عرض مشاركة واحدة
  #284  
قديم 09-28-2008, 06:05 AM
 
رد: دموع اللقاء من بعد الإفتراق



الجزء السادس
إنتظار .. و بعد..



عٌقد لسانى من هول الصدمة و لم أستطع التفوه بأى كلمة و لم أعرف بما أجيبه
آآقول له " أسف لا يمكننى ذلك "
آآقول له " لم أراها إلا منذ بضع دقائق "
آآقول له " أنا على وشك خطبة فتاة أخرى "

لم تنفك عقدة لسانى إلا عندما سمعنا صوت خلف الباب و كأن أحدهم كان يقف خلفه ............
و لكن ......... هذا ليس مهماً الأن .............. لا يهمنى سوى هذا الأمر ..........................

هببت واقفاً عندما إقترب منى السيد آنستون و نظر إلى وجهى ثم أمسك بيدى و قال :
سيد آنستون : قد أكون فاجأتك بالأمر ............... لذا خذ وقتك فى التفكير ..................
هيرو : هذا ما كنت أود قوله ............. سيدى ......... أعدك أن أفكر فى الأمر ........ و سوف يصلك جوابى ..........................
سيد آنستون : شكراً .......... شكراً لك سيد هيرو ..............
هيرو : لا تشكرنى الأن ................... لم أقرر بعد ...................................

و توجهت نحو باب الغرفة و فتحته و عدت إلى غرفة الجلوس حيث يجلس الباقى و رأسى يدور من هول الصدمة .......................



٭~*~٭~*~٭~*~٭



عندما هبط الظلام قمت واقفاً و قلت للسيد آنستون :
هيرو : سيد آنستون بنيابة عن رفاقى أوجه لك جزيل الشكر عما فعلته معنا .........نحن حقاً شاكرين لك ...................
و قام باقى الشباب عندما وقف السيد آنستون قائلاً
سيد آنستون : يشرفنى أن أكون قد أسعدتكم ...............................
هيرو : و لكن ........ يتوجب علينا الرحيل الأن ...... لا أعلم كم ستسغرق رحلة العودة ..........
سيد آنستون : يؤسفنى حقاً أنكم سترحلون ........ إسمحوا لى أن أوفر لكم مواصلات العودة إلى دياركم ...................سيكون هذا شرف لى
ديو : شكراً لك سيدى ...................شكراً لك ...................

و صافح كلُ منا السيد آنستون و أخذنا حقائبنا الصغيرة و توجهنا فى سيارة معه إلى المطار ..

و عند وصولنا جهز لنا ناقلة للعودة بها الى الأرض و إنتظر حتى أقلعنا من القرية ...


٭~*~٭~*~٭~*~٭


لم أتناول طعام الإفطار أو الغداء و نويت ألا أتناول طعام العشاء أيضاً .......... لم يكن لى شهية على الإطلاق ....................................... و بعد فترة هبط الظلام علينا و أنا واقفة فى شرفتى ...........................

كانت الفتيات قد وصلن من الصباح الباكر ................. و لكن و بالرغم من قدر الإستمتاع الذى أناله و أنا برفقتهم فلم يكن لى رغبة فى أى شئ ....................................



٭~*~٭~*~٭~*~٭



لا أعلم تحديداً كم أستغرقت رحلة العودة و لكننا لم نستغرق وقتاً طويلاً و حرصنا ألا نخبر أحداً من القصر بموعد وصولنا حتى نفاجئهم ...................................
وصلنا إلى المطار و أخذنا سيارة حتى توصلنا إلى القصر و تذكرت أمراً ما يجب على فعله ….
فتوجهت بأنظارى إلى ديو قائلاً : ديو .........لك من هايلد رسالة
ديو و هو يبتسم : حقاً ما هى …..!!
هيرو : ستكون فى إنتظارك
ديو : حقاً ؟؟؟ أقالت ذلك .........
أكملت كلامى : بإحدى المقاتلات حتى تنسفك قبل دخولك الى القصر .........
ديو : ماذااااااااااااااااا ................يا إلهى ..........هيرو لمَ لم تخبرنى من قبل ................
هيرو : و ماذا كنت ستفعل ......... !!!!
ديو : كنت سأبقى مع السيد آنستون ................ يا إلهى ما هذه الورطة ................
و ظللنا هكذا مع الأحاديث المضحكة حتى وصلنا إلى القصر ................


لا أصدق أننا قد وصلنا الأن إلى باب القصر و ها أنا أقف أمامه الأن ......... توجهت ببطء ناحية البوابة الداخلية و من ورائى باقى الفتيان ................و قرعت الجرس ................



٭~*~٭~*~٭~*~٭





وقفت فى شرفتى طويلاً ....................... أخذت أحدق فى النجوم كثيراً .......................
و أطلت النظر إلى القمر حزينة ....................... مشاعرى كانت هائجة ........................
و أفكارى كانت هائمة ............................. و ملامحى كانت حائرة ...........................
و إبتسامتى كانت فاترة ........................... أخذت أراجع أحاسيسى ...........................
أغمضت عينى و تركت الرياح تلفح وجهى ...................... و تداعب خصلات شعرى ......
شعرت بنسمات الهواء الرقيقة و هى تلفنى و تحوطنى بينها .......................................

كنت أترقب وصوله ........ أخذت أحملق عند بوابة القصر ........ أترقب أى حركة ......... أنتظر أى إِشارة تدل على قدوم أحد .......... و لكن .......... بلا جدوى .........................
لم أفلح فى منع نفسى من الوقوف هكذا ............ لم أستطع النوم ............ لم يغمض لى جفن .............. لم أستطع التفكير فى أى شئ ............... إلا ............. إلا هو ................... علمت وقتها .............. علمت وقتها أننى .............. أننى ............ " أح " ............

ما هذا أرى حركة عند البوابة ............. أخذت أحاول أن أتبين ما أصل هذه الحركة حتى توصلت إلى أنها سيارة و يبدو أن بعض الأشخاص كانوا يستقلونها و فتحت البوابة و دخل هؤلاء الأشخاص منها ..............................................

تسمرت فى مكانى و أنا أراهم يتوجهون نحو البوابة الداخلية و إقترب أول شخص من الجرس..... ما إن مرت بضع ثوانى قليلة حتى سمعت صوت الجرس ..............................



٭~*~٭~*~٭~*~٭


فتح لنا أحد الخدم الباب و لم يستطع إخفاء ملامح الفرح بعودتنا و أخذ يحينا بعبارات قصيرة
و فتح لنا الباب على مصراعيه ...............................

لم نر أى شخص فى غرفة الإستقبال ......... كان الجو هادئاً للغاية ............. و توهمت و كأننى أراها تراقبنى من فوق الدرج و لكن عندما رفعت نظرى لم أر أحداً ........................
سرنا ببطء ناحية غرفة الجلوس و نظرنا بداخلها بدون أن نصدر أى حركة .......................
وجدنا كاثرين و هايلد جالستان أمامنا .............. لم يلبثا أن أحسا بحركة عند الباب فرفعا نظريهما إلينا و يبدو أنهم قد صُدما بوجودنا ......................

ظللنا واقفين مده قصيرة حتى إستطاعتا الفتاتان إستيعاب الموقف ........ و لم نر كاثرين إلا و هى مسرعة مثل الصاروخ ناحية تروا و هى تتحسسه و تتسائل :
كاثرين : " تروااااااااااااااااااااا...... لقد عدت ...... لقد عدت أخيراً ..... أأنت بخير ....... "
تروا : أجل ... ليس هناك داعِ للقلق .
كاثرين : لم تصب بأذى ............. لقد قلقت عليك كثيراً ........... الحمدالله أنك بخير "
و أكملت عباراتها بدموعها التى انهمرت من عيونها

أما هايلد فقد ظلت فى مكانها و تكلمت بعد صمت طويل : ديو.
ديو : مر..ر......ر........حباً هايلدى ............. ك.......ك ...... كيف حالك !
هايلد و قد تحولت ملامحا إلى ملامح غاضبة : تعال هنا...
ديو : ماذااااااااااااااا ............... ل ......... لكن ........ لم ألقى التحية على الباقى بعد .....
هايلد : قلت تعال هنا ...............!
إقترب ديو منها ببطء و فجأة ظهرت فى عينيه نظرة و كأنه قد أُلهم بفكرة ........
إقترب منها و أمسك بيدها و قال : عزيزتى ............ لقد إشتقت إليكِ كثيراً .......... لا أعلم كيف مرت هذه الأيام بدون أن أراكِ ................ كنت على وشك أن أفقد عقلى ................

هايلد و قد إحمر وجهها : ح... حقاً ........... هل أنت جاد فى كلامك ..............
وفيه : أكنت على وشك أن تفقد عقلك بسببها ...... أم بسبب الجوع الذى لا يفارقك ........
ديو : إخررررررررس

لم أستطع المكوث واقفاً فترة أطول من هذه ......... إستدرت و سرت ببطء نحو مكتب ليوناردوا .. و كواتر و الباقى من ورائى ..........

وقفت أمام باب مكتبه و أنا أطرقه بهدوء حتى سمعت صوته يأذن للطارق بالدخول ..............
فتحت الباب على مصراعيه و وقفنا نحن الخمس و من ورائنا هايلد و كاثرين ...............
كان ينظر فى بعض الأوراق المتناثرة على مكتبه و تكلم بدون أن يرفع نظره .....
ليوناردوا : نوين ......... هل أحضرتِ الاوراق المطلوبة ................
هيرو : ليس بعد ..................
رفع نظره إلينا بسرعة البرق و هو يقول : شبااااااااااااااااااااب .............. متى عدتم ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
أجاب من ورائى ديو قائلاً :
ديو : منذ إثنتا عشرة دقيقة و نصف .......................
ليوناردوا و قد قام متوجهاً نحونا : مرحباً بعودتكم ....... أبليتم حسناً ....... لقد إشتقنا إليكم جميعاً .........................

وفيه : لم أر الأنسة نوين ... أين هى ؟
ليوناردوا : لقد ذهبت منذ قليل إلى إجتماع بدلاً منى ؟
وفيه : إنها تبذل جهداً كبيراً بدلاً منك ... ألا يجب أن تريحها ..
إبتسم ليوناردوا قائلاً : هى التى تبادر بذلك بالرغم من محاولاتى لراحتها ..
وفيه : و تفعل كل ذلك من أجلك يا رجل ...
قاطعه كواتر : و أين نانسى و الأنسة ريلينا................ لم نرهم إلى الأن ؟
ليوناردوا : فى الواقع ريلينا لم تخرج من غرفتها منذ الصباح أو منذ الأمس و نانسى خرجت منذ قليل .......
كواتر : خرجت !!! منذ متى !!! إلى أين ......................
نظرنا إليه بإندهاش فقال : أقصد ........ م... م...متى ستعود .................؟

ليوناردوا : فى الحقيقة ........ لا أعلم تحديداً قد تغيب لمدة إسبوعين أو ثلاثة ........
كواتر : ماذاااا ؟ إسبوعين أو ثلاثة ...................؟
ليوناردوا : أجل فهى قد سافرت إلى أستراليا ..........
كواتر : سافرت إلى أستراليا ........... يا إلهى ........
و تنهد بقوة يائساً ......................


٭~*~٭~*~٭~*~٭

عندما سمعت صوت الجرس لم أطق صبراً حتى ألقى نظرة عليه نزلت درجات السلم ببطء حتى لا أصدر أى صوت و نظرت من فوق الدرج إلى صالة الإستقبال و بالفعل كانوا قد عادوا و لكنى فضلت أن أذهب كى لا يرانى أحد .. و بعد قليل سمعت صراخ كاثرين و هايلد
و هم يرحبون بهم ......... لا أعلم أيجب على أن أرحب بهم أم لا ................ لا أعلم أيجب على أن أظل فى غرفتى أم لا ..........................


٭~*~٭~*~٭~*~٭


كان الوقت ليلاً لذا فقد توجهنا جميعاً نحو غرفنا ناشدين بعض الراحة ............. و لكن كيف أستطيع الراحة و هى حتى لم تأتى لتحينى .......... كم هذا صعب علي ............ أخذت حماماً طويلاً ............ و إرتديت ملابسى و فكرت فى أن أذهب إليها و لكن غيرت رأيى عندما رأيت الساعة قاربت على الثانية صباحاً ............ ربما تكون نائمة الأن ........................


٭~*~٭~*~٭~*~٭


فى مساء اليوم التالى لعودتهم كنت جالسة فى غرفة الجلوس أقرأ بهدوء فى بعض الأوراق ..... لم أكن قد تحدثت معه بأى كلمة إلى الأن و إذا به بعد قليل يدخل إلى الغرفة و بيده كتاب و جلس على نفس الأريكة التى أجلس عليها ...........

و ما إن جلس هو حتى تنهدت بقوة و هببت واقفة استعداداً لرحيلى فأذا بى أشعر بيده تقبض على يدى بقوة توجهت بأنظارى اليه فأذا به ينظر الى كتابه الذى بين يديه و بدون أن يرفع نظره إلى بدأ كلامه قائلاً :
- " لحظة ......... هنالك ما يشغل بالك ........ هل لى أن أعرف ما هو "
اندهشت من تلك الطريقة فليس من عادته أن يمسك بيدى أو يمسنى أو حتى يقترب منى ..... كانت أنظارى متعلقة على يديه التى تقبض على يدى بكل اهتمام ....... و مع ذلك و بالرغم من دهشتى كنت غاضبة و منزعجة منه كثيراً . كما أن صوته القوى قد زودنى بالشجاهة لكى أصيح بهدوء قائلة " اتركنى "

و للعجب ............. ترك يدى بكل هدوء و لم يصر على معرفة السبب كعادته ....................

بل أنه قد تفوه بكلمتين فقط : " كما تشاءين "
لم يكن هذا الأمر طبيعى بالنسبة لهيرو ........ لذا فقد يبدو أنه أثر عليه و ضغط على نفسه ....
و يبدو أنه لم يرد لأحد أن يشاهده على تلك الحال فأغلق كتابه و قام واقفاً و خرج قبل أن أتحرك أنا من مكانى .............................

و كان هذا الأمر ذا تأثير كبير علي لم تضايقنى كلماته كما ضايقنى ذهابه....................

لم أتحرك من مكانى و أنا أفكر
" ما الذى جعله يفعل هذا "
" هل هو غير مهتم بى "
" هل يهتم بأمر شخص أخر "
" ماذاااااااااااااااااا ............. لا أستطيع تخيل هذا الأمر "
" لا أستطيع تخيله مع غيرى .............."
و ما إن دخلت تلك الفكرة السوداء رأسى .......... شعرت و كأن الأرض تدور ....................
و لا أعلم ماذا حدث بعدها ................................................................................




٭~*~٭~*~٭~*~٭


فى الجزء القادم

" سامحينى "

" ........ ريلينا ............ إنتظرى .......... "

" لمَ لم تخبرنى "

" ريلينا.....أنا أسف "

" بشأن موضوع الزواج الذى وعدتك أن أفكر فيه يشرفنى أن أقول لك .......... "


__________________
اجزل شكرى لكل من تابع قصتى يوماً
دموع اللقاء من بعد الإفتراق
http://vb.arabseyes.com/1054796-196-post.html
http://vb.arabseyes.com/1055336-202-post.html
http://vb.arabseyes.com/1058693-253-post.html
http://vb.arabseyes.com/1055499-209-post.html
http://vb.arabseyes.com/1055559-214-post.html


إسـمـى ســابـقـاً :
Redflower \ Raioda
(( ترقبوا قصتى الجديدة بعد اشهر قليلة ))