عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-04-2018, 05:19 AM
 
برونزي تفسير قوله تعالى {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإٍلَهٌ مَعَ الله قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ «62»} [سورة النمل: 62]







تفسير قوله تعالى {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإٍلَهٌ مَعَ الله قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ «62»} [سورة النمل: 62]

تفسير الآية ابن كثير:
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}: ينبه تعالى أنه هو المدعو عند الشدائد، المرجو عند النوازل، كما قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:67] ، وقال تعالى: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:53]، وهكذا قال ههنا: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}: أي من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه؟.

قال الإمام أحمد عن أبي تميمة الهجيمي عن رجل من بلهجيم قال: قلت يا رسول الله إلام تدعو؟ قال: «أدعو إلى الله وحده، الذي إن مسك ضر فدعوته كشف عنك، والذي إن أضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك، والذي إن أصابتك سنة فدعوته أنبت لك» قال: قلت أوصني، قال: «لا تسبن أحداً ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، واتزر إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة».

وفي رواية أخرى لأحمد عن جابر بن سليم الهجيمي قال: أتيت رسول الله صل الله عليه وسلم وهو محتب بشملة وقد وقع هدبها على قدميه، فقلت: أيكم محمد رسول الله؟ فأومأ بيده إلى نفسه، فقلت: يا رسول الله أنا من أهل البادية وفي حفاؤهم فأوصني، قال: «لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسط، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه فإنه يكون لك أجره وعليه وزره، وإياك وإسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة، ولا تسبن أحداً» قال: فما سببت بعده أحداً ولا شاة ولا بعيراً.

وقال وهب بن منبه: قرأت في الكتاب الأول: إن الله تعالى يقول: ««بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السماوات بمن فيهن، والأرض بمن فيها، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجاً، ومن لم يعتصم بي، فإني أخسف به من تحت قدميه الأرض، فأجعله في الهواء فأكِلهُ إلى نفسه»».

وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل حكى عنه أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي، قال هذا الرجل: كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزبداني، فركب معي ذات مرة رجل، فمررنا على بعض الطريق على طريق غير مسلوكة، فقال لي: خذ في هذه فإنها أقرب، فقلت: لا خبرة لي فيها، فقال: بل هي أقرب فسلكناها فانتهيا إلى مكان وعر وواد عميق وفيه قتلى كثيرة، فقال لي: أمسك رأس البغل حتى أنزل.

فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكيناً معه وقصدني ففرت من بين يديه وتبعني، فناشدته الله، وقلت: خذ البغل بما عليه، فقال: هو لي، وإنما أريد قتلك، فخوفته الله والعقوبة فلم يقبل، فاستسلمت بين يديه، وقلت إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين فقال: عجل فقمت أصلي، فأرتج عليّ القرآن، فلم يحضرني منه حرف واحد فبقيت واقفاً متحيراً، وهو يقول: هيه افرغ، فأجرى الله على لساني قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة، فرمى بها الرجل، فما أخطأت فؤاده فخر صريعاً، فتعلقت بالفارس، وقلت: بالله من أنت؟ فقال: أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، قال: فأخذت البغل والحمل ورجعت سالماً [أخرج القصة ابن عساكر وذكر قصة أخرى مشابهة تدل على إكرام الله لأوليائه وعباده الصالحين]

{وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ}: أي يخلف قرناً لقرن قبلهم وخلفاً لسلف، كما قال تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ} [سورة الأنعام: 133]، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الأنعام:165]، وهكذا هذه الآية: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ}: أي أمة بعد أمة، وجيلاً بعد جيل، وقوماً بعد قوم، ولو شاء لأوجدهم كلهم في وقت واحد، ولم يجعل بعضهم من ذرية بعض، بل لو شاء لخلقهم كلهم أجمعين، كما خلق آدم من تراب، ولو شاء أن يجعلهم بعضهم من ذرية بعض، ولكن لا يميت أحداً حتى تكون وفاة الجميع في وقت واحد لكانت تضيق عنهم الأرض وتضيق عليهم معايشهم وأكسابهم ويتضرر بعضهم ببعض.

ولكن اقتضت حكمته وقدرته أن يخلقهم من نفس واحدة، ثم يكثرهم غاية الكثرة ويجعلهم أمماً بعد أمم، حتى ينقضي الأجل وتفرغ البرية كما قدر تبارك وتعالى، وكما أحصاهم وعدهم عدا، ثم يقيم القيامة ويوفي كل عامل عمله إذا بلغ الكتاب أجله، ولهذا قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإٍلَهٌ مَعَ الله}: أي يقدر على ذلك، أو أإله مع الله بعد هذا! وقد علم أن الله هو المتفرد بفعل ذلك وحده لا شريك له، {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}: أي ما أقل تذكرهم فيما يرشدهم إلى الحق ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-05-2018, 09:14 PM
 
جزيت خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-11-2018, 07:03 PM
 
جزاك الله خير محب الخير ,,على النقل الرائع ,,

القران عظيم كل آية لها تفسير بليغ وعميق ,,
__________________


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-15-2018, 06:18 PM
 
اللهم صل وسلم علي سيدنا محمد في الاولين وفي الاخرين وفي الملا الاعلي الي يوم الدين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-30-2018, 01:47 PM
 
اللهم صلى وسلم على محمد وعلى اله وصحبة وسلم تسليما كثيرا

بارك الله فيك على هذا الموضوع

واسال الله عزوجل لك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة الفاتحة (12 ) تفسير قوله تعالى : (( الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} )) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي نور الإسلام - 1 01-14-2014 01:16 AM
تفسير سورة الفاتحة ( 10 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (4 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:25 PM
تفسير سورة الفاتحة ( 8 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (3 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:25 PM
تفسير سورة الفاتحة ( 8 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (2 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:24 PM
تفسير سورة الفاتحة ( 8 ) : تفسير قوله تعالى : (( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} )) (1 ) : الشيخ زيد البحري آدم مجدي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 01-12-2014 02:23 PM


الساعة الآن 03:12 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011