من أجل علاج الأسس المنهارة تبسيط العقائد الدرس الثالث الرب الرحيم ان الله تعالى الذي خلقنا بقدرته هو ربنا الذي يربينا بنعمته ويتولانا برعايته ويعطف علينا برحمته ولو فكرنا وتأملنا كما امرنا الله لوجدنا ان هناك مظاهر تدل على رعايته لنا ورحمته بنا وعطفه علينا ما لا نستطيع حصره فهي كثيرة جداً . إن الله تعالى يرعانا ويتفضل علينا ونحن في بطون أمهاتنا وكذلك إذا خرجنا من بطون أمهاتنا وفي كل السنين التي نعيشها وفي كل الحالات وفي كل الأوقات قال تعالى: "وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
أخرجنا ربنا بعد خلقنا أجنة في بطون أمهاتنا أخرجنا بقدرته وأرادته وحده ونحن عندما ولدنا كنا أطفالاً صغاراً لا نعقل ولا نفهم ولا نعرف شيئاً ولا ندري ما يضرنا وما ينفعنا ولكن الله تولانا وأحاطنا برعايته فجعل الحب والحنان في قلوب أمهاتنا وآبائنا ولو لم يجعل الله الحب والحنان في قلوب أمهاتنا وآبائنا لتركونا في المهد لا نستطيع الحركة فنموت جوعاً وعطشاً وقد تهجم علينا الأمراض والآلام ولا نجد من يهتم بنا ولكن الله ربنا لا يغفل عن رعايتنا ومن عناية الله بنا إن جعل الرحمة والحنان والحب في قلوب الأمهات والآباء حتى أنهم يهتمون بنا ويتفقدون أحوالنا ويوجدون لنا ما نحتاج إليه ويسهرون من أجلنا الليل ويعتنون كثيراً في تربيتنا والاهتمام بشؤوننا . ومن نعمة الله ورحمته وعنايته أن خلق لنا اللبن نرضعه من أمهاتنا فمع ولادتنا يوجد اللبن بقدرة الله في ثدي الام ويكون في البداية رقيقاً بقدر حاجتنا ثم كلما كبرنا زاده الله كثافة بقدر حاجتنا ولكن وجود اللبن في ثدي الام لا يفيد إذا لم يقم الطفل برضعة فمن علم الطفل الصغير أن يمص ثدي الام ومن هداه وعلمه طريقة المص أن الذي هداه وعلمه هو الله وحده أما الام وغيرها من الناس فلا يستطيعون تفهيم الوليد الصغير ولا تعليمه أي شئ وإذا مرت سنة أو سنتان من أعمارنا لا يكفينا اللبن وحده ولابد من غذاء أقوى منه واكثر وهنا ينبت لنا الله الأسنان والأضراس لنستطيع بها أكل الأغذية النافعة والأطعمة الشهية وكما أن الله سبحانه قد أوجد لنا أرزاقنا في لبن أمهاتنا فلما كبرنا كذلك وفر لنا في هذه الأرض أرزاقنا فأنبت لنا أنواع النبات ومنها الفواكه والحبوب والخضراوات وخلق لنا الحيوانات والأنعام والطيور والأسماك فأطعمنا ربنا مما انببتت الأرض واطعمنا من لحوم الأنعام وسقانا من ألبانها قال الله تعالى: "وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" وقال تعالى: "وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ"
وقال تعالى : "وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"
ومن رعاية الله لنا ورحمته بنا ونعمته علينا أن أوجد لنا بقدرته ما نحتاج إليه من ملبس يستر عوراتنا ويحمينا من شدة البرد ويدفع عنا شدة الحر فأنبت لنا القطن الذي تصنع منه الملابس المختلفة وأنبت لنا أصواف الأنعام وسخر الجبال لمنفعتنا وأنعم علينا بالمساكن التي نسكنها قال سبحانه وتعالى: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ"
وقال تعالى: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ" ومن نعمة الله علينا ورعايته سبحانه لنا ان جعل لنا أسماعا وجعل لنا أبصارا وجعل لنا عقولاً وجعل لنا أيدياً وجعل لنا أرجلاً نمشي بها ولولاها ما استطعنا أن نسمع أو نبصر أو نعقل شيئاً وما استطعنا أن نصنع الطعام ونبني البيوت ونقطع لها الأحجار ونصنع الملابس من القطن والصوف قال تعالى: "قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ"
ونعم الله كما قلنا كثيرة وكثيرة جداً لان كل خير نحن فيه من الله وكل نعمة من الله قال تعالى: "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ"
وقال تعالى : " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا"
أ- إن الله تعالى ما خلقنا وتركنا هملاً بل كان رحيماً بنا فتولانا بعنايته ورعايته من بداية وجودنا والى إن نلقاه سبحانه. ب- الأشياء والمظاهر الدالة على عناية الله بنا ورعايته لنا كثيرة جداً وكلها عظيمة ولولا رعاية الله لهلكنا ومتنا فالله يرعانا في بطون أمهاتنا ويرعانا ونحن أطفال صغار ويرعانا ونحن شبان كبار قادرون وشيوخاً عاجزون فهو الذي أعطانا الحياة وهو الذي أعطانا الرزق وهو الذي انعم علينا بالرحمة والحب وهو الذي كسانا من العري وحمانا من البرد والحر وهو الذي أعطانا الأسماع والأبصار والعقول وهو الذي هدانا إلى الحق والإسلام . فيجب علينا أن نحب الله ونعبده ونطيعه ونشكره . الأسئلة
س1: أذكر ما عرفته عن رعاية الله لنا في بطون أمهاتنا وبعد ولادتنا؟ س2: أذكر ما عرفته من الأشياء الدالة على رعاية الله لنا؟ س3: هل تستطيع أن تعيش بدون رعاية الله ورحمته؟ ولماذا؟ س4: ما يجب علينا نحو الله تعالى؟