يقول أحد الفضلاء:
سافرت إلى أمريكا قبل عدة سنوات، وقبل مغادرتي نقطة الجوازات جاءني رجل وبجواره امرأة ومعها طفل صغير، وقال لي بعد أن التمس في شكلي خيراً: أرجو أن تأخذ بالك من هذه المرأة وطفلها فهما مسافران لوحدهما وسوف يكون زوجها في استقبالهما هناك.
قلت له: خيراً إن شاء الله.
أقلعت الرحلة وكان مقعد المرأة وطفلها قريباً منه وكان يجلس على المقعد المجاور لهما رجل يفصل بينهما الممر، وكان هذا الرجل يلاعب الطفل ويمازحه ويمد يده له.
يقول: بعد أن قرأت ما معي من الصحف وتناولت وجبة العشاء الدسمة استسلمت للنوم بعد صراع قصير، وبعد ساعات قليلة أفقت فإذا الأنوار في الطائرة مطفأة إلا بعض الأنوار الشخصية المخصصة للقراءة.
تذكرت المرأة وطفلها، فنظرت إليهما، لكني لم أجد المرأة في مكانها ورأيت الطفل مسجى بلحاف مكان الأقدام، قلت في نفسي لعلها في دورت المياه، وعندما هممت بالعودة للنوم لفت نظري عدم وجود الرجل الذي كان يلاعب الطفل في مكانه، عندها قمت من مكاني وذهبت إلى الطائرة وأنا أنظر في الركاب، ويا لهول الصدمة التي أصابتني، لقد رأيت الرجل وعلى صدره امرأة قد أسندت رأسها نحوه وعليهما لحاف، عدت إلى مكاني بعد أن تأكدت أنها هي وأنا في حالة سيئة، لم أستطع العودة للنوم وجلست أفكر في حال هذه المرأة الغائب عنها زوجها كيف خانته وفي وقت قصير؟
وصلنا إلى مطار (جون كينيدي) بنيويورك وبعد أن أنهينا إجراءات الجوازات واستلمنا العفش رأيت شخصاً في استقبال المرأة والطفل، اقتربت منه بعد أن عرفت أنه زوجها وقلت له:أحرص على أن لا تسافر زوجتك مرة أخرى إلا وأنت معها.
لحق الرجل بي وقال: لماذا؟ وهل رأيت منها شيئاً؟!
قلت: لا يجوز للمرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم كي يحميها ويحافظ عليها!
قال: سألتك بالله لو كانت هذه زوجتك ماذا كنت ستفعل معها؟
قلت: والله لو كانت زوجتي ما أبقيتها في عصمتي دقيقة واحد.
قال الرجل (بعد أن عرف ما حدث بالتفصيل): وأنا كذلك والله لن أبقيها معي ساعة واحدة، ولا أقول إلا سوّد الله وجه أبيها وأخيها كيف تركوها تسافر وحدها.
* * * * *
قال أبو غريب: بل سوّد الله وجهك أنت أيها الزوج فأنت المكلف بها وأنت الملزم بحمايتها وحفظها فقد خرجت من عهدتهم إلى عهدتك وذمتك، وماذا لو أنفقت القليل من المال وسافرت بنفسك ورافقتها؟ أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال.
وبهذه المناسبة فإني أقول لكل من يرى فتاة في طريق منحرف سواء كانت في أول الطريق أو في منتصفه أقول أخبر ولي أمرها مباشرة ولا تستمع لمن يقول استر عليها أو ناصحها فعلم والدها وتداركه للأمر خير لهم من أن يصبح الخبر عند جميع الناس بعد أن يقع الفأس في الرأس، وأنصح كل فتاة وقعت في شرك كلب بشري ولم تستطع التخلّص منه إما لتهديده لها بصور أو مقاطع أو لأمر آخر أن تستعين - بعد الله - برجال الهيئة وأن تعطيهم رقم جواله وهؤلاء الذين لا يعرف قدرهم إلا أهل الفضل سيوقفونه عند حده وسيأخذون عليه التعهد بأن يسلّمهم كل ما لديه وإذا لم يلتزم فسيتولون أمره وسيوقفونه عند حدّه، وكمّن فتاة حُفظ عرضها بعد أن انزلقت بسبب هؤلاء الأشاوس والجنود المجهولين.