لنتفق على شىء من البداية
أن الغاية والغرض من وراء هذا العمل نبيل وهادف حقاً ويشرف كاتبه ولكن نحن هنا امام عمل أدبي ولسنا بصدد الحكم على شخص وأهدافه النبيلة
فقط أستطيع أن ألخص تلك الأهداف النبيلة في عدة نقاط ..
* لمحات سريعة عن ظاهرة الإلحاد وانتشارها بين الشباب الجامعي
* إظهار حقيقة الدين المسيحي وحقيقة نبي الله عيسى بن مريم عليه وعلى أمه البتول السلام* حوارات مع النفس او مع الله على لسان عبد ضال وحائر ولكم كانت رائعة
* الحوار الهادىء بين الأقطاب المتنافرة بين ملحد ومسلم وبين مسلم ومسيحي
* الكشف تصريحًا لا تلميحًا عن حقيقة عقيدة التثليث
* أ .. ب كيف يكون الحوار الدعوي فتلك كانت الأهداف والأفكار النبيلة .. فأين الرواية ؟؟
بداية الرواية كانت صفحات المتحدث فيها المسيح عليه السلام بكلمات عتاب لأتباعه ممن غيروا وبدلوا دين الله وما جاء به والذي لا يختلف عما جاء به موسى ومحمد
إنما قول ثلاثتهم ليخرج من مشكاة واحدة فجاءت الكلمات عذبة .. بلغة راقية ومفردات رائعة وهي صفات لصيقة بقلم العتوم ولا يختلف عليها اثنان ولكن ربما كانت أليق بأن توضع في كتاب فكري لا في رواية
ويظل السؤال أين الرواية ..فصدقا لم أجد الرواية التي كنت أتمناها وكما أعرفها حيث الحبكة وبناء الشخصيات وأسلوب السرد المتوقع من الكاتب القصة ذاتها قديمة قدم أدم على الأرض اذا كانت على المستوى الأدبي أو على مستوى الواقع الشخصيات
فإما شخصيات أخذت حقها في التكوين مثل شخصية الام والأب وبتول الإبنة وبطلة العمل وشخصيات هامشية لم يأتي ذكرها إلا في سطور معدودة أما الجديد هنا فهي شخصيات السراب كشخصية وائل الأخ وهيلينا الراهبة
فقام الكاتب هنا بشىء عجيب بذر بذرة لهذا الكيان ونسج حوله قصة غريبة ولا أنكر انها كانت مشوقة لتحسبه أحد أعمدة الرواية ثم لتكتشف ان هذه القصة لم تكن إلا سراب ولم يتم ذكره إلا في أخر صفحات الرواية بدور ليس له علاقة بالقصة المنسوجة حوله في البداية
وهيلينا الراهبة .. ما هو دورها .. أو قيمتها في الأحداث ..لا أعرف !فإذا وضعتها لن تحدث فارق ولو لم تذكرها لن تحدث فارقا فلما كانت من الأساس ؟!ثم تغيب الرواية من جديد وتطغى الفكرة المنشودة من الرواية على حساب الأحداث إلى أن جاءت النهاية فاستقام الشكل الروائي وبرع الكاتب في تخيلها ووصفهارغم قسوتها وكآبتها إلا أنها حاكت واقعنا العربي حد التطابق
في النهاية الأفكار المطروحة كانت جريئة وحادة وقاطعة هل كان فيها تحيز من الكاتب لدينه ؟بالتأكيد كان متحيزاً ولكن منذ متى والتحيز للدين والحق كان جريمة ؟!
ياللروعة ..كيف أستطعت فى عشرين يوماً فقط أن تخرج لنا هذه التحفة الأدبية ؟
رواية لم تبهرنى قصتها؛ فقصة الحب بين شخصين مختلفين فى الديانة مستهلكة فى الكثير من الاعمال الادبية والفنية
لكن ما أبهرنى هو اللغة والاسلوب القويّان والتى من الصعب أن تجد مثلهما فى وقتنا هذا .
مع اسلوب سردى متميز والوصف الدقيق لأصغر تفاصيل الرواية، بدون ملل .
رواية تنضح بالعاطفة .. العاطفة بجميع الوانها .. ومع ذلك هى قاسية الى أقصى حد، خصوصاً فى ثلثها الأخير .
رواية تستحق القراءة .
و كم نحتاج نحن المسلمون لفهم ما هي ) كلمة الله ( حقاً و كيف علينا التعامل معها!
غاصت فيّ الرواية في أعماق نفسي, شعرت بغصة حقيقية بالرغم من أن ما كان يخالجني لا علاقة له بمحتوى الرواية إلا أنني بصدق شعرت كم أننا متخاذلون!ورثنا ) الإسلام ( بالوراثة, ورثناه "
حرام, حلال, افعل, لا تفعل " ! لم نخض تجربة استشعاره ! لم نخض تجربة استشعار وجود الله حقاً ! حتى حقيقة أن الله موجود يسمعنا و يرانا, هذه الحقيقة التي ستقلب كيانك رأساً على عقب و ستقشر كل خلايا جسدك لها إن أدركتها حق الإدراك
هذه الحقيقة كيف تعاملنا معنا نحن ) المسلمون بالوراثة ( ؟! بل امبالاة و كأنها معلومة عابرة!هي منهاج حياة, هي نبض القلب و حياة الروح, هي الأكسجين .. كيف تعاملنا معها ؟! بل امبالاة ..!
الرواية تؤكد لنا أن مبدأ الديمقراطية الذي مازال للآن بعض الناس يدّعون تطبيقه مبدأ بعيد كل البعد عننا!اختار الالحاد .. هوجم بغباء .. قُتل!
اختارت الإسلام .. هوجمت بخبث .. قُتلت!
و بينهما من اختار أن يفهم كلمة الله حق الفهم, وأن يتعلمها حق التعلّم, و أن تتشربها كل قطرة دمفي جسده, اختار أن يمشي عكس التيار, تيار ) مسلمون بالوراثة (, تيار الجهل.
اختار أن يُري العالم ماهية الإسلام ) حقاً ( .. هوجم بالغباء, بالخبث و بالجهل .. قُتل !
كلمة الله هي العليا و كلمة كل من هم دونه هي السفلى شاؤوا أم أبوا!
فلنفهم مراد الله جيداً, و لنتعرف على خالق كل ذرة من ذرات أجسادنا أكثر, و ليأخذ كل منا قرار تجديد إسلامه, فما أسلمنا حقاً!
و كم مننا يحتاج لمن يقول له " اذهب فصل فإنك لم تُصلِّ " !فلنتصالح من أنفسنا, و لنعترف بخطأنا, و لنعلن إسلامنا ..
ملاحظة: تكثر الصور الفنية في الرواية كغيرها منروايات د. أيمن و هذه سلبية و إيجابية, لكنني أرجح كفة الإيجابية لأنها تطلق العنان لخيالك و تساعده على تشكيل أفضل صورة للمشهد.
في وقت قصير جدا يخرج الينا المبدع ايمن العتوم بـ ورايه كتبت في ايام قليله بغلاف ذكي مبهر يخطف العيون والاذهان.
مناقشا بها قضيه شائكه وفي غايه الخطوره وهي المعتقدات والثوابت في الدين المسيحي والتعصب في الاديان وما يقابلهم في العصر الحديث من ظهور لموضه جديده وهي ظاهره الالحاد الديني بين شباب هذا الجيل
*********************
يتناول العتوم الروايه كاعادته بلغه عذبه قويه مفردتها يتغني لها الفؤاد لا خلاف علي روعته في تطويع حروف اللغه كيفﻻماء يشاء وفي الاتجاه الذي يريد
فيقوم بربط كلا من الاتجاهات الدينيه المختلفه وطريقه تفكير كل تياار منهم مع التركيز علي الجانب المسيحي ومعتقدات اهل الكتاب بماهيه المسيح عيسي ابن مريم عليه وعلي نبينا الصلاه والسلام
وهذا الموضوع قد تم تناوله العديد والعديد من المرات من قبل ليأتي العتوم ليطرح تساؤولات اخري بشكل مباشر في بعض الثواب في الدين المسيحي وهي عقيده التثليث
وبعض من التغيرات التي حدثت في ثوابت هذا الدين والتي كان من ورائها اهداف شخصيه لبعض الرموز في عصور قديمه لمصالح شخصيه او طائفيه
**********************
عن محتواي الروايه كعمل ادبي ..فوضع الكاتب قصه حب عفيفه لشاب مسلم متسامح واعي مثقف ملم بأغلب نواحي الدين الاسلامي لا يعرف التعصب الاعمي ليكون مثالا للشاب المسلم الصالح النقي المتفاهم
وفي مقابله تأتي "بتول" الابنه المسيحيه لاسره مسيحيه ملتزمه جدا بتعاليم الدين المسيحي ولكنها تملك فؤاد يطمح لمعرفه الخالق عز وجل وعقل يتدبر في كل ما هوا حوله حتي تلتقي بصالح الذي يقوم بتوضيح كل ما التبس عليها من افكار معتقديا
************************
اما شخصيات الروايه
فقد كان هناك اهتمام ذائد عن الحد ببعض الشخصيات داخل الروايه مثل "وائل " الابن اللقيط حتي تتخيل انه سيصبح من الشخصيات الاساسيه ولكن فيما بعد تكشف انه لا قيمه لهوان ظهوره في اخر الروايه سيكون بدور ثانوي ليس الا الاهتمام
ابضا بتوضيح علاقه الاب بأبنتهٌ الصغيره"بتول" وتفسير لـ ادق ادق تفاصيلهم في التعامل وذالك حتي يظهر للقارئ مدي العلاقه الوطيده بينهم .وعليه تم سرد العديد من الصفحات والكليمات في هذا الجزء مما ادي الي وجود ملل من تكرار تلك الكليمات في العديد من 100 صفحه الاولي من الروايه
************************
ولكن يبقي الهدف ألأسمي للكاتب هوا المحرك الاساسي والذي يظهر من المحتواي العام من اهتمامه كا كاتب بتوضيح حقيقه المسيح عيسي ابن مريم عليه السلام وايضا مفهوم الدين الاسلامي
القائم علي الكلمه الطيبه وحسن التعامل مع الاخرين وتقبلهم علي اي من اشكالهم كانو مسيحين او مسلمين متعصبين او ملحدين وكيفيه الارشاد السليم والنصح القيم بالقول الحسن والموعظه الحسنه
وعدم الحكم عليهم بالكفر وهم احياء وبذل كل ما هوا ثمين وغاليكي لانتركهم فريسه للضلال حتي وان كان ثمن هذا هوا التضحيه بالروح والحياه .
للتحميل :
https://up.top4top.net/downloadf-476snwtp1-pdf.html