‏
إنساني

مقدمة ، ،



عندما تبكي السماء يشاركها البكاء
و عندما تجف دموع مقلتيها يقف على ما تطلّلت الأرض بمائها
و الدموع لا تجف على وجنتيه مشتاقاً لرائحة ترابه الضائع
ينادي ،، يصرخ ،، يستغيث و يجهش بالبكاء
يا سماء أنبئيني بالأيام القادمة أنبئيني متى ينقشع هذا الليل
متى تأتي أخر نسمات المساء
أخبريني متى يُزاح هذا الحجاب عن نجومك متى ينتهي هذا الويل
أخبريني أني اذا ما رقدت فإني سأصحو على صوت بلبل الضحى
أنبئيني أن هذا السهاد سينتهي حكمه في مملكة هذا الفتى
فإني أرى ترنحه بين دهاليز الحياة يصارع نفسه تارةً و يصارع تارةً الضباع
يا سماء أنبئيني من قيّدك
من حكم على هذا الفتى بالضياع
يا سماء متى تطلقي العنان للصباح متى ينتهي هذا الظلام
فإني أرى ذلك قريباً ،، فهل هذا من المحال !!

القصة ؛
القصة بتحكي انه كان في شخص أثناء حرب صربيا بمشي بالطرقات وكان واصل لحالة سكر و مخمور
بعد ما كان خارج من معارك عنيفة و شاف قتل ودماء لدرجة أفقدته روحه
شاف من بعيد فتاة واقفه على الجسر وكأنها بدها تنتحر و بتهيأ نفسها انه تقفز منه
وقف شوي ..... و بنفس الوقت اجت عينه بعين الفتاة الي برضو إلتفتت عليه ولمدة ثواني وقف الزمن بين نظراتهم ....
بعدها أكمل مسيره صاحب القصة المخمور ولا كأنه شاف شي
لحظات قليلة بس و سمع صوت إرتطام شيء بالماء .. وعرف انه الفتاة قفزت من الجسر و انتحرت .
انتهت القصة .......


ع الاغلب ، في لحظات توقفها للحظة و نظرتها للشخص الي كان يمر قريب منها و نظراته لها كان كفيل هذاك الشخص بتبديل حياتها وكتابة عمر جديد لها
وكأنه نظرته اعطتها ثقة جديدة
لكن لما أكمل مسيره غير أبه بها .. هي كانت الرصاصة الأخير بنظرها بثقتها بالعالم كله
ثقة فقدتها بسبب تجارب لها مع هذاالعالم الأسود بنظرها و اكمل عدم الثقة هي ذاك الشخص غير الواعي ...




بعد السنين و لما تبدلت احوال الراوي المخمور و كبر فيه العمر و ارتدت له جزء من روحه ، كانت صورة الفتاة و وجهها الكئيب ما يفارقوا أحلامه
وندم ندم شديد على عدم اهتمامه و مبالاته



أي ردة فعل منّا إتجاه الاخرين مهما كانت صغيرة .. ممكن تعمل ثورة كبيرة في نفس الأخرى حتى من دون ما نكون نعرف او حتى بدون قصد
ممكن نعتبرها مثل شي معروف ب " نظرية الفراشة "
الي بتحكي انه اذا فراشة بأقصى غرب الكرة الأرضية عملت حركة بجناحيها حتى تطير ، رح يوصل تأثير حركة جناحها لأقصى شرق الأرض على شكل اعصار كبير
او مثل لما نرمي حصى صغير في منتصف البركة رح توصل تأثير حركة سطح البركة بسبب هي الحصى الى الشط كموجة كبير بسبب اتساع حجمها من مركز رمي الحصى ..


ممكن حد فعلا يكون بحاجة لمساعدة منا .. اما بفعل او قول او حتى نظرة واهتمام
إذا ادرنا ظهرنا له ممكن نكون سبب فقدانه اخر بصيص أمل بحياته
اذا استصغرنا أي كلمة ممكن نحكيها للأخرين بشكل ايجابي او حتى سلبي بدون ما نحسب حساب لتأثيرها بنفس المتلقي بنكون ما نفرق شي عن الشخص المخمور بالقصة
ممكن كلمة تشجيع تكون سبب بنجاح شخص وتغير حياته بالكامل بسبب بضع حروف ...
و ممكن تكون كلمتك السلبية سبب في فشل و دمار الشخص الأخر
و كلها فقط بسبب بضع حروف ما رح تتعبنا اذا حكيناها ايجابية ولا رح تأثر علينا اذا شجعنا بدل ما نسخر او نحبط الأخر
والكلمة الطيبة مجهودها نفس مجهود الكلمة الخبيثة
و كليهما خارج من نفس الفم
فحاول انك لا تختار او تخرج الا الطيب لأنك ما بتعرف ايش ممكن تسبب كلمتك الطيبة بنفس أحدهم و العكس صحيح. ...

في النهاية ، ممكن حدا يطلب منا مساعده و احنا ندير ظهرنا له و نسبب الفشل او الاحباط او الخسارة لذاك الشخص
و ممكن بس وقوفنا معه و اشعاره انه احنا مهتمين فيه رح يعطي دافع كبير للنجاح