عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 08-27-2018, 11:45 PM
 
في مكان ما ، بين غشاوة الصقيع و الثلج المتساقط ، كانت هاناكو تسير إلى جانب ذلك العملاق الصقيعي !
بدأ المساء في الحلول ، كل شيء ملون بالأبيض ، الظلام يستفحل ،
هاناكو تحدق في ذلك الشاب ، تسير بخطوات متثاقلة ، غارقة في تفكيرٍ طويلٍ . . .

- ما بالك تحدقين بي بهذه النظرات البلهاء ؟
- أنا . . . ما غايتك ؟
- ما الذي تعنينه ؟ أي غاية تتحدثين عنها ؟
تقبض كلتا يديها ، تشدد قبضتيها و هي متوقفة عن السير ، تسير بضع خطوات سريعة لتتقدم ، تتصدى لهـ بكلتا يديها

- ما هدفك من مرافقة فتاة غريبة و انت تعلم انها جهنمية ، فتاة تمثل خطرا على حياة من حولها ! ما غايتك من الذي تفعله هيا قل ؟!
- هاه ! اسمعيني ايتها الفتاة المجنونة !
- بدون مراوغة في الحديث ! اجب بوضوح !! ما هدفك من مرافقتي ؟
- اسمعي اذا كانت مرافقتي لك تزعجك اخبريني بهذا و سأغادر ، هل تفهمين هذا ؟
- سألتك سؤالا و لم تجبني ! بل انك تستمر في التهرب كالجبان أيها الجليدي ! أنا حتى لا اعرفاسمك انت حتى لم تعرف نفسك حتّـــى !
- أهذا كل ما يزعجك ؟ تبحثين عن اسمي !!
يبتسم ابتسامة ماكرة ، ابتسامة أشعلت غضب هاناكو لتتوهج عيناها غضبا !!
- أيها الوغد ! سحقا لك !!
- ما الذي تلفظت به أيتها الجهنمية ؟ هيا اعتذري !
- أعتذر ؟ هه ! لما؟ ماذا تراني كي أعتذر لشاب مثلك ؟
- قلت اعتذري !
- قلت أجب عن أسئلتي !
- قبل قليل كان سؤالا و الآن تقولين أسئلة ؟
- من أنت ؟ و ماذا تكون بالضبط ؟ و ما غايتك من مرافقتي ؟
فجأة أمسك يدها و جذبها نحوه بسرعة و أغلق فمها بيده الباردة و حملها مسرعا يختبئ خلف صخرة جليدٍ كبيرة . . .


" مشرد ، مطارد ، جائع ، خائف ، أكاد أتجمد بردًا ، ضائع ! سحقا لك أيتها الحياة اللعينة ! "

هذا ما قاله شاب تحت مراقبة نظرات هاناكو و مرافقها الذي بلا اسم إلى حد السّـــاعة !

يمضي ذلك الشاب قدما ، يحفزه العناد الأخرق ، لم تستطع عيني هاناكو الإبتعاد عنه ، تحاولان الهروب بلا جدوى ، تتساءل :
" لماذا يستمر بالمضي قدما رغم ان في هذه الاوقات من المغري الاستسلام ، و هذا ما يفعله الكثيرون حتما ، يسمحون للحياة اليومية العادية ان تطمرهم بالثلوح الى ان يلتصقوا بمكانهم ، يتوقفون ببساطة ،
يدعون الثلوج تطمرهم على أمل أنه في وقت ما ستتوقف الثلوج و ستعود السماء الصافية من جديدٍ ! "
نعم ! هذا ما قالته محادثةً ذاتها الضائعة في مكان ما بين غياهب ظلام عالمها الثاني !!
يبتعد ذلك الشاب عنها خطوة فخطوة ، إلى أن تلاشى في الأفق البعيد ، أو ربما هذا ما ظنتهـ هاناكو ، فثلوج كهذه تقضي عن الإتجاهات ، تواري الارض و الجبال الشاهقة ، الجبال نفسها التي تسلبنا زرقة السماء حتى في أجمل أيام الربيع ، حتى و الشمس ساطعة و العصافير مغرّدةٌ !!
آثار أقدام ذلك الشاب لاتزال مطبوعة !
- " اسمع ! فلنتبع خطاه !! لربما وصلنا إلى مكان ما ! "
- " لا تتصرفي ببلاهة ، الم تسمعي ما قاله عن نفسه بنفسه و لنفسه ! "
- " ما ! ؟ "
-" مشرد و ضائع و مطارد ! و نحن كالحمقى نتبعه ! "
- " أنا اخترت اتباعه و سافعل قبل ان تختفي اثار اقدامه و تدس تحت ندف الثلج ، ان اردت المجيء مرحبا بك و ان لم ترد فاذهب اينما شئت ان الطرق امامك !! "
- " اي طرق ؟ اترين اي طريق امامك ايتها ؟ ! "
- " ماذا ؟ أيتها الـ ماذا ؟ "
- " اصمتي احدهم قادم ! "
و بينما هما يتجادلان ، يقطع حديثهما السخيف ذاك ظهور حصان أسود ، تركبه امرأة تتوهج نارًا ! تشعل غضب الثلوج ، لتذيبها قهرًا !
يحدق ذلك الأخرق بتلك السيدة ببلاهة ، بينما نبضات هاناكو تتسابق ، حدقتا عينيها تتسعان ، تتنفس بصعوبة ، تبحث عن كلمات لتنطق بها ، و لكن لسانها يخونها ، فالكلمات فرت شوقا أم رعبا ؟ لا أعلم
كل ما اعلمه انها لم تجد ما تنطق به ، يا للمسكينة !!
تلك السيدة تغادر ، تتوارى امام عينيها ، و ذلك الاخرق يحاول استفهام ما يجري و لكن بلا جدوى ، فوعي هاناكو غادر مع مغادرة السيدة ،
تحاول هاناكو الإمساك بظل السيدة ، بسرابها ، بالذرات التي لامستها ، بـ . . . بـ . . . بـ اللاشيء ! نعم فهي أمسكت بـ اللاشيء !
-" هاناكو ! هاناكو ! هاناكو ! " و يزجر ذلك العملاق الأبله بـهاناكو : " استفيقي ! "
ليقشعر بدن هاناكو من أعلى رأسها إلى أسفل أصابع قدمها و تصرخ بدهشة : " ماذا ؟ "

لتضيف و الحزن يطغو على ملامح وجهها :
-" لا . . . لا شيء !! "
لم يشأ ذلك الأبله الإثقال عليها بأسئلتها السخيفه ،
- " تبدين متعبة "
- " أجل ، نوعا ما ! "
- " سأحملك على ظهري ، و لنبحث عن مكان نرتاح فيه ! "
-" تحملني على ظهرك ؟ أتراني طفلة صغيرة ؟ "
- " اصمتي و اصعدي هيا ! "
- " لكي تهزأ مني ! و تذكرني بهذا المعروف طول العمر ؟ مستحيل ! "
- " حسنًــا ! "
قالها بثقة كبيرة ، أشعرت هاناكو أن في كلامهـ خدعةً ما !
و فجأة ، و هاناكو شاردةٌ في مكانٍ بعيد تهوم بلا خريطةٍ ، شعرت أنها تطير و تطفو عاليًــا ، لتستفيق من كوتبيس يقظتها و تجد نفسها محمولة على ظهر العملاق الأبله . . .
تصرخ بدهشة :
-" ما الذي تفعله هيا أنزلني أيها الأبله ! "
-" أعطني سببا واحدا يجعلني أنزلك ، و أعطني سببا واحدا يجعلك تنادينني بـ الابله ؟ "
- " اممم حسنا لا املك سببا يجعلك تنزلني غير اني منزعجة من هذا الفعل ، اما بالنسبة للسؤال الثاني فانا لا اعرف اسمك ايها الابله ! "
-" انزعاجك لن يضرني و لن ينفعني لذلك التزمي الصمت ، و لا تناديني بـ الابله ثانية هل فهمتي ؟ "
-" و ما الذي سأناديك به غير الابله ايها الابله ؟ هل سأناديك بالعملاق الابله مثلا ؟ "
-" يوشيرو ! "
> يوشيرو ؟ أخبرني ذلك الشاب باسمه أخيرا ! لطالما رفض و تهرب من الإجابة عن سؤالي عن اسمه ! <
-" حسنا يوشيرو ! هل هذا هو اسمك ؟ "
- " لا بل هذا عمري ! "
قالها ببلاهة و برود يغزو نبرته !!
-" حسنا حسنا يوشيرو ! على أية حال اسمك جميل !! "
-" هه ، كجمال عينيك ؟ "
-" كف عن ازعاجي ! ثم انني لست بمزاج يسمح لي بالتطاول مع عنادك و سخافاتك يا أبله ! "
-" ما الذي قلته توا ؟! "
-" هيهي يوشيرو يوشيرو ! هااه اسمع انا لا اهابك ، انا لا اهاب احدا هل فهمتني ، لكني تعبة ! تعبة ! و اكبر همومي الآن هو الراحة ! "
-" حسنا ! حسنا " لكن صوتك اخنرق طبلتي اذني و ربما سبب ثقبا فيهما ! "
-" لا شأن لي فيما يحدث لطبلتي أذنيك ، فطبلة قلبي تكاد تتوقف عن الدق يا فاهم ! "
- " انظري ! ما ذاك الشيء البني الذي يلوح في الافق ؟ "
- " هااه !! يبدو كَــكُــوخ ! اتجه نحوه !! هيا اسرع اسرع !! "
-" رويدك يا هاناكو رويدك !! كفي عن ضربي بكلتا قدميك !! "
-" اعتذر ! و لكن طلبي للراحة ملح ! هيا اسرع بالتوجه نحوه !! "
-" اصبري قليلا فانا احمل قاروروة غاز على ظهري و الثلج يغطي قدمي ! "
-" ماذا تقصد بقارورة غاز ؟ هل تصفني بقارورة غاز ؟ أبله ! انا لست بذلك الثقل ثم انك من اراد حملي !! "
-" و ان اردت إلقاءك أُلقيك فلا تستفزيني !! "
-" هااه انه امامنا ، هو كوخ بالفعل ! انزلني انزلني ! "
-" ماكرة !! "
يدخل كليهما الكوخ !! ليرتاحا قليلا من مشقة السير الطويل !!
-" حمدا لله ! هيه ألن تقوم بإشعال تلك المدفأة ؟ "
-" ألا تجدين الامر مثيرا للريبة ؟ المدفأة يبدو أنها أطفأت بوقت ليس بطويل !! "
-" لا يهمني ! هيا أوقد نيرانها !! "
-" حسنا حسنا !! "
تستلقي هاناكو أمام المدفأة ، زفرت أنفاسها ، سكنت بين طنينها الحاد بلا حراك كفراشة تم دهسها بقدم طفل صغير !
و عاد الحزن يعلو وجهها ، يرسم تكشيرة على ثغرها ، نفس التكشيرة التي قابلت بها يوشيرو لأول مرة و لكن أهدا و أبأس من تلك التكشيرة الغاضبة المتأججة !!
ذلك الوجه الحزين ، تلك الملامح ، يراها يوشيرو لأول كرة ترتسم بتلك الرقة ، بتلك الكآبة ، على وجه تلك الجهنمية ، شرد يوشيرو ، بعد أنح حدق في الظلام طويلاً ، و . . . و جلس يحدث أحدهم ، ربما الزمن اللعين ، ربما الحياة البائسة ، ربما الواقع الأليم ، و ربما . . . و ربما حبات الثلج !
تتوسع حدقتا عيني هاناكو فجأة و تقفز هرعة نحو يوشيرو ،،
-" انت! انت ! انت ناديتني باسمي مرات عديدة ، و ام انتبه إلى الآن ، من تكون و كيف تعرف اسمي ؟ "
تأفف و أخذ نفسًــا عميقًــا ليجيب : " أنا . . . "
يتحرك باب الكوخ مندفعا إلى الداخل معلنا أن أحدهم على وشك الدخول ، ترتبك هاناكو و تحاول استجماع قطع ذاتها الداخلية المتناثرة ، تشد قبضة يدها اليمنى ، تفتحها برقة ، تتوهج عينيها لتشتعل جهنميَّـةً ، تقف بكل ثقة و عزم ، تجمع طاقتها الداخلية لتكون بها كرة لهيب حارقة ، استعدادا للدفاع عن نفسها ، يفتح الباب ، ليدخل رجل عجوزٌ هرم الكوخ بخطواتٍ متباطئة ، يجول بانظاره في الارجاء ، يلمح هاناكو و كرة اللهيبة التي تطفو اعلى يدها ،يرى يوشيرو واقفا الى جنبها ، يبتسم ابتسامة غريبة اربكت كليهما ، ليقول : " اهدآ ، لن أؤذي أحدًا "
تهدأ نيران هاناكو المتأججة و لكن ملامحها لازالت تُقرأ على أنها غير مرتاحة لما يجري هنا ، نفس الشيء بالنسبة لـيوشيرو
-" هل هذا كوخك يا جدي ! " <يوشيرو>
-" اجل يا بني ! "
-" اسفون على الدخول بلا علمك يا جد ! و لكننا تعبنا من السير المتواصل ، و البرد الذي ألم بأجسادنا !! "
-" أجل ، نعتذر "
- " لا عليكما ! الكوخ كبيتكما فلا تخجلا ! "
-" أتعيش هنا وحيدا يا جد ؟ " <هاناكو>
-" أجل ، أعيش وحيدًا هنا ! "
-"منذ متى ؟ " <يوشيرو>
-" قد لا تصدقانني إن أجبتكما ! "
-" هيه ! و لما قد لا نصدقك " <يوشيرو ببلاهة>
-" حسنا ! اعيش هنا منذ آلاف السنين ! او ربما عشرات آلاف السنين ! انا هنا منذ مدة طويله للغايه حتى اني لا اعرف عمري ! "
تتمتم هاناكو و هي تحدق في الفراغ
-" ما هذا المزاح السخيف ! "
-" انا لا امزح يا ابنتي ! "
-" هااه !! اعتذر يا جد !! اعتذر !! "
تكلم نفسها قائلة : كيف استاطع سماع تمتمتي ؟
-" املك حاسة سمع قوية يا ابنتي لذا استطعت سماعك !! "
-" يِــي ! "
أصواتــ :
-" امم ! امم "
-" ما هذا الصوت ؟ " <يوشيرو>
-" اي صوت ؟ " <الجد>
-" لم اسمع شيئا ! " <هاناكو>
تضيف بتعجب :
-" ما ذلك الصندوق الكبير هناك ؟ "
تشير باصبع يدها الى صندوق كبير يلوح خلف بياض الثلج قرب باب الكوخ خارجا !!
-" ذلك ! ذلك لا شيء ، لا تهتمي لهـ ! "
أصواتــ :
-" امم !! امممممممممم !! "
-" ذلك الصوت مجددا ! "<يوشيرو>
-" اجل سمعتهـ ! " <هاناكو>
يتجه كل من هاناكو و يوشيرو الى الصندوق قصد تفقده و التحقق من مصدر الصوت . . .
-"إياكما و الاقتراب من الصندوق ! "
يكتسح ضباب كثيف الكوخ فجأة ليعيق نظر هاناكو و يوشيرو
-" آآآآآآآآه " <؟>

{ نلتقــي في الفصل القادم } !


__________________




أبتسم ! حدادا على موت قلبي . . . 💔
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:38 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011