عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > شخصيات عربية و شخصيات عالمية

شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2008, 10:47 AM
 
الحجاج بن يوسف الثقفي

الحجاج.. الوجه المشرق
(في ذكرى وفاته: 21 من رمضان 95 ه)
أحمد تمام




اضغط على الخريطة للتكبير





احتل الحجاج بن يوسف الثقفي مكانة متميزة بين أعلام الإسلام، ويندر أن تقرأ كتابًا في التاريخ أو الأدب ليس فيه ذكر للحجاج الذي خرج من سواد الناس إلى الصدارة بين الرجال وصانعي التاريخ بملكاته الفردية ومواهبه الفذة في القيادة والإدارة.
وعلى قدر شهرة الحجاج كانت شهرة ما نُسب إليه من مظالم؛ حتى عده كثير من المؤرخين صورة مجسمة للظلم، ومثالا بالغا للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعي في الحال معاني الظلم والاستبداد، وضاعت أعمال الحجاج الجليلة بين ركام الروايات التي تروي مفاسده وتعطشه للدماء، وإسرافه في انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير.
وإذا كان الجانب المظلم قد طغى على صورة الحجاج، فإننا سنحاول إبراز الجانب الآخر المشرق في حياته، والمؤثر في تاريخ المسلمين حتى تستبين شخصية الحجاج بحلوها ومرها وخيرها وشرها.
المولد والنشأة
في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة (41 ه = 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا.
حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.
وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج"، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان.
الحجاج وابن الزبير
لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه؛ حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة (64ه = 683م) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ودان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.
حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 ه = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.
وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.
الحجاج في العراق
بعد أن أمضى الحجاج زهاء عامين واليًا على الحجاز نقله الخليفة واليا على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور في العراق بالغة الفوضى والاضطراب، تحتاج إلى من يعيد الأمن والاستقرار، ويسوس الناس على الجادة بعد أن تقاعسوا عن الخروج للجهاد وركنوا إلى الدعة والسكون، واشتدت معارضتهم للدولة، وازداد خطر الخوارج، وقويت شكوتهم بعد أن عجز الولاة عن كبح جماحهم.
ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة (75ه = 694م) إلى الكوفة، وفي أول لقاء معهم خطب في المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة في كتب التاريخ، ومما جاء فيها: "… يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين –أطال الله بقاءه- نثر كِنانته (جعبة السهام) بين يديه، فعجم عيدانها (اختبرها)، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه".
وأتبع الحجاج القول بالفعل ونفذ وعيده بقتل واحد ممن تقاعسوا عن الخروج للقتال، فلما رأى الناس ذلك تسارعوا نحو قائدهم المهلب لمحاربة الخوارج الأزارقة، ولما اطمأن الحجاج إلى استقرار الأوضاع في الكوفة، ذهب إلى البصرة تسبقه شهرته في الحزم، وأخذ الناس بالشدة والصرامة وخطب فيهم خطبة منذرة زلزلت قلوبهم، وحذرهم من التخلف عن الخروج مع المهلب قائلا لهم: "إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو…".
ولم يكتف الحجاج بحشد الجيوش مع المهلب بل خرج في أهل البصرة والكوفة إلى "رشتقباذ" ليشد من أزر قائده المهلب ويساعده إن احتاج الأمر إلى مساعدة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، وتزعم الثورة رجل يدعى "ابن الجارود" بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة والقضاء على ابن الجارود وأصحابه.
وما كاد الحجاج يقضي على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات (81-83 ه = 700-702م) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها "عبد الرحمن بن الأشعث" أحد رجالات الحجاج الذي أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها "زنبيل".
وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصي وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان.
ووجد في أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان في شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث في جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة في أيدي الثوار، غير أن الحجاج نجح في أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة (83 ه = 702م)، والقضاء على فتنته.
الفتوحات الإسلامية




فتوحات قتيبة بن مسلم





تطلع الحجاج بعد أن قطع دابر الفتنة، وأحل الأمن والسلام إلى استئناف حركة الفتوحات الإسلامية التي توقفت بسبب الفتن والثورات التي غلت يد الدولة، وكان يأمل في أن يقوم الجيش الذي بعثه تحت قيادة ابن الأشعث بهذه المهمة، وكان جيشا عظيما أنفق في إعداده وتجهيزه أموالا طائلة حتى أُطلق عليه جيش الطواويس، لكنه نكص على عقبيه وأعلن الثورة، واحتاج الحجاج إلى سنوات ثلاثة حتى أخمد هذه الفتنة العمياء.
ثم عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة (85ه = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89-95ه = 707-713م) في أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن "سر فأنت أمير ما افتتحته"، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها".
وكان الحجاج يتابع سير حملات قادته يوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة ووصلت رايات الإسلام إلى حدود الصين والهند.
إصلاحات الحجاج
وفي الفترة التي قضاها الحجاج في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها، وشملت هذه الإصلاحات النواحي الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها؛ فأمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وأنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل، وكان يأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.
ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة (83ه = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.
وكان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.
نقط المصحف
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
الحجاج في التاريخ
اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون في شخصية الحجاج بن يوسف بين مدح وذم، وتأييد لسياسته ومعارضة لها، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل ولجوء خصوم الدولة إلى السيف في التعبير عن معارضتهم لسياسته أمر محفوف بالمزالق، ويؤدي إلى نتيجة غير موضوعية بعيدة عن الأمانة والنزاهة.
ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.
ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: "إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم".
وقد وضعت دراسات تاريخية حديثه عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة.. وتوفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95ه = 9 من يونيو 714م).

من مصادر الدراسة:
  • الطبري محمد بن جرير: تاريخ الرسل والملوك – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار المعارف- القاهرة- 1971م.
  • ابن خلكان: وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1979م.
  • إحسان صدقي العمد: الحجاج بن يوسف الثقفي– دار الثقافة- بيروت- 1973م.
  • عبد الواحد ذنون طه: العراق في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي– منشورات مكتبة باسل – الموصل – العراق- (1405 ه = 1985م).
  • علي حسني الخربوطلي: تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي – دار المعارف- القاهرة- 1959م.








منقول للفائدة اعذروني
__________________
.
.

.. I do not care for anyone

التعديل الأخير تم بواسطة عبير القدس ; 03-07-2008 الساعة 07:43 PM سبب آخر: نقص في العنوان
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-07-2008, 07:33 PM
 
رد: يوسف الثقفي

يعطيك العافية
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-07-2008, 11:42 PM
 
رد: يوسف الثقفي

شكر على مرورك الرائع وانتي دائما روعة
__________________
.
.

.. I do not care for anyone
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-07-2008, 11:45 PM
 
رد: يوسف الثقفي

__________________
.
.

.. I do not care for anyone
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-04-2009, 12:01 AM
 
شخصيلت قلقه في التاريخ الاسلامي -الحجاج بن يوسف الثقفي

شخصيات قلقة في التاريخ الاسلامي -الحجاج بن يوسف الثقفي

اضيفت بتاريخ 04-30-2009 الساعه 05:45 PM بواسطة محمد خطاب سويدان
الحجاج بن يوسف الثقفي
الحجاج بن يوسف الثقفي من الشخصيات القلقة في التاريخ الاسلامي كتب عنه الكثيرون , ونسجت حوله الكثير من الاساطيرونعت باقبح الاوصاف والقي به في الدرك الاسفل مع القتلة والظالمين فيما كتب عنه
.ومن الكتّاب من وجد له جوانب حسنه مدحها فيه ولكنه ذم فيه جونب اكثر وكان القدح فيه والذم اكثر, وباعتبار انه كان احد قادة الدولة الاموية فقد صورته كتب المعارضين اقبح تصوير ولم تجد له في تاريخه حسنة واحده حتي ان بعض الكتب روت انه حين ولد لم يقبل ثدي امه حتي لطخ الثدي بالدم فقبله ورضع الحليب مع الدم , وهذه قصص لاتستقيم مع المنطق السليم ولا البحث العلمي ولا حتي مع النزاهة العلمية .
ولقد طفت مع اغلب من كتب عن الحجاج فوجدت اكثرها لا يعطي هذا الرجل حقه او ينصفه , حتي المسلسلات المرئية كان المخرج يضع رؤيته بما يتماشي مع تسويق المسلسل ويوفر الاثارة وشد الانتباه لدي المشاهد .فكان عامل التسويق اهم من النزاهة في عرض الشخصية .
واثناء احدي محاضراتي لطلبتي قمت بالسؤال عما يعرفونه عن الحجاج فكانت اغلب الاجابات تصب في الصورة السيئة عن الحجاج وسألت عن مصادر هذه المعلومات فكانت المسلسلات التلفزيونية او ما سمعوه من هنا وهناك عن اخباره .
ورايت ان اعرض صورة عن حياة هذا الرجل لانصافه وامل مستقبلا ان تتحول الي كتاب .
ولد أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن الحكم الثقفي في منازل ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة41ه. وكان أسمه كليب ثم أبدله بالحجاج. وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد.تتلمذ علي يد سعيد بن المسيب التابعي الجليل وغيره من كبار العلماء والتابعين
عمل معلما للصبيان يعلمهم القران والحديث ولم يكن هذا العمل يلبي طموحاته علي الرغم من ان عمله هذا كان ذو تأثير كبيرعلي حياته فقد كان معظما للقران طيلة حياته .والحقيقة ان الكثير يضع هذه المعلومة ويمضي ولكن مع انضباط الحجاج في ذلك الوقت ولم يوصف بزلة اري ان هذا العمل الجليل دليل اكيد وواضح علي انه يعرف الدين وحدوده .
وانتقل الي الشام ابان خلافة عبد الله بن الزبير والتحق بالشرطة وعمل فيها وابدي انضباطا والتزاما شديدين دفع بالمسئولين ان ذاك ان يولوه قيادة الشرطة وعند ترأسه علي الشرطة اقام عودها واصلح حالها وكانت في حالة يرثي لها فاصبحت الشرطة في احسن حال وفي اتم صورة من الانضباط .
واريد ان انبه علي ان بعض من كتب عن الحجاج يلقي بهذه المعلومة ثم ينصرف عنها ولا يلقي لها بالا واني لارجو ان انصف الرجل في ذلك , الكل اتفق ان الشرطة كانت في حال متردية حتي اهمت الخليفة فلما تولاها الحجاج ما الذي حدث استقامت واصبحت علي احسن حال واصبح اداؤها في القمة ، لم يضع الحجاج اعتبارا لاحد فكان تطبيق القانون واصلاح الحال هو الهدف فابطل الرشاوي والتقاعس من الشرطة ولم يسمح لاحد ان يتخطي القانون او يتجاوزه حتي ولو كان من كبار الشرطة .
والمتأمل لشخصية الحجاج في هذه يري ان الحجاج رجل دولة حقيقي يطمح في اقامة القانون والعدل وان تسير امور الدولة علي احسن حال وفي غاية الاستقامة ومن منا لا يرغب في ذلك .
وهذا شأن المخلصين الجادين الذين يهمهم اصلاح الحال وانضباط الاحوال فهو رجل دولة بالمعني الصحيح يهمه امرها ويشقي لصلاحها ولا يحابي احدا في مصلحة الدولة العليا فهي فوق كل اعتبار وفوق الجميع حتي وان تصادم في ذلك مع علية القوم .
لفت هذا العمل انتباه الخليفة عبد الملك بن مروان فضمه للجيش في قتالة لمصعب بن الزبيرثم ارسله علي راس جبش لمقابلة عبد الله بن الزبير والذي انهي المعركة لصالحه وخلص الدولة الاموية من منافس خطير لها .
وكان اقليم العراق وخرسان من اكثر الاقاليم اضطرابا وقلاقل وفوضي ,فقد ورثت الدولة الاموية كل الخلافات التي نشأت ابان خلاف علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن ابي سفيان واستحالت هذه الخلافات الي فرق متناحرة متحاربة منها الخوارج والتي افترقت علي فرق عديدة وكذلك فرق الشيعة والتي تفرقت علي اطياف شتي كان الكل يسعي للملك والخلافة تحت اعذار شتي فمن خوارج كفروا الجميع وخرجوا عليهم وكانت واقعة الجمل وعملية التحكيم في معركة صفين هما اساس وجود الخوارج , وكان التشيع قد لبس اثوابا مختلفة منها فكانت الزيدية الاقل غلوا, ومنها الذي غالي في حب ال البيت رضوان الله عليهم لدرجة الالوهية , ومنهم من لبس هذه المسوح كيدا للاسلام والمسلمين بعد ان ادال الاسلام دولتهم ,وكانت هذه الفرق سببا اساسيا في ازالة الدولة الاموية وهي عندي من اعظم الدول الاسلامية التي ظهرت ,فقد قدمت للاسلام اعظم الخدمات وفتحت الفتوح وامتدت رقعة الدولة الاسلامية حتي وصلت الاندلس وتوغلت لتفتح السند وشمال افريقيا والهند وغيرها من الدول ورفرت راية لا اله الا الله فوق ربوع كانت تعبد الاصنام وتسجد لغير الله.
اما من الناحية الاقتصادية فقد انشأت الدولة الاموية اقتصادا اسلاميا خالصا وسكت النقود الاسلامية بعد ان كانت معتمدة علي الاقتصاد البيزنطي في الاقتصاد والنقود .
والحجاج كان احد رجالات هذه الدولة ورث معها كل الارث الثقيل من تاريخ الخلاف الاول بين علي ومعاوية وكانت العراق علي الحال الذي وصفنا بل هي البقعة التي اجتمعت فيها كل الملل والنحل والفرق ومنها انطلق اغلب هذه الفرق .
ولي الحجاج علي العراق ليقيم اعوجاجها ويخمد الفتن ويقطع دابر الفتنة وبنهي الخروج علي الدولة الاموية .وقد دام حكم الحجاج لها حوالي عشرين عاما .انظروا لحال العراق الان كانت علي نحو هو اسوأمما هي عليه الان،
وعندم دخل العراق خطب خطبته الشهيرة ووضع فيها نظام حكمه ووضع اسس التعامل مع الرعية وقد توعد كل المخالفين والخارجين علي الدولة بالعقاب الصارم الحاسم وفي دولة تسود فيها الفوضي وانتهاك القانون لابد من الحسم ولا يجوز التقاعس مع من تسول له نفسه بذلك .
استطاع الحجاج ان يكسر شوكة الخوارج بعد معارك ضارية شديدة ويقتل شبيب الحروري ومن بعده قطري بن الفجأه وينهي صولتهم ووضع نظاما صارما في العراق اصبح الامن والامان هو الصفة السائدة فيه حتي ان الرجل يفقد الشيء فيعود بعد ايام فيجدها حيث فقدها واصبح الانسان امنا علي ماله وعرضه وهو اول من سن التجنيد الاجباري ,فبعد تقاعس الناس عنه لقتال الخوارج امر فكان كل قادر علي حمل السلاح في الجيش يقاتل معه .
وفي عهد الحجاج اصبحت العراق مركز الجهاد الاسلامي ومبعث الفاتحين ومن قادته عقبة بن نافع الباهلي فاتح شمال افريقيا واسامة بن محمد الثقفي فاتح السند وكان ذو نظرة صائبة في الرجال يعرفهم ويختارهم فيحسن الاختيار ,
ولم تفتح مدينة الا وشق الطرق فيها واول بناء كان يبنيه هو المسجد بل العديد من المساجد وشق الترع ورصف الطرق وعمر المدن كان رجل بناء وتعمير كان رجل عمران وتعمير ,
كان وراء فكرة بناء الاقتصاد الاسلامي واشار بها علي الخليفة ووقف وراءها حتي تمت وكان ان طلب من الخليفة ان الجزية المدفوعة لابد وان تكون بالنقد الاسلامي .
دون الدواوين بالعربية وعربها .
وله عمل هو له عند خالقه وهو تنقيط القران وتشكيله ليسهل علي الناس القراءة والحفظ .
توفي الحجاج وام يترك الا فرسه وسيفه ومالا يعادل خمس عشرة دينارا فقط . ولم يعرف عنه ما يشينه في اخلاقه وتصرفاته .كان حافظا لكتاب الله معظما له . نهي الحسن البصري عن سبه وشتمه ، وما قيل عنه اخبار لا ترقي للحقيقه وخاصة ان التاريخ كتب ممن كانوا له اعداء .
وكم اتمني علي شبابنا المسلم ان يعيد قراءة التاريخ بفهم وموضوعية شديدة يمحص الرواية ، يدقق فيها ويخرج بالنتيجة التي هي موافقة للحق والعدل ،وليعلم القاريء الكريم اننا نعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال .
يقول صلي الله عليه وسلم ( استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك وأفتوك
محمد خطاب سويدان

الكلمات الدلالية (Tags):
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملف هاااااااائل للشوربات ..أرجو التثبيت. بسمة فوق شفاه ناعمة أطباق شهية 51 07-28-2015 07:24 AM
الحجاج بن يوسف الثقفي... هايدووو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 07-11-2008 11:56 AM
قصة الحجاج والغلام غرور انثى قصص قصيرة 10 11-20-2007 06:51 PM
ملف كامل لطرق طهي الارز(وصفات متعددة) مغربية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 06-17-2007 07:01 PM
قصة الحجاج بن يوسف وغلام بني هاشم وشل أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 22 04-03-2007 03:02 PM


الساعة الآن 05:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011