عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟ (https://www.3rbseyes.com/t83209.html)

بني معروف 5 درزي مطرود لا يفقه ولا يفهم ولا يملك من العقل شيء 11-24-2008 05:14 PM

من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟
 
وكما وعدت ..


انفرد الموحدون الدروز بعدة خصائص,وانتشرت دعوتهم بادئ الأمر بين الإسماعيليين حتى غدت العقيدتان مختلطتان إلى أن انفصل الدروز بمذهبهم الديني المستند إلى رسائل دعاتهم التي تشرح مذهبهم,"وقد عرفوا بالأعراف وغلب عليهم في حوران في العهد الأخير لقب آل معروف دعوا به تحبباً وهذا من شعار اليمنيين,لانقسام هذه الطائفة إلى أصلين من أمهات أصول العرب في هذا القطر وهما القيسية واليمنية ".

وفي عام 1959قال شيخ الأزهر : لقد أرسلنا من الأزهر بعض العلماء كي يتعرفوا أكثر على المذهب الدرزي فأثبتت التقارير بأن الدروز موحدون مسلمون مؤمنون.ويرى الدكتور عبد الرحمن بدوي :"أن الدروز يأخذون بمذهب أبي حنيفة في كثير من أمور الفقه".

وهم يهتمون بتنفيذ باطن الدعائم الإسلامية: فعندهم الصلاة بكيفية خاصة وحفظ الصلة بين الإنسان وخالقه وصلة القلوب بالتوحيد والزكاة تزكية القلوب وتنقيتها من المفاسد وتطبيق نص آية سورة التوبة *إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم*

والصوم متى شاء المرء لوجه الله وخاصة الثلث الأول من ذي الحجة وصوم الجسد والنفس عن المعاصي,والصمت عن الآثام .

والجهاد عندهم جهادان: الأكبر هو مقاومة ما تأمر به النفس من السيئات وردعها عن الرذائل, والأصغر وهو مقاتلة كل معتدي ومقاومة كل ظالم والدفاع عن الحق وصيانة الأعراض. ومن مبادئهم الدينية:الصدق, فمن لم يصدق بلسانه فهو بالقلب أكثر نفاقاً, فالصدق رأس الفضائل كلها لأن الصدق هو الإيمان والتوحيد بكماله.



وثم حفظ الأخوان:فالإنسان أخو الإنسان وواجب المرء المحافظة على أفراد المجتمع والبيئة التي يعيش فيها ويتجانس معها بالمعتقد والآراء والعادات فيحفظ عهودهم ويصون ذمامهم ويرعى حقوقهم ويقضي حاجاتهم ويذب عنهم بالمال واليد واللسان,فإن كان ذا علم هداهم بعلمه وان كان ذا قوة حفظهم بها وان كان ذا مال برهم بماله.


ثم ترك عبادة العدم وتوحيد الخالق والرضى بفعله والتسليم لأمره والآية تقول:* ومن يسلم وجهه إلى الله وكفى بالله وكيلاً*. وتوكلهم مقروناً بالاعتماد على النفس في متطلبات الحياة .

ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الاعتقاد بالعرافين"لأن الله عنده علم الساعة ...وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".

وفي رسالة الرد على المنجمين قال الشيخ بهاء الدين:كما تقدم-"خلل عقل من جعل النجوم الجمادات أحكام بتقدير وسعد ونحس , وإن لها في أرزاق العالم وقسمتها تدبيراً وتأثيراً فمن رضي بقولهم أو بشيء منه فقد أشرك بباري المبروءات وبرىء من إله الأرض والسموات ....".

ويعتقدون بوحدة الأديان وإنها تهدف لغاية واحدة ,وإن الأنبياء هم مثلين لروح واحدة نطقوا بدعواتهم بأسس متشابهة وإن كل دين يؤيد ما سبقه بالدعوة لعمل الخير وكأن حدود التوحيد ينصرون كل نبي بعصره لإشهار أمره وتعزيز رسالته

ويعتقدون بظهور نور الناسوت فالصورة الناسوتية التي يتجلى بها الله هي صورة بدون جسد كالناظر إلى ذاته في المرآة

"فالموحدون يؤثرون فكرة التنزل أو التجلي ويحصل ذلك عندما المتحقق الحكيم يتخلص من تلك الآدمية فتفيض عليه الصفات الربانية وتتجلى فيه الأنوار الإلهية فاللاهوت لا تدركه العقول ولا تقيسه الأفهام ,انه متعال عن الزمان متسام عن المكان خارج عن الحد والمحدود لا ينحصر في علم ولا يرى في فهم" وانه منزه عن الأسماء والصفات ليس له نفس ولا روح ولا شخص ولا جسم ولا شبح ولا صورة ولا بداية ولا نهاية ,عادل بفعله قادر لا مرد لحكمه.

ويمكننا أن نقول : إن الناسوت من اللاهوت كالحظ من المعنى وكما إن فكر الإنسان المحدود بالكيفية والإضافة والزمان وما شابه ذلك لا يستطيع أن يدرك المعاني مجردة من الحظ أو الصورة أو الصوت , كذلك لا يمكن أن يدرك اللاهوت بوجه من الوجوه وإنما يتجلى الله في الناسوت ويكون هذا الناسوت قد تنزه عن كلما ليس هو في حقيقته وشموله فأضحى تشخيصاً للإنسان الكامل أي ناسوتاً مجرداً متطهراً مثالياً متنزلاً بتجرد الباقي السرمدي فيه عن التوهم والفناء.

وهذا هو التأنيس بالنسبة للآخرين بغية التعرف من خلاله إلى حقيقته الموجود في سعي بعضهم وتقربهم وطلبتهم للمشاهدة والتوحيد الآخر. وأحد مشايخ الصوفية يقول :

سبحان من أظهر ناسوته سر سنا لاهوته الثاقب

ثم بدا لخالقه ظاهرا في صورة الآكل الشارب

حتى لقد عاينه خلقه كلحظة الحاجب بالحاجب

وغيره قال :

ظهرت فلم تخف على ذي بصيرة ولولا حجاب النفس لم تك خافيا

خفاؤك عز والظهور تعرف لمن كان ذا قلب عن الكون خاليا

ويعتبر مسلك التوحيد في جوهره وانطلاقه الأول في محاولة عقلية لتفهم الإيمان والحقائق الإلهية والتقرب تدريجياً من الله ومشاهدته من هذا المنطلق لأن رأس الإيمان والتقوى معرفة الله.

ولعل امحوتب العلامة الذي اختصر الحكمة والذي بنى هرم السقارة كان أقدم معلم رجع إليه عقلاء التوحيد واعتبروه الاعتبار الأسمى حتى التقديس ولقب اليونانيون امحوتب بهرمس الهرامسة أي عالم العلماء,وغلب اللقب على الاسم الأصل حتى صار علماً لصاحبه.

وفي بعض الكتب إن هرمس المثلث بالنبوة والحكمة والملك هو الذي أمر بالدعوة إلى دين الله والقول بالتوحيد وعبادة الخالق وتخليص النفوس من العذاب والحض على الزهد في الدنيا والعمل بالعدل وقيل في هرمس أيضاً :هو النبي إدريس الذي قص القرآن قصته .

والعلماء الذين يعنون بالروحانيات في أوروبا وأميركا يعتبرون هرمس أول من بحث على الأرض في معرفة الروح وحاول تفهم غوامضها, وقد إنشاء هؤلاء العلماء جمعية لهم في لوزان تضم البحاثين الروحيين من جميع أنحاء الأرض أطلقوا عليها اسم أصدقاء هرمس وهي تصدر كل سنة كتابين عنوانهما (هرمس) تنشر فيها دراسات ونصوصاً روحانية مع سجل عام يحتوي على أحدث المطبوعات التي صدرت في هذا الموضوع.

فالحكمة التي هي جوهر التوحيد لا تتجزأ ولا تختلف في الجوهر ذلك لأن المصدر(الله)واحد والعقل الأرفع إرادة الإبداع

واحد والعقل البشري في استيحائه من العقل الأرفع هو أيضاً واحد يدرك الحقيقة مباشرة في الله .

من نور الله الواحد أبدعت الكائنات جميعاً وبهذا يبدو أن العقل الأرفع هو العلة الأولى للوجود (علة العلل) منه تنبثق الروح (النفس ) ومن الروح تنبثق الكلمة السابق ومن الكلمة تنبثق النفوس الناطقة ومن هذه النفوس ينبثق التكوين (مادة الوجود)" الحمد لله لمن أبدعني من نوره وأيدني بروح قدسه وخصني بعلمه وفوض إلى أمره وأطلعني على مكنون سره" وكذلك استقى حكماء التوحيد من بعض مناهل العرفانية الذي كان أتباعه يقولون بأنهم " أتوا معرفة طبيعية الله وصفاته معرفة كاملة متعالية " وهذا المذهب استوحي من الفيلسوف أفلاطون".

وقد سمي العقل الكلي نقطة البيكار لأنه هو البداية والنهاية ذلك أن العقل الكلي حسب معتقد التوحيد هو كالإرادة في الإبداع وهي بالبداهة أصل كل موجود وعلته هي علة جميع العلل في الوجود والله مصدرها وينبوعها ومعلمها.

فهذه الإرادة هي التي يسميها الموحدون (العقل الكلي ) لأنها تعقل الوجود عقلاً أي تربطه وتحصره وتحيط به وهي تمامه لكون جميع الصور بارزة منه , فهي البداية والنهاية , وهكذا ورد في بعض رسائل الدعوة بأن الدائرة تعود إلى نقطة البيكار . أما الباري سبحانه وتعالى فهو منزه عن الأفعال والصفات والإلزام, ويحل عن مشاكلة الأشياء بالذات فالعقل هو بكر قدرته وحجاب عظمته.




fares alsunna 11-26-2008 01:51 PM

رد: من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟
 
1 مرفق
العضو المُحترم ( بني معروف )
الرجاء الكلام التالي الوارد في هذا الرد ثم جاوب على ما سأسئلك أياه
( وأتمنى أن تعرف حقيقة دينكم الذي سرقتموه ولتعلم بأن الأخضر ( العقل ) علمكم القراءة ..

وأتمنى منك أن تقبل هذا الرد مجرد نقاشاً ..

وتصل الدماء يوم القيامة لركبكم أنا لم أشتم ديانة الإسلام فليس هناك ديانة افضل من الأخرى لربما عندنا في طائفتنا أناس رائعين وأناس لا وكذلك أنتم ولا تستطيع إنكار ذلك فرجاء لا تشتم الديانة الدرزية قبل ان تتأكد ماذا تقول ..


أنتظر ردك ..
)
هل تذكرت هذا الكلام أم لا
أنت من قام بكتابته لو تذكر في ردك على موضوع الطائفة الدرزيّة
على هذا الرابط
http://vb.arabseyes.com/t59910-p6.html
واللأن
وبما أنك تنتظر الرد
فقل بربك على ماذا أرد
أنت تقول هنا بأنكم مُسلمون وبإتفاق من أسميتهم بمشايخ الأزهر
ولا أدري من اتيت بهذه المعلومة وبمدى صحتها
ما علينا من ذلك
أنت تتهمنا بأن ديننا مسروق
وها أنت تحاول أن تلتصق به
وأنتم أبعد ما تكونون عنه وهو منكم بريء إلى يوم الدين
كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف
كذلك بإعترافك أنت ذكرت لفظة
(الديانة الدرزيّة )
أي أنها دين أخر
قد يكون أي شيء
إلا دين الإسلام
ألا تتفق معي في هذا؟؟؟؟؟
وبعيدا عن كل هذا
يبدوا لي بأنك لم تقرأ الكتاب الذي أرفقته لك في ردّي السابق على ما ذكرته
ولذلك سأجبر لك أنا بخاطرك هذه المرة!!!!!
وأضعه لك هنا لتقرأه أنت وبقيّة الأعضاء الكرام
ليعلم الجميع حقيقة هذا الدين

fares alsunna 11-26-2008 01:54 PM

رد: من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب في الأصل رسالة أعدت من المؤلف لنيل درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض


وكانت بإشراف فضيلة الأستاذ زيد بن عبد العزيز الفياض

بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة الطبعة الثالثة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين ، وبعد .
فهذه الطبعة الثالثة من كتاب (عقيدة الدروز ) أقدمها إلى القارئ الكريم ، راجيًا أن تلقى منه القبول والرضى كما في الطبعتين الماضيتين .
وقد عملت على تنقيح بعض ما جاء في الطبعة الماضية ، وزيادة بعض المواضيع والنقاط ، التي وجدت فيها أمورًا هامة يجب أن يتضمنها الكتاب .
ويهمني في هذه المقدمة أن أوضح بأن هذا الكتاب ليس موجهًا إلى طائفة أو أشخاص بعينهم ، وإنما هو توضيح وبيان يظهر الحقائق التي يجب على المسلم أن يعرفها عن عقائد الطوائف التي تعيش معه ؛ لأن المسلم وإن كان مطلوبًا منه أن يحسن معاملة من يعيشون معه من غير دينه - ، إلا أنه وفي الوقت نفسه محرم عليه أن يجامل على حساب دينه وعقيدته .
لذا فإني وإن كنت لا أطعن في وطنية كل مَنْ ينتسب إلى الطائفة الدرزية ، إلا أني وفي الوقت نفسه لا يمكن أن أنسب هذه الطائفة إلى الإسلام ، رغم أن هذا لا يعجب بعضًا من الدروز ، لكن الموضوعية والوصول إلى حقائق الأمور ، هي التي يجب أن تضيء لنا الطريق في هذه القضية .
وكم وددت أن يصلني عند صدور الطبعة الأولى بدل التهديدات والشتائم ، رسالة موضوعية من الدروز توضح فيه الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، ولكن مع الأسف لم تكن الموضوعية طريق هؤلاء ، فأمطروني بدل منها برسائل السب والشتم والتهديد .
ورغم ذلك ، فإني أكرر وأقول لست من الدين يُؤَلِّبُون صدر الدروز ، وإنما أريد أن أصل إلى حقائق الأمور في موضوع عقائدهم ، وأملي من الدروز أن يظهروا عقلية حكيمة ، وأن لا يبخلوا عليَّ ببعض التوضيحات والأمور التي يجدون فيها الصواب ، فلعل في هذه الطريقة ما يوصلنا إلى طريق الحق الذي نبتغيه .
وفي الختام ، أرجو الله العلي القدير أن يهدينا سواء السبيل ، سبيل الذين أنعم عليهم ، وأن ينفع بهذا الكتاب ، وبالله التوفيق .

الدكتور محمد أحمد الخطيب


4 جمادى الأولى 1408 ه


25 كانون أول 1987 م

fares alsunna 11-26-2008 02:00 PM

رد: من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله . فلا مضل له ، ومَنْ يضلّ ، فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسائر من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين ، وبعد .
فمنذ أن بزغ فجر الإسلام على هذه الأرض ، وأعداؤه من اليهود والصليبيين والمجوس وغيرهم يحيكون الفتن والمؤامرات ضد هذا الدين الحنيف ، محاولين أن يزعزعوا أركانه ، ويشككوا بفرائضه ، وينتقصوا من رسوله صلوات الله عليه ، ليطفئوا نوره .
ولهذا توالت الخناجر المسمومة من هؤلاء الأعداء ، يحاولون أن يغرزوها في جسم المجتمع الإسلامي ، وكان أول هذه الخناجر حركة الارتداد عن الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي وقف في وجهها بكل قوة وحسم الخليفة الصديق أبو بكر رضي الله عنه والتي دبرها المجوس واليهود .
ولما وجد هؤلاء الأعداء أن هذه الطريقة لم تجد في تفتيت هذا المجتمع اتخذوا وسيلة أخرى ليزرعوا خنجرهم المسموم ، وكان أن قام بهذا عبد الله بن سبأ اليهودي الحاقد ، والذي حاول من خلال تشيعه لعلي وآل البيت أن ينفث سمومه وأفكاره الهدامة ، بادعاء ألوهية علي بن أبي طالب ، والتحريض على قتل عثمان بن عفان رضي الله عنهما . وبالفعل فقد أصبح ابن سبأ أستاذًا لكل الفرق الأخرى التي ظهرت فيما بعد ، من خلال الأفكار الملحدة التي طرحها ، فظهرت فرق هدامة كثيرة ، كالفرقة الخطابية التي ادعت ألوهية جعفر الصادق ، ودعت أيضًا إلى الإباحية والتحلل من كل شيء .
وكان من تلامذة هذه الفرقة " ميمون القداح " ، ذلك المجوسي الحاقد على الإسلام والمسلمين ، والذي ادعى حب جعفر الصادق وتشيعه له ، فاستطاع بهذا وبمساعدة ابنه عبد الله أن يبثوا أفكارهم الإلحادية في نفس محمد بن إسماعيل حفيد جعفر الصادق ، فكانت أن ظهرت الباطنية الإِسماعيلية على يد القداح وابنه ، حيث قسمت إلى تسعة مراتب يترقى بها الداخل في هذه الفرقة ، فيتحلل أثناء ذلك من كل ارتباط له بالإسلام .
وادعى عبد الله بن ميمون بعد ذلك أنه من نسل آل البيت ، وبهذا الادعاء استطاع أن يؤسس أحفاده الدولة العبيدية في المغرب ، والتي كانت عونًا لكل مَنْ يكيد للإسلام والمسلمين متسترة بالإِمامة لآل البيت ، ولهذا فقد تَقَوَّى بها القرامطة ، فكانوا يتلقون أوامرهم منها ومن ملوكها ، ومع مرور الزمن زادت هذه الدولة قوة بفتحها لمصر سنة 385 ه على يد جوهر الصقلي في ملك المعز العبيدي ، فأصبحت منذ ذلك الحين مركزًا لهذه الدولة .
وفي سنة 386 ه تولى الحكم ملك جديد في هذه الدولة هو الحاكم بأمر الله ، والذي كان عنوانًا للغموض والأفعال الغريبة المنافية للعقل الصحيح ، سفاكًا للدماء ، يقتل بلا حساب ولا روية .
وما كانت هذه الأفعال إلا مقدمة لما كان يعتلج في نفسه بادعائه للألوهية ، فالتف حوله أشخاص حاقدون على الإسلام والمسلمين زينوا له هذه الفكرة الخبيثة ، فكان أن ظهر محمد بن إسماعيل الدرزي أولاً بهذا الادعاء ، وتبعه حمزة بن علي سنة 408 ه ، الذي يعتبر مؤسس مذهب الدروز الذي نحن بصدد بحثه - ، ذلك المذهب الذي لا يزال أتباعه للآن موجودين في سوريا ولبنان وفلسطين .
ونظرا لكثرة الفرق الضالة والموجودة بين ظهراني المسلمين ، والمزروعة في جسم المجتمع الإِسلامي ، أمثال هذه الفرقة ، وفرق النصيريين ، والإِسماعيليين ، والبهائيين وغيرهم ، وبسبب جهل أكثر المسلمين بهذه الفرق ، حتى أن بعضهم يعتبرها مذاهب إسلامية ، لذلك رأيت أن يكون عنوان رسالة الماجستير المقدمة مني هو عن ( عقيدة الدروز ) محاولاً فيها أن أبين لعامة المسلمين حقيقة مذهب هؤلاء ليتبين لهم الحق من الباطل .
وعلى هذا لست بالذي يزعم ، أني أسير في طريق لم يسلك من قبل ، فقد كتب في هذا الموضوع الوعر الشاق كثيرون([1])، ولم يخل الأمر من كتابات رائدة أدت دورًا مشكورًا ، ولكن مازال هنالك مجال واسع لمزيد من الدراسات لتتضح جنبات هذا الموضوع الشائك ، وتبرز كل خفاياه .
ومع الأسف الشديد ، فإن كل الدراسات الجيدة التي ظهرت عن الدروز ، كانت تختفي بعد طبعها من الأسواق بسرعة نادرة ، وما هذا إلا طريقًا من طرق الدروز في التعمية والتستر على ما يعتقدون ، فهم يسارعون إلى شراء الكمية من الأسواق ليبقى الناس على جهل بهم .
وكلي تَوَجُّه إلى الله سبحانه وتعالى ، أن يجعل دراستي هذه ، ذات أثر فعال في إعطاء المزيد من الضوء على هذه الطائفة ، بحيث أكون قد قدمت خدمة جليلة إلى المجتمع الإِسلامي ، بعونه تعالى وتوفيقه ، في سبيل أن يظهر الحق من الباطل .
وسيقوم بحثي هذا على دراسة العقيدة الدرزية من كل جوانبها ، متعرضًا لبعض الجوانب الرئيسية فيها بالبحث والنقض ، وخاصة القضيتين الرئيسيتين في هذه العقيدة ، وهما ألوهية الحاكم ، وتناسخ الأرواح .
وقد فرضت عليَّ طبيعة البحث ، أن أقوم بدراسة تاريخية لبعض الجوانب ، وخاصة حياة الحاكم ؛ لأنها الجانب الرئيسي التي استقى الدروز عقائدهم منها ، لذا كان لابد من استعراض جوانب كثيرة من حياة الحاكم لتكتمل الصورة في ذهن القاريء . وكذلك لحياة دعاة الدروز الأوائل ، والذين قام على أيديهم هذا المذهب .
وقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى ثلاثة أبواب ، يسبقها تمهيد عن الطائفة الإِسماعيلية الباطنية ، والتي انبثق عنها الدروز وأخذوا منها الكثير من عقائدهم ، وفي نهاية الأبواب الثلاثة خاتمة أتحدث فيها عن نتيجة هذا البحث ، وحكم الإِسلام فيهم وفي معاملتهم ، فيكون الهيكل العام للرسالة على الشكل التالي :
التمهيد : نشأة الدروز وصلتهم بالإِسماعيلية الباطنية :
وهو بحث لابد منه بين يدي دراستنا ، وفيه أتحدث عن نشأة الإِسماعيلية الباطنية ، والظروف التي نشأت فيها ، والعقائد التي تأثرت بها ، وكذلك عن كيفية قيام الدولة العبيدية ، والتي اتخذت عقائد الإِسماعيلية عقائد لها ، وأخيرًا عن كيفية قيام المذهب الدرزي في عهد الحاكم بأمر الله ، على يد الدرزي وحمزة بن علي ، متعرضًا خلال ذلك لكثير من العقائد التي أخذها الدروز عن الإِسماعيلية .
وبهذا تتضح كل الأمور الرئيسية التي لابد من بيانها ، قبل الدخول في هذا البحث .
الباب الأول – شخصية الحاكم بأمر الله ، وأثرها في عقيدة الدروز ، وأشهر دعاة الدروز وآراؤهم :
ويحوي هذا الباب ثلاثة فصول هي :
الفصل الأول : الحاكم بأمر الله : حياته وآراؤه وأثرها في عقيدة الدروز .
أعرض في هذا الفصل ، لتفاصيل كثيرة من حياة الحاكم بأمر الله ، وجوانب هامة من آرائه عند الدروز على أنها أفعال تصدر من إله ، معتمدًا في كل هذا على نصوص كثيرة من رسائلهم وكتبهم المقدسة .
الفصل الثاني تطور المذهب الدرزي بعد الحاكم :
وأعرض فيه ، عن التطورات التي جدت على عقائد الدروز بعد مقتل الحاكم ، وكذلك عن تطورها في الوقت الحاضر بظهور ما يسمى ب ( مصحف الدروز ) .
الفصل الثالث أشهر دعاة الدروز وآراؤهم : أتحدث فيه عن أشهر دعاة الدروز الذين قام المذهب على أيديهم ، وخاصة الدرزي ، وحمزة بن علي ، والفرغاني ، والظروف التي قاموا بها ، والخلافات التي قامت بينهم ، وأشهر العقائد التي نادوا بها .
الباب الثاني – عقيدة الدروز والرد عليها :
ويتضمن فصلين اثنين :
الفصل الأول عقيدة الدروز :
ويحوي المباحث التالية عن عقائدهم ، والتي أدرسها بتفصيل ، معتمدًا في ذلك على نصوص رسائلهم وكتبهم :
1 ألوهية الحاكم عندهم .
2 التناسح والتقمص والحلول .
3 الحدود الخمسة .
4 عقيدتهم في اليوم الآخر والثواب والعقاب .
5 عقيدتهم في الأنبياء .
6 عقيدتهم في التستر والكتمان .
7 رسائلهم وكتبهم المقدسة .
الفصل الثاني – الرد على عقيدتهم .
ويتضمن مبحثين اثنين :
أرد فيهما على عقيدتين مهمتين من عقائدهم ، وهما مفهومهم في الألوهية ، وحلول اللاهوت في الناسوت ، والثاني إبطال قولهم بالتناسخ والرجعة ، معتمدًا في ذلك على كثير من الآيات القرآنية الكريمة التي نقضت هذه المفاهيم من أساسها :
1 إبطال مفهوم للألوهية ، وحلول اللاهوت في الناسوت .
2 إبطال قولهم بالتناسخ والرجعة .
وقد اخترت هاتين العقيدتين للرد عليهما ، لأنهما اللبنة الرئيسية في العقيدة الدرزية ، وبإبطالهما يتبين بطلان هذا المذهب .
الباب الثالث – شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم وموقفهم من الأديان والفرق الأخرى .
ويحوي فصلين اثنين :
الفصل الأول شريعة الدروز وتقسيم المجتمع عندهم .
ويتضمن المباحث التالية :
1 نقضهم أركان الإسلام ، وفرضهم بدلها سبع دعائم تكليفية : وأتحدث فيه عن موقفهم من أركان الإِسلام ، في رسالة حمزة الخاصة بنقض هذه الأركان ، وعن فرضه بدلها ما سماه بسبع دعائم تكليفية ، وفي هذا يتبين موقفهم العام من الإِسلام .
2 الزواج والطلاق والوصية عندهم : وأتحدث فيه عن أهم الأحكام والشرائع الخاصة بهم ، وخاصة في الزواج والطلاق والوصية وغير ذلك .
3 تقسيم المجتمع الدرزي : أتحدث في هذا المبحث عن تقسيم المجتمع الدرزي ، إلى عقال ، وجهال ، وطبقاتهم ، وكيفية دخول الجاهل في سلك العقال .
الفصل الثاني موقف الدروز من الأديان والفرق الأخرى .
وأتحدث فيه عن موقفهم من اليهودية والمسيحية والطائفة النصيرية ، وذلك من خلال رسائلهم التي تتحدث عن ذلك .
وبعد هذه الأبواب الثلاثة ، يصل البحث إلى خاتمته ، وأهم النتائج التي خرجت بها من هذا البحث . وحكم الإِسلام في هذه الطائفة ، وحكم معاملتهم .
وأما بالنسبة للمراجع والمصادر ، فقد اهتممت بكل ما كتب عن هذه الطائفة ما لهم وما عليهم قديمًا وحديثًا ، أما القديم فمن رسائلهم المخطوطة والموجودة في كثير من
مكتبات الجامعات الأجنبية ، ومن الكتب التاريخية التي تحدثت عنهم وعن عقائدهم مطبوعها ومخطوطها ، وأما الحديث منها ، فمن كتب عنهم مادحًا أو ذامًا لهم ، وقد يكون فيه فائدة ونفع .
وهذا لا يعني أني أخذت كل ما فيها دون روية وتمحيص ، بل عمدت جاهدًا إلى البحث المستقصى ، ولذلك لم أعتمد على نسخة واحدة من مخطوطات رسائلهم ، بل قارنت بين نسخ كثيرة من رسائلهم الموجودة في أماكن متفاوتة ، لأصل بعد ذلك إلى النتائج السليمة ، بعون الله .
وأخيرًا ... فهذا الجهد هو جهد مُعَرَّضٌ للخطأ والصواب ، فلابد من هفوة أو هفوات ، وإلا لكان الكمال لمن خُلِقَ ضعيفًا وهذا لا يكون .
ولا يفوتني ، في ختام هذه المقدمة ، أن أتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان والتقدير لفضيلة الأستاذ زيد بن عبد العزيز الفياض الذي منحني من وقته وعلمه ما لا أقدر على شكره ، وإلى كل مَنْ مَدَّ إليَّ يد العون والمساعدة وخاصة الأستاذ زهير الشاويش ، راجيًا الله العلي العظيم أن يُوَفِّقَ الجميع لما يحبه ويرضاه .
وختامًا أدعو الله سبحانه وتعالى ، أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه تعالى ، وأن ينفع به ، وأن يُوَفِّقَ الجميع لما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
* * * * *


(1) من أمثلة ذلك : الدراسة الجيدة عن الدروز التي كتبها الدكتور محمد كامل حسين بعنوان ( طائفة الدروز ) سنة 1962 م وما كتبه من قبل الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض بحلقات في مجلتي المنهل وراية الإسلام الصادرتين بجدة والرياض في 1379 ، 1380 ، 1381 ه



fares alsunna 11-26-2008 02:01 PM

رد: من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟
 
التمهيد


نشأة الدروز وصلتهم بالإِسماعيلية الباطنية


-1-

الدروز لغة :
جاء في القاموس ما يلي :
(( الدَّرْزُ : واحد دُرُوز الثوب ونحوه ، وهو فارسي معرَّب ، ويقال للقمل والصِّئْبَان : بنات الدُّرُوز )) . وبنو دَرْزٍ : الخياطون والحاكة ، وأولاد دَرْزَةَ : الغوغاء . والعرب تقول للدَّعِيِّ : هو ابن دَرْزَةَ ، وذلك إذا كان ابن أَمَةٍ تُساعي فجاءت به من المُسَاعاة ولا يعرف له أب ))([1]).
أما طائفة الدروز فهم فرقة باطنية يعتبرون أنفسهم منذ ما يقرب من ألف سنة في دور الستر ، فلا يكشفون أمر عقائدهم بما يلقي الضوء على مذهبهم .
( والباطنية بعامة مذهب خفي اتخذه أصحابه وقاء من نقمة مخالفيهم في الاعتقاد ، شرعة اليونان القدماء ، فهو منسوب إلى أرسطو وأفلاطون وأتباع فيثاغورس . ومن هذه المصادر الثلاثة انحدر المذهب إلى الدروز ، الذين يعتبرون هؤلاء الفلاسفة أسيادهم الروحيين ، ثم طبقوا هذا المذهب على التعاليم الإِسلامية ، ثم أحاطوه بالحذر والكتمان حتى اليوم ) ([2]) .
( واسم الدروز كان ولا يزال مثار مناقشات عديدة بين الكُتَّاب والمؤرِّخين ، فالمعروف أن هؤلاء الأقوام لا يحبون أن يلقبوا بهذا اللقب ، ويستنكرون أن ينسبهم أحد إلى الداعي نوشتكين الدرزي ، الذي رأينا أنهم يرمونه بالإِلحاد .
والخروج عن دعوتهم وعقيدتهم ، ويطلقون على أنفسهم اسم ( الموحِّدين ) وهو الاسم الذي عرفوا به في كتبهم المقدسة ) ([3]).
وهذا يوضح أن لقب الدروز ، كان نسبة إلى نشتكين الدرزي ، ولكن الأستاذ سليم أبو إسماعيل يقول : ( إن الدرزية نسبة عسكرية لا مذهبية ، وأنهم ينتسبون إلى القائد الفاطمي أبي منصور أنوشتكين الدرزي )([4]) .
ولا شك أن هذا الكلام لا يستند إلى أي واقع تاريخي ، ذلك لأن هذا القائد قد ظهر بعد عصر الحاكم ، ولا يوجد أية علاقة بينه وبين هذه الطائفة .
وهناك مَنْ يقول أن نسبهم يعود إلى ( الكونت دي دروكس ) الفرنسي أحد قادة

(2) ابن منظور / لسان العرب ج 5 ص 348 .

(3) عبد الله النجار / مذهب الدروز والتوحيد ص 28 .

(4) محمد كامل حسين / طائفة الدروز ص 8 .

(5) سليم أبو إسماعيل / الدروز وجودهم مذهبهم وتوطنهم ص 64 , 65 .


الساعة الآن 06:58 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011