الجزء التاسع
تداخل معقد للأمور
- ديو أرجوك أخبرنى بكل ما حدث ...... ذهبت إلى تروا بإعتقادى أنه أكثركم فهماً لتصرفات هيرو و لكن يبدو لى أنه لا يعلم شئ ....................... ديو أرجوك أخبرنى بما حدث معكم ؟
ديو : صدقينى يا أنسه لم يحدث شئ يستحق قلقك أوقاتنا كلها كانت مع السيد آنستون و إبنته كنا جميعاً معاً ....... إلا مرة واحدة ...
ريلينا : و من كان ينقصكم فى هذه المرة ............... أكان هيرو ..
تنهد بقوة : أجل يا أنسة كان هيرو
ريلينا : و أين كان ؟
ديو : و كيف لى أن أعرف كنت فى دورة المياه وقتها و لكن فى طريق عودتى ..........
و توقف عن الكلام
ريلينا : و ماذا حدث بعدها أرجوك أخبرنى
ديو : لم يحدث شيئاً هاماً .......... أمر غير هام
ريلينا : يتعلق هذا الأمر بزواج هيرو ....................... أليس كذلك ؟
نظر إلى بدهشة و قال :
ديو : كيف عرفت ؟
ريلينا : أنا محقة إذن .....أخبرنى بكل التفاصيل ........ هذا أمر من الحاكمة ...!
تنهد بقوة و قال :
ديو : أيجب إستخدام النفوذ فى مثل هذه الأمور .....!
و أكمل : حسناً يا أنسة سأخبرك بكل شئ ......... كنت فى طريق عودتى من دورة المياه و لكنى سمعت صوت نقاش و تهيأت أننى سمعت صوت هيرو منبعثاً من وراء أحد الأبواب و عندما إقتربت من الباب سمعت صوت السيد آنستون يقول " سيد هيرو ........... أتقبل خطبة إيميلى "
ظننت أننى قد أصدرت ضجة بوقوفى هكذا فغادرت الممر نحو غرفة الجلوس و عندما وصلت لم أجد هيرو سألت الرفاق عن مكانه فأخبرونى أن السيد آنستون قد إستأذنه فى أن يناقش معه أمر هام ......
صدقينى يا أنسة هذا كل ما أعرفه ..................... و لكن أرجو ألا تتسرعى فى الحكم على هيرو فلا أظن أنه سيوافق ........
ريلينا : ................. و كيف تعلم ؟
ضحك مازحاً و قال :
ديو : مجرد إحساس .........
ملأت الدموع عينى و غادرت الغرفة بكل ما تبقى لدى من قوة إلى غرفتى ..............
٭~*~٭~*~٭~*~٭
عدت من مكتب ليوناردوا إلى غرفة الجلوس و كما تركتها لم أجد أحدً بها و لهذا أكملت الرسالة بهدوء ........
___________________________
يشرفنى أن أقول لك أن قلبى متعلق بفتاة أخرى ........... سيدى أرجو المعذرة و لكن إبنتك بحاجة لشخص يحبها كى يحميها .......... و أنا لا أستطيع أن أقطع عهد على نفسى بأن أحبها ............. من حقها أن تتمتع بحب شخص لها ........ سأظلمها إن وافقت على طلبك ........ أتمنى لها أن تجد ذاك الشخص قريباً ....................
و قد إخترت أن أجيبك عن طريق الرسالة .. كى أجيبك بصراحة و وضوح تام ...
و تتشرف الأسرة الحاكمة بدعوة سيادتكم إلى القصر الملكى غداً لقضاء عدة أيام فى ضيافتها..
و أرجو أن تعذرنى مجدداً سيدى
هيرو يوى
___________________________
أرسلت الرسالة على بريده الخاص و إنتظرت منه الرد و بالفعل وصلتنى بعد حوالى ساعة رسالة منه قائلاً فيها :
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لا أستطيع لومك على قرارك .......... أنت الوحيد المسئول عن إتخاذ قراراتك ..................
لأننى أعلم جيداً أنك صادق فى كلماتك ................ يسعدنى أن أقول أن القرار الذى إتخذته هو الذكاء بعينه ................. كم أنا محظوظ بمعرفة شخص مثلك ....................
يسعدنى أنا و إبنتى تلبية دعوتكم لنا شاكرين لكم إياها ........ و إلى أن نلتقى ...... إلى اللقاء ..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
كان هذا ملخص الرسالة التى أجابنى بها .......... أخبرت الجميع بخبر تلك الزيارة و بالتأكيد كما توقعت سر الجميع بها .................
٭~*~٭~*~٭~*~٭
قد أكون بالغت قليلاً ........... قد أكون فهمت خطأ ......... قد يكون هناك سوء تفاهم ......... يجب ألا أتسرع فى الحكم عليه كما قال ديو .......... يجب أن أستفسر منه شخصياً و بما أن اليوم لدينا زوار فسأضطر إلى أن أنتظر ألى وقت خلودهم للنوم و حتى ذلك الحين على أن أتصرف على طبيعتى ...................
دقت الساعة الثانية مع وصول السيد آنستون و إبنته و تم الترحيب بهم بشكل لائق .......... جلس الجميع فى صالة الإستقبال الواسعة ثم إقترح ديو بالدخول إلى غرفة الجلوس بحجة أن الجو بالداخل أكثر نقاءً و قام الجميع للذهاب و فى طريق ذهابنا لم أر هيرو و السيد آنستون فنظرت خلفى فوجدتهما يتهامسان و كأن الموضوع هام ثم لحقا بنا حتى لا يشعر أحد بغيابهم...
٭~*~٭~*~٭~*~٭
كنا نجلس جميعاً فى صالة الإستقبال إلى أن إقترح ديو بالدخول إلى غرفة الجلوس بحجة أن الجو بالداخل أفضل ............ قمت كى أذهب معهم و لكن إستوقفنى السيد آنستون و إنفرد بى قائلاً :
سيد آنستون : سيد هيرو .......... إيميلى هذه الأيام على غير عادتها ...منذ رحيلكم عنا فى المرة السابقة و هناك ما يشغل بالها كثيراً .... سألتها عن السبب مرات و مرات و لكنها أنكرت وجود شئ أخاف أن تظن أن عدم إرتباطها هو عيب منها و لذلك أرجو منك محاولة معرفة السبب ...
أنت و رفاقك لكم طرق مميزة فى معرفة الأخبار و لذا أرجو منك إخبارى السبب...
هيرو : أعدك أن أفعل ما بوسعى ... سيد آنستون ..
و عدنا مع الباقى إلى الغرفة و ياللعجب طوال اليوم و ريلينا تعاملنى كالباقى ..........!!!
يا إلهى كيف ينقلب مزاجها هكذا بين ساعة و أخرى ........................ !!!
بعد الغداء خرجت الفتيات برفقة إيميلى إلى الحديقة و لكننى لم أر ريلينا معهم و ما إن جلسوا لخمس دقائق حتى خرج ديو و وفيه لإستدعائهم للجلوس معنا فى الغرفة ............
إستغللت الفرصة و خرجت كى أتحدث إلى الأنسة إيميلى .... و بالفعل وجدت وفيه يتحدث معها و لكنى إستأذنتها لدقيقتين مما أثار غضب وفيه ........ و ربما كانت الغيرة هى السبب ........
٭~*~٭~*~٭~*~٭
بعد الغداء خرجت الفتيات برفقة إيميلى إلى الحديقة و لكنى إستأذنت منهم لمدة عشر دقائق ......... ذهبت لتغيير ملابسى لأنها لم تكن عملية كفاية كى أجلس بها فترة أطول ... عندما عدت وجدتهم قد إنتقلوا إلى غرفة الجلوس إلا وفيه و هيرو إيميلى .. فكرت فى أنها فرصة جيدة إذا كان هيرو وحيداً كى أتناقش معه بهدوء و لكننى عندما نظرت من الباب الزجاجى العريض الذى يحيط نصف غرفة الإستقبال حيث يسمح لى بكشف معظم أجزاء الحديقة ... وجدته واقفاً معها ....... ظننت أن عينى تكذب ...... ظننت أننى أحلم .......... ظننت أنه يمزح ............. و لكن عندما وقعت عينى على هاتان اليدان اللاتى تصافحان بعضهما البعض ... و هذا الوجه الذى يحمر خجلاً و هى تقف أمامه بكل ثقة ............. كنت سأقع على الأرض من قوة إشتعالى .... كنت سأحرق أى شئ إن وقع نظرى عليه و خاصة تلك التى تدعى إيميلى ...... من تظن نفسها حتى تمسك بيده أو تحمر خجلاً أمامه أو حتى تقف معه ............. تمالكت نفسى و تحاملت عليها و سرت بهدوء حتى لا أفقد توازنى نحو غرفتى التى شهدت الكثير .............................
٭~*~٭~*~٭~*~٭
وقفت معها جانباً و تحدثت معها قائلاً :
هيرو : آنسة إيميلى ...... أظنك تعلمين أن والدك يحبك كثيراً ......... و لذا فهو يخاف و يقلق عليكِ كثيراً ...............
إيميلى : بالتأكيد سيد هيرو .....
هيرو : و بما انه يخاف و يقلق عليكِ كثيراً لذلك لم يسلمك إلى أى من الشباب الذين تقدموا لكِ.
نظرت إلى الأرض ثم أعادت نظرها إلى قائلة
إيميلى : أجل ....
هيرو : تأكدى أنه فى يوم قريب سوف تجدين شخصاً يحبك و يخاف عليكِ و يتعهد أمام الجميع بأن يحميك .. و عندما تجدى ذاك الشخص سوف يسلمك والدك إليه بكل راحة و إطمئنان .....
إيميلى : شكراً لك سيد هيرو على كلماتك و لكن ......
هيرو : بدون أن تقولى لكن ......... إنظرى أمامك و هو سيراكِ بكل وضوح ....... لا تلتفتِ لأحد وقتها ستجدينه هو من يلتفت إليكِ و ينهى طريقك الذى تسيرين فيه وحيدة و تنتقلين الى الطريق الذى تسيرون فيه معاً .........
إيميلى : شكراً لك سيد هيرو على تلك النصيحة الغالية ....... أعدك أن أعمل بها ...........
و إحمر وجهها و هى تمد يدها إلى قائلة :
إيميلى : أعاهدك على ألا أجعل والدى قلقاً علي بعد اليوم كما أعدك أن أنفذ نصيحتك ...
ترددت و أنا أمد يدى أصافحها ثم تركتها و ذهبت ........ و بعدما دخلت إلى صالة الإستقبال نظرت من الباب الزجاجى فإذا بها تقف مع وفيه و يبدو عليها ملامح الإستمتاع و الراحة ....!
عدت إلى غرفة الجلوس فلم أجد ريلينا معهم يا إلهى أين ذهبت ثانية !!!........
بعد مكوث السيد آنستون و إبنته معنا لمدة ثلاثة أيام .. عادت نانسى بصحبة كواتر اللذان كانت السعادة واضحة على ملامحهم .... أخذنا نسأله عما كان الإجتماع و ما أخباره فأجاب بأنه كان أكثر من رائع .. و إجابته هذه أكدت لى شكوكى التى دارت حولهم ...
٭~*~٭~*~٭~*~٭
شعرت بالإختناق من كثرة البكاء .... إنهمرت فياضانات من الدموع ........ كنت أبكى و أبكى ..... لم تكف الدموع عن الإنهمار ................
قلبى كان مجروح .......... و حبى كان مغشوش .......... و رفيقى لم يكن موجود ..........
و البكاء كان رفيقى الوحيد ........................................
كنت أحبه كثيراً ........ و ها أنا الأن أثبت حبى له عن طريق بكاءى المستمر .............
و نحيبى الذى لا يفارق بكائى ...........................
كلما زادت دموعى ........... و كلما إنضمت دمعة جديدة إلى سابقاتها ........... أدرك أكثر أننى مغرمة به ........... و أعلم أكثر أننى لا أستطيع الحياة من دونه .....................
لم أحتمل النظر إلى غرفتى فهذا الركن فيه هدية منه ........... و هذا الركن به تذكاراً له ........... أما عن ذاك الركن ففيه صورة له ........... و ذلك كان لكلماته و وقفاته معى ........... و وسط الغرفة للمساته عندما كان يمسك بيدى ........... و هنا حيث كان يقترب منى و يزيد من حياءى ........... فتحت باب الغرفة بل و باب القصر أيضاً ........... و بسرعة الصاروخ ........... و إنتقال المياه فى البحور ........... كنت جالسة على أرضية الحديقة و قد سقيت الحشائش و الزهور من حولى بدموعى التى تزيد بعدما تكفيهم ......................
لم أقو على الوقوف لكى أكمل سيرى ........... و لكن عندما مرت صورته من أمامى زودتنى بالقوة و الشجاعة .. و ساعدتنى على الوقوف و أسرعت فى سيرى ..... على ضوء القمر......
لا أعلم كم سرت و لكننى أظن أننى قد لففت الحديقة بأكملها مرات و مرات ........... كنت أود الهروب و لكن ........... إلى أين ؟.......... إلى أى مكان هو ليس به ........... إلى أى مكان أثره ليس به ........... إلى أي مكان لا دليل لوجوده به ........... لكى ........... لكى .......... لكى أموت بسلام ......................................................
أتمنى أن أموت على أن أنام فى فراش العذاب ............... و لكن ........ أموت ...!!..........
هل سأموت .............. هل سأموت هنا .............. هل سأموت بعيدة عنه ....................
هل سأموت فى غير أحضانه ............ هل سأموت بدون وداعه ............. هيرو .............
أتمنى أن آراك .............. و لو لمرة أخيرة ..........................................................
........................................ و أظلمت الدنيا فى عينى ........................................
٭~*~٭~*~٭~*~٭
فى الجزء القادم
" هل جئت من أجلى "
" لا تتركنى وحيدة .............. أرجوك ..... لا تتركنى ....... "
" و رداً على سؤالك ......... أجل ...... حدث الكثير من الأشياء ............. "
" يبدو لى أن هناك تغيرات فى أحاسيسك و مشاعرك "
" أخبريها أن هناك من أُعجب بها و يفكر بالتقدم لها "