عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 05-02-2018, 05:21 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبع الانوار مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
كيفك غلا?
إن شاء الله تكوني بأفضل حال
وعليكم السلام
الحمدلله لخير
وانت؟

كما توقعنا كان مجرد مقلب منه لكن هالمقلب تسبب بمشكلات أكبر
ياترى ايش رح يحل بأريج!
رح تنتحر

جميل هالمرة وضعت أسئلة هذا يسهل علينا الرد أكتر ويخليك تعرفي توقعاتنا
جيد بهذه الخالة بحاول حط ديما اسئلة

ـ شو بتظنوا مخطط لؤي?

ماأدري بس أظنه سيئ متله تماما وربما يكون شيئ خاص به يريد تحقيقه من خلال عقاب أريج
لست متأكدة بعد
هلاء بتعرفي لينزل الفصل
مش عارفة اذا فينا نعتبره شي شرير او لا للصراحة


- وهل رح يلاقي اريج هونيك ?

ـ أعتقد ذلك فحسب قول جواد ان ذلك المكان هو ملجأ لها عند الضيق

وشو رح يصير معها ومع العائلة?
أتوقع عقاب فظيع رح ينزله بها والدها بسبب هالؤي
بدو تأديب متل ما قلت لك
كمان هلاء بتشوفي

لك الأحداث جميلة ومحمسة وشخصية والد جواد رائعة له الإحترام هالأب 🌷
من الجيد انه اعجبك
فكؤت ما حدا رح يحبو لان وقف بطريق حب اريج وجوتد ^^'


مؤسف ان الفصل نصه راح وحرق دمنا بقصره 😢
لكن انتي رح تعوضينا بأحداث إبداعية كما عودينا. 😉
متشوقة للبقية ماتتأخري علينا 😢

في أمان الله
يلا ان شاء الله قريبا ينزل الفصل
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية


  #52  
قديم 05-02-2018, 05:24 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إليزابت مشاهدة المشاركة
اهلا
كيف الحالاهلا بك
الحمدلله بخير وانت؟

رغلم انو فصولك لم تبشر ابدا بالخير الا انها نالت اعجابي
احب تعقد الامور في القصص.لكن احب ايضا حلها فلا تتاخري عن حلها ارجوك
ان شاء الله بالنعاية كلو بينحل،
بس حاليا الامور مازالت تتعقد

تابعي التقدم حبيبتي.انا في انتظار جديدك في اسرع وقت
في امان الله
ان شاء الله الفثول القادنة بتعحبك اكتر ^^
قريبا ان شاءةالله قريبا بينزل الفصل
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية


  #53  
قديم 05-02-2018, 05:30 PM
 

الفصل العاشر



اجتاحت انوار مصابيح السيارة، البرية المظلمة لتبدو اريج واضحا تحت شجرة زيتون تضم راسها بين ركبتيها، رفعت رأسها ما ان احست السيارة ركنت بقرب منها لتلمع دموعها اثر ضوء المصابيح

نزل لؤي من السيارة تجاه اريج وما ان رأته حتى نهضت لتهرب، اسرع ليركض خلفها حتى وصل اليها وامسكها من ذراعها ليوقفها

سحبت يدها بعنف صارخة:

- كفا!...

- والى اين تظنين نفسك ذاهبة؟

- الى حيث لا أجدك...

- حقا !... هذا المخطط بعيد المنال... بالاخص بعد اخر قرار اتخذته...

- لا دخل لي بقراراتك واتمنى ان لا تتدخل بحياتي مجددا

- لقد كنت قد قررت ان اتستر عليك ولا اخبر والدك عما فعلته اليوم ولكن ان كنت تفضلين ان اخبره!...

- حسنا اخبره وبعدها؟ سيقتلني؟ في هذه الحالة ستريحني من حياتي التعيسة

عقد لؤي ذراعاه وقال بتحد:

- وماذا لو لم يقتلك واكتفى بضربك كما في تلك المرة

- ايمكنني ان افهم ما الذي فعلته لك حتى تعشق توريطي بكل انواع المشاكل وتحول حياتي الى جحيم؟...

تأملها لوهلة بحقد، اراد ان يتكلم لكنه صمت ثم عاد ليقول:

- يكفي القول انك تخدعين اخي، ولأجل من؟ لاجل رجل متزوج...

ابعدت اريج وجهها عنه حين شعرت ان دموعها عادت لتسترسل، قال لها:

- اذا؟... هل قررت ان تتعقلي بعد ما حدث لتكوني الزوجة الوفية لاخي ام انني سأضطر لاجراء اخر...

- يبدو انك ستضطر لاجراءات اخرى لانني لن اتقبل اخاك كزوج لي...

- حسنا...


قالها بنظرة خبيثة ليمسك خصلة من شعرها واردف:

- لطالما طلبت الارتباط من حسناء لكنها كانت ترفضني بسبب جواد... انت تشبهبنها الى حد كبير، قد يختلف شعرك عنها ولكنه لا يعتبر مشكلة... تستطعين ان تكوني بديلة لها...

جحظت اريج عيناها تكاد لا تصدق ما تسمع، لؤي الذي تكرهه ويكرهها، هل ان ما سمعته صحيح ام انها بدأت تخرف؟... تابع لؤي:صف

- بما انك لا تستطيعين تقبل فكرة الزواج من اخي فاذا سأخبر والدي انني متيم بك، وكل المشاكل التي كنت اخوضها معك كانت بسبب غيرتي عليك، وعندها لن يقبل والدي ان يزوجك من صالح بينما اخوه يعشقك بجنون، وحين يذهب صالح من يدك بما ان ابن عمي محمود خاطب لن يبقى احد من العائلة لتتزوجيه غيري "انا"

قالها مشددا على كلمة انا لتنفجر هي غاضبة:

- انت مجنون، لا بد انك فقدت عقلك، انا لن اتزوج بك مهما حدث

تهربت منه ضحكة ليقول:

- اسف عزيزتي، كما قلت، لن يكون امامك خيار غيري...

- ذلك لن يحدث

- بلى وسترين، الان دعيني اوصلك للمنزل

- لن تفعل... ولن اذهب معك الى اي مكان...

- اتفضلين ان اخبر والدك عما فعلته؟

- قد يكون ذلك ارحم من الزواج بك

- حقا!... فاذا ما رأيك بهما سويا؟

امسكها من معصمها ليجرها خلفه لكنها صارت تمتنع، تتمسك بجذع الاشجار، تشد بقدماها على الارض، حاوطها بذراعاه ليمنع يداها من الوصول للاشجار ورفعها عن الارض بينما صارت ترفس بقدماها وتصرخ محاولة الافلات حتى اخيرا وصلت للسيارة، رماها في المقعد الامامي ثم التف حول السيارة ليصعد هو خلف المقود

حاولت فتح الباب لكنه كان مغلق من الخارج فلم يفتح، بحثت في درج السيارة امامها عن شيء حاد لتهدده به فوجدت مسدسا، اخذته ووجهته اليه قائلة:

- انزلني من السيارة قبل ان اقتلك

نظر اليها ببرود ثم الى المسدس ليبتسم ابتسامة جانبية قائلا:

- هل حقا ستقتليني به؟...

انطلق بالسيارة قائلا:

- فاذا افعلي، لا اتصورك تملكين الشجاعة حتى لتفعليها...

نظرت الى السيارة التي بدأت تتحرك فقالت بتوتر:

- انت لا تعرفني حين يبلغ يأسي حده، استطيع ان افعل اي شيء لا تتوقعه...

قال مبتسما بينما نظره مسمرا على الطريق امامه:

- فاذا هيا افعلي... فانا مثلك بلغ بي اليأس حده وارغب بالموت

ظلت تنظر اليه حتى صارت يدها ترتجف، وجهت المسدس الى رأسها فقد فضلت ان تنهي حياتها وترتاح، اغمض عينيها محاولة استجماع شجاعتها واخذت وقتا لكن دون جدوى فسحب المسدس من يدها قائلا:

- ان كنت لا تملكين الشجاعة لقتل نفسك اتركي المهمة لي عسى ان اريح عائلتنا منك...

وجه المسدس اليها بينما اصفر لون اريج وهي ترى فوهة المسدس مصوب نحوها مباشرة، وما ان ضغط الزناد حتى اجفلت لرؤية نار خرجت من فوهة المسدس، تسمرت مكانها مرعوبة حتى مرت لحظات ولؤي يراقب ملامحها المرعوبة حتى ادركت ان الذي يخرج من المسدس مجرد نار ليس الا فخر لؤي ضحكا وقال:

- هل كنتي تحاولين الانتحار بولاعة سجائر؟ يا لك من طفلة، الا تستطيعين التمييز بين مسدس حقيقي ولعبة؟...

ارتخت مباشرة وحل بدل الرعب كئآبة، القت بنظرها خارج النافذة وهي تستمع الى سخرية ابن عمها وقررت انها ستنتقم مهما كان الثمن، فما ان مرا بقرب منحدر حتى مدت يديها الى المقود وحرفت مسار السيارة، اسرع لؤي ليدوس على المكابح ومن حسن حظه ان السيارة توفقت قبل ان تنجرف، نظر للمنحدر امامه مصدوما ثم الى اريج فصاح غاضبا:

- هل انت مجنونة؟!... كدت ان تقتلينا كلينا...

ردت ساخرة:

- ظننتك يئست من الحياة مثلي وترغب بالموت...


حدجها نظرة حاقدة وعاد لينظر الى الطريق امامه ليشغل السيارة فقالت قبلها:

- انصحك ان لا تعود الى تشغيل السيارة لاني سأعود لمثلها عند اول منحدر اصادفه...




التفت اليها منفعلا قائلا مهددا:

- حسنا... ما رأيك ان نستدعي جواد ليقنعك بالزواج من صالح؟... الم تتفقا على تأجيل هذا الحديث الى حين عودته من فرنسا؟...

صدمت اريج عند سماعه اذ انها تحدثت مع جواد من حساب جديد كما انها حدثته على الخاص فكيف علم بذلك، ايعقل ان جواد اخبره؟... ام انها والدتها فقد قرات محادثتهما!...

لم يكمل لؤي كلامه عندما قرأ تعابير وجهها المذهول فقال ساخرا:

- ماذا؟ هل كنت تتوقعين مني ان اصدق انك ستستسلمين بهذه السهولة فقط لان والدك سحب منك الحاسوب؟... كنت متأكدا انك ستبحثين عن وسيلة جديدة تمكنك التواصل مع جواد، وبالطبع اسهل وسيلة كانت هاتف والدتك، لو كنت مكانك على الاقل كنت اغلقت حسابي عند انتهاء المحادثة...


اخفضت رأسها بحزن فخطتها كلها كانت مكشوفة من البداية، اخرج لؤي خنجرا من جيبه، فتحه وقال:


- طعنة في قلبه انتقاما لك لزواجه من غيره، واخرى في ظهره انتقاما لي لسرقته حسناء مني...


نظرت اليه اريج بخوف فرأته يسجل مقطعا صوتيا لجواد على الواتساب

- لا يسرني الحديث معك، لكن اريج لا تريد ان تخرج من البرية قبل التحدث اليك عن زواجها من صالح، فهلا تكرمت واتيت الينا؟...

قطع حديثه على صرخة اريج لتمنعه من ارسال المقطع، نظر لؤي اليها ببرود ليرسل المقطع ثم قال لها:

- ستكون الطريقة الانسب لاتأكد من انك لن تحدثيه بعد ارتباطي بك

- لا تكن سخيفا... انا لن ارتبط بك، ذلك مستحيل...

- اقنعي والدك بذلك لو استطعتي

---

كان جواد مستلق على سريره مغمض العينيه وفي يده السيجارة الخامسة، فتح عيناه ما ان سمع صوت الواتساب ليرى مقطعا من لؤي، فتحه على عجل، ليس حبا به لكن ليطمئن على اريج، سمع الرسالة ثم شرد قليلا

وبما سينفعها الحديث؟ هو يعلم ان صالح الافضل لها وان كانت هي لا تتقبل الفكرة، هذا بغض النظر ان والده منعه من التواصل معها مجددا، فارسل للؤي:

- اعطها الهاتف لتستمع لرسالتي

تنهد جواد بثقل ثم أخذ نفسا طويلا من السجارة التي اصبحت على اخرها ثم اطفئها بصحن السجائر، اعتدل جالسا ليتهيئ لارسال رسالة جديدة

---

في السيارة كانت اريج تحاول اقناع لؤي بالعدول عن رأيه والذهاب قبل ان يأت جواد، لم يلن لؤي بسهولة، نظر للرسالة الجديدة التي وصلت دون ان يسلم هاتفه لأريج كما طلب منه جواد، وجه شاشة الهاتف لاريج وهو يقول ساخرا:

- لقد رد علينا حبيب القلب

فتح الرسالة ليستمعا:

- مرحبا اريج...
اولا...
اريد ان اعتذر لما بدر مني من كلام مزعج في المطار، فقد كان ردة فعل عكسية للكلام الذي وجهته الي
ثانيا والاهم...
لا اظن اننا بحاجة لنتحدث بالامر، لقد اخبرتك برأيي مسبقا، وافقي على صالح فهو الانسب لك، انه شاب جيد... تعلمين ان ايمن لا يحبك ولن يتخلى عن نوال لأجلك...


اوقف لؤي الرسالة لينظر مستغربا الى اريج التي فغرت فاهها وفتحت عيناها على وسعهما من الصدمة فقال:

- من يكون ايمن هذا؟...

غطت اريج وجهها بكفيها قائلة بحقد:

- اكرهك جواد... اكرهك

تفحص وجهها متفكرا ليقول:

- مهلا... انت!... الا تحبين جواد؟...

نظرت اليه ببرود دون ان تجيبه فقال غاضبا:

- تبا اني احدثك... هل تحبينه ام لا؟

ضيقت عيناها بحقد لتقول:

- وهل سيفرق ذلك بالنسبة اليك؟ بكل الحالات ستجبرني على الزواج منك

نظر اليها لؤي مطولا ثم قال:

- انت محقة... يكفي ان يحبك هو لانتقم منه، اما ان كنتي تحبين غيره فذلك افضل بالنسبة الي، لانيي اكره ان اتزوج من التي تحب عدوي اللدود...


صمت ليبتسم ثم اخرج هاتفه واجرى اتصالا:

- لؤي: مرحبا، هل وجدتم اريج؟

- اريج: مع من تتحدث؟

- لؤي بهمس: الم اطلب منك الا تتحدثي حتى انهي الاتصال؟...

... : هل اريج معك؟...

لؤي: تبا...

اغلق الهاتف لينظر الى اريج مبتسما يقول بتفائل:

- الامور تجري افضل مما خططت

- عما تتحدث؟

- عن علاقتنا طبعا، لقد كنا في موعد غرامي سري...

- لا تكن احمقا... ما ان يرى ابي دموعي سيعلم يقينا انني لا احبك، والا لما قد ابكي ان كنت سعيدة معك؟

- لنقل ان ضميرك يؤنبك على خداع اخي!... علما ان ذلك لا يحصل فما عهدتك الا ميتة الضمير

- هذا لاني لم اوافق على الزواج من اخاك وهو وابي يعلمان بذلك

- حسنا... سنرى جوابهم حين اخبرهم بذلك

ارتج الهاتف في يده ليصدر رنينا، نظر اليه لؤي ليبتسم لها قائلا بشماتة

- انه والدك، اتحبين ان اوصل له سلامك

حدجته بحقد بينما انسحب من السيارة واغلق الباب خلفه وهو يتكلم على الهاتف، ما ان خرجت من السيارة حتى وجدته اغلق الخط وهو يبتسم لها بخبث قائلا:

- هيا فالعائلة ستنتظرنا في منزلي

- تنتظرنا؟... ولماذا؟... بماذا اخبرت والدي؟...

ابتسم لها ليدفعها الى داخل السيارة فاعترضت صارخة:

- كف عن معاملتي هكذا كأنني لست من البشر

اجابها بنفاذ صبر:

- انتقلي الى مقعدك كي اجلس مكاني هيا...

قالت وهي تنتقل من مقعد المقود الى الاخر:

- تبا لك... وهل سيكون هكذا حالنا ان نتزوج؟...

- هل تتوقعين مني اي احترام بينما لا تملكين احتراما لذاتك؟...

اخرسته صفعة منها لينظر اليها بغضب بينما تكورت هي لرؤية نظراته الحارقة، امسك شعرها ليقول لها مهددا:

- هذه ثان مرة اتجاوز عن فعلتك، ان اثرت غضبي مجددا سأتجاهل كونك فتاة واضربك حقا...

افلتها ليبتعد عنها بانزعاج ويعود الى تشغيل سيارته بينما اجهشت هي بالبكاء

---


ركن السيارة تحت المنزل ليفتح بابها باسطا يده امامها بومنسية قائلا:

- تفضلي زوجتي المستقبلية...

ظلت جالسة تكفف دموعها، تنهد بانزعاج وقال:

- هل تنزلين من السيارة ام ادق بوق السيارة واجعل العائلة تنزل اليك؟...

قالت بصوت شبه مبحوح اثر البكا:

- ولما تريد ان تتزوجني ان كنت تكرهني؟... حياة كلانا ستكون جحيما

نظر اليها مطولا ثم قال:

- لست اهتم، حاليا كل همي ان انتقم منك ومن جواد، على كل حال، جواد لم يكن يحب حسناء حين خطبها، ذلك الامر سيان، هذا هو عين العدل...

- وهل تظن ان جواد سيهتم ان تزوجتني او تزوجت غيري؟ على العكس، لقد تزوج من شابة جميلة ذكية واخر همه انا...


تفكر لؤي بالموضوع، انها محقة، لما فعل ذلك؟ رغم انه كان متأكدا من حب جواد لاريج، كان يرى ذلك في عينيه وتصرفاته وحديثه عنها... وفجأة، قنبلة غير اعتيادية...

نظر اليها وقال:

- على كل حال لن اسمح بخداعك لاخي مجددا، اخي يتساهل معك كثيرا... بينما انا اعرف كيف اتعامل معك...


نظرت اليه بعينان حزينة تتوسلانه كي يغيير رأيه، ما ان رآها حتى ابعد نظره عنها ونحى وجهه باتجاه اخر، قالت بترجي:

- تعلم انك لا تريد ذلك، انني اخر شخص تريد الزواج منه وكذلك انا... زواجك مني لن يصلح شيء

تنهد بانزعاج متفكرا بكلامها قالت: "ارجوك... "

نظر اليها متجهما، نظراتها تلك تضعف عزيمته ولكنه بعد كل شي اخبر والدها ان هناك خبر هام سيفاجئانه به ولذلك طلب اجتماع العائلة في منزله، وذلك كان سبب اختفائهما سوية، نظر اليها بابتسامة تلمع خبثا ثم قال:

- حسنا... يمكنني ان اتنازل عن الزواج بك بشرط... ستخبرين والدك انني اخببت ان ارفه عنك لانك خبيسة المنز منذ فترة، واردت ان اقنعك بالزواج من صالح، لكنك اخذت وقتا اكثر مما توقعت حتى اقتنعت بايجابيات الموضوع لكنك واخيرا اقتنعت بالامر وقررتي الزواج منه...

نظرت اليه بصدمة فاردف:

- ولن تحبي شابا غيره ابدا، بمجرد ان تخبري والدك بذلك ستنسين امر حب شابا غير صالح كليا، كان ذلك الشاب جواد او ايمن او اي شاب غيره، لن تحبي احدا غيره ابدا... والا فسأعود لعرض فكرة هيامي بك لابي وبذلك سيفسخ خطبتك من صالح ليزوجك مني...

اصفر لون اريج لسماع فكرته، حسنا، ربما الزواج من صالح افضل من الزواج من لؤي، لكن بعد كل شيء ستضطر ان تتخلى عن فكرة الحب للابد...

اخرجها لؤي من عمق تفكيرها قائلا:

- اذا؟ ماذا قررتي؟

- قالت بحقد: لقد خططت لذلك منذ البداية

- ذلك ليس صحيحا، لكن على كل حال الخياران امامك فلم اكن امزح بالخيار الاول، بما اني قطعت الامل بالارتباط من حسناء، والاكثر اني افضل الخيار الاول على الثاني بما انني سأكسب زوجة تشبه الفتاة التي احببت، ومع ذلك لن اضطر ان اعاملها بلطف خشية ان اوذي مشاعرها لانني لست اهتم وفي الوقت نفسه سأضمن عدم خداعك لاخي وسيصبح اخي حرا ليبحث عن فتاة تحبه... فاي الخياران تريدين ان تختاري؟... لا تحلمي بقول الحقيقة لاني اخبرتهم اننا كنا سوية ولا اريد ان اكون كاذبا امامهم بسببك

مسحت دموعها وهي تفكر بكلامه، عضت شفتاها ثم قالت بتردد:

- لست ادري... بالتأكيد سأفضل صالح عليك، لكني احتاج لوقت كي اتقبل الفكرة

- لقد اعطاك صالح ثلاث سنوات ولم تكفك، لديك مسافة الطريق لتتقبلي الامر، ان سئلونا ولم تجيبي سأخبرهم بمدى حبنا لبعضنا

غطت وجهها بيأس فقال لها:

- هيا، انت تضيعين وقتي الثمين...

نهضت متأففة ثم قالت:

- لا تغيير رائك حين اصعد اليهم وتخبرهم بالخيار الاول


تفكر بكلامها وابتسم:

- اتعلمين؟... صحيح انني خبيث، لكن احيانا اشعر انك اخبث مني... اتمنى ان لا تفعلي انت الامر نفسه بالمقابل، لا تخبريهم بالحقيقة، وقولي انك وافقت على الزواج من اخي، والتزمي بالوعد الذي قطعته لي، لا تغدري به ابدا فقد لاق منك ما يكفيه علما اني اتستر على الاغلبية

نظرت اليه بلؤم وسبقته الى مدخل البناء، صعدا السلالم ليرن لؤي الجرس

وفتحت ام صالح، نظرت اليهما مستغربة:

- ماذا حدث؟ لما تبكين اريج؟

اخفضت رأسها لا تدري بما تجيب فقال لؤي:

- انه الحب كما تعلمين...

نظرت اليها ام صالح مستغربة:

- الحب؟

نظرت اليه اريج بحقد فقال:

- ماذا؟ إما ان تتكلمي او اتكلم انا

- لقد كان بيننا اتفاق

- اذا ابعدي ذاك الوجه المتجهم واستعدي للكلام، لا اريدك ان تبدي كالمرغمة

نحت وجهها عن نظرات ام صالح المراقبة، مسحت دموعها قائلة:

- اريد ان اغسل وجهي اولا، اسبقي ولا تهبرهم باي شي قبل ان آتي

نظر اليها بشك ليقول:

- لا تحاولي الهرب فمرجعك الى بيتك، وحينها سأكون قد اخبرت والدك عن الخيار الاول

نظرت اليه بحقد ثم قالت:

- اطمئن لن اهرب...

- يستحسن الا تفعلي

قالها ببرود ليستدير ويذهب الى حيث تجتمع العائلة حيث انهالو عليه بالاسئلة وهو يحاول ان يهدئهم الى ان تأتي اريج...
---

دخلت اريج للحمام جهشت بالبكاء، اخيا استطاع لؤي ان يتغلب عليها ليحبرها على الزواج من صالح رغما عن ارادتها، كان فقط ينتظر الفرصة لاقتناصها، وهي قدمتها اليه على طبق من فضة، هي بالكبع لا تريد الزواج منه كما لا تريد ان تعاقب مرة اهرى كسابقتها، ومن يدري، ربما عقابها هذه المرة سيكون اقسى، وهي على كل خال لن تستطيع ان تتهرب من الزواج من صالح بكل الخالات، فوالدها يصر على ذلك واعمامها يؤيدونه،

اذا ما عليها الا ان توافق هي كي يرتاح الجنيع على خسابها هي... تبا لهم لو كان لديهم ذرة مشاعر ليتفهموها، لكنهم احبروها على ما لا تريد، بالتاكيد سيصدقون لؤي لانه دايما كان ينقل عنها اخبار تمردها على العائلة

اذا الكذب ليس من عادته والزواج منه كما قال سيكون محتوما، الافضل لها ان ترض بصالح زوجا لها والا خياتها ستصبح مجرد خراب

فالنظرة المستقبلية التي القاها لؤي عن حياتهما لا تبدو جميلة ابدا...

عفدت العزم واخذت قرارها بعد ان اقتنعت به، غسلت وجهها بالماء البارد عسى ان تخفف من اثار البكاء، عادت وغسله عدة مرات حتى شعرت بحال افضل، فتحت باب الحمام لتجد لؤي يستعد ليطرق الباب فقال لها:

- لقد تأخرت كثيرا والجميع مستاء، لا اظن استطيع ان اماطل بصبرهم اكثر من هذا الحد هيا بنا

سارا جنبا غلى جنب حتى وصلا الى حيث تجتمع العائلة لينهض الجميع لا يستطيعون صبرا على معرفة سر اختفاء هذان الاثنان سوية علما انهما يكرهان بعضهما منذ الصغر وازداد الكره مع الزمن، واصرار لؤي المفاجئ لاجتماع العائلة لاخبارهم بامر مهم كان ايصا امرا غريبا، نظروا الى وجه اريج المحمر من كثرة البكاء، بينما لؤي لم يبدو عليه اي اثرا لمشاعر معينة، لا سلبية ولا ايجابية

قال والد اريج بغضب مكتوم:

- حسنا... ها قد اتت اريج، تكلما... اين كنتما كل هذا الوقت، ولما اخفيتما تواجدكما مع بعضكما طوال الوقت، مع انك كنت تعلم كم كنا قلقين

نظرت اريج لوالدها ثم لصالح الذي بدا ان القلق قد اخذ مآخذه، فتحت فمها لتتكلم لكنها عجزت عن النطق، نظر اليها لؤي بانزعاج فاراد ان يتكلم لكن اريج منعته كي لا ينفذ تهظيده وبهبرهم بالهيار الاول، حاولت التكلم مجددا لكنها عجزت مجددا

تنهد لؤي بانزعاج ثم قال:

- الامر لا يتطلب كل هذا الجهد يا فتاة، تناقشنا انا واياها في امر خطبتها من صالح ولكن عقلها المتحجر اخذ وقتا طويلا كي تقتنع، واخيرا استطعت ان اقنعها ان تجري الخطبة قبل الدورة الثانية من امتحاناتها الرسمية

نظرت اليه اريج فاغرة فاهها فقال لها بصوت خفيص:

- الجملة الاخيرة ضريبة تحدثي عنك...

نظر عمها ابو طلال اليها مستغربا:

- ولما كل هذا البكاء ان كان الخبر سعيدا كهذا؟

نظر اليها لؤي محتارا بما يجيب ثم قال بعد تفكر، اردنا ان نحتفل بهذه المناسبة، لكن مطعمها المفضل كان مغلقا، فلم نستطع ان نحضر العشاء لنحتفل سوية

نهضت ام صالح وقالت مبشرة:

- لا بأس... سأجهز لكم افضل عشاء

قال لؤي:

- وها كنتك المستقبلية ستساعدك في تجهيزه


دفع اريج اليها وقال:

- هيا اذهبي وساعديها ولكن لا تسمميننا


نهض صالح ومر بجانب لؤي وقال بصوت منخفض:

- اتبعني اريد التحدث اليك...


تنهد لؤي وقال:

- اني اتحدث الى خطيبتك منذ ساعات، هل يجب علي ان اتحدث اليك انت ايضا؟...


تبعه ودخلا غرفة صالح، نظر اليه صالح مترقبا ثم قال:

- ما الذي حدث بالضبط؟

- لقد اخبرت هناك بكل شيء وكنت انت موجودا

- حسنا، لنغيير السؤال، بماذا هددتها؟


ضحك لؤي وتصور نفسه يخبره بتلك الفكرة التي اقترحها على اريج، ردة فعله بالفعل ستكون لكمة قاضية، ولكن لاي من السببين؟ لانه سيصدق الخبر ام لانه سيعلم انه يكذب؟

- كانت تحب شابا علمت اليوم انه تزوج...

- وهل علمت منك عن زواجه؟

- هل تقصد اني كذبت عليها لتنسى امره؟ هه بالله عليك، انت خطيبها، يفترض ان تغار عليها وليس ان تساعدها

- يمكننا ان نتعامل معها دون ان نجرح مشاعرها، على كل حال ستقتنع ذات يوم بالفكرة، مازالت في مرحلة المراهقة الان

- يا لك من خطيب متفهم، على كل حال، لقد علمت منه مباشرة، لقد عرفها على زوجته اليوم

- الم يكن يحبها!

- حسنا... انا ايضا صدمت من خبر زواجه...

- اذا انت تعرفه؟ من كان؟

- لا يهم فقد نسيته الان واتمنى ان لا تعود للتفكير به او بغيره لانني ساتعامل معها بطريقة اخرى، اما الان فانصحك ان تذهب اليها وتشعرها ببعض من حنانك فهي ستكون بحاجته بالتاكيد


نظر اليه بغيظ ليقول له:

- اتصرف كالفاشلين كما تفعل انت مع حسناء، تواسيها في كل مرة يرفضها جواد، وهل افادك ذلك بشيء؟...

سك لؤي على اسنانه وجهز قبضته ولكمه لكن صالح ابتعد سريعا فقد اعتاد على غضب اخيه، صاح لؤي:

- لا تتدخل بما لا يعنيك...


خرج من غرفة صالح غاضبا ليدخل غرفته ويغلقها بعنف، جال الغرفة ذهابا وايابا بعصبية، جلس على السرير يتذكر ما مر به قبل ان يتصل جواد ليخبره عن مكان اريج

***

جلس على كرسي جلد بنفسجي ينظر الى القابعة امامه تبكي بحرقة، شعرها الخمري المجعد بشدة يغطي وجهها الذي احمر من كثرة البكاء، قال بلطف ليهدئها:

- هيا حسناء... انسي امره، انت فتاة جميلة واي شاب يتمناك، لا يستحق كل دموعك هذه

- وما حاجتي الى غيره؟ انني احبه هو

- وما المميز فيه هو؟ انه لا يستحقك، لقد تركك لاجل تلك ال...

- لقد كان حبي الاول، ليس من السهل نسيانه...

قطب لؤي بحقد ليقول:

- قد اسمح لك ان تقولي انك متيمة به، لكن ان تقولي انه كان حبك الاول فهذا لن اسمح به

- انت تصر دائما على ترهات، تعلم اننا لم نكن اكثر من صديقين ولا اريد ان اخسر صداقتك لاجل مشاعر عابرة...


صرخ لؤي:

- اي مشاعر عابرة؟... لقد مللت تخبيصاتك هذه، ما كان بيننا لم تكن مجرد مشاعر عابرة، لقد كنا نحب بعضنا حتى لو لم نعترف لبعضنا بشكل مباشر...

- ذلك غير صحيح...

- بلا صحيح، وان كنت لا تذكرين جيدا يمكنك الذهاب الى شجرة مفترق الطريق قرب بيتي لتري التاريخ فيها محفورا... لقد حفرتي هناك حرفي اسمينا الى جانب قلب يجمعهما سهما، ما يعني عادة ذلك؟


صاحت بدورها:

- هذا غير صحيح، انت تخترع من رأسك لتغيير رأيي، ذلك لم يحدث

رفع نبرة صوته عن صوتها ليقول:

- لماذا تنكرين الامر؟ لقد كنا سعيدين حينها، ما الذي فعله بك جواد ليمحو ذاكرتك


نهضت تشير لباب الغرفة غاضبة

- اخرج من غرفتي...


نظر اليها مصدوما فصاحت معاندة:

- قلت لك اخرج من غرفتي، لا بل اخرج من بيتي


على صراخهما اقبلت امها تتسائل:

- ما الذي يحدث؟ لما تبكين هكذا؟

- اخرج لؤي...

- لا اريد...

- ان لم تخرج الان سأمحوك من حياتي للابد

تمعن فيها لبرهة بحقد وخرج، صعد الى سيارته شغل المحرك لينطلق لكنه علم انه سيتسبب بقتل نفسه لو قاد وهو غاضب، اسند رأسه على المقود، كابر ليمنع دموعه من النزول لكن دون جدوى، فكر كثيرا بفكرة ليغيير بها رأي حسناء لكن دون جدوى

ضرب رأسه بالقود غاضبا فلاحت تلك الفكرة برأسه، إن اخبر والديها عنهما موضوع حساس قد يجبرانها على الزواج منه، او قد يقتلانهما سوية، لكنه بعد كل شيء لن يحتمل الحياة معها وهي تكرهه، لن يستطيع اجبارها على الزواج منه، اذا ما الذي عليه ان يفعله؟ يبدو انه خسرها للابد وكل ذلك بسبب جواد، لو يستطيع ان يىدعا له ويسرق حبيبته كما هو سرق منه حسناء، ربا قد يحدث ذلك، لكن عليه ان يجد اريج ويصل اليها قبل ان يجدها احدا من عائلته ثم يسوي الامر على طريقته

في هذا الوقت اتصل جواد، بحقد اغلق الخط لانه سبب خلافه مع حسناء، بعد برهة كان قد هدأ وهو يفكر بمكان اريج، فاتصل رقم غريب، فتح الخط ليسمع من جواد انه علم عن مكانها، ابتسم بخبث لانه اصبح قادرا على تنفيذ خطته وهكذا يسرق حب جواد كما سرق جواد حبه، قال:

- في وقتك... اين هي؟...

دون ان يجاوب اغلق لخط، نظر لؤي الى الهاتف غاضبا ثم طلب اخر رقم على سجل المكالمات وما ان فتح الخط حتى بدأ يشتم ويهدد حتى جأئه صوت شيماء، انصدم من صوتها فعاد الى رشده وقرر ان يتكلم بتهذيب

***


ربما كان يجب عليه ان ينفذ مخططته دون ان يضعف امام نظرات اريج المتمسكنة، على كل حال يجب عليه ان يراقب الاوضاع في الخارج، لا وقت لاكتئابه الان

خرج ليدخل المطبخ فيرى النساء مجتمعات في المطبخ يتساعدن بينما اريج صامتة، بالكاد تجاوب على الاسئلة التي توجهها اليها النسوة، سحبها للخارج وقال:

- يبدو انك تبلين بلاء حسنا، اصبح بامكانك التكلم

هزت برأسها ايجابا وهي محافظة على حزنها، دون ان يدرك وجد نفسه يعانقها مواسيا، ابعدته عنها بعنف وهي تحدجه نظرة غاضبة، صدم من تصرفه هذا فتركها وانصرف الى غرفته مجددا

ارتمى في السرير محاولا ضبط اعصابه، ذلك الشبه الكبير بينها وبين حسناء جعله يتصرف بحماقة، ربما عليه الا يخرج من غرفته حتى تخرج اريج من بيته، او ربما...

نهض ليخرج من الغرفة ثم من المنزل، ارسل لصالح:

- لا تنتظروني على العشاء سأتأخر في العودة

تنهد صالح بانزعاج، حالته تتدهور اكثر في كل مرة بسبب حسناء، وهي لا تشعر به ولا ترحمه

---


انتهى العشاء وعاد الكل لمنزله، قبل ان تدخل اريج غرفتها ناداها والدها، جلسا في غرفة الجلوس، سالها والدها:

- ما الذي حدث حتى غيرتي رأيك

نظرت لوالدها بجفاف وقالت:

- لقد اخبرك لؤي

- اليس هناك شيء مخفي؟ لقد حاول صالح مرارا ان يقنعك ولم ينفع علما انك تستمعين له اكثر مما تستمعين للؤي

- ربما صالح لا يجيد الاقناع


نظر الاب لابنته والى ملامحها، لا تبدو كفتاة اعطت للتو موافقتها لعريسها، ثم ما هذه اللهجة بالكلام، وما هذا البرود، كما انها لم تتكلم يوما هكذا عن صالح

اخفض الاب بصره، لطالما انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، وها قد اتى ولكنه قلق جدا، لماذا...

حسنا بعد كل شيء تبدو راضية، ليست تبكي وليست غاضبة، ربما لم تعتد على الفكرة بعد... قد تعود غدا الى طبيعتها او ربما بعد فترة

نظر اليها بحنية وقال لها:

- حسنا... عودي لغترفتك ونامي

لنظرته الحنونة تلك اتتها بعض الشجاعة لتطلب ولو طلبا اخيرا، نظرت اليه نظرة فيها بعض الترجي وقالت:

- هل يمكن ان اؤجل زواجي لبعد تخرجي؟

نظر اليها الاب مليا ثم قال مبتسما:

- حسنا... لك ذلك

- ابتسمت اريج ابتسامة امتنان ونهضت لتعود الى غرفتها، نهض الاب بدوره وعانق ابنته، رفعت يداها وبادلته العناق وفجاة احست برغبة كبيرة في البكاء وبث كل ما في قلبها، لكن خوفها من لؤي كان كبيرا لدرجة اضطرت ان تبلع غصتها ولو الى حين انفرادها في غرفتها

ابتعد الاب لينظر اليها بحنية، قرص خدها وقال:

- تصبحين على خير حبيبتي

بادلته الابتسامة قائلة:

- وانت من اهل الخير

التفتت واسرعت لغرفتها واقفلت خلفها، ارتمت في سريرها واجهشت بالبكاء الى ان غفت

---


نهضت صباحا لتجد صالح في بيتها قد دعته والدتها على الفطور، يبدو ان الجميع مسرور لخبر البارحة، لم يهتم احدا لسرعة تغير رأيها فجاة، ربما والدها شك البارحة لكن بسرعة تبددت شكوكه

كثرة انتظار هذه اللحظة جعلته ينسى مشاعرها، اما والدتها فقد ارتاحت لاقصى الحدود فيبدو انها هي التي كانت تعاني من ضغوطات اكثر من اريج، صالح جالس مع والدها يتحدث معه كأن شيء لم يكن، تامر ذلك الصغير المسكين الذي لا يعرف شيئا مما يحصل حوله، ربما لو كان اكبر لكان سيساندها

ذهبت لتجلس قرب تامر وتشاهد معه التلفاز، ناداها والدها، التفتت اليه فطلب منها ان تنهض لمساعدة والدتها لانها اصبحت مقبلة على الزواج وعليها ان تعتاد على هذه الامور، نظرت اليه ببرود لفترة ثم نهضت دون اعتراض

راقب صالح تصرفها بصمت حتى وصلت للمطبخ ثم قال لعمه:

- ما بها؟

- وما ادراني

انهت اريج وامها تحضير الفطور وجلسو على مائدة الطعام، شكرهما صالح فابتسمت ابتسامة قصيرة ثم عادت لبرودها، بدؤا الطعام لم تكد تأكل اريج لقمتين حتى اعلنت انها شبعت ونهضت عن الطعام بحجة اقتراب وقت الامتحانات

دون ان ينظر اليها ترك صالح طعامه من يده محاولا كظم غضبه، ربت الاب على كتفه ليجعله يهدأ ودعاه ليكمل طعامه قائلا:

- دعها، ربما رأت ان الزواج لصالحها فعلا لكنها الى الان لم تتقبل الفكرة، ستعتاد عبر الزمن

اخذ صالح نفسه عميقا ثم اطلقه وقال:

- اتمنى ذلك

عاد ليأكل طعامه بطيئا لكنه لم يتهنى به، ما ان اكمل الطعام حتى نهض ليرى اريج، طرق باب غرفتها لكنها لم تجبه، استأذن للدخول عدة مرات حتى سمحت له،

جلس بالقرب منها ليحدثها لكنها اصطنعت الدراسة، صار يكلمها وهي تحاول ان تتجاهل كلامه حتى لا تغضب وتصرخ بوجهه لكنها اخيرا رأت انها لن تستطيع ان تكمل التمثيل لوقت اطول فقالت بادب:

- لو سمحت... كما ترى اني ادرس...

نظر صالح للكتاب في بدها وابتسم محرجا ثم قال:

- هل انت جادة؟ منذ متى تفضلين الدراسة على الجلوس معي؟

- منذ ان ادركت ان من حولي يراني غبية لاني لا استطيع ان انجح بعلامات بدرجة ممتاز

نظر اليها صالح مستغربا، منذ متى تفكر اريج بهذه الطريقة؟ هل الامر يتعلق بزواج ذاك الشاب؟ لكن ما دخل الدراسة والغباء بزواجه! لا بد ان زوجته كانت ذكية واخذ يباهي بها امامها...

من يكون ذلك الشخص ولما لم يقبل لؤي ان يخبرني عنه؟ عاد ليحدث اريج قائلا:

- انت لست غبية اريج...

- اعلم... وسأثبت ذلك بعد صدور نتائج الامتحانات


نظر اليها مدهوشا، يبدو انها جادة فيما تقول، تفكر بالامر ورأى انه يستطيع ان يقضي معها اوقاتا حتى لو اثناء الدراسة فقال:

- ان اردت يمكنني مساعدتك بالدراسة


نظرت اليه تتفكر بالامر ثم قالت:

- شكرا، لست غبية كي لا استطيع ان ادرس وحدي

فتح عيناه وفغر فاهه مذهولا ثم قال:

- حسنا الامر زاد عن حده، ما قصة الغباء اليوم؟


نظرت اليه بفزع، هل افاضت بمشاعرها اكثر من اللازم؟ اصطنعت المزيد من البرود لتقول:

- لا شيء، فقط اخرج واتركني فانك تلهيني عن الدراسة

قطب صالح متفكرا بما يجري معها، تأفف منها ثم خرج غاضبا، نظرت اليه محتارة، تعزه كثيرا لكن في الوقت نفسه لن تسامح كل من فرض عليها تلك الخطبة، واولهم لؤي لانه اجبرها عليها بشكل مباشر، وثانيهم صالح لانه علم انها لا تريد خطبته ولم يرفض طلب والدها

اغلقت الكتاب وارتمت في السرير تبكي، دخلت الام لترى ابنتها بتلك الحالة، اقتربت منها لتسألها:

- ما الذي حدث؟ لما تبكين ولما خرج صالح غاضبا؟

جلست اريج ومسحت دموعها تصطنع برودا جديدا وكأن ما حدث ليس بالشيء المهم، اخذت الكتاب لتبدا القراءة بينما امها تحثها على الكلام، حتى اخيرا فعلت مع امها نفس ما فعلت مع صالح:

- امي انت تلهينني عن الدراسة

- انت لم تكوني تدرسين حين دخلت غرفتك

- لكنني الان افعل ذلك

نظرت الام بريب لابنتها ثم خرجت من الغرفة فاسرعت اريج خلفها واقفلت كي لا يدخل احد مجددا، عادت لترتمي في السرير وعادت للبكاء

ذهبت الام لزوجها لتخبره عن حال اريج الغريب، قرص الاب خد زوجته قائلا:

- لا بأس، ما ان تعتاد الفكرة حتى تعود لسابق عهدها

تنهدت الام بضيق لتنظر الى غرفة ابنتها قائلة:

"اتمنى ذلك... "



انتهى الفصل
- شو رايكم بمخطط لؤي للانتقام من جواد
- شو رايكم بالاحداث بشكل عام
- شو اكتر شي عجبكم بالفصل
- شو رايكم بالسبب الي خلا اريج تتغير هالتغيير الي شايفينه هلاء بعد سبع سنين
- شو كمان
- شو بتظنو رح يعمل جواد لما يعرف انو اريج رح تخطب وشو بيكون عم يعمل هول السبع سمين
- شو رايكم بحسناء ولؤي وشو رح تكون نهاية علاقتهم؟
- شو رايكم بتصرف لؤي الغبي؟ عنحد بسبب شبهها لحسناء ام انه بلش يحب اريج وهو مش عارف ^^'
اذا عندكم بعد تعليقات ما وقصرو
مل شي بيخترلكم حطوه بالرد
__________________
شكرا دودي عهدية العيد ميلاد الحلوة




هديتي لاني انشط روائية



التعديل الأخير تم بواسطة Mariquita ; 05-02-2018 الساعة 05:53 PM
  #54  
قديم 05-03-2018, 08:47 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك
البارت رائع
- شو بتظنو رح يعمل جواد لما يعرف انو اريج رح تخطب؟
راح يحزن بس مع مرور الوقت ينساها وعلشان كذا يعطي القلادة تامر😊
- شو رايكم بحسناء ولؤي وشو رح تكون نهاية علاقتهم؟
انفصال 😤انا حاقدة عليه
- شو رايكم بتصرف لؤي الغبي؟
😂 والله ماتوقعت انه حنون ما توقع يحبها بس يشوف فيها شبه كبير من حسناء بتصرفاتها و شكلنا
انتظر البارت القادم
بالتوفيق ❤
  #55  
قديم 05-04-2018, 12:30 PM
 
ذهبي

اهللا صديقتي
جميل هدا الفصل رغم ما يحمله من عذاب القلب
حمدا لله انه م يعد هناك الكثير الذين يزوجون بناتهم باولاد اعمامهم غصبا عنهم والا كنت لهربت من المنزل
ما اعجبني روايتك هو انها قد تكون واقعية خاصة عند بعض دول العالم الثالث .ارجو ان تختفي كلها
نعود الى روايتك الجميلة
اعجبني هدا الفصل خاصة عندما كانت مع لؤي في السيارة .خبيث و محتال و متجبر عيها بشدة لكن لديه اعذار المسكين
جواد قلبه يتفتت كل لحظة :: .لمادا لم يخبرها بعد انه ليس متزوج ..اما صالح فهو متفهم كثيرا اعجبتني شخصيته
__________________
باك2021
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذهبية :: شتاء الحياة... ربيع حياتي... Ladybug روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 45 04-24-2018 05:15 PM
شتاء الحياة... ربيع حياتي... Ladybug أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-13-2015 04:06 PM
ربيع ,صيف,خريف و شتاء, انمي من كل فصول السنة izayoi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 04-09-2015 12:37 AM
ربيع ,صيف,خريف و شتاء, انمي من كل فصول السنة .~(مشاركتي في مسابقة عشرة لعشرة^^)~ izayoi صور أنمي 11 04-23-2013 08:07 PM
كان يا ما كان .. خريف وراء خريف ~ بقلمي برو@ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 08-27-2011 03:26 PM


الساعة الآن 06:00 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011