قرأت لك - استانبول - عيون العرب

**حمزه عمر** · #1 03-25-2009, 09:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

قرأت لك - استانبول

انها مدينة جميلة ومن اعظم مدن العالم منذ ان وجدت قبل اكثر من 2500 سنة، أي قبل الميلاد عندما كانت تسمى ب (ببيزنطة).. وعندما نقل الرومان عاصمة دولتهم من روما الى هذه المدينة اطلق الامبراطور قسطنطين الكبير اسمه على هذه المدينة فأصبحت تعرف ب، (القسطنطينية).. لكن هذه المدينة والتي كان عدد سكانها قبل الف عام حوالي مليون شخص فتحها المسلمون وأسموها الآستانة (استنبول).
وفي زمن قسطنطين الحادي عشر وهو آخر امبراطور للرومان كان السلطان العُثماني العظيم محمد الفاتح في القرن (15) يتطلع منذ سنوات بعيدة الى بسط سلطته على هذه المدينة الرائعة التي كانت تقع وسط اراضي ملكه.. وكان يعلم انه قادر تماما على اخذها، اذ كانت قواته تعادل عشرة اضعاف القوات البيزنطية عددا، وكانت المدينة تعيش رهن حصاره لما يزيد على الخمسين يوما.. كما كان لديه اكبر مدفع عرفه العالم عندئذ حقا وكان استخدام المدفع صعبا، اذ لا يستخدم الا بضع مرات في اليوم الواحد.. ولكن كان باستطاعته ان يقذف كرة من الصخر زنة 350 كيلوغراما لمسافة كيلومتر ونصف، فكان بذلك اول سلاح هدد بالخطر اسوار القسطنطينية التي كانت تبدو منيعة.
وفي حوالي الساعة الواحدة من صباح الثلاثاء (29) ايار امر محمد الثاني الفاتح قواته بمهاجمة اسوار المدينة في ثلاثة مواقع متفرقة.. ومات الامبراطور قسطنطين في المعركة الكبيرة وما كادت تشرق شمس اليوم التالي حتى سقطت المدينة في يد السلطان العثماني وبذلك فقد كان العثمانيون الاتراك يدقون آخر مسمار في نعش الامبراطورية الرومانية.
وهذا الفتح العظيم الذي صنعه السلطان محمد الثاني كان ايماناً منه بان الامبراطورية الرومانية الشرقية لا بد ان تقع في ايدي المسلمين بعد ان ناطع الروم الدولة الاسلامية طويلاً .. وهو ما اكده لجنوده بعد الفتح عندما ترجل عن فرسه في الميدان الكبير وصلى ركعتين لله تعالى ثم تلا على رجاله الحديث الشريف عن الرسول (ص):'' لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير اميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش'' ? مسند الامام ابن حنبل-.
ويبدأ عهد جديد لهذه المدينة ليصبح اسمها (استنبول) والتي اطلق عليها عدة القاب وتسميات من مثل: دار السعادة، مدينة الاحلام، مدينة البتراء، مدينة الجمال، مدينة المساجد، مدينة الالف مئدنة.. اخيراً مدينة وعاصمة الثقافة الاوروبية لعام 2009 أي لهذه السنة الحالية.. ولأن استنبول بالذات تقع ما بين قارتين هما: آسيا واوروبا.. فاستنبول هي مدينة اوروبية وشرقية تجمع ما بين القديم والحديث.
استنبول عاصمة العثمانيين وسلاطين الاتراك عرفت منذ عدة قرون بمدينة العلم والفن والمتاحف والبنايات التاريخية تقع على ضفتي مضيق البوسفور التي يصل ما بين البحر الاسود وبحر مرمة.. وهذه المدينة الشاسعة تقع على سبعة تلال متناثرة (وذلك اشبه بمدينة عمان القديمة).
وظلت الاستانة او استانبول عاصمة الدولة العثمانية حتى عام 1922 عندما نقلت حكومة كمال اتاتورك العاصمة الى انقرة.. لتبقى استنبول عاصمة التراث والثقافة والسياحة التركية.. وفيها عاش السلاطين حتى السلطان الاخير اخر خليفة للمسلمين السلطان عبدالحميد الثاني الذي خلع عن السلطنة والحكم عام 1922.
هذا وتزخر استانبول بالاثار التاريخية والاسلامية العديدة من مدارس واضرحة وسبل ومساجد وقصور ومكتبات فيها كنوز من الكتب الفريدة والمخطوطات النادرة.
ومن اهم المساجد في استنبول مثلاً: المسجد السليماني وهو اجمل وافخم مساجد المدينة وقد شيد في عهد السلطان سليمان القانوني.. ومسجد السلطان سليم الذي يعتبر منبره ومحرابه من الايات الرائعة لفن النحت والزخرفة الاسلامية.. كذلك مسجد السلطان احمد وهو اعجوبة في فن العمارة العثمانية وهو المسجد الفريد في تركيا الذي توجد له ست مآذن ويعرف ايضا بالمسجد الازرق لان جدرانه مغطاة بالقاشاني الازرق.
ويوجد ايضا في استانبول مسجد ابي ايوب الانصاري وهو الصحابي الذي كان في حملة الخليفة الاموي يزيد بن معاوية وقد استشهد هناك اثناء القتال، حيث يتقاطر على زيارة التبر بضريح هذا الصحابي الملايين من انحاء العالم الاسلامي والصلاة ايضا في هذا المسجد الشهير.
وتشتهر استنبول ايضا بضواحيها الرائعة الجمال وبميادينها الواسعة وباماكنها السياحية الجميلة والتي تزيدها البساتين والاشجار وماء البحر جمالاً ومتعة فمدينة استنبول تتميز بالطبيعة الساحرة والمناخ اللطيف.
ومن مشاهد استنبول السياحية التي لا تنسى ابدا متحف آيا صوفيا والذي يعتبر اغنى مبنى في التاريخ حيث انه مبني على قواعد قديمة جدا من الذهب .. فكان هذا المكان قديماً كنيسة ثم حوله العثمانيون الى مسجد ثم تحول متحف يحرص أي زائر على مشاهدة فخامته وروعته العجيبة.
ومتحف توب كابي الشهير ايضا والذي كان قديماً سرايا للسلاطين العثمانيين لمدة (4) قرون ففيه من روائح الاثاث الفاخر والشرقي والمذهب الشيء المدهش حقا.. حيث يضم المتحف الثري الكثير من مقتنيات السلاطين من الملابس والملاحق والخزانات والاواني والسيوف.. حتى بعض المتعلقات الخاصة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.