لو يسأل كل منا نفسه عندما يفتح الصحيفة كل يوم وهو يرشف قهوة الصباح ملتذّا بطعمها (المعهود) يومياً بنفس النكهة، ونفس نسبة السكّر، ونفس درجة الحرارة، بنفس طريقة الجلوس، على نفس المقعد، يقرأها إما من نسختها الالكترونية، أو نسختها الورقية في البيت أو العمل، ومتصفّحاً نفس الصفحات،
لو سألنا أنفسنا: لمن تقرأ كل يوم؟ لكان الجواب السريع اللاواعي (أقرأ للجميع)، ولو حصرناها في زاوية وسألناها بالتحديد "لمن من الكتّاب تقرأ"، لذكرت ثلاثة أو أربعة كتاب أعمدة، ولن تفاجأ لو علمت أنهم جميعاً ينتمون إلى نفس الخط أو الجماعة أو الطائفة التي ينتمي إليها ويؤيدها، وكثير منّا لا (يشتهي) أن يقرأ إلا صحيفة واحدة، ليس فقط لأنه مشترك فيها، فهذا تبرير، لأنه لو اضطر يوماً أن يقرأ غير ما اعتاده لآثر عدم متابعة الأخبار على قراءتها من الصحيفة التي (لا يشتهيها)،
ولو سألنا أنفسنا أين التنوع إذاً؟ لانبرت النفس في تقديم حججها: طبعاً أنا أفضّل أن أقرأ لمن يفكر ب(نفس) طريقتي، ولديه (نفس) اعتقاداتي، وينظر للأمور من (نفس) زاويتي، وهكذا ..
جزء من مقالة للكاتبة رابحة الزيرة
هنا يأتي سؤالي نحن أعضاء المنتدى لماذا لا نتحاور ونتناقش بشتى الأمور
يجب أن لا نكتفي بالسؤال والرد فقط.. لأننا بالفعل نفتقر للغة الحوار