الموضوع: لماذا تهاجمون
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-08-2008, 03:21 PM
 
لماذا تهاجمون

لماذا تهاجمون الشيعة؟
الكاتب/ رشيد شاهين
من المؤسف أن ينزلق الشيخ يوسف القرضاوي إلى هذه الهجمة التي تشن على المذهب الشيعي وان يكون جزءا من هذه الحملة غير المسبوقة التي تشن على أتباع هذا المذهب الذي هو في النهاية مذهب إسلامي له من الامتداد الزمني مثل ما للمذهب السني ويقر بان لا إله إلا الله وان محمد بن عبد الله هو رسول الله إلى العالم.



عندما نقول نأسف لهذا الوضع ذلك أن الشيخ القرضاوي هو أحد أبرز وجوه علماء السنة، كما أن المنصب الذي يتقلده كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يفرض عليه أن يتسامى وان يترفع عن الدخول في هذه المناكفات خاصة في ظل هجمة يتم تأجيجها من قبل أعداء هذه الأمة بسنتها وشيعتها وكل مكوناتها بما في ذلك المكونات التي لا تدين بالدين الإسلامي، هجمة نعتقد بأنها تستهدف نهوض الأمة وتقدمها ووحدتها وترمي إلى إبقائها في القاع مفككة مفسخة وتعيش حالة من التنافر وعدم الانسجام، كما لا نعتقد بأنه قد غاب عن الشيخ القرضاوي بأن هذه الموجة أو “الموضة” من الهجوم على المذهب الشيعي وأهل هذا المذهب وهذه “الهجمة” من التجاذب الإعلامي والمناكفات الإعلامية التي أصبحت بدون توقف قد برزت بشكل لافت بعد الحرب التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق ومن ثم احتلال هذا البلد، وقد تصاعدت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ خاصة مع بروز القوة الإيرانية كقوة إقليمية يحسب حسابها وترغب أو ربما تعمل من اجل أن تشكل حالة من توازن ” الرعب أو الردع” مع قوة الكيان العبري.
لا نعتقد بأن الخوف على المذهب السني الذي أبداه الشيخ القرضاوي مبرر أو فيه الكثير من الإقناع وخاصة عندما يقول عن الشيعة “خطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني، وهم يهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات”، هذا الحديث بهذه الطريقة يصبح ممجوجا من شيخ كالقرضاوي خاصة وان لا أحد يمنع أهل السنة بان يقوموا بنشر مذهبهم وهم لديهم من المليارات أكثر بكثير مما لدى أهل الشيعة وهم أكثر عددا بكثير من أتباع المذهب الشيعي، هذا عدا عن أن أحدا لا يضع سيوفا على رؤوس العباد من اجل اتباع هذا المذهب أو ذاك، بمعنى أن من حق الشيعة كما من حق السنة أن يحاولوا نشر مذهبهم أينما شاءوا ولا نعتقد بان هنالك مشكلة في ذلك إلا إذا اعتبر الشيخ القرضاوي إن هؤلاء يدعون إلى دين آخر غير الدين الإسلامي.
كذلك فان اعتبار نشر المذهب الشيعي عملية “تبشير” كما وصفها الشيخ القرضاوي فيه محاولة لتشبيه ذلك أو ربطه بما في أذهان ” العالم” عن حملات التبشير التي تقوم بها الفرق المسيحية في “مجاهل إفريقيا” وغيرها وهذا باعتقادنا محاولة للتنفير من المذهب الشيعي بشكل أو بآخر عدا عن انه محاولة للإيحاء المبطن - لا وجود فيه هنا لحسن النية- بان المذهب الشيعي دين مختلف تماما عن الإسلام، خاصة وان هذا التعبير – تبشير- بالذات مرتبط في الأذهان بشكل غير جيد أو مستساغ، ونعتقد بان محاولة الإيحاء هذه غير مقبولة ولا تنم عما اتصف به الشيخ القرضاوي من حنكة وبعد نظر.
أما فيما قاله الشيخ القرضاوي حول “أن المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي” فنعتقد بان ما سماه بالغزو فيه من التلميح ما هو غير مقبول وهو كأنما يقول بأن هنالك غزوا ثقافيا مختلفا ولا علاقة له بالإسلام وان أفكاره تتعارض والإسلام، هذا عدا عن هذه ليست مشكلة الشيعة بقدر ما هي مشكلة السنة وعلماء أهل السنة من أمثال القرضاوي نفسه، حيث إن هؤلاء العلماء لم يحاولوا إذا تحصين أتباع المذهب السني وهو برأينا اعتراف صريح بتقصير هؤلاء العلماء وهو إدانة لهم أكثر منه لوم لأتباع المذهب الشيعي، أما وقد صار الحديث عن غزو شيعي وتخويف من هذا المذهب بعد أن تم احتلال العراق تحديدا فإننا “نستكثر” أن ينجر الشيخ القرضاوي إلى ذلك وكنا نتمنى ألا يفعل مثلما سارع كثيرين من علماء السنة لفعله.
نستغرب أن يرفض الشيخ القرضاوي أن يقال عنه بأنه طائفي ويقوم بالرد بشكل عنيف على من نعتوه بذلك، لكن ماذا كان يتوقع أن يتم وصفه به، هل كان يعتقد بان يقال له من أتباع المذهب الشيعي “بارك الله بك يا شيخ قرضاوي على ما قلت وصرحت به”، الحقيقة إننا نعتقد بان هذا الذي صرح به الشيخ القرضاوي فيه من الطائفية الكثير بل هو موغل في الطائفية وفيه الكثير من التجني على أتباع المذهب الشيعي الذين هم في النهاية وكما اشرنا سابقا جزء لا يتجزأ من امة الإسلام، وهم أتباع رسول الله وسنته إلا إذا أخرجهم الشيخ القرضاوي من دين الإسلام كما فعل غيره من علماء السنة الذين كفروهم وأخرجوهم من الملة ووضعوا أنفسهم قيمين على الإسلام والمسلمين مخالفين بذلك ما يقوله رب العالمين من أن من يشهد بان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله هو مسلم.
أن يقول الشيخ القرضاوي في تصريحاته بأنه “يؤمن بوحدة الأمة الإسلامية بكل فرقها وطوائفها ومذاهبها” يتناقض مع ما يقوله ويخوف به من مد شيعي وخوف على المذهب السني، ولا نعتقد بان هذا يبتعد كثيرا عما قيل خلال العامين الماضيين من قبل كثير من المحللين والسياسيين وكذلك القادة في المنطقة الذين حذروا من مد شيعي وهلال شيعي وغير ذلك من التوصيفات خاصة بعد أن فشلت إسرائيل في القضاء على المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006 وعلى رأسها حزب الله “الشيعي”.
أن يتحدث الشيخ عن خطوط حمراء أو صفراء لا يجوز تجاوزها ومنها كما قال “سب الصحابة ونشر المذهب الشيعي في البلاد السنية الخالصة” فيه محاولة للتحريض واضحة على أتباع المذهب الشيعي، فقصة سب الصحابة قد تمارس من قبل أناس مهووسين في المذهب الشيعي ومن قبل بعض الجهلة والمتخلفين. من الواضح هنا بأن الشيخ لا يعرف المجتمعات المختلطة بين الشيعة والسنة حيث يتم النسب والتزاوج ولا فرق بين شيعي وسني وكل هذا الذي يقول، وعليه أن يذهب إلى العراق ليرى بنفسه بان العائلة الواحدة منقسمة إلى شيعة وسنة وان العشيرة الواحدة تجد نصفها من هذا المذهب ونصفها الثاني من المذهب الآخر.
إننا في الحقيقة نعتقد بان هناك محاولة من قبل الشيخ القرضاوي للقفز على حقيقة لا بد هو يعلمها، القضية يا سيدي ليست الثروات الهائلة التي تتحدث عنها وتقول بأنها متوفرة أو موجودة لدى أتباع المذهب الشيعي- والإيمان على أي حال لا يشترى بالمال- الموضوع يا سيدي هو أن هنالك تيارا مقاوما في لبنان حقق انجازا تاريخيا كان كما الحلم بالنسبة لأمة العرب والإسلام ولشبابها بالتحديد، هذا الانجاز هو أن هذا التيار استطاع برغم قلة إمكانياته أن يقف في وجه احد أكثر الدول قوة في العالم وليس في المنطقة وحسب، ومن هنا أخذ جماهيرية لم تتحقق لأي قوة من قبل – ربما كانت بدايات الثورة الفلسطينية بعد هزيمة حزيران يونيو عام 1967 مشابهة لكن اقل زخما-، وفي هذا السياق فإنني أطالب الشيخ الجليل بان يحاول العودة إلى بعض الاستفتاءات التي أجريت حول حزب الله وسيد المقاومة اللبنانية وشيخها، كما أطالبه بان ينزل إلى الشارع في اللحظة التي يتحدث فيها السيد حسن نصر الله على شاشات التلفزة وان يقارن ذلك عندما يكون الشيخ نفسه هو المتحدث أو أن يكون المتحدث الشيخ أيمن الظواهري أو حتى أحد الزعماء للبلدان السنية الخالصة كما وصفها، وبإمكانه أن يعلم أي شعبية يتمتع بها سيد المقاومة، ونحن عندما نطلب منه أن ينزل إلى الشارع فإننا لا نطالبه بان ينزل في شوارع المنطقة الجنوبية من بيروت أو في مدن شيعية بل أن ينزل في شوارع المدن التي يعتبرها هو سنية خالصة.
خلاصة القول أن الشيخ القرضاوي يحاول تخويفنا نحن أهل السنة من خطر لا نعتقد بأنه موجود، ونعتقد بأنه خطر وهمي، وان قضية الشيعة والسنة لا تتم إثارتها بهذا الشكل، وإنها لا تثار إلا عند الحديث عن المقاومة أو عند الترويج للمقولة التي أصبحت ممجوجة والتي مفادها أن إيران خطر على المنطقة وأنها تحاول الهيمنة على دول الخليج التي ترتع فيها القوات الأميركية وغير الأميركية، وان هذا الخطر الإيراني أصبح أكثر خطورة مما تشكله إسرائيل، هذا الكلام لم يعد مقنعا للشباب العربي والمسلم بشكل عام، وأن يرى الشيخ أن أصل المذهب الشيعي “غير صحيح” كما قال فهذا موضوع بالنسبة لنا طبيعي لأنه لو لم يكن يره بهذه الطريقة لربما أصبح شيعيا، لكن من قال للشيخ بأننا سوف نقتنع بقوله هذا؟ وأننا نعتبر أن أصل هذا المذهب غير صحيح؟ ولماذا يفترض بأننا سنأخذ ما يقول على انه مسلمات لا نقاش فيها؟.
إننا نقول للشيخ انه بهذا الذي يقول إنما لا يبتعد كثيرا عن مروجي السياسة الأميركية وان أميركا قَدَر العالم وسيدة الكون، أما أن يحاول استثارة من “أحبوا أو وقفوا” مع صدام حسين من خلال الحديث عن الطريقة التي اعدم بها صدام، فهذه أيضا لن تنطلي على أحد، ولا بد هنا من القول للشيخ بأننا نعرف الكثير من إخواننا الشيعة الذين عارضوا إعدام صدام بتلك الطريقة، هذا عدا عن إننا نستغرب تحميل المذهب الشيعي وزر ما قامت به مجموعة شيعية بعينها، وهل هذا يعني انه إذا ما قامت مجموعة سنية ما بعمل “مشين” يتحمل أهل السنة نتائج هذا العمل ويصبح المذهب السني بعامة سيئا أو مسئولا عن هذه المجموعة “الضالة” إذا جاز القول؟، يا شيخ قرضاوي نعتقد بان الأمة بحاجة إلى تصريحات تلم وتجمع لا تفرق وتمنع لان حال الأمة “مايل” وبحاجة إلى من هم بمثل موقعك لكي يوقفوا هذا الانحدار نحو الهاوية. أخيرا لا بد من تذكير الشيخ القرضاوي بأن صحيفة الرياض قدمت اعتذارا يوم الخميس الماضي على صدر صفحتها الأولى لأنها نشرت تصريحاته والتي اعتبرتها مسيئة للمسلمين الشيعة وهذا يعني أننا لسنا الوحيدين الذين نعتبر مثل هذه التصريحات مسيئة فهلا اقتنعت يا شيخنا بأنك أسأت من خلال تلك التصريحات وأننا لسنا بحاجة إلى صب مزيد من الزيت على نار الفرقة.

.......منقول..........
رد مع اقتباس