عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree12Likes
  • 6 Post By Georgie|| جُورجي.
  • 2 Post By Georgie|| جُورجي.
  • 2 Post By لون السحاب
  • 2 Post By اميرة نوتيلا
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2018, 05:13 PM
 
ذهبية : القَهوة الملكيَّة | حِكاية مُرتجلة









{ ليسَ بالضرورة أن تنتهي بعضُ القصص بطريقة مثاليّة }

" أن تكونَ ملكًا لهو أمرُ مزعج "
لطالما قال ويليام هذه العبارة لوزيره هينري، شارٍحًا له أن عليه أن يجلس على العرش البارد لساعاتٍ طوال من أجل أن يحلّ مشاكِلًا تافهة للشعب، حتى تتصلب مؤخرته ويتوقف عن الشعور بقدميه.
" النبلاء، يدّعون أنهم بمنتهى البراعة والذكاء لكنهم لا يستطيعون حلّ مشاكلهم الخاصة بأنفسهم، ظُهر الأمس قدم لي أحدهم يشكو أن جاره قد أكل الدجاجة التي كان يطبخها من أجل مأدبته ! "
ثم يشرح ويليام ولوقتٍ طويل كيف أن حلّ المشاحنات ليسَ عملًا أسطوريًا، وهو غيرُ ملزم على لعب دور المصلح أو القسيس الصالح من أجل أن يفكّ نزاعًا غبيًا دار بين اثنين من أجل بيضة أو ملعقة حساءٍ صغيرة !
رغم أن الملك ويليام يتذمر بشأن هذه الأمور، إلا أنه يعرف أن هذا من واجب الحاكم المُخلِص، وعلى أيّ حال، حتى ولو أراد أن يعرف ما يجري كل دقيقةٍ في مملكته الصغيرة، لازال هناك العديد من الأمور ـ المهمة ـ تنفلت من بين يديه، كما حصل في ذلك اليوم الذي اكتشف في ساعةٍ مبكرة من صباحهِ أن زوجته الموقرة، جلالة الملكة، قد غادرت من أجل عقدِ صُلحٍ مع المملكة المجاورة، آخذةً معها الوزراء والمستشارون ذو الكفآئة العالية، مخلفةً ورائها زوجها المبجّل، ووزيره المسكين ..
حمل ويليام إحدى مزهريات الورود الفاخرة ورماها على الجدار مستهدفًا هينري، الذي تفاداها بخبرةٍ عالية واختبأ خلف الكُرسي الملكي :
" أيها الخائن القذر، لقد اعتزمت على مساعدتها وإخراجها من المملكة من دون علمي ! "
أنكر الوزير بشدة مخرجًا رأسه من خلف ظهر الكرسي مدافعًا عن نفسه بينما ويليام يحمل مزهرية أخرى :
" هذا غير صحيح، لقد حذرت جلالة الملكة من عدم إخبارك بخطتها .. "
قاطعه الأخير برمية أخرى كادت أن تحطم جمجمته، لولا أنه أعاد رأسه للخلف لمات من فوره !
" .. لكنها لم تستمع إليّ اطلاقًا ! "
" كاذب ! أنت ومن معك من حاشية القصر كل ما تنطقون به مجرد أكاذيب ! "
لقد حاول بكل ما يستطيع أن يكسر شيئًا على رأس وزيره، وعندما نفذت مزهريات القاعة دار حول نفسه باحثًا عن ذخيرةٍ أخرى وهو يحوم حول الطاولة للبحث عن موقع أفضل يصيب به هَدفه :
" لكن فكر في الموضوع، كنتَ ستدخل في حرب لو لم تتنازل جلالتها، لقد كانت تفكر فيك وفي شعبها ! "
" تخاريف باطلة ! "
رمى إبريق الشاي ولاحق وزيره معللًا اعتراضه :
" لقد جُرح كبريائي في آخر لقاء لنا، وكبريائي هو كبرياء الشعب نفسه "
أراد هينري أن يتفاهم بشكل عقلاني مع حاكمه الغاضب، لكن الأخير لم يهدأ إلا عندما حمل كرسيًا ورماه على الجدار بينما كان وزيره يحذره من احتمالية انكسار عموده الفقري. في الحقيقة لقد كان يعرف تمامًا السبب الذي جَعَل ملكه يثور بشدّة، ( العِلم بالأمور المهمة التي تجري في قصره ) هذا كان ما يودّ فعله، ليس مقابلة الناس البائسين ومحاولة توعيتهم بشأن أن هناك مشاكل أكثر أهمية من انسكاب قهوةٍ على مِئزر.. لكنه في النهاية شعر أن زوجته تحاول أن تجعله في الخلف لا في الأمام كملكٍ بارز، إنه يتفهم أنها تملك نظرة عقلانية خصوصًا إذا تحولت تصرفاته في بعض الأحيان إلى تصرفات ولد صبيانيّ، إلا أن هذا لا يعني أن لا تشاوره بشأن خروجها، وعلى كل حال هي في نهاية المطاف زوجته !
" جلالة الملك "
تحدث إليه وهو يجلس بجانبه على البلاط البارد بين تلك الفوضى العارمة، وأكمل بأكثر نبرةٍ متعاطفة يمتلكها :
" أتريد شرب القهوة ؟ "
لو كان الملك والوزير يعلمان بشأن الأمور الأخرى لما وافقا على شرب أي قهوة في هذا النهار، لكنهما وكما هو متوقع ( لا يعرفان كل شيء ).
انهما لا يعرفان أن الخادمة بيلّا قد كانت تتجول في المخازن باحثةً عن عجلةٍ طلبها أحد الحِرفيين من أجل تصليح إحدى العربات، وفي أثناء بحثها وجدت ماكينَةَ صنع قهوة نادرة، والغريب أنها شديدة النظافة رغم قذارة المخزن العملاق، لم يعرفا أنها حملت الآلة بشيء من الرهبة والفضول ثم وضعتها في المطبخ من أجل أن تجرب طحن القهوة بها، وبالتأكيد لم يعرف أحدٌ من أين وكيف أتت هذه الآلة الثمينة.
رغم أن عدم علمهم بشأن ذلك ليس بسبب الإهمال، فهذه الحكاية حدثت قبل فترة طويلة جدًا، في الوقت الذي لم يكن أي أحد من البشر موجودًا على أرضِ تلك البلاد، حيثُ كان الشمسُ والقمر محتجزان في صندوقان قديمان من قِبَل بعض العفاريت المحنّكة ذات ذكاءٍ وقدرة عالية على ممارسة الخوارق الطبيعية، لكنها ورغم طبيعة الحال امتلكت نسبة من البلاهه جعلها تفقِدُ أسيريها بسبب بعض المخلوقات التي يأست من الظلام والبرودة، فحررت الشمس وتلاها تحرير القمر، لكن الحكاية لم تنتهِ عند هذا الحد، صحيحٌ أن المؤرخين من الهنود الأصليين كانوا يتوقفون عن سرد الحكاية بعد تحليق الشمس والقمر في السّماء، لكن أيّ أحد لم يفكر قط، أين ذهب الصندوقان بعد ذلك ؟
من المعروف أن بعض الأمور تتشكل على هيئات كثيرة رغم أن أصلها واحد، وهذا كمن يصنع فطيرة التفاح، رغم أنه يحتجّ أن الفطيرة متداخلة بالطحين والفانيلا والكثير من المكونات، لكنه لا يستطيع أن ينكر أن التفاح جزء مهم منها، هذا ماحدث للصندوقان، أو على الأقل للصندوق الذي احتُجزَ فيه القمر.
لقد كان يتحول بكثرة عن طريق النحاتيّ شديديّ الخبرة، صحيح أنه تم إضافة الكثير وحذف العديد من المعالم منه، لكنه يبقى الصندوق الذي أُسِر فيه القمر، هذا أعطاه ميزة كبيرة لم يعرف أي أحد عنها، إلا عندما أمر هينري الخادمة أن تطحن لهما البُنّ لشرب القهوة، وبعد ذلك حدثت الكارثة.
لم يكن الأمر كالقصص الأسطورية التي تُظهر قدراتها السحرية فور أن يتمّ نطقُ تعويذتها، الأمر ليس متصلًا مباشرة كأن يكون السحّر كقصص عوالم الخيال البسيطة. الجنيّ الذي يخرج من مصباح علاء الدين، أو التفاحة المسحورة التي توقِعُ من يأكلها في بيات شتوي مشابه لنوم الدببة، في الحقيقة عندما شربَ الملك ووزيرهُ القهوة استلذّا بها بشدة، وهذا أقل ما يمكن أن تعطيهما تلك الماكينة من فضل، فلو كانت ستسبب لهما المصائب، على الأقل عليها أن تعطيهما قهوةً ممتازة، وقد حدث ذلك بالفعل، حتى أنهما إمتلكا المزاج الكافي للتجول بين ممرات القصر وسلالمها للنظر في شئون ساكنيه، وكان يبدو أن معنويات الحاكم مرتفعة بشكل ملحوظ ومثير للريبة، لكن لم يجرؤ أحد على التفكير أن هذا هو ما يقولون عنه هدوء ما قبل العاصفة.
لم يدري ويليام متى بدأت عيناه تفقدا لونهما العشبيّ الجميل، إلا عندما وقف أمام مرآةِ حمّامه للإستحمام، حينها وبشكل مباغت لاحظ أن حدقتاه كانتا بيضاوتين تمتلكان بقعًا سوداء حالكة، وللحظة ذكره بؤبؤاه بالقمر، هنا فزع أشد الفزع وارتدى ثوب إستحمامه على عجل وخرج طالبًا الحرّاس، ولم يمضِ الكثير من الوقت حتّى اكتشف أن هينري كان يدور مذعورًا في غرفته حول السبب ذاته.
" هناك شيء ما كان في القهوة أنا متأكد من ذلك "
قال ويليام بنبرةٍ جازمة وهو يقف أمام وزيره الذي يرتجف بشدة.
" ماذا لو كانت هذه بداية علامات التسمم، ماذا سيحصل لنا بعدها ؟ "
مسألة محاولة قتل الملك لم تكن بتلك البساطة، وكان من الغباء أن يخاف هينري على نفسه بينما كل الأضواء مثبتة على صحة الملك، لذا وقبل أن يرد عليه الحاكم بغضبه العارم رُميت بيلّا على البلاط الملكي بقسوة وهي تبكي بشدّة :
" بيلّا، هل وضعت شيئًا في القهوة ؟ "
سأل الملك بنبرة هادئة، كان متعقلّا ولم يتوقع أحد ذلك، بقي الجميع صامتين فترة من الزمن لم يظهر من خلالها إلا صوتُ بكاءِ الخادمة، حتى هي رفعت رأسها ثم التمست القليل من الأمل في نجاتها، أخرجت هذه العبارة من قلبها الصادق مرتجفةً ومحاولةً أن تستجمع شتات نفسها المذعورة :
" كلا يا جلالة الملك، المكونات المعتادة لصنع القوة المفضلة لديكم، أغلي الماء بعد أن أطحن القهوة ثم ببطئ شديد أمزج المادتين، وضعت مكعبات السكّر مع الأقداح والإبريق، لا شيء آخر على الإطلاق ! "
لم تكن سرعة اكتشافهم لبراءة بيلّا كسرعة تغيّر الأحداث في تلك المملكة الصغيرة، ففي الوقت الذي كان يظن فيه ويليام أن اليوم لن يكون أسوأ مما كان عليه، فعندما أراد أن ينسى كمية الفحوصات التي قام طبيب القصر بها، والأسئلة العديدة التي اوجعت رأسه في محاولة الإجابة عليها ولو كانت خارجة عن المنطق، خرجت ثلاثُ نساءٍ من خلف نافذة غرفته الواسعة في أثناء إغماضه لجفنيه، هذا بالضبط ما جعله يصرخ بأعلى ما يستطيع، لكن لشدّة غرابة الموقف ما خرج من فمه لم يكن صرخة على الإطلاق، بل صريرًا خافتًا ليس له أي علاقة بصوتٍ آدميّ !
لم يعرف أحد أن غرفة الملك قد اقتُحمت في تلك الليلة، رغم أن همّ الحاشية بداخل القصر كان أن لا يعلم الشعب بشأن مرض حاكمهم ووزيرهم، لكن الذي حصل في اليوم التالي لم يستطع أحد إخفائه، فقد شهدت الأرض البعيدة ظاهرة كسوف كلّي للشمس، وفي لحظة واحدة تحولت أجواء الحقول المشرقة إلى ظلامٍ دامس، لقد تعرض السُكّان لمثل هذا الموقف من قبل لذا لم يبدو على أي واحد فيهم القلق، لكن سرعانما تبدلت الوجوه المدهوشة إلى أخرى مليئة بالرعب، لقد استمرت هذه الظاهرة لأيام طويلة جدًا، ولم يبتعد مسار القمر عن الشمس على الإطلاق بعد ذلك اليوم.
بالتأكيد، الجهل بالأسباب لا يوقف المشكلة بل يجعلها مستمرّة، ولأنه لم يدري أي أحد بشأن مطحنة البُنّ فقد شرب الكثير من تلك القهوة اللذيذة متناسين أن ملكهم تغيّرت حدقتاه بعد شُرب قدح منها. إلا أن المعضلة لم تقتصر على تغيّر لون حدقة العينين، فقد شهدت المملكة بعد حداثة كسوف الشمس العديد من غرائب الجاذبية المعكوسة، وادعى الكثير من الأشخاص أنهم شاهدوا ثلاث نساءٍ جميلات يدخلن غرفهم ويتحدثن معهم حول أسياد القمر، لكن أيًا من هذا لم يضفي على الأزمة إلا تعقيدًا، أما الملك، فبعد تلك الليلة لم يخرج من غرفته مهما طُرق بابها، حتى بعد عودة الملكة والمجلس من رحلتهم، لم يتغيرّ أي شيء، واستمرت تلك الأرضُ في ظلام دامس، رغم أن السؤال الذي كان يطرح نفسه في كلّ منزل من منازل سُكانها هو : كيف حدث كُلّ هذا ؟
__________________

سُبحان الله، الحمدلله، لا إلهَ إلا الله.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-07-2018, 05:13 PM
 



-

بسْم الله الرحمن الرَّحيم.
السلام عليكُم و رحَمة الله و بركاتُه.
كيف الحال جميعًا؟
هذهِ حكاية قصيرة " مجنونة " قرأتها قبل مدة قصيرة في أحد المُنتديات، كُتبت بطريقة ارتجالية و دون تخطيطٍ من الكاتبة، أردتُ أن يقرأها عددٌ أكبر ممن قرأها في ذلك المنتدى، فابداعٌ كهذا لابدّ أن يُنشر!
أريدُ رؤية ردودكم المتألقة لأُعطيكم مزيداً مما قرأت، أو رُبما " كتَبت " لاحقاً.
و لَكَم وددتُ أن يكون ما كُتَب أعلاه من تأليفي، و لكنه من كتابة المُبدعة : أُنسٌ زَهَر

أراكُم في موضوعٍ آخر.


__________________

سُبحان الله، الحمدلله، لا إلهَ إلا الله.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-10-2018, 05:22 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك غاليتي ان شاء الله تكوني بخير

قصة غريبة لكنها جميلة
واحداثها مشوقة

احسنتِ الاختيار
ننتظر منكِ مشاركات اخرى
اهلا بكِ

دمتِ بود
__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-13-2018, 01:00 PM
 


أهلا بكِ أميرة نوتيلا


لون


....
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يسعد نهارك جورجي كيف الحال؟؟
راقتني القصة كثيرا رغم انها ما زالت غامضة والكثير من الاسئلة في رأسي
بداية من عنوانك الجاذب
رغم اني لست من محبي القهوة بس شدني عنونك وقررت اغوص ,القصة مانها سيئةة على العكس اسلوب جميل جعلنا اشعر وكأني معهم ,وكأن كل شيئ اراه بعيني
جمال فذ في الوصف لحالهم
ولكني لم افهم قصة الشمس والقمر *^* ولو انك تعمقت قليلا لزالت الاستفاهات على رأسي
رغم ذالك احسنتي .
تنسيقك جميل
رغم انك ما كتبتي القصة بس اقتنيتي قصة جميلة وشاركتنا بها .
بانتظار رؤية عبق حروفك
في امان الله
__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen


التعديل الأخير تم بواسطة لون السحاب ; 03-13-2018 الساعة 05:10 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لِنشرَب القَهوة و نقرأ الإبداع || أختام قسم روايات و قصص بالعامية ~ .FIRE روايات و قصص بالعاميه 0 07-20-2017 06:45 AM
ملكي المــاسي~حِكاية عَرَاقَة: Grünenthal وردة المـودة صحة و صيدلة 8 12-14-2016 09:58 PM
# خُرافةٌ و حِكاية بغياب العلم ~ Patroclus مواضيع عامة 30 09-22-2016 03:41 PM


الساعة الآن 06:42 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011