أفضل الاعمال إلى الله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن ينجي أحداً منكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ ولا أنا، الا ان يتغمدني الله برحمته.
وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سددوا وقاربوا، واعلموا ان لن يدخل احدكم عمله الجنة، وان احب الاعمال ادومها إلى الله وان قل) رواه البخاري.
وعنها رضي الله عنها قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: اي الاعمال أحب الى الله؟ قال: أدومها وان قل. وقال: اكلفوا من الاعمال ما تطيقون. رواه البخاري.
قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث الثاني: (ثم ختم ذلك بأن المداومة على عمل من اعمال البر ولو كان مفضولاً أحب إلى الله من عمل يكون أعظم اجراً لكن ليس فيه مداومة). وقال ابن حجر في شرح (واكلفوا، من الأعمال ما تطيقون): (ما تطيقون) اي قدر طاقتكم، والحاصل انه أمر بالجد في العبادة والابلاغ بها إلى حد النهاية لكن بقيد ما لا تقع معه المشقة المفضية إلى السآمة والملال). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فإن المشروع المأمور به الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو الاقتصاد في العبادة) إلى ان قال: فمتى كانت العبادة توجب له ضرراً يمنعه عن فعل واجب انفع له منها، كانت محرمة، مثل أن يصوم صوماً يضعفه عن الكسب الواجب أو يمنعه عن العمل أو الفهم الواجب، أو يمنعه عن الجهاد الواجب.
وكذلك اذا كانت توقعه في محل محرم لا يقاوم مفسدته مصلحتها، مثل أن يخرج ماله كله، ثم يستشرف إلى أموال الناس، يسألهم، وأما إن أضعفته عما هو أصلح منها، وأوقعته في مكروهات، فإنها مكروهة.
وأورد قول ابن مسعود: (إني اذا صمت ضعفت عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي).
وذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في معرض شرحه للاحاديث المذكورة السابقة أن فيها اشارة إلى أن أحب الاعمال إلى الله عز وجل شيئان: أحدهما: ما داوم عليه صاحبه وان كان قليلاً، وهكذا كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم وعمل آله وازواجه من بعده. وكان ينهى عن قطع العمل.
والثاني: ان احب الاعمال إلى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير.
فإن طريق الاقتصاد والمقاربة افضل من غيرها، فمن سلكها فليبشر بالوصول فإن الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في غيرها.
أشكرك على مبادراتك المفيدة