضخمة خارجاً إلى حديقة القصرغير مبالي بقلق والدته وعمه عليه و بمفتاحه الألكتروني فتح السيارة ودخلها ليخرج من هذا القصر الكئيب بنظره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زادت صوت ضحكاتها على طاولة الأفطار المتواضعة وهي تستمع لإحدى مواقف سيمون المحرجة عندما كان فتى مراهق شربت كأس الحليب بعد أن انهت
تناول الأفطار ثم قالت بحماس
- حسنا سيمون هل لديك موقف آخر .؟
اطلق ضحكة رنانة وهو يقول
- سلين .. ستتأخرين على جامعتك هذا الصباح
قالت برجاء
- موقف آخر أرجوك
ابتسم قائلاً بلطف
- ستحكي لكي اختي كاثرين الكثير عن مواقفي أم الآن فأنا غير مستعد لتأخر عن عملي وقف وهو يرتدي سترته واكمل كلامه الموجه لكاثرين وسلين سأراكم
بعد عودتي من العمل اعتنوا بانفسكم ابتسمت لسيمون الذي استقر منذُ فتره بعمل رائع كموضف في البنك ..كانت سعيدة لهُ كثيراً عندما اخبرتها كاثرين بذاك
الخبر ..ياطالما احبته كأخ و صديق ..فور خروجه من المنزل وقفت سلين من على الطاولة قائلة
- سنتأخر على الجامعة
انحنت لتحمل أطباق الطعام وتحملها إلى المطبخ وقفت كاثرين لتساعدها بذلك قائلة
- لا اعتقد ذلك إذا اسرعنا بالطبع
اتجه كل واحد ليحمل أغراضه بسرعة ثم خرجتا من المنزل متجهين إلى الجامعة عبر إحدى الحوافل.. فور وصولهم للجامعة نزلت برفقة كاثرين محدقة بمبنى الجامعة ثم
تقدمت لتدخل البوابة ...سارت بثبات وهي تلقي التحية إلى زميلاتها في الجامعة جلست في الكفتيريا منتظرة بدئ محاضرتها التي لم تبدأ بعد بينما كاثرين كانت محاضرتها
قد بدأت فاسرعت للحاق بها ...ظلت تحدق بالكفتيريا بملل منتظرة بدئ المحاضرة ..رسمت ابتسامة خفيفة برؤيتها لأحدى زميلاتها تتقدم لتجلس بطاولتها حيث بدأت تناقشها
فيما يخص تخصصهم انشغلت قليلاً ..سرعان ما شد انتباهها ذاك الظل الأسود والخطوات الثابتة التي مرت بثبات بجانبها فجأة قطعت حوارها مع زميلتها بعد أن شعرت أن
دمائها قد توقفت عن السيران في عروقها ..افلتت القلم على الطاولة غير ملاحظة لشحوب وجهها عدلت جلستها لتتأكد مما رأته ...التقت عينيها السوداء بنظراته الجليدية بتلك
العينين الرمادية أشبه بالجليد حيث رمقتها بنظرات غريبة.. صعقت عندما رسم ابتسامة خفيفة قصداً للاستهزاء فعرفت أنهُ لازال يتذكرها بعد ثلاث أيام من لقائهم الأول ...
سرى التوتر بجسدها فاسرعت تشيح وجهها عنه لتعود لزميلتها التي بدت مستغربة على حال سلين... بسرعة لم تتوقعها انهت الحوار مع زميلتها وهي لازلت تسترق قليلاً
من النظر إليه ...كان جالساً على إحدى الطاولات وقد بدأ يفتح حاسوبه ومن نظراته نحو شاشة الحاسوب ادركت انهُ قد بدأ بعمل مهم .. دانيال ..كم يبدو وسيما هذه المرة
كان يرتدي تي شيرت بلون الأسود وسرواله الجينز الأزرق الداكن اظهر تفاصيل جسده الضخمة بدا فاحشاً بالوسامة.. أيعقل انهُ طالب هنا ..؟ تلك الفكرة جعلتها ترتعب
حيث لمت اغراضها بسرعة فائقة ولم تعرف كيف غادرت الكفتيريا بثوان واحداث ذاك اليوم تجري أمامها و كأنها قد حصلت منذُ لحظات...ركضت نحو حمام النساء
بسرعة دخلته وكأنهُ المكان الوحيد الذي سيحميها من رؤيته ...حدقت بنفسها على المرآة لتصدم بوجهها الشاحب وعينيها المرعوبتان ..غسلت وجهها بالماء البارد عددة
مرات و كأنها تريد أن تصحو من ذاك الكابوس شهقت عندما تذكرت محاضرتها و بسرعة فائقة غادرت دورة المياه لتلحق بمحاضرتها التي تمنت أنها لم تبدأ بعد
أثناء المحاضرة لم تكن حقاً بوعيها حيث لاحظ الجميع ذاك التوتر والارتباك عليها لاول مرة كان وجودها بالقاعة كعدمها بالضبط ولأول مرة تمنت أن تـنتهي
المحاضرة لتلتقي بكاثرين هناك العديد من الأسئلة والجوابات يجب ان تتعرف عليها مهما كان السبب لو كان ما يدور برأسها صحيحاً فهذه تعتبر مشكلة لن تتمكن من رؤيته
كل يوم أو حتى أن تتقبل فكرة وجوده معها بنفس الجامعة ... اخيراً تمت محاضرتها بسلام بسرعة لمت أغراضها و سارت بخطوات سريعة لتخرج من القاعة لتلتقي
بكاثرين حيث تواعدا في المكتبة .... صعدت لطابق العلوي بسرعة نحو المكتبة ... حيث اقتحمتها باحثة بعينيها عن كاثرين ...واخيراً استقرت عينيها على كاثرين
التي وقفت بسرعة تقول بدهشة غير ملاحظة ارتباك سلين الواضح
- سلين .. كيف خرجتي بهذه السرعة ..؟ هذا حقاً مدهش .. هل مليـ.....
لم تسمح لها بإكمال جملتها حيث قطعتها فوراً قائلة بلهفة
- هل يدرس هنا ..؟
كسا وجه كاثرين الغرابة محدقة بالاضطراب التي تشهده سلين قبل أن تفتح فمها تدخلت سلين لتقول بإصرار
- اريد معرفة كل شيء .. نعم كل شيء .. والآن
- فلتهدئي قليلاً .. أنا لا افهمك
- دانيــال
نطقت باسمه بصعوبة فسرت قشعريرة بجسدها عندما كبتت كاثرين شهقة ذعر ثم قالت بإندفاع
- يا ألهي كيف نسيت أمره ..يبدو أنني نسيتُ إخبارك أنهُ يدرس ..
قطعتها سلين برجاء
-ارجوك لا تكمليها قولي أنها محظ كذبة لا يعقل أن يكون حظي محبطاً إلى هذا الحد
-أنا آسفة
نطقتها كاثرين بأسف قبل أن ترى خيبة الامل على ملامح سلين التي جلست على إحدى الكراسي بإحباط واضح تمتمت
- هل هي مشكلة ..؟
- هي ليست كذلك بالطبع إذا لم تثيري المشاكل فدانيال طالب معروف بهدوئه عكسك تماماً
- لماذا هو هنا ..؟
- طالب في كلية إدارة الأعمال
حملت الكرسي إلى جانب سلين وجلست عليه قائلة
- إذا كنتِ تظنيه نذل فهو ليس كذلك رغم كل الظروف القاسية لازل يمتلك قلباً رقيقاً
رفعت نظرها بسرعة نحو كاثرين بتعجب واضح من كلامها الغير متوقع لشخص كدانيال حثتها بتلك النظرات على أن تكمل كلامها وكأن كاثرين قد فهمتها
حيث قالت مكملة كلامها
- سمعتُ عنهُ الكثير فهو حديث الفتيات دانيال ابن رجل الأعمال الشهير المتوفي يقال أنَّ من نعومة اظافرة وهو يعشق الموسيقى أداة البيانو كانت حلمه تمنى أن يصبح عازفاً
حيث نشأ على هذا الحلم لكن سرعان ما تخرج من مرحلة الثانوية حتى صعق بخبر وفاة والده على شاشات التلفاز و الصحف اليومية والمجلات بعد صراع مع المرض كانت
نكسة كبيرة لهُ و لأنهُ لم يكن في ذاك الأثناء إلا مراهق تولى إدارة تلك الشركات عمه شقيق والده الأكبر ... التحق بكلية الموسيقى ليواصل الحلم يقال أنهُ تلقى اعتراض كبير
من قبل عمه بحجة انهُ الوريث الوحيد لوالده لكنهُ درس عامين في كلية الموسيقى وانتشرت الأخبار تقول أن عمه و والدته اقنعوه بكل الطرق بأن يتخلى عن كلية الموسيقى
حيث اخبره عمه بأنهُ سيموت في النهاية وإذا حصل هذا الشيء فالنهاية ستكون سيئة للعائلة النبيلة ولشركاتهم الضخمة فتخلى عن كلية الموسيقى ليلتحق بإدارة الأعمال و هذه
سنته الأخيرة يا غاليتي لكن يقال أن طباعه تغيرت كثيراً بعد وفاة والدته و ازدادت سؤاً عندما ترك كلية الموسيقى

لاحظت الذهول على سلين .. كانت تشعر بالشفقة نحوه ...لقد تخلى عن حلمه بعد صراع لو كانت هي مكانه لجنت بالتأكيد فهي يستحيل أن تتخلى عن عشقها
للكتابة قالت بغير تصديق
- كيف فعل ذلك ..؟ ما كان عليه التخلي عن حلمه بهذه البساطة
- سلين ظروفه القاسية اجبرته
- حتى لو كان ذلك
- بالنهاية يا حبيبتي هو لم يتخلى عن البيانو فقد ألتحق بأفضل معهد موسيقى في المدينة ليواصل العزف حتى النهاية
بلحظة سرحت سلين متذكرة عزفه المبهر الذي اخذها إلى عالم ساحر انامله الذهبية التي مرت على أداة البيانو لتصنع منه موسيقار رائع هزت رأسها محاولة
لترتيب المعلومات ثم قالت
- كيف عرفتي..؟
- انا اعرف دانيال من قبلك بفترة فأنا امتلك زميلات يدرسن بمعهد الموسيقى ثم أن دانيال وجبة يتحدث عنها الفتيات وخاصة الفتيات النبيلات
أن حياته تمتلأ بالغموض ربما كل تلك الصدمات جعلت منهُ رجال متغطي بغلاق جليدي رغم كل ذلك لا يزال يمتلك من الشهامة الكثير

ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة بعد استماعها لكلمات كاثرين ثم أخذت تستنشق الأكسجين بعد شعرت أنهُ معدوم في هذه المكتبة الكبيرة ... لازلت حتى الآن
متماسكة وقفت من على الكرسي بعد أن شعرت بضيق المكان ... في تلك اللحظة لم تكن تطيق البقاء ثانية في الجامعة وكأن الجامعة ملك لدانيال ... مرت طيف
ابتسامته الصفراء من أمام عينيها مما جعلها ترتعش فقالت بتوتر
- سأغادر ... أشعر بالأختناق
لمحت تلك الدهشة بعينين كاثرين كيف لها أن تصدق يستحيل أن تفوت سلين محاضرة باندفاع قالت كاثرين
- و محاضرتك الأخرى.. ألن تحضريها؟
هزت رأسها بالنفي ثم قالت
- احظري أنت ما تبقى لك من محاظرات أضافت مُطمئنة سأكون بخير ..
قبل أن تسمع رداً غادرت المكتبة هابطة إلى ساحة الجامعة ..ترجلت خارجة من الجامعة الضخمة متماسكة نفسها من الأنهيار ... ألتقطت أنفاسها ثم سارت لتدخل
إحدى الحارات الهادئة الخالية من الناس في ذاك الوقت .... في تلك اللحظات لم تكن تفكر سوى بالابتعاد عن هذه الجامعة و لو لمدة صغيرة ... كم من الصعب
أن تحدق بقاتلها وهي عاجزة عن فعل شيء ... لم تعرف أين كانت تسير عقلها تائه بمغارة كبيرة كادت أن تغرق مجدداً إلى أن صوت انوثي رقيق و ضحكات ناعمة
تخللت مسامعها فتوقفت عن السير قبل أن تمر عينيها على الشارع حتى استقرت عينيها على السيارة السوداء اللامعة اتسعت عينتيها ذهولا و تسمرت مكانها مما
رأته تفحصت عينيها المذهولتين الفتاة الرشيقة وإلى من يقف معها بجانب السيارة شعرت بالأشمئزاز من قرب الفتاة الفاتنة منه الفرحة بقربة ملتصقة بصدره تقريباً
استمعت لصوت ضحكاتها المبالغة بالنعومة بينما هما لم يلاحظوا وجودها بعد .... مررت عينيها على شعرها الأشقر المموج يصل إلى كتفيها.. بينما تأملت فستانها
اللحمي العاري الكتفين الواصل إلى ركبتيها الناعمة مظهراً تفاصيل جسدها الرشيق ..كعارضات الأزياء تماماً.. بالإضافة إلى حذائها العالي ..الذي ساعدها للوصول
إلى طول دانيال تقريباً ... لم تكن تستوعب الامر بعد .. لم تتخيل بأن ترى دانيال يسمح لفتاة بإغرائه بهذه الطريقة تلك العينين الرمادية لازلت كما هي لا تخلوها نظرات
الجليد ... كان يحمل معطفه الاسود بيده و عينيه على الحسناء بجواره لقد صعقت بمقاومته الشديدة لتلك الحسناء التي لا تفصلها عنه سوى مسافة شعرات وبتمايلها تتعمد
الالتصاق به .... راقبتها و هي تميل برأسها نحو أذنه متعمدة أن يلامس وجهها وجه لتهمس بصوت خافت بأذنه ثم اطلقت ضحكاتها الناعمة ... عرفت أن تلك الفتاة
تحاول إغرائه بكافة الطرق فهي تهمس بأذنه كأن هناك من سيسمعها في هذا الشارع الذي لا يسمع فيه سوى حفيف الأشجار غرضها من هذا التصرف الأقتراب
منه فقط لتفترسه كما تفعل الذئاب بفرائسها ... تمنت أن تسمع حديثهم بدل أن تستمع لضحكاتها التي كان يقابلها دانيال بابتسامات باهتة ... قبل أن ترتفع
أناملها الناعمة لتداعب وجنتيه اشاح بوجهه مانعاً إياها لتلتقي نظراته مع سلين الواقفة و كأنها تحدق بفلم سينما نادر العرض ارتبكت فور تلاقي نظراتهما فاصدرت صوتاً دليل
على وجودها ....الغريب أنهُ لم يبعد نظراته عنها حيث أثار أنتباه الفاتنة التي تقف بجواره أو ربما ملتصقة به فاستدارت لتحدق إلى ما ينظر إليه دانيال ..تحولت نظراتها إلى
استفسار ثم إلى شك ..نظرت لدانيال ثم أعادت نظراتها إلى سلين ضيقت عينيها غضباً من تجاهل دانيال لها حيث كان لا يزال يحدق بسلين التي كانت تبادله نظرات تبدو فيها
كالبلهاء اعطت سلين نظرات نارية ثم حولت نظراتها إلى عاطفة محدقة بدانيال .. رفعت أناملها لتبعد خصلات شعرها إلى خلف أذنيها بدلال واضح ... اخفت ملامح الغضب
بابتسامتها الساحرة ثم اقتربت لتلمس أناملها أنامل يده قائلة بصوتها العذب متصنعة عدم المبالة بشكل بارع
- هل تعرفها ..؟ مرت عينيها على سلين ثم قالت بمكر بعد أن لاحظت الصمت المتوقع من دانيال .. يبدو يا عزيزي أن الجو لن يخلو لنا حتى في هذا الشارع
الهادئ اكملت جملتها محدقة بسلين بنظرات ماكرة .... جعلت جملتها تلك ونظراتها تشعل سلين وتيقضها فجأة حيث اشاحت نظراتها عن دانيال وقد سيطر عليها
الأشمئزاز وهي تراها تقترب من دانيال لتلتصق به و هذه المرة هتفت بعشق
- هل اشتقت إلي..؟ لقد جئتُ إلى الجامعة خصيصاً لأراك ألم تعدني بالتفكير بمرافقتي ؟
قالت تلك الكلمات بصوت مسموع لتصل إلى مسامع سلين ابعدها عنه بلطف ثم نظر لها قائلاً
- كرستين .. وعدت عمي بالذهاب لشركة اليوم لا أريد أن أتأخر
قال تلك الكلمات رافضاً لطلبها بأسلوب لبق لقد طلبت منه أن يرافقها لمحل الأزياء لتشتري ثوب سهرة يليق بها لحفلة يوم ميلادها القادم لم يأبه لنظراتها التي برقت غضباً
على خلاف صوتها الذي حافظ على هدوئه
- لا عليك حبيبي .. لكن لا أظنك يا عزيزي سترفض أن توصلني إلى المنزل بسيارتك
حبيبي ! .. لم تؤثر تلك الكلمة على دانيال كما اثرت على سلين التي لم تكن تعرف لماذا هي لازلت تحدق بالفلم الغريب من نوعه .... أنها كالدخيلة بين الحبيـبين ... لمـاذا تريد
أن يرفضها دانيال كما فعل من قبل مع العديد من الفتيات ... تمنت أن يقلل من كرامتها فهذه المرة هي من سيقف بصفه... لكن صعقت عندما رسم ابتسامة صغيرة قائلاً
- سأفعل ..
استمعت لشكرها له ولمحت نظراتها له كانت نظرات عاشقة لعشيقها ...بسرعة غادرت الشارع وكأنها لم تراهم ...عليهم أن يشكروها لقد تركت الجو خالي لهم و رحلت ...
لازلت لا تعرف لمَّ تشعر بالغضب؟..لامت نفسها كثيراً ماذا كانت تظن منه.؟ ..هل توقعت أنهُ عازف يعشق الموسيقى والبيانو فقط ! ..بالتأكيد هو يمرح كغيره مع الفتيات
ربما تخيلها لشاب كـدانيال جليدي يمرح مع الفتيات أمر يشعرها بالغرابة لكن ما رأتهُ قبل دقائق كان واضحاً يبدو لتلك الفاتنة المدعوة كرستين كما ناداها قدر خاص لذى عازف
البيانو ..لقد نادته حبيبي بكل بساطة بالإضافة لكل تلك التصرفات التي لا تفعلها غير المرأة المغرمة بعشيقها هل هي محبوبته..؟سخرت من نفسها على هذا السؤال
لو لم تكن كذلك لرفضها كغيرها من الفتيات أم أن تلك الفتاة تمتلك جمال خاص ...يصل لذوقه الرفيع ...ملت من التفكير و هي تنتقل من حارة لأخرى بخطوات سريعة كأنها تفرغ
غضبها .. توقفت أمام كفتيريا متواضعة شاعرة بالعطش والتعب فدخلت لتجلس على إحدى الطاولات بعد أن نفذت طاقتها تماماً ... أحست بالضيق فجأة كل ما أرادته في تلك
الأثناء.. الأمان .. بمن يواسيها .. ويبقى معها .. بشخص متفرغ لها فقط اغمضت عينيها وفتحتهما متذكرة شخص مهم .. لم تعرف كيف تذكرته فجأة تذكرت لحظات الأمان
التي قضتها معه ببعض من الوقت استطاع تحويل كابوسها إلى حلم...من بين اضطرابها بحثت عن رقمه في الحقيبة وبيدين مرتعشتين ضغطت على الأرقام المطلوبة ... ضغطت
زر الأتصال وما هي إلا ثوان حتى حتى استمعت لصوته الرجولي الساحر قائلاً برسميه
- مرحباً
بلعت ريقها محاولة إبعاد الأضطراب من صوتها بقدر الأمكان ... ندمت فجأة على مكالمتها الغريبة تخلخلت الأفكار إليها تدعوها إلى أنهاء المكالمة لكن صوته الرنان
الذي اشتد ليقول بجدية
- مرحبا .. من المتصل ..؟
صوته الرنان دفعها لتتمتم
-روك
- نعم أنا هو .. هل يمكنني أن اتعرف على المتصل .؟
احست بالدفئ من صوته فوجدت نفسها تقول دون سابق إنذار
- سلين .. .
عضت على شفتيها مدركة تسرعها ... كم سيكون الموقف محرج لو لم يتعرف عليها ...بينما هو ارتسمت على شفتيه أجمل ابتسامة وكأنهُ ملك العالم بأكمله
- سلين نطق باسمها بشوق مكملاً ..آه لو تعلمين كم انتظرت اتصالك؟
-أنا.. صمتت عاجزة عن قول شيء اكملت باضطراب اسفة على إزعاجي إلى اللقاء
اغلقت الهاتف بثوان ... أحست بجسدها يترجف بعد المكالمة القصيرة ...تنفست الصعداء قبل أن تسمع رنين هاتفها ..... زاد اضطرابها برؤية رقمه يظهر
على شاشة الهاتف .... ترددت محدقة بزر الرد الأخضر ...دوى رنين الهاتف لثوان فضغطت على الزر الأخضر رافعة الهاتف لأذنيها دون كلام
استمعت لصوته على الهاتف
- لماذا فعلتِ ذلك..؟
توترت قائلة
- اه لقد ..قطعت جملتها قائلة اسفة لا يوجد شيء أقوله
رسم ابتسامة و كأنها ستراه ثم قال بصوت عذب
- لقد قمتِ بالأتصال بي بالتأكيد يوجد ما تقوليه .. أم أنك تودين سماع صوتي فقط ؟
- لا
هتفت بسرعة فقال
-لا تبدين بحالة جيدة أين أنت الآن..؟ قبل أن تفتح فمها لتعترض تدخل مكملاً سلين أرجوك ..
استسلمت لرغبته حاكية العنوان له ... ألقت الهاتف متذمرة من ضعفها برؤية ذاك الأمل والدفئ كل أنواع الراحة المطلة من عينين ذاك شاب ....
. شربت كأس من عصير البرتقال الطازج ليمدها قليلاً من الطاقة .... وضعت الحساب على الطاولة فور سماعها لتزمير السيارة فسارت خارجة من الكفتيريا
اوقف السيارة أمام العنوان المناسب ترجل من السيارة خارجاً فتلاقت عينيه الزيتية بعينتيها ابتسم وسار متقدما نحوها
-تفضلي يا آنستي الصغيرة
اطلق ضحكته فور انزعاجها من كلمة صغيرة فقال
- اعذريني كنت أود المزاح فقط
فور أن رأت تلك الضحكات القادمة منه حتى تناست كل شيء ولماذا ينزعج الأنسان إذا كان يرافق أشخاص كروك تأملت ملابسه الأنيقة الرسمية
كمدراء الأعمال إلا أنها لم تبالي قالت
- ما كان عليك القدوم فعملك أهم مني
- أحمــق من يظن أن العمل أهم من سلين
توترت من كلماته المربكة يبدو أن روك كلماته تؤثر عليها عن غيره من الرجال ابتسم عندما لمح الاضطراب في عينيها فقال مغيراً الموضوع
- هل سنبقى هنا طويلاً ..؟
- كما تحب
اطلق ضحكته ثم قال
- بالتأكيد لن نبقى هنا طويلاً فيوم طويل حافل ينتظرنا
امسكت كفه أناملها الرفيعة وهو يسير معها نحو سيارته الزرقاء ... توقفت و استدارات لتنظر له ابعدت اناملها عن كفه بلطف ثم قالت مستفهمة
- يوم حافل ..! اكملت ممازحة ماذا ستفعل لي يا سيدي ؟
ضحك على مزاحها وسار ليرتكئ على سيارته قطب حاجبيه محدقاً بها ثم قال
- نحتاج ليوم مريح ربما نستطيع إسعاد سلين ...على العموم يا آنستي أشار إلى نفسه بثقة مكملاً المارد سيحقق لكي أي امنية تتمنينها لهذا اليوم غمز مكملاً
يومــاً واحد فقط ...طبعاً إذا لم تقومي بإغضابه بالتأخر في ركوب السيارة.. فتح لها الباب مستمعاً لضحكاتها اللطيفة.... فور ركوبها السيارة لحقها ليقود
السيارة مبتعداً عن الكفتيريا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع دقات الساعة السابعة مساء دخلت سيارته بوابة القصر استقبله الحارس مبتسماً قائلاً بترحيب
- اهلاً وسهلا بعودتك يا سيد دانيال .. اعطني مفتاح سيارتك من فضلك
ابتسم تقديراً لمكانة الحارس القائم على هذا العمل منذُ عهد والده المتوفي أعطاه مفتاح السيارة ليصلها إلى الكراج بعد أن خرج من سيارته سائراً ليدخل القصر و كالعادة هدوء
يعم القصر وكيف لا ..و هذا القصر الضخم لا يعيش فيه سوى ثلاث أشخاص و جيش من الخدم يجعلونه لامعاً كالألماس مع الأسف هذا القصر خالي من ضحكات أطفال بريئة تدخل
إليه جو من الازعاج اللطيف فقط الازعاج لا يدخله إلى عند إقامة الحفلات الضخمة ... دخل جناحه الضخم خلع معطفه و رماه على إحدى الأرائك بإهمال فتح الثلاجة ليرى كل ما
طاب من اطعمه اكتفى فقط بإخذ كأس من عصير الفواكة الطازج شرب القليل قبل أن يدرك أن هناك من يقف خارج جناحه يريد الدخول ... كانت إحدى الخدم تطلب منه الحضور
للمكتب حيث والدته في انتظاره ... خرج منزعجاً من جناحه نحو المكتب المشؤوم .... دخل حيث استقبلته السيدة رابينا جالسة على الكرسي ... تقدم ليجلس على إحدى الأرائك
دون التفوه بأي كلمة .... هتفت والدته بعد هدوء استمر دقائق
- كيف حالك ..؟
- لازلت على قيد الحياة
بلعت ريقها بغصة من كلامه البارد قالت
- هل عدت من الشركة الآن..؟
رفع نظره لها قائلاً
-ارجوك أخبريني ما عندك من دون مقدمات
فتحت عينيها بغضب من كلامه عدلت من جلستها لتحدق به بشكل أوضح قائلة
- لماذا تتعامل معي بهذا الأسلوب ..؟
- هل أنا مخطئ ..؟ بالتأكيد لم تدعيني للمكتب لسؤال عن حالي
لم تريد أن تطيل النقاش حيث قالت داخلة بالموضوع
- كرستين ..
التفت لها فور ذكرها لكرستين مستفهماً لم يفتح فمه للكلام فقالت مكملة
- ماذا عنكما ..؟
اشتدت عينيه غضباً فيما يخالف صوته البارد الذي قال
- لا يوجد شيء عنا .. وقف من الأريكة مكملاً إذا هذا ما أردت معرفته فأنا ذاهب
احمرت وجنتيها غضباً وهي تراه يقف ليغادر المكتب وقفت من على الكرسي و استوقفته بصوتها المنفعل
- يكفي .. كف عن هذا التصرف معي ألم تغفر لي بعد ؟ سنوات مرت أي قلب وضمير تمتلكه أنت ..؟ !
استدار محدقاً بها قائلاً من بين أسنانه
- أنتِ وهو آخر من يتكلم عن الضمير ... كيف تتحدثين عن القلوب وأنتِ أول من لا يمتلك قلباً وضميراً!؟
تصلبت الدموع بعينيها .. قالت بألم
- أرجوك بني يكفي ..فعلتُ ذلك لأحميك و اضمن مستقبلنا جميعاً لكنك عنيد ولا تنسى رغم مرور سنوات
اثارت جنونه كلماتها فرد بغضب
- كان يمكننك فعل ذلك بدون دفن ذكرى والدي اكمل بانفعال أكبر لم أكن طفلاً عند وفاته هل تذكرين كيف قبلتي بعرضه؟ ... رغم رفضي المتواصل إلى أنك لم تبالي أتذكرين
عندما كنتُ في الثانوية كنتُ ذاك الشاب الطموح الذي رغم وفاة والده وعدك بالحماية من عائلة والده ... رسم ابتسامة سخرية مكملاً بالطبع كيف ستثقي بقدرات شاب كان مراهقاً ...
تزوجتي به مدمرة أبي و قتلتيني بالأول قبل أن تقتلي ذكرى والدي صرخ منفعلاً ...فعلتِ كل ذلك من اجل المال

- توقف ..
صرخة عمه اسكتته حيث دخل المكتب و الغضب يبرق بعينيه ... فهم من تلك النظرات أنهُ استمع لكل شيء اكمل قائلاً لابن أخيه
كن أكثر تهذيباً بالتحدث مع والدتك هل تظن أنها كانت سعيدة عندما قبلت الزواج مني .؟
لم يبالي بغضب عمه حيث قال
- لا اهتم لذلك .. كل ما اعرفه أنها وثقت بأخ زوجها الذي وعدها بالحماية وبحماية كل أموال زوجها من عائلته بمقابل عرض الزواج وبالطبع والدتي الغالية استمعت
إليك و وثقت بك كما لم تثق بولدها الوحيد
قال بثقة
- كانت ثقتها بمحلها ..أنا لم اسرق قرشاً واحد من أموال أخي
رد بعيـنيه الغاضبة وصوته المنفعل
- ملكت ثقة أمي وخنت اخاك الأصغر
صرخ بجنون لذكرى اخيه
- لم أفعل ذلك
رد عليه باصرار
- بل فعلت .. تزوجت زوجته وحبيبته وأم ولده و حطمت أحلام ابنه الوحيد وهأنت الآن تكمل تحطيمي مع والدتي العزيزة مع الأسف يا عمي الغالي أنا لن اسمح لك
هذه المرة فأنا لم أعد دانيال المراهق الصغير
اكمل كلامه مضيفاً لم أكن أنوي يوماً قول هذه الكلمات أمامكما لكن أنتما من أجبرني على ذلك
خرج من المكتب هائجاً تاركاً عمه بحيرة وغضب جنـوني بينما والدته التي أنهارت باكية على الكرسي قائلة
- لقد حطمته بيدي .. ربما إذا لم أمنعه من أكمال مجال الموسيقى بعنف كان لينسى ويسامحني
اقترب السيد كاسبر ليربت على يدين زوجته قائلاً
- يا عزيزتي دانيال سينسى ويسامحك مهما ما تغطى بقناع القسوة فهو يبقى دانيال الطموح ابن اخي كوالده بالضبط
ردت بحزن وأسئ بصوتها الباكي
- متى سينسى ..؟ هل تعلم كم مرت سنوات وأنا احلم بأن أرى ابتسامته الطموحة من جديد ..؟
- كان غاضباً .. سيأتي ليعتذر لك كما يفعل دائماً
- رغم كل ما فعلته به إلى أنهُ يحاول بقدر الأمكان أن يتجنب المشاكل معي
-أنتِ لم تفعلي به شيء أردتِ حماية أملاك أخي فقط أما عن دانيال فأنت أمهُ الذي يحبها كثيراً أنهُ فقط غاضب لأنك تزوجتي رجلاً غير والده جميعنا نعلم صلته القوية بأخي
قبل وفاته افهم دانيال كثيراً أنهُ فقط يغار مني يظن بأني تربعت على عرش قلبك يظن بانني أسقطت ملك أخي من قلبك
تلك الكلمات كانت كالمواساة لها في تلك اللحظات التي تتكرر دائماً كم تتمنى أن يكون زوجها على حق كم تتمنى أن تعرف أنهُ سيسامحها يوماً

خرج من المكتب ثائراً من المقابلة العنيفة مع والدته وعمه صعد السلالم نحو جناحه إلا ان صوت هاتفه قطعه اخرج الهاتف ليرى أن المتصل إحدى العمال اتباعه رد قائلاً
مرحبا.....استمع لكلام العامل ثم قال حقـــاً أين موقعه ... موقع جميل ... لا لن أنتظر للغد سآتي حالاً ... يمكنك المغادرة سأتولى أنا بقية المهمة ...حسناً أتفقنا ... إلى اللقاء
أغلق هاتفه و غير طريقه فوراً ليخرج من القصر مجدداً نحو المكان المطلوب
.................
صرخت بصوت عالي وسعيد
- لقد فزتُ
ضحك ثم قال
- بعد ثلاث محاولات فشل
لوت شفتيها ثم قالت
- وما أدراني بلعبة البياردو لا ألعبها إلا نادراً..وضعت كلتا يديها على خصرها مكملة المهم أني فزتُ عليك يا روك هزمتك ببراعة
تحرك من مكانه ليقترب منها ثم قال محدقاً بعينيها
- أنها أجمل هزيمة تحصلتها بحياتي
قبل ان يقترب أكثر منها ابتعدت عنه قائلة
- مللت من اللعب
لاحظ ابتعادها عنه فور اقترابه أنتابه شعور الحيرة من أمر سلين أنها تتوتر بسرعة فائقة قال
- ما رأيك بتناول المثلجات ..؟
التفت إليه بسرعة ثم قالت
- فكرة مبهرة
سار معها نحو محل المثلجات ... اندهشت من أنواع المثلجات اللذيذة بألوان مختلفة ... أختارت مع روك بعض أنواع المثلجات وساروا نحو حديقة خضراء متوسطة الحجم
امتلأت بصوت ضحكات الأطفال وهم يلعبون و يمرحون ... جلسا على إحدى المقاعد وبدئوا بتناول المثلجات ... مرت دقائق وهما صامتان لم تعرف كيف انعدم الكلام بينهما
فقط ضحكات الأطفال هي ما تسمع بينهما ... بلحظة عدل جلسته فارتبكت عندما مرت عيناه الزيتية بتفاصيل وجهها نظر إليها ملياً متأملاً إياها اشاح وجهه عنها فجأة قائلا
- كم عمرك ..؟
قالت بتوتر من سؤاله المفاجئ
- أنا في تاسع عشر
نظر ملياً إلى الفتاة بجواره أيعقل أن تكون في التاسع عشر لم يأبه لذلك فهي جميلة جداً جمال قلبها يزيد من أنوثتها جمالاً ابتسم فجأة محدقاً به فقالت
- بماذا شردت .؟
- بك ..
- أنت تربكني !
أطلق ضحكة دافئة ثم قال
- قولي أي شيء ...لاحظ الحيرة عليها فقال إذا أردت وجهي لي أي سؤال أي شيء يشغل بالك أو يدور برأسك في هذه اللحظات عني
رمشت بعينيها ثم قالت
- حقاً ...أيمكنني سؤالك أي شيء؟
- نعم ...أي شي
قالها بثقة فسألت بسرعة
-لماذا ترتدي هذه الملابس تبدو كمدراء الأعمال تماماً ..؟ !!
لم يستطع كتم ضحكته ثانية وحدة انفجر بضحك هستريري قائلاً من بين ضحكاته
- أهذا السؤال هو ما يشغل بالك ؟ !
أكمل ضحكته ثم توقف عندما رآها عاقدة حاجبيها بغضب تنظر له ابتسم لها
- لم أقصد إغضابك
زفرت بعنف
- لستُ غاضبة
عقد حاجبيه بحيرة ثم قال
- واضح .. لاحظ انزعاجها فقال آسف لم ترد عليه دليل لعدم الرضا بعد فاقترب أكثر منها ارتفعت يده لتداعب خصلات شعرها السوداء فانتفضت قائلة
- لا داعي للأعتذار .. حقاً لستُ غاضبة
- لو كنتُ أعرف أن قربي منك سيجعلك راضية عني اكمل بحنان لكنتُ داعبت خصلات شعرك الناعمة من البداية أكمل كلامه مغير الموضوع بعد أن لاحظ نظراتها
حسناً ألا تعرفين جواباً لسؤالك
- ها .. إذا كنت أعرف لماذا كنتُ سأوجه سؤال لك ... لتضحك علي مثلاً
- ألم تخبريني بأنك لستِ غاضبة ابتسمت فعرف الرد فاكمل كلامه أنتِ حقاً تشعرينني بالإحباط
- إحباط ! وماذا فعلتُ الآن؟
-حدقي بي أرجوك ألم تري صورتي على المجلات
- نعم رأيت في قسم الكتابة
تنهد بإحباط قائل
- ألم أخبرك بأنك تشعريني بالإحباط .. ألا تعرفين بأني رجل أعمال ؟ لقد كنتُ عائد من عملي لهذا أنا أرتدي هذه الملابس
كتمت شهقة كبيرة ثم قالت
- أنت تمزح .. أليست مهنتك الكتابة؟
ضحك بعفوبة ثم اسند ظهره على المقعد و رفع رأسه لسماء محدقاً بنجومها بابتسامة صغيرة
- لم تكن الكتابة مهنتي ..هي فقط هوايتي كوني رجل أعمال لم يمنعني من ممارسة هوايتي بتاتاً
بلحظة تذكرت حديث كاثين عن دانيال أيعقل أن يكون روك مثلهُ هل ارغمته ظروفه على دخول كلية إدارة الأعمال سألته بحيرة
- إذن .. أنت لم تلتحق بكلية الآداب
- بل بكلية إدارة الأعمال تخرجتُ منذُ أربع أعوام ثم ألتحقت بشركات والدي و بعد فترة فتحتُ مع والدي شركة أخرى و توليت الإدارة أنا
سألتهُ بحيرة
- هل أرغمت على دخول كلية أدارة الأعمال ؟
- لا .. سبق وأخبرتك الكتابة كانت هواية فقط لم أفكر يوماً بأن أتخصص بمجالها لكنني عشقتها منذُ الصغر الكتابة أمر رائع جداً ولأني أملك الموهبة لم يمنعني مكانتي بالمجتمع
عن الكتابة على كل حال أنا شخص عادي لا أحب أن أكون مشهوراً و مع كوني رجل أعمال لازلت أحب العيش كبقية الأشخاص كنتُ أظنك تعرفين عن هذا الشيء من أول لقاء
لنا على الشاطئ

أدركت من كلامه أن حكايته تختلف عن دانيال فهو لم يجبر عن التخلي عن شيء يفضله حكاية روك تختلف عن ما حكته كاثرين عن دانيال ..كاثرين ..
تذكرت فجأة كاثرين قالت بانفعال
- روك كم الساعة الآن.؟
حدق بساعة يده ثم قال
- السابعة والنصف
شهقت قائلة
- كاثرين ..
حرك رأسه بحيرة ثم قال
- ما الأمر.؟
اخرجت هاتفها من الحقيبة لتراه بوضع صامت جنت عندما وجدت أكثر من مكالمة من كاثرين و سيمون اعادت وضع الهاتف إلى العام وقبل ان تلتفت لروك
رن هاتفها مجدداً ردت بسرعة قائلة وهي تقف من على المقعد لتبتعد بخطوات قليلة عن روك
- كاثرين .. أنا اسفة .. لا تقلقي سأكون في المنزل خلال دقائق
فاجأها الصمت من المتصل استمعت فقط لأنفاسه على الهاتف ارتعبت عندما تذكرت أنها لم ترى اسم المتصل عند الرد بلعت ريقها بصعوبة قائلاً بشك
- كاثرين
- لستُ كاثرين ..ولم أتصل لأني قلق
صعقت بالصوت الرجولي على الهاتف فقالت بارتباك
- آسفة لم أرى اسم المتصل
- كوني أشد أنتباهاً في المرة القادمة
ردت بخزي من تصرفها المستعجل
- سافعل
سألها برسمية
- هل أنتِ الآنسة سلين ..؟
أثار الاستغراب عقلها عن معرفة المتصل باسمها فقالت
- نعم .. معذرة من أنت؟
لم يرد على سؤالها مباشرة لكنهُ قال موضحاً
- لقد عرضتِ منزل لك للبيع .. رأيتُ ذلك في إعلان على الأنترنت
- نعم
- وهل ستبيعيه مؤكداً؟
- بالطبع ... إذا اتفقنا
يا طالما اعتادت على تلك الاتصالات الكثيرة لكنها لا تصل معهم لاتفاق لذلك لم تكن متحمسة ..عاد صوته إلى مسامعها مجدداً قائلاً برسمية
- أنا حالياً أقف بجوار المنزل .. هلا حضرتي..؟ أريد رؤية المنزل من الداخل
كان يبدو جدياً بأمر الشراء فتحمست للأمر
- الآن ؟
- نعم ..
- حسناً انتظرني مسافة الطريق ... إلى اللقاء
أغلقت الهاتف و أحساسها يخبرها بأن هذه المرة ستوفق بالبيع يبدو المشتري جاداً بالحديث قطعها من التفكير روك قائل
- ماذا يحدث سلين ؟
- آسفة روك .. أنا مضطرة لذهاب الآن
- سأوصلك
- لن أعود للمنزل لذي مشوار هام يبدو أنني حصلتُ على مشتري لمنزلي أخيراً .. شكراً لك روك كان يوماً ممتعاً لاحظت ذبول ملامحه فقالت مؤكدة أنا حقاً أشكرك
ابتعدت عنه فقطعها عندما هتف
- سنلتقي مجدداً صحيح ؟
استدارت له وهي تهتف
- بكل تأكيد
اوقفت سيارة أجرى متجهه نحو منزلها و لحسن الحظ كان المفتاح معها... أجرت مكالمة عبر الطريق تُطمئن بها كاثرين أخبرتها أنها كانت مع روك و هذه المرة قالت رجل الأعمال
روك الذي قرأت له الكثير من الكتابات ... فجن جنون كاثرين وهي تسألها بفضول عن روك قائلة أن قصة حب ستبدأ قريباً مما أضحك سلين كثيراً ...اغلقت الهاتف بعد أن وعدت
كاثرين أنها ستفهمها حكايتها مع شاب كروك... توقفت السيارة أمام حارتها فنزلت بعد أن اعطت السائق أجرته ...حدقت بمنزل والدتها عن بعد ..وسارت لتتقدم نحوه مشت بين
البيوت المتواضعة وهي تلقي التحية على سكان الحارة المتواضعين ...كالعادة كان صوت صرخات الأطفال السعيدة تمد الحارة بالحياة ..ابتسمت للأطفال وهي تلوح لهم بكفها
بسعادة لازالوا يتذكرونها جيداً ...تقدمت نحو منزلها لتلقي نظرة خاطفة نحو المشتري ...كتمت شهقة ذعر أصابتها واتسعت حدقتي عينيها تحدق به مستنداً على سيارته و يجري
حوار مع فتى صغير بدى على الصغير السعادة و هو يتكلم مع المشتري الغريب ..تفحصته جيداً بعدم تصديق ...خابت فرحتها وهي ترى المشتري اللئيم نفسه مستند على سيارته
ويجري حوار مع طفل صغير لكن هذه المرة كان مختلفاً بملابسه التي جعلت منه يبدو شاباً طموح.. شعره الأسود الكثيف يتحرك مع حركة الرياح الخفيفة وملابسه المتواضعة
الأنيقة غيرت من شكله وشخصيته لم يبدو ذاك المتعجرف بل بدا شاب أنيق ..متواضع .. وسيم .. يخلو من العيوب .. وحنون بتعامله اللطيف مع الطفل الصغير لم تكن تسمع
سوى ضحكات الطفل وعيناها تتأملاه وهو ينحني ليربت على رأس الطفل بلطف ...تمنت أن تسمع حواره إلا أن صوته كان خافتاً بعكس ضحكات الطفل العالية ...نفضت تلك
الأفكار من رأسها و سارت بخطوات سريعة والعنف يبرق بعينيها نحوه.. ما أن اصبحت قريبة منه حتى لاحظ وجودها مع الطفل بدأت النيران تبرق بعينيها بينما هو لم يفرق
عندهُ شيء وكأنهُ لا يعرفها أو لا يهتم لأمر تلك الصدفة...عضت على شفتيها بغضب قائلة بصوت أجش
- ماذا تفعل بالقرب من بيتي يا سيد دانيال..؟
نظر لها بنظرات اشعرتها أنها غبية ثم أعاد نظراته لصغير الذي بدى عليه الحيرة وهو يحدق بهما معاً ابتسم لصغير قائلاً بلطف
- هيا أيها البطل أذهب وألعب مع أصدقائك
رد الطفل ابتسامة عريضة وهو يسير مبتعداً عنهما قائل
- حسناً يا سيدي شكراً على الحلوى اللذيذة تعال دائما لحارتنا نحنُ نحبك كثيراً
اكتفى بابتسامة رداً على الصغير ...ما إن أختفى الطفل عن نظراتهما حتى أعاد نظره لسلين التي كانت لا تصدق ما سمعته قبل ثوان من الطفل أيعقل أن هذا الطفل كان جاداً
بحديثه .؟. هل وزع الحلوى على اطفال الحارة وكسب حبهم ؟ قالت بغيض
- توقف عن تقديم الخدمات الخيرية في هذه الحارة فمهما ما فعلت لن تستطيع خداع سكان الحارة الطيبين بك فهم يكرهون معاشرة أمثالك
رفع إحدى حاجبيه و استدار ليحدق بها بشكل أوضح عقد ساعديه أمام صدره وهو يقول محدقاً بها
- أيغيضك ذلك .؟. اشتدت عينيها إحمراراً بفعل الغضب فاكمل على كل حال عليهم أن يعتادوا على ذلك ومن يدري عن قريب ربما امتلك بيتاً من حارتهم
كادت أن تفلت شتائم من فمها إلا انها قبضت على يدها بقوة متمالكة أعصابها واستدارات لتعطيه ظهرها بعد أن فهمت كلملاته جيداً تحركت ذهاباً
وأياباً وكأنها تفرغ الغضب ثم قالت
- لقد عرفت الآن بأني مالكة المنزل لا أعتقد بأنك تصر على شرائة في الوقت الراهن
قال ببرود مما أغضبها
- أريد إلقاء نظرة على المنزل من الداخل ثم لنتفق على السعر المناسب
زفرت بضجر قائلة
- منزلي ليس للبيع
- بل هو كذلك دعي تصرفات الأطفال هذه ولنتفاهم بالداخل
ازعجها الثقة في كلامه فقالت بعناد
- لن تجبرني على ذلك هــ......
اطلقت شهقة ذعر عندما اطبقت قبضته القاسية على ذراعها ...أعاقتها قبضة يده القاسية عن الحراك فاستغل عدم قدرتها على الحراك مستعملاً يده الأخرى ليأخذ حقيبتها رغم
عنها لم يأبه لتهديداتها ... ثوان فقط حتى أعاد وضع حقيبتها بين يديها ...راقبته بذهول وعينيها مركزة على الشيء الموجود بين اصابعه.. المفتــاح.. اسرعت تمنعه من الدخول
عندما ادخل المفتاح في الباب ...فتح الباب ليدخل إلى حديقة صغيرة بدت ازهارها ذابلة ثم توجه إلى الباب الرئيسي ...ما إن فتح الباب حتى جرها إلى الداخل
بالقوة مغلقاً الباب خلفه بعنف صوت انطباق الباب القوي في الظلام جعلها تنتفض وتصمت ليحل الهدوء فجأة بين الطرفين...برقت عينيه الرمادية في ظلام المنزل كالذئاب
و تبين شيء من ملامحه عندما اشعل ضوء الأبجورة الخافت ...انعكست الأضاءة على وجهه مظهرة ملامح وجهه الوسيمة ... استندت على إحدى الجدران محدقة به بذعر
أي شبح هذا ..؟ ظلت متسمرة تحدق به لدقائق و كأنها تريد استيعاب ما حصل مط شفتيه بازدراء قائلاً
- هل ستحدقين بي ملياً ..؟ اكمل بصوت أجش أبدو وحشاً مخيفاً لك إلا أني وحشاً غريب وحشاً وسيماً جذاب كمصاصين الدماء تماماً بلعت ريقها عندما اقترب نحوها
فتصنمت على الجدار عندما أكمل بتحذير بنبرة أخافتها احذري يا صغيرتي فمصاصين الدماء يتنكرون على هيئة بشر فاحشين الوسامة..
لوى شفتيه محدقاً بها فاغمضت عينيها برعب وهي تكره اللحظة التي قبلت رؤيته فيها ما هي إلا ثوان حتى شعرت بخطواته تبتعد عنها استدار فجأة وكأن شيء لم يكن
- هل يوجد إنارة أقوى من هذه ؟أريد إلقاء نظرة على المنزل
فتحت عينيها ببطئ متمنية أنهُ لم يلاحظ ذلك الأضطراب عليها.. حدقت بظله غير مصدقة أنهُ عاد إلى ذاك البرود فجأة ..امتدت يدها لتضغط على زر الأضاءة في الجدار ..
تبدد الظلام ليحل محله النور ليمنحها بعض القوة ...سارت متجاوزة أياه محدقة به وهو يتنقل من مكان إلى آخر في الصالة حدق بالأرائك البنية مغطاة بالغبار تجولت عينيه
على الستائر بلوني الأبيض والبني الفاتح ثم عادت نظراته تستقر على جهاز التلفاز من الطراز القديم فوق طاولة سوداء..كان المنزل متواضع و لا يساوي شيء أمام جناحه
الفخم .. فحياتها منذُ أن ولدت تتميز بالبساطة بعكس دانيال تماماً منزلهم كان عبارة عن صالة صغيرة وغرفتين بالأضافة إلى مطبخ وحمام متواضعين بأثاث متواضعة جداً
إلا أنها عاشت بنعيم بهذا المنزل و كأنهُ قصراً من ذهب ..راقبته وهو ينتقل من الصالة إلى غرفتها .. ثم إلى المطبخ و إلى الحمام .. وعندما وصل لباب الغرفة الثانية امتدت
يده على مقبض الباب قبل ان تدس يده المقبض توقف أثر صراخها المفاجئ
- توقف ..تصلبت الدموع بعينيها وهي تقول بغصة أرجوك لا تدخل
التفت لها ببرود ثم أعاد نظره إلى الباب وكأنهُ لم يسمع شيء... دس بيده على مقبض الباب فاصدر صوت نتيجة لفتح الباب جعلها توضع كلتا يديها على أذنيها بألم ...أغمضت
عينيها وكأنها تريد الهرب فقط ...يا ألهي كم كرهت هذا المنزل خيال والدتها يتراء بعينيها فور انفتاح تلك الغرفة ..لم تلاحظ تلك العينين التي كانت ترمقها بنظرات غريبة ..هتف
ببرود مما جعل بركان غضبها يفور
- هل هي غرفة والدتك ؟
أعاد نظره نحو الغرفة الصغيرة المرتبة إلا أن الغبار كان قد غطاها دليل على عدم دخولها منذُ فترة جنت عندما رأتهُ يدخل الغرفة ويحدق بها إلى السرير المرتب الذي يتوسطها...
والمراءة المعلقة ....وبعض ادوات الحياكة ... اقمشة مرتبة فوق منضدة ...دولاب متوسط ..ثم. استقرت عينيه على برواز فوق طاولة خشبية بداخله صورة لمرأة
جميلة تحمل بيدها طفلة صغيرة ذات سنوات خمنها خمس اعوام أو أقل لاحظ الشبه الكبير بينهما فتلك الملامح نفسها ابتسم تلقائياً محدقاً بالصورة ملياً..امتدت يده لتحمل البرواز
رفع البرواز بيده متأملاً الصورة قبل أن يفاجئ بصراخها
-اترك الصورة بمكانها ..صرخت بصوت باكي إياك أن تلمسها
عندما حدق بها دون أن يفعل شيء سارت نحوه بعنف ...ثم مدت يدها لتأخذ الصورة ..جنت عندما رفع الصورة بيده ليمنعها من أخذها ولأن طولها لم يكن مقارن بطوله دفعته
بغضب محاولة أخذ الصورة ..لكن ما لم تتوقع حدوثه تعثره بالطاولة فاختل توازنه.. اغمضت عينيها فجأة مستمعة لصوت تكسير الزجاج عرفت بتلك اللحظة أنها تحطمت ..
خرجت من الغرفة متمالكة نفسها من الأنهيار فلحقها بعد ثوان توقعت منهُ الاعتذار إلا أنهُ لم يفعل دار بالصالة قائلاً
- بكم ستبيعيه ؟
كانت حقاً غاضبة وتتمنى الصراخ عندما سألها بكل برود انفجرت لتصرخ بجنون عليه
- أيها الوقح تدخل منزلي رغماً عني وتتفحصه كما تشاء ثم تسألني بكم قيمة المنزل ببساطة
استند على إحدى الجدران قائلا بملل
- اعتقد باني قرأت عرض البيع في الأنترنت وعلمتُ أنَّ مالكة المنزل تحاول بيع المنزل منذُ مدة مرت عينيه في المنزل ثم اكمل بجدية ..أنا حقاً جاد بكلامي
أريد شراء هذا المنزل مهما كان تكلفته
انفعلت قائلة
-انت تحلم ..لن أبيع هذا المنزل للأنذال أمثالك
لم تعرف كيف استطاعت وصفه بالنذل بدون خوف رغم علمها أنهم منفردين معاً اتسعت عينيها ذعرا عندما اشتد الغضب بعينيه أذاب الجليد بلحظة واحد مشعلاً
لهيباً يحترق بعينيه التي ضيقت وهو يلوي شفتيه بغضب بلحظة واحدة قطع المسافة بينهما جاذبا إياها نحوه بعنف قائلاً بوحشية
- انظري إلي سلين
نطقه لاسمها بدون ألقاب بصوته الوحشي جعل القشعريرة تسري بجسدها ...عجزت عن دفعه متخدرة برائحة عطرة الرجولية التي هزت عرشها ...قربه منها
جعل طرقات قلبها تدق كالطبول وهي تشعر بالعرق يتجمع بجبينها... انزلت عينيها إلى الأرض متجاهلة النظر إليه فارتعشت عندما امسك وجهها بين سبابته
و إبهامة بلمسة قاسية مجبراً إياها على النظر إليه تأملت عينيه التي تغير لونهما الرمادي بفعل الغضب فوجدت نفسها ترتعش بين يديه كالفأر العالق بالمصيدة
انحنى قليلاً ليهمس بأذنها بصوت اشبه بفحيح الأفعى
- أنتِ ستبعين هذا المنزل .. ستكفين عن عنادك و ستتركين تصرفات الاطفال هذه وستبيـعيه بكامل إرادتك
تصلبت بمكانها من انفاسه التي حرقت بشرة وجهها الناعم غمغمت برعب
- اتركني أرجوك
رمقها بنظرات تفحصية مُتلذذ بتعذيبها قبضة يده اشتدت على كفها حيث استطاع تحريكها ببطئ ليحاصرها على الجدار ابعد أصابعه عن وجهها و لوى شفتيه بنصر محدقاً
بفريسته المرعوبة لو كانت فتاة أخرى لأظهرت نعومتها محاولة إيقاعه برقت عينيه مكراً محدق بفتاة من صنف غريب أنها تمتلك جسد رائع وملامح جميلة كبقية الفتيات إلا
أنها لا تحاول إغرائه بل أنها المرة الاولى الذي يرى فيها فتاة ترتعب منه لمح الدموع بعينيها إلا أنهُ لم يبالي بشيء داعب خده بخدها ثم استقرت عينيه على عينيها
السوداوتان المتلألأة بالدموع مرت أنامله برقة على كامل وجهها
- هه .. قالها بسخرية مكملاً ألن تحاولي إيقاعي بشباكك فأنت على كل حال تمتلكين وسائل مغرية
تلك الجملة جمدتها بمكانها جعلتها تشعر بالواقع وتفهم جملتهُ جيداً شعرت بالاشمئزاز وكالعادة استعادت قوتها ودفعته بنظرات مليئة بالقرف لم تكن دفعتها قوية إلا أن دانيال
لم يمانع في الابتعاد عنها قالت مشمئزة
- أنت حقاً شخص لئيم هيا غادر المكان بسرعة قبل أن استدعي الشرطة عليها أن تلقيك في أحقر سجون المدينة قذارة
انفجر ضاحكاً ثم قال
- المرة الأولى كان على المدير فصلي من المعهد ضحك ثم قال لم أتصور انني استحق المكوث في أحقر سجن في المدينة لم اتخيل أن تكوني قاسية إلى هذا الحد يا فتاتي
فتاتي .. ! ربما لم يكن يعنيها إلا أن كلمته أثرت فيها كثيراً رمقته بنظرات حادة ثم استدارت لتعطيه ظهرها قائلة
- بالطبع كيف على فتى مثلك تربى في الترف والدلال أن يتخيل مكانته الحقيقة من أكبر قصور المدينة إلى أحقر سجون المدينة اكملت جملتها قائلة بحقد
أنت حقاً تستحق اقذر من ذلك
ظنت أنها ستؤثر فيه وبقوته أو حتى تخدش جزء من كرامته ظنت أنهُ سيغادر غاضباً إلا انهُ لم يفعل فقالت
- كما قلت من قبل .. منزلي ليس للبيع
رفع حاجبيه باصرار قائل
- وأنا قلتُ بأنك ستبيعيه
تحركت لتقابله على بعد مسافة متوسطة قائلة
- لمَّ تصر على شراء منزلي ..؟ هل ستحوله فندقاً صغيراً لاستقبال سائحاتك
ابتسم بازدراء قائلاً
- هل تظني ذلك .؟
عقدت ساعديها امام صدرها قائلة بثقة رافعة إحدى حاجبيها
- ربما تخشى ان تراك الصحافة مع إحدى عشيقاتك .. فالفنادق الضخمة لا تخلو من عدسات الكاميرا لهذا فضلت منزل متواضع في أحدى الأحياء التي يستحيل أن تكون إحدى
عدسات الكاميرا متواجدة فيها واصلت بحقد لكن يا سيد دانيال لن اسمح لمنزلي أن يكون ملاذك الخاص مع عشيقاتك اكملت بازدراء إذا كنت تشتاق لكرستين والجو لا يخلو لكما
حتى في الشوارع الهادئة فلن يخلو لكما في منزلي

ابتسم بسخرية متذكراً كلمات كرستين في هذا الصباح رفع حاجبيها محدقاً بها قائل
-لو كنتُ أبحث عن مكان اختبئ فيه مع عشيقاتي فآخر مكان قد ألجئ إليه هو بيتك
حدق بها ملياً ثم قال باستفزاز أن بيتك المتواضع لن يرضي غرور كرستين يا صغيرتي أو حتى إحدى عشيقاتي
ثارت دمائها رافضة فكرة اعترافه بعشيقاته النبيلات قبل أن تفتح فمها للكلام قال مقاطعاً
- أعدك أن هذا المنزل لن يكون ملاذ عشيقاتي سأجعله كما تحبين ...أخذ يتفحص جدران المنزل المليئة بالغبار الدليل الأكبر على خلائه من الحياة لفترة اكمل وعينيه تمر
على المنزل .... سيسكن هذا المنزل شخصاً يستحقه سيعيد الحب إليه والدفئ سيزرع الورود فيه بابتسامته الحنونه
لم تفهم مغزى كلامه لكنها تفضل الموت على تسليم منزل والدتها لهذا الشاب قالت بقسوة
- لن ارغم عن بيع منزلي لك اخــ...
قاطعها وهو يتحرك بأرجاء المنزل بثقة
- بل ستجبرين عندما تتثاقل الديون على كاهلك سترغمين على بيع المنزل.. اعرف جيداً بأنك متحملة بالكثير من الأموال بسبب تكاليف علاج والدتك بالاضافة إلى تكاليف الجامعة
حدقت به مصدومة قائلة
- من قال لك هذه المعلومات.. ؟ !
توقف عن الحركة و هو يزيح الستارة مغمضاً عينيه من الأغبرة و يفتح النافدة ليدخل قليلاً من الهواء إلى المنزل نظر للأطفال في الشارع ثم قال
- لا اقدم على خطوة قبل معرفة المعلومات الكافية اطلبي المبلغ الذي تودينه وسيكون جاهزاً وارجو أن تتناسي من أكون على الأقل حتى نوقع على عقد البيع
- أنت لن تغريني بمالك القذر
ابتعد عن النافدة وقال وهو يغلقها بصعوبة نظراً لنوعها القديم
- لم يسمى هذا يوماً بالأغراء أنني محتاج لهذا المنزل وانتِ محتاجة للمال ثم انَّ أموالي لم تكن يوماً قذرة فأنا كما سمعتي عني رجل أعمال وليس تاجر مخدرات قذر ..

كان كلامه صائب هي لا تطيق البقاء بهذا المنزل وكلما فكرت به تجمعت الدموع بعينيها لذكرى والدتها ولم تحضى يوماً على مشتري يستطيع دفع لها مال يستحق قيمة المنزل هاهي
الآن تحصل على مشتري غريب الأطوار مستعد ليدفع لها المبلغ الذي تريده .... تذكرها فقط لديون التي ارهقتها و أنها حتى الآن غير مستقرة تعيش بمنزل صديقتها و مصاريف
الجامعة ... كل تلك الهموم لم يكن لها علاج سوى القبول بعرض هذا المشتري هي لن تكون جشعه و تستغله ستطلب مبلغ يناسب حجم المنزل قالت بتردد
- موافقة

ابتسم بنصر
- جيد
رفعت رأسها بشموخ قائلة
- لكن بشرط ...عليك أن تعدني بأن لا تحوله إلى مزبلة
- ليس من حقك الشروط ... لكنني أعدك بذلك حدق بساعة يده ثم قال علي الذهاب الآن ...ختم كلامه بثقة ....سنلتقي
استمعت لصدى خطواته على الأرض تختفي شيء فشيء أغلق الباب خلفه تاركاً إياها بحيرة غريبة لماذا قبلت ؟ لماذا لم تطرده .؟ بل لماذا كانت ضعيفة .؟ مسحت
دمعة تليها دمعات آخرى نزلت من أجفانها لتحرق خدها البارد حدقت بالمنزل مراراً وتكراراً مودعة طفولتها اعادت خصلات شعرها إلى الوراء مغلقة نور المنزل
وهذه المرة ربما إلى الأبد .. ! ... تم ^ـــ^
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ[/frame]
السمو2000 likes this.
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-22-2017, 08:18 PM
 
[frame="7 80"]البــارت الثالث
.........................
بين النـيران
.........................
الكـتـابة .. مشاهدة التلفاز ... التحدث على الهاتف ... المذاكرة... أكثر من أمر مسلي و ممتع لم ينجح في صنع الأطمئنان في عقلها الصغير انقبض قلبها ليحذرها من الكثير .. لكن
من ماذا ..؟ .. هي نفسها لا تعرف سر هذا القلق الذي ينتابها بعد تلك الليلة العاصفة ...منذُ تلك الليلة و صدى صوته في أذنيها ..تلك الملامح الوسيمة لا تبتعد عن خيالها .. كيف
لها أن تهدأ وتشعر بالأطمئنان ؟..دامت ستبيع منزلها بعد ساعات لشاب اقسمت أنهُ وحشاً مفترس .. السؤال الذي يحيرها دائماً عن سبب اصراره لشراء المنزل .. كيف لهُ أن
يتنازل ليشتري منزل بهذا الحجم الصغير و بتلك الحارة المتواضعة ...لا بل يصر على شراءه بأي قيمة حتى لو كانت تضاعف سعره اضعافاً مضاعفة .!. هي لن تصدق بأنهُ
يحب التواضع ..حتى لو كان ذلك فهو بالتأكيد لن يبذل قصاة جهده بإقناعها على البيع ... جزء بداخلها يحدثها أن هناك سبب خاص يدفعه لذلك ..لازال شعور يحدثها بأن ترفض
بيع المنزل كما تقول كاثرين التي صدمت بالمشتري الغريب ..فركت يديها محدقة بالغرفة التي تتشارك فيها مع كاثرين في الوقت الراهن .. يا طالما كانت ضيف مرحب به في
منزل كاثرين وأخاها إلى أنها تشعر بأنها حمل ثقيل عليهما .. لن تكون أنانية كثيراً... عليها بيع المنزل لتبدأ حياة في منزل يكفيها بمفردها .... من المستحيل أن تتأخر أكثر في
المكوث في هذا البيت ... فسيمون لازال شاباً ابتدئ بالعمل منذُ فترة بسيطة لن تفكر بنفسها فقط .. استيقظت من سرحانها على صوت طرقات الباب الخفيفة هتفت قائلة
- تفضل
أطل بوجهه اللطيف لينظر لصديقة أخته قال مبتسماً بتهذيب
- أيمكنني الدخول ..؟
رسمت ابتسامة تقدير لسيمون قائلة
- بالطبع .. تفضل
ابتسم وهو يدخل الغرفة جالساً بجانبها على السرير ثم قال
- ما بال سلين اليوم ..؟ أكمل متحدياً أراهن أن ثمة شيء يشغل بالك ..؟
هزت رأسها بيأس قائلة
- أنا بخير لا تقلق علي سيمون
ربت على كفيها كأنه يواسيها يا طالما أحبها كأخت ثانية له.. ثم قال
- سلين..تبدين مضطربة أتريدين حقاً بيع المنزل .؟
ردت مندفعة
- بكل تأكيد ..
تجولت عينيه بشك محدقاً بها كأنهُ يريد معرفة الحقيقة من عينيها ثم قال
- اسمعي يا صغيرتي .. لقد علمتُ من شقيقتي كاثرين أنك ستبعين المنزل من أجل مصاريفك و أنك تظنين بأنك عالة علينا قبل أن تفتح فمها لتعترض شد على كفيها الصغيرتان
بكفيه كأنهُ يريد أن يخبرها بأنهُ معها دائماً ويشعرها بالقوة قائلاً إذا لم يكن لذيك عائلة فنحنُ عائلتك ..سلين ستبقين أختي الثانية أنا متكلف بحمايتك كما اتكلف بحماية كاثرين
لذيك ساعات تفصلنا عن عقد بيع المنزل يمكنك تغيير رأيك يا سلين
أثرت كلماته عليها كثيراً جعلها ترسم ابتسامة من أعماق قلبها شاكرة الله الذي لم يبقيها وحيدة حتى بعد وفاة والدتها
- أنتما حقاً عائلتي
فتح ذراعيه لها فرمت نفسها عليه لتضمه بقوة ربت على شعرها مستمعاً إليها قائلة
- أنت حقاً أخي يا سيمون لو لم تكن معي أنت و كاثرين ربما لكنتُ أعاني من مشاكل نفسية بعد وفاة والدتي لكن ما أريدك معرفته هو أنني أريد الاستقرار
لقد قررت بيع المنزل حقاً هذا المرة

ابتعدت عنه بلطف متذكرة ذاك اليوم الذي طلبت منهُ أن يذهب معها إلى دانيال ليتفاهما جيداً كانت خائفة من مقابلة دانيال بعد آخر لقاء لهما فلجأت لسيمون الذي نجح بإمدادها
القوة وثقة النفس فاتفقوا على كل شيء ستبيع المنزل بكل شيء به مع أثاثه المتواضعة كانت متأكدة أنهُ سيرمي تلك الأغراض في أقرب زبالة ستصادفه فهي اثاث قذرة بالنسبة
لقصره الضخم رفعت نظرها لسيمون الذي يظن بأنها مضطربة لبيع المنزل ..بالحقيقة هي ليست كذلك ...هي مضطربة من المشتري الوسيم فقط ...!
........................................
استنشق عليل الهواء مستمتعا بطراوته و سار نحو سيارته براحة...ركب السيارة وأشغلها مستعداً لتحريكها ..رسم ابتسامة هادئة وهو يغمض عينيه لثوان ليريحهما قليلاً .. لم
يذق طعم راحة من قبل كما ذاقها الآن .. كيف لا.. وهو قبل دقائق قد سجل المنزل باسمه .. وأخيراً اشترى ذاك المنزل ..بعد عناء طويل في البحث ..تحركت السيارة لتغادر
من المحكمة ..ولأول مرة كان يشعر أنهُ محظوظ قبل أن يبتسم مجدداً ..قطعه رنين هاتفه منبأ بقدوم اتصال إليه ... تغيرت ملامح وجهه ليغمرها الملل منزعجاً من اسم المتصل
على شاشة الهاتف .. كرستين .. بفضاضة امتدت اصبعه لتضغط على الزر الأحمر ليقطع المكالمة ... لكن المتصل عنيد كما توقع ما هي إلا بضع ثوان أخرى حتى دوى
صوت الهاتف مجدداً ...هذه المرة امتدت يده لتضغط على الزر الأخضر رفع الهاتف لأذنه بينما استمر بالسكوت .. بقيت صوت انفاسه على الهاتف حتى استمع لصوت الأنوثي
الناعم يأتيه من الطرف الآخر قائلا برقة ممزوجة بالنعومة الفائضة
-دانيال ..اكملت عندما احست بسكوت الطرف الآخر ..لقد اشتقتُ لك لـ...
قطعها قائلاً بحزم
- أنا مشغول .. سأتصل بك لاحقاً
قبل أن يغلق الهاتف تدخلت لتقول مندفعة بسرعة قبل أن ينهي المكالمة
- لحظة واحدة..
تنهد قائلا بملل وعينيه مركزة بالطريق
- ماذا الآن..؟
- أبي يريدك..
حقاً هذا ما كان ينقصه في تلك اللحظة السيد جوزيف .. عض على شفتيه باستياء قائل
- لماذا لم يتصل هو بدل أتصالك..؟
عدلت من جلستها على السرير في غرفتها الأنيقة و كأنها تستعد لتــحدث معه بطريقة أخرى و جديدة قالت بضحك خفيف
- لم اسمح لهُ بذلك ... عندما صمت قالت بعشق ..وجدتها فرصة لسماع صوتك فطلبتُ من أبي تولي مهمة أخبارك
كتم شتيمة كاد أن يطلقها... لماذا عساها أن تفعل ذلك .. ؟ تلك الساحرة ..
- وبماذا يريدني السيد جوزيف في هذا الوقت المبكر ..؟
تمايلت فوق سريرها الكبير وهي تقول
- وبماذا سيريدك يا عزيزي..؟ هل نسيت العقد الذي وقع بيننا وبين شركاتكم ابتسمت مكملة بلطف مصطنع .. لابد أنهُ العمل ..لقد علم أبي من عمك أنك لم تذهب للجامعة اليوم

نعم ذاك العقد المشؤوم الذي دفع هو ثمنه بينما حضي الجميع فيه براحة و خاصة ان السيد جوزيف يمتلك فتاة لطيفة فاتنة كما يقال عنها رد عليها
- بلغيه تحياتي .. أخبريه بأني قادم
فهمت من كلماته بأنهُ سينهي المكالمة فقالت
- سأنتظرك بشوق
أغلقت الخط بعد أن أغلقه هو بدون أن يريد عليها ...تذكرت لقائها مع والدها في الصباح عند طعام الإفطار عندما سمعت أنهُ يريد دانيال اليوم اصرت على أنها هي من سيتصل
له وكما توقعت رحب والدها و والدتها السيدة روندا كثيراً بتلك الفكرة ... وقفت من على سريرها محدقة بنفسها بالمرآة .... حركت حاجبيها بعد اقتناع بمظهرها الخارجي..سارت
نحو خزانة ملابسها لتخرج لها ثوباً بنفسجي جميل جداً... لم تأبه أنهُ كان كاشف لساقيها فهذا ما تريده عند رؤية دانيال ..حدقت بالثوب ملياً مقتنعة به ثم ارتدته متأملة طوله الواصل
لفوق ركبتيها .. وبما أنه لم يكن بأكمام طويلة أظهر جسدها المشرق ... مشطت شعرها الواصل لكتفيها بأناقة ..ثم وضعت أدوات التجميل لتضيف من مظهرها جمالاً .. بدت
حقاً فاتنة ..ألقت نظرة أخيرة نحو المرآة و رشت العطر النسائي في أنحاء جسدها ..وسارت تتمايل بكعبها العال نازلة من الطابق العلوي .. بابتسامة مشرق سارت لتجلس بالقرب
من والدها على الأريكة الذي ابتسم فور اقترابها منه ثم قال بمكر
- ما سر هذا الجمال يا ابنتي ..؟
أخذت المجلة وبدأت تنتقل من صفحة لصفحها وهي تقول بدلال
- أنني جميلة دائما يا سيد جوزيف .. أو أنك تشك بذلك يا أبي الغالي
اطلق ضحكته الرجولية وهو يقربها إلى صدره ويلمس شعرها الأشقر بيده قائل بخبث
- أقصد تلك الابتسامة العذبة
ضحكت فور أن فهمت كلماته ثم اعتدلت لتبتعد عن صدره بلطف قائلة بغنج محدقة به
- اممم ... وماذا تعتقد يا والدي الغالي..؟
غمز بمكر قائلاً
- سيأتي .. أليس كذلك..؟
انفجرت ضاحكة برقة ودلال و هي تضع ساقاً فوق ساق قائلة
- أنهُ في الطريق ..
برقت عينيه لمعانا بسعادة ابنته امتدت يده لتداعب شعرها مبتسما بلطف... أتاهما الصوت القادم من خلفهما هاتفاً بحب
- كأني سمعتُ قدوم الأمير إلى فلتنا يا زوجي العزيز

اطلق ضحكاته وعينيه تتجولان بين زوجته وابنته الوحيدة ...استطاعات بمهارة تمثيل الخجل المصطنع وهي تقول بنعومة ممثلة الخجل
- اه .. امي اعتقد انك تبالغين بعض الشيء
اطلقت ضحكة فاهمة لما يدور بعقل ابنتها وهي تسير مقتربة لتجلس بالقرب منها ثم قالت بخبث
- اوه .. حقاً ... لماذا غيرتي ملابسك إذن ...تفحصت بعينيها ملابسها الجديدة و الجميلة غمزت بلطف قائلة أنتِ مدهشة !
ضحكة والدها جعلتها توجه نظرها له حيث قال ليرد على زوجته قائلاً
- بالطبع ... تلك الملابس لم تكن تليق بمستوى دانيال الراقي
عدلت السيدة روندا جلستها على الأريكة لتحدق بكرستين ثم قالت
- ابتسمي يا صغيرتي .. اثيري جنونه ... امتلكي قلبه وسيطري عليه كما سيطرت الموسيقى عليه تماماً ...
وقفت من على الأريكة مكملة سأذهب للخدم سأحرص على إعداد شيء خاص لدانيال بإشرافي
اثري جنونه ... سيطري عليه ..امتلكي قلبه ...تلك الكلمات اشعرتها كم أن مهمتها صعبة إن الجميع منخدع بهما معاً أيعقل ان تسيطر عليه كما سيطرت الموسيقى عليه
إذا فعلت ذلك لشعرت أنها ملكة جمال العالم تحولت ملامحها لجدية غير ملاحظة لتغير التي طرأ عليها لمسات كف والدها على كتفها جعلها تستيقظ من شرودها لتنظر لوالدها
- ماذا كرستين ..؟ ألن تذهبي لإنتظاره بالحديقة ..؟ ابتسم قائل أعرف جيداً بأنك غارقة بحبه حتى النخاع ..
تغيرت ملامح وجهها لتقول بعدم إطمئنان
- وماذا عنهُ يا أبي..؟
ربت على كتفيها وهو يقول مطمئنا
- هل أنتِ قلقة من هذا الشيء فقط.؟ أحقاً لازلت تشكين بعلاقتكما .؟
ردت بحزن وقلق متصنع
- اي علاقة با أبي ..؟ إذا كان حتى الآن لم يفتح سيرة أي ارتباط بيننا ولا أظنهُ سيفعل ..!
بثقته المعتادة رد مبتسماً و كأن الأمر قد حسم
- لا بل سيفعل ..عن قريب ستريه يكتب أجمل المقطوعات لكِ سينسج لك أجمل مقطوعات الغزل...
نظرت لوالدها بدهشة قائلة
- من أين لك كل هذه الثقة ..؟
ضحك بخفة قائل
- أنتِ لا تعرفين كم يتحدث السيد كاسبر عنك كلما ألتقينا ...سوى في عمل أو غيره أنهُ يحب ذكر اسمك وسيرتك عند التحدث عن دانيال و كلما تمنى الحياة الزوجية
لابن اخيه يتعمد ذكر سيرتك حتى زوجته منجذبة لك يا كرستين.... أنتِ تحت الأنظار بل أنتِ في عينيهما زوجة دانيال المستقبلية ....إن دانيال يعرف كل ما يدور برأس
عمه و والدته بل يعرف أن الذي بينكما هي علاقة اشبه بالخطبة لو كان يعارض و لو كان لا يحبك لرفض بشدة ما يدور برأس عمه وأمه إلا أنني متأكد أن السيد كاسبر يعرف
كم يعشقك دانيال لذلك يمهد بكلماته علاقتك مع ابن اخيه ربما يكون الوقت غير مناسب لأعلان الخطوبة لكن أعدك بأنهُ سيفعلها في أول فرصة أنتظري قليلاً سيأتي لك كالأمير
حاملاً خاتم الزواج في أقرب وقت
أرادت في تلك اللحظة أن تضم والدها بكل قوتها كلامه مدها بالدعم إلا أن الشك كان يداهمها فدانيال لو كان يحبها لأثبت فعلاً أنهُ يحبها إلا أنها لا ترى ذلك ...ما يجعلها
تنتظر هو إدراكها بطباع دانيال الأنطوانية التي تجعله يختلف عن بقية الشباب رسمت ابتسامة وهي تقف مستعيدة ثقتها قائلة
- عن أذنك أبي ..
اعطاها ابتسامة فسارت برشاقة بكعبها العال خارجة إلى الحديقة تعالت ابتسامتها عندما رأت سيارته السوداء تدخل الفلا.. ترجل من السيارة خارجاً بعد أن أعطى المفتاح
للبواب ليقود سيارته للكراج وهو يشكره بتهذيب....عقدت ساعديها أمام صدرها و هي تتحرك محدقة به و هو يكلم البواب كان يبدو هادئاً جداً وسامته كانت فاحشة بملابس
أنيقة ليست ملابس رسمية السروال الأسود الجينز مع قميص بنفسجي مشمر اطراف أكمامه إلى نصف ساعديه و إحدى يديه تمسك بمعطفه الجلدي كما سعدت بهذه المصادفة
حيث طابق لون قميصه لون ثوبها البنفسجي مرت عينيها عليه بإنجذاب وهي تسير نحوه بنعومة مبالغة راسمة أحلى ابتسامة متمالية بجسدها الرشيق
- مرحبــاً
فور استماعه لصوت الانوثي حتى استوعب وجودها امامه تجولت عينيه على جسدها ثم أشاح نظراته عنها ببرود ماحياً جمالها بنظراته اقتربت نحو اكثر لتقبله على وجنتيه
قائلة بنعومة
- صباح الخير .. أهلاً وسهلا بك
ابتسم لها بهدوء قائل
- صباح الخير
سار بعدها إلى الأمام فسارت معه منزعجة بانه لم يفكر بتقبيلها حتى قبلة واحدة .. إلا أنها أخفت ذاك الشعور متيقنة أنهُ لا يفيد مع دانيال توقف فجأة عن السير
فانتفضت الأفكار برأسها بفضول لمعرفة سبب توقفه عن المشي إلا أنهُ خيب أمالها عندما قال
- هل السيد جوزيف بالداخل؟
خابت أمالها ثم قالت بغيض كتمته بصعوبة
- ينتظرك في الداخل
هز رأسه ثم سار معداً نفسه لمن يوجد داخل الفلا وكما توقع السيدة روندا في أنتظاره ترحب به فور دخوله للفلا ابتسم برسمية وتقدم نحوها انحنى ليلقي التحية
عليها مستمع لترحيبها لم يلحظ تلك الأعين المحدقة به بشغف صوته الرجولي عندما كان يرد عن اسئلة والدتها كان جذاب لدرجة انه استطاع أن يهز كيانها
انتبهت لصوت والدتها
- دانيال .. تفضل لنتحدث بالداخل لن تبقى واقفاً
- اه .. سيدتي أكمل بأعتذار قائل أنا أعتذر لا أملك الوقت الكافي أريد رؤية السيد جوزيف لقد طلبني كما سمعت
قالت باستفهام
- سمعتُ أنك قادم من المحكمة .. هل وجدت المنزل الذي تريده..؟
كبت ثورة غضب وهو متأكد أن والدته هي من أخبر السيدة روزا فقد سمعته يتحدث بالهاتف على عثوره على المنزل قال بهدوء
- نعم .. قبل دقائق سُجل باسمي
- أه .. فركت يدها بشعرها وهي تقول لكن لماذا تبحث عن منزل دانيال لقد حيرتنا جميعاُ..؟
أشاح نظراته عنها ليقول بجمود موضحاً لها أنهُ لن يرد على السؤال بطريقة لبقه
- أين السيد جوزيف..؟
فهمت من نظراته أنه لن يجيب عليها و خاصة عندما أظهر انزعاجه من السؤال تدخلت كرستين بسرعة لتقول بتوتر مخفي بابتسامتها
- لتتفضل بالأول إلى الداخل ..

دعي الشاب يستنشق قليلاً من الهواء يا صغيرتي

التفت مع دانيال لصوت القادم من أعلى السلالم كان السيد جوزيف يبتسم لهم وهو ينزل من السلالم سائراً نحوهم ابتسم بمزاح مكملاً
-لن يهرب بكل تأكيد .. ساسرقه دقائق منك لنتحدث ببعض أمور العمل ...ثم ليبقى معك كما يشاء غمز لهما بابتسامة تسلية ثم وجه نظره لدانيال مكمل أليس كذلك..؟
صمت قليلاً ثم قال ليرد
- مـاذا ..؟
صدمت كلمة ماذا كرستين كثيراً بينما ضحك السيد جوزيف ثم قال
- ابنتي لن تهرب يمكنك البقاء معهما كما تشاء بعض مناقشة بعض الامور
لم يوجه نظراته لكرستين بتاتاً حول نظراته إلى برود و اكتفى فقط بهز رأسه وسـار مع السيد جوزيف إلى المكتب ليناقش بعض أعمال الشركة تاركاً خلفه فتاة
كادت تحترق بنيرانها وهي تحدق بجسده الذي ابتعد عنها ببرود
.................................
مشت بين الشوارع بخيبة أمل لا تعرف سببها .. بحزن سيطر عليها .. أو ربما شعور بالذنب ..لكن لماذا شعور الضيق يلاحقها ..؟ لقد حققت ما أرادته باعت المنزل
و سترد كل الديون التي كانت عليها .. ستستأجر شقة صغيرة وستعمل لجلب المال فور استقرارها ... بالتأكيد سيأتي وقت ينفذ فيه المال الذي حصلت عليه نتيجة لبيع
المنزل لذلك عليها إيجاد وظيفة مناسبة لها .. هاهي حياتها قد بدأت بالتيسر ...أين تكمن المشكلة ..؟ هل يؤنبها ضميرها لأنها باعت منزل والدتها لشخص قذر.. أناني..
لا يرى سوى نفسه... احست بالدوار و هي تقطع الشارع دون النظر يميناً أو شمالاً ...لم تلمح تلك السيارة المـارة المتقدمة نحوها ...دوى صوت صرختها العالية في
شارع اشبه معزول من المارة... أحست بألآم فظيعة بجسدها و صوت لم تميزه فتحت عينيها بتعب ثم اغمضتهما بسهولة مستسلمة لعالم الظلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ها هو بين يديك لقد أتممنا عملنا .. قال ممازحاً ثم أكمل لم آخذه إلا قليل من الوقت التفت لدانيال ثم قال مبتسماً أنا اسف إذا كنتُ قد عطلت مكوثك مع ابنتي بالعمل يمكنك
أن تبقى معها كما تشاء الآن .. غمز مُكملاً لن يزعجكما أحد .. سـار بعدها بعد أن تأكد من ابتسامة ابنته السعيدة
رسمت ابتسامة ساحرة بعد مغادرة والدها الحديقة بينما كان هو يقف ببرود محدق بها بهدوء تقدمت نحو بتمايل قائلة بصوتها العذب
- أتمنى أن العمل لم يكن مزعجاً
حرك حاجبيه وهو يرمي معطفه على طاولة أمام المسبح في الحديق سار ليجلس على إحدى الكراسي حول الطاولة قائلاً
- ناقشنا بعض الأمور .. لم يكن متعباً
ضحكت برقة وهي تسير لتجلس بالكرسي بجانبه قائلة
- الجو منعش اليوم .. ليس مناسب لإرهاق العمل
تقدمت في تلك اللحظة إحدى الخدم حاملة كأسين من عصير الفراولة الطازج قدمتها لهما و غادرت بعد أن ألقت التحية باحترام شرب قليل من عصير الفراولة
قائلاً بانتعاش
- امم لذيذ..
التفتت له متأملة عينيه المغمضتين وهو يشرب كأس الفراولة بلذة قالت
- تبدو عطشاً ...
عدل من جلسته لينظر لها جيداً قائل
- انهُ منعش ..يناسبني بعد أيام شاقة من الأرهاق
قالت بفضول
- تبدو بمزاج جيد .. متأكدة أنك حصلت على منزل رائع
تنهد براحة وهو يقول
- ربما ذلك...
- إذن لهذا أنت تبدو لطيفاً اليوم
كتم ضحكة خفيفة كاد يفلتها قائل برواق
- اعتقد أني بمزاج جيد اليوم
قالت بحيرة
- لا أعرف لماذا تهتم بشراء منزل رخيص بمكان لا يليق بك بينما تعودت على الترف والدلال
تغيرت ملامح وجهه لانزعاج واشتدت عينيه غضباً شعرت بالخطر من تلك النظرات حيث أشاح وجهه عنها و هو يقف من على الكرسي
ويضع كأس الفراولة بغير نفس على الطاولة ليقول بجدية وهو يحمل معطفه
- سأذهب الآن ...
ادركت بالخطر ولامت نفسها كثيراً وهي تشتم بسرها غبائها على إغضابه عندما تحرك خطوتين ادركت ما سيفعل لحقته بخطوات سريعة لتقطع طريقه قائلة بسرعة
- أنا آسفة ... حدق بها بدون اقتناع فاكملت اقبل اعتذاري لن اتكلم بشي يزعجك بعد الآن
- لقد سبق أن فعلتيها عدة مرات
رد ببرود فخاب ظنها ...كما توقعت استاذ قاس بمعاقبة تلاميذه رفعت عينيها الخضراء لتحدق به جيداً عندما تحرك ليغادر امسكت ذراعه بسرعة لتمنعه من الرحيل
مما جعله يقول بنفاذ صبر
- ماذا الآن كرستين ..؟
- أرجوك ...لا تذهب أنا آسفة .. اضطرب صوتها وهي تكمل لن اكررها لكن لا تبتعد .. لا تبتعد دانيال
صوتها المليئ بالأسف اوقفه لثوان ..إلا أنه لم يقتنع جيداً حاول إبعاد ذراعه عنها بلطف دون جدوى قبل أن يبعدها بقسوة اوقفه الصوت المرأة المتوجهه نحوهما
دانيال لا تكن قاس ..
افلتت كفها من ذراعه وتحركا بسرعة نحو الصوت .. رؤيتها لوالدتها في تلك اللحظة أمر لم تتوقعه .. ألقت نظرة على دانيال الذي كان يبدو هادئ وهو يحدق بالسيدة
روندا التي كانت تقول
- ما بك يا بني ..؟ لتعذرها اليوم .. لا اعرف ما الذي اغضبك .التفتت لابنتها وهي تكمل لكنني أعرف أن كرستين هي من اغضبتك
فتح فمه ليقول بتوتر
- سيدتي .. لم يجري شي .. لكن ...
قطعته قائلة بحزم لطيف
- لا أمر يستحق أن يشب شجار بينكما ليس من اللائق أن يغادر شاب مثلك فلتنا وهو غاضب
هز رأسه الخالي من أي التعابير وهو يتمتم
- لكِ ما شئت
لمح تلك الابتسامة التي لمعت بشفتين كرستين و كأن الأمل عاد ..وسرعان ما غادرت والدتها حتى استغلت الفرصة مقتربة منه لتمسك أنامله وهي تقول بشوق
- دانيال.. نسيتُ أن أريك شي .. تعال معي
حدق بها بحيرة قبل أن يمشي معها استجابتةا لأناملها التي شدته داخل إلى الفلا ... ذبلت عيناه ليكسوها البرود فاستجاب لها فقط ... و هو ينتقل معها من مكان لآخر في
إنحاء الفلا الواسعة ...صاعداً السلالم ليسير معها في الطابق العلوي ..كان يستجيب لغمزاتها وابتسامتها راداً بملامح خالية من التعابير..ما إن وصل لتلك الغرفة حتى عرف
فوراً أين هو يا طالما دخل هذه الغرفة أكثر من مرة ..فتحت الباب قائلة بلطف
- أهلا بك .. تفضل
جر قدميه داخلاً غرفتها التي دخلها عدة مرات معها ... لم تُغير موقع غرفتها بل قامت بتغيير جذري لديكور ..لم يثير استغرابه ابداً التغيير العجيب للغرفتها فهي
تفعل ذلك كل ما ملت من غرفتها... تأملت عينيه الغرفة التي طليت باللون البنفسجي رائحة عطور الأزهار كانت جذابة و مريحة ... تأملت عينيه الغرفة لتستقر
على السرير الضخم ممزوج بلون البنفسجي والأبيض الذي يتوسط الغرفة الضخمة ثم مرت عينيه بالمنضدة متجة نحو التسريحة ..انواع العطور بألوانها المختلفة
كانت منتشرة على التسريحة بشكل جذاب الأرضية المغطاة بالسجاد البنفسجي .. والستائر الراقية متناسقة مع ديكور الغرفة بعد ان مرت عينيه على الغرفة بشكل
سريع التفت للخلف على صوت انطباق الباب خلفه .. ألقى نظرة تفحصية لها متفحصاً منظهرها بفستانها الخالع .. أحست بالسعادة تغمرها عندما كان يحدق بها
بنظرات اشعرتها بأن جمالها الطاغي أثر به ..تمايلت بالمشي وسارت لتقابله بينما ارتفعت يديها حول عنقه أشبكت أناملها حول عنقة وهي تهمس بجراءة
- لو تعرف ما يجري بقلبي يا دانيال.. اي بشر أنت ..؟ ماذا تفعل بي يا رجل..؟
ألتوت شفتيه باستهزاء بينما لم يتحرك ليبعدها عن جسده و كأنهُ يسلي نفسه قليلاً ..استمتعت بنظراته التي اشعلت نيرانها .. احترقت بشرتها بانفاسه عندما
مال بوجهه هامساً بأذنيها بصوت خافت كخرير الماء
- ترغبين بي بشدة .. كرستين ..
عندما هتف باسمها بصوته الجذاب وجدت أن اسمها هو افضل اسم بالعالم ..نظر لها بعينيه الرماديتين بينما ارتفعت كفيه لتمسك وجهها بين يديه متأملاً وجهها جيداً
أحست بالحرارة تسري بجسدها .. غير قادرة على مقاومة لمساته على وجهها ..همست بعشق
- أرغب بك ..! .. أنت مخطئ أنا أريدك لي فقط .!. أريد دمج روح بروحك .. ! أريد أن أحضى بحنانك و عشقك ... أرجوك دانيال أغمرني بحبك
اسمعني أحلى مقطوعاتك ..أعشقك وأعشق كل ما تحبه .. أعشقك وأعشق عالمك بكل ما فيه ..
بلحظات واحدة أنها كل شي مبعداً إياها بلطف عنه ..طعنها بسهولة كما يفعل كالعادة ..يجرح كل من أمامهُ باسلوبه ...
كان يسير بالغرفة ذهاباً وإيابا حتى توقف امام النافدة متأملاً جو الحديقة في الخارج ... اسند جسده الى النافدة مديراً رأسه لينظر إلى كرستين ...واقفة على بعد مسافة
متوسطة منه...مرر أنامله على شعره الكثيف و أعاد نظره لنافدة ليقول مغمغما بجدية بدت من صوته الجليدي
- لا أجد ما يرضيني.. لم أعثر على شيء ثمين يرضيني بما فيه الكفاية .. حرك رأسه ليحدق بملامحها المذهولة مكملاُ بسخرية هه .. أليس هذا أمر مضحك..! ؟
شاب بمكانتي يحصل على كل ما يريد .. إلا انني لا أعرف ما أريد .. أنا كالغواص أبحث عن لؤلؤ فريد و عندما أحصل عليه أرميه بأعماق البحار بغير اكثراث لثمنه
الباهض.!. أنا غواص طماع ..! لم احب يوماً جمع اللؤلؤ .!. أنا اطمع بلؤلؤ حقيقي ..فلاشيء يستحق حبي له .. سوى البيانــو...!

و كأن هناك من صفعها بكلماته الغريبة .. أغمضت عينيها بألم عاجزة عن فهم كلماته جيداً.. إن كل حواسها تدعوها لرفض ما يقول .. لعدم الاستيعاب .. لا ولم ترد
أن تفهم كلمة مما قال ..شعرت بعيناه تستقر عليها بهدوء ..نظراته عندما يراها تشعرها بأنها فاتنة حقاُ .. أنها حقاً تثيره بجمالها .. لكن الكثير من سماته .. تجعل الامور
أشد تعقيداً و تشوش تفكيرها .. فتسمح للأوهام السيطرة عليها ..
ابتسم ابتسامة جانبية عندما حدقت به بثبات بخلاف ما يجري بداخلها فسار ليجلس على السرير و هو يقول
- ماذا ستريني ..؟
تذكرت بثوان أنهُ لم ينسى سبب قدومه لغرفتها .. فابتسمت متجاهلة كل شي ممتجهة بسرعة نحو خزانة فتحتها قائلة بمرح
- امم .. ماذا تتوقع ..؟ ...
تتبعت عينيه جسدها وهي تخرج شي من الدولاب وتسير بخطوات رشيقة لتجلس بالقرب منه على السرير .. حدقت عينيه بما اعطته ..
- ألبوم صور !
ادار رأسه ليحدق بها بتعجب ..هتفت بعشق
- افتحه ..
أعاد نظره للألبوم فيما أمتدت أصابعه يده تفتح الألبوم .. استقرت عينيه على أول صوره له مع كرستين و كما تذكر كانت في آخر سفرة له معها قبل فترة ..أخذ يقلب
الألبوم لينظر لصور المنتشرة به .. لقد نسي أمرهم تماماً .. لم يهتم لو نشرت تلك الصور بالمجلات .. كل صور كانت وهي قريبة منه بصورة حميمة .. لا يتذكر بتاتاً
أنهُ كان يصدها عنه .. صحيح أنهُ لم يبادر هو بالأول بقربها إلا أنهُ لم يمانع أن تقترب كرستين منه .. توقف على إحدى الصور على همساتها التي تخلخلت مسامعه
كأنها نغم موسيقي
- ألا تذكر ..؟ .. كنت ودود معي يا دانيال ..
أغلق الألبوم مستشعراً بأنفاسها في وجهه .. اندهش من قربها الشديد منهُ حيث أنهُ لم يلاحظ ذلك من البداية بينما هي التي استغلت اندماجه مع الصور لتقترب منه
.. لمسات أناملها الرقيقة مرت على وجهه بنعومة فاستطاع النظر للون عينيها الأخضر الفاتح المقابلة لعينيه ...عجز عن فعل أي شي عندما رمت نفسها بين أحضانه بنعومة
فيما امتدت أناملها خلف ظهره لتمر على أنحاء ظهرة بإغراء و هي تقول
- اشعرني بشيء من الحنان .. أنت تحبني ترغب بي .. اخبرني بذلك
ابتعدت قليلاً عنه محدقة به منتظرة إجابة .. مررت أناملها على خده بلطف ..فصدمت أنها لم تجد أي نظرات حاقدة لها أو أي صدات كما كان يفعل .. بل وجدت عينيه
تائهة من لمساتها .. هل فاجئته ..؟ وجدت نفسها تحدق بشفتيه بإغراء ..لم تعرف كيف امتلكت الجراءة مجتازة الخطوط الحمراء عندما اقربت شفتيها من شفتيه بتردد
خوف من ردة فعله .. فدهشت عندما لم يفعل شيء .. بدون تردد اقتربت لتقبله قبل أن تلامس شفتيها شفتيه ...دوى صوت رنيين الهاتف ليشعرهما بالواقع .. عضت
شفتيها بانزعاج وهي تلقي الشتائم بسرها على المتصل .. بينما دفعها هو بلطف عنه مخرجاً هاتفه النقال من جيبه ..نظر لثوان لشاشة ... أمي ...امتدت أنامله ضاغطة على الزر
الأخضر رافعا الهاتف لأذنه بسرعة مستغرب من اتصال والدته المفاجئ
- مرحبا .. اشتدت عينيه وهو يسمع لقول والدته على الهاتف فرد مندفعا.. ماذا أمي ..؟ لابد انك تمزحين ....استمع لحديثها ثم أكمل كيف فعلتي ذلك ....رد بعدها على توسلاتها
بحنق .. وماذا سأفعل أنا ..؟ .. إن هذا يسمى غباء .. قبض على كفه بقوة وهو يستمع لتوسلاتها التي تزداد رداً باستسلام مسافة الطريق فقط سأكون عندك

وقف من السرير بغضب سائراً نحو الباب توقف قبل خروجه على صوتها تقول
- إلى أين .. ؟ سارت نحوه وهي تكره ذاك الاتصال المزعج .. وقفت أمامه قائلة ماذا حدث لتغضب هكذا
بانفعال رد
- الشأن ليس شأنك يا كرستين .. اكمل بنفاد صبر ابتعدي عن طريقي
علمت أن تلك المكالمة اثارت اعصابه .. فقالت
- ألن تودعني .. ألن أحضى بقبلة قبل رحيلك
كتم تزفيرة غضب .. عندما رأى ملامحها التي كانت تذكره بما كان يجري قبل دقائق مال نحو خدها ليقبلها بهدوء قبل ان يغادر الغرفة صافق الباب خلفه غير مكثرث
ببركان الغضب الذي فجره قبل ثوان بكرستين....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اااه ... تأوهت بألم و هي تفتح عينيها ببطئ بدأ العالم يوضح أمامها فور تخلخل قليل من الضوء لعينيها ليمحي الضباب ...ألآم الرأس كانت فظيعة ..و تشعر بالعطش ..
فتحت عينيها أكثر وأكثر وهي تمرر أصابعها على وجهها بثقل .. تبينت الصورة لها شيء فشي حتى بدت تتأمل المكان المظلم ...أنارات صغيرة كانت
تنشر ضوء خافت برتقالي ..ساعدتها على تأمل المكان قليلاً ..اتسعت عينيها محاولة تذكر شيء .. أين هي ..؟ ما الذي جرى ..؟ مررت كفيها على رأسها بعجز
عن التذكر .. شيء فشي بدأت تذكر قطعها لطريق بدون انتباه .. تتذكر سيارة مسرعة... لم تذكر شي أكثر من ذلك .. حدقت بالمكان برعب .. قبل ان تقفز من على
السرير بخوف ..كاتمة تأؤه من رضوض بجسدها .. سارت دون ان ترى شيء و بدون انتباه قبل أن تصدم بالنافدة المفتوحة .. هذا ما ماكان ينقصها حقاً صدمت
بالنافدة على رأسها افقدتها ما تبقى من توازنها ..من غير مقاومة سقط جسدها بسهولة قبل أن تتدخل يد قوية بسرعة لتحاوط خصرها مانعاً إياه من السقوط وبحركة
سريعة دس يده الأخرى تحت ركبيتها ليحملها بسهولة معيداً إياه فوق السرير ...
كانت اشبه بفاقدة الوعي .. تشعر فقط بحركات خفيفة حولها والعالم يتشوش أمامها .. دكتور .. دكتور .. لقد استيقظت .. تبدو.... كلمات بصوت خفيف كانت تستمع إليها
غير مستوعبة الحوار الذي يدور بجوارها ...
لم تعرف كم مر من الوقت وهي نائمة او ربما فاقدة للوعي ... استيقظت هذه المرة بوضوح... أحست أنها مستلقية على السرير... فتحت عينيها ببطء لترى رجل جالس على
الكرسي بجانب السرير الذي هي فيه
- كيف تشعرين الآن..؟
فتحت عينيها محدقة بالرجل الكبير ..بملابسه البيضاء .. كالأطباء ففهمت انهُ طبيب .. غمغت بتعب
- أحسن قليلاً... أشعر باألآم بجسدي
- ما كان عليك القفز من على السرير بكل قوتك لو لم ينقذك سيدي من الوقوع على الأرض لكنتي أشد سوء في هذه اللحظة
تذكرت تلك اليدين التي امتدت لتحملها قبل وقوعها على الأرض ... ثم أصوات خفيفة حتى فقدت الوعي مجدداً ..بلعت ريقها وهي تغمغم بتعب
- من أنت ..؟ ..... وأين ....أين أنا ..؟
تغيرت ملامحه توتراُ فيما تحركت عيـنيه لتلقي نظرة خاطفة نحو الجسد الواقف امام النافدة بهدوء ...أعاد نظراته لمريضته مدركاُ انها لم تشعر بوجود أحد غيره
معها بالغرفة .. ابتسم بتوتر وهو يقول
- لم تصبي بأي كسور كانت الصدمة خفيفة .. فقط رضوض خفيفة ..اعتقد أن سبب كل هذا النوم هو الأرهاق .. يجب أن تريحي نفسك قليلاً يا آنسة
ختم كلماته مع تحرك الجسد بخطوات هادئة بالغرفة الضخـمة ... يمشي على الغرفة تاركاً صدى خطوات أقدامه .. تفتحت عينيها ذعراً عندما اوضح لها ضوء الأبجورة
الخفيف بعض من تلك الملامح ... شدت على اسنانها بقوة فيما شعرت بارتباط لسانها... لم تستطع سوى توجيه نظرة حادة نحو الطبيب مستفهمة إلا انها صعقت عندما
قال الطبيب مبتسماً
- أتمنى أن تشكري السيد دانيال .. لقد حملك فوراً قبل وقوعك كنتِ قد تصدمين بطاولة زجاجية ..
كلامات الدكتور اسرت قشعريرة بجسدها عندما تخيلت أنها كانت بين يدين دانيال .. أنها تتذكر اليدين التي حملتها فوراً قبل فقد توازنها .. هل كان وسيلة لانقاذها من الموت
كلمات الطبيب الاخيرة جعلها تشعر بقيمة ما فعله دانيال عندما قال الطبيب مكملاً ...لو حصل ذلك لما كنتِ مفتحة العينين في هذه اللحظة... توقفت صدى الخطوات على الأرضية
فادركت توقف الفاعل عن التحرك .. رفعت نظرها نحوه فيما بقيت عينيه تحدق بها و كأنهُ ينتظر قنبلة ..برقت عينيه الرمادية في ظلام عينيه كالذئاب
فيما تسمرت هي تنظر له متجمعة كل قوتها ..أنها لا تتذكر سوى سيارة تصدم بها .. لماذا هي هنا ..؟ ألقت نظره نحو الطبيب وهي تقول بصوت أجش
- لماذا أنا هنا ..؟
توتر الطبيب محدقاً بها متذكر تعاليم وجهت إليه أثناء نومها نظر لدانيال الذي أشار له بنظرة بعينيه كدليل على ان يغادر المكان ابتسم الطبيب قائل
- عن أذنكما
جر قدميه الطبيب خارجاً من الغرفة متجاهلاً صرخات مريضته التي جنت عندما غادر الطبيب لتختلو بالمكان مع دانيال ... قفزت كالنمرة المتوحشة متجاهلة
الرضوض بجسدها فيما كانت تصرخ بجنون .. ليخبرني أحد بشيء .. ألا يفترض أن أكون في منزلي حالياً .. أنا بخير...استمرت تصرخ كالمجنونة غير محدقة بالذئب
الذي ينظر لها وهو مستند على خزانة ملابسه محدق بالثورة التي أمامه بهدوء ...قفزت تصرخ .. وسارت بالغرفة ذهاباً وإياباً كالأسد الحبيس بسجن من قضبان الحديد و جدت
نفسها تفرغ كل ما بداخلها بصرخة هزت الغرفة ختمتها برمي مزهرية زجاجية على الارض بعنف . . صوت صدى تحطم الزجاج إلى أشلاء دوى الغرفة ...انتشرت قطع
الزجاج بالغرفة .. وخمدت الازهار على الأرض ذابلة من غير ماء ... هدأت فجأة محدق بالباب الذي خرج منهُ الطبيب ألقت نظرة خاطفة نحو دانيال ثم ركضت
مهرولة نحو الباب ....قبل ان تمتد كفها لمعصم الباب ...امتدت يد قوية معترضة طريقها... اطبقت أصابعه القاسية على ذراعها بقوة جرها متجاهل شتائمها بالصمت
عندما اوصلها إلى وسط الغرفة اوقفها لتقابله ... كانت كالريشة بين يده حيث شل حركت مقاومتها بيد واحدة ...اضطربت انفاسها نتيجة للمجهود الذي بدلته في القتال
بينما ظلت عينيها متسمرة تحدق به ولم تشل يده حركتها فقط بل عقدت لسانها عاجزة عن الصراخ ..
- هل انتهيتي ..؟ ...اشتد صوته غضب قائل بصوت أجش مليئ بالغضب وهو يهزها بكفه بقوة ..هلا توقفتي عن هذه الحماقات قليلاً أيتها الطفل الرضيع ..
صمت قليلاً ثم اكمل بثورة قائل..... صـــراخ .....جنون .... إزعـــاج ... وتكسيـــير مـــزهـــ.....
توقف عندما لمح عينيها المغمضتين برعب .. وملامح وجهها التي اشتدت خوفاً .. لاحظ أنهُ يهزها بكل قوته و بصوته الغاضب ... منظرها وهي مغمضة العينين مرعوبة
اشعره بالضحك والتسلية ...كتم ابتسامة قائل بتسلية ...
- أتخافي مني..؟
عندما توقف عن هزها .. استعانت ببعض من القوة .. وخاصة عندما ادرك خوفها منه .. اشعرها هذا بالجنون ..رفضت الفكرة بعنف رفعت ذقنها بشموخ قائلة
- انا لا أخشــاك ... صرخت عليه .. اغرب عن وجههي حالاً
اندهشت بضحكته التي فجرها باستهزاء .. ذكرتها بمعهد الموسيقى .. اتسعت عينيها وهي تقول بحنق
- لماذا تضحك ..؟
واصل ضحكته ثم قال
- صححي المعادلة أيتها الصغيرة .. فأنتِ تحت ضيافتي اليوم .. عندما لمح نظرات الاستغراب والاستنكار قال باستفزاز ما رأيك بجناحي .. سلين ؟
جرت قشعريرة بجسدها عندما خرجت حروف اسمها من فمه بصوت فحيح الأفعى ... فيما جنت غير متفهمة انها في جناحه .. هل هي بقصره . . ؟ لا بل نامت على سريره
كم يبدو.. لـماذا ؟حركت رأسها بعدم استيعاب ..ثم اوقفت نظرها نحوه تفكر بطريقة الانتقام .. بطريقة تفرغ ما بداخلها من قهر ..بخطوتين فقط كانت قد وصلت لتمسك ذراعه بقوة
اتسعت عينيه محدقاً بما ستفعله عندما مالت بوجهها نحو ذراعه لم يفهم شيء خاصة عندما انسدل شعرها الاسود ليغطي ذراعه .. لم يشعر إلا بعضة قوية كادت أن
تقتلع جلده .. اغمض عينيه بألم من عضة يشك أن كلب مسعور لن يعض كعضتها حاول إبعادها عنه بيده الأخرى فوجد قوة اسنانها على يده تشتد لم يشعر إلا وهو
يدفعها لإخلاص ذراعه من اسنانها الحادة دفعها فتحررت ذراعه من اسنانها ما لم يتوقع حدوثه أن دفعته الخفيفة قد هرولت بجسد سلين لتفقدها توازنها لتوقعها بالأرض
ليصدم رأسها بحافة السرير ..نسي في تلك اللحظة عضتها التي سببت تشوه في يده .. هرول نحوها ومال بسرعة على الأرض مستمع لتأوهها من ألم ضربة الرأس
أخذ نفس عندما ادرك أنها لم تفقد الوعي مجدداً تمتم بهدوء
- أنك خفيفة .. كيف فقدتي توازنك بدفعه بسيطة أردت منها حماية ذراعي من كلب مسعور
لم يسمع أي صوت قادم منها ..شعرها كان منسدل ليغطي جزء من وجهها .. بينما جسدها مرمي على الأرض بجانب السرير.. مال نحو رأسها الواقع على طرف السرير
المصنوع من الخشب القوي ...اغمض عينيه عندما تحرك ضميره قليلاً ... كم شعر بالشفقة نحوها .. ماذا فعل هو..؟ تأملها ثوان ثم امتدت أناملة بتردد .. نحو وجهها همس
قبل أن تلامس اناملها بشرتها
- سلـــين ... ســ سلين
كرر اسمها بهدوء فلم يسمع اي رد منها تقدمت هذه المرة أناملها لتبعد خصلات شعرها عن وجهها ..
- إيــــــــاك و أن تلمسني
صرختها تلك ابعدته فوراً عنها ملاحظ قربه منها ... اشتدت عينيه عندما رآها تقفز دافعة إياه .. وهي تفرك بيدها الضربة .. تناسى شعور الشفقة عندما لمح كل تلك القوة
تعود بثوان لها...فيما ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيه .. وهو يراها واقفة امامه بعينين ثائرة ..مرر كفيه على شعره الكثيف وهو يشده مدهوشا منها قال بتهجم
- أيتها النمرة المتوحشة... ماذا تظنين نفسك فاعلة .. ها ؟.. أي طاقة لذيك ..؟ لقد فقتي من دقائق من حادث ..! ابتسم ساخر قائل على هذا اللسان السليط بأن يعرف
قيمة ما يقوله .. وإلا اقسم ان تكون نهايته على يدي ...
لم يخفو عليه ملامحها المرعوبة..إلا أنها كانت كالوحوش المفترسة .. أخفت تلك الملامح وهي تقول بصراخ متجاهلة كل شي
-... هل أنت من صدمني ..؟ تفاعل صراخها وهي تكمل وإذا كان ذلك لماذا أنا هنا ..؟
- لا تصدقي نفسك كثيراً ..عادة الضيوف المزعجين ليس مرحبين بهم في جناحي..
قالت باستفزاز
- بالطبع .. لا تستقبل بجناحك غير الوجبات الدسمة .. من يصل لذوقك .. استفزته اكثر مكملة بسخرية يا عـازف البيانو الشهير ...
كلماتها وصلت لهُ جيداُ .. الوجبات الدسمة كان تشبيهاً رائعة بفتياته الكثر كما تدعي سلين ..رفع إحدى حاجبيه مشداً على قبضته يده ... لم يعجب بكلامها تقدم
خطوتين للأمام فتراجعت للخلف .. ماحية الخوف منها رغم تلك التغيرات التي تتطرأ على وجه دانيال في تلك اللحظة ... قال
- ضيفة ثقيلــة ..! كلمة ثقيلة كلمة خفيفة تقال بحق فتاة مثلك... اكمل ساخر أنا فقط مضطر لاتحمل اخطاء سائق امي العزيزة . . هل تعلمين ماذا فعلت امي..؟
صمت محدق بملامح وجهها ثم اكمل بفضاضة
صدمتك واحضرتك لجناحي .. طلبت مني الاعتناء منك جيدا .. خشيت على أن تلتقط لها كاميرا الاعلام عن هذا الحادث وتدخل في داومة اسئلة ..
اكمل غير مهتم للقنابل التي يفجرها .. خشيت أن تكوني فتاة لعوبة و تألفي القصص الكاذبة عن هذا الحادث .. واخيراً احضرتك لجناحي لأقنعك بطريقة جميلة
على عدم تبليغ الشرطة بهذا الحادث...

كلماته كانت فظيعة .. هدأت فجأة غير مصدقة لما يدور حولها .. شحب وجهها اكثر محدقة به اكمل هو
- علمت أنها ابنها يمتلك خاصية جذب مثيرة .. لكنها كانت لا تعرف انها صدمت فأرة للعوب...!

فأرة .. ما باله يدعوها اليوم باسماء حيوانات ألم يكتفي بالنمرة .. والكلاب المسعورة.! وضعت كلتا يديها على أذنيها بعدم استيعاب .. ترفض الحقيقة ..ثوان فقط حتى ادركت
بالمرأة التي دخلت الغرفة و كأنها سمعت كل شيء من ملامح وجهها التفت للمرأة التي كانت تقول بحزم لدانيال
- بني.. لماذا تقول كل هذا الان ..؟ .. التفت لسلين وقالت بقلق هل انتِ بخير يا صغيرتي ..؟ لا تهتمي لما يـقوله دانيال
ابتسم بسخرية من كلام والدته ثم قال
- و هل كذبت ..؟ ألم تكن الحقيقة ؟
- بــ............
قطعتهما بصراخ يكفي.......... أرجوكما يكفي.... اتجهت عينيها نحو الباب المفتوح وبدون إي انذار هذه المرة هرولت متناسية كل ألآمها لم تكن تدري أين تمشي ..
ولأي مكان تذهب.. فقط نظرات الخدم كانت ترمقها بنظرات الاستغراب .. من سلم لسلم انتقلت... لم تجد نفسها إلا وهي واقفة أمام باب كبير زجاجي
توضحت لها الحديقة من الخارج ففهمت أنهُ باب الخروج من هذا المكان ...اجتازت باب الخروج راكضة بدون وعي .. بحديقة كبيرة جداً لم تعرف
كيف وصلت للباب الحديقة وكم ركضت للوصول إليه ...الذي لو تاجوزته لخرجت من هذا القصر..كل ما عرفته بتلك اللحظة أنها بالمساء تأكدت أنها كانت نائمة كل تلك
الفترة على سريره ... عصبيتها كانت فائقة عن الحدود فور أن اقتربت من باب القصر حتى انتبهت على الحرس الموجودين حاوت أن تبدو طبيعية وهي متأكدة أن
دانيال لم يحثهم عن وجودها في القصر خوفاً من الشوشرة سارت بهدوء وهي تحييهم مدعية أنها ضيفة مغادرة ..لمحت الشك بعينين الحرس إلا أنها استطاعت تجاوز المكان ..
مشت بخطوات سريعة .. في إحدى الشوارع .. غير واعية لما يحدث معها .. صرخة قوية من خلفها افزعتها ..
- ســــــــــــلين .. عودي ..... كوني فتاة عاقلة ...وارجعي معي
ذاك الصوت ميزته جيداً .. بدت تنهار شيء فشيء بدت تذوب مع اول قطرة مطر نزلت لتبلل خدها .. تجمعت دمعتان تحجرتا بعينيها ..مع قطرات المطر الخفيفة
استدارت في الشارع لتنظر له ...بين الناس الذين يركضون في الشارع خوفاً من أن يبللهم المطر ..تدحرجت دمعة حارة على خدها في جو بــارد قائلة بهدوء
- ألم تكتفي ..
حدقت به جيداً بكنزته الصوفية .. وسرواله الجينز الرمـادي .. شعره كان يلتصق بوجهه بشكل جذاب مع تبلله بقطرات المـاء تاهت بالنظر فيه ..
بلحظات اشاحت النظر عنه عندما قال ليقطع شرودها به
- لا تكوني كالفئران .. لستُ مخيف لهذا الحد
- أنك لستَ مخيف ... فقط اشمئز من البقاء معك
اطلقت كلماتها مكملة باشمئزاز بعينين حادتين ..اتسعت عينيها مستمعه لرده الغريب بثقة اثارت جنونها
- اشك بـذلك ..
جمدت وهي تراه يقترب خطوة .. خطوة ..نحوها .. فبدت كالبلهاء وهي تحدق بجسمه المبتل بالماء .. احست بكم يعاني من برد .. بينما شعرت بحرارة تسري بجسدها
بخلاف البرودة بسبب المطر قبل ان يقترب أكثر استيقظت على صوت إحدى الفتيات التي تخاطب صديقتها بدهشة ممزوجة بالفرح
انـــظري .. يبدو جميلا على الحقيقة أكثر ... دانيــال وسيــم وعزفــه بروعته ...
انتبهت لنفسها فجأة .. وبخطواته التي اقتربت منها تمتمت توقف .. لا تلمسني ..
اغمضت عينيها بعنف .. وهي تستدير لتركض بجنون .. شيء فشي حتى اختفت اصوات الناس ... لم تكن تسمع سوى صرخاته الهاتفة باسمها .. كان يركض خلفها
لم يتوقع أن تكون بتلك السرعة .. جن عندما اصطدم برجل ..مما أتاح لها الفرصة بالهروب منه .. عرف أنها في غائبة عن الوعي تقريباً ...
لقد كانت حقاً كذلك .. كانت لا تسمع سوى صرخاته .. وصرخات عقلها ... شيء فشيء حتى تعالت اصوات تزمير السيارات لتشعرها بانها قد تفارق الحياة بأي لحظة
ركضت هاربة من سيارة كادت ان تصدمها .. إلا أنها هربت لتقع بالوحل في شاحنة كبيرة متقدمة نحوها .. اطلقت صرخة كبيرة مع صراخ من شخص آخر هتف باسمها
صارخاً بجنون ... اغمضت عينيها و هي ترى نهايتها .. قبل أن تندفع مع شخص آخر لتتجاوز الشاحنة بسلام مهروله بالقرب من شجرة تقابل الشارع المزدحم بالسيارات
... عندما تنفست ادركت أنها لم تمت.. بعد أن فتحت عينيها .. لتتأكد من ذلك مستشعره بالشخص الذي يضمها إليه ممتلكاً إياها ..ابتسمت براحة نفسية بخلاف التعب الذي سيطر
على قواها عندما همس بأذنها برقة
- اخبريني بأنك بخير ..أرجــوكـــ
مررت أناملها ببطء على ظهره طالبة الحنان فيما ابتعدت عن حضنه قليلاً بعد أن حواها على ما تتمناه من أمان تأملته وجه جيداً و هي تهمس
- كيف لي أن لا أكون بخير و أنت برفقتي .. روكـ ..
جذبها إليه مجدداً فيما كان جسده يقابل الشجرة و ظهره موجهاً لشارع المليئ بالسيارات العابرة .. بينما كانت وضعيتها بخلاف عن وضعيته حيث كانت وجهها يقابل
الطريق بينما جسدها مغطى بجسد روك تعالت أصوات تزمير السيارات أكثر واكثر و اصوات السايقين تهتف بالشتائم اتسعت عينيها و هي ترى دانيال يعلق حركة المرور
واقفاً بوسط الشارع ليعيق حركة السيارات ويبدو أنهُ يقف منذُ اللحظة التي انقذها فيها روك بعينين ناريتين... ارتجفت بين احضان روك فضمها إليه أكثر ظان أنها ترتجف
من البرد لم يخطر في باله بأن شيطان كان يقف خلفه بعينين حادة ترمقهما بالغضب.. .. اغمضت عينيها وفتحتهما ..بتوقف تزمير السيارات عندما لم تلمح أي أثر له ....
ادركت آنـذاك أن شيطانها قد هب مغادراً المـكان ... ...^ــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-22-2017, 08:22 PM
 
[frame="5 80"]الـــبارت الرابع
...........................
~ ورطـــــة غريبة


.. اممم تلذذ و هو يشرب كوب من القهوة في الصباح البـاكر .. كان يرتدي بدلته الرسمية للعمل بلونها الرمادي .. اشرقت عينيه سعادة محدق بالفتاة الجميلة ...النائمة على السرير .. ابتسم مستشعراً بمنظره المضحك .. رجل أعمال ناجح يشرب قهوته .. و هو جالس على الأرض يحدق بفتاة نائمة براحة على السرير ..كان يجلس بجوار السرير على الأرضية الباردة ..مستمع لأصوات زقزقة العصافير .. تأملها جيداً بملامحها الناعمة و هي تغط بنوم مريح كما يبدو .. لم يستطعمقاومة شعرها الأسود المحرر دون اي مقبض شعر.. امتدت اصابع يده لتلعب بشعرها الناعم كوسيلة لأيقاضها وهو يشرب كوب القهوة بيده الأخرى وضع القهوةعلى المنضدة وهو يضحك عندما عبست وهي نائمة منزعجة من اصابعه .. وجدها طريقة مسلية لإيقاظها .. انفجر ضاحكاً عندما فتحت عيناها ببطء وهي عابسة الوجه.. أخيراً استيقظت ..عقدت حاجبيها محدقة به باستغراب بينما زادت ضحكته المرحة و هو يقول- صبـاح الخير أيتها الكسول ...تأملته لثوان .. مستعيدة ذاكرتها .. دفعت اللحاف عنها دون تردد وجلست على السرير وهي ترمقه بكل نظرات الاستفهام والتعجب . توقف عن الضحك وهو يقول ممازح- أنتِ تخفينني .. أرجوك لا تحدقين بي هكذا سلين ضحك .. فعقدت حاجبيها قائلة - روك .. !نطقت اسمه بطريقة اشعرته بالضحك .. وهو يرى ملامحها المليئة بالنعاس وشعرها المبعثر بطريقة مغرية قال بهيام- روك بـجانبك يا صغيرتي ..امتدت انامله لتلعب بشعرها برفق مكملاً اعتقد بأنك نمتِ جيداً هل أراحك منزلي ..؟باستفهام قالت- منزلك ..؟ ..! ابتسم بلطف و هو يقف من على الأرضية قائل بتذمر- لقد تعبت من الجلوس على الأرض منتظر الأميرة النايمة أن تستيقظ ...هل يمكنني الجلوس بجوارك..؟جلس على السرير بجوارها قبل أن ترد عليه محدقاً بعلامات التعجب على وجهها قالت - لم أخبرك شيء عني بعد يا روك .. وضعت كلتا يديها على خصريها وهي تقول بانزعاج ممزوج ببعض المرح أكره من يرد على سؤالي بسؤال آخر انفجر ضاحكاً .. فوجدت نفسها تضحك معه برقة جعلته يصمت ليحدق بها .. مستمعاً لنغمتها بالضحك ..توقفت من نظراته المربكة فقال غامزاً- اكمليها .. أحب سماع ضحكتك ..ضربته على كفه بخفة قائلة ممازحة- تحلم .. ضحكتي ثمينة جداً ضحكت هي هذه المرة ثم قالت مكملة هل نحن في منــز...وضع أناملة على شفتيها برقة ليقول - نحن في منزلي سلين .. إياك أن تخبريني بأنك لا تذكري أحداث البارحةارتبكت وهي تقول - متى نمتُ ..؟ أني لا اتذكر شيءتغيرت ملامحه لجدية وهو يقول - وكيف لك أن تذكري شيء وأنتِ في تلك الحالة .. لقد نمتي في سيارتي بعد ركوبك بدقائق توترت خوفاً من أن يسألها أي شيء قائلة- كنتُ متعبة ..حول ملامحة إلى جدية و هو يقول- اعتقد ذلك .. وهذا ما أريد معرفته لماذا كنتِ تركضين وعيناك تمتلئ بالدموع..؟كسا ملامحها الانزعاج متذكرة كل شيء .. قالت باقتضاب وهي تشيح وجهها عنه- لا تسألني أرجوك .. أحب أن احتفظ الجواب لنفسي- سلين أنا معك .. أعادت نظراتها نحوه فاكمل لن اضغط عليك لكن لو تعانيني من أي مشكلة .. أرجوك لا تترددي بالقدوم إلي ابتسمت بحرج عندما تذكرت أنها نامت مساء كامل في منزله وبمفردهما معاً .. إلا أنها تشعر بالامان... بلحظة تراءت لها صورة دانيال لو كان هو من نامت في منزلهمساء كامل كانت لتشعر بالخوف من ظله .. همست متذكرة شيء مهم - كاثرين ...- لا تقلقي لذلك .. لقد اتممت هذه المهمة - كيف؟همست فرد مطمئناً- بضعة أكاذيب .. ذهبتُ لمنزل كاثرين وأخاها . . أخبرتها أنك تقابلت مع شقيقتي و أن شقيقتي قد أصرت على أن تنامي معها ليوم واحد .. كانت تبدو قلقة عليك و خاصةانك لم تردي على مكالماتها .. بالحقيقة اخبرتها بأنك كنتِ منشغلة .تحولت ملامحها لأسف وهي تقول باعتذار-آسفة لم تكن مضطر للكذب ..غمز بلطف قائل- بل كنتُ مضطر لأجلك سلين اشاحت وجهها عنه بلطف محمرة من مداعبته اللطيفة بكلامه لها ابتسم مدركاً بشعورها أنها فتاة بريئة في هذا المجتمع تتأثر بابسط كلماته قال بعد ثوان من السكوت- لقد تركت لك كاثرين هذا ..راقبته بحيرة وهو يـقف متجه ليخرج مفتاح من الدرج .. عقدت حاجبيها باستفهمام فقال- لقد سافرت إلى مدينة أخرى مع أخاها ..كتمت شهقة ذعر ..فيما توسعت عينيها بخوف وهي تقول بخوف واضح- هل جرى لها شيء ..؟ توترت زيادة وهي تقف من على السرير سائرة نحوه لتقابلة مكملة برجاء أرجوك روك لا تكذب علي اخبرني الحقيقة.. هل جرى لها أو لسيمون شيء.؟ابتسم مطمئنا و هو يربت بكفيه على كتفيها ليشعرها بالراحة قائل- لقد سافرا المدينة التي قدمت إليها والدتهما من السفر لبضعة أيام كما قالت..لم يكن لديها وقت كافي لتودعك فتركت لك المفتاح اخيراً ألتقطت انفاسها وهي تقول بشك - أنت لا تكذب روك..-روك لا يكذب يا صغيرتي - ألن تكف عن منادتي بالصغيرة ...؟ ضحك بخفة و هو يقول - ألن تغيري ملابسك ..؟ حدقت بملابسها التي جفت من ماء المطر .. قطبت حاجبيها بانزعاج قائلة- ما كان علي النوم بملابس مبللة .. كان عليك أن تيقظني ..- حرصت على تدفئة الغرفة جيداً وغطيتك بلحاف بالشكل جيد خوفاً من أن تمرضي ..اكمل ممازح كنتُ انوي تغير ملابسك إلا أنني خشيتُ أن اتلقى ضربة قوية بالصباحشهقت باحراج و هي تضرب كتفيه بقوة فيما انفجر ضاحك من وجنتيها التي توردت احمراراً .. ركض بخفة نحو المطبخ و هو لازل يضحك عليها فصرخت عليه - إيها اللئيم .. لحقته للمطبخ و هي تقول- ماذا افعل لا اطيق البقاء بهذه الملابس و أنا لا املك أي ملابس هنا ...؟استدار لها قائل - احضرت لك كيس ملابسك البارحة من عند كاثرين ستجديه في خزانة ملابسي في غرفتي توجهت نحو الخزانة الموجودة بنفس الغرفة التي نامت فيها مدركة انها غرفة روك ... فتحت الخزانة فوجدت ثوب جميل في كيس ورقي علمت ان كاثرين من اعطاه روك .. ثـوب جميل جداً بالتأكيد فكاثرين تظن أنها في منزل شقيقة روك ..انتبهت لظرف الصغير فتحته لتجد رسال صغيرة ... ليلة رائعة يا صديقتي ... ربما تحتاجين لهذا المبلغ من المال .. أنا مضطرة لسفر لأيام .. كاثرين ..حدقت بالمال التي وضعته كرستين بالظرف .. رغم انها باعت منزلها إلا أن كاثرين لازلت لم تتوقف عن المساعدة ... ابتسمت هذه المرة وهي حقاً تحتاج لهذا المال .. مدركة أن حقيبة يدها قد ضاعت أثناء الحادث.. حمدت الله بانها لم تكن تحمل سوىهاتفها والقليل من المال بتلك الحقيبة ... نظرت للاكسسوارات من الكرستال مع زجاجة عطر فاخرة وبعض ادوات التجميل بالإضافة إلى حذاء عال ابيض يناسق مع الثوب السكري الذي يتوسطه حزام اسود وفي الصدر بعض الزخرفات البسيطة التي زادت من حلته جمالاً .. سلين .. خذي حماماً ساخناً ينعشك .. استدار مبتسمة لروك و هي تقول - أين الحمام ؟- من هنا أشار لها للحمام بتهذيب.. فتوجهت لتأخذ حماماً ساخناً .. وهي لازلت تشعر بالحرج من مكوثها مع روك في منزل بمفردهما صحيح أنها تعرفت عليها خلال تلك الأيام واخبرتهعن بيع منزل والدتها .. لرجل الأعمال دانيال كانت مستغربة أنهُ بدا منزعج بعض الشيء عندما علم بهوية المشتري .. حينما سألته لم يرد عليها قائل بأنهُ لم ينزعج لذلك...لقد عرض عليها أن يشتري هو المنزل بدل بيعه للغرباء .. إلا أنها رفضت لأنها كانت متأكدة انهُ لا يرغب بشراء المنزل إلا لمساعدتها فقط .. ارتدت ملابسها بالحمام بعد أنتهائها من أخذ حمام ساخناً .. شاعرة بالراحة التامـة .. حدقت بنفسها بالمرآة برضا تام ثوبها الجميل كان يصل لأسفل ركبتيها فيما يوجد معه جاكيت اسود صغيريغطي شي من كتفيها العاريتين .. خرجت لغرفة روك فلم تسمع سوى اصوات حركته بالمطبخ فادركت أنهُ في المطبخ جففت شعرها بالمنشفة التي وضعتها كاثرين في الكيسوهي تبتسم أن صديقتها لم تنسى شيء إلا وقد وضعته بالكيس .. ظانه بأن ليلة البارحة كانت أجمل لياليها ..مشطت شعرها جيداً ثم وضعته منسدل على كتفيها برقة.... كان جسدها لازل يؤلمها لكن ليس كما كانت البارحة ارتدت الاكسسوارات على صوت روك الذي يناديها من المطبخ سارت متجه داخلة المطبخ وهي تقول- نعم .. أنا هنا روك صدمت بطاولة الطعام .. التي تتوسط المطبخ المزينة ببعض من المأكولات الخفيفة والعصائر الطازجة .. حدق بها و هو يسير ليضع طبق الفواكة على الطاولة قائلبانبهار بعينين تتفحصها جيداً- تبدين جميلة ..!ابتسمت مقتربة من طاولة الطعام وهي تقول - امم طباخ ماهر .. هل اعددت كل هذا بنفسك ..؟اطلق ضحكة خفيفة وهو يقول بخداع واضح- اممم بصراحة طلبتُ من شقيقتي المساعدة قالت بخبث- اه... هل طلبت منها المساعدة أم أنك لم تجازف بدخول المطبخ ..؟انفجر ضاحك عندما كشفته بسهولة فقال - شقيقتي .. من أحضر هذا الطعام .. غمز مكمل لقد علمت بوجود ضيفة بمنزلي ..فرك شعره باصابعه وهو يكمل بحرج ملاحظ انزعاجها اللمزوج بالحرج الواضح..- امم بالحقيقة اتصلت لأعرف ما يحبه الفتيات من وجبات خفيفة عند تناول طعام الأفطار بطريقة غير مباشرة .. لكن ما لم اتوقعه أن تكون شقيقتي ذكية لقد فهمت الأمر بكل سهولةفي البداية ادعت عدم المبالة إلا أنها قدمت لمنزلي تحمل ألذ أنواع الطعام لو تعرفي كم خفت من نظراتها الخبيثة وهي تسألني بلطف عن الفتاة التي معي ..شعرت بالاحراج من تفكير شقيقته فقالت - أمر مخز أن تأتي شقيقتك وأنا نائمة ابتسم وهو يتجه ليحمل طبق جديد نحو الطاولة وهو يقول - لقد دخلت لتراك وأنتِ نائمة .. عندما لمح ملامحها الغير مطمئنة قال مطمئن . .. لاتقلقي لقد شرحت لها أن الأمر ليس كما تتخيل .. لكن لا اعتقد أنها ستقتنع بسهولة ارتاحت قليلاً من كلامه ثم قالت بتذمر- اوه .. كم ابدو قبيحة وأنا نائمة - ومن قال ذلك ... أنتِ جميلة في كل حالاتك احرجها وصفه لها فسارت معه لتساعده في ترتيب الطاولة وهي تقول - ما اسم شقيقتك..؟ - انجلكيتا .. دائما اناديها انجل .. اختصار لاسمها - انجل .. امم اسم رائع- لو رأيتها ستحبيها كثيراً انها فتاة مشاكسة ذات ست وعشرون عاماً تصغرني بعامينتوقفا أمام الطاولة عندما أنهيا وضع الطعام فوقها فقالت- تبدو مغرم باختك ..- كثيراً .. اشتاق لها دوماً وخاصة عندما تسافر مع زوجها سألته بشك- أهي متزوجة ..؟ - من عام واحد .. لا انكر كم اشتاق لها إلا أنني سعيد جداً بسعادتها مع زوجها لقد عادت من سفرتها منذُ بضعة أيام - اه .. - لن تبقي واقفة طويلاً .. انجل ستغضب أن لم نتناول طعامها ابتسمت باحراج متخيلة تفكير شقيقته بهما .. سـار يحرك الكرسي ليسمح لها بالجلوس قائل بتهذيب- تفضلي - شكراً لك جلست على على الكرسي وسـار هو نحو كرسيه ليجلس مقابلاً لها بدأ بتناول الطعام و هو يقول بلذة - الطعام شهي ..تناولي الكثيرضحكت قائلة- لا تقلق سأفعل ذلك ... اشعر بجوع فظيع بدأت بتناول الطعام بلذة وكأنها لم تأكل من سنين فيما كان يبتسم بداخله على طريقتها لأكل الطعام .. اعجبته طريقة تناولها الطعام كثيراً .. سرت حوارات خفيفة بينهما حيثكان يحاكيها عن كتاباته و هي مستمتعة بالحديث ثم عما الهدوء لثوان قطعه قائل - لقد بعتي منزلك لسيد دانيال كما علمت البارحة من كاثرين كادت أن تختنق بسيرة دانيال شربت القليل من العصير وهي تقول بهدوء بخلاف ملامحها المتوترة - نعم .. البارحة -اها ..أعاد نظراته لطعام و بدأ يأكل .. لم تكن تعرف لماذا انزعج . .. اي سبب يزعجه .. ؟ قال مجدداً بهدوء- ألن تخبريني عن ما حدث معك البارحة ..؟تغيرت ملامح وجهها رافضة التحدث ثم قالت لتغير الموضوع -كم الساعة ..؟التفت لساعة فاهماً انها تغير الموضوع ثم قال - العاشرة والنصف صباحاًاطلقت شهقة خفيفة .. -العاشرة !!اكمل - والنصف .. كاد أن يضحك من ملامح وجهها المندهشة حدقت بملابسه العملية ثم قالت بجدية- لماذا لم تذهب لعملك ..؟ - كنتُ في انتظارك استيقاضك .. اردت الاطئمنان عليك قالت باسف- ما كان عليك أن تفعل ذلك .. لقد ساعدتني بما فيه الكفاية رد بحزم لطيف- كفي عن بناء الحواجز بيننا و اكملي تناول طعامك - أنا لا اعرف ما اقول - لا تقولي شيء .. بما ان ليس لذيك جامعة اليوم فلا تقولي شيء لا بأس لو تأخرت عن العمل من أجلـــكابتسمت بلطف له مدركة أن كاثرين اخبرته بجدولها في الجامعة..وقف من على الكرسي و هو يلقي نظرة على ساعة يده قائل - يجب أن اذهب للعمل الآن .. إذا أردتي البقاء في منزلي فأنتِ ضيفة مرحبة - شكراً لك .. سأغادر بعد قليل- كما تشائين .. المنزل منزلك .. اخرج المفتاح و وضعه على الطاولة اكمل بعد مغادرتك اوضعي المفتاح عند الجارة في الشقة المقابلة لنا فهمت من كلامه أنهم في عمارة .. وكيف لها أن تعرف و قد كانت نائمة كما يبدو .. خرج من المطبخ نحو باب الشقة .. عدل من ربطة عنقه .. و ارتدى حذائه .. امتدت يده نحو مقبض الباب فتوقف عن فتح الباب على صوتها الأنوثي هاتفة باسمه - روك ..استدار لها مبتسم ..متأمل شكلها البريء .. عينيها كانت تبرق وهي تحدق به قالت بامتنان - شكرا لك .. تقدمت نحوه بخطوتين مكملة شكراً على إنقاذك لي .. كنت سـامو..امتدت انامله على شفتيها برقة مانعة إياها من الكلام .. تأمل بعينيه الزيتية عينيها السوداء ثم قال متمتم - لا تذكري الموت على لسانك سلين .. ساحميك بكل ما استطيع طوال حياتي ...ابتسم مكملاً ..اعتني بنفسكصوت انغلاق الباب دوى بالشقة .. ليسمح بالهدوء بالعودة إلى الشقة .. كانت تتمنى أن تتأمل كافة شقته إلا أنها أجلتها ليوم آخر .. أول فكرة خطرت في بالها هو أن تذهب لمنزل كاثرين لأخذ حاسوبها .. ثم الذهاب لمكان مريح و تبحث عبر الانترنت عن بيوت للإيجار .. سارت بالمطبخ وأخذت تكمل شرب العصير و طبقها من الطعام .. كانت في حالة يرثى عليها من الجوع .. بعدها أعادت كل شيء لمحله قامت بتنظيف أثار الطعام .. ثم اتجهت لغرفة روك لم تعرفلماذا حدقت هذه المرة بأحمر الشفاء بإغراء .. وجدت نفسها تحدق بنفسها على المرآة و هي ترسم أحمر الشفاة على شفتيها بإتقان ..فيما تناولت أصابعها أدوات التجميلو أخذت تضعها بنعومة على وجهها .. إلا انها حرصت على ان تضع القليل ...مرة أخرى أعادت ترتيب شعرها بحرص .. مستغربة من الهمة التي ظهرت عليها فجأة بالتزين ..رشت العطر برائحة الزهور المنعشة ... متأملة نفسها بالمرآة بدت فاتنة جداً .. ابتسمت باقتناع على مظهرها الخارجي وخاصة بعد ان ارتدت حذاء عال...عبست بان حقيبتها لم تكن معها .. لكنها ابتسمت فور تذكرها للمال التي وضعته كاثرين في الظرف .. رتبت أغراضها في كيسها الأنيق و سـارت برشاقة خارجة من الشقة طبقت الباب خلفها .. واتجهت نحو الجارة لتعطيها المفتاح.. توترت من نظرات الجارة العجوز لها بشك .. وكأنها تبحث عن سبب مكوثها مع رجل أعزب في شقةبمفردهما .. ترجلت نازلة من السلالم بخفة .. كانت تشعر بسعادة كبيرة .. و كأنها ولدت من جديد ... خرجت من العمارة الشاهقة .. فتلقت هواء منعش.. لا يوجد أمطار كالبارحة ... سارت بالحارة الأنيقة بأبنيتها الشامخة وهي تُتمتم باغنية لطيفة سمعتها.. وفي كل ثانية ترسم ابتسامات وتطلق ضحكات خفيفة تعبر عن فرحتها متناسية أحداث البارحة ...قبا أن تطبق أصابع قاسية على ذراعيها فاطلقت شهقة ذعر وهي تستدير لتنظر نحو صاحب القبضة الذي سحبها فوراً بعنف ليدخل بها اقرب عمارة صادفته ..شهقت من اللوحة الكبيرة المعلقة في العمارة المكتوب عليها ... للبيــــع ... تلك اللحظة ادركت ان العمارة خالية من انفاس البشر .. أصابعه القوية جرتها بدون رحمةتحت السلالم ..شعرت بالأكسجين يختفي في هذا المكان الضيق ..نظرت إليه ملياَ متأملة غضب عينيه و هي تلهت برعب متسمرة بمكانها اه .. اطلقت تأوهآت .. عندما اشتدت اصابعه القاسية على معصمها بقوة و كأنهُ ينوي تعذيبها ..اجمعت بعض الكلمات وهي تقول بلهفة - دانيــال .. أنت .. أنت تؤلمني ..برقت عينيه بغضب واضح لتشد لونيهما الرمادي بالغضب فيما اطلق ضحكة لعوب ثم اشتد صوته قائل - أيتها الفأرة الغبية .. كيف كانت ليلتك معها أكانت لذيذة ..؟ارتجفت عندما افلت اصابعه عن معصمها ليحاصرها بكلتا يديه على ظهر السلالم .. احست بالأكسجين يختفي فقالت لاهتة - ستقتلني .. أنت ستقتلنيدوى صوت سقوط كيسها من أناملها المترعشتين على الأرض- ألم تجدي غيره .. صرخ بجنون فانقبضت على نفسها رعبا و هو يقول بصراخ .. ذاك اللعين .. تسمرت محدقة به ثم قالت بهدوء - لا تصفه بلعين .. اشتد صوتها قائلة بشجاعة على الاقل هو شخص يستطيع الحياة بقلبه .. ليس كالأحجار التي لا تجلب البسمة و الأطمئنان لنا .. اكملت بحقدمثلك دانيال .. أنت كاللؤلؤ بمظهرك الخارجي لكنك لا تمتلك إلا قلباً من حجر قذر .. حجر تالف لا يستخدم حتى في البناء- اخـــــــــــرسيصرخة دوى صداها في عمارة خالية من السكان ارتجفت مجدداً مانعة نفسها من الضعف قائلة بغصة - الحقيقة مزعجة .. لكنك كذلك دانيال .. مازلت متحيرة كيف تمر أناملك ببراعة على أداة البيانو .. غريب ! فأداة البيانو لا تقبل إلا قلوب نقية ! ..دفعته عنها بسهولة .وهي تحمل كيسها. صدى خطواتها على الأرضية دوى بالعمارة .. فيما ارتفعت أصبعها لتبعد دمعة متحجرة من أجفانها .. أعادت خصلات شعرها باصابعها إلى الوراء كوسيلة لاستعادة ثقتها .. سـارت بخطوات ثابته فيما كان جسدها يرتجف رعبـاً ..ظنت أنها تجاوزته إلا أنها كانت خاطئة .. لحقها بسهولة ليسحبها من كتفها بعنف ... اختل توازنها من قبضته الفولاذية .. حركاتها المشاكسة لدفاع عن نفسها كانت كركلات الأطفال بنسبة له شل حركتها بسهولة .. صرخت بهستريرة- افلت يدك القذرة عني.. اشتد صراخها .. اساليبك القذرة ليس معي .. أنا لستُ جارية لك ..اشتدت عينيه غضباً من نظرات بعض المارة لهم .. فيما خزتها عينيه بنظرات قوية .. لمحت التوتر فيه من صوتها العالي . . وكأن نظرات الناس لهما قد ازعجته فوجدتها فرصة للخلاص قالت بتوسل محدقة بالمارة- ســاعدوني .. أنه يختطفني .. ليتدخل أحدتلقت نظرات الاستنكار والغرابة من بعض الناس .. أما دانيال عرفت أنها قد افقدته صوابه... لم ينتظر أي فضيحة أخرى بثوان فقط كان يجرها بهدوء نحو السيارة إلا أنهُ توقف على صوت رجل مسن قطع طريقه و هو يحدق بهما باستنكار ثم قال بشك لسلين- هل يؤذيك هذا الرجل .. ؟ .. تنفست براحة وهي ترى أن هذا الرجل سينقدها برقت عينيها رجاء و هي تفتح فمها لتنطق اول حرف .. لكنهُ تدخل ليقول مبتسم - انظر يا سيدي . . أليس رجال مظلمون .. ؟ .. هل تقبل أن تخرج زوجتك في الصباح غاضبة منك بسبب سؤء تفاهم لحظات مرت عليها كالسنين و هي كالبلهاء تستوعب كلامه .. استيقظت على صوت الرجل المسن الذي ضحك بخفة فاكمل دانيال كلامه مبتسم - أرجوك أن تطلب منها الهدوء قليلاً .. زوجتي تغار علي كثيراً .. أنها تتهمني بالخيانة بسبب أمر تافهرفعت وجهها بعينين مندهشتين .. فيما ارتبط لسانها و هي تنظر له .. ارتخت قبضته القاسية لتتحول للمسة حنونة أمام الرجل الذي كان يقول- لا عليك يا بني لتصبر قليلاً فالفتيات تربين على الدلال .. نظر لسلين مكملاً .. استمعي لزوجك .. لا تفرطي به بسبب أوهام فهو يبدو شاب خلوقضحك بخفة مع الرجل فيما كانت هي تحدق بالمسرحية بغباء .. ما إن ابتعد الرجل خطوة واحدة شعرت بكم هو ممثل بارع .. تبين كل شيء أمامها لكن بعد فوات الآوان هذه المرة فتح دانيال باب السيارة الخلفي ليدفعها إلى الداخل بعنف ..اغلق الباب بالمفتاح فيما لم تتوقف هي ثانية عن الصراخ وهي تضرب النافدة المغلقة بقوة تطلبمنه أن يفتح الباب .. لكنه تجاهل كل شيء مما زاد ثورانها .. راقبته من النافدة و هو يسير ليركب بمقعد السائق .. مشغلاً السيارة .. ثوان فقط حتى ابتعدت السيارة عن تلكالأبنية .. - تـــــــوقف ... توقف .. قلتُ توقفكانت تصرخ بجنون بينما كان هو يبتسم ابتسامات جانبية بغير مبالاة .. كل ابتسامة منه كانت تزيد ثورانها .. صرخت بغضب محاولة استفزازه - أيها الممثل البارع .. . يا لك من لئيم .. دعني أغادر تجولت عيناها عليه بفضول .. عندما أخذ يبحث عن شيء في السيارة .. صمتت كالبلهاء منتظرة عن ماذا يبحث ما هي إلا ثوان حتى أخرج سماعة أذان و ضعها على أذنيه بهدوء و شبكها بهاتفه النقال ثوان حتى بدى ينسجم مع الموسيقى .. متناسياً إياه عرفت أنها مهما صرخت هو لن يسمعها .. لقد تعمد تلك الحركة..ليزيد ثورانها .. تذكرت اول يوم عندما التقت فيه في معهد الموسيقى .. خصمها يمتلك القدرة على استفزاز الغير ببراعة .. لذلك فضلت السكوت ربما كانت الحكمة حقيقية .. الســكوت من ذهب ..سـارت سيارته لمكان عشقته كثيراً إلا أنها لم تلاحظ ذلك رمت نفسها على المقعد بملل .. استلقت في المقعد الخلفي الذي يسع ثلاثة او اربعة اشخاص تقريباً فاستلقت براحة .. فيما كانت كل ثانية ترمقه بنظرات حادة .. أبعد سماعات الآذان عن أذنيه مع توقفه عن القيادة فقفزتكالقطة المتوحشة ..تقول بعصبية - هيه .. أنت هل تستغفلني .. ؟ - ربما .. تمنت أن تمتلك الشجاعة لتصفعه صفة لا ينساها طول حياته .. اهدئي يا سلين .. العصبية لا تفيد معه .. رددت تلك الكلمات بداخلها كثيراً .. حرك حاجبيه مستغرباًمن ارتباك لسانها .. كأنهُ هدوء قبل العاصفة وكما توقع عينيها كانت تشتد قهراً وغضب حتى اطلقت لسانها قائلة بتهكم- انزلني وإلا ابلغت الشرطة .. لا تظن باني خايفة .. رفعت ذقنها بشموخ يخالف اضطرابها وهي تقول . . أنا فقط امهلك بعض الوقت لمراجعة حساباتك قبل أن اسبب لك فضيحة في الصحف .. بتهمة اختطاف فتاة .. كانت تدرك أن كلامها ليس منطقي لكنها اكملت .. ساصرخ بجنون و أجمع كل الناس عليك ..هل تظن أنك ستسلم بكذبك و تمثيلك .. لا ليس كل مرة تسلم الجرة.. لو كنت ممثل فأنا أيضاً ممثلة عبقرية ساتهمك و ساضخم الأمور اكثر واكثر و...صمتت عندما أدار وجهه إلى المقعد الخلفي .. رافع حاجبيه بثقة نظرت إليه صامتة بتوتر فقال - كم كانت...؟تحولت نظراتها لتعجب و هي ترمقه بكل نظرات الاستفهام عاقدة حاجبيه فقال موضحاً- كم كلمة خرجت عبر لسانك الطويل في دقيقة واحدة .. ؟ صمت ثم اكمل ..أتمنى أن تقصري هذه اللسان وإلا لسبب مشاكل خارقة في هذا العالمأعاد رأسه إلى الأمام محدق بزجاج السيارة الامامي .. تسمرت بمكانها حتى استوعبت سخريته منها فقالت باستهزاء - أعد ما قلت .؟ لم اسمع شيء - ثرثارة .. زفرت بحنق .. قائلة بثقة مؤكدة- لستُ كذلك - اكرميني بسكوتك فقط.. فاض الكيل هكذا .. زفرت بحنق قائلة- كيف اصمت وانت تخطفني .. اطلق تزفيرة ملل وهو يقول بانزعاج - بحق الله اخبريني ولماذا عساي ان اختطفك .. بل من يريد اختطاف فتاة مثلك .. .؟ قال بتأكيد .. أنا متأكد لو قام احد باختطافك لفتح اسرك بثوانبل لدفع لك مبلغ من المال لتهربي و يخلص من هذا اللسان السليط !حمل كيس أنيق من المقعد الامامي وهو يمده بيده إليها عندما صمتت قال بانزعاج- خذيه .. أنهُ لك لم تعرف كيف التقطت الكيس . . بغرابة حينما فتحته وجدت حقيبة يدها فيه .. لمح نظرات الدهشة عليها من مرآة السيارة فقال- نسيتها البارحة في جناحي ..- ما كان عليك اختطافي .. من أجل هذه الحقيبة .!. كنت تستطيع اعطائي إياه بسهولة دون اي تمثيلات !ضرب بكفه على المقود بغضب قائل- لا يوجد لذيك عقل بكل تأكيد .. ادارت رأسها بحنق نحو النافدة .. فدهشت مما رأته ..تناست من معها بالسيارة و ابتسمت ابتسامة رائعة .. و هي تقول بفرح - يا ألهي .. ! أنه البـــحر ...بسرعة مرت أصابعها لتفتح الباب .. فوجدته مغلق بأمان ..حاولت فتح الأمان لكنها ادركت أن دانيال يتحكم بذلك من الأزار الموجودة بجانبه .. لمح نظراتها المتوسلة عبر مرآة السيارة فقال بحزم قبل أن تتكلم- لن افتح الباب..زفرت باستياء مانعة كرامتها من ان تترجيه لفعل ذلك- على الأقل افتح زجاج النافدةهز رأسه بعدم اطمئنان وما هي إلا ثوان حتى فتح النافدة الزجاجية .. اخرجت رأسها عبر النافدة متناسية وجود دانيال معها صرخت بفرح وهي تتلقى نسمات هواء باردة تلفح وجهها بلذة تنفست براحة الهواء النقي الذي أخذ يلعب بشعرها الحرير برقة لكنها عبست عندما سمعته يصرخ - ماذا تفعلين..؟ حتى الأطفال لا يفعلون مثلك .. كفي عن هذا الازعاجادخلت رأسها إلى السيارة وهي تقول بحنق- الجو لطيف .. ثم أنني حرة أفعل ما اريدرد بحزم - إذا كنتِ بسيارتي عليك التحلي بهدوء ..بعناد ردت- و أنت لستَ مجبراً على ابقائي في سيارتك .. قال بغضب من كلامها- سلين ... يكفـــي... اشتد عنادها من كلامه .. بأي حق يتشرط عليها .. - سأذهب لشاطئعقد حاجبيه قائل باستفزاز - أريني كيف ستفعلين ذلك ..؟عقد حاجبيه عندما رآها تخلع حذائها العالي و توضعه على السيارة راقب ما تفعل ثم توسعت عينيه بدهشة عندما رآها تحاول الخروج عبر النافدة جسدها الرشيق ساعدها على الخروج .. كما انها فتاة متعودة على المشاكسة .. عندما شعرت بالحرية صرخت بفرح و هي تركض مهرولة نحو البحر .. تسمر بمكانه غير مصدق لما فعلت.. هل هو يعامل أطفال حقاً ربما الفرق أن الأطفال يخافون بينما سلين تختلف عنهم تماماً ... عبسبضيق من تصرفها المزعج .. فاتحاً باب السيارة و هو يسير بخطوات كبيرة نحو الساحل .. قبض كفه بقوة و هو يسمع صرخاتها في وسط البحر زفرباستياء من حالتها تبدو في الرابعة من العمر وهي تقفز في وسط البحـر ...وتلعب بالمياه بيديها ناشرة قطرات المـاء بكثافة في وسط البحر .. قليل من الوقتحتى انسجمت مع طفل يبدو في التاسعة من عمره أخذ يلعب معها بحماس ..لكن اللعب اشتد ليتحول لتحدي كان يسمع صرخاتها الفرحة تقدم خطوتين وهو يستمع لها تتحدث مع الطفل .. تتحديه في الغوص .. من سيتحمل كتم نفسه طويلاً في البحر .. رحب الطفل باللعبة ابتسمت قائلةواحـــد ... أثنان .. ثلاثة ..غاص كل منهما في البحر .. لم يعرف لماذا انقبض قلبه و هو يفكر بالأسؤ مرت ثوان كالساعات .. وهو ينتظر خرجوهما .. هل غرقا ..؟ اضطرب عقلهقلق وهو على الشاطئ يحدق بهما من على بعد مرت ثوان أخرى حتى خرج الطفل يلهت عندما لم يجدها صرخ قائل- لقد فشلت .. هيا اخرجي يا سلين ادرك أنها تعرفت على الطفل .. عندما نطق الطفل باسمها انتظر خروجها إلا انها لم تخرج أعاد الطفل كلماته من جديد وقد بدأ القلق يحويه .. في تلك اللحظة ركض مقتحم البحر .. كاسراً أمواجه ..غاص دون تردد غير مبال للماء البارد الذي كاد يجمده .. اخرجها بسهولة من البحر وهو يحدق بها بدهشة بعينين متوسعتين توقع أنها اختنقت في البحر لكنه صدم عندما كانت بوعيها نظرت له بدهشة محدقة بدانيال الذي تبلل كلياً بالماء كان ممسك بكلتا يديه كتفيها بقلق واضح وهو يلهت من الغوصالتقطت انفاسها وهي ترتجف برداً غير مستشعرة بخوف الطفل الذي فر مغادراً البحر نطقت بتعجب - مابك ..؟ لماذا افسدت اللعبة ..؟ !بدى يستوعب كل شيء.. قال بقلق لم تلاحظه- تأخرتِ وأنتِ باعماق البحر لقد خرج الطفل قبلك- ما بك دانيال أنهُ طفل.. بالتأكيد لن يصمد في كتم انفاسه طويلاً ..افلت يديه عنها بهدوء وسار مبتعد عنها .. وهو يشتم تسرعه بسره .. هتف - لنغادر ..سار قريباً من الشاطئ فتلقى ضربة مياه قوية .. تليها ضحكات مرحة عالية .. استدار نحوها بملل وهو يقول - كفاك سلين .. زفرت باستياء ثم قالت بمرح ..- لقد تبللت دانيال .. لنكمل اللعب - ومن أخبرك باني طفل- ما هذا التفكير ..؟ هل من يلعب في هذا العصر يسمى طفلاًشد على اسنانه ثم قال- لقد قلت بأنه يجب ان نغادر فالجو بارد .. اكمل خروجه من الشاطئ وهو يقول إذا لم تخرجي سأغادر و أريني ماذا ستفعلين من غير حذاء و من دون قرش واحدخافت من تهديده إلا أنها رفعت ذقنها بكبرياء و هي تسير خارجة من البحر بقهر .. تلقت نسمات هواء باردة فارتجفت برداً لمحتهُ يدخل السيارة .. لحقته ببطء وهي تفتح باب السيارة دخلت إلا الداخل غير محدقة به وهي تستلقي على المقعد الخلفي قائلة - دانيال .. أشعر بالبرد .. ارجوك اشغل التدفئة في السيارة .. أدار رأسه لها بنظرة جمدتها .. وهو يشير باصبعه لها بالسكوت .. جمدت عندما رأت الهاتف بيده وتبدو ازعجته بتدخلها .. بينما لمحت الغضب الذي طل من عينيه وهو يستمع للمكالمة هل قامت بشيء مزعج ؟.. كان صامت يستمع لطرف الآخر ختم المكالمة بأدب قائل - كما تريد .. امهلني دقائق ساكون عندك عميفرحت عندما فهمت انهُ سيخلي سبيلها بسبب هذه المكالمة الطارئ .. رمى الهاتف بعنف على المقعد الأمامي فيما ضرب بكفيه بغضب على الموقود ..وهو يتمتمبكلمات لم تسمعها ... ثوان حتى حرك سيارته فسألته بفضول - هل ستخلي سبيلي ؟نرفزته فقال - تشعرينني بأني لص محترف .. وأنتِ الرهينة .. كفي عن التحدث هكذا صمتت متجمدة .. فيما ارتجفت برداً .. وهي تكاد تموت فضولاً حتى تعرف ما جرى معه .. مرت دقائق وهي تشعر بالملل الفظيع بالسيارة توسعت عينيها عندمارأت أنهُ يسلك طريق منزل كاثرين .. واندهشت اكثر عندما اوقف السيارة أمام المنزل و هو يقول- اخرجي .. لم اعد اطيق سماع كلمة أخرى من لسانكلم تهتم لكلماته كالبرق لبست حذائها و ترجلت خارجة من السيارة حاملة اغراضها معها مرت من أمامه فاوقفها قائل- سلين ..توقفت عن المشي .. منتظرة ما عنده فقال- المنزل .. صمت قليلاً ثم اكمل إذا اردتي أخذ اثاثك .. فاذهبي لأخذها اليوم .. لم أغير المفتاح بعد ..حرك سيارته مغادراً فيما تذكرت هي شيء مهم .. صرخت بجنون فور مغادرة- هيه أنت .. كيف عرفت مكان منزل إقامتي.؟زفرت بقهر عندما لم تلمح أثر لسيارته .. و هي تركض نحو المنزل خوفاً من التجمد برداً في الخارجي
.................
تحركت سيارته بين الطرقات .. حتى وصل للقصر الضخم .. ادخل السيارة من بوابة القصر العملاقة .. و كالعادة استقبله البواب ليقود السيارة إلى الكراج ..- ستمرض يا سيدي ابتسم للبواب بتهذيب عندما فهم مقصده من منظره المبلل كلياً بفعل المياه هتف و هو يسير إلى الداخل- لا عليك . سأكون بخير ..مشى بخطوات سريعة ليدخل صالة القصر.. لم يخفى عليه نظرات الخدم عندما دخل سيدهم بمنظر غريب .. ليس كما اعتادوا عليه ... ألقى على والدته التحية وهو منتبه أنها لم تنتبه بدخوله حيث كانت تجلس في إحدى الأرائك تقرأ المجلات.. - مرحباً أمي ..اغلقت المجلة منتبهة لوجوده هتفت بسعادة - مرحبا دانيال .. لم أراك هذا الصباح .. اطلقت شهقة ذعر عندما انتبهت لمنظره مكملة بقلق دانيال ماذا جرى لك ..؟ابتسم ابتسامة صغيرة بحرج وهو يقول- لم استطع مقاومة البحر أمي ..-اوه .. يا بني اخشى عليك من المرض .. ليس من عادتك السباحة في الصباح..- وماذا أن مرضت ..؟ لا بأس بذلك القت عليه نظرة لؤم فابتسم و هو ينحني ليقبل رأسها بلطف .. تمنت أن يدوم معها هكذا طويلاً .. أن ينسى الماضي و يعود لطيف معها دوماً .. أحــقاً لم تستطع مقاومة البحر ..؟ أم أن هناك سبب آخر تغيرت ملامحه من تدخل الطرف الآخر في الحديث .. كان عمه السيد كاسبر .. قال بتهذيب هادئ- كما سمعت مني سار السيد كاسبر ليواجه دانيال و هو يقول - وافيني إلى المكتب دانيال ..- ليس بعد أن أغير ملابسي قال بسخرية - بكل تأكيد .. انتظرك يا سمو الامير ..رمق عمه بنظرات باردة فيما توجه ليصعد هذه المرة السلم الكهربائي بعد أن استمع لغضب والدته من السيد كاسبر الذي قام بتعكير مزاجه خرج من السلم الكهربائي فوراً إلى جناحه . . شاعر بأن عظامه قد تجمدت كلياً .. أخذ حماماً ساخنا أعاد سخونة جسده قليلاً .. أرتدى ملابس ثقيلة .. و رتب شعره بسرعة .. ثم نزلليوافي عمه في المكتب و هو يشعر بالعاصفة القادمة خاصة عندما سمع عمه صوت سلين في سيارته .. أثناء المكالمةطرق باب المكتب ثم دخل ليجلس على الكرسي منتظر بداية المحاضرة .. رمقه عمه بنظرات غضب ثم قال مقتحماً قلب الموضوع- متى ستتقدم لخطبة كرستين ..؟ رسم ابتسامة جانبية وهو يقول - وهل جاءت تشكو إليك مني ..؟رد متمالك اعصابه - لتفعل حد لهذه العلاقة .. كلاكما يليق بالآخر .. ستكونان زوجان مثاليين ..- ما يجري بيني وبين كرستين لا يسمى علاقة .. لنقل يا عمي ان كرستين لا تعجبني ..رد باستفهام غاضب- لا تعجبك ..؟ وانت تتنقل معها من دولة لدولة ومن مكان لمكان ! وجه نظراته لعمه و هو يقول بحزم- أنت تعرف يا عمي أنها من يعرض نفسها .. والصعب على الرجل أن يرفض .. اطلق تزفيرة غضب فيما اشتدت عيناه جنوناً من هدوء دانيال وهو يضرب بكفه على المكتب قائل بغضب- ماذا عن الفتاة التي قابلتها اليوم ..؟ لست مراهق يا دانيال لتعلب معها بلطف في البحر ..- هل تراقبني ..؟توتر السيد كاسبر و هو يقول - لقد سمعت صوتها ..- ليس كذلك يا عمي اعرف جيداً بانك تراقبني .. لتبعد حرسك عني لا فائدة لمراقبتهم ليقال مغيراً الموضوع بحزم- كرستين .. هي الزوجة المناسبة لك .. قال باستفزاز- قل هي صفقة ستلعبها .. لتوثق علاقتك مع السيد جوزيف .. وضحيتها هو أنا - حتى لو كان ما تقوله صحيح .. أنا افعل ذلك من أجلك أنت وأمك .. كل تلك الاموال لكم رد بغضب متهجم- لتذهب الاموال إلى الجحيم ..!- يبدو ان الموسيقى سرقت عقلك يا ابن أخي .. هذا الزواج سيتم .. لن تكون البيانو هي حياتك فقطرد باستهزاء- جميل بأنك تذكرت بأني ابن أخاك ..تلاقت عينيهما معاً فرد باصرار و ثقة- بل أنا اتذكر ذلك من البداية .. سعادتك هي كل شيء بالنسبة لي ..انت تريد كرستين و كرستين تريدك إلا أن غرورك يمنعك من التنازل وجه نظراته لعمه وهو يحاول أن يخرج نفسه من هذه الورطة فقال فجأة غير مبال لنتائج- حسناً .. ماذا لو أخبرتك . بأني أرغب بفتاة أخرى .؟ قال بخبث لقد قلت منذُ لحظة أن سعادتي هي كل شيء لكتوسعت عينين السيد كاسبر اندهاشاً قائل بغير تصديق- أنت تمزح .. !- بل هو كذلك.. رد بثقة عمياء مما انشأ الشك في عمه ثم أكمل .. أتمنى أنك لن تنسى في هذه اللحظة بأني ابن شقيقك الذي تتمنى له حياة سعيدة ..بدت الصدمة على ملامحه فيما قال- انت .. أنت ماذا تقول ..؟ لم تكن يوماً من النوع الذي يحب الفتيات .. - ابقى رجل وامتلك احاسيس .. مرر كفه على شعره قائل - أنا لا اصدق .. ليكن لعلمك دانيال لن اقبل إلا بفتاة من مستوى راقاطلق ضحكة خفيفة وهو يقول- لا تقلق .. والدها مكانته لذيك أعز من مكانة السيد جوزيف .. أراهن أنك إذا عرفت من هو .. لن تكترث بغضب السيد جوزيف عندما يعرف أني لا اريد ابنته - دانيال .. لا يوجد فتاة بهذه الوصف كما تقول ..- عن أذنك عمي ..وقف ليمشي لكن قبل أن يغادر المكان استمع لعمه يقول بحزم- لن انتظر طويلاً .. اريد رؤية الفتاة باقرب وقت ... وإلا كرستين هي الخيار الآخر - لك ذلك .. إذا لم تعجبك فتاتــي !هز رأسه و خرج مغادر المكتب صاعد لجناحه.. وهو يلقي الشتائم على نفسه .. لقد خلص نفسه من ورطة كرستين . ليقع بورطة أكبر . . ربما كانت تلك الطريقةالوحيدة للخلاص من تفكير عمه بارتباطه بكرستين .. لم يكن عاجز عن الرفض بعنف.. بل بالحقيقة كان لا يرد أن يزعج رأسه باقناعهم له .. ولم يريد أن يزرع المشاكل بينه وبين عمه .. الشقيق المفضل لوالده المتوفي .. الشقيق الوحيد الذي وثق والده فيه .. صحيح بأنهُ يحقد عليه لكنه لا ينكر انهُ كان لطيفاً معهم .. على عكس بقيةعائلة والده .. دخل جناحه وهو يرمي نفسه على السرير بعنف .. شد باصابعه على شعره وهو يقول بداخله ماذا سافعل الآن ..؟ هل انفد ما يدو برأسي وارتاح ..؟ تبدو خطه كبيرة .. لكنها ستفيد بذلك فذاك السيد لن يرفض طلباً لي .. حتى لو كانت كذبة مؤقتة . ! ! .. ^ــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا قلبي كفايه تنزف الناس مستانسه وعلى اوتار الحب تعزف qαнян αℓαнzαи مدونات الأعضاء 420 01-15-2013 06:54 PM
انشودة في زحمة الأحزان في العالم الحيران تاهت خطى قلبي في البحث عن انسان مؤثره وحزين مستر هدهد خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-16-2012 02:19 PM
انشودة في زحمة الأحزان في العالم الحيران تاهت خطى قلبي في البحث عن انسان مؤثره وحزين بتول الشرق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 05-01-2011 12:13 PM
هل حلمت بركوب سيارة تسير بماء الحنفية الى اين تسير بنا التكنولوجيا الحديثة mnci أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-12-2011 03:40 PM
تاهت في عينيه ,, (روايه سعوديه جريئه) مميزة غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 06-12-2010 05:31 PM


الساعة الآن 03:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011