كل نفس بما كسبت رهينة 2/2 بسم الله الرحمن الرحيم
كل نفس بما كسبت رهينة 2/2
عبد الله حجازي - كان من العدل الالهي الذي قام عليه الميزان يوم الحساب، يوم القيامة، حين تتبدى للانسانية كلها مؤمنها وكافرها ''احدى الكبر'' النار او احوال يوم القيامة، كان من مطلق العدل الالهي، ان قضى الله تعالى، ان ''كل نفس بما كسبت رهينة'' وتعددت معاني ''رهينة كما نقلتها كتب تفسير، وان اتفقت اغلبها على ان كل نفس انسانية ''مرتهنة'' في هذا اليوم، أي محكومة الى كسبها الذي اكتسبته في الحياة الدنيا، عملاً سجل امالها فخلصها من اهوال ذلك اليوم، أي محكومة الى كسبها الذي اكتسبته في الحياة الدنيا، عملاً سجل عليها فأوبقها وزاد من عنائها في ذلك اليوم، وافضى بها الى الخسارة والنار.
فالرهن هنا طال النفس لأسباب ''ما كسبت'' في حياتها الدنيا، وعلى هذا الاساس من الكسب يأتي الحساب، تعرض الاعمال الموثقة بالسجل المشهود، حتى اذا ما وقع انكار لما فيه جيء بالشهود وهم في الاغلب من كانوا ادوات الافعال التي وقع انكارها، يشهدون بأنهم فعلوا هذه الافعال، بتوجيه صادر عن ارادة حرة، وخيار مفتوح على احتمالات معروفة تماماً عند الفاعل، هكذا تتحقق العدالة المطلقة ويترجم الارتهان وتبين اسبابه.
وحين يقوم النص على بيان مطلق ''كل'' دون استثناء، فان الدلالة هنا تحكي عن حقيقة تؤكد وحدة اداة الوزن في ميزان يوم القيامة دون تمييز او تفريق او استثناء، فالنفوس كلها مرهونة لما اقدمت عليه في حياة دنيا من اعمال من البديهي ان يكون مبتدأها ''الايمان'' الذي ان توفر صار لما قام في الكتاب قيمة مكانه كفر فراح دون حتى ذرة من ايمان، فان العمل كله باطل والنتيجة محسومة والمصير معلوم، والحساب قائم على فساد المقدمة غياب الايمان، وبالتالي فساد النتيجة الكفر وحسم المآل نار جهنم.
بيد ان النص القرآني هنا، جمل استثناء من ارتهان النفس بما كسبت فقال: ''الا اصحاب اليمين'' وهذا يعني بداية، ان هؤلاء ''اصحاب اليمين'' غير مرتهنين لما كسبوا فكيف تأتي ذلك في رحاب العدالة الالهية؟ علينا قبل الوصول الى الجواب، ان تقطع المسافة بين منطوق النص ودلالة عبارة اصحاب اليمين، من هم هؤلاء الذين لم يرهنهم النص القرآني الى ما كسبوا؟.
لقد وقع الاختلاف في تحديدهم وتعيين من هم:.
ابن عباس قال ''الملائكة'' علي بن ابي طالب قال اولاد المسلمين لم يكتسبوا فيرتهنوا بكسبهم الضحاك قال الذين سبقت لهم من الله الحسنى، الحسن وابن كيسان فالاهم المسلمون المخلصون لانهم ادوا ما كان عليهم، لذا فهم ليسوا مرتهنين لما كسبوا، وقال الحكم هم الذين اختارهم الله لخدمته فلم يدخلوا في الرهن، كل هذا منقول عن القرطبي، لكن يبقى ان ننقل ايضاً ما قاله ابو جعفر الباقر الذي قال: نحن وشيعتنا اصحاب اليمين، وكل من ابغضنا اهل البيت فهم المرتهنون!! اياماً كان فالحقيقة النابتة ان هناك مستثنين من الارتهاب لما كسبوا وهؤلاء هم ''اصحاب اليمين''.
والله اعلم. |