عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2019, 05:32 PM
 
ما بعد ماضي الترف مستقبل يغوص في المجهول




السلام عليكم اعضاء عيون العرب الجميلين
و كـ المعتاد لا أكف عن قراءة الروايات و البحث عنها :&
ااحمممم اااحمممم اتتبهوا كلكم
اليوم جبت روايه للكاتبه المتألقه جوليان
انا من اشد معجبينها :&
و انصدمت ان محد طرح رواياتها من قبل هنا
رواياتها تستحق الشهره !
افكارها و اسلوبها بسرد و الوصف مميزين رغم بساطته
اتمنى تعجبكم مثل ما اعجبتني
اخليكم مع الروايه




#لنرتقي

التعديل الأخير تم بواسطة ꓕ∀⅄ᖵ ; 06-01-2019 الساعة 05:48 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-01-2019, 05:42 PM
 










اسم الرواية : ما بعد ماضي الترف مستقبل يغوص في المجهول

الكاتبة : Miss Julian

الحاله : مكتمله

المصدر الرئيسي : منتديات مكسات



*الروايه لها جزء أول أرجوا قرائته أولاً لفهم الأحداث و سبق و طرح في قسم روايات طويله :&*

* بنزل من فصل إلى ثلاث فصول شبه يومي إن شاء الله ؛& *




قرائه ممتعه :&

التعديل الأخير تم بواسطة ꓕ∀⅄ᖵ ; 06-01-2019 الساعة 05:54 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-01-2019, 05:43 PM
 



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ما بعد ماضــي التـــــرف ! .. مستقبل يغـــوص في " المجهـــــــول " ,,

الموسم الثاني من روايتي

إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان



Xx


تقلبت حياته و ضاع الحلم

حياة اخرى لم يعتد عليها قد بدأت و عليه مواجهتها مجبراً

ماضي مترف و حياة سابقة يخفيها

احباب تركهم .. و اصحاب ابتعد عنهم .. و اسرة تخلى عنها .. لأنه قرر أن يكبر للمرة الأولى و يثبت قيمته في الحياة

دنياه الآن أكثر بساطة من السابق و أقل تعقيداً .. لكنها خطيرة و تلزمه الحذر !

سيبني نفسه .. سيصنع مستقبله .. سيبحث عن حلم جديد .. سيضحي من أجل المستقبل

فهل سيحالفه الحظ ؟

أم أن اليأس سيرافقه للأبد ؟


Xx

هذه روايتي التي ستحكي عن " لينك براون " الآن

ما بعد ماضــي التـــــرف ! .. مستقبل يغـــوص في " المجهـــــــول " ,,




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-01-2019, 05:45 PM
 



part1

كنا نحن الأربعة نقف قرب تلك السيارة التي توقفت في احد المواقف المخصصة لهذه العمارة ..!
أنا .. ريكايل .. ميراي و هاري ..!
الساعة كانت تشير إلى الواحدة ظهراً ..!
كانت خالتي على وشك البكاء وهي تقول : لما يجب أن تكون رحلاتي في الوقت الخطأ دائماً ؟!!.. بدأت أكرهه هذا !!..
ابتسمت لها في محاولة لمواساتها : لا عليك .. ستعودين صباح ما بعد غد .. تعالي لزياتنا فور أن تصلي إلى هنا ..!
دمعت عيناها وهي تقول : أي رحلة هذه التي ظهرت في جدولي فجأة !!.. و إلى أين ؟!.. إلى الصين ؟!!..
باستنكار قال ريك : لقد أخبرتني منذ أسبوعين بأنك ستذهبين للصين .. هذه الرحلة لم تظهر فجأة ..!
تابعت أنا : خالتي لا عليك ..! كما أخبرتك بعد أن تعودي من سفرك سيتسنى لك رؤية منزلنا الجديد ..!
- لكني أردت أن أذهب معكما اليوم .. أنها المرة الأولى لكما هناك .. على الأقل كان بإمكاني مساعدتكما في ترتيب المكان و تنظيفه ..!
هذه المرة كان هاري هو من تكلم : اطمئني آسنة ستيوارت .. لقد طلبت من أحدهم تنظيفه هذا الصباح .. أنا واثق بأنهم سيحضون بالمساعدة فلا تقلقي ..!
تنهدت حينها وهي تقول : لابأس إذاً .. سأزوركما فور عودتي ..!
عانقتنا عندها سويةً : إلى اللقاء يا عزيزاي .. اهتما بنفسيكما و كونا حذرين ..!
ابتسم ريكايل حينها : سنفعل اطمئني ..!
تابعت بذات ابتسامته : رحلة سعيدة ..!
ابتعدت عنا حينها و نظرت لهاري : أني اتركهما في عنايتك دكتور ليبيرت ..!
ابتسم لها بلطف : لا عليك .. سأهتم بهما ..!
بادلته الابتسامة وقد توردت وجنتاها .. لا الومها فابتسامة هاري الوسيم بإمكانها أن تقتل الفتيات !!..
ودعتنا خالتي وهي تسحب حقيبتها إلى موقف الحافلات .. من هناك ستنطلق للمطار من أجل رحلتها التي سيتكون تمام الثانية و النصف ظهراً إلى بكين في الصين ..!
أما أنا و ريك فقد صعدنا مع هاري في سيارته الفاخرة ..!
لقد أصر على ان يأتي بنفسه و يصحبنا الى عمارته حيث شقتنا الجديدة فنحن سننتقل إليها اليوم ..!
كنت اتحدث مع هاري عن بعض الأمور البسيطة بينما ريك يمسك بين يديه بكتاب التاريخ و يستعد لامتحاناته القادمة ..!
انه يستغل كل لحظة لاستذكار بعض الدروس .. اتمنى لو استطيع مساعدته في شيء .. لكن ليس بيدي سوى أن اساعده في استذكار مادة اللغة الانجليزية .. رغم أنه ليس سيئاً فيها فبحكم عمله السابق كان عليه ان يتقنها ..! لكن الأمر متعلق بالقواعد الرئيسية و الفرعية كذلك ..!
التفت للدكتور هاري حينها : كم المدة حتى نصل إلى العمارة ؟!..
أجابني وهو يركز على طريقه : حوالي العشرين دقيقة ..!
عدنا للصمت بعدها و قد بقيت أنظر للشوارع من خلال النافذة ..!
لقد اتت اللحظات المنظرة أخيراً ..!
فبعد دخولي إلى المنزل الجديد سأكون قد خطوت خطوتي الأولى باسم براون ..!
ابتسمت حينها بهدوء و راحة ..!
أمي نيكول .. أبي أيان .. أنا و ريكايل سنعيش معاً من اليوم فصاعداً .. لن يستطيع أحدهم أن يفرق بيننا بعد الآن .. سوف نبذل جهدنا معاً و سنكون بخير .. لذا كونا مطمئنين ..!
أمي إلينا .. أبي جاستن .. أنتما أيضاً لا تقلقا .. فأنا سأكون على ما يرام مع رايل .. و سأعتاد على النمط الجديد في حياتي ..!
سرحت بخيالي بعدها و تفكيري منحصر على هذه الحياة الجديدة البعيدة عن الترف .. لا أزال اتساءل إن كنت سأحتملها أم لا ؟!.. لكني اتمنى أن أفعل .. رغم أن الأمر لن يكون سهلاً إطلاقاً ..!
انتبهت لهاري الذي قال : لقد اقتربنا ..!
قطع علي شرود ذهني لأجد أني قد استغرقت عدة دقائق دون ان اشعر ..!
كنا قد في مطقة سكنية هادئة متوسطة المستوى .. ليست للفقراء و ليست للأغنياء لكنها بسيطة للغاية ..!
مررنا عندها بالقرب من المدرسة التي سندرس فيها .. هاري هو من اقترحها علينا بما أنها قريبة كما أنها جيدة السمعة ..!
التفت إلى الخلف لأرى ريكايل منهمكاً في الاستذكار وهو يمسك في يده قلم رصاص و يحدد بعض النقاط على الكتاب بين يديه ..!
مضت دقيقة تقريباً قبل أن يقول هاري : بعد هذا المنعطف ..!
نظرت للأمام بحماس .. لكني أعلم أن ريك لا يجد الوقت لذلك ..!
كنت استطيع أن أرى تلك العمارة ذات الطوابق الخمس .. و لكن بوابتها ستكون خلف هذا المنعطف ..!
حين انعطفنا و بعد لحظات توقف هاري فجأة !!!!..
كان توقفه مفزعاً فقد اهتزت السيارة بالكامل حتى أني تقدمت للأمام و قد أطلق ريك صرخة متفاجئةً و قد سقط كتابه منه ..!
التفت لهاري بانزعاج : ما بك توقفت هكذا ؟!!..
لكني صمت حين لاحظت ملامحه الجادة للغاية و التي تميل للغضب ..!
اطل رايل برأسه بين المقعدين الأماميين : ما الأمر ؟!..
نظرت إلى الأمام لأرى ما الذي لفت انتباهه هكذا حين أيقنت أنه لن يجيبني ..!
و حينها رأيت شيئاً غريباً ..!
في منتصف الطريق و أمام البوابة بالضبط .. كان هناك رجل ثلجي متوسط الحجم .. يجلس بقربه فتى يبدو في العاشرة تقريباً و يستند إليه بحيث يسد الطريق على من يريد المرور أو من يريد الدخول من البوابة بسيارته ..!
بشعر أسود فاحم و عينان زرقاوان جريئتان و وجه عابس .. يرتدي بنطال أسود و معطفاً أبيض قد أغلق من الأمام حتى نهايته ..!
افزعني هاري الذي ضرب المقود بعنف و هو يتمتم : سحقاً لك ..!
نزل بعدها مسرعاً صافقاً الباب من خلفه بينما بدا التعجب على رايل : ما به ؟!..
أومأت سلباً باستنكار : لا أعلم ..!
كان الدكتور هاري قد اسرع ناحية الفتى و وقف أمامه ثم بدأ يصرخ بغضب .. لم اسمع ما يقوله لأني لا زلت داخل السيارة ..!
لكن الفتى الصغير بدأ بالصراخ أيضاً بانزعاج ..!
للمرة الأولى أرى هاري هكذا فقد أمسك بالفتى من ذراعه و أجبره على الوقوف ثم ركل الرجل الثلجي بعنف مما حطمه تماماً ..!
همس ريك حينها : لننزل ..!
وافقته على الفور : هيا ..!
فتحت باب السيارة و نزلت و هذا ما فعله ريك أيضاً ..!
لكني حين نظرت للأثنين هناك صدمت بأن الفتى الصغير قد سقط على الأرض مغشياً عليه بينما هاري يحاول أيقاضه !!..
اسرعت ناحيتهما : ما الأمر ؟!!..
نظر إلي ذلك الشاب حينها ببعض القلق : سأسبقكما إلى الأعلى .. هلا أدخلتما السيارة .. الشقة في الدور الخامس !!..
حمل الفتى الذي بدا فاقداً للوعي و جسده يرتعش بين يديه و ركض حينها إلى الداخل ..!
كان ريك قد وقف بجواري : ما الذي يجري ؟!..
- لا أعلم ؟!.. لكنه طلب منا أن ندخل السيارة و نتبعه للأعلى ..!
- حسناً .. لنفعل ذلك ..! المفتاح لا زال في السيارة ..!
سرت ناحية السيارة بينما قام ريك بتسوية بقايا رجل الثلج حتى استطيع العبور ..!
و بالفعل أدخلتها إلى تلك البوابة ..!
كان أمامي طريق قصير إلى بوابة العمارة .. على يميني يوجد مربض سيارات فيه سيارتان فقط و يكفي لسبعة سيارات .. و على اليمين ساحة كبيرة فارغة يوجد في نهايتها بعض الأراجيح و هناك بعض الرجال الثلجين و آثار اللعب بالمكان .. يبدو أنها ساحة لعب لأطفال المستأجرين ..!
أوقفت السيارة في المربض و نزلت .. كان رايل قد نزل هو الآخر ..!
حملنا الحقائب التي كانت في السيارة في الخلف .. حقيبتان و ثلاثة صناديق .. لكننا تركنا الصناديق لنحملها في الدفعة الثانية ..!
نظرت إلى رايل بهدوء : يبدو أن لا أحد هنا ..!
- أجل .. الساعة هي الثانية .. ربما هم في اعمالهم .. أو يأخذون قيلولة ..!
- صحيح .. عموماً لنصعد للأعلى ..!
حملنا الحقيبتين و دخلنا من تلك البوابة الصغيرة .. هناك درج على اليمين و مصعد على اليسار ..و ثلاث أبواب على مسافات متباعدة يبدو أنها شقق مستأجرة المكان بسيط لكنه لطيف في الوقت ذاته ..!
طلبت المصعد ففتح على الفور كأنه ينتظر من يأتي ليطلبه .. صحيح أنه صغير .. لكنه يفي بالغرض : الدور الخامس ..!
هذا ما قاله ريك وهو يضغط على الرقم خمسة : أتشعر بالحماس ؟!..
سألت بابتسامة فأجابني بسعادة : أجل .. لأول مرة سيكون لي منزل خاص ..!
للمرة الأولى أدرك ذلك .. ريك لم يعش في منزل من قبل .. على عكسي فأنا عشت في قصر مارسنلي الذي كان منزلي ..!
أما ريك فعاش في الملجأ و المدرسة الداخلية ..!
ربت على رأسه حينها : يحق لك أن تتحمس أذاً ..!
بانزعاج بسيط : لا تعاملني كطفل .. أنا اصغر منك بخمس دقائق فقط ..!
- أن اربت على رأسك لا يعني أني أعاملك كطفل ..! أنا اعاملك بلطف فقط ..!
- شكراً على لطفك .. لكني لم اعتد على هذا ..!
ابعدت يدي عن رأسه و انا اتصنع الاستياء : يا لك من ولد سيء !!..
بغضب هتف : ألن تتوقف عن هذا ؟!!..
كتمت ضحكتي .. اكتشفت أن مثل هذه التصرفات تجعله ينفجر غيضاً .. هذا ممتع بالفعل فلا بأس بإزعاجه من فترة لأخرى ..!
توقف المصعد حينها فنزلنا منه و ريك يقول : متى ستدرسني مادة اللغة الإنجليزية ..!
قبل ان اجيبه سمعت صوت ضجة من مكان قريب ..!
نظرت إلى الأمام بسرعة لأرى الشقة الأبعد عن المصعد قد فتح بابها و اصوات شجار عنيف يخرج منها ..!
خرج هاري منها وهو يسير إلى الخلف بغضب و كأنه يحاول تفادي شيء ما و استند إلى السور خلفه ..!
و ماهي سوى لحظات حتى كان هناك جسم طائر قد انطلق من الباب و اصدم برأسه بعنف !!!..
كنت مصدوماً حين رأيت جهاز التحكم الخاص بالتلفاز على الأرض بعد ان اصدم برأس الطبيب و قد تطايرت منه البطاريات ..!
صرخ هاري حينها بغضب : يكفي !!!..
فور أن قالها طارت زجاجة ماء كبيرة ناحيته لكنه تفاداها فسقطت من أعلى الدور ..!
كنت مصدوماً بما أرى ..!
لكن لحظتها خرج شخص من المشقة بخطوات مرهقة .. أنه الفتى الذي قبل قليل !!!..
حينها تلكم ذلك الفتى بنبرة متعبة و صوت مبحوح : قلت لك أني .. سأفعل ما أريده ..!
كاد يسقط على وجهه حينها فأسرع هاري و التقطه قبل ان يصطدم بالأرض و القلق قد عاد لملامحه : أقسم أن هذا العناد سيقتلك !!..
كان الارهاق بادياً على ذلك الفتى و رغم هذا رفع قبضته الصغيرة و أخذ يضرب كتف هاري وهو يقول : أتركني الآن .. أتركني !!.. إن لم تفعل فسوف أشوه وجهك الوسيم !!..
تنهد هاري حينها و أخرج من جيبه شيئاً ما .. تبدو كقطعة حلوى ..!
وضعها في فم الفتى بعد أن أبعد الغلاف عنها ..!
بدا أن ذلك الطفل العجيب قد هدأ نوعاً ما .. و لم يلبث أن اغمض عينيه و اسند رأسه إلى صدر هاري وهو يقول بصوت ناعس : ستحضر لي كعكة كبيرة من الشوكولا .. و إلا فإني سأجعلك تنام خارج الشقة ..!
ابتسم ذلك الطبيب بهدوء : سأفعل هذه المرة .. حين أعود من العمل الليلة ..!
لا اعلم ما يجري .. لكن يبدو أن ذلك الفتى قد نام بالفعل !!..
انتبه الشاب الوسيم إلينا و ابتسم : عذراً .. لقد انشغلت قليلاً ..!
بتردد أجبته : لا عليك ..!
وقف حينها و هو يحمل الفتى بين يديه : شقتكما هي الوسطى .. الباب مفتوح لذا اسبقاني إلى هناك .. سآتي بعد قليل..!
أومأنا موافقين فدخل إلى تلك الشقة التي خرج الفتى منها .. أهي شقته يا ترى أم شقة ذلك الصغير ؟!..
سرنا بهدوء ناحية الباب الأوسط و فتحناه ..!
فور دخولنا استقبلتنا رائحة لطيفة .. المكان نظيف للغاية .. يبدو أن أحدهم قد قام بتعطير المكان ..!
كنت سعيداً بشكل غريب .. انها صغيرة .. إنها بحجم غرفتي السابقة .. لكنني سعيد بها ..!
بعد أن دخلنا كان على يميننا غرفة للجلوس .. و على اليسار بعدها بقليل يوجد مطبخ صغير ..!
في نهاية الممر هناك باب في المنتصف و باب على اليمين و اليسار ..!
الباب الأيمن كان غرفة نوم تحوي سريرين و تتبعها دورة مياه متوسطة الحجم .. أما الباب الأوسط فهو غرفة صغيرة فارغة .. تبدو كغرفة نوم أخرى .. و الباب الايمن كان لدورة المياه الصغيرة ..!
الأثاث الخشبي لطيف و عملي .. و أرائك غرفة الجلوس كانت ذات لون أبيض حيوي ..!
هناك تلفاز .. و طاولة طعام لأربعة أشخاص مع كل الاشياء الأساسية في المطبخ .. بقي فقط الأواني ..!
ابتسمت بهدوء : أنها مقاربة لما توقعت .. رغم أنها صغيرة ..!
ضحك ريك بخفة حينها : بالنسبة لي فهي أفضل مما تخيلته .. و هي كبيرة أيضاً ..!
- أتريد أن تخالفني فقط ؟!..
- لا .. و لكن بالنسبة لشخصين فقط حجمها كبير ..!
- ليس كذلك ..!
- آه صحيح .. نسيت أنك غير معتاد على الأماكن الضيقة ..! في السابق غرفتك فقط كانت بحجم هذه الشقة ..!
نظرت إليه بطرف عين : لن أرد عليك ..!
ابتسم بمكر حينها .. لقد نجح في استفزازي لكني لم أنفعل ..!
جلسنا حينها في غرفة الجلوس : سيأتي هاري الآن .. قال ان هناك شيء سيحدثنا به ..!
هذا ما قلته بهدوء فقال هو بحماس : دعك من هذا ..! أرأيت ما حدث قبل قليل ؟!.. ذلك الفتى الصغير كان يتشاجر مع الدكتور هاري بالفعل !!..
أومأت إيجاباً : صحيح .. لكن شجارهما كان غريباً نوعاً ما ..! أتعتقد أن ذلك الفتى يعيش في الشقة المجاورة ؟!..
- أليست تلك شقة هاري ؟!..
- لا اعتقد .. لقد قال لي انه يعيش في هذا الدور و لكن لم يخبرني عن سكان الشقة الثالثة .. ربما هي لأسرة ذلك الفتى ..!
- و ربما يكون قريب لهاري و يعيش معه في شقته ..! أنه يشبهه .. لهما العيون و لون الشعر نفسه ..!
- لكنه أخبرني أنه يعيش مع أخته ..! انه في السادسة و العشرين لذا لا اعتقد أن أخته اصغر من سن العشرين ..! يستحيل أن يكون ذلك الفتى ابنها مثلاً !!.. و كما تعلم هو غير متزوج لذا فهو ليس ابنه ايضاً ..!
- ابن اخيه ؟!..
- ليس لديه اخوة !!.. أخبرني ان له أختاً واحدة ..! كما انه لم يذكر لي ان هناك فتى يعيش معه حين حدثني عن اسرته ..! لذا مؤكد ان ذلك الصغير ابن احد الجيران ..!
- يبدوا أنه كذلك .. رغم أني أشك في مسألة الشبه بينهما ..!
بقيت افكر للحظات بذلك المشاكس .. انه بالفعل يشبه هاري كثيراً ..!
لقد اثار فضولي بطريقة ما ..!
قبل ان اقول شيئاً انتبهت للشخص الذي دخل الغرفة .. انه جارنا الجديد : مرحباً .. وجدت الباب مفتوحاً فدخلت ..!
ابتسم رايل له : قلت انك ستتبعنا الآن لذا تركت لك الباب ..!
جلس هاري على الاريكة المنفصلة وهو يقول : كيف وجدتما الشقة ؟!..
أبيدنا اعجابنا بها و انها تناسبنا تماماً .. كما أن إجارها مناسب لنا ..!
بدا عليه الهدوء و هو يقول : في الحقيقة .. بالنسبة للإجار ..!
شعرت بالتوتر حين سكت .. اخشى أن يرفع الإجار علينا فجأة .. يستحيل أن يفعلها !!..
تابع بذات هدوئه : أتريدان أن تخوضا في تحدي النصف ؟!!..
.
.
" تحدي النصف " !!!..
.
.
ما هذا أيضاً ؟!!!..
آه صحيح .. لقد ذكر شيئاً كهذا لي سابقاً .. قال انه سيشرح الأمر حين نقرر السكن في هذه الشقة ؟!..
بدا الاستغراب على رايل : ما هو تحدي النصف هذا ؟!..
ابتسم هاري عندها : انه تحدي خضع له كل من سكن هنا .. و لم ينجح به احد حتى الآن للأسف ..!
شعرت بنوع من الحماس للموضوع .. ما هو هذا التحدي الاعجازي يا ترى ؟!..
تابع ذلك الشاب بجد : من ينجح في التحدي .. سأخفض إيجار شقته إلى النصف !!..
.
إلى النصف !!!!!.
.
ألجمتني الصدمة بالفعل .. بينما هتف ريك مصدوماً : نصف الإيجار !!!.. أأنت جاد ؟!!!..
أومأ إيجاباً : أجل .. إنها الحقيقة ..!
- و هل هذا التحدي يستحق هذا العناء ؟!!..
- بالطبع .. لقد فشل كل سكان العمارة فيه ..!
- غير معقول !!..
كان هذا ما قاله ريك بنبرة مستنكرة !!..
بينما سألت أنا بجد : و ما هو نظام هذا التحدي بالضبط ؟!..
صمت حل على المكان لبعض الوقت و قد شرد هاري بذهنه إلى مكان آخر .. لكنه بعدها أخذ نفساً عميقاً ثم قال : في الحقيقة .. أختي الصغرى اصيبت منذ سبعة اشهر بمرض السكري .. اعتقد انها ورثته من والدتي الراحلة ..! في اول شهرين كنت اقضي معظم الوقت في المنزل معها كي انتبه لصحتها .. لكن كما تعلمان أنا طبيب و عملي يلزم علي التواجد في المشفى .. لذا صرت اخرج من المشفى في كل يوم في موعد ابرة الأنسولين و آتي إلى هنا كي اعطيها الابرة .. هذا صعب كما تعلمان فالمشفى بعيد عن هنا ..! غير اني احتاج أحياناً للسفر من أجل بعض الدورات التدريبية خاصة أني لم أكمل سنة منذ استلمت الوظيفة بعد ..!
بهدوء سألته : و لما لا تأخذها هي بنفسها ؟!!..
بدا عليه التعب وهو يقول : أنا لا أضمن أن تستطيع ذلك .. تلك الفتاة متهورة و لا يمكن فهم ما تفكر فيه .. كما أنها تكره الابر و تتذمر دوماً عند كل ابرة .. لو تركت الأمر لها لما أخذتها أصلاً ..!
بقيت أفكر بالأمر للحظات .. يبدو أن شقيقته الصغرى شابة عنيدة ..!
سأل ريك بهدوء : و ما هو التحدي بالضبط ؟!..
تابع هاري كلامه حينها : أريد شخصاً يهتم بها في وقت غيابي .. شخص ينتبه لنظامها الغذائي بحيث يتماشى مع مرضها و يعطيها ابرة الانسولين في وقتها ..! أيضاً انا وهي نعيش وحدنا لذا حين أكون في العمل تبقى هي وحيدة .. لذا كنت أود لو كان هناك شخص يستطيع أن يهتم بكل شؤنها في غيابي ؟!!..
واضح أن أخته هذه غير طبيعية .. حسناً ربما هي اصغر من العشرين بقليل ..!
بجد أكمل كلامه : التحدي .. هو الاهتمام بأختي الصغرى ..!
قطبت حاجبي حينها : أيعقل أن أحدهم لم يتمكن من الاهتمام بها ؟!..
- أطلاقاً .. أقصى مدة قضاها أحدهم هي اسبوع واحد .. بعدها كاد يترك العمارة بأسرها !!!..
شعرت بالصدمة بالفعل !!.. إلى هذا الحد ؟!!.. لكنه عرض لا يفوت !!.. نصف الإيجار .. نستطيع أن نحل الكثير من المشاكل بالمبلغ المتبقي ..!
ريك ايضاً كان متعجباً من هذا كله : و لما ؟!.. هل لأنها تتذمر من الابر ؟!.. يمكن لأي شخص أن يجد مئة طريقة لإقناعها !!..
تنهد هاري عندها وهو يقول بجد : تلك الفتاة مجنونة !!.. إنها عنيدة بشكل لا يحتمل ؟!!.. و تتصرف تصرفات تكاد تقتلني !!.. كما أنها تفعل ما تشاء رغماً عن الجميع !!.. لقد كان والدي يدللها كثيراً و بشكل لا يصدق مما جعلها هكذا ..! لطالما حذرته من هذا الدلال المبتذل لكنه لم يستمع إلي ..!
شعرت بالرعب للحظات .. أي فتاة هذه !!.. يستحيل أن تكون تصرفات فتاة في العشرين أو حتى في السادسة عشر على الأقل ..!
تابع هاري بإرهاق : لقد رأيتما ذلك بنفسيكما قبل قليل .. كادت تقتلني و أخذت ترمي علي الأشياء فقط لأني أردتها أن تأكل شيئاً يفيد جسدها النحيل عوضاً عن الحلوى !!.. لكنها جعلتني أرضخ لها في النهاية !!..
.
.
.
ماذا !!!..
.
.
ماذا قال ؟!!..
.
قبل قليل !!!!!!!!!!!!..
.
.
نظرت إلى رايل الذي بادلني النظرة المصدومة !!!..
عدة أنظر إلى ذلك الشاب بذهول : الفتى الصغير الذي تشاجرت معه قبل قليل !!.. هو اختك الصغرى ؟!!!!!..
ابتسم بهدوء : أكنت تعتقد أنها فتى ؟!!..
شعرت بالإحراج و الارتباك : اه في الحقيقة .. لم اركز تماماً ..!
- لا عليك .. طبيعي أن تعتقد ذلك بسبب تلك الملابس الثقيلة و بسبب شعرها القصير ..! لكنها في الحقيقة فتاة صبيانية !!..
- أتقصد أنها تقلد الأولاد ؟!!..
- لا .. إنها لا تفعل ذلك ..! لا أعلم كيف أصفها بالضبط لكن ما استطيع قوله أنها تسير حسب مزاجها العجيب .. إنها تكره الفساتين مثلاً ليس لأن الفساتين لطيفة و أنثوية بل لأنها لا ترتاح حين ترتدي الفستان فهي تفضل البنطال عليه ..! حياتها كلها مبنية حسب طقوس لا استطيع أنا شقيقها الأكبر فهمها !!.. لذا حتى نصف الإيجار قليل في حقها ..!
يبدو أنها فتاة صعبة للغاية ..!
سأل ريكايل حينها : لكن .. انها صغيرة ..! اعتقد أنها في العاشرة أو التاسعة .. ألا تستطيع السيطرة عليها ؟!!..
- إنها في الثالثة عشر !!..
- حقاً !!!.. كنت أظن انها أصغر بكثير ..!
- حجمها صغير و قامتها قصيرة .. لذا تبدو أصغر من عمرها ..!
تنهدت حينها : يبدو أنك تبذل مجهوداً عظيماً معها ..!
بدا عليه الهدوء للحظات ثم ابتسم في النهاية ابتسامة صغيرة : أنت محق ..! لكن ذلك ممتع أحياناً ..! صحيح أنها عنيدة و مجنونة و تصرخ طوال الوقت و غاضبة على الدوام ..! لكني اعلم أنها في الحقيقة طيبة القلب للغاية .. و أنا لم أرى في حياتي أرق من ضحكتها ..! للأسف تلك الضحكة نادراً ما اسمعها !!..
ابتسمت حينها .. فرغم أنه كان يذمها منذ قليل و يصفها بالمجنونة و ألقاب أخرى و يتحدث عن مزاجها الغريب .. إلا أنه فور أن بدأ الحديث عن حقيقتها ابتسم بلا شعور ..!
إنه يحبها بالفعل .. هذا طبيعي فهي أخته التي لا غنى له عنها بما أنها هي كل اسرته الآن ..!
كان ريكايل قد ابتسم ايضاً .. أشعر بأنه يفكر كما أفكر : لكن .. ألم تفكر بالزواج دكتور هاري .. ربما وجود شابة في المنزل قد يساعد أختك على الانتظام ..!
أومأ سلباً : لو تزوجت فستجلط زوجتي !!.. من المستحيل أن أحضر شابةً للمنزل بعد أن أغرقها بالكلام المعسول و الوعود الزوجية لأجعلها تصدم بالحقيقة المرة ..! و أنا بالتأكيد لن أترك أختي تعيش بعيداً عني و هي لا تزال في هذا السن .. خاصةً أنها تحت وصايتي و انا المسؤول عنها ..! حتى لو كانت شقة في هذه العمارة .. أنا لن ارتاح إن لم تكن عندي ..!
ابتسم له : و هذا هو الصحيح ..!
- لكن كما ترى هي لا تقدر ذلك ..! فهي تجلب لي المشاكل على الدوام ..! كما رأيت حين وصلنا كانت قد صنعت رجل ثلج في منتصف الشارع أمام البوابة فقط كي تمنع أي كان من الدخول أو المرور ..!
- لكن .. ألا ينهاها الآخرون عن ذلك ..!
- الجميع يتجنبها ..! فمثلاً لو مر احدهم بسيارته و رأى أنها تجلس عند رجلها الثلجي فسيستدير في الحال و يبحث عن طريق آخر للخروج .. إنها مشهورة في هذه المنطقة ..! و لو خرج أحد الجيران و أراد إخراج سيارته من العمارة و هي لا تزال هناك .. فهو سيفضل أن يسير إلى محطة الحافلات على أن يطلب منها الابتعاد !!..
- إنها بالعفل لا تصدق ..!
- تفعل هذا يومياً ..! و هذا ما يفقدني أعصابي كما حدث اليوم ..! و ما زاد الطين بله أني اكتشفت انها لم تأكل الوجبة التي تركتها لها هذا الصباح .. لذا انخفض السكر لديها ..! حين حملتها للشقة كي تأكل شيئاً رفضت و قالت بأنها ستأكل قطعة حلوى فقط ..! أنا لا أريدها أن تأكل الحلوى وهي لا تزال جائعة .. كما أن الحلوى لن تفيد جسدها إطلاقاً .. لكنها صرخت و قالت أنها لن تأكل شيئاً مالم تحصل على الحلوى !!.. في مثل هذه الحالات تصير طفلة بالعفل ..!
- أتحب الحلويات لهذا الحد ؟!..
- لقد كانت تدمنها من قبل أن تصاب بالمرض .. أخبرني طبيبها أن إدمانها ذاك له نسبة في تعطل البنكرياس لديها غير العوامل الوراثية ..!
بدا القلق على رايل حينها : إنها مشكلة ..!
- أنت محق ..! كانت مصدومة حين أخبرتها بأنها لن تأكل الحلويات متى شاءت .. منذ لك الوقت وهي تكرهني ..!
بقينا صامتين حينها و قد شغلت شقيقة هاري الصغرى تفكيرنا .. من كلامه واضح انها صعبة المراس و التعامل معها قد يقود إلى الجنون ..!
و لكن .. أليس ذلك مثيراً ؟!!..
ان نصف الإيجار يستحق العناء !!..
كما أني بالعفل اشفقت على حال الدكتور هاري .. لقد ساعد ريك مراراً و حان الوقت لنرد له هذا ..!
اخذت نفساً عميقاً ثم قلت : حسناً .. سوف نخوض هذا التحدي ..!
نظر إلي ذلك الوسيم بتعجب : حقاً ؟!..
أومأت إيجاباً فتابع رايل حينها : أجل .. إن الأمر يستحق المحاولة ..!
بدت الراحة على هاري حينها : رائع ..! لكن هل يجيد أحدكما ضرب الإبر أم تريدان ان أعلمكما ؟!..
أجبته حينها : أنا اعرف ..! العام الماضي كان هناك دورة تدريبية لمرض السكري أقامتها شركة ديمتري المتخصصة في ادارة المستشفيات .. و قد اجبرني ابنهم على الانضمام لها .. لقد كانت لثلاثة أشهر و قد تعلمنا خلالها كيف نضرب الإبر ..! اذكر أن أمي ايضاً ألحت علي حتى اشتركت قائلة بأن هذا قد ينفعني يوماً ما ..! لم اعتقد أن هذا اليوم سيأتي ..!
ابتسم لي حينها : هذا ممتاز .. أذاً فأنت تعرف الكثير بالتأكيد ..!
- أجل .. لقد درسنا مرض السكري بالتفصيل .. و لا أزال اذكر الكثير من الأمور ..!
- سأعتمد عليك في الاهتمام بأختي على هذا الحال ..!
- ريك سيساعدني ..!
- حالياً ريك ليده امتحانات .. لذا يبدو أنك ستبدأ وحدك ..!
قطبت حاجبي و نظرت إلى ريكايل لأجد أنه ابتسم ببرود : ربما اساعدك حين أنتهي من امتحاناتي ..!
وقفت حينها مصدوماً : هل ستتركون التعامل مع تلك الفتاة علي أنا ؟!!!..
أومأ الاثنان إيجاباً بوقت واحد !!..
وضعت يدي على قلبي حينها : مستحيل !!..
لقد جنا بالفعل !!.. أنا لم اعتد بعد على الاهتمام بنفسي كي اهتم بشخص آخر !!.. و ليس أي شخص أيضاً بل فتاة معقدة !!..
ضربت يدي بجبيني حينها .. إنها صفقة لا تعوض .. نحن بحاجة إلى المال بالفعل .. نصف الإيجار ليس مبلغاً سهلاً ..!
بتردد أجبت : حسناً .. لكن يمكنني أن أنسحب صحيح ؟!..
أومأ الطبيب الوسيم إيجاباً : أجل .. مع أني اتمنى أن لا يحدث هذا ..!
سأله ريك حينها بحماس : صحيح .. من الذي وصل لمدة أسبوع في العناية بها ؟!..
أجاب بهدوء : الآنسة ماندي من الشقة المجاورة لكما ..! لقد كانت الأمور تسير على ما يرام .. لكن المشكلة أن أختي تستفزها دوماً .. و ترفض ان تستمع لها إطلاقاً .. لذا قالت ماندي بأن الأمر ان اتسمر على هذا الحال فقد يزيد حال تلك المجنونة للأسوأ ..! لقد كانت الانسة قلقة عليها و لم تهتم كثيراً بأمر المال ..!
- يبدو أنها شخص لطيف ..!
- أجل .. رغم أن مظهرها لا يوحي بذلك ..! آه صحيح .. لقد جاءت إلى هنا هذا الصباح و قامت بتعطير المكان حين علمت بأن هناك من سيسكن هنا ..!
- بالعفل لاحظنا أن هناك رائحة عطرية حين دخلنا .. يجب علينا شكرها على هذا ..! اتعيش وحدها ؟!..
- أجل .. فهي طالبة جامعية في الثالثة و العشرين ..! اسرتها تعيش خارج باريس .. لذا انتقلت إلى هنا من أجل الدراسة ..!
- هكذا إذاً ..!
وقف هاري عندها وهو يقول : علي أن اذهب للعمل الآن ..!
سألته حالاً : ماذا عن أختك ؟!..
ابتسم لي : إنها نائمة .. لن تستيقظ قريباً على ما اعتقد ..! إبرتها القادمة في السابعة مساءاً و حينها سأكون قد عدت من العمل ..! وضيفتك الجديدة ستبدأ في الغد ..!
أومأت إيجاباً و انا اشعر بنوع من التردد : حسناً .. نراك فيما بعد ..!
خرج حينها من الغرفة وهو يقول : بالنسبة لصناديقكم التي في السيارة فسأتركها قرب المصعد ..!
لحق به ريك حينها : سآتي معك و اصعد بها ..!
خرج الأثنان حينها فبقيت أنا وحدي ..!
أخذت أنظر حولي إلى المكان .. إنه بسيط و صغير .. لكنه مريح للأعصاب ..!
إنه منزلك الجديد لينك .. هنا حيث ستعيش مع أخيك منذ الآن فصاعداً ..!
شعرت بالسعادة حينها .. هناك أمور جيدة بدأت تحدث في حياتي ..!
و لكن .. ماذا سأفعل بشأن شقيقة هاري ؟!..
كيف سأتصرف معها يا ترى ؟!..
أخذت نفساً عميقاً .. علي أن اعرف أولاً طبيعتها أكثر حتى اعرف السبل الموصلة للتعامل الصحيح معها ..!
لقد رأيت بنفسي كم كانت شرسة مع أخيها منذ قليل .. أيعقل أن تفعل بي هذا أيضاً ؟!..
طردت هذه الفكرة من رأسي حالاً ..!
سأجد طريقة لأتصرف معها .. أنا واثق من هذا ..!
مضت بضع دقائق و أنا أفكر حتى قطع تفكيري صوت ريك وهو ينادي : لينك .. تعال و ساعدني في حمل الصناديق ..!
وقفت حينها و خرجت من الغرفة : ها أنا قادم ..!
لأترك التفكير في تلك الفتاة جانباً .. علي الآن أن أقوم بترتيب ما في تلك الصناديق و وضعها في مكانها ..!
..................................................


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-01-2019, 05:46 PM
 



كانت الساعة الرابعة و نحن لا زلنا نرتب اشيائنا في انحاء منزلنا الجديد ..!
ريك كان يجلس أرضاً يقوم بكي الملابس كي نعلقها في الخزانة .. بينما انا ارتب الاشياء التي كانت في الصناديق ..!
فتحت احد الصناديق حينها فكان اول ما استقبلني هو تلك الصورة .. صورتي مع والدي جاستن و إلينا حين كنت في الثانية من العمر .. أين أضعها يا ترى ؟!..
ربما في غرفة النوم .. لأني لو تركتها في غرفة الجلوس فقد يسأل احدهم عنها ..!
نظرت حينها إلى ريك الذي كان بقربي على الأرض : ريكايل .. ما رأيك لو وضعنا الصورة التي لنا مع والدينا في اطار و تركناها في غرفة المعيشة ؟!..
نظر إلي للحظات و ابتسم : اقتراح جيد ..!
بدأت اخرج محتويات الصندوق : لدي الكثير من الاطارات هنا .. سأختار احدها و اخرج الصورة التي فيه و اضع عوضاً عنها تلك الصورة ..!
- لا تفعل ذلك ..!
نظرت إليه حينها لأرى الهدوء على ملامحه وهو يتابع : أعلم أن كل هذه الصور عزيزة عليك .. يمكنك أن تتركها في اطارتها .. و صورتنا سوية سوف نشتري لها اطاراً آخر ..!
اومأت ايجاباً و قد ابتسمت : أجل .. لكني بالعفل لا اعلم اين اضع كل هذه الصور ؟!..
- ضعها حيث تشاء .. المنزل واسع و هناك الكثير من الأماكن لنضع أشياءنا فيها ..!
- حسناً .. لنتابع العمل فإن بقينا نتحدث سيضيع وقتنا ..!
- محق ..!
قبل أن نستأنف عمل شيء رن جرس ما ..!
شعرنا بالتبلد للحظات .. لكننا بعدها استوعبنا بأنه جرس الشقة و ان احدهم عند الباب ..!
وقفت حينها فسأل اخي باستغراب : من يا ترى ؟!..
بهدوء أجبته : لا اعلم .. سأذهب لألقي نظرة ..!
سرت خارجاً من الغرفة الصغيرة التي كنا فيها و انا اضع في رأسي عدة احتمالات لمن هو الشخص القادم ..!
هل عاد هاري من العمل ؟!!.. أم أنه احد الجيران اتى ليرى القاطنين الجدد ؟!.. ربما جارتنا الآنسة ماندي ؟!..
اتسعت عيناي حينها .. و ربما تكون .. شقيقة هاري !!!!..
لا لا .. يستحيل أن تكون هي ..!
يفترض انها نائمة .. و حتى لو استيقظت فهي لن تأتي إلى هنا بالتأكيد فهي لا تعرفنا ..!
وصلت للباب حينها و فتحته بهدوء .. لكني لم البث ان ابتسمت : أهلاً ..!
ابتسمت لي هي الأخرى : كيف الحال ؟!.. مبارك لكما المنزل الجديد ..!
فتحت الباب على مصراعيه : شكراً لك .. تفضلي ..!
دخلت تلك المرأة حينها و هي تلقي نظرة على المكان : علمت بأنكما ستنتقلان اليوم .. عملي لن يبدأ إلا في المساء و ادوارد في المشفى منذ الصباح .. لذا فكرت أن أتي لأرى إن كنتما تحتاجان لأي مساعدة ..!
سرت معها حينها و أنا أقول : شكراً لك انيتا .. أقدر لك هذا لكن كدنا ننتهي و ليس هناك الكثير من العمل ..!
خلعت معطفها البرتقالي الثقيل لتظهر من تحته كنزة صوفية بيضاء قد حيكت فوقها بعض الزهور باللون الوردي .. و قد ارتدت بنطال جينز ازرق فاتح و حذاءً رياضي : أين ريكايل ؟!..
- أنه يقوم بكي الملابس في تلك الغرفة ..!
- لديه امتحانات أليس كذلك ؟!..
- بلا .. ستبدأ الأسبوع القادم .. للأسف وقته ضيق خاصة أنه لم يدرس شيئاً منها لذا هو مضطر لفهم الدروس و استرجاعها في هذه المدة القصيرة ..!
سارت حينها إلى تلك الغرفة الصغيرة و أنا خلفها .. حين انتبه لها ريك ابتسم : أهلاً أنيتا ..!
بادلته تلك الابتسامة وهي تقول بمرح : كيف حالك ريكايل ؟!.. و كيف حال الدراسة ..!
- حالي جيدة .. لكن الدراسة ليست كذلك .. علي بذل مزيد من الجهد ..!
- لا ترهق نفسك .. و إلا فإنك ستمرض و حينها لن تستطيع تقديم الامتحانات ..!
أومأ إيجاباً وهو يقول : أعرف هذا .. أدعي لي بأن أنجح فقط ..!
- بالتأكيد سأفعل ..! ما رأيك الآن أن تذهب لاستذكار دروسك و تترك بقية هذا العمل علي ..!
بدا عليه التردد : لكن ....!
نظر إلي حينها فأجبته ببساطة : لقد جاءت للمساعدة .. لذا يمكنك أن تذهب و لا تضيع الوقت ..!
وقف حينها وهو يقول : شكراً أنيتا .. إنها مساعدة عظيمة بالفعل ..!
اجابته و هي تجلس مكانه : لا عليك .. المهم أن تركز على دروسك ..!
أومأ موافقاً و خرج من الغرفة ناحية غرفة الجلوس حيث ترك الحقيبة التي تحتوي على أوراقه و كتبه ..!
اني اتمنى أن ينجح بالعفل لكي لا يضطر لإعادة السنة كاملة : هل سينجح يا ترى ؟!..
نظرت إلى أنيتا التي تساءلت بقلق و ابتسمت لها : لقد فعلها مرتين من قبل السنة الماضية .. لذا لا تقلقي كثيراً بشأنه ..!
بدا أن كلامي طمأنها فبدأت بالعمل بصمت .. أنا أيضاً عدت لعملي و قد وضعت تلك الأشياء التي في الصناديق في مكانها .. إلا أني قررت ترك الصور آخر ما أعلمه لأني لم أجد لها مكاناً بعد ..!
.................................................. ....
كانت الساعة تشير إلى السادسة و النصف ..!
لقد انهينا جميع الأعمال .. حتى تلك الصور وجدت مكاناً لها ..!
كنت أقف قرب الباب و ريك خلفي نودع انيتا التي سيبدأ دوامها في الثامنة مساءاً و عليها العودة لمنزلها الآن كي تستعد ..!
حين خرجت من المنزل بدا ان شيئاً ما لفت نظرها فوقفت تنظر للحظات ..!
شعر كلانا بالفضول فخرجنا لنرى ما يحدث لكن لا شيء هناك ..!
باستغراب سأل ريك تلك التي شردت بذهنها : ما بك ؟!..
انتبهت له حينها و ابتسمت : عذراً .. لقد رأيت أخت هاري الصغرى و هي تنزل من الدرج .. كنت أود إلقاء التحية عليها ..!
لم نعلق على الأمر فسارت حينها ناحية المصعد : ربما التقيها في الأسفل ..!
لوحت لنا مودعة و نزلت بالفعل ..!
سألت بهدوء : ألاحظت نظرتها الغريبة ؟!..
- أجل .. هذا يدل أن جنون تلك الفتاة يتجاوز كل الحدود ..!
- انا لا أكاد أصدق ذلك ..!
- اخبرني .. أتعتقد أنك ستستطيع التعامل معها ؟!..
- لقد قررت في داخلي .. سوف أعرف ما هي العقدة التي تعاني منها هذه الفتاة .. و من خلال هذا سأفهمها ..!
- ذلك صعب .. أخوها ذاته لم يستطع أن يفهمها ..!
استندت إلى السور أمامي : أني بالفعل احتاج نصائح ليديا الآن ..!
ابتسم ريك بسخرية : هل عرفت قدرها بعد أن فقدتها ؟!..
- أنا أعرف قدرها مسبقاً .. إنها عزيزة علي و يحزنني فراقها ..! و لكن على الحياة ان تستمر ..!
- أخبرتك أني لن أتدخل بقراراتك بخصوص هذا الموضوع .. لكني بالفعل أشفق على ليديا التي كانت مقربة منك ..!
- لا عليك .. هي ايضاً تفهمت الموضوع ..!
كنت أرى أنيتا و هي تسير مغادرةً البوابة .. أعتقد أنها ستذهب لموقف الحافلات القريب من هنا ..!
العمارة وسط الحي و يجب عليها السير حتى تصل للشارع الرئيسي ..!
لكن .. لحظت شيئاً آخر : ريك أنظر !!..
ببرود قال : أكره المرتفعات .. لن أقترب من السور ..!
أمسكت بيده و سحبته حالاً : يجب أن تنظر ..!
صرخ حينها بخوف : أتركني أتريد قتلي !!..
لكن الصدمة ألجمته للحظة فسألت : أترى ما أرى ؟!!..
بصدمة قال : إنها غير معقولة ..!
كان يقصد شقيقة هاري الصغرى .. فقد وقفت تلك الفتاة الغريبة أمام البوابة و بدأت بصنع رجل ثلجي !!!!..
بقينا نراقبها لوقت .. لقد أنهت صنعه بالفعل ثم خلعت وشاحها و لفته حول الكرة الصغيرة في الأعلى و التي يفترض أنها الرأس و جلست بقربه مستندةً إليه : هل ستعيد المنوال نفسه ؟!..
هكذا سأل ريك فأجبته بهدوء : يبدو كذلك ..!
- هناك أطفال آخرون في الساحة ..!
- اعتقد أنهم ابناء العائلات هنا ..!
سار بعدها عائداً للشقة : سأعود لاستذكار دروسي ..!
دخلت خلفه لكني توجهت لغرفة النوم و إلى الخزانة بالتحديد ..!
أخرجت معطفي الجلدي الأسود من خزانتي و ارتديته و أنا أقول : ربما يفضل أن ألقي نظرة على ما يحدث في الأسفل ..!
بالعفل مررت من غرفة الجلوس و أنا أقول : سأخرج لبعض الوقت .. لن أتأخر ..!
سأل ريكايل باستغراب : إلى أين ستذهب ؟!..
أجبته و انا ارتدي حذائي : سأنزل قليلاً .. لا اعتقد أني سأغادر العمارة .. أتأتي معي ؟!..
- لا .. لكن احضر لنا شيئاً نأكله فقد بدأت اشعر بالجوع ..!
- حسناً ..!
خرجت حينها من الشقة مغلقاً الباب من خلفي ..!
و حين نظرت من السور كانت تلك المجنونة لا تزال هناك عند رجلها الثلجي و قد كانت هناك سيارة في الشارع ..!
لكن تلك السيارة لم تلبث أن استدارت ليغير سائقها طريقة .. واضح أنه يعلم بأن هذه الفتاة المجنونة لن تتحرك من هنا ..!
لكن ما تقوم به خطر .. لو جاء شخص ما لا يعرفها فقد يتشاجر معها و ينتهي به الأمر إما بضربها أو بدهسها ..!
ربما يجب أن اذهب و اتحدث معها بهذا الشأن ..!
قررت ان انزل من الدرج عوضاً عن المصعد ..!
بينما أنزل كانت الأدوار الخمس متشابهة للغاية .. لم التقي احدهم في طريقي و لكني رأيت اثنان يتحدثان في احد الطوابق و لم ينتبها لي ..!
الهدوء هو الوضع السائد .. هذا يشعرني بالاطمئنان ..!
وصلت أخيراً إلى الدور الأخير .. أنه مجهد للغاية فأقصى ما كنت انزله مسبقاً هو ثلاثة أدوار كما اني كنت استعمل المصعد دوماً ..!
حين وصلت للردهة الصغيرة في الاسفل حيث بوابة الخروج من المبنى إلى الساحة فتح باب المصعد أمامي و خرج منه شخص ما ..!
عجوز قصيرة القامة عرجاء الحركة لها شعر ابيض يميل للرمادي من شدة الشيب يمكنني القول انها في السبعينات من العمر و ترتدي نظارة دائرية العدسات ..!
لقد انتبهت لي حينها و اخذت تحدق بي بشكل غريب ..!
اقتربت عندها مني فلم اجرأ على الحركة من ارتباكي و ما زاد الطين بلة أنها أخذت تنظر إلي من الأعلى للأسفل بنظرات متفحصة بعينيها الضيقتان المحاطتان بالتجاعيد ثم حدقت بعيني وهي تقول بصوت مبحوح لهرم حبالها الصوتية : أأنت من أصدقاء تلك الصاخبة ؟!!..
ترددت للحظات .. أي صاخبة هذه ؟!.. أنا لست صديقاً لأحد هنا ..!
قبل أن أرد عليها قالت : لا .. أنت تبدو أفضل من اصدقائها المقرفين !!..
لم أجد ما أجيب عليها به .. لكن نظرتها تلك تغيرت و بدت هادئة و قد ابتسمت قليلاً وهي تقول بنبرة مريحة أكثر من سابقتها : هل جئت لزيارة أحدهم ؟!..
أومأت سلباً و قد سكن قلبي المضطرب : لا .. سأسكن هنا .. في الدور الخامس ..!
- هكذا إذاً .. أنت القاطن الجديد الذي تحدث عنه ذلك الاحمق ..!
لم أعلم من تقصد بالأحمق .. لكن بالتفكير بالأمر فلا احد يعلم اني سأسكن هنا سوى هاري ..!
تابعت تلك العجوز : اتسكن وحدك يا بني أم مع والديك ؟!..
أجبتها بهدوء : لا .. مع أخي ..!
اتسعت ابتسامتها و بدت سعيدة لسبب أجهله : هذا رائع .. لا يزال شباب مثلكم يهتمون لأخوتهم .. إذاً الدنيا بخير ..!
ربما تقصد أن معظم الشباب الفرنسين ينفصلون عن اسرهم في هذا السن و تتغير علاقتهم بأخوتهم حتى تصير سطحية أو منسية ..!
سألت العجوز حينها : ما اسمك يا بني ؟!..
- لينك براون ..!
- لينك يا له من اسم جميل ..! العجوز الواقفة امامك تدعى مادلين ماربت .. ينادونها الجدة مادلين هنا ..!
- تشرفنا أيتها الجدة ..!
- أرجوا أن تكون مرتاحاً بالسكن هنا ..!
- اه .. بالتأكيد .. شكراً لك ..!
- و الآن .. أراك فيما بعد يا بني .. ان احتجت اية مساعدة فشقتي في الدور الثالث ..!
اومأت لها موافقاً فسارت خارجةً من المبنى ..!
انها عجوز لطيفة .. لكن يبدو أنها تدقق على اشياء كثيرة فقد استلطفتني حين علمت اني اعيش مع أخي ..!
لقد وصفت هاري بالأحمق .. و وصفت احداهن بالصاخبة رغم أني لا أعلم من تقصد بالضبط ..!
تنهدت حينها .. أرجوا أن يكون الجميع بنفس لطفها ..!
خرجت من المبنى و بدأت السير على جانب طريق السيارات .. حيث على يساري المربض و على يميني ساحة اللعب ..!
كنت أرى أمامي هناك خارج البوابة الكبيرة شقيقة هاري التي لا تزال تجلس عند رجلها الثلجي ..!
هل اتحدث إليها ؟!..
ربما علي أن أفعل ذلك ..!
قبل ان اتقدم خطوة واحدة سقطت كرة أمامي .. أخذت احدق بها للحظات ثم انحنيت و التقطتها : أيمكنك أن تعيد لي الكرة ؟!..
التفت إلى اليمين لأجد ولداً يبدو في السادسة من العمر بشعر بني فاتح و عينان عسليتان و ابتسامة بريئة .. ابتسمت له و أعطيتها له : تفضل ..!
اخذ الكرة وهو يقول : شكراً لك ..!
راح يركض عائداً إلى الملعب مع اصدقائه و قد سمعت احدهم يناديه لوسيان .. اسم لطيف للغاية ..!
تابعت سيري ناحية البوابة و قد عقدت العزم على التحدث إلى شقيقة هاري الصغرى المجنونة ..!
و بالفعل .. بعد عدة خطوات ها أنا أقف أمامها ..!
رفعت عينيها العابستين و أخذت تحدق بي باستياء بينما بقيت أنا أنظر إليها ببرود ..!
بعد لحظات سألت : ماذا تريد ؟!..
جلست القرفصاء أمامها و أنا أقول : لما تجلسين هنا في منتصف الشارع ؟!.. هناك ساحة لعب في الداخل ..!
ببرود قال : لا شأن لك ..! ثم من أنت ؟!.. أنا أراك للمرة الأولى ..!
كنت أشعر أني قد رأيت هذه الفتاة من قبل لكنني تجاهلت هذا .. و بما انها تراني للمرة الأولى فأنا بالتأكيد أراها للمرة الأولى : أنا جاركم الجديد ؟!..
اخذت تحدق بحذر ثم قالت بتردد : لا تقل لي أن ذلك الأحمق تحداك ؟!..
ابتسمت حينها : بلا .. و قد قبلت التحدي ..!
أوشحت بوجهها و هي تقول : أهذا ما دفعك للقدوم و التحدث معي ؟!.. أنصرف من هنا ؟!..
بذات ابتسامتي : لكني أريد أن أكون صديقاً لك ..! أنت تبدين فريدة من نوعك ..!
لوهلة اعتقد ان وجنتيها توردتا .. لكن ملامحها العابسة لا زالت كما هي : ما اسمك ؟!..
- لينك براون ..!
- أتعيش وحدك ؟!..
- لما السؤال ؟!.. ستعرفين قريباً ..!
- لأني لا اثق بشاب يعيش وحده ..!
- لكني مسالم للغاية .. كما أني أعيش مع أخي و لست وحدي ..!
- أين أمك و أبوك إذاً ؟!..
- لقد فقدتهما منذ طفولتي ..!
- هكذا إذاً ..!
بدا عليها الهدوء وقد شردت بذهنها و على وجهها ملامح حزينة .. إنها مسالمة نوعاً ما ..!
شعور في قلبي و أنا أنظر إليها هكذا يجعلني انفي كل ما قاله عنها هاري اليوم ..!
هه .. هل صرت حساساً لدرجة فهم شخص ألتقيه للمرة الأولى ؟!..
من يدري فالفترة الماضية كانت من أكثر الفترات حساسية في حياتي ..!
شردت بذهني للحظات و أنا أفكر في هذه الفتاة .. التحدي الجديد في حياتي ..!
اتساءل فعلاً إن كنت قادراً على تجاوزه ؟!.. لكني أتمنى هذا ..!
ليس من أجل نصف الإجار فقط .. بل هناك شيء في داخلي لا أستطيع شرحه يحثني على العمل بجد في هذا التحدي الغريب ..!
اه صحيح .. أنا لا أعرف اسمها بعد ..!
قبل أن أنطق حرفاً سمعت صوت سيارة بالقرب منا و ما إن نظرت حتى رأيت سيارة هاري التي توقف هنا ..!
فتح الباب و نزل من السيارة وهو يقول بصوت مرتفع كي نسمعه : كيت .. أبعدي رجلك الثلجي حتى استطيع العبور ..!
بانزعاج صرخت : لن أفعل !!..
يا لها من شرسة ..!
لكن أخاها ذاك ابتسم حينها : لقد أحضرت الكعكة ..!
لم يكد يكمل كلمته تلك حتى وقفت بحماس و سعادة : حقاً ؟!!..
أسرعت بركل رجل الثلج ذاك ثم ركضت إلى داخل السور وهي تقول : سأجهز المائدة !!..
كنت مصدوماً منها بالفعل ..!
مزاجها المتعكر انقلب في لحظات فقط ..!
كان الدكتور هاري قد وقف بقربي و اخذ يواسي الثلوج بالأرض ويحمل الوشاح الذي وضعته حول رقبة الرجل الثلجي وهو يقول باستياء : ركلته فقط و هربت .. لما لم تكمل أجرها و تواسيه .. سأقضي الشتاء بأكمله مع رجالها الثلجين على هذا الحال .. تلك الفتاة ..!
التفت اليه بهدوء : إنها غريبة .. لقد تغير مزاجها بالكمال ..!
تنهد حينها بتعب : فقط من أجل كملة " الكعكة " ..! أرجوا أن لا يكون السكر مرتفعاً لديها الآن .. إن كان كذلك فيستحيل أن أتركها تأكل حتى لا تتأذى ..! عندها سترمي بي من الأعلى بالطبع ..!
ابتسمت له بهدوء : تبدو مسالمة رغم كل ذلك ..!
نظر إلي باستغراب : أأنت جاد ؟!..
- أجل .. لقد كانت هادئة حين تحدثت إليها منذ قليل ..!
- أنت لم ترى الويل منها بعد ..!
- لكني متحمس من أجل التعامل معها بدأً من الغد ..!
ابتسم هاري عندها : يسعدني سماع هذا ..! عموماً اسبقني الآن و أخبر ريكايل أنكما مدعوان لتناول الكعك عندنا ..! لقد وعدت كيت بكعكة كبيرة .. و بما أني أحضرتها فيستحيل أن نأكلها وحدنا .. و إن تركت باقيها في الثلاجة فستقضي هي عليها في الغد و هذا هو الموت بعينه ..!
ضحكت حينها بلا شعور : يا لك من ماكر هاري ..! بالتأكيد ستغضب إن رأت أنها ستحصل على قطعة أصغر مما كانت تعتقد ..!
- لا يهم .. لقد نفذت وعدي لذا لا يحق لها الاعتراض ..!
- أعتقد أنك محق .. شكراً على الدعوة إذاً ..!
سار هو ناحية سيارته وهو يقول : لا تتأخرا .. لديكما أقل من عشر دقائق فقط ..!
- حاضر ..!
بالنسبة لي فقد دخلت حينها إلى السور لأرى أن الأطفال لا زالوا يلعبون هنا و هناك ..!
كان هناك مقاعد طويلة على اطراف ساحة اللعب ..!
رأيت هناك الجدة مادلين تجلس و تنظر للأطفال بابتسامة .. و أيضاً بالقرب منها كانت هناك فتاة شابة تبدو في الثلاثينات و قد كانت تنادي بصوت مسموع : لوسيان .. احذر كي لا تسقط ..!
اعتقد أنها والدة ذلك الصغير لوسيان .. فهي تملك شعره البني الفاتح و عيناه العسليتان ذاتها ..!
كان هناك فتى يبدو أصغر مني بقليل يجلس على مقعد آخر و لم يلبث ان استلقى عليه بملل ..!
الأمر يبدو و كأنك في مجمع سكني متكامل .. هناك دكان صغير أيضاً .. ربما يجدر بي أن ألقي نظرة عليه فيما بعد ..!
كانت الشمس قد بدأت بالغروب لذا كان الجو أدفأ منه في الصباح ..!
صعدت إلى الأعلى بالمصعد و اتجهت إلى شقتنا .. و حين دخلت : لقد عدت ..!
سمعت صوت رايل الذي يبدو أنه لا يزال في غرفة الجلوس : أهلاً بعودتك ..!
بالفعل .. كان لا يزال يجلس و أمامه كتاب الفيزياء ..!
نظر إلي للحظات ثم قال : يبدو لي أنك لم تحضر شيئاً لنأكله ..!
- هاري يدعونا لتناول الكعك في منزله .. طلب مني أن لا اتأخر ..!
- إنه كرم منه .. حسناً ..!
أغلق الكتاب و وقف وهو يردف : سأبدل ملابسي فقط .. انتظرني هنا ..!

تجاوزني متجهاً لغرفة النوم بينما جلست أنا على الأريكة .. أنه يوم هادئ للغاية لكنه يوم مميز أيضاً ..!
اخت هاري اسمها " كيت " إذاً ..!
أشعر أني سمعته في مكان ما ..!


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما بٓعد ماضي التٓرف مستقبل يٓغوص في المجهول : للكاتبة Miss Julian رُوفِ روايات طويلة 57 07-25-2016 05:40 AM
#مستقبلـے يغوص في بحر الغموض > ناروتو ، ساسكي < яαcυℓ яєgιиα∂ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 67 06-08-2013 08:15 PM
مستقبل بلا ماضي !!!!!!! العذري الاصيل حوارات و نقاشات جاده 29 08-06-2009 10:53 AM
هل ماضي الرجل يؤثر عليه و مهم مثل ماضي المرأة...؟ سيف الإسلام حوارات و نقاشات جاده 16 06-21-2009 05:14 AM
الرسوم العجيبة للفنان البريطاني julian beever manouella أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 08-18-2006 08:36 PM


الساعة الآن 01:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011