عرض مشاركة واحدة
  #376  
قديم 10-01-2008, 08:36 AM
 
رد: دموع اللقاء من بعد الإفتراق


الجزء السادس عشر
ظروف صعبة


مرت أيام و علاقتنا على خير ما يرام ........ الخجل يرافقها دائماً منذ ذاك اليوم .. و رغم ذلك فهذا يعجبنى و يضفى علي السرور .... أحب أن أرى تأثيرى عليها ............. لم تحاول النظر فى عيونى منذ فترة ..... تقريباً لتجنب نفسها الإرتباك ........... لكننى قد إشتقت للإرتباكها الذى يزيدها جمالاً ..............


كنا نجلس جميعاً فى الحديقة ............... الوقت مبكر ............... الجو صحو ............... الهواء عليل ............... و الأمور على ما يرام ...............
و فى أثناء جلوسنا خرج أحد الخدم و توجه ناحيتى و قال :
جوستين : سيد هيرو ............... لك إتصال ..
هيرو : إتصال ............... من المتصل ؟
جوستين : شخص إسمه بيل ...............
هيرو : بيل ! لما يتصل الأن !!!
و قمت متوجهاً إلى الداخل و قام كواتر معى للذهاب لغرفته لأمر ما ..
تناولت سماعة الهاتف و أنا واقف و قلت : مرحباً ... صباح الخير ...
وصلنى صوت ملئ بالحزن ..... ليس صوت بيل المرح الذى أعرفه بل صوت حزين للغاية !!
بيل : و من أين يأتى الخير ..!
هيرو : بيل ..... لا تتشائم هكذا ...... ماذا حدث !؟ ...
بيل : هيرو ... أنت أكثر منى قوة ... لذا تمالك أعصابك .......... تمالك نفسك و إسمع الخبر الذى سأقوله لك الأن ..
هيرو : بيل ...... ما الأمر .... أخبرنى !!
بيل : ألبرت ............... ألبرت يا هيرو ............... لقد .... لقد .... لقد إنتقل من هذه الحياة
وقعت على الكرسى من هذه الجملة و قلت :
هيرو : ماذا .... ألبرت ... ماذا به .... أنا لم أسمعك جيداً ...... ما معنى هذه الكلمة ..... لا تقلها ..... أخبرنى أنها واحدة من مزحاتك ..... أخبرنى أنها كذبة ............
بيل : هذا ليس موضوعاً للمزاح يا هيرو ............... لقد ............... لقد ...............
هيرو : لا ............... لا تقلها ...............
بيل : توفى .........
رنت هذه الكلمة فى أذنى ............... توفى ............... ألبرت ............... ما معناها ........
أعز أصدقائى ............... أقرب الناس إلي ............... توفى ...............
بيل : إدع له بالرحمة يا هيرو
هيرو : توفى ............... ألبرت .... !!!
بيل : هيرو .... الأمر صعب علينا جميعاً ...............
هيرو : توفى ............... !!!
بيل : هيرو ....... أنت أقرب الناس إليه ....... لذا أنا أسف لكونى من أخبرك بالصدمة ...... لم أكن أريد ذلك ......... لكن ............... لكنه ............... واجب الصداقة ........ هيرو .... سأتصل بك لاحقاً ............ إلى اللقاء ..!
و أنهى المحادثة بعدما أحسست بدموعة التى إنهمرت .....
بدأت الأرض تدور من حولى و تدور و بدأت الدنيا تظلم شيئاً فشيئاً و لمحت شخصاً يمر من أمامى نظرت إلى ملامحه و صحت بما إستطعت من قوة :
هيرو : كواتر ............... أهذا أنت !
كواتر : هيرو ........ ماذا بك ..؟
هيرو : كواتر أرجوك ......... تعال ساعدنى ..
إقترب منى و قال :
كواتر : هيرو ......... هيرو ماذا أصابك ؟
هيرو : ساعدنى ....... إلى غرفتى ....
أسند ذراعى فوق كتفه و سرت معه حتى وصلت إلى سريرى ............... أنزلنى فوقه و سحب الغطاء فوقى و قال :
كواتر : " إنتظرنا "
هيرو : لا يا كواتر .......... لا داعِ لإخبارهم ..
كواتر : أتمزح ............ هل ترى وجهك ...!
و خرج من الغرفة ..................



٭~*~٭~*~٭~*~٭



تمر أيامنا برفقة صمتنا .. و بالرغم من ذلك فعلاقتنا تمر بأجمل أيامها .. نادراً ما أنظر فى عينيه لأجنب نفسى إرتباكى .. و أظن أنه إشتاق لهذا الإحمرار الذى كان يصيبنى ...
اليوم تناولنا الإفطار و خرجنا للجلوس فى الحديقة و بعد جلوسنا بفترة جاء لهيرو مكالمة فقام إلى الداخل و ذهب كواتر فى طريقه إلى غرفته ....و لكن بعد حوالى عشر دقائق من ذهابهم و جدت كواتر قادم ناحيتى و همس لى :
كواتر : يجب أن تذهبى لرؤية هيرو يا أنسة ...
وقفت فجأة و قلت : هيرو ....... ماذا به ....... أين هو .... أجبنى ... ؟؟؟
إلتفت الجميع إلى ثم إلى كواتر بدهشة و قال وفيه و ليوناردوا : ماذا هناك ؟
تنهد كواتر بقوة و قال : يبدو أن هيرو قد تلقى خبرً مفجعاً..هذا كل ما فى الأمر..لا داعِ للقلق..
ثبتٌ فى مكانى فى حين أسرع الجميع إلى غرفته .... بعدما إستوعبت الموقف و أنه ليس هناك سبب للقلق .. ذهبت ورائهم .....


٭~*~٭~*~٭~*~٭



بعدما خرج كواتر من غرفتى بعشر دقائق سمعت أصوات كثيرة خارج الباب ...... كنت أعلم أنهم قادمون لا محالة ...
فُتح الباب و دخل الجميع و أسرعت نوين تقول :
نوين : هيرو ....... أأنت بخير ........!!
هيرو : أجل ......... شكراً
ليوناردوا : ماذا أصابك
وفيه : تبدو و كأنك قد تلقيت صدمة ما ...!
تقدم تروا من النافذة و أغلقها و كذلك الشرفة و قال :
تروا : هيرو بخير ......... يحتاج فقط لبعض النوم .....
ديو : و لكن .... لم نعرف ماذا حدث بعد .....
تروا : بدون أسئلة أو إستفسارات ..... لنترك هيرو قليلاً ..
قلت مجهداً : تروا محق ..أنا بخير ... يجب أن أرتاح فقط ...
و بالفعل بدأ الجميع بالخروج بعدما تمتموا ببعض العبارات و لكن هناك شخص لم يخرج معهم بل إنتظر حتى خرج الجميع و أغلق تروا الباب و إتجهت يدها نحو جبينى و قالت :
ريلينا : هيرو ... حرارتك مرتقعة ....... أأنت واثق من أنك بخير ؟
هيرو : ليس هناك داعٍ لتشغلى بالك بى ....... أريد الراحة فقط
مسحت من على وجهى العرق الذى تصبب و قالت :
ريلينا : نوماً هانئاً ...... لا تفكر فى أى شئ ... إن إحتجت إلى أى شئ سأكون هنا .. إلى اللقاء
و خرجت و أغلقت الباب من ورائها ..
و عملت أنا بنصيحتها و إستسلمت محاولاً النوم بدون أى تفكير .............................


إستيقطت بعد حوالى ثلاث ساعات و إذا بالعرق يلفنى ....... إلتفت إلى الساعة بجانبى فإذا بها الثانية ظهراً ...... بدأت أسعل بشدة و بدأ تنفسى يضيق شيئاً فشيئاً و شعرت بحرارة تغطى كل جسدى و خصوصاً وجهى و بدأ سعالى يزيد و يزداد و فكرت فى أن أطلب أحداً ليكون بجانبى و ما إن فكرت بذلك حتى دخل أحدهم و صاح : " هيرو "
رفعت نظرى فلم أرى سوى خيال لأحدهم و لم أستطع تمييز ملامحه إلا من خلال صوته الذى أعاد على مسامعى الهتاف بإسمى فقلت بما إستطعت من قوة : " ريلينا "
كان صوتى واهن و غير واضح و رغم ذلك فقد سمعتنى و أجابت : " أجل " و إقتربت منى و ما إن تبينت ملامحى حتى خرجت صرخة ضعيفة منها و تلجلجت قائلة :
ريلينا : " ه ......هي.......... هيرو ......... ماذا أصابك "
لم أستطع الكلام و أجبت عن إستفساراتها بالسعال الذى زادها قلقاً .... أسرعت و سحبت بعض المناديل الورقية من جانبى و أخذت تمسح العرق الذى يغطى وجهى ثم وضعت كفها فوق جبينى و صاحت :
ريلينا : يا إلهى ...... أنت محموم ...... هيرو ... ماذا بك ....... ما السبب فى ما أصابك ...!!!
أدرت وجهى و لم أقو على التحدث ........ فهمت حالتى و خرجت من الغرفة قائلة :
ريلينا : " لحظة "
عادت بعد دقائق و بيدها علبة دواء و جلست على كرسى بجانبى و قالت :
ريلينا : هيرو تماسك ... الطبيب فى طريقه إلى هنا ...
قلت و أنا بالكاد أستطيع التحدث : لست بحاجة إلى طبيب ... الأمر ليس خطيراً .
صرخت فى وجهى : هل تمزح ... بالتأكيد لست فى وعيك .... أنت لم ترى ملامح وجهك المرهقة ... إن لم تكن قلقاً على نفسك ...
و أكملت بحزن : فهناك من يقلق عليك....... أرجوك يا هيرو ..... دعنى أتولى هذا الأمر ..... لن أسمح لك بالقيام من فراشك إلا بإذن من الطبيب نفسه ....
إستسلمت لها بعدما رأيت الإصرار فى عيونها : حسناً ....... لا بأس ....... لكِ هذا ..........
أخذت تحاول تخفيض درجة حرارتى بقدر الإمكان حتى وصل الطبيب بعد حوالى ربع الساعة .. كان رجلاً كبيراً فى السن و بدأ يتحسس حرارتى ثم وضع المقياس فى فمى و أخذ يقوم بعدة كشوفات على تنفسى و صدرى و أشياء أخرى ثم إبتسم إبتسامة مريحة و قال :
الطبيب : لما أنت قلقة كل هذا القلق يا إبنتى ... !
ريلينا : ماذااااااا ...... و كيف لا أقلق و أنا لم أره مريضاً هكذا من قبل ...... ؟
الطبيب : الشاب بخير .... و لكن يتوجب على أن أعرف السبب فى ما أراه الأن ..
ريلينا : تلقى إتصالاً من أحد أصدقائه ثم .......
و نظرت إلى و قالت بهدوء : هيرو .... أرجوك أخبرنا بما حدث ..... هذا من أجل صحتك ....
قلت بصعوبة : تخيلوا لو أن أقرب الناس إليكم قد ........ قد ....... قد رحل عنكم ............
الطبيب : يرحمه الله يا بنى ....... حتى و إن حدث هذا لن يتوقف العالم ..... لن يتوقف الزمن .. بل سيستمر ....... و كذلك حياتك ........ يجب أن تستمر ..... أبذل ما فى وسعك يا بنى .... تحمل .... إنها سنة الحياة .......... كلنا لنا نهاية .............. كما حزنت على صديقك سوف تجد من يحزن عليك بعد رحيلك ........ و لكن هل تريد لذلك الشخص أن يقضى حياته مريضاً بسببك ........... لنفس السبب يجب ألا تجعل صديقك سبباً فى مرضك ..........
ثم إلتفت إلى ريلينا و قال : يجب أن يأخذ تلك الأدوية فى مواعيدها يا إبنتى ... أرجوكِ إشرفى عليه ...... لا يجب عليه القيام كثيراً فى خلال أول يومين ... بعد ذلك يفضل أن يجلس قليلاً فى الحديقة أو ما شابه .......
و إستدار خارجاً من الغرفة و قال : لا داعِ للقلق عليه .... أعلم أنه قوى و سوف يتحمل ......
رحل الطبيب و ترك قائمة طويلة بأنواع مختلفة من الأدوية و ما إن رأتها ريلينا حتى فزعت و قالت
ريلينا : ماذاااااااااااا ........ ما كل هذا ....... و يقول أنك بخير ..........
هيرو : لا بأس ..... كان يؤدى عمله .......
ريلينا : هيرو ......... إنتظرنى ....... سأخبر السائق أن يأتى بتلك الأدوية ........
و توجهت نحو الباب و قالت : سأعود سريعاً ..
و أغلقت الباب من وراءها ......

يا إلهى .............. هل لهذه الدرجة قلقة علي ........
عادت بعد قليل و إستمرت فى محاولة تخفيض درجة حرارتى .......... حتى وصلت الأدوية المطلوبة ........... بدأت تتبع التعليمات خطوة بخطوة حتى إنتهت ...............
بعد جرعات الدواء التى إضطررت إلى تناولها بدأت أشعر ببعض الراحة و إستطعت التحدث بشكل أفضل و كانت أول كلمة أنطق بها كانت لها حيث قلت
هيرو : ريلينا ..... شكراً لكِ
ريلينا : هيرو ..... أنا لم أفعل شئ
هيرو : شكراً على رعايتك بى ........ شكراً لكِ ..
ريلينا و قد إحمر وجهها و أنزلت نظرها إلى الأسفل : ليس هناك داعِ للشكر ... كنت ستفعل الشئ نفسه ........
صمتت قليلاً ثم أكملت : يجب أن ترتاح ...... لا ......... يجب أن تأكل أولاً ....... إنتظر قليلاً ..
و خرجت من الغرفة قبل أن أتفوه بأى كلمة .......
عادت بعد عشر دقائق و بيدها صينية غداء و وضعتها بجانبى و أصرت على أن أبدأ بتناول الطعام ............ و بالتأكيد فى موقف مثل هذا لن يكون لى شهية للطعام مطلقاً أخذت أصر على رأيي و هى تصر على رأيها حتى ظننت أننى قد إنتصرت و أقنعتها بعدم تناولى للطعام ........
و لكن ظنى هذا قد تلاشى بعدما رأيت دموعها فى عيونها و همست :
ريلينا : إن كنت لا تريد تناول الطعام من أجل صحتك .......... فتناوله على الأقل من أجلى .....
تنهدت بقوة و قلت مستسلماً : يا إلهى .......... هل يجب أن تستخدمى دموعك دائماً ....
ريلينا : تذكر ... إنه سلاح المرأة ....
بدأت تبتسم بسرور بعدما رأتنى قد بدأت بتناول الطعام .................
مر أول يوم بسلام ... كل شئ كان على ما يرام إلا تلك الأدوية التى أتناولها بكثرة و بالتأكيد الطعام الذى أتناوله بدون إرادتى .......... فقط ............. من أجلها .....
و فى اليوم التالى .. إستيقظت فى الصباح الباكر و أخذت حماماً سريعاً و عدت إلى سريرى ثانية فأنا بالكاد أقف و ما إن مرت عشر دقائق حتى طُرق الباب فقلت
هيرو : تفضل ..
فُتح الباب و طل منه وجه مشرق مبتسم و قالت
ريلينا : هل إستيقظت
هيرو : أجل .... منذ حوالى .. أقل من ساعة
دخلت و أغلقت الباب من وراءها قائلة :
ريلينا : يبدو أنك أحسن حالاً ...
هيرو : هذا بفضل ممرضتى ......
إبتسمت و تناولت علب الدواء من جانبى و قالت
ريلينا : إذن .... إستعد للدواء
و بعد جرعات الدواء مرة أخرى ظللت فى فراشى و جلست هى على الكرسى بجانبى حتى قلت لها
هيرو : ريلينا .....
ريلينا : ... هه ...... ما الأمر ............
هيرو : إن أخبرتك بأن ................. بأن .....
ريلينا : بأن ماذا .............
هيرو : بأن لدى مهمة عاجلة ....
إنطلقت منها صرخة قوية و قالت فوراً
ريلينا : لاااااا.... لا ..... لا ......

***********


فى الجزء القادم



" لا تذكر الموت ......... ستعود إلي ........ ستعود إلي .... أنا أعلم ... "

" كااااااااااااااااااااذب "

" حتى و إن مسحتك من ذاكرتى ..... من المحال أن تُمحى من قلبى ........... "

" و لكن سأحاول ....... من أجلك......... "

" أعدك أن أعود "


__________________
اجزل شكرى لكل من تابع قصتى يوماً
دموع اللقاء من بعد الإفتراق
http://vb.arabseyes.com/1054796-196-post.html
http://vb.arabseyes.com/1055336-202-post.html
http://vb.arabseyes.com/1058693-253-post.html
http://vb.arabseyes.com/1055499-209-post.html
http://vb.arabseyes.com/1055559-214-post.html


إسـمـى ســابـقـاً :
Redflower \ Raioda
(( ترقبوا قصتى الجديدة بعد اشهر قليلة ))