عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   عقيدة الولاء والبراء في الإسلام ...موضوع مهم جداً (https://www.3rbseyes.com/t92121.html)

fares alsunna 02-03-2009 10:43 PM

عقيدة الولاء والبراء في الإسلام ...موضوع مهم جداً
 
عقيدة الولاء والبراء في الإسلام

قد نهى الله سبحانه وتعالى عن موالاة أعدائه من اليهود والنصارى والمشركين في مواضع كثيرة من القرآن وأخبر أن موالاتهم تنافي الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وأنها سبب للفتنة والفساد في الأرض وأن من والاهم ووادهم فليس من الله في شيء وأنه من الظالمين الضالين عن سواء السبيل وأنه مستوجب لسخط الله وأليم عقابه في الآخرة والآيات في هذا كثيرة .

الأولى منها : قول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق } إلى قوله تعالى : { تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل } ثم حث تعالى عباده المؤمنين على متابعة خليله إبراهيم والتأسي به وبمن آمن معه في معاداة أعداء الله تعالى والتبري منهم ومما يعبدون من دون الله تعالى وإظهار العداوة لهم والبغضاء ما داموا على الكفر بالله فقال الله تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده } ومن لم يتأسى بإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في معاداة أعداء الله تعالى وإظهار العداوة والبغضاء لهم ، فله من سفه النفس بقدر ما ترك من ملة إبراهيم الخليل ، كما قال تعالى : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه } .

الآية الثانية : قوله تعالى : { إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } .

الآية الثالثة : قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور } .

الآية الرابعة : قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } ثم حذر تبارك وتعالى من موالاتهم بأبلغ التحذير وتوعد على ذلك بأشد الوعيد فقال تعالى : { ومن يتولهم منكم فإنّه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } قال بعض المفسرين : " فيه زجر شديد عن إظهار صورة الموالاة لهم وإن لم تكن موالاة في الحقيقة " وأقل الأحوال في هذه الآية أنها تقضي تحريم موالاة أعداء الله تعالى وإن كان ظاهرها يقتضي كفر من تولاهم ولهذا روي عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال : " ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر وتلا هذه الآية " وروى ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال : " قال عبد الله بن عتبة : ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر . قال : فظنناه يريد هذه الآية " .

وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : " قلت لعمر رضي الله عنه إن لي كاتبا نصرانيا قال : مالك قاتلك الله أما سمعت الله يقول : { ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } ألا اتخذت حنيفا ؟ ( يعني مسلماً ) قال : قلت يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه . قال : لا أكرمهم إذا أهانهم الله ولا أعزهم إذا أذلهم الله ولا أدنيهم إذا أقصاهم الله " .

وورد على عمر رضي الله عنه كتاب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : " أما بعد يا أمير المؤمنين فإن في عملي كاتبا نصرانيا لا يتم أمر الخراج إلا به فكرهت أن أقلده دون أمرك . فكتب إليه : عافانا الله وإياك قرأت كتابك في أمر النصراني أما بعد : فإن النصراني قد مات والسلام " يعني أن هذا النصراني قدّر أنه مات فما كان معاوية سيفعل بعد موته فليفعل الآن وهذا أمر من عمر - رضي الله عنه - لمعاوية - رضي الله عنه - بإبعاد النصراني وتولية غيره من المسلمين مكانه من غير مراجعة وإخبار له بأن المسلمين في غنية عن النصارى واليهود .

وفي قول عمر رضي الله عنه دليل على أنه لا يجوز للمسلمين أن يولوا في أعمالهم أحداً من أعداء الله تعالى لأن في ذلك طريق لتجسسهم على المسلمين وإكراماً لهم وإعزازاً وهو خلاف ما شرعه الله من إهانتهم وإذلالهم وإقصائهم والتاريخ شاهد على خيانتهم للمسلمين قديماً وحديثاً كما حدث مؤخراً للحكومة السودانية مع قرنق النصراني الذي انشق عن الحكومة وأفسد البلد .

الآية الخامسة : قوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } وهذا نهي من الله عن موالاة أعدائه من أهل الكتاب وغيرهم من سائر المشركين وإخباراً منه تعالى بأن موالاتهم تنافي الإيمان ، ولهذا قال تعالى : { واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } قال إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسير هذه الآية : " لا تتخذوهم أيها المؤمنون أنصاراً وإخواناً وحلفاء فإنهم لا يألونكم خبالا وإن أظهروا لكم مودة وصداقة " .

الآية السادسة : قوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره : " ينهى الله تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين يعني مصاحبتهم ومصادقتهم ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم وقوله : { أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } أي حجة عليكم في عقوبته إياكم " .

وقال أبو جعفر بن جرير الطبري يقول : " لا تعرّضوا لغضب الله بإيجابكم الحجة على أنفسكم في تقدمكم على ما نهاكم ربكم من موالاة أعدائه وأهل الكفر به " .

الآية السابعة : قوله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } وهذا وتهديد شديد عن موالاة أعداء الله تعالى وموادتهم ، فينبغي للمسلم أن يحذر أشد الحذر من أن يكون من الذين يحسبون أنهم على شيء وهو من الخاسرين الذين ليسوا من الله في شيء والعياذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه . قال المناوي في " شرح الجامع الصغير " له : " الإقبال على عدو الله وموالاته توجب إعراضه عن الله ومن أعرض عنه تولاه الشيطان ونقله إلى الكفر " وقال الزمخشري : " وهذا أمر معقول فإن موالاة الولي وموالاة عدوه متنافيان " .

ولقد أحسن العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - حيث قال في نونيته المشهورة :

أتحب أعداء الحبيب وتدعي ***** حباً له ما ذاك في إمكانِ

وكذا تعادي جاهداً أحبابه ***** أين المحبة يا أخا الشيطانِ

وثم قال تعالى : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } قال البغوي - رحمه الله - في تفسيره معنى الآية : " أن الله تعالى نهى المؤمنين عن موالاة الكفار ومداهنتهم ومباطنتهم ، إلا أن يكون الكفار غالبين ظاهرين ، أو يكون المؤمن في قوم كفار يخافهم فيداريهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان دفعاً عن نفسه من غير أن يستحل دماً حراماً أو مالاً حراماً أو يظهر الكفار على عورة المسلمين والتقية لا تكون إلاّ مع خوف القتل وسلامة النية ، قال الله تعالى : { إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } ثم هذه رخصة فلو صبر حتى قتل فله أجر عظيم " وروى أبو نعيم في كتاب " الحلية " عن علي بن الحسين زين العابدين أنه قيل له : " ما التقاة ؟ ، قال : أن يخاف جباراً عنيداً أن يفرط عليه أو أن يطغى " .

وقال ابن القيم - رحمه الله – : " معلوم أن التقاة ليست بموالاة ولكن لما نهاهم عن موالاة الكفار اقتضى ذلك معاداتهم ، والبراءة منهم ، ومجاهرتهم بالعدوان في كل حال إلا إذا خافوا من شرهم فأباح لهم التقية وليست التقية موالاة لهم " .



وقوله : ( ويحذركم الله نفسه ) قال أبو جعفر بن جرير : " يعني بذلك متى صرتم إليه وقد خالفتم ما أمركم به وأتيتم ما نهاكم عنه من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين نالكم من عقاب ربكم مالا قبل لكم به يقول فاتقوه واحذروه أن ينالكم ذلك منه فإنه شديد العقاب " .

الآية الثامنة : قوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون } وهذا أمر من الله تعالى بمعاداة أعدائه ولو كانوا أقرب قريب كالآباء والأبناء والإخوان والعشيرة ، وفي النص على الأقارب دليل على أن عداوة من سواهم من الكفار من باب أولى .

الآية التاسعة : قوله تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } قال البغوي - رحمه الله - : " أخبر أن إيمان المؤمنين يفسد بموادة الكفار وأنّ من كان مؤمنا لا يوالي من كفر وإن كان من عشيرته " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " أخبر سبحانه وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافراً فمن واد الكفار فليس بمؤمن " .

ثم أثنى الله على الذين يعادون أعداءه ويتقربون إليه ببغضهم أن أثبت لهم الإيمان والتأييد منه ووعدهم الثواب الجزيل في الدار الآخرة مع الرضى عنهم فقال تعالى : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } .

الآية العاشرة : قوله تعالى : { بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا } وروى عبدالله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله  يقول : ( من اعتز بالعبد أذله الله ) .

الآية الحادية عشرة : قوله تعالى : { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا } .

الآية الثانية عشرة : قوله تعالى : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون } وهذا نهي من الله تبارك وتعالى عن الركون إلى الظالمين من الكفار والمنافقين والفساق والفجار وإخبار منه تعالى بأن الركون إليهم موجب للعذاب في الدار الآخرة قال الجوهري والهروي وغيرهما من أهل اللغة : " الركون السكون إلى الشيء والميل إليه " وقال البغوي : " هو المحبة والميل بالقلب " .

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية : " لا تميلوا إلى الذين ظلموا " وعنه أيضاً : " هو الركون إلى الشرك ". وعنه : " لا تداهنوا " وقال السدي : " لا تداهنوا الظلمة " وقال أبو العالية : " لا ترضوا بأعمالهم " و قال بعض العلماء : " معنى تصطنعوهم تولّوهم الأعمال كمن يولي الفُساق والفجار " وقال الزمخشري : " النهي متناول للإنخراط في هواهم والإنقطاع إليهم ومصاحبتهم والرضى بأعمالهم والنسبة إليهم والتزيي بزيهم " وقال بعض العلماء : " وكذلك مجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم ومدلين إلى زهرتهم وذكرهم بما فيه تعظيم لهم " .

الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم } قال الجوهري : " بطانة الرجل وليجته " وقال ابن الأثير : " بطانة الرجل صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله " وقال البغوي في قوله تعالى { لا تتخذوا بطانة من دونكم } : " أي أولياء وأصفياء من غير أهل ملّتكم وبطانة الرجل خاصته تشبيها ببطانة الثوب التي تلي بطنه لأنهم يستبطنون أمره ويطّلعون منه على مالا يطلع عليه غيرهم ثم بين العلّة في النهي عن مباطنتهم فقال جل ذكره { لا يألونكم خبالا } أي لا يقصرون ولا يتركون جهدهم فيما يورثكم الشر والفساد " .

وقال القرطبي في تفسيره : " نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكافرين واليهود وأهل الأهواء دخلاء وولائج يفاوضونهم في الآراء ويسندون إليهم أمورهم " وروى ابن أبي حاتم عن أبي الدهقانة قال : " قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنّ ها هنا غلام من أهل الحيرة حافظا كاتبا فلو اتخذته كاتبا ، فقال : قد اتخذت إذاً بطانة من دون المؤمنين " وقال ابن كثير - رحمه الله - : " ففي هذا الأثر مع هذه الآية دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين واطلاع على دواخل أمورهم التي يخشى أن يفشوها إلى الأعداء من أهل الحرب " .

فكيف بمن يُعادي المسلمين من أجلهم ويدافع عنهم على ظلمهم كما يفعل بعض الجُهال الذين توارثوا هذا الجهل عن أبائهم وأجدادهم ؟ نعوذ بالله من الجهل ونسأل الله الفقه في الدين ومتابعة سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .


موسى بن سليمان السليمان

fares alsunna 02-03-2009 10:45 PM

رد: عقيدة الولاء والبراء في الإسلام بقلم:موسى بن سليمان السليمان
 
سئل معالي الشيخ / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ :
سؤال: لا شك ولله الحمد أن هذه البلاد تأثرت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ورزقة من ذريته من يسير على طريقته، والملاحظ أن الناس إذا كلمتهم عن أمور العقيدة قالوا : عقيدتنا سليمة ولكن إذا نظرنا إلى الواقع تحيرنا الولاء والبراء هل هو من أمور التوحيد ، كيف يكون التوحيد سليما ونحن نجد أن معظم المؤسسات والناس يقربون الكفار والبوذيين والنصارى وبعدون أهل الإسلام؟

جواب: الولاء والبراء هو معنى كلمة التوحيد، حقيقة كلمة التوحيد هو الولاء والبراء.
سأل رجل من طلاب العلم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - سأله فقال: هل الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد، أم هو أمر خارج عنها أي واجب مستقل؟
فقال: واأسفاً على العلم الذي عندك، أنك لم تعرف مكانة الولاء والبراء في دين الله، الولاء والبراء هو لا إله الإ الله محمد رسول الله، كلمة التوحيد ولاء وبراء ، قال - جل وعلا - في سورة الزخرف : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ {27} وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {28} ، والكلمة التي بقيت في عقب إبراهيم هي كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" وتفسيرها قوله : { إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } براءة من المعبودات ومن الشرك والكفر وموالاة وولاء لله ولدينه وتوحيده.

الولاء والبراء معناه الحب والبغض، الواجب منه الذي من فقده فقد الإسلام؛ أن يبرأ من الشرك بمعنى أن يبغض الشرك، وأن يوالي التوحيد بمعنى أن يحب التوحيد، أن يبرأ مما يعبده المشركون بمعنى يبغض المعبودات كما قال هنا: { إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ } يعني مبغض للذي تعبدون، إلا الذي فطرني فإنني غير متبرأ منه، ولكن محب، إذاً محبة لله وبغض للألهة – طبعاً إذا عبدت وهي راضية وكانت من الأصنام والطواغيت ونحو ذلك – محبة للإسلام وبغض للشرك، وهذا القدر الواجب؛ من لم يحب الإسلام فإنه ليس على التوحيد، من أحب الإسلام وأحب الشرك فإن قد خرم ولاءه وبراءه.

بعد ذلك هناك أمور تكون واجبة لكن تركها معصية، ليس تركها قادح للتوحيد؛ وهو محبة أهل الإسلام، وبغض أهل الشرك يعني أعيان المشركين، إذا لم يبغض أهل الشرك بأعيانهم فهذا فيه تفصيل؛ وهذا قد يطول الكلام عنه لأن الولاء والبراء يحتاج إلى تفصيل طويل، المقصود من السؤال؛ أن تضبط الولاء والبراء الذي تركه كفر، الولاء الواجب الذي هو من الإسلام والتوحيد بل هو الإسلام والتوحيد، هو المحبة؛ محبة الإسلام ومحبة الله، والبراء الذي هو قرينه؛ بغض الشرك وبغض معبودات المشركين، هذا قدرٌ من لم يأت به فليس بمسلمٍ لأنه ناقض أصل الولاء والبراء ، وما بعد ذلك مما ذكره السائل هذا فيه تفصيل؛ فالذي يأتي بالمشركين يأتي بالكفار هذا صاحب معصية، محرم لأن الواجب عليه أن يوالي في الله وأن يعادي في الله، وهؤلاء إذا كان المستقدم لهم لا يحب الشرك ومعبودات المشركين وإنما أتى بهم لنفع أو نحو ذلك فهذه معصية من المعاصي، إذا تبع ذلك موادة لهم ونحو ذلك وكان ذلك لغير مصلحة شرعية كان ذلك معصية والمسألة فيها تفصيل.

fares alsunna 02-03-2009 10:50 PM

رد: عقيدة الولاء والبراء في الإسلام بقلم:موسى بن سليمان السليمان
 
الولاء والبراء : درس في العقيدة فرض على المسلمين لان الاخلال يُخرج من الملة



الولاء والبراء


للشيخ \حامد بن عبدالله العلي


خطبة جمعة .

الحمد لله الذي أمر بالإيمان وموالاة المؤمنين ، وبالبراءة من الكفر والكافرين ، أشهد أن لا إله إلا هو ولي المتقين ، قرن التوحيد بأصل الولاء والبراء ، فلا يقبل الأول إلا ومعه الثاني .

واشهد أن محمدا صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم عبده ورسوله ، القائد الرباني ، المبعوث بجمع الناس على المبدأ الإيماني ، والبراءة من كفر كل كافر وثني أو مجوسي أو يهودي أو نصراني .

أما بعد : فيا عباد الله ، قد عظم الله تعالى أصل الولاء والبراء في الدين ،أي موالاته ومولاة المؤمنين به ، وتكفير ومعاداة الكافرين به وجهادهم ، غاية التعظيم ، حتى قرنه بالتوحيد الذي هو أصل دين الإسلام .

فأصل دين الإسلام قائم على إفراد الله بالعبادة ، وما العبادة سوى توحيد المحبة المقتضي الخضوع بالطاعة ، ومحبة الله تعالى تتجلى في موافقته بحب ما يحب من الأقوال والأعمال والأعيان والأمكنة والأزمنة .. وماسوى ذلك ، وموافقته فيما يبغض من الأقوال والأعمال والأعيان وما سوى ذلك .

قال ابن القيم :

ليس العبادة غير توحيد المحبة مع خضوع القلب والأركان
والحب نفس وفاقه فيما يحب وبغض مالا يرتضي بجنان
ووفاقه نفس اتباعك أمره والقصد وجه الله ذي الإحسان

فإذاً معنى الولاء والبراء ، أن توالي الله تعالى فتوالي أولياءه ، وتتبرأ من أعداءه ، وتحب ما يحب ، وتبغض ما يبغض ، وقد صح في الحديث ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود من حديث أبي أمامة رضي الله عنه .

وقد جاء تقرير هذا الأصل العظيم ، أصل الولاء والبراء ، على أنحاء :

فأولا : أمر الله تعالى المؤمنين أن يوالي بعضهم بعضها :


قال الحق سبحانه : ((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون)) [سورة المائدة: 55] .

ثانيا : نفى الإيمان عمن يوالي أعداء الله :


قال تعالى: ((كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قوي عزيز ، لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون)) [سورة المجادلة: 21-22]
.
وقد بين الله تعالى هنا ، أن كل من يرضى بولاية الله ورسوله والمؤمنين فعاقبته الفلاح ؛ كما قال أيضا : ((ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون))" [تفسير القرآن العظيم: 2/105].

ثالثا : تبرّأ ممن يوالي الكافرين من دون المؤمنين :


فقال عز وجل: ((لا يتخذِ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)) [سورة آل عمران: 28] .

قال ابن جرير:"قد برئ من الله وبرئ الله منه؛ لارتداده عن دينه ودخوله في الكفر"،
وقال ابن كثير:"نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين, وأن يتّخذوهم أولياء يُسِرّون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعّد على ذلك فقال تعالى: ((ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيءٍ)) أي: ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله كما قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تُلقون إليهم بالمودة)) إلى أن قال: ((ومن يفعله منكم فقد ضلَّ سواء السبيل)) [سورة الممتحنة: 1] وقال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً))" [تفسير القرآن العظيم: 1/466] .

هذا وقد وصف الله تعالى الكفار بأنهم : ((لا يرقُبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّةً وأولئك هم المعتدون))؟! [سورة التوبة: 10] ، فكيف يحل لمسلم أن يواليهم إلا إن ينسلخ من إيمانه .

رابعا : حكم على من يتولى الكفار أنه منهم :


وقد حَكَم الله عز وجل ، بالكفر على من والى الكافرين ، وظاهرهم على المسلمين، فقال تبارك وتعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فإنه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين)) [سورة المائدة: 51] .

قال ابن جرير:"ومن تولاّهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملّتهم؛ فإنه لا يتولى متولٍّ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راضٍ. وإذا رضيه ورضيَ دينه فقد عادى ما خالفه وسَخَطَه وصار حكمُه حكمَه"، قال عز وجل: ((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنّ كثيراً منهم فاسقون)) [سورة المائدة: 80-81].

خامسا : بين أن موالاة الكفار من صفات المنافقين :


قال تبارك وتعالى: ((بشّر المنافقين بأنّ لهم عذاباً أليماً. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أيبتغون عندهم العزة فإنّ العزة لله جميعاً)) [سورة النساء: 138-139] وقال عز وجل: ((يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من أهل الكتاب يرُدّوكم بعد إيمانكم كافرين)) [سورة آل عمران: 100]، وهذا من صميم الولاء والبراء يشهد لذلك قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردّوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين. بل الله مولاكم وهو خير الناصرين)) [سورة آل عمران: 149-150].

سادسا : حذّر المسلمين من أن مقصود الكفار إخراج المسلمين عن دينهم :


هذا ويخطئ من يظن أن الكفار يرضون من المسلمين بالتنازل عن جزء من دينهم ، أو إرضاء الكفار باتقاءهم إلى حين ، بل قد أوضح تبارك وتعالى لعباده المسلمين أنّ الكفار لن يرضوا عنهم حتى يفارقوا دينهم الحق ، ثم يكونون عبيدا لمعسكر الكفر ، فقال سبحانه: ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملتهم)) [سورة البقرة: 120]، وقال عزّ وجلّ: ((ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً)) [سورة النساء: 89]، وقال جلّ جلاله: ((ودّ كثير من أهل الكتاب لو يرُدّونكم من بعد إيمانكم كفّاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيَّن لهم الحقّ)) [سورة البقرة: 109].

سابعا : حذر من اتخاذهم بطانة لانهم لا يألون في إفساد المؤمنين :


وقد حذر الله تعالى , من المسارعة إلى ابتغاء رضا الكفار، وخشيتهم ، وابتغاء العزة عندهم ؛ قال الحق سبحانه : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتُّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بيّنا لكم الآيات إن كنتم تعقلون. ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كلِّه وإذا لقوكم قالوا آمنّا وإذا خلوا عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ. قل موتوا بغيظكم إنّ الله عليم بذات الصدور)) [سورة آل عمران: 118-119].

ثامنا : بيّن أن الذين يسارعون في موالاة الكفار هم الذين في قلوبهم مرض:


قال تعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) .

فكفى بهذه الآيات ذكرى وموعظة ، وكفى بها زاجرا للمؤمنين عن الوقوع فيما ينقض هذا الأصل الإيمانيّ العظيم ، أصل الولاء والبراء .
فإياك إياك أخي المسلم ، وما يردده الذين في قلوبهم من مرض ، من أهل النفاق والزيغ ، من الفرح بظهور الكفار في البلاد ، وإفسادهم للعباد ، وإياك ثم إياك وإعانتهم بأي وجه من وجوه الإعانة ، على مقاصدهم ومخططاتهم الخبيثة في بلاد المسلمين ، أو الفرح بحكمهم لبلاد الإسلام وظهورهم فيها .

فوالله إن الفرح بذلك ، أعظم من الزنى وشرب الخمر ، ومن أعانهم ولو بشطر كلمة ، فكل ما يترتب على علوهم في الأرض ، من الكفر والفساد ، وإضلال العباد ، فهو شريكهم على قدر ما شاركهم من الآثام .
ويظن بعض هؤلاء الذين استحوذ الشيطان على قلوبهم ، أن الكفار سيحلون السلام ، ويؤمنون الخائف ، ويحصل بعلوهم ظهور البركات ، واجتماع الخيرات ، وذلك كله من تزيين الشيطان لهم ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) .

فمتى كان صلاح حال الأمة على يد أعداءها الذين وصفهم الله تعالى في سورة التوبة بعدما أمر بجاهدهم ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) .

وسبحان الله ألم يقل الله تعالى ( لايألونكم خبالا ودوا ما عنتم ) ألم يقل ( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ) ألم يقل ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ).

ألا فإن الناس ممتحنون في إيمانهم ، فثبت الله مسلما عرف الحق باتبعه ، ووالى الله ورسوله والذين آمنوا الذين وصفهم الله بقوله ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ، فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ) .

وطوبى لعبد تبرأ من أعداء الله ، وعلم الله من قلبه أن ليس فيه فرح بعلو الكفار وظهورهم ، بل كان في قلبه من ذلك من البغض ما يتقرب به إلى الله زلفى ، هؤلاء الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ، نسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم منهم .

هذا وأفضل الناس في هذا الشأن ، وأعلاهم منزلة ، مجاهد يبذل مهجته وماله ليدافع عن الإسلام ، ويذود عن حرمات وأعراض المسلمين ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم ، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبة الثانية :


الحمد لله الذي يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، والصلاة والسلام على المصلى عليه في الأرض والسماء ، محمد بن عبد الله وعلى آله النجباء ، واصحابه الفضلاء .

وبعد :
فقد بينا بنصوص الكتاب العزيز ، أن هذا أصل هذا الدين وقاعدته العظمى ، التوحيد المقرون بعقيدة الولاء و البراء ، ومما قاله علماء الإسلام في هذا الباب :

قال شيخ الإسلام ابن تيميه: ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا، لله ولا يواد إلا لله، ولا يعادى إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله ) .

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله: ( فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .

قال أبو الوفاء بن عقيل: ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ) .

إننا أيها الاخوة الكرام ، عندما نعتز بديننا ، ونتميز به ، ونصدع بالحق الذي جاء به ، ونرفض إفساد حدوده ، وإزالة معالمه ، واختلاطه بعماية الجاهلية ، بمبدأ الولاء والبراء ، إنما نحفظ ونصون هذا الهدى ، الذي هو علاج البشرية جمعاء من تيهها وضلالها ، ونضع أمام العالمين ، هدى الله رب العالمين ، صافيا نقيا ، ليحيى من حي عن بينة ، ويهلك من هلك عن بينة ، وليهدي الله به من يشاء ، ويضل من يشاء ، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.

إنها رسالتنا أيتها الأمة ، أمانتنا التي حملنا الله إياها ، وتركها لنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .

وليس من معنى مبدأ الولاء والبراء ولامقتضاه ، أن نسفك الدم بغير حق ، أو نهريق دماء الأبرياء ، أو نهلك الحرث والنسل ، أو نسعى في الأرض فسادا ، ، بل نسير في الحرب مع الكافرين ، وسلمهم ، ومعاملتهم وهجرهم ، على وفق شريعة الله تعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

وليس على أساس قوانين الأمم المتحدة الطاغوتية ، ولا قرارات مجلس الأمة الذي يهيمن عليه دول كبرى مستكبرة فرعونية ، بل نتبع في ذلك شريعة ربنا ، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

غير مضيعين عهد الله علينا : بأن لا نجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، وأن نكون نحن الاعلون دائما ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون إن كنتم مؤمنين ) ، معتزين بديننا ، وشريعة ربنا ، شامخين بذلك بين الأمم ، أذلة على المؤمنين ، أعزة على الكافرين ، نجاهد في سبيل الله ولا نخاف لومة لائم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وارفع علم الجهاد وانصر المجاهدين , واخذل أعداء الدين ، ورد كيدهم في نحورهم يا رب العالمين .

اللهم آتتا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، نسأل اللهم العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ، وأن لا تجعل مصيبنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وانصرنا على القوم الكافرين .


فضيلة الشيخ حامد العلي

fares alsunna 02-03-2009 10:52 PM

رد: عقيدة الولاء والبراء في الإسلام بقلم:موسى بن سليمان السليمان
 
سماحة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان

الحمد لله الذي أنزل الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، والصلاة

والسلام على نبينا محمد المبلغ عن الله ما أنزل إليه من ربه، وعلى آله

وصحبه، وبعد:

فما يزال أهل الأهواء في نظرتهم إلى الحق في امر مريج و (في قول

مختلف، يؤفك عنه من أفك).. قالوا عن القرآن إنه سحر، وإنه أساطير

الأولين، وإنه شعر لأنهم في معارضتهم للحق ليس عندهم برهان

يستندون إليه في معارضتهم فاختلفت بهم الأهواء، وتعددت منهم الآراء،

وهكذا من أعرض عن الحق فإنه يكون في ضلال مبين، (فماذا بعد الحق

إلا الضلال). واليوم كثرت الصيحات حول المناهج الدراسية في مدارس

المسلمين عموماً، وفي مدارس هذه البلاد خصوصاً للمطالبة بتغييرها،

ولو كانت هذه الصيحات والمناداة من الكفار لهان الأمر، لأن ذلك ليس

غريباً منهم فهم يريدون اجتثاث الإسلام من أصله، كما قال الله تعالى

فيهم: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء} وقال تعالى: {وَوَدُّوا لَوْ

تَكْفُرُونَ} وقال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ

مِلَّتَهُمْ}.. ولكن الغريب والمؤسف حقاً أن تأتي هذه الصيحات من بعض

بني الإسلام الذين يفترض فيهم الغيرة لدينهم والمحافظة على

مناهجهم والرد على دعوات أعدائهم. فمنهم من يقول: إنها تعلم

الإرهاب لأنها بزعمهم تعلم الولاء والبراء اللذين أمر الله بهما في كتابه

وسنة رسوله، فلا دين إلا بولاء وبراء، كما قال بعض العلماء:

وما الدين إلا الحب والبغض والولا ... كذاك البرا من كل غاد وآثم

والولاء معناه محبة الدين الإسلامي وأهله، والبراء معناه بغض الكفر

وأهله، لكن هم فهموا أن الولاء والبراء معناهما الاعتداء على الناس في

دمائهم وأموالهم بغير حق، وربما يستشهدون بفعل بعض الفئات الضالة

التي قامت بالتفجيرات في البلاد وروعت العباد وأفسدت في الأرض،

وهذه الفئات ليست حجة على المسلمين فهي فئات ضالة يحذر منها

ومن عملها الإسلام ويبرأ منها المسلمون وهي لا تمثل المسلمين ولم

تتخرج على مناهج المسلمين وإنما تخرجت على أفكار منحرفة تلقتها

من هنا وهناك من ضلال البشر ووحوش العالم.

وعقيدة الولاء والبراء لا تجيز الاعتداء على الناس، قال الله تعالى: {وَلاَ

يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، أي لا

يحملكم بغض الكفار وبغض دينهم على الاعتداء عليهم والجور في حقهم

وعدم إنصافهم، ومنع حقوقهم. كما أن عقيدة الولاء والبراء في الإسلام

لا تحرم التعامل مع الكفار في البيع والشراء والمعاهدات وتبادل المنافع

والخبرات وعقد الصلح وعقد الأمان والهدنة بيننا وبينهم، وإنما مقتضى

الولاء والبراء الاحتفاظ بديننا والحذر من دين الكفار، ومن شرهم.

ومنهم من يقول: إن المناهج الدراسية عندنا تعلم التشدد والغلو.. وهذا

على العكس فمناهجنا تعلم الوسطية والاعتدال وتنهى عن الإفراط

والتفريط، لكن هؤلاء فهموا أن بيان العقيدة الصحيحة والعقيدة الباطلة

وبيان الحلال والحرام والسلوك الطيب المعتدل والنهي عن الانحلال أنه

تشدد وغلو، وهذا مفهوم خاطىء لأن الله سبحانه أمر بعبادته وحده

ونهى عن عبادة ما سواه، وأحل الطيبات وحرم الخبائث وحث على

الصدق في القول والعمل، فمن تعلم هذا ودرسه وأمر به فهو معتدل لا

متشدد، وإنما الغالي والمتشدد والمفرط هو من خالف هذا المنهج،

ولهذا قال بعض السلف: دين الله بين الغالي والجافي، وإذا وجد متشدد

ومتطرف فهذا لا يمثل الإسلام وليس حجة على المناهج الدراسية لأنه

لم يتلق ذلك عنها، وإنما تلقاه من خارجها وبعيداً عنها فهو من

الشاردين في فكره وعقله ودينه، قد اعتزل المسلمين وعاش متوحشاً.

وقال بعضهم: إن المناهج تعلم التكفير، لأنها تبين نواقض الإسلام وتبين

أنواع الشرك والكفر والنفاق وتحذر من البدع والمحدثات، وتعليم هذه

الأمور -عندهم وبزعمهم- تكفير للمسلمين.. ونقول: حاشى وكلا،

فمناهجنا -والحمد لله- لم تكفر مسلماً ولم تبدع سنياً، وإنما تحذر من

أسباب الردة وتحذر من الكفر والشرك والابتداع في الدين حماية

للإسلام والمسلمين وتبصيرا للناس، وهذا شيء موجود في الكتاب

والسنة. والمسلم إذا درس هذه الأمور وتعلمها ليس معناه أنه يحكم

على الناس بالكفر والشرك والتبديع دون مبرر، وإنما معناه أن يعرف هذه

الأمور ليتجنبها ويحذر منها ولا يطبقها إلا على من تنطبق عليه حقيقة لا

توهماً. ثم إن هذه الأمور لها مراجعها العلمية، وليس من حق كل طالب

علم أن يحكم بها على الناس دون تثبت وبصيرة، أرأيتم لو ترك بيان هذه

الأمور ولم تدرس للطلاب في المناهج على بصيرة وعلى أيدي علماء

متخصصين، أليس الخطر أشد إذا تلقوها عن الكتب المجردة أو عن

أصحاب الأفكار المنحرفة، فكونهم يبصرون بها عن طريق المناهج

الدراسية والتعليم المنضبط أسلم عاقبة وأضمن نتيجة.

وختاماً.. نسأل الله ان يهدينا وجميع المسلمين لمعرفة الحق والعمل به

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



إيـاس 02-04-2009 07:30 AM

رد: عقيدة الولاء والبراء في الإسلام ...موضوع مهم جداً
 
جزااااااااااااااااااك الله الحور العين...وبارك الله فيك..


أخي ابو عبدالله...على هذا الموضوع النافع القيم..


المهم...المهم..


فلنحذر جميعاً..من الكفار والمشركين والمنفاقين


الذي يريدون حوار الاديان


هذا الأمر خطير جداً..


علينا جميعاً ان نبغض الكفار ومن ولاهم


ضد أخواننا المسلمين في غزه..


وان نقف مع اخواننا المسلمين المؤمنين


في غزه..


يدأ..بيد ياأخواني


الساعة الآن 03:17 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011