عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات و قصص الانمي (https://www.3rbseyes.com/forum164/)
-   -   متى أرى الشاطئ؟ (https://www.3rbseyes.com/t586491.html)

الملكة ♛ 07-05-2019 04:52 AM

متى أرى الشاطئ؟
 
[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('https://6.top4top.net/p_1280fwav91.png');"][cell="filter:;"][align=center]


متى أرى الشاطئ؟
البحر شيء عجيب، كأنه غطاء سماوي منبسط على الأرض، كأنه مرآة تعكس السماء، كأنه عين كبيرة تحدق في السماء.
أحبّ أن أفكر في الطبيعة كشيء حيّ، شيء يشبه الإنسان ويجسّد جميع معانيه. فالبحر أول ما يأتي لذهني عندما أفكر في الحرية، مفهوم شاسع وعميق، في قعره القسوة والظلام،
لكنه يظلّ جميلًا ونظل على استعداد للتضحية من أجله. كل مرة أراه، أشعر بأنه التجسيد المثالي لروحي، ليت روحي منبسطة على الأرض مثل البحر.
ليتني أرى الشاطئ.





***


تبدو المقدمة مبتذلة لكنني لم أستطع التفكير في مقدمة مناسبة. ولا أعلم ما هو نوع هذه القصة، ربما عليك أن تكتشف بنفسك. لا أقوم بالتدقيق غالبًا، ولا المراجعة لأني أكتب في خانة الرد ونشرها مباشرة بدون التفكير مرتين لهذا قد تكون مهاراتي القصصية ركيكة جدا، ومهاراتي المنطقية في ربط الأحداث ربما تكون كارثية.
سبب اختياري لقسم روايات الأنمي هو أني كسولة في وصف الشخصيات وصفا واقعيا، ولا أظن أنك ستجد وصفا دقيقا للشخصيات لأنني أفضل أن أفكر فيهم كأنهم كينونات لا ترى جسدها المادي وتتصارع مع أفكارها ورغباتها دائما.
مثل الحلم، أو الكوابيس.


-

النوع : كوابيس العصرية
الشخصيات : شخصيتين فقط، اليمين واليسار.
تحذيرات : يوجد عنف، وأشياء أخرى ربما لا تعجب البعض.



*
*
*

الفهرس:

L1
R1
L2
R2






[/align][/cell][/tabletext][/align]

الملكة ♛ 07-05-2019 04:56 AM

L1
 
[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('https://6.top4top.net/p_1280fwav91.png');"][cell="filter:;"][align=center]

البحر. من كان يعلم بأنني سأراه كل مرة بنفس الظروف؟
أشعر بأني طردت من الزمن، أشعر بأني مُتخلّ عني. من تخلّ عني؟
يا له من عالم قاس، أم أنني رخو ضعيف؟ من الذي يمثّل الأرض، من الذي يمثّلكم جميعًا؟ أحتاج أن أتحدث معه، أريد أن أشكو. أرجوكم لا تتركوني، استمعوا إلي فقد أكون غريبًا عنكم لكنني ولدت في نفس الأرض. منذ متى أصبح الناس هكذا، منذ متى بدأنا ننفصل لكينونات عديدة؟ لم أصبح الناس يقسون على أنفسهم بهذه الطريقة!
يحاول أن ينفصل، يحاول أن يجسّد نفسه الأخيرة في شيء من صنعه، ياللقسوة.
يا له من عالم قاس، أردت أن أرى البحر مسرورة، أشعر أني أحمل همّ العالم كله فوق أكتافي الصغيرة. ربما في المرة الأخرى التي أغلق عيني فيها سأشعر بالسرور، ربما الهرب من قسوة العالم ليس حلًا لكنها النهاية المقدّرة لي على أية حال، لأن الزمن قد تخل عني.
أشعر بالضياع هنا، بين الأبراج والتلوث الضوئي، حتى أني أرى نهاية البحر.. لا أصدق بأن شيء بهذه الشساعة قد أصبح محدودًا.. الإنسان لا يعرف متى يتوقف. يا لها من مفاجأة أن أجد نفسي في أكثر وقت أمقته، لطالما شعرت بالفضول نحو هذا المستقبل، لطالما أردت أن أكون مساهمًا في بناء هذه الكوارث المستطيلة. هل كنت أعرف بأني سأسرق الأرض لبنائها؟ من يمثل الأرض؟ أريد أن أعتذر عن هذه السرقة، أريد أن أعتذر عن نيتي في السرقة. ربما كانت الحياة الحديثة أكبر سرقة شهدها التاريخ، ولكن من يحفل للتاريخ؟ لقد أصبحت خارجه. لم يعد لي وجود وأنا الآن في المكان الذي لم أكن لأعيش حتى أراه.. لا أكاد أصدق! لا أصدق، أرى ولا أصدق. أريد أن أرى نهاية البحر، لا أريد أن أتعفن في هذه الأرض الفولاذية، أشعر بأني أصدأ مثل الحديد مع كل دقيقة.. لا أريد أن أُترك هنا، لكنني راحل.


[/align][/cell][/tabletext][/align]

الملكة ♛ 07-05-2019 05:04 AM

R1
 
[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('https://6.top4top.net/p_1280fwav91.png');"][cell="filter:;"][align=center]

مذهل. البحر يبدو مثل سقف قاعات الأفراح.. لا أصدق بأن الزمن قد قادني هنا، لا شك أني محظوظة!
لا أشعر بالغربة، ربما لأنني ولدت في جذور الحداثة. لا أصدق، أظن أن الأرض أصبحت أسطع من الشمس، حتى أنني لم أعد أستطيع رؤية القمر من شدّة هذا السطوع! وهذه البنيان الضخمة أشعر بأني شيء صغير يطفو على سطح المحيط، يا له من شيء يصعب تصديقه... الزمن، قد قذفني على هذا الشاطئ.
رائحة البحر... والدماء، كيف يمكن لشخص أن يقتل نفسه هنا في زمن كهذا، ياللأسف توقعت أن يعالج البشر اضطراباتهم النفسية.. يا له من موقع رومانسي للموت على أية حال، عسى أن تجتاحك الرحمة.
أشعر بالحرية وأنا أقف أمام الشاطئ وكل موجة تدحض فكرة أنني في حلم. لقد وقعت في حلم، لم أتصور أن أكون هنا! الفكرة الوحيدة التي تجتاحني الآن هي أنني أريد أن أعيش وأرى العالم إلى أي حد قد تمادى في التطور، أظن أن وقتي حان كي أتمادى أيضًا. سأصبح فولاذية أيضًا، لقد ولدت كي أنتمي هنا عدا هذا لم عسانا أن نوجد هنا. أخبريني أيتها الجثة، إن لم نوجد كي نعيش ما الغاية إذن؟ ألا يستطيع الناس الاستمتاع بحياتهم ببساطة، يالها من نهاية جبانة وتعيسة. أظن أن معظم الناس قد ولدوا غير محظوظين على عكسي، يا للشقاء، ويالحظي. أعتبر نفسي محظوظا لأني أعيش لأجل نفسي فقط، لا يستطيع جميع الناس فعل هذا مهما أقنعوا أنفسهم بحيل نفسية ساذجة، دائما هنالك روابط تكبّلهم ببعضهم.



[/align][/cell][/tabletext][/align]

الملكة ♛ 07-05-2019 05:06 AM

L2
 
[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('https://6.top4top.net/p_1280fwav91.png');"][cell="filter:;"][align=center]
http://www10.0zz0.com/2018/01/28/16/187231133.gifhttps://1.top4top.net/p_1285889of1.png
https://d.top4top.net/p_824indeo4.gif





أسمع صوت المطر، وأرى سماءً داكنة فوقي.. أحاول أن أعتدل في جلوسي فوق كومة الصناديق والخردوات هذه. انتهى بي الحال هنا هذه المرة. غرفة رثّة ومظلمة في مبنى متهالك، هذا ما استنتجته رغم الظلمة هنا.
أشعر بالبرد، أشعر برطوبة الأرض. أريد أن أخرج من هنا، وقفت على أقدامي أحاول السير نحو إحدى فتحات الجدار في هذه الغرفة، يبدو أنها كانت مستودع ما. خرجت وأمامي الشارع، وكل الأبنية صغيرة وتبدو قديمة.. لا يبدو أنه مستقبل ما، لكن الأبنية العاجّة لم تكن رمزا للمستقبل على أية حال. تبدو قريّة منكوبة، هؤلاء الأطفال أمامي بملابسهم الرثّة والخفيفة يلعبون بالكرة.. أودّ سؤالهم لكن ماذا عساني أن أسأل؟ ماهي السنة؟ ربما عليّ أن أسأل هذا.. تقدمت بخطاي الثقيلة والمنهكة نحوهم، ببطء وتردد.. تفصلني أمتار عديدة عنهم، لحسن الحظن.
توقفت مكاني عندما رأيت شخصًا يرتدي عباءة بيضاء ذات غطاء تغطي رأسه، في ظهره دائرة حمراء تبدو مرسومة يدويا، كان حاف القدمين، لم أرى وجهه ولم أستطع تمييز جنسه. عندما رآه أولئك الأطفال توقفوا عن اللعب وأصبحوا بلا ملامح... هل هم خائفون؟ تقدم ذلك الشخص ببطء نحو أحدهم وأمسك برأسه، الطفل لم يبدي أيّ ردة فعل وظلّ واقفًا ينظر إلى الأمام. أخرج الغريب سكينًا يبدو مصنوعًا يدويًا ومرره على عنق الطفل ونحره أمام باقي أصحابه.
لا أكاد أصدق.. أرى ولا أصدق! سقط الطفل أمامي، وأمامهم، وأمامه. لم أعرف ما يجب عليّ فعله، والأطفال ظلّوا صامتين بلا ردة فعل، كأنهم يعلمون. هل أنا في المستقبل الذي تشبه فيه الآلة البشر؟ هل هذا مستقبل؟
لا أصدق، لا أصدق. ذلك الغريب وقف مكانه للحظات ثمّ واصل مشيه متجاوزًا الأطفال، ظللت أراقبه حتى ابتعد قليلًا. أشعر بأن قطارًا قد دهسني، أشعر بأني... أمشي نحوه. مشيت نحوه، مشيت نحوه ولم أعرف فيم أفكر. لم يلحظني وراءه، فقد كنت أندس في المطر. لم يكن خائفًا عندما قتل، كأنها أصبحت عادة لديه! وقفت من بعيد أراقب أين يذهب ولحظته يتوقف عند قبو يبدو بابه وسيعا، هل هناك حيث يختبئ؟ نزل إليه عبر درج، أرى أضواءا دافئة في الأسفل. راودني الفضول للنزول فاقتربت من القبو ببطء بعد مدّة وجيزة كي أتأكد أنه قد ابتعد عن المدخل. بخطوات حذرة أقترب وأتلفت يمينا وشمالا حتى لا يراني أحد قد يعرفه. وقفت أمام الباب أنظر للأسفل.. هذه الشموع على الجدران وهذا الدرج الطويل، لا يبدو المكان صغيرًا في الأسفل. أريد النزول، لكنني أشعر بالخوف، أريد أن أعرف ما الذي يحدث هنا رغم أني لا أنتمي لهذا المكان. أريد أن أعرف قبل أن أغادر. قبل أن أخطو خطوة واحدة شعرت بهذا الشيء الحد والبارد يمرر على عنقي وقبل أن أستوعب ما يحدث لي رأيت الدنيا تسقط حولي.. أم أنا الذي أسقط؟ آخر صورة رأيتها هي الجدار الذي أمامي.. وأول ما رأيته بعدها هي السماء الداكنة فوقي، وصوت المطر.



[/align][/cell][/tabletext][/align]

الملكة ♛ 07-05-2019 05:09 AM

R2
 
[align=center][tabletext="width:900px;background-image:url('https://6.top4top.net/p_1280fwav91.png');"][cell="filter:;"][align=center]
http://www10.0zz0.com/2018/01/28/16/187231133.gifhttps://1.top4top.net/p_1285889of1.png
https://d.top4top.net/p_824indeo4.gif






كيف تجرأت على اعتبار نفسي محظوظة؟ أنا مجرد بقرة حمقاء تلاحق الشهوات.

بدأ الأمر عندما تركت الشاطئ وذهبت للتسكع في المدينة، لا أعتبري نفسي كهيبي أبدا لكن تبا إن لم يعش الإنسان من أجل شهواته لم عساه أن يعيش؟ لا أتبع أية ديانة، لا أتبع أي قوانين وأفضل أن أعيش كمتشرد على أن أخضع لأحد.
التدخين والمخدرات، لم أكن أعلم أنها ستأثر فيّ هكذا، ياللأسف لا يمكن لأحد يتمسك في معضلاته الأخلاقية أن يجرب هذا الشعور.. أشفق عليهم جميعًا. تعرفت على أشخاص رائعين ومنفلتين جدا، أنا سعيدة هنا. التجمع حول النار والغناء على الشاطئ والرقص في الشوارع مع هذه الخردوات الحديدية. أقوم بتدمير مراكب السيارات الغريبة هذه والسرقة أحيانا، في الواقع لا أعتبرها سرقة بتاتا لأني أظن بأن كل التجار لصوص، لهذا سرقتهم لا تعتبر سرقة.
كل هذا التطور ولم يستطع البشر تطوير مكافحة الجرائم، استغربت هذا في البداية لكن مع الوقت أصبحت لا أبالي. لم عساني أن أبالي؟
هذا المكان لا يبدو مثل تصورات البشر في الزمن الذي جئت منه، يبدو أكثر انفتاحًا. ربما علي البقاء هنا.
بشر ونصف آليون، يبدو أن الطب قد تطور كثيرًا! ولكن ما حاجة البشر لأطراف صناعية؟ رأيت الكثير بأطراف أخرى. هل حقا ازدادت الجريمة؟ أم أن هناك حرب ما قد وقعت.. لا أرى أي ضرر في المبان أو ما شابه. ربما كانوا لاجئين، أو جنود؟ لا أكاد أجد تفسيرًا للفساد الذي هنا، رغم أن الأمر يعجبني لكن يوما بعد يوم أصبح الأمر مخيفا ومريبا.
لقد عرفت الكثير من الأصدقاء هنا لكنني لا أفضل التمسك بهم، لهذا أترحل كثيرا ولا أبقى في نفس المكان في المدينة. يالها من مدينة كبيرة ومريبة. لم أهتم برؤية خريطة العالم، أردت أن أعلم أين أنا. لكنني لا أهتم! كل ما أهتم به هو أن أستمتع بوقتي طالما أستطيع.
بعد مرور ليال من المخدرات والانتشاء شعرت بأني انتهك إنسانيتي رغم أني لم أعامل كإنسان في حياتي السابقة. لقد ولدت كي أفعل ما أريد، لكنني لم أعد أعلم ماذا أفعل.
شعرت بالاكتئاب والضيق، شعرت بأن العالم لم يعد يتسع لي.
ذات ليلة استيقظت ووجدت نفسي في إحدى أزقة هذه المدينة، لابد أنني شربت الكثير ووقعت هنا. أمسكت رأسي بقوة وشعرت بأن الصداع سيشق وجهي لأجزاء عديدة، بالكاد وقفت على قدمي ونظرت للسماء وأخذت نفسا عميقا. كنت واقفة مكاني للحظات أفكر في خطوتي القادمة، أتأمل حالي وأين وصلت. لا أشعر بالندم، ولا أشعر بأني على قيد الحياة أيضا. نفس الضجيج كل يوم ونفس الممارسات العنيفة في الشوارع. بدأت أشعر بالملل. لم تكن السيارات بذلك التطور، لكنها كانت أسرع وبلا عجلات. قد تبتعد بضعة سنتمترات عن الأرض لكنها لا تطير، وهي حارة جدًا ولا تستخدم البنزين كوقود. توقفت إحدى هذه السيارات في شارع مقابل للرصيف الذي كنت أجلس فيه وأحدق في المارّة، خرج منها جهاز صغير يشبه العنكوب ولكنه يبلغ من الطول عشرين إنشًا. رآه المارة لكن لم يهتم أحد وظننت أنه شيء معروف هنا، لكني لم أعرف ما غايته. لاحظت وقوف بعض المارّة بدهشة ينظرون إليه، ذلك الجهاز كان يمشي ببطء شديد على أطرافه ثم توقف فجأة وبدأ يومض بالأحمر. توقف مارّون آخرون وكأنهم ينتظرون منه أن يفعل شيئَا. كان يتلفتون يمينا وشمالا كأنهم يتوقعون رؤية أحد ما. راودتني فكرة مخيفة في كاميرة ما تبحث عن شخص. وقفت على رجلاي وظللت أحدق فيه بحذر وكانت غرائزي تحثّني على الركض والهرب. ذلك الشيء أطلق شيئا يشبه الليزر تجاه شخص ما كان يبعد عني القليل في يميني. ذلك الشخص كان رجلًا يبدو وكأنه متسول من ثيابه، كان مثلي تمامًا، شخص بيته الشارع. عندما أصابه ذلك الإشعاع تحولت عيناه للون الأبيض وخرج الدمّ من أنفه. ظلّ واقفا في مكانه بلا حركة لثوان ثم سقط أرضا. لم يبد أحد اهتماما بالأمر ومشى كل شخص في طريقه بهدوء وهذا ما أرعبني. خرج رجلان من تلك السيارة التي خرجت منها الآلة، كانا يرتديان ملابس تشبه زيّ الوقاية من الإشعاع النووي، لونها أبيض وبأقنعة. قاما بجرّ ذلك المتسول حتى السيّارة ثمّ رحلوا. لكن الآلة بقيت. بقيت تبحث عن شيء ما، أو شخص آخر. قررت الرحيل ولكن قبل أن أرحل سمعت تهامس مجموعة أمامي حول ما يريدونه من ذلك المتسول. اقتربت منهم وسألت "ما ذلك الشيء؟" كانوا أربعة رجال، وفتاتين. نظروا إلي بنظرات الازدراء نظرا لما كنت أرتدي من ملابسة رثّة، وقالت إحدى الفتاتين "كيف لقمامة منك ألا تعلم؟ يجب أن يكون أكثر شيء تحذرين منه في حياتك. الحكومة هنا تستفيد من المتسولين أمثالك في تطوير الطبّ والأسلحة." توسعت عيناي وفتحت فمي محاولة في قول شيء ما لكنني لم أجد الكلمات، فقد توترت أكثر بعدما رأيتهم يضحكون في وجهي. "هل تقصدين بأن أولئك الناس بأطراف صناعية هم في الواقع فئران تجارب؟"
"بالطبع، تقوم الحكومة بأخذ ما تحتاجه منهم من أطراف وأعضاء ثم تعود لترميهم هنا، فهي لا تستطيع الاهتمام بكل هؤلاء."
شعرت بالغضب، لا أصدق أن بشاعة كهذه تحدث ولا أحد يهتم، اعتلت ملامح الغضب والاستنكار وجهي وقبل أن أعترض على هذه الأفعال سمعت صرخات ورائي ورأيت أشخاص بتلك البدلات البيضاء يحاولون جرّ فتاة تبدو مدمنة أيضا ورجل يحاول إيقافهم لكنهم أخذوها بالقوة. ثم بدأ أشخاص يسقطون أمامي وشعرت بأني التالي. عدت للنظر أمامي ورأيت أشخاصا يبتسمون ابتسامة شيطانية كأنهم يودعوني على مصارع الجحيم.
ركضت وخفت أن ينتهي بي الأمر كجرذ بلا أطراف. ركضت وحاولت أن أبتعد رغم أن الساقطين والصرخات يزدادون حولي لكنني لم أنظر ورائي. وجدت مكانا اختبئ فيه وراء براميل النفايات في زقاق بعيد عن الشارع. لم أدري ماذا أفعل وشعرت بأني أختنق بين أنفاسي. كل شيء يهوي، ولن أموت اليوم بل سأكون كخردة مرمية هنا إن أمسك بي. رحت أبحث بين النفايات عن شيء حاد ووجدت قارورة زجاجية، رميتها في الأرض كي تنكسر وأخذت أكبر قطعة حادة. "الآن... لقد كان ممتعًا البقاء هنا.. الآن فهمت لم وجدت جثّة الشاطئ تلك.. الآن سأرحل أنا أيضًا.. الآن.... الآن!!!"
لقد كان مؤلمًا، لقد تألمت لبعض الوقت قبل أن أغمض عيني. ومنظر الدماء في يدي وبطني.. لقد كان مؤلمًا.
آه، صوت المطر... ما هذا المكان؟ ما كل هذه الرطوبة.. تبًا. لم أسمع صوت بكاء في الخارج؟ أم أنها ضحكات؟ هل هناك احتفال ما؟ لا يهم.. أظنني في أمان بعدما رحلت.



[/align][/cell][/tabletext][/align]


الساعة الآن 11:09 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011