10-18-2017, 12:50 AM
|
|
شبيهة القمر شبيهة القمر صرخت بأعلى صوتى "لماذاااا.. ؟"
،هدمهوا منزلنا، وقتلوا والداى ،قطعوهما بأبشع الطرق واطعموا اجزائهما للكلاب ، توسلتهم كثيرا ولكن كل ما والاهانه ،نعتونى بإبنة الخونه وقالو لى بأن اغادر القرية والا اعود ابدا والا فعلوا بى المثل.
ركضت هاربة ودموعى تبلل الطريق خلفى ،لم ولن اصدق بأن والداى خائنان ،حقا هما كانا مريبان يخرجان ليلا ثم يعودا قبل بذوغ الشمس ،ولكن رغم هذا لن اشك فيهما.
توغلت بعيدا عن تلك القرية المشؤمة بتلك المساحات الخالية، ربما سلكت الطريق الخطأ عند هروبي لخوفي من تهديداتهم ،يقال ان القرى الاخرى تقع بالاتجاه المعاكس
لكن ماذا يكمن هنا ربما اجد مدينة الاحلام مثلا ماذا سأخسر ،لاكمل واكتشف ،حتى وان لقيت حتفى فلست خائفة.. لم يعد يهمنى شىء، لا كلام القروين عن خطرها ، ولا قصصهم المرعبة
رؤيتى لامى وابى يذبحان كالخراف، ثم يقطعان ويطعمان للكلاب سلبت منى كل انسانيتي ،اشك الان بأن هناك فتاة كانت تنعت بشبيهة القمر تعيش بداخلى ،ربما اختفت منذ ساعات.
مهلا...!
توقفت انظرر لتلك الشجيرات ،انها قريبة منى ،(متى ظهرت كانت الطريق خالة منذ دقائق ،يبدو اننى غرفت بالتفكير بمدى بشاعة ذلك المنظر
ربما سأجد شىء يأكل بعد امتار او ربما احدا يعيش هنا.. من يدرى.. ؟
تابعت سيرى وأنا التفت حولى بفضول تلك الاشجار عارية تماما من اين ستأتيها الثمار... ؟
"اووف " زفرت بضيق وتابعت سيرى ربما على الاقل لنصف ساعة اخرى قبل ان اصل لتلك اللحظة التى غيرت حياتى.. اجل لقد غيرتها جزريا..!
وصل لمسامعى صوت غريب جعلنى اتجمد بمكانى ،صوت اشبه بصرير باب قديم او تحرك سلاسل معدنية ، اخذت انظر حولى بتعجب
الصوت يصدر من امام لكن ما هو ،تسارعت دقات قلبى وتخبطت قدماى ،أنهما يتصارعان فيما بينهما ايتقدمان ام يلوذا بالفرار ،صدقا ذلك الصوت ارعبنى ،بث القشعريرة بجسدىي
نظرت حولى فرأيت ما صعقنى ، دماء واشلاء بكل مكان ،رؤوس واذرع وحتى امعاء ، شهقت بفزع ووضعت كفاى على فمى تاركة لعيناى حرية التعبير عما بداخلى
اظن اننى لم اعد بهذى الحياة ،رؤيتى لاشياء كهذه اكبر دليل على هذا ، لا يعقل اننى اهلوس وانا مستيفظة ،ولا اننى فقدت وعيى واعيش كابوسا مرعبا .
هززت رأسى ابعد تلك الافكار عنى ولكنى تجمدت مجددا وانا ارى رأس والدى ارضا ، مستحيل لقد هشموها بفؤوسهم كيف وصَلت لهنا ،كيف عادت اصلا لهيئتها... ؟
شهقت بفزع وجثوت على ركبتاى ابكى بصوتى المتعذب املة ان ينقذنى احد من هذا الكابوس
لا امل... لا يوجد شىء هنا ،اى كائن، لم ارى حتى غرابا ،على ذكر الغراب انه يقف امامى الان...
فتحت عيناى بشدة عندما وجدت ذلك الشىء الاسود يقف امامى بجوار احدى الاشجار الطويلة ، حدقت فيه بدهشة ونظرت مطولا لبياض عينيه المناقض لجسده المسود كظلام الليل ،اقسم لو انى بالليل لما رأيته ،ربما على الاقل عيناه..!
انكمش جسدى وإلتوى فمى بعدما تبددت دهشتى وبدأ الخوف يعتصر قلبى ولكن صوته الهادئ طمأننى " لا تخافى " اخذت ارمش بسرعة غير مستوعبة لما ارى اهذا الشىء يتكلم ،اهو موجود حقا... ؟
مد يده نحوى واكمل بلطف "تعالى معنا نحن سنأويكٍ " نحن... انا لا ارى غيره ،عمن يتكلم.. ؟
حركت يدى ومسحت دموعى الفاترة بينما تحرك هو ووقف على مقربة منى ويده لازالت مبسوطة
نظرت بعينيه بعمق ثم قلت بهدوء "ومن انتم... ؟" قال بعموم وعينيه تصفام كل مشاعر الحزن والبأس التى اتصور وجودها "نحن من كنا امثالك ،من تعذبنا بحياتنا ،من قاسينا وعانينا لاجل البقاء ،نحن المقهورين " املت رأسى قليلا غير مستوعة لكلامة ،فنظر لكفى وهز رأسه قائلا "تعالى ستكونين بأمان " فحدقت بالارض بفراغ ،حتى وان كان كاذبا فماذا سأخسر ، ربما هو سيخلصنى من هذه الحياة القاسية
اتخذت قرارى ومددت له يدى ليحتويها بكفيه الباردتان، اخذا اياى معه لعالم النسيان .
سرت معه بصمت بينما بدء ذلك الصوت الذى سمعته سابقا بالارتفاع ،نظرت حولى بفضول ونطقت بتعجب وانا التفت بين تلك الاشجار المتفرفه "ماهذا الصوت.. ؟" نظرت له فإذا به يشير بسبابته لإحدى الاشجار التى تحتوى بأحد فروعها ارجوحة تنعكس كل معانى الحزن والكأبة عليها
ابتسمت ببهوت ثم قلت بخجل "ايمكنننى... " لم اكمل جملتى لانه قاطعنى قائلا "انها لك روج " حدقت فيه بدهشة ،كيف علم يإسمى انا لم اخبره اياه ،ابتسم بعذوبة فأكمل بسعادة استشعرتها من صوته " " لقد صنعناها لك روج ،فقد قررنا احتوائك بيننا مذ علمنا مصير والداك الخائنان " اغمضت عيناى وفتحتهما عدة مرات محاولة استيعاب ما اسمع ، ولكنى بدلا من ذلك رأيت العديد من امثاله يبتسمون لى بمحبة فعلمت ان هذا المكان هو ملاذى..
انطلقت بسعادة وتشبثت بسلاسل الارجوحة بينما دفعنى احد مرافقى المقهورين لاغمض عيناى واستمتع بمصيرى الجديد وانا اشعر بفرحة يعجز لسانى عن وصفها لعودة الحياة لى " لتلك الفتاة شبيهة القمر"
"النهاية " |
التعديل الأخير تم بواسطة الورده البرنزيه ; 10-18-2017 الساعة 10:55 PM |