عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree9Likes
  • 3 Post By Georgie|| جُورجي.
  • 3 Post By Georgie|| جُورجي.
  • 3 Post By مَنفىّ ❝
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2018, 02:20 PM
 
ذهبي مُذكرة كاتبة صغيرة



~






Tharsday, 19 May

اليوم عندما كنت عائدة من دورة المياه .. دخلت إلى الفصل الذي فَرُغ كلياً من الطلاب منذ رنين جرس الفسحة، كدتّ أُجن عندما لم أجد دفتري في درج منضدتي! بحَثي في أدراج الطلاب لم يُجدي نفعاً!، شعرتُ بحرارة على وجنتي، تحسستها لأتفاجأ بأنني أبكي! .. خرجت من الفصل و أنا أرمي بجسدي على أحد كراسي الممر المرصوصة بانتظام، وضعتُ رأسي بين كفيّ و أنا أبكي لعدة دقائق..
حتى شعرت بأحدٍ يجلسُ أمامي نصف جلسة، شعرت بالفضول لأعرف هويته فكما تجري العادة، لا أحد يجلس مع " غريبة الأطوار " أو يتحدث معها إلا في حالة السخرية منها فقَط! رفعت رأسي سريعاً لتلتقي عينيّ الظلاميتين المليئتين بالدَّمع مع تلك الأخرى.. القهوائتين، من تكون هذه؟ أنا لم أرها من قبل، قبل أن أسألها سمعتها تقول بنظرةٍ حانية :
- لم تبكين؟
و من هنا بدأت حِكايتي! في الحقيقة إنها المرة الأولى التي أُسأل فيها سؤالاً كهذا لذلك لم أعرف ماذا يجبّ علي أن أقول
نطقت وسط شهقة :
- إنه.. لقد ضاع.. لم أجده.. كان.. دُرجـ....
قاطعتني و هي تعقد حاجبيها دلالةً على عدمِ فهمها :
- روديكِ.. لم أفهم شيئاً.. خذي نفساً و امسحي دموعك أولاً ثم تحدثي بشكلٍ جيد..
استجبت لأمرها، و أنا أمسحُ دموعي بكلتا يدي كما الأطفال، ترددت كثيراً.. هل أقول لها؟ هل ستُساندني أم ستسخر مني؟ تفوّهت :
- إنه .. دفتري لقد كنت أضعهُ في درجي، لكن ما إن عدتّ إلى الفصل لم أجده!
تعجّبٌ ظهَر في سؤالها :
- أَكل هذه الدموع من أجل دفتر؟ رباهّ! ماذا يوجد فيه؟
راوَدني السؤال ذاته، أَستسخر مني أم تُساندني؟ ، رفعت رأسي لها :
- إنه كنّزي.. أنا أكتب فيه قصصاً بين الحين و الآخر!
لا أعلم لِمَ اتّسعت ابتسامتها!، قالت :
-إذاً.. هل بحثتي عنه؟
بانفعالٍ قلت :
- نعم! بحثت عنه في كلّ مكان لكني لم أجدهِ!
جلست بجانبي، بثقة مُريبة قالت :
- ستجدينهُ لا تقلقي!
قبل أن أسألها عن سبب كلّ هذه الثقة، سألتني :
- بالمناسبة، ما اسمك؟
-ليلي
قلت بسرعة قبلَ أن تقاطعني:
- و من أنتِ؟ أنا لم أركِ هنا من قبل!
وقفت أمامي :
-معكِ الآنسة كاميليا، معلمة الفيزياء الجديدة، تشرفت بمعرفتك!
تنبهّت ليدها الممدودة بعد أكثر من 5 ثوانِ، لانتصب بعدها بتوتر و أنا أُصافحها
رنّ الجرس بعدها ليُقاطعنا، سمعتها تقول قبل أن ترحل:
-لنا لقاءٌ آخر يا ليلي!
-
عندما عدتّ إلى الفصل، مزّقت ورقة من دفتر الكيمياء لأنني بحاجةٍ ماسّة إلى الكتابة! أخرجت قلمي و بدأت أكتب بحماس، لكن الورقة سُحبت مني فجأة! التفّ وجهي سريعاً ناحية الجهة اليُمنى لأجد " نينا " تُمسك بها، و عينيها مملوءَتين بالسخرية!
رفعت صوتي بضيق :
-نينا! أعيدي لي الوَرقة!
وقفت " لوسيا " بجانبها و نطقت ما كادت نينا أن تنطقه :
- أوه، إنها الفتاة الواهِمة تتخيل نفسها تفترق عن أخيها المتوجه لعالم الظلام..
مدّت نينا يدها متمةً سخرية الأولى :
- و الدموع تنهمر على وجنتيها الورديّتين : أخي أرجوك، لا تتوجه إلى تلك النقطة الظلماء، لا تتركني وحيدة!
ثمّ اعتلت ضحكات كلّ من كان بالفصل!
سحبتُ الورقة بقوة و أنا أنهض بسرعةٍ من مكاني و أخرج من الفصل، سمعت آخر جملةٍ قالها أحدهم :
- آوه، حبيبتنا غاضبة، لا تبكي أرجوكِ فدموعكِ غالية!
استمر ضَحِكهم بينما اشتدّ غضبي و أنا أصك على أسناني بحقد، مزّقت الورقة إلى أشلاء و ألقيت بها في أقرب سلة مهملات.. توجّهت لدورات المياه و أنا أمسح دموعي التي انسابت رغماً عني، تمتمت مهدئة نفسي :
-ما بكِ يا ليلي، ألم تتعودي على سخرية لوسيا و من ثمَّ ضحك الطلاب المُعتاد؟ ما الجديد الآن؟
..
عندما هدئت، عدتّ إلى الفصل لأُفاجئ بمن كان فيه، قالت لي بهدوء :
-أينَ كنتِ؟
ارتبكت :
- أ .. أنا آسفة كنت في دورات المياه، لم أعرِف أن لدينا حصة فيزياءٍ اليوم!
ابَتسمَت :
-لا بأس، عودي إلى مكانك و سأتفاهم معكِ في نهاية الحصة
جلست في مكاني بجانبِ لوسيا، لأسمع همسها في أذني و هي تقول :
- ماذا حدثَ بعد افتراقك المؤثر عن أخيكِ العزيز؟
لم أرد عليها، حاولت تمالك أعصابي و أنا أغمض عينيّ بقهر، لِمَ كل هذه السخرية؟ ، أكملت لوسيا بصوتٍ ارتفع عن سابقه بنبرةٍ ضاحكة :
- أخبريني هيا ماذا حدثَ أم أنكِ مزّقت ما كتبته و أضعتِ موهبتك الفذّة!.....
قاطعها صوت المعلمة الجدي :
- إذا سمحتِ! إن كان هناك ما تودّين مناقشته مع الطلاب فأفضّل أن ترفعي صوتكِ!
توجّهت الأنظار جميعها نحو لوسيا، بينما هيَ تلفتّت يمنةً و يسرةً في محاولة لاستيعاب ما يحدُث، رفعت يدها لتشير على نفسها :
- أنا؟
- نعم أنتِ!
بارتباكٍ طغى على نبرتها، نطقت و هيَ تحرك يديها يميناً و شمالاً :
- لا ... لا شيء! ههه
- رجاءً، قولي لنا ما لديكِ أو تقدمي هنا للأمام ليسمعكِ الجميع!
- أنا .. أنا
ازدردت ريقها :
- أنا أعتذِر!
بابتسامةً مستفزة نطقت المعلمة كاميليا :
- اعتذاركِ غير مقبول!، تفضلي هنا الآن
من شدّة ارتباكها قالت :
- أين؟
ضحِكَت المعلمة كاميليا و هي تقول :
- لقد أخبرتكِ أن تتقدمي إلى هنا و تخبرينا بما همستِ به في أذن صديقتك..
- لم أقُل شيئاً!
مُحيت الابتسامة من على فاهها، و عادَت إلى جديتها المُرعبة :
- أرجوكِ لا تماطلي.. أنا أأَمركِ الآن بأن تتقدمي إلى هنا و تقولي لنا بالضبط ما قلتهِ لصديقتك..
ازدردت لوسيا ريقها مرةً أخرى و هي تستجيب لطلب المعلمة و تقِفُ خلف منضدة المعلم..
قلّبت المعلمة كاميليا عينيها ببرود و هيَ تكتف ذراعيها :
- أبدأي!
ليس و كأن لوسيا انتظرت منها أن تسمح لها بالبدء، إنما هو خوفها الذي منعها من التحدث!..
نطَقت بصعوبة :
- سألتها عن ورقة..
- قوليها بالحرف الواحِد
رفعت لوسيا رأسها سريعاً للمعلمة، ثم أنكسته مرة أخرى :
- مـ .. اذا حـ .. دث بعد افتراقك المؤثر مع أخيكِ العزيز..
حثّتها :
- نعم؟
- أخبريني هيا ماذا حدث أم أنكِ مزقّتي ما كتبتِه و أضعتِ موهبتكِ الفذة!
بدّلت المعلمة نظراتها ما بينَ الطلاب و لوسيا، لتجد أن أحداً منهم لم يتجرأ أن يضحك، ثم وجهت كلامها للوسيا :
- حسناً.. يمكنكَ الجلوس الآن، و ليكن هذا الموقف عبرةً لكم.. إن كنتم لا تعلمون.. فأنا أكرهُ الأحاديث الجانبيةَ جداً!
عادت لوسيا إلى جانبي و هيَ تشعر بإحراجٍ شديد، لم أعرف هل أُسعد بما حصل لها أم أتضايق لجهرها بالتفاهات التي قالتها لي؟ أخذت نفساً عميقاً محاولةً تمالك أعصابي، و بعد مدة انتهت الحِصة..
لمحت الآنسة كاميليا تشير لي أن أتبعها خارجاً، لم أعرف السبب لكني خرجت رأيتها تقف بهدوء مرتكزة على السور، نطقتُ بهدوء :
-هل ناديتني؟
نظرت لي ثمّ عادت تنظر للسور مرةَ أخرى :
- كلّ موهبةٍ في هذه الحياة، من يستهزئ بها ولا يقدرها فذلك يعني أنه هو الذي لا يملكها فعلياً، و من الممكن أن يكون فاقداً لحس الموهبة مجملاً.. كوني دائماً على علمٍ بهذا.
ابتسمتْ :
-شكراً
ردّت ابتسامتي :
-تعلمين، أنا أُحب قراءة القصص كثيراً، و أقدّر من يكتبها بشكلٍ كبير!
لم أعرف ما أقوله لها، عندما لاحظَت ذلك، أكمَلت حديثها :
-لديّ شيءٌ لكِ!
نظرت لها باستغراب، أمسكت حقيبتها البُنية التي كانت على السور و هيَ تبحث عن شيءٍ ما بكثيرٍ من الحماس!، لقد أخرجَت دفتري!
جذبته بقوة بين أحضاني و أنا أهتِف :
-كنزي!
كانت تبتسِم!، علمت حينها لم كانت واثقة، كدتّ أسألها أينَ وجدته إلا أنه راودني سؤالٌ أهمّ من ذلك :
-هـ .. هل قرأتِ ما كُتِب فيه؟
بمدحٍ لم أعتد عليه :
- نعم، نعم! في الحقيقة إن قصصكِ رائعة! قوة الحَبكة، قدرتكِ على توصيل مشاعركِ للقارئ، سردكِ السلِس، وصفكِ المليء بالمصطلحات الفريدة، لقد أسرتِني!...
توقّفت عن المدح عندما لاحظت احمرار أذنيّ من شدة خجلي، و أنا أرفع دفتري لأغطي به نصف وجهي، ضحِكَت بخفة :
-يُسعدني أن أرى قصصكِ من وقتٍ لآخر، أتسمحَين لي؟
وقعتُ في حب نظرتها المُتحمسة!
إنها أول مرةٍ يخبرني فيها أحدٌ ما أن قصصي رائعة!
أكادُ أموت فرحاً!
لم أكُن أعرف أن لقائي معها كان نقطة تحولٍ في حياتي!

Friday, 20 May
في هذا اليوم اكتشفتُ أن السبب وراء ضياع دفتري هو أمرٌ خبيث من تخطيط لوسيا و نينا! ، لم أعرف ما علاقةُ هذا بالآنسة كاميليا، لكنهما عندما قالتا لي أنهما دهَساه و من ثم ألقتا به في القمامة.. توقّعت حينها أنه من الممكن أن المعلمة وجدتهُ في القمامة، آه، كم هوَ صعبٌ أن أسامحهما بعد ما فعلاه بكنزي العزيز! لكن كانَ يجب عليّ ذلك فأنا لا أحب أن أحمل بقلبي على أحدٍ!
ثمّ إنها آخر سنةٍ لنا في المرحلة المتوسطة لذلك لا بأس.

Thursday, 7 Guly
مرّت أيامٌ و أسابيع منذ انتقال المعلمة كاميليا إلى هنا، لا أستطيع قولَ شيءٍ سوى أنها جلبَت السعادة معها! لقد ساعدت كثيراً من الطلاب على اكتشاف مواهبهم و تنميتها، لم أكُن أعرف أن هناك الكثير من الطَموحين مثلي في هذه المدرسة! و أيضاً.. لقد ساعَدت في إصلاح علاقتي مع نينا و لوسيا بعض الشيء و أصبحتُ لا أُلقي بالاً لمن يحاول السخرية مني، فأنا أثق بقدرتي و بما أكتبهُ و أحب ما أفعله جداً!
في هذا اليوم كنت متوجهةً إلى مكتبها بعد أن عَلمت من إحدى الطالبات أنها تُريدني، وقفت بجانبه و أنا أسألها باستغراب :
-هل ناديَتني؟
-نعم، نعم، دقائق فقط، انتظريني في الخارج!
فعلت ما أمرتني به و لم تمر سوى ثوانٍ حتى، خرجت و هيَ تغلق الباب خلفها..
بحماسٍ قالت :
-ستُقام مسابقة للكتابة في جامعة يوماس نظَّمتها مجموعةٌ من الطلاب، و أصبحَت على مستوى المنطقةِ كلها، لقد كتبت اسمكِ في قائمة المشاركين، و أرسلت إليهم نموذجين من قصصكِ التي تُرسلينها إليّ، و أيضاً .. طلبت من معلمة الأدب أن تراجِع لكِ قصصكِ التي ستُشاركينَ بها، و هي تنتظركِ في أي وقت
بمجرد سماعي لما قالته بدأت أرمشُ أكثر من مرةٍ بصدمة، رائع! إنها اللحظة التي انتظرتها منذُ زمن! سأشارك في مسابقةٍ على مستوى المنطقة و أفوز فيها و من ثمّ على الدولة كلها و أخيراً على العالم كله، و سأصبحَ كاتبةً عالمية! ذلك رائعٌ جداً! توقفت أحَلامي الوردية عندما تذكرت أمي! ابتسامتي التي رسمتها من شدة فرحَي، قدِ اختفت! لاحَظت آنسة كاميليا ذلك فقالت :
- ما بكِ؟
تنهّدُت بضيق :
- من المستحيل أن ترضى أمي، أولاً لأنها خارج المدرسة، و ثانياً هي تعتبر كل ما أكتبه مجرد تفاهاتٍ لا تساوي شيئاً! أكملتُ و أنا أنكس رأسي :
- أعتذر لأنكِ تعبتِ بهذا الشكل من أجلي، و في النهاية خذلتكِ..
نظرت لي بهدوءٍ مريب قبل أن تقول :
- لم أنتِ واثقة أنه مستحيل؟
قلت باستغراب :
- لأنها أمي، و أنا أعرفها جيداً!
ابتَسَمت :
- لماذا تعتبر قصصكِ مجرد تفاهات، أنتِ ممتازة في جميع المواد، و من الواضح أنها بذلت جهداً لتعلميكِ في أحسن صورة، لماذا قصصكِ بالذات تافهةٌ بنظرها؟
- صحيحٌ ما تقولينه، لكنّ أمي تعتبر الكتابة أمرٌ تافه ولا فائدة منه ولا يُجني مالاً حتى.. تريدني أن أعمل على شيءٍ يُفيدني في مستقبلي!
ابتسمَت بهدوء :
-حسناً.. سنثبتُ لها كيف أن الكتابة تجني مالاً!
قبل أن تُثبت لها، يجب عليها أن تثبت لي ذلك أولاً، فأنا أعلمُ جيداً أن الكتابة حقاً لا تجني مالاً! و إنما أنا فقط أحبها و اتخذتها كَـ هواية! سألتها باستغراب :
-وكيف ذلك؟
أجابَت :
- هذهِ المسابقة جوائزها مالية، 20000 دولار للمركز الأول، و أعتقد 10000 دولار للمركز الثاني، و 5000 دولار للمركز الثالث، و أنا أعلمُ أن قصصكِ من الممكن أن تفوز بالمركز الأول، و المسابقات الكتابية منتشرةٌ في كلّ مكان.. و يمكنكِ المشاركة فيها، و مع الاستمرار ستتطوريّن و يصبح فوزكِ أسهل و مدخولكِ أكبر لأن هذه المسابقات جوائزها مالية غالباً، و بعد ذلك، يمكنكِ أن تبدئي بطباعة الكُتب، و للمساعدة.. من الممكن أن أدعكِ تشاركين فيها معي لأنك طالبتي المُفضلة " غمزت لي و هي تبتسم " فأنا منذ زمن طويل و أنا أرتّب و أجمع لأسس داراً للنشر، و إن فزتِ يمكنكِ المشاركة في المشروع معي و نعمل معاً، و هكذا.. يمكنكِ البدء بحياتك المهنية و أنتِ بعمر السادسةَ عشرة و نستطيع إقناع والدتكِ أن الكتابة تجني مالاً!
راقتني الفكرة جداً، و ظننت حينها أنني سأموت إذا لم توافِق أمي! ابتسمتُ لها :
- و كيف سأقنع أمي بهذا؟
- سآتي إلى منزلكِ و أحدثها بنفسي، متى تريدين مني المجيء؟
- لا بأس، يمكنكِ المجيء في أي وقت!
- أعطنِي رقم هاتفها، سأكلمها أنا
أعطتني هاتفها لأدوّن لها رقم والدتي، نطقت بالسؤال الذي راودني :
- هل أقول لها شيئاً؟
بنبرةٍ مُطمئنة أجابتني :
- كلا، سأحدثها أنا بكلّ شيء!
نظرتُ لها مطولاً، ممتنة لها حقاً على كل ما تفعله، بدأت الدموع تترقرق في عينيّ لأهمس لها و أنا أبتسِم :
- شكراً
ابتَسمت ابتسامتها الحانية التي أحبها :
- لا عليكِ، أنا أقوم بواجبي فقَط، ثم لا شيء يمنعني من مساندة طالبتي المفضلة " و غمزت لي مرة أخرى "
ابتسمتُ لها و أنا أمسحُ دموعي، لأودعها بعدها بهدوء..
-
في المساء، زارتَني المعلمة كاميليا كما قالت و أخبرت أمي بكل شيء، وافَقت أمي لكن بشرط، إن لم أفُز بأي مركز، فسأُبعد فكرة الكتابة نهائياً عن عقلي و أتجّه لدراستي فقط، و لكن إن فزت.. فستسمح لي أمي بالاستمرار في هذا الطريق..
أشعرُ بتوتر شديد! أتمنى أن أفوز..
المُسابقة هذه هي من ستحدد مصيري..
سأتحدى نفسي و من حولي و كُل من سَخِر مني لأثبت لهم أنني مميزة و مختلفة عنهم لأنني " كاتبة " ..
و كان هذا آخر ما رددت بهِ قبل أن أنام و أنا منهكةٌ من التفكير..


26 Monday, August

مذكرتي، أنا متحمسة جداً للكتابة إليكِ.. أعتذر لأنني لم أكتب لكِ منذ شهر!
عندما شاركتُ في المسابقة في الشهر الفائت، ظهرتَ النتائج في هذا الشهر، أكادُ أموت فرحاً! لقد فزت بالمركز الثاني! فخورةٌ جداً بنفسي! و الأهم من ذلك هو أنني أظهرت لوالدتي أن ما أكتبه ليس مجرد تفاهات! و جعلتها تشعرُ بالفخر هي الأخرى! لازلتُ أذكر لحظة إعلانهم لفوزي بالمركز الثاني و صعودي على خشَبة المسرح.. تصفيقهم الحار جعلني أشعر بفخرٍ شديد لم أشعر بهِ من قبل! كل التقدير الذي لم أشعر به من مُحيطي عوّضته في تلك اللحظة! .. منذ دخولي لهذهِ المسابقة مع المعلمة كاميليا تغيرت حياتي جذرياً.. صحيحٌ أنني فزت فيها بالمركز الثاني لكن ذلك لا يعني أنني فاشلة، لأنني كنت مؤمنة بأنني كاتبة و روائية موهوبة و أصبحت بعدها أشارك في مسابقاتٍ عدة فهيَ منتشرة في كل مكان كما قالت الآنسة كاميليا، تارةً أفوز بالمركز الثالث و غالباً بالمركز الثاني، لكنني سأستمر بالمشاركة حتى أفوزَ بالمركز الأول و أنا أعلمُ أنني أستطيع فعلها!
لذلك.. لكل من يمتلك موهبة :
آمن بنفسك أشدّ الإيمان، قدّرها و لا تفسح المجال لأحدٍ ليثبت لك عكس كمالها أنتَ مختلف أنتَ مميز أنتَ تمتلك شيئاً لا يملكهُ أحدٌ غيرك! أنتَ تمتلك "الموهبة" تستطيع أن تصل لما تريد إن كنتَ واثقاً بنفسك و إن لم تطمس مواهبك التي أنعمها الله عليك، حارِب كسلك و جاهِد من أجل حُلُمك و تذكر دائماً "إن كنت تريد فستجد ألف سببٍ لذلك، و إن كنتَ لا تريد فستجد ألف عذرٍ!"

أنا أشكرُ المعلمة كاميليا جداً، فهي كانت أكبر مؤثرٍ في حياتي، لم أظُنّ أبداً أنني سأصل إلى ما أنا عليهِ!، لو لم تساعدني لكنتُ إلى الآن أكتبُ في دفاتري الصغيرة و أُخبئها بين كتبي لكي لا يراها أحد!......

~

أغلقَت الكتاب الذي كانَ بين يديها بهدوءٍ و هي تبتسِم، كان كتاباً رثاً غلافه من الجلد الرمادي، حُفرت عليه حروفٌ شكلت عبارة " Lily's diary "
نهضت من مقعدِها الخشبي لتُظهر لنا قصرَ قامتها الذي زادها لُطفاً! و شعرها الفاحم المسرّح بطريقة تجعله ينسدل إلى أسفلِ ظهرها، و ردائها الذي كانَ عبارةً عن تنورة طويلة قرمزية، و قميصٍ كريمي اللون، و وشاحٌ بني باهت التفّ حول عنُقِها، سَمعِت صوت جرس الباب يقرع، استغربت من ذا الذي قد يأتي في هذا الوقت المبكّر من الصباح؟
اتجهّت لمقبض الباب الخشبي لتديره و تتفاجأ بكتابٍ ممدودٍ أمامها، لا يفصل بينها و بينه سوى بضع سنتمترات، تحمله شابّة عشرينية بشعرٍ بنيّ داكن و عينانِ ليليّتان تشعّان بالحماس، نطقت :
-معلمتي! انظري! إنه الإصدار الأول من روايتي الجديدة، و أنتِ أول من سيقرأه!

-
تمّت ~
__________________

سُبحان الله، الحمدلله، لا إلهَ إلا الله.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-10-2018, 02:27 PM
 




السلام عليكُم و رحَمة الله و بركاتُه!
كيف حالكم جميعاً؟
هالقسم من أحبّ الأقسام إلى قلبي
القصة اللي فوق شاركت بيها في مسابقة كانت في مدرستي..
كتبتها من مدة بس مدري ليه م نزلتها
مدري كيف أقولها بس.. هي تُعتبر شبه مقتبسة..
أقصد من ناحية الفكرة بس أنا غيرت شوية في الأحداث و الشخصيات و الحوارات..
-
هالقصة هي أول قصة أكتبها فعليًا و أنا حاطّة ببالي إن فيه أحد بيقرأها! و أول قصة أنشرها يعني..
أتقبل الانتقاد بصدر رحب
لو كانت عندي أخطاء سواءً كانت املائية أو نحويّة أتمنى تقولوا لي !
-
أشكركُم على قراءتها و يارب أكون حفّزتكم لو شوية
و إن شاء الله ما تكون ذي آخر مرا لي بهالقسم الجمجميِل
.
.
دُمتم بحب.
__________________

سُبحان الله، الحمدلله، لا إلهَ إلا الله.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-11-2018, 01:50 AM
 
-





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
أسعد الله صباحكِ | مسائكِ : بكل خير و سعادة
كيف حالك عساك طيبه و بخير و بألف سلامه ؟
أول شيءّ : بداية القصة جداً جذابة و متميزة تخليّ
القارئ غصب يكمل وش السالفة و أيش صار لهذه المُذكرة
و من أخذها من ليلي المسكينة ؟ -
القصصة جميلة حبيت حبكتها و كأني أشوف مسلسل أمريكي
و يتنمرون على بنت مسكينة دائماً المواهب يكون فيها
بعض التنمر في المدارس و هذه مُشكلة للأسف ..
سُبحان الله بس ربي يبعث لنا من يأخذ بيدنا !
موقف الإستاذة كاميليا وربي ينباس من قوة حلاوته و لطفه
حبيت موقفها - و مره فرحت يوم هزأت الأستاذة البنت المغروره
تستاهل متخلفه , هذا لا قالو أنقلب السحر على الساحر ..
عَموماً النهاية سعيدة و جميلة و ختمت بطريقة رائعه جداً !
تبعث الأمل بروح شخصية ليلي الفتاة اللطيفة : بالنسبة لـ ما رأيته
في خاتمتك , ماشاءالله تبارك الله القصة جميلة و شاركتي فيها بمسابقة
مرة حلو أنا راح أشجعك عندك مواهب مالها حدود في كتابة القصص
أبدعتي صراحة : + لا أعلم بس حسيت فيها منك و فيها جزء كبير منك هالقصة
و كأني أقرأ يوميات عنك , و بالنسبة لـ الأخطاء أنا أشوفها خاليه و جميلة
و طريقة السرد رائعه و طريقة كتابة الأحداث جميلة برضو حبيتها و القصة فعلياً تدخل القلب
و بمجرد ما تقرأين ألا تشوفين الأحداث في مخيلتك هذا شيء جميل و أحبه بالقصص
خصوصاً المُتقنه مثل هذي - أبدعتيّ في هذا المجال : يعطيك العافيه و الله
و أستمري و إلى الأمام - ما ننحرم إن شاءالله من جديدك و مزيدك الأكثر من رائع
في حفظ الله و رعايته .
__________________


سُبحان الله | الحمُدلله | لا إله إلا الله | اللهُ أكبر | أستغفرالله | لا حول ولا قوة إلا بالله
القرآن الكريم | أذكـار الصبـاح | أذكـار المسـاء


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ساكورا كاتبة و دمعة المستقبل M A N A R روايات و قصص الانمي 18 03-07-2014 03:01 PM
مطابخ صغيرة - مطابخ صغيرة 2013- مطابخ صغيره الحجم - مطابخ صغيرة مفتوحه – ( مطابخ شركة بلت ان - 01211445057 - 26712600 - 18 امتداد مكرم عبيد – مدينه نصر ) nanameko242 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 05-26-2013 04:58 PM
انا كاتبة خاطره من تاليفي فتآة حآلمهه ♥ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 11-17-2012 11:33 AM
النجاح قد يأتي في حلم .. قصة كاتبة هاري بوتر! فارس التنمية مواضيع عامة 0 09-28-2011 06:59 PM
كاتبة الروايات البوليسيةالمتألقةاجاثا كريستي ويمبلدون شخصيات عربية و شخصيات عالمية 5 03-11-2010 06:40 PM


الساعة الآن 08:03 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011