عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2009, 04:31 AM
 
Post " الرواية التي لم تكتمل بعد ......! .. ولن تكتمل " ...

(((((الأغلال المدللة ))))))

" الرواية التي لم تكتمل بعد ......! .. ولن تكتمل " ...

- (((((( نهاية البداية ...



ما أقسى مرارة الارتكاز على (عنتريات) لفظية بالية .. تعمل بخبث مليء بسم زعاف .. بطيء المفعول .. لضرب أهدافه التي ما زال يرعاها في كل ليلة مقمرة .. وعلى إطلالة إشراق أول خيط من خيوط الصحوة الدافئة .
تلك هي( الفخاخ) التي ينصبها الصيادون لعرقلة نمو الياسمينة في أديم أرض خصبة قابلة لاستقبال حياة حافلة بالأريج والطيب والعبق المنعش .
ولكن (حب الاستحواذ) والتلذذ بمرارة الاعتقال ، والبهجة لمنظر الأغلال المحاطة بمعصم حسناء بريئة .. هي من شيم( راشد) المدلل .. الذي ما فتيء يعض بمليء فيه أغصان غضة ناعمة .. وقد( جرد) من كل قلب وحس إنساني نبيل .. لدلال لحق به منذ بدء نمو جسمه الغض الصغير . والويل لمن يقف في طريقه ، أو يحجب عنه دلال أمه التي تبين لها .. بعد أن شربت من السنين العجاف المر والحرمان .. (خطأ) يديها وقلبها .. حينما أضاعت وظيفة الحنان والدلال .
فهل ( الندم) كاف الآن ( يا أم راشد)؟!..
وهل ما زالت الحسرة تنهش في قلب أم كسير مرهق ساهد ؟
وما ذنب ( الياسمينة) التي حولها راشد من فراشة ما ئسة .. إلى علبة راكدة على الطرقات والساحات .. يلوكها ويركلها من يشاء .. وكيفما أراد ..؟! ..
فلك الله( يا ضحيتنا) المطعونة المهانة .. داخل أسوار العزلة المهابة ؟

*****

- ((((((( بداية النهاية ..


أصوات الفرح والطبول والنساء تختلط محدثة جلبة صارخة ذات رنين وفرقعات مزعجة يصاحبها سيمفونيات غنائية متعددة يحملنها النساء والفتيات – على وجه الخصوص – ليستمتعن بهذه المناسبة السعيدة ، فهي فرصة لهن لإظهار جمالهن ومهارتهن في فن الرقص – واللفح – والميلان الذي يشد إليهن أنظار النساء الكبار أمهات الشباب لكي تختار كل واحدة منهن الفتاة الملائمة لابنها حتى وإن كان هذا الابن لا يمتلك من مقومات الوسامة والجاذبية ، أو الرجولة القادرة على لفت الانتباه أو تحمل المسؤولية الأسرية . فالمهم في نظرهن هو الزواج . الزواج ولا غير سواه ! .

*****

وفي ممرات القصر تكاد تختنق من الرؤوس المتفاوتة في القصر والطول ، في الحجم والمساحة والشكل ، فالأطفال هم ملح الأفراح - كما تدعي إحدى المدعوات – وقد اشتكت( نهلة) من الشيطنة الطفولية غير العادية التي يحدثها الأطفال ، إضافة إلى عدم احترامهم للكبير ، والعمل على إتلاف محتويات القصر والعبث في الطاولات والكراسي الشاغرة وقلبها رأسأً على عقب . والكل مكانك سر ، فالأمهات لا يسوؤهن هذا بل لا يلتقين بأطفالهن إلا عند الانتهاء من وليمة العرس . وهذه أم المصائب؟! .
فتجد أغلب النساء قد افترشن الأرض جلوساً لهن ، بل وسريراً يتمطين على صالة الفرح ، بل وعلى الممرات إن اضطررن إلى ذلك ..! من جراء التعب الذي لحق بأجسادهن من كثرة الرقص والضحك والثرثرة ذات الجلبة المزعجة والمنفرة حتى تشك في وصفهن بالجنس الناعم .

*****

ترى الفتيات وقد حملت كل واحدة منهن الشريط الغنائي المفضل لديها ، والتي تدربت سلفاً على إيقاعاته رقصاً وهزاً ، وإن كن دائماً يفضلن المفاجئة في المرقص من حيث نوعية الحركات والميلان تحت إيقاعات الأغنية المحببة لديهن ، فتجدهن قد أفردن شعورهن الطويلة التي يغلب عليها اللون الأشقر أو البني - على حسب أذواقهن المتوارثة- وتمايلن بأعناقهن بحركات دائرية تلتف معها أمواج من الشعور الفاتنة الجميلة . وقد زين أجسادهن بفساتين ذات مسحة شرقية أصيلة ، فهو عبارة عن قماش ذات ألوان متعددة تحمل تموجات جميلة ، أو ألوان فاقعة ، أو دانتيل لمن أرادت التميز.. ينسدل على كافة أجسادهن ، ولا يفضلن كثيراً الفساتين العارية ، بل الأكمام القصيرة ، وقد تجملن بالكحل الأسود الذي إن لم يرسم العين كاملة فإنه يبرز جمالها وتألقها في مناسبة الكل يحرص فيها على أن تكون لها السمعة والانبهار المستحسن . ومن ثم الزواج وفقط ! .

*****

ترى( أم راشد) وقد غربلتها الفرحة حتى أخمص قدميها ، فمعظم وقتها كانت جالسة بالقرب من مدخل صالة الفرح والمرقص ، ترحب وتزغرد وتوزع ابتسامات هنا وهناك . وتعمل على استمرار الطرب والفرح لكي تنبلج أسارير النساء المتراميات هنا وهناك ، وتبتهج أخاديد الفتيات المهلوسات رقصاً وطرباً .
خطت (نهلة) خطوات بطيئة .. نازلة من منصة الرقص تحاول ألا تتعثر بفستانها الفاتن اللامع ، وكعبها العالي.. الجميل ..
خطوات بطيئة تحاول جاهدة دفع شراسة الأطفال الذين أفسدوا عليها الفرحة بزفاف أخيها المدلل ، وقد أملت و خططت لفرح أسطوري أرستقراطي مرتب ولكن من يفكر ويسعى جاهداً لهذا( يا نهلة) ! وأنت الوحيدة الحالمة في تغيير شيء بسيط في عادات المجتمع وممارساتهم المناسباتية لكي يكونوا أكثر رقياً وتطوراً ولباقة .
تقدمت( نهلة) وقد ترنحت ما بين علبة بيبسي ملقية هناك ..وما بين أكياس بطاطس مقرمشة قد جلبتها للأطفال حجة أفريقية تتربع على مدخل القصر تتصيد الأطفال وتحكم القبض على لعابهم طيلة مدة الفرح حتى لا يبرحوا المكان إلا وقد نفدت جميع بضاعتها الرديئة مستغلة بذلك الجوع الذي يلحق بالأطفال من كثرة اللعب والتعب والإرهاق .
علقت بكعب( نهلة ) علكة لبان ممضوغة ، وقد بدا واضحاً الضجر والتأفف على ملامحها ، فأطلقت صرخة على من بجانبها من الحضور :
- إيش هذا القرف ، أف .
وقد تغيرت ملامح المرأة عند سماعها لهذه الكلمات سيما وأن( نهلة ) من أهل الفرح ، فبدلاً من المبادرة إلى الترحيب بهن تسمعهن مثل هذه الكلمات المتضجرة – وهل تلام نهلة - ؟! .
فقالت ابنة المرأة موجهة الخطاب إلى( نهلة ) وقد اعتلت أوداجها بكثبان من الغضب والحنق :
- والله اللي متضايق من الناس وما يبيهم لا يعزمهم أحسن .
فالتفتت إليها( نهلة) بنظرة جانبية واستدارت برأسها ولوت شفتيها قائلة :
- أف .
وهي تحاول في هذه اللحظات إخراج اللبان اللاصق تحت كعبها الأنيق .
تقدمت ( نهلة ) من والدتها التي كانت تثرثر مع عجوز بجانبها عن أعراس زمان ، والتمام شمل الناس في هاتيك الأيام .
اقتربت( نهلة) من والدتها قائلة لها :
- إيش هذا يا أمي روحي شوفي البزورة كيف مالين صالة الرقص وراكبين فوق الكراسي كأنهم قرود ، بسم الله الرحمن الرحيم ، والله هذي ما هي حالة .
- يابنيتي خلي الناس تستانس وتفرح ، ترى الدنيا زايلة .
- طيب ما قلنا شيء ، بس على الأقل ترتيب شوي ، كل وحده تمسك بزورتها ، ما هو الوحدة تجيب وترمي على الناس .
فردت العجوز الجالسة بجوار والدتها ، قائلة :
- معليش يا بنيتي أصبري . عشان الناس ما يقولون هذي متوذية .
- نصبر . هو عندنا غير الصبر . والفرج من عند الله .

*****

في هذه اللحظات تتراءى لنا(منال ) وهي في كامل زينتها .. الممزوجة بأتراحها وأحزانها العميقة . وقد غرقت رموش عينيها في وحل من الدموع الممزوجة بالكحل والمساحيق التي وضعت على وجهها بطريقة متقنة ومبهرة .
ها هي تنتظر توالي استكمال مسلسل القهر والانصهار والخنوع لعادات وتقاليد ما زالت سارية المفعول في زمن حضاري متطور .
ولكن الواقع يقول لها ... هذا هو واقعك ومصيرك .. وما عليك إلا أن تتكيف معه .. فالأهم هو إرضاء النصف الآخر .. وما أنت إلا شمعة تحترق لتسعده وتسليه ، وتذهب عن كاهله شقاء الدنيا وتعسها !!..
يالهذه التناقضات .. والازدواجية في المعايير ! في مجتمع أتقن فن النظريات ، وتفنن في طرحها والدفاع عنها ! .. قبل أن يئدها وينقض غزلها داخل البيوت المغلقة ! .
تأتي( المصورة) لتلتقط صوراً( لمنال) كذكرى جميلة لعروس مطعونة .. غائبة عن عالم يمرح طرباً وفرحاً احتفاء بها .. وتهنئة لها .. وغبطة منها .
انزعجت( المصورة) التي تنتمي إلى إحدى الدول العربية من منظر الدموع التي انهمرت وما زالت على وجه (منال) اللدن .. فألقت عليها محاضرة طويلة .. عن كيفية الاحتفاء بليلة العمر ، وأن لا تجعل الفرح يسيطر على مشاعرها بشكل سلبي خوفاً وحياء ؟!! .. بل عليها أن تبرز مشاعرها السعيدة وأن ترقص وتطرب في ليلة ما أقيمت إلا احتفاء بها .
كادت( منال) أن تنفجر ضيقاً من هذه الثرثرة المزعجة فضج صوت بداخلها يرجوها بأن تصمت .. أن تصمت .. وكفى .

*****

كانت( نهلة ) على علم بمشاعر( منال ) السلبية تجاه أخيها( راشد) .. وقد حاولت مراراً وتكراراً أن تمنع هذا الزواج .. وأن تبين وتبرهن لوالدتها بأن ( راشد ) لا يصلح لشيء في هذه الحياة .. فهو إنسان مدلل غير عابه بالحياة ولا يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه فكيف بغيره ؟!.. وسوف تظلم ( منال ) بهذا الزواج غير المتكافئ .
فتلقت من والدتها إشارة حمراء غاضبة تنبعث من شرارة عينيها ، تأمرها بالصمت . وألا تتفوه في هذا الموضوع بتاتاً .. وأن تحتفظ برأيها لنفسها .وإلا فالويل لها ؟!! .
مرت فصول هذه المناسبة بشكل روتيني تقليدي .. الكل يتصنع الفرح ؟!.. ويلهيه الطرب والرقص عن الالتفات إلى بواطن نفسه .. ليكتشف ذاته ويعرف طريقها المغيب المطموس .. وعالمها الرحب الذي ضيقه المجتمع بالتعسف .. والقوانين .. والعادات المجحفة .. والانغلاق ! .. وطمس معالم الطريق لنفوس كثيرة حتى تعمى بصيرتها ولا ترى إلا سوار القبيلة ؟!.

*****


.......... انتهت قبل أن تكتمل.....!
ولن تكتمل .....؟
لأن ( الزمن والواقع ) ... كفيل بمتابعتها .. وبمعرفة أسرارها وصخبها ....!

.......... وإكمال مسلسل السلطة الأقوى ...
في كهوف الأغلال المدللة ....
ذات النظرة العتيقة .... القاصرة ؟!!

بقلمي .............1427ه
  #2  
قديم 01-05-2009, 06:33 AM
 
رد: " الرواية التي لم تكتمل بعد ......! .. ولن تكتمل " ...

مشكورة اختى وجزاكى الله خير
  #3  
قديم 01-05-2009, 01:27 PM
 
رد: " الرواية التي لم تكتمل بعد ......! .. ولن تكتمل " ...

الأخ / كحل العين ...

شكراً لحضورك هنا .
  #4  
قديم 01-05-2009, 08:08 PM
 
رد: " الرواية التي لم تكتمل بعد ......! .. ولن تكتمل " ...

مشكورة يالغلا .
دمتي بود غاليتي .
  #5  
قديم 11-07-2009, 09:48 AM
 
دام قلمك مميزا
وجزاك الله خيرا
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نبدة عن الرواية الأسطورية شفرة دافنشي للكاتب الأمريكي دان براون نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 01-29-2015 07:54 PM
الرواية الرومانسية ღ♥ღ روابط الحب ღ♥ღ رواية حالمة fafa11 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 12-29-2008 06:04 PM
لملمة لم تكتمل ..الكأس نفسها ونصف الرغيف وشل أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 82 11-23-2007 10:22 PM
حتى تكتمل اناقتك تجنبي الاتي ! رومانتيكي الحياة الأسرية 1 09-22-2007 09:16 PM


الساعة الآن 05:35 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011