عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-28-2008, 02:50 PM
 
ليلة اعدام شيرين


غلطةشيرينالوحيدة ­ في نظر اسرتها ­ أنها أحبت.. لم يكن الحب في ذاته خطيئة في عيون والديها ­ وانما الخطيئة الكبري انهاأحبتشابا فقيرا ومن أسرة بسيطةولانها كانت علي استعداد لان تخسر العالم كله ­ الا حبيب القلب ­ خسرت وضحت بأغلي ما تملك فتاة..شرفهاوعندما افتضح أمرها أصدرت أسرتها حكما بالاعدام عليها.. لكن الام كانت آخر من يعلم.. ارتابت في اختفاء ابنتها فأبلغت المباحث بشكوكها وكانت النهاية مثيرة عندما قاد الاب القاتل رجال الشرطة الي المقبرة التي دفن فيها ابنته بعد أن ظن انه بالخلاص منها قد غسل عاره! الجريمة دارت احداثها بالشرقية..فماذا حدث هناك؟!

ملعون هذاالحب
الدافع للخطيئة المعرض علي كل آثم، ملعون هذا الحب الذي ينمو في الظلام فيصبح كائنا بلا قلب قاتل لكل القيم سارقا للأخلاق وملعون أيضا من يبحث عن هذا الحب ويلهث خلفه وهو يعتقد انها الجنة التي يتمناها دون أن يدرك انها جهنم وبئس المصير.
لكن هذه الفتاة كانت واحدة ممن يلهث خلف قصة حب تعيش بطلة لها كانت تحلم ان تسهر الليل، تناجي النجوم، تتأمل القمر في كبد السماء فتشكو لها وتسمع شكواها كانت تحلم بان تكتب بدموعها وآهاتها المحترقة من لوعة الحب خطاب بقلوب وردية ترسله مع النسيم لمن يملك فؤادها ويملأ دنياها.
كانت تتمني أن تصبح شاعرة تتغزل بكلماتها المنغمة في حبيب القلب وتمدح في خصاله.
كان
الحب هو أكبر أهدافها التي تعيش من أجلها
ربما لانها كانت ترغب في أن ينتقل بها هذا الحب الي دنيا غير الدنيا وحياة غير الحياة التي تعيشها ويكون عقد الزواج هو صك الغفران بالنسبة لها وجواز مرور لأحلامها نحو التحقيق.
فقد كانت
شيرين
تعيش حياة ريفية بسيطة هي وأسرتها.. أبوها وأمها وأشقائها الثلاثة.. في احدي قري مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، تلك الحياة الريفية الفقيرة رفضتها شيرين أو تمردت عليها ­ الفرق ليس كبيرا ­ وكانت أحلامها وتطلعاتها جزء من هذا التمرد غير المعلن والذي لا يمكن لها أن تعلنه حتي علي والديها والا أصبحت كافرة بحياتهم واستحقت ساعتها أن تصب عليهم لعناتهم.
حصلت شيرين بالكاد علي دبلوم الثانوي التجاري ومكثت في المنزل مع أمها لشيئين أولهما أن تساعد أمها في المنزل والثاني لكي تنتظر ابن الحلال الذي سيهبط عليها من السماء ويحملها علي حصانه ويطيرا معا الي عش الزوجية، لكن صورة فتي الاحلام ليست هي نفسها صورة ابن الحلال عند شيرين فهي لا تريد من يخطفها وانما تريد من يصطحبها علي حصانه وهي بكامل ارادتها ورغبتها.
والد شيرين رجل عصبي المزاج حاد التصرفات يثور لاتفه الاسباب وكان بالنسبة
لشيرين
صورة صعبة للاب تخشي حتي من خياله وترتعد لصوته اذا ما امرها لتفعل أي شيء، تخشي حتي من مجرد الجلوس معه في مكان واحد، كان بالنسبة لها فظ القلب غليظ المشاعر وربما كان كل ذلك سببا لكي تتمرد شيرين علي صورة الرجل التقليدية في حياتها وتحاول أن تبحث عن رجل آخر تتأكد انه بين ضلوعه قلب ينبض بالحب.

من نظرة عين!

دفعتها الايام أمامها تلاحقها تارة وتسابقها تارة وشيرين لا حول لها ولا قوة تجلس في المنزل مثلها مثل أي شيء آخر من مقتنيات المنزل لكنها تختلف انها مادة معروضة للزواج يهل كل يوم عليها عريس شكل يعاينها يفحصها ترفضه أو يرفضها وفي النهاية لا يتم الزواج، لم يشفع لها جمالها الطبيعي وصفاء ملامحها ووجهها الفضولي الباسم في أن يجذب اليها العرسان الاثرياء فلازال فقرها القارص حجر عثرة أمام تحقيق أحلامها في رؤية دنيا غير الدنيا وأن تحيا حياة غير حياتها الي أن سقطت في بحر العسل وكان عليها أن تتحمل لدغات النحل والدبابير معا لكي تنزرف حلاوة هذا العسل.وقعت فريسة في شبكة صياد ماهر ألقي عليه غزله وأوقعها في غرامه من نظرة عين، لم يكن 'وحيد' وهذا اسمه غريبا عنها فقد كان ابن الجيران الجدد الذين جاءوا ليستوطنوا بالقرب من منزلها، جذبها اليه انه القادم من المدينة بملابسها وطبائعها وانطلاقة الضحكات والكلمات علي لسانه دون قيود تفرضها حياة الريف علي سكانه، فشعرت بقشعريرة تسري في جسدها وقبضات قلبها تتعاظم كلما رأته يكاد من يحاورها أن يسمعها فأيقنت انها سقطت في الحب ووقعت في الغرام وهذه هي أعراضه، لم تصارح أي شخص بما تشعر به فالحب الذي تريده اثم
وجريمة يجب أن تعاقب عليها اذا ما علم بها والدها فأقل ما ستعاقب به هو القتل لا محالة.
اقترب وحيد منها متسللا لانه يعلم طبيعة القرية الصغيرة التي انتقل للاقامة بها بناء علي رغبة والده ورغما عنه وعن أمه لان والده كان يرغب في أن ينهي حياته في مسقط رأسه عقب خروجه علي المعاش، استغل وحيد سذاجتها كفتاة بسيطة ونسج حولها خيوطه حتي اسلمت له قلبها وبدأ يختلسان الوقت ليتقابلا خارج المنزل، كانت تفعل المستحيل من أجل أن تلقاه في مواعيد غرامية كانت لايزيد وقتها في البداية عن الدقائق وشيئا فشيء أصبحت تمتد الي ساعات وعادة ما تكون خارج القرية.
تبادلا في تلك اللقاءات كلمات الحب والغرام اقسم لها أن يكون فتي أحلامها وزوج المستقبل وانها ستكون حياته التي سيختارها ليعيشها وسيكون حياتها التي تمنت أن تعيشها طوال حياتها وبهذه الكلمات وغيرها امتلك وحيد زمام الامور وعرف اقصر الطرق الي قلب شيرين ومن ثم الي جسدها حيث بدأت بلمسات حانية استشعرت بها دفء مشاعره ثم تحولت اللمسات الي احضان ومداعبات افاقت شيرين في احدي المرات وقد فقدت عذريتها فقدت أعز ما تملك أعز فتاة منحته باسم الحب قلبها وجسدها وغاصت حتي شبعت شعرها في بحر العسل المزيف وهي تستلذ به وتظنه حق وحلال.
كان وحيد شابا عاطلا حصل بالكاد علي دبلوم الثانوي الصناعي وجلس بعد ذلك عاطلا بجوار أبيه يأخذ مصروفه من أمه فينفقه علي تعاطي المخدرات أو علي التسكع في الشوارع فهو باختصار شاب فاسد لا يفخر به أبواه ولا تتشرف به أي أسرة يتقدم لخطبة ابنتهم ولكنه لم يفعل ولم يكن حتي ينوي أن يفعل مع
شيرين
فقد كان اعتقاده انها ما دامت سلمت له قلبها وجسدها فحتما كانت ستسلمه لغيره قبله أو بعده فالحب عنده ليس الا حرفان تتبادلهما الكتب والقصص الغرامية لكنه كائن انقرض في الواقع.

فضيحة!

تعددت لقاءاتشيرين
ووحيد التي شهدت عليها شقة وحيد التي كان يقيم فيها قبل مجيئه لتلك القرية في مدينة أبوحماد بالشرقية حتي بدأت ثمار الخطيئة تظهر عليها ويتحرك في احشائها جنين فطن الخطأ وادركه وأصبحت الفضيحة تتحدث عن نفسها.
وكالعادة ارتدي العشيق الولهان ثوب النذالة عندما علم بحقيقة حملها وفر بجلده بحجة انه سيقيم في شقته لحين سفره للخارج لانه قد حصل علي عقد
عمل باحدي دول الخليج وهكذا تنصل العشيق من فعلته وهو يعلم جيدا ان شيرين ستجد له تصرفا في فضيحتها لانها لن تجرؤ علي أخبار أمها أو والدها بما حدث بينهما.
وبالفعل هذا ما كانت تفكر فيه شيرين فانها ابدأ لن تجرؤ أن تخبر أبيها أنها خاطئة ساقطة لوثت سمعته وشرفه ودفنت رأسه في الطين.
لكن بدأت فضيحتها تتحدث عن نفسها وعلامات الحمل وأعراضه تظهر عليها حتي الام أحست بها وشك الاب في أمرها ولم يكن أمامه سوي أن يقطع الشك باليقين ويصطحبها الي الوحدة الصحية بالقرية التي يقيمون فيها وبعد اجراء الكشف عليها خرجت الطبيبة للاب وهي مبتسمة لتخبره أن المدام حامل وهي لا تدرك أن كلماتها هذه ستسقط عليه كالمطرقة تهوي به الي سابع أرض ولما افاق من غيبوبته نظر حوله فلم يجد ابنته هرول خلفها سريعا بعدما كانت تحاول الهرب لانها تعلم مدي الجحيم الذي ستلاقيه من أبيها لكن الاب امسك بها وبهدوء أعصاب لا يعلم من أين اتي به اصطحبها الي المنزل حتي لا تصبح فضيحة ابنته علي كل لسان.
كان الطريق الي البيت أطول من أسود سنة علي شيرين وكذلك علي أبيها ولما وصلا الي البيت دفعها الاب للداخل ولم يتماسك وهوي فوقها ضربا باللكمات والصفعات بيديه ورجليه ووقفت الام مذهولة مما يحدث أمامها ولم نشأ أن تستفسر من الامر فقد حدثها حدسها بما حدث واكتفت بأن تقف تلطم وجهها في صمت حتي لا يسمع صراخها أحد وكفي صوت صراخ ابنتها الذي ملأ الدنيا ضجيجا حتي هدأ الاب قليلا وهرولت شيرين لتختبيء من أمامه.

حكم الاعدام

ثلاثة أيام مرت علي ما حدث وشيرين تنام علي الارض في حجرة ملحقة بمنزلهم يستخدمونها في تربية الطيور والحيوانات كجزء من تعذيبها بينما ابوها لا يغمض له جفن يفكر في العار الذي لحق به وبالمصيبة التي سقطت علي رأسه واخيرا هداه تفكيره الي طريقة جهنمية ليتخلص إلي الابد من ذلك العار وتلك الفضيحة ولم يتردد في تنفيذ خطته التي لم يفصح عن تفاصيلها لمخلوق.
قرر الاب أن ينفذ حكم الاعدام في ابنته التي مازالت تحتفظ لنفسها بالجاني ليس لحمايته وانما لحماية نفسها فقد ظنت انها كلما احتفظت باسم الجاني فان والدها سيبقيها علي قيد الحياة لكن هذا ما لم يكن يفكر فيه الاب.
استيقظ الاب في تلك الليلة وقد احاط به طائر الموت وصوت الكلاب النابحة وسار علي أطراف أصابعه حتي الحجرة التي تنام بها شيرين وفي الطريق التقط حبلا غليظا كان هوأ داته التي قرر أن يرتكب بها جريمته ونظر لها نظرة الوداع ثم انقض عليها مكبرا.. الله أكبر في سره ثم لف حول رقبتها الحبل بقوة وما هي الا ثوان معدودة لم تقاوم خلالها شيرين حتي لفظت أنفاسها الاخيرة وكان الاب مجهزا للجزء الثاني من خطته عندما
التقط فأسا وحفر بها حفرة في أرض الحجرة التي كانت تنام فيها شيرين وقام بدفنها فيها ثم ساوي الارض مرة ثانية وعاد الي حجرة نومه كأنه لم يفعل شيئا.

قلب الام..

وفي الصباح ذهبت الام لتوقظ ابنتها وتعطيها فطورها فقد كانتشيرين
لا تبرح حجرتها منذ يوم الفضيحة لكن صرخت الام عندما لم تجد ابنتها في الحجرة وهرولت للخارج تقول لزوجها ان ابنتها قد هربت ورأت الام ملامح اللامبالاة علي وجه الاب ففطن قلب الام الي أن مكروه قد حدث لها واحزنها في نفسها ولم تبدها للزوج وتركت منزلها الي مركز شرطة أبوحماد لكي تخبر الرائد رئيس مباحث القسم بما حدث من أول الامر الي نهايته التي لم تعرف ان كانت خيرا أو شرا.
وعلي الفور تم ابلاغ العميد سامح رضوان مدير مباحث الشرقية والعميد عبدالرؤوف الصيرفي رئيس مباحث المديرية الذي قرر تشكيل فريق بحث قاده العقيد حافظ عبدالعزيز رئيس فرع البحث الجنائي بجنوب الشرقية لكشف لغز بلاغ الام الذي انحصرت اتهاماتها في الاب.
وبعد استئذان النيابة تم القاء القبض علي الاب وبمحاصرته بالاسئلة والاتهامات انهار الاب واعترف بقتله ابنته ودفنها في حجرة منزله وذهب مع المباحث ليعيد تمثيل جريمته ويرشد المباحث عن مكان دفنه لابنته.