عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات و قصص الانمي (https://www.3rbseyes.com/forum164/)
-   -   نوافذ فينوس (https://www.3rbseyes.com/t566312.html)

Miss Juhana 06-14-2018 06:17 PM

نوافذ فينوس
 
https://f.top4top.net/p_885dvxqo1.png
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://www.up4.cc/image97405.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
https://d.top4top.net/p_885ik1ab5.png


الاسم : نوافذ فينوس
النوع : غموض, فني, ألغاز, دراما, رومانس, أكشن, بوليسي, عائلي
تاريخ الكتابة: مايو 2018
الرواية تنتمي لـ APRIL.ARABSEYES
https://b.top4top.net/p_885tz01o9.png
[justify]
كان هو المعني في كل الصور, وبشكل خفي يُذكر في صِغار الحوارات, كان يملك قلباً يسكنه روح القيصر, إنه الشخص الذي احتل جزءاً عظيماً من حياة أبله عطوف

ذلك الأبله الذي لم يكن قط الفعل بل ردة الفعل, كان يصلي دائماً بألا يلقي أحدهم بنفسه في طريقه ولو بالخطأ, هو يعد الثوانِ برحمة قبل سحق من يتوجب عليه سحقهم
مُحتال هذا الشيطان بمهارة ملائكية, و مقاصده الملائكية لا تظهر إلا بصورة شيطانية

و فنان يغوص في الغموض ذو بصيرة فنية فذة ولمسات عميقة شهد لحظات القيصر الأخيرة فصنع لرفيقه أسطورة, و جعل منه أحجية غامضة تتجسد في لوحة سكنت في تفاصيلها حكاية لها أسرار, يسرد له الوقائع المخفية

بينما يلهو طفل مجهول في شوارع طوكيو المزدحمة باحثاً عن شيء يُعيده إلى عوالمه الوردية, يقابله مجنون فيخبره عن أنباء خطيره وبحوزته حجر يدعي أنه آتٍ من كوكب آخر حيث النجوم الحمراء تتحول لفراشات مضيئة
هذا ما ستسرد " نوافذ فينوس " تفاصيله لكم !
أسعد بقراءتكم, وتحليلاتكم الذكية كون الرواية معقدة بألغاز وأحجيات غريبة, أرحب طبعاً بأي نقد تقدموه ^^!
- ملاحظة ( 1 ) / الفصل التمهيدي لا يظهر مفهوم الرواية الأساسي, وأسماء الشخصيات لن تظهر في بقية الفصول الأولى
- ملاحظة ( 2 ) / سيصيبكم الملل
- ملاحظة ( 3 ) / تحتاج للصبر مع شاي بالنعناع
- ملاحظة ( 4 ) / يسمح للكسالى المتابعة بصمت شرط أن يخبروني xD

بالمناسبة هذه الرواية وضعت فيها روحي ودموعي ودمي ومشاعري وكياني وقلبي, ورغم ذلك قد تبدو في البداية مبتذلة, لكنها تعتبر أثمن ما أملكه أقدمه لكم :")!
وأحب أشكر المصممة ѕιlνεr على تصاميمها الفخمة للرواية^^!
أترككم الآن مع مقتطفات الرواية والفصل التمهيدي, وكل عام وأنتم بخير وأصحاء و1
[/justify]https://a.top4top.net/p_8850edw38.png
" لو كان لي نصيب من الحياة بقدر ما هنالك نجوم تسكن السماء لأعطيتها كلها لك "

" أنت من تقرر نوع العالم الذي تعيش فيه "

" اذا استمع إلينا جيدا يمكننا أن نضمه إلينا أما إن كان خلاف ذلك فيجب علينا أن نريه من نحن "

" لقد ألقيَ القبض عليه وكم يتوق لأن يسمع صرخات ألمه "

" هل تعتقد أن مخضرماً مثله سوف يسلم نفسه لمجرد تدخل الشرطة في قضيته ؟ "

" إذا تصرفت بعجالة وأخبرته أنك من الشرطة سوف ينتهي الأمر بك إلى إصابتك بالصداع "

" فمه دائماً ما يجلب المتاعب "

" وفقاً لما قالوه فإن شخصاً واحداً قد سحقهم جميعاً "

" هذا لم يكن موجوداً في شبكة مخابراتنا, أعني بوجود منظمة معادية لسيرس "

" المسار يخبرنا بالكثير "

" هل تعلم أن مرضى الاكتئاب يعانون أكثر من مرضى الفصام؟ ما يظهرونه ليس مرضاً وإنما بصيرة "

" لأنهم يعتقدون انهم يرون الحقيقة, لكن الحقيقة تخدع "

" الفنانون لديهم العديد من المفاهيم الغامضة "

لقد كان أذكى مما تصور, حادث السير الذي أصابه كان مخططاً له بالدقائق والثواني , كل شيء كان مدروس بعناية فائقة حد القشعريرة

أحد الخونة المجرمون كان صديق طفولته

شخص قوي بما يكفي ليقتل ليونيل ويجعل فينيست يسلم نفسه

"طالما انك تعدني بان كرسي سيرس سيكون لي فلا بأس"

صوب سلاحه على رأسها وأمسك بياقتها ثم قال : " ثلاثة_"
أكملت وهي تتألم : " اثنان واحد .. هيا أطلق "

"أبي هو العالم
العالم الذي جعل أمي هكذا"

"على كل حال لقد أصبحتِ مستهدفة بشكل كامل من قبل قوات الشرطة "

" هناك شخص متواطئ معهم في الشرطة"

عندماً يتحطم التمثال الرخامي الجميل, ما نوع هذه العلامة؟

" في بعض الأوقات تصبح المعلومات أكثر قوة من أعظم الماسات والأسلحة "

" منظمتنا تمحو الشخصيات وتصنع أخرى "

" أرجوكم! لا تضعوا هؤلاء الفتية الهواة بمستوى أعضاء فريقي! "

" كيف وصلنا الى هذا الحال ؟ "

https://f.top4top.net/p_885vnrda7.png

التمهيد | جناح يوليوس |




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]https://b.top4top.net/p_885d886y3.png



Miss Juhana 06-14-2018 06:21 PM

https://f.top4top.net/p_885dvxqo1.png[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://www.up4.cc/image97405.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
https://c.top4top.net/p_8856gpv54.png
| جناح يوليوس |

في القرية المهجورة التي لا يُعرف لها اسم ولا تاريخ, ثمة قصر ضخم أشبه بقلعة مثالية للشؤم, أسواره العالية تحرسها سيوف مدماه مغروسة في مشهد يبث الخوف في نفس الرائي
هذه الليلة تختلف عن باقي الليالي المعتادة, و بدا الظلام أكثر من مجرد ظلام الليل العادي, إذ كانت هناك عاصفة هوجاء محملة بالأمطار وربما معها الكثير من الأفكار المثيرة لتغزوا عقل ليونيل الذي ما انفك عن التبسم لها بامتنان وهو يحتضن جروه الصغير بين يديه خلف أبواب الشرفة
هالته تموج بشيء ما تجعل ممن يراه لأول مرة تصاحبه رغبة عميقة بالصراخ
عصفت الريح على النوافذ, كان مساءاً يستقبل الخريف, و لم يكن ثمة أثر للحياة في أرجاء القرية
مضى بهدوء في دهليز القلعة الذي يعكس ضوء البرق الغاضب, ونعله الخشبي يطرق الأرض الرخامية, كان يرتدي ثوب تقليدي ياباني بسيط, وشعره الطويل مربوط إلى الأعلى مثل ذيل الحصان, يتمايل مع مشيته المهيبة
دفع إحدى الأبواب الواسعة وقد بدا خشبها مهترئاً, أصدر الباب صوت صرير مزعج, وجروه الصغير يتبعه بمرح خلاف الأجواء
كانت الغرفة مسدولة الستائر, مسودة تماماً إلا من ضوء النار الموقدة بخفوت, والشموع المعلقة, لكن لا زالت البرودة اللاسعة جليةً في الهواء, و لم يُبدِ أي تأثر حيال الجو.
هُناك آخرون يتشاركون هذا الجو المريع الصامت, لكنهم مطموسين في الظلال عدا أعينهم الظاهرة بقسوة, كان الجميع في حالة انتظار شيء ما, عيونهم تبدت كما لو أنها متأهبة لأي مجهول ملعون
ظهرت ساعة خشبية مهترئة في إحدى الأركان وبجانبها ظل تابعه, بينما استقر ضيوفه على الأرائك ويبدو البلل على الأرضية, كان المكان جد فوضوي
قال ليونيل بهدوء يتأمل النار وألسنتها تتراقص في عينيه :
" أهلاً بكم يا سادة! "
تنهد لا لسبب, و بهمس نادى وقد سبقه صمت قصير : " ثاندر "
أجاب صوت ما فوراً " سيدي! "
بنعومة طرح عليه السؤال : " لماذا لم يأتِ يوليوس؟ "
ساد صمت مختلف, هذه المرة رهبة من نوع مغاير قد جاب في الأجواء
بدا صوت ثاندر خافتاً متزعزعاً حزناً وهو يجيب : " يوليوس يا سيدي قد مات! "
منذ سنة مضت قد قتل, وسيده يعلم ذلك بالفعل مما جعل تابعه المخلص يتردد في الإجابة, غير أن أحد الجالسين كان يعلم تماماً مقصد ذلك السؤال, وإن كان يوليوس صديقه طفولته العزيز فهو إذاً أخاه الصغير!! كان سؤاله مجرد افتتاحية لموضوعه!
علا صوت الرعد و جلس سيده القرفصاء ومد يديه ليلتقط جروه ويداعب أذنيه: " نعم "
زم شفتيه وأكمل بشرود : " يوليوس مات وأنا هنا كالبائس أحاول ولادة شيطان ما يسكن روحي الغاضبة "
أيقن كل من سمع كلامه بأن الشيطان قد ولد بالفعل, و لذا لم هم هنا في الأساس؟
تم لم شمل البعض, وليس الكل, ولا أحد يعلم حتى هذا الوقت السبب وراء هذا
تابع سيدهم وغدت نبرته الناعمة كهمس غاضب مثل فحيح أفعى سامة :
" كل من يوجد هنا _ "
تنفس بصعوبة وملامحه لا تكاد تُرى : " قد تم تأكيد ولائهم لسيرس "
انتفض أحدهم واقفاً بفزع وكأنه تعرض للسعة من نار : " مستحيل!! "
حدق نحوه سيده بملامح ممسوحة وعينيه البنفسجيتين بدت باردتين كالصقيع ولم يبهت السخط في عينيه: " خمسة من أصل ثلاثين وغداً "
أدرك الجميع أن الغضب الذي يسود البيت ما هو إلا نبذة حقيرة عن الغضب الكامن في قلب ليونيل
لقد عُرف في السابق أنه شيطان المنظمة " سيرس " المجنون, لكنهم لم يروا قط أن ارتقى غضبه لهكذا درجة! و يا للإثارة! لذلك تبسمت بعض الوجوه المظللة منتظرةً الأوامر.
أردف ليونيل وهو يضع جروه الصغير بين يدي ذلك الذي أنكر قوله, وأجلسه قائلاً : " لا داعِ للانزعاج صغيري ماثيو, سأجعلك تستل السيف في هذه المهمة إن أردت "
أضاف وهو ينظر للجميع بابتسامة تتعطش إلى الانتقام : " لكن هناك أمراً ما سيميز هذه المهمة عن سابق المهام يا رفاق "
ومن جديد دوى صوت الرعد بقوة وكأنه يترنم مع رغبة صاحب البيت الذي تطلعت إليه العيون بلهفة, ثم أكمل وهو يسير إلى إحدى النوافذ : " سنعطيه دوراً في إحدى المسرحيات التي سأنسجها الآن "
مد يده اليمنى ليناوله ثاندر ذو المعالم المخفية بعض الأوراق, بينما تابع ليونيل وهو يتصفحها : " لكن أولاً أنا مدين للفنان صاحب اللوحة المعلقة في ردهة البيت, لقد أسميتها جناح يوليوس, أهي رائعة؟! إنها تصف اللحظات الأخيرة لرفيقنا الراحل "
رد أحدهم بهدوء, كان صوته المتزن الوقور دوماً ما كان يبدو رائعاً لأذن ليونيل : " لقد جئت متشوقاً لرؤيتك! وبالكاد تنبهت للأثاث المهترئ, على الرغم من أنني لمحتها سريعاً إلا أني لم أتمعن تفاصيلها, تبدو عظيمة حين أسترجع صورتها في ذاكرتي, أتوق لمعرفة تفاصيل مسرحيتك "
أردف يسخر من صديقه ثاندر: " يا سيدي "
بينما سأل آخر بحيرة و قد ظهر صوته طفولياً : " لكن من هذا الرسام؟! وكيف علم بأمرك ليرسل تلك اللوحة؟! "
وجه ليونيل نظراته المستاءة تجاه الشخص الأول وقال : " فاوستوس لست سيدك ولا تقلد ثاندر العزيز! "
أضاف ببساطة وهو يكتف ذراعيه وقد أمال رأسه : " نيكولاس كاسيل, إنه من رسم تلك اللوحة, ثم إني قد سرقتها يا فينيست ولم يرسلها إليَ "
أطلق فينيست الصغير صاحب النظارات الطبية, صوتاً يدل على الفهم لا على الغرابة كونه معتاد مثل الجميع على تصرفات ليونيل المجنونة
ثم قال فاوستوس ذو الشعر الطويل ولكن بجدية بدت مهيبة أكثر: " تخطط لجعله جزء من المسرحية؟ إن كان كذلك فستكون طوكيو إذاً المسرح الوحيد المناسب لها بلا شك! "
تفاجأ ماثيو وسأل بغرابة وقد تأتأ من الصدمة : " طوكيو؟ لكن .. لن .. هناك والد كـ .. إنك تعلم!! "
صمت عندما ارتفع صوت الرعد إلى درجة أخلت تفكيره وكلامه, خُيل إليه أنه لم يستطع تحديد ملامح سيده ذلك أن النار قد بدأت تخبو بشكل غريب لكنه أحس بعيونه التي تُصوب نحوه
ردد فينيست يكلم نفسه : " انقلاب "
وافقه فاوستوس بإيماءة خفيفة مغمضاً عيناه الحادة لتختفي مع ظله
سأل ماثيو بشك أخيراً السؤال الذي انتظره ليونيل : " ما الذي تخطط إليه؟ "
وكان الجميع يأمل أن الإجابة ستأتي واضحة بدون ألغازه الرائعة التي تعكس شخصيته المعقدة, وقد أصاب أملهم على غير العادة حين أجاب ليونيل وهو يزيح الستائر : " محض مسرحية ذات فصول سأنسجها الآن, وأنتم جزء منها كذلك "
ووقف يتأمل البرق وقطرات المطر تضرب النافذة بقوة بلا انقطاع, بدت ملامحه مستمتعة بصوت الرعد الذي يعلو أكثر فأكثر
استرسل بعدها بشرود : " ما رأيكم بأن نبدأ بعرض الشخصية الرئيسية أولا؟ ماذا عن مناقشة أدواركم فيها؟ و عن التصنيف المناسب لها؟ لست واثقاً من النهاية بما أن مزاجي يبدو جيداً الآن.."
أصاب الشك كل من حوله حيال آخر جملة قالها, بيد أن فاوستوس تساءل بصوت يفشي اتقاد روحه لدوره في المسرحية : " أيمكنني تحديد موقعي ودوري في طوكيو إذاً ؟! "
أجاب ليونيل مبتسماً بغموض : " نوعاً ما, أنت ذو وضع مختلف قليلاً عن البقية لكني عمدت لأن يكون كل شيء لصالحك "
علق فينيست بذكاء : " في هذه الحالة لن يكون هُناك تصنيف واضح للقصة, الجزء الذي أنا متأكد بشأنه هو أن هناك مجزرة بشعة في آخر الفصول "
بحيرة تابع يسأل ليونيل : " لكن هل ستجيد تفاصيلها بدقة؟ "
اختفت ابتسامة ليونيل ليميل بفمه كأنه غير متأكد : " حسناً ليس في هذه اللحظة! "
ثم أشار بسبابته اليسرى نحوه مضيقاً عيناه يحاول إعادة جملته الأولى في رأسه : " قلت أن التصنيف غير محدد؟ كلا عزيزي, أنتم ستختارون أداوركم بأنفسكم هذا صحيح, لكنكم لستم سوى شخصيات ثانوية تساعد في ضبط مسار القصة ليس إلا "
تبسم فاوستوس و ظل يحدق في الظل الكائن الذي يجاور ليونيل وسأل بسخرية : " أتساءل هل لثاندر دور ما في الحكاية؟ "
كان سؤاله ذا مغزى لم يدركه أحد عدا ثاندر وسيده, لذا لم يثر سؤاله الغرابة في ليونيل لكنه أجاب بهدوء : " الجواسيس في الواقع يبقون جواسيس في الحكايات كذلك! لكن ليس لي هذه المرة, إن دوره في القصة أقل من ظل شخصية ثانوية غير أنه أهم من الأبطال ذاتهم! "
زفر فاوستوس بضيق يفكر بكم يبدو عمل ثاندر شاق جداً مقارنة بعمله, ولسبب ما تنبأ بقرارة نفسه أن ثاندر سيلفظ أنفاسه الأخيرة حتماً في هذه المهمة وإن أمعن النظر مطولاً لمهارته الاستثنائية فهو إذاً سيفقد حياته في الحدث الأخير من الفصل الختامي, وستكون ميتة سيئة ولا ينوي تخيل ذلك حتى! الجميع عدا ثاندر! صلى للرب بأن يحميه.
عبس ليونيل وكأنه قرأ أفكار فاوستوس لذا قال بإحباط وهو يصوب نحو الجميع نظرة يائسة : " أقول لكم أن المهمة هذه المرة مختلفة! "
عاود الحديث قائلاً : " سنستعرض الآن البطل الأول, حسناً؟ "
وراح يقلب الصفحات بين يديه وهو يتمتم : " لنرى .. بطلنا الأول, أين أنت؟ "
تنبأ ماثيو باسم البطل وقال بلهجة حاول أن يبعث بها اللامبالاة : " نيكولاس كاسل "
ردد ليونيل موافقاً بإيماءة : " نيكولاس كاسل, لكن لنرجئه إلى نهاية النقاش يا ماثيو "
أخرج ورقة من بين الصفحات وكان في ملامحه شيء من السعادة : " هنا! إنها الطبيبة, أساهي ميورا, 28 عاماً "
علق فينيست بعبوس وقد انزاحت نبرته الطفولية جانباً : " أنت تذهب إلى ما هو أبعد من مرماك, ليونيل "
قهقه ليونيل اثارةً : " إنها الساحقة بالنسبة للمسرحية.. أتعلم أمراً؟ كلا .. أتعلمون جميعاً لماذا وضعتها ضمن أول خياراتي؟ "
كان الجميع في انتظار الجواب الذي لم يتأخر لحظة
" إنها صديقة ناتريس الجميلة! "
هربت ابتسامة لم يستطع كبحها من فم فاوستوس, إذ أنه حقاً يعرف ليونيل كأخيه حقاً.
رمى ليونيل الورقة بإهمال وتابع : " وبالطبع هناك العديد من الأسباب الأخرى التي لا حاجة لي أن أذكرها الآن كما نعلم .. "
انثنى ماثيو ليلتقط الورقة التي استقرت بالقرب من قدميه, و عندما تلألأ البرق استطاع لثواني رؤية صورة لشابة ذات شعر قصير, بدا له أن شيئاً ما يسكن في عيناها, هو ذاته الذي يسكن عينا ليونيل, لكن عندما استأنف النظر بمجيء ضوء البرق مجدداً تراجع عن ظنه الذي لا يعلم لماذا راودته هذه الفكرة اللامعنى لها.
كان سقف الردهة محطم, والأرضية تغرق بالماء, ارتكز شعاع الشمس على لوحة " جناح يوليوس " فبدت اللوحة غير واضحة تماماً لعيني ماثيو الذي يرمقها بحذر من أعلى الدرج, وبحضنه الجرو الصغير
فاجأه صوت ليونيل من خلفه : " أستطيع أن أخمن نظرتك الآن "
لم يستدر لكنه كافح لإخفاء ارتباكه وصرح بشجاعة : " أنا.. قلق "
تقدم ليونيل ليقف إلى جانبه بطوله الفارع, مما جعل ذلك يبرز فارق الطول بينهما : " ثق بي ماثيو! "
نظر نحو ليونيل وعاينه بدقه, معالمه مسالمة جداً, كان يبدو كما اعتاد عليه أن يكون إلا أن عيناه بدت مرهقة بالفعل, آلمه رؤية ليونيل متعب هكذا بعد غياب طويل, وشيء ما كالحقد قد استقر قلبه, ضم جروه وهمس بخفوت : " أثق بك "
و بينما يستعد الجميع للمغادرة في الأسفل, وقف فاوستوس ينظر إلى تلك اللوحة بشيء من التأمل العميق, كان يتشح بالسواد, مثل سواد شعره تماماً, كان نحيلاً جداً متوسط الطول
ناداه صوت فينيست من خلفه : " لنذهب فاوستوس! "
لكنه لم يستجب لنداء رفيقه على الفور اذ بقي واقفاً غارقاً عقله في تفاصيل اللوحة
وبعد برهة توسعت عيناه وكأنه اختنق, تمتم بخفوت : " إنها تكتنز رسائل وإشارات خطيرة "
سمعه فينيست الذي راح يتأمل بدوره اللوحة, هز كتفيه زاماً شفتيه متسائلاً, ما الذي يراه الجميع ولا يراه هو؟
و الشيء الوحيد الذي راود ماثيو حين رأى تلك اللوحة هو أنى لهذا السخف أن يغدو مبهراُ هكذا؟

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]https://b.top4top.net/p_885d886y3.png


أميرة الأميرات|Leticia 06-17-2018 07:10 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك؟

عساك بخير ان شاء الله

بدايه مثيره حقا للأهتمام تستحقين الثناء عليها بجداره
العنوان مميز جدا وجذاب

طريقتك في السرد والوصف رائعه بحق
فعلا يبدو أنك تعبتي عليها كثيرا وأحب ان اخبرك ان تعبك لم يذهب ادراج الرياح

ايضا لقد جذبتني اليها بشده لقرلك ان فيها الغاراً وأنا أحب ذلك حقاص في الروايات
التنبوء بما سيحصل رإعطاء النظريات احب هذه الامور كثيرا

بصراحه انا اواجه صعوبه في حفظ الاسماء انهم كثيرون واسماؤهم لم اسمعها من قبل
على الاقل لقد حفظت لونيل (هذا اسمه صحيح؟)

اعتذر حقا لردي القصير لأنني كتبته على استعجال
سوف أكون متابعه لك بإذن الله

اعدك انني ان شاء الله سوف اكتب اطول واطول في الفصول القادمه

في أمان الله

Miss Juhana 07-09-2018 06:46 PM

https://f.top4top.net/p_885dvxqo1.png[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://www.up4.cc/image97405.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
https://c.top4top.net/p_8856gpv54.png
[
الفصل الأول : دُنو الصيف.

لم تحب نارومي هذا القصر قط.
كانت قد ولدت في بيت أصغر حجماً, هناك في الاحياء المتواضعة التي تقع في قلب المدينة, وتجاورها المنازل الخشبية المشابهة لها, هناك كانت أسرتها تجتمع ثلاث مرات في اليوم لتناول الوجبات, كان يمكن لأمها أن ترى أولادها أكثر قرباً, وأن تجلي مع بناتها الصحون, و تسمع صوت بكاء طفلها المدلل, وتكتفي بمناداة اسم أحدهم مرة واحدة ليهب لها نازلاً من أعلى السلالم, وأن ينتشر في المساء رائحة الكعك أرجاء المنزل.
أما هذا القصر الكبير فكان واسعاً إلى درجة الضياع فيه, ولا يمكنها أن تفعل مثلما كانت تفعله والدتها من قبل, لو نادت أحد أولادها فلن يسمع صوتها إن لم يكن ماراً بالصدفة بالقرب منها, وبالرغم من طهو خادمات المنزل أغلب الأوقات إلا أنه من الصعب أن تشتم رائحة الطعام خارج نطاق المطبخ أو غرفة الطعام, كان هذا القصر مكاناً للصمت مصمماً لمن اعتادوا الترف منذ نعومة اظفارهم كزوجها الراحل.
لكنها كانت تتمشى في حديقة المنزل, كانت تعرف أنها ستجده هنا في هذا المساء, فمتى ما ينتهي ابنها من سماع الكتب الصوتية وتلقي الدروس الخاصة في غرفته كان يرتاح في الحديقة بعدها.
شعرت بنسمة هواء باردة إلا أنها لاذعة, لذا فوق فستانها السكري الطويل, لفت حولها غطاءها الصوفي الذي يحمل لون الخوخ, كان لا يزال مظهرها باقياً على نظارته ونقائه كما في ريعان شبابها, وكذلك هي حال عيناها الزرقاوان, بينما شعرها البني ينساب بنعومة على كتفيها, جميع هذه التفاصيل لم تفضح عمرها الذي شارف على نهاية الأربعين.
تأملت حديقتها البهيجة الناضرة, وسمعت أصوات الطيور تغني في أعشاشها المتوارية عن الأعين, واستنشقت الهواء المفعم بشذى الزهور, لكن نارومي كانت لتقايض كل هذا في غمضة عين بمنزل يحتويها قرب أولادها.
من أجلها زرع زوجها شجرة برتقال تستطيع الجلوس تحت ظله أيام الصيف أو تناول كعك البرتقال مع ما تبقى لها من عائلتها في أحيانٍ أخر.
في منتصف الحديقة كانت هناك نافورة مياه تطوقها تماثيل رائعة, بيضاء كالعظام, لخمسة أشخاص, إحداها يحمل طفلاً رضيعاً بين يديه, كانت التماثيل تتفاوت في الأطوال والأشكال, حُفرت على وجوه التماثيل ملامح مختلفة لكنها بدت بعيني نارومي محتفظة بحقيقتها, جميعها تجسد أطفالها, كان قد نحتها صديق لزوجها في زيارة له قبل سنين, إحداها – الذي يحمل الطفل بين ذراعيه – تميز عن غيرها بتزينها بتاج من الورود الحمراء الذابلة على رأسه, و كم بدا المنظر قاسياً لها.
وجدت نارومي ابنها تحت شجرة البرتقال جالساً باسترخاء مغمض عينيه, وشعره الأسود تحركه هفهفات الرياح, ملابسه الخفيفة أثارت قلقها عليه من البرد, وقد وضع عصاه في حجره, و لاح عيني إحدى التماثيل تتابعنها وهي تبتعد, وبصوت هامس قالت: " تاكويا ".
فتح تاكويا عينيه ببطء وقال بشرود : " أمي! .. كنت أنتظر مجيئك! "
دائماً ما كانت عيني تاكويا الجميلتين تذكرانها بعيني أبيها.
لم تكن المرة الأولى التي تمنت فيها من كل قلبها أن يعود لتاكويا بصره ليرى كم بدا أجمل من أي وقت مضى, خاصة عينيه العشبيتين, قالت وهي تجلس بجواره : " كيف كانت دروسك؟ هل تبلي حسناً؟ ".
أومأ مبتسماً بهدوء, قال : " نعم, اعتدت القراءة بيدي, إلا أني لازلت أفضل سماعها, هذا يوفر الكثير من الوقت ".
قالت والدته وهي تضم يده بحنان بكفيها مبتسمة: " كان يجب أن أراك وأنت تقرأ, كنت لأفخر بك يا صغيري, عليك الاستمرار في القراءة بيدك, ستكون سريعاً مع الوقت والممارسة ".
غمغم تاكويا بهدوء : " حاضر ".
تاكويا من أصغر أولادها لكنه ليس الأخير, إن تميز عن إخوته في شيء فهو هدوءه ورزانته التي تفوق عمره, كما أن طريقة تفكيره لا تشابه أحداً من عائلتها, فهو متأنٍ جداً, حذر وإن لم يبدو عليه ذلك.
أرادت نارومي أن تخبره برغبة أخيه الأكبر في أخذه معه إلى لندن و هناك سيرسله إلى إحدى المدارس الخاصة بالكفيفين, لكنها لم تعرف بعد رأيه بذلك, ما تعلمه الآن هو أنها لن تقوى على تحمل مغادرته هو الآخر, ليس هو, ليس تاكويا.
قال تاكويا وكأنه شعر بما يدور في رأسها : " هيروشي.."
أرعت والدته سمعها, أكمل ونظراته تهيم في الفراغ : " عرض علي الذهاب معه إلى لندن ".
لم توفر نارومي وقتاً حتى تسأله بعيون متوجسة شعر بها تاكويا : " وما رأيك أنت؟ "
ازدرد ريقه قبل أن يجيب بتردد: " لكن إخوتي, قد يعودون خلال هذا الشهر أو الذي يليه إلى المنزل, أريد بشدة _ "
صمت بمرارة إذ أن الكلمة التي ستتم الجملة كانت " رؤيتهما ", و تاكويا لم يعد يستطيع الرؤية بعد الآن.
قالت أمه وقد لمحت طرف الخيط الذي سيجعل تاكويا يحسم قرارة بالبقاء بقربها ولم تلمح إلى ما أراد نطقه: " متأكدة بأنهم متشوقين جداً للقدوم, خاصة رين الصغير سيحب سرد مشاكساته معك, و آري ستصنع لك كل ما ترغب بتناوله! "
أكملت وقد برز الحنين في وجهها: " أما ريو_"
أكمل عنها ساخراً من حاله : " أما ريوجي فسوف يريني لوحاته التي يرسمها ".
بردت نظرة نارومي لوهلة, شاعرة بالحزن عليه يتجدد ويفيض, لكنها ابتسمت وقالت مُلاطفة له ما استطاعت وهي تنفش شعره الأسود : " هل فعل؟ ريوجي لا يُري لوحاته المملة لأحد ".
أجاب ضاحكاً هو الآخر : " هذا صحيح, أنه يعتبرها أسرار عالمه التي لا يمكنه مشاركتها مع أحد "
بدأت تشعر بالوحدة الآن بالفعل, و بأن اشتياقها لهم متحلقين حولها يكبر يوماً فيوم, كانت تأمل قدومهم ليساعدوها على جعل تاكويا أقوى.
كان الأولاد قد ذهبوا برفقة أبيهم إلى ألمانيا منذ نعومة أظفارهم لأجل الدراسة وتعلم أساليب الحياة هناك في قصره الذي يُنافس خواء هذا البيت, كونه يُخطط لجعل أحد أولاده يتولى إدارة أملاكه المُقسمة في ألمانيا واليابان
أكبر أولادها " هيروشي " نشأ مدركاً ذلك, ولذا درس الإدارة و أصبح ساعد أبيه الأيمن, وبعد ذلك بسنوات توسعت شركات والده حتى امتدت إلى عدة دول كبريطانيا وأمريكا والصين إضافة إلى إيطاليا وكوريا الجنوبية.
من المفترض أن تعتاد على بُعدهم منذ البداية إلا أنها لم تستطع, ولا تعلم السبب الذي يجبرها على التفكير كل ليلة بأن يوماً ما سترحل دون أن تراهم متجمعين حولها, صغارها اللطيفين.
كانت عينا تاكويا الخضراء لازالت شاردة, ومسحة من البرودة قد بدأت تنمو في مقلتيه مما أقلقها على نحو بث الخوف في قلبها لذا سارعت في ضمه علها تطمئن روحها.
همس تاكويا قائلاً وهو يلف ذراعيه حول والدته ينتشي الدفء مع برودة الجو :" قد لا أذهب أماه! ".
لكن ما كان في خاطر والدته شيء بعيد كل البعد عن ذهابه, شيء غامض ساورها, شيء ما فشلت في ترويضه قد ولد هذه اللحظة, أرادت حينئذٍ أن تبكي, عوضاً عن ذلك رددت قسماً في نفسها - كقسم أم غاضبة - أنها لن تدع " تاكويا " يغيب عن ناظريها مهما حصل.
ومن بين صوت الأشجار التي تحركها الرياح, جاء صوت أنثوي من بعيد يقترب قائلاً : " أكره أن أعكر عليكم صفو الجو العائلي في هذه الساعة, مساء الخير خالتي".
وحقاً لم ترغب نارومي بتواجدها, وجاءها شيء من الضيق كونها لم تنتبه لقدومها منذ البداية, لكنها رحبت بها بابتسامة مقتضبة وهي تحل ذراعيها عن تاكويا : " أهلاً كارلا, أسعدتِ مساءاً ".
تقدمت كارلا مسرعة الخطى لتجلس بالقرب منهم وتضع أمامهم صحن من البسكويت الشهي وابتسامتها الرقيقة تعلو محياها الجميل : " لقد أردت زيارتكم اليوم, لم أرَ أحد في الردهة, أخبرتني الخادمة أنني سأجدكم هُنا, صنعت البسكويت وأردت مشاركتها معكم, سيكون من الممل أن ألتهمها كلها لوحدي " .
سيكون من الرائع لو أنك شاركتها مع والدتك هذا ما فكرت به نارومي لكنها قالت شاكرة : " هذا لُطف منك عزيزتي, أعتقد أنه جاء في وقته بالنسبة لتاكويا ".
التفتت نحوه و استكملت : " للتو أنتهى من دروسه, البسكويت سيكون مثالي بعد وقت عصيب".
تقوست عينا تاكويا العشبيتين ضاحكاً وموافقاً كلامها.
كارلا ابنة صديقة زوجها التي تبغضها منذ أن تزوجت وحتى الآن, كانت أشبه بظل يحول بينها وبين زوجها - بالرغم من أنه كان وفياً لها إلى أبعد درجة – لكن ذلك ليس السبب الرئيسي لبغضها, فقد كانت امرأة قاسية, متسلطة, لُطفها لم يكن يشمل أكثر من أربع أشخاص حولها, كانت من النوع الذي لا يُعطي الحُب لأحد, كذلك لم تكن تتلقى سوى المشاعر المُزيفة ممن حولها.
كانت كارلا نحيلة حادة الملامح, لكن في عيونها الفضية كانت هناك دائماً لمحة من المكر, و شعرها الأشقر يكاد يكون أبيضاً, كانت ترتدي بنطال أبيض وكنزة بنية نوعاَ ما ثقيلة, وإن كان الجو ليس بتلك البرودة بعد.
كانت نارومي لتستثنيها من خضم كل هذه الجلبة, فكارلاً نشأت قُرب أولادها, وتحركاتها كانت واضحة لعيني نارومي المُترقبة, حتى أن لها مهارة تستطيع من خلالها التنبؤ بما يخفيه الناس خلف نظراتهم.
وفي فترة ما شكت بأن هنالك مشاعر بينها وبين ريوجي ابنها " الصعب المنال " , صحيح أنها لم تحب ذلك ولم ترحب بالأمر حينما تأكدت منه, و لم تعرب عن استياءها حول ذلك أيضاً, فنارومي تُفضل الصمت ورؤية كيف تجري الأمور, وعلى أي مسارٍ تتجه, ثم بعدها تتخذ الخطوة الأولى لفعل ما يتوجب عليها فعله.
قال تاكويا باستمتاع شديد كاسراً الصمت البارد الذي ساد الجو فجأة بعد أن أخذ قضمة في فمه : " اممم .. لذيذة! ".
تبسمت حينها كارلاً سعادة, ثم انتبهت إلى نظرات نارومي الباردة فسألتها بغرابة : " ألن تتذوقي؟ ".
وقفت نارومي على مهل قائلة بنبرة محايدة وابتسامة شاحبة : " كلا, لا رغبة لي بذلك الآن, استمتعي به مع تاكويا "
أمسكت بطرفي غطاءها مبتعدة عنهم وهي ترمق التماثيل الصغيرة, وتسمع صوت كارلا وهي تخاطب تاكويا في أمر ما.
رفع أخوها اللوحة أمامها كي تتفحصها قائلاً : " ما رأي أختي بآخر أعمال الفنان العظيم يوري؟ "
مدت أكيمي يدها ومست اللوحة بانبهار, وجدت أن اللوحة أكثر عظمة مما تخيلته, تفاصيل السيدة السمِحة تُعطي شعوراً بالألفة, ابتسامتها الرائعة, عيناها البنيتان اللامعتان بحنان فائض, شعرها الكستنائي الأملس المسدول فوق ثوبها القرمزي المطرز بالخيوط الذهبية, كل هذا ينتمي لشخص واحد لا غير, بدت وكأنها ستناديها لأول مرة, أثار الخاطر خوفها, فأزاحت يدها متسائلة بابتسامة شاحبة: " أمي؟ ".
أجاب يوري بابتسامة أفصحت عن سعادته : " عظيم! لقد غيرتها عن الصور لتبدو أقرب للواقع أكثر!"
قالت بعد أن أخذ اللوحة بعيداً عنها في المرسم : " ولكأنها تعيش بسعادة داخل اللوحة, تبدو مستعدة لبدء حديث شيق معك, لقد سكنت روحك تفاصيلها "
استدار بمرح قائلاً بعد أن ركن اللوحة فوق المنضدة الكامنة تحت الشباك : " لهذا السبب أحب أن تكوني أول من يرى أعمالي, لديك عيون فنية ".
عيون فنية... لم تكن المرة الأولى التي يخبرها بذلك, لكن سمحت أكيمي لنفسها بالتفكير مرة أخرى وتساءلت وهي تلتقط فرشاة رسم ملقية على أرضية المرسم المليئة بالفوضى : " و ماذا يعني هذا؟ ".
انحنى هو الآخر ليلتقط العديد من الفرش الملطخة بجميع الألوان : " الفرشاة؟! "
هزت رأسها نافية بهدوء وقالت : " بل العيون الفنية؟ والفن؟ "
صمت لبرهة, ثم استقام ومعه حزمة من الفرش الملطخة بالألوان, ناولته التي معها وقال بعد أن ألقى عليها نظرة عالِم : " الفن في الرسم هو تجسيد لأي شيء في الوجود حتى يكون مرئي للعين, لعلها ترجمة لأحاسيس لا يقدر على الشعور بها سوى الفنان"
وضع الفرش على المنضدة وجلس مرة أخرى يحاول البحث عن شيء ما لم تعرفه أكيمي, سألته وهي تفكر في كلامه بجدية : " مثل القصائد التي ينسجها الشاعر ؟ "
رفع رأسه مقطباً حاجبيه : " هذا قريب, لكني أرى الرسم أعمق من الشعر "
سألت مجدداً وهي تجثو قربه : " لماذا؟ وعم تبحث؟ "
أجاب بعد أن عاد للبحث: " قلادتي"
أردف وعيناه تبحثان, كان باسطاً يده اليسرى فوق ركبته بينما يحرك الأخرى لتتكلم معه بطريقتها : " إن كنتِ تريدين وصف شعوراً ما غير مألوف ولكنك لم تجدِ كلمة واحدة تصف ذلك الشعور المجهول, و كل الكلمات تبدو ضائعة, حينها سيكون الرسم الوسيلة الأبلغ لوصفه ".
كان طرح الأسئلة الوسيلة الأقصر للوصول إلى الإجابات التي تتوق لمعرفتها, بالرغم من أن أخاها جين يكره الأسئلة, ولم تعلم بعد كيف يتوجب أن تحصل على الإجابات المرجوة دون طرح الأسئلة, لكن الذي أمامها كان يوري وليس جين.
" أتقول أن العيون الفنية تستطيع أن تعثر الكلمات التي أضاعها الرسام؟ "
" هذا وصف صحيح قليلاً لكنه نوعاً ما غير دقيق "
نفذ صبر أكيمي إزاء هذا الموضوع فقالت طارقة الأرض بقدمها : " إذاً ما الإجابة الدقيقة؟ "
أجاب ببساطة : " هذا العالم لا يحوي أي إجابة دقيقة في حوزته, عليك معرفة ذلك "
تجاهلته, إجابته نجحت في جعلها تفكر ملياً للحظات, لكنها لم تنجح في إثارة المزيد من الأسئلة.
الحديث مع يوري عن عالمه يعطيها انطباعاً بأن أحداً لن يفهمه سِواه, بالرغم من أنها غير واثقة بكونه يدرك ذلك حتى, ثم إن حوارها مع جين, يجعلها لا تسأم ولو أنه يُقيدها مزاجه وقوانينه الغريبة من عدم السؤال إلى جعلها في نهاية الحوار تحزر إن كان يكذب أم يصدق.
تنهدت وجثت لتبحث معه عن قلادته, سألته حينها : " هل أنت واثق من أنك أضعتها هُنا؟ ".
توقف برهة, صمته طال قليلاً وكأنه يحاول التذكر, لكنه في النهاية قال بابتسامة متوترة : " لا أعلم ".
كان الفرق بين يوري وجين هو أن الأول له وجه ودود بالرغم من ابتسامته تجعله يبدو كالأبله, يسهل إغضابه, بينما الآخر له فم خُلق للعبوس فم بارع بإلقاء أكثر المهرجين طرافة في هُوة اليأس.
كان يوري ذو 26 عاماً بينما جين يصغره فقط بسنة واحدة, أما أكيمي فهي لا تزال في الخامسة عشرة.
بدا يوري يائساً وهو يبحث, ثم توقف وكأنه يأمل أن تُمطر السماء قلادته, وله ما تمنى حيث سقطت قلادته على وجهه لينهض مفزوعاً
الفتت أكيمي إلى الجهة الأخرى و وجدت جين يتكأ على دفة الباب, شعره الأسود المبعثر, قميصه الذي ينافس سواد شعره يعلوه مِئزر الطهو, عيناه الباردتين وحاجبيه الدقيقين تجعل من ملامحه قضية حرب شائكة بين الفتيات.
صرخ يوري متألماً بغضب : " لماذا رميتها هكذا؟ أين وجدتها؟ لم ألحظ فقدانها مبكراً ".
اقترب جين وملامحه بدت مظلمة واضعاً يده على خصره يستعد لأن يغرقه بالسباب, مما جعل أكيمي تنزل رأسها احباطاً لما سيتفوه به من كلام لاذع, وقد يُوبخها أيضاً لكونها أكيمي فقط.
وضع اصبعيه السبابة والوسطى يدفع جبين يوري من خلاله :" ماذا تفعل طوال الليل هنا؟ لم لا أراك تبحث عن عمل ما في الأرجاء؟ ليكن لك فائدة على الأقل و واضب على إطعام الكلبة أيها المعتوه, أو جُز شعرك الذي تبدو فيه كالقردة الإناث, صدقني إن رأيت قلادتك ملقية في أرضية المنزل سأحرق مرسمك هذا وأنت تشخر فيه كالأبله ".
كان يتكلم ولا يحرك فكه, لأنه يجز أسنانه بغضب أثناء الحديث, يوري بنفسه لا يقدر على الرد عليه لأنه يخشَ لكماته المبرحة, كونه شرطي محقق.
التفت نحو أكيمي بنظرة حادة جعلتها تجفل : " وأنتِ, ساعديني على تحضير الطعام سيأتي أبي بعد قليل ".
استدار مبتعداً, كان وقع حضوره قوياً, وبالنسبة ليوري كان صوت جين الناعم الغاضب مجرد إزعاج طفل في إذنه, لذا ألقى بشتيمة في الهواء لكن جين استدار وكأنه سمع ما قاله, ثم توقف بصدمة وعاد إلى داخل المرسم, استعد يوري لبدء مشاجرة, بينما رفعت أكيمي يديها بتوتر قائلة : " يا إخوة الأمر لا يستحق كل هذا! "
إلا أن جين تخطى يوري لكي يرى اللوحة التي تحمل وجه أمه, حملها بشرود وذهول, وأكثر ما شد أكيمي له هي إمارات الغضب التي مُحت عن وجهه وتمتم :" أمي ".
ارتخت ملامح يوري وابتسم سائلاً إياه: " ما رأيك بها؟ كما في الصور؟".
هز جين رأسه وقال ناسياً نفسه : " بل أقرب ".
كان مكان جين في صغره وراء ثوب أمه من شدة تعلقه بها, لذا لم تنشأ علاقة أخوية قوية فور أن رأى أكيمي لأول مرة
وضع اللوحة جانباً ثم سأل بشك وأحد حاجبيه قد ارتفع : " لا تقل أنك ستبيعها؟ "
أجاب نافياً : " مُحال! إنها هدية لأبي ".
أومأ مُذكراً إياه بحذر : " ميلاده في نهاية هذا الشهر, لا تنسَ أخي".
تحديق عيناه القويتان بعينيَ يوري الناعستين يُعطي النتيجة سلفاً لأي صراع قد ينشب بينهما.
قالت أكيمي لهما وهي تغادر المرسم : " سأكون في المطبخ, أعتقد أن أبي قد وصل "
عندما عبرت أكيمي الحديقة متجهة إلى البيت, كان والدها بالفعل يترجل من سيارته التي في المرآب, عندما رآها لوح لها سعيداً, اقتربت منه ليحتضنها سريعاً ويطبع قبلة في شعرها الأسود, سألها : " كيف كان يومك صغيرتي؟ ". أومأت أكيمي برأسها وقالت بعبوس :" في غاية الملل!!" .
لم يتفاجأ كون ابنته المدللة تمل بسرعة, سمعوا فجأة صوت صراخ يوري المتألم, الذي لا بد وأنه استفز جين بكلامه, ابتسم والدها السيد " تيتسويا" سعيداً بمشاجرتهم, كان دوماً ما يرى أن الشجار بين الأخوة على الأقل بشكل يومي نتيجة رائعة لأخوة صادقة..
كان والدها يعمل رئيس قسم المحاسبة في إحدى الشركات, يملك ملامح أب عطوف لكنه جاد بعض الأحيان, كان رشيق القوام كونه يعتني بصحته جيداً, وهذا ما حفز أولاده على أن يمشوا حذوه.
بينما تنهدت أكيمي بخيبة وهي تتمتم : " هذان الطفلان ".

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]https://b.top4top.net/p_885d886y3.png


Miss Juhana 07-09-2018 06:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الأميرات|leticia (المشاركة 8899819)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك؟

عساك بخير ان شاء الله

بدايه مثيره حقا للأهتمام تستحقين الثناء عليها بجداره
العنوان مميز جدا وجذاب

طريقتك في السرد والوصف رائعه بحق
فعلا يبدو أنك تعبتي عليها كثيرا وأحب ان اخبرك ان تعبك لم يذهب ادراج الرياح

ايضا لقد جذبتني اليها بشده لقرلك ان فيها الغاراً وأنا أحب ذلك حقاص في الروايات
التنبوء بما سيحصل رإعطاء النظريات احب هذه الامور كثيرا

بصراحه انا اواجه صعوبه في حفظ الاسماء انهم كثيرون واسماؤهم لم اسمعها من قبل
على الاقل لقد حفظت لونيل (هذا اسمه صحيح؟)

اعتذر حقا لردي القصير لأنني كتبته على استعجال
سوف أكون متابعه لك بإذن الله

اعدك انني ان شاء الله سوف اكتب اطول واطول في الفصول القادمه

في أمان الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!
سررت بردك جداً كيراي4 , أتمنى ألا أخيب ظنك خ1!
صحيح اسمه ليونيل, الاسماء في الفصل التمهيدي غير مهمة مثل الفصول الأساسية, وأعتقد أنها ستشوش أكثر من التمهيدي احباط6
شكراً لمتابعتك اللطيفة شكر6!


الساعة الآن 05:20 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011