عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-16-2008, 07:14 PM
 
Post الإيمان -2-

الإيمان


- 2-

الاستاذ:
عبد المجيد الزنداني




إصلاح القلوب

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88)إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (الشعراء:88 ،89).
القلب السليم قلب المؤمن:
فكما أن الأرض الصالحة للزراعة تتصف بأوصاف فكذلك قلب المؤمن يتصف بأوصاف، منها :
1 الإقبال على الحق :
الذي ينتج عنه معرفة الحق واتباعه ، قال تعالى : ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِي(17)الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر:17، 18) أما القلوب الكافرة السقيمة ، فتراها معرضة عن الحق ، فتبقى جاهلة لا تهتدي إليه ، قال تعالى : ﴿وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾ (الأنعام : 4) .

2 حب الحق وانشراح الصدر للإسلام :
وصاحب القلب السليم يحب الحق ، وينشرح صدره لتعلم الإسلام ، فيستحق بذلك هداية الله . وأما صاحب القلب السقيم ، فتراه يكره الحق ، ويضيق صدره لسماع الإسلام ، وبهذا يعرض نفسه لعقاب الله له بإضلاله ، قال تعالى : ﴿فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ (الأنعام : 125) وذلك لأنهم يكرهون الحق ، قال تعالى ﴿بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ﴾ (المؤمنون: 70).

3 إجابة دعوة الإيمان ، وحب الازدياد منه :
وصاحب القلب السليم يستجيب لدعوة الإيمان ، كما حكى الله عن أهل القلوب السليمة قولهم : ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾ (آل عمران : 193) ويحب المؤمن دائماً أن يزداد من الإيمان ، قال تعالى : ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(124)وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ (التوبة: 124، 125) . وأما أهل القلوب المريضة فتراهم يصدون عن سبيل الله، قال تعالى : ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ (إبراهيم:3).
وترى أهل القلوب السليمة يتفكرون في أنفسهم ، وفي خلق السماوات والأرض ، وفي الهدى الذي جاءهم من خالقهم ، يعرفهم الحكمة من حياتهم، وموتهم ويصف لهم ماضيهم ومستقبلهم ، والجنة التي أعدها الله لعباده المؤمنين، والعذاب الذي ينتظر الكافرين ، ويتفكرون في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأدلة صدقه وكيف يطبقون ما أمرهم به لتتحقق لهم سعادة الدنيا والآخرة ، وليتقوا عذاب النار ، قال تعالى : ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (آل عمران : 191) ولكن الكافرين ، عطلوا أسماعهم وعقولهم ، عما خلقت له من التفكير ، فلا يعترفون إلا يوم يندمون يوم القيامة، كما قال تعالى عنهم : ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ(10)فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ (الملك: 10، 11) .
4 التذكر :
والإنسان ينسى ، ولكن صاحب القلب السليم يتذكر فيبصر ولا يعمى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ (الأعراف: 201) ، لذلك شرع الله التذكير ، فقال سبحانه : ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات: 55) ، وقال سبحانه : ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى(9)سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى(10)وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى(11)الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى(12)ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾ (الأعلى: 9-13) أما أهل القلوب السقيمة فتراهم في غفلة لا يؤمنون ، قال تعالى : ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ (مريم:39) فإن ذكرت بعض الغافلين عن الآخرين فربما يقول لك: أجئت لتعلمني الإسلام اليوم؟ وأنا مسلم خير منك؟!
5 اليقين :
وترى صاحب القلب السليم الذي يتفكر ويتعلم ، ويتذكر ، قد وصل إلى اليقين كما بين ذلك ربنا في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ(3)وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (الجاثية: 3، 4) أما الغافل المعرض فتراه في ريب وشك ، قال تعالى : ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾ (الدخان:9) .. ولا يعرف اليقين إلا كما قال تعالى : ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ (السجدة:12) .
6 لين القلوب لذكر الله :
وترى أهل القلوب السليمة تلين قلوبهم وجلودهم لذكر الله وآياته ، أما الكافرون فترى قلوبهم قاسية، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(22)اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (الزمر: 22، 23) . فترى أهل هذه القلوب القاسية يتكبرون ويعاندون ويجحدون الآيات والدلائل ، قال تعالى : ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ (النمل: 14) ، وهؤلاء المتكبرون يعاقبون ، قال تعالى : ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ (الأعراف: 146) . هذا في الدنيا وأما يوم القيامة فجزاؤهم كما قال تعالى : ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ﴾ (الأحقاف: 20).
7 اتباع القرآن والسنة :
وترى صاحب القلب السليم ، قد التزم الطاعة لربه ولرسول ربه ، وأخذ يسلك في هذه الدنيا في كل شأن من شؤونه ، طبقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: 71). والتزم أمر الله القائل : ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ (النساء:58) ، والقائل : ﴿وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الحشر: 7) ، ذلك لأن طاعة الرسول طاعة لله ، قال تعالى : ﴿مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ .وأما صاحب القلب المريض فتراه يتبع كل شيطان مريد ، وتراه يتبع هواه ويعبد نفسه لغير الله ، ويندم لكن يوم لا ينفع الندم ، قال تعالى : ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ﴾ (الأحزاب:66).فإذا اتصفت قلوبنا بالصفات الطيبة السابقة فعندئذ نكون من أهل القلوب السليمة الصالحة التي تنبت فيها شجرة الإيمان، وتترعرع وتثمر الأعمال الصالحة وإذا كنا لا نجد في أنفسنا الأعمال الصالحة فإذن ذلك يرجع إلى ضعف شجرة الإيمان التي نبتت في قلوبنا والتي لم تستكمل صفات الصلاح، وما لم نبادر بإصلاح ما في قلوبنا فلن يتغير شيء من حالنا ، قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد:11) .وقال عليه الصلاة والسلام : (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب) (3). ولن تصلح القلوب إلا بنمو الإيمان فيها وتمكنه .



--------------------------------------
(3)- رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-24-2008, 12:51 PM
 
رد: الإيمان -2-


وبارك الله فيكم على الموضوع والفوائد القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-28-2008, 08:39 PM
 
رد: الإيمان -2-

__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإيمان ينبوع السعادة حمزه عمر نور الإسلام - 10 12-23-2008 08:38 AM
الإيمان -1- متجدد حقيقة لا خيال نور الإسلام - 3 11-17-2008 05:55 PM
نواقض الإيمان @ طباز نور الإسلام - 9 09-27-2008 08:49 AM
الإيمان .. ينبوع السعادة اميرةالحب مواضيع عامة 2 05-21-2008 01:35 AM


الساعة الآن 10:04 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011