ما يشبه الوعد بالزواج ولكن..!
اخلاص القاضي - ايقنت هند التي تخطت حاجز الثلاثين من عمرها ان زميلها في العمل على شفى واد من نقض عهد كان قطعه امامها للارتباط بها . وهي التي تكبدت عناء انتظاره اربعة اعوام قصدها الى غربة من اجلها على حد كذبه. تقول.. لمحته قاصدا المؤسسة التي اعمل بها غير انه مر من امام مكتبي الذي جمعنا لسنوات مرور غير الكرام فادركت ان انخفاض منسوب التواصل الذي بلغ درجة صفر على مقياس الرسائل القصيرة في السنة الاخيرة من غربته كان تمهيدا خبيثا لنيته انهاء علاقة استمرت لعامين من جانب واحد لاسباب تتعلق بقلة الجودة الاخلاقية التي ربما تقمصها في غربته كما تقول .
تضيف .. اتذكر انه ذات يوم ماطر كان يومي الاول في المؤسسة التي تعرفت من خلالها على سليم وكان اول من صادفته هناك وعملت معه في ذات المكتب وتحولت الزمالة القائمة على الاحترام والاعجاب الى ما يشبه الوعد حين صارحها نيته الارتباط بها على انه يود السفر من اجل تامين مهر يليق بها فوافقت ولم ارض حتى لبس الخاتم لانني اعتقدت ان ما بيننا اثبت من معدن اصفر يتأثر بارتفاع وانخفاض اسعار البترول .
تقول كم جميل لو بقينا زملاء وتعيش صدمة تتمنى اثرها لو بقيت عاطلة عن العمل ولم تتعرف عليه ،اما هو فقد ارتبط بصبية صغيرة يريد ان يربيها على يديه !!!! تتحدث هناء العشرينية مندوبة مبيعات بكل صراحة اذ انها غير مستعدة على الاطلاق لانتظار شخص مسافر حتى لو احبته ووعدها بزواج لان الغربة كفيلة بتغيير الانسان موجهة اللوم الى من صدقت وعد زميلها وخاصة في هذا الزمن الغريب على حد وصفها .
سامي الشريف يعمل مترجما يقول ان تجربة هند تتقاطع وكثير من التجارب المشابهة لان الانسان بطبيعة الحال يتغير فكيف به اذا سافر فالبعيد عن العين بعيد عن القلب و البعد جفاء مشيرا الى ان طريقة تفكير الرجل في العلاقات العاطفية تختلف عن المرأة ففي حين تفكر هي بالارتباط وصولا الى الزواج لتكوين اسرة يفكر هو بطريقة مغايرة.
التغيير في المواقف والقيم مصاحب للتغيير في الجانب المادي من حياة الافراد كما يرى الدكتور سليم القيسي استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة مشيرا الى ان العلاقات الانسانية العاطفية التي تنتهي بطريقة دراماتيكية لا تقوم اساسا على تقييم سليم من اطرافها .
وان العلاقات طويلة المدى كما يرى د.القيسي ليس لها وجود في المجتمعات العربية ولابد ان تحسم بارتباط جدي ورسمي على ان لا تترك لمهب الريح .
وحول الصدمة التي تعيشها فتيات عشن تجربة هند يقول عليهن توقع ان يصادفن رجالا صادقين وملتزمين وان لا يعتبرن ان كل الشباب يكذبون مثل سليم الذي كان عليه ان يقدم لها تبريرا منطقيا لتغيره او ان يخبرها وهو في غربته انه لم يعد يريدها .. كما ان الوعود ليست مقدسة وعلى الفتيات الحذر من العلاقات العاطفية
ويفسر بان سيكولوجية المرأة تذهب بها الى التفاصيل التي تقودها الى الزواج وذلك يحتاج الى بناء علاقات واضحة وشفافة وتقوم على الصراحة لان60 بالمائة من العلاقات في العالم العربي تعاني من السطحية والزيف وهي انية لتحقيق اهداف مؤقتة وعلى المقبلين على الزواج دراسة مدخلات العلاقة بكل تفاصيلها وبوضوح تام وعدم ترك اي معطيات للصدفة كما يرى الدكتور القيسي .
على هند ومثيلاتها اعلان حالة وفاة الشخص الذي تخلى عنهن وحالة حسرة الحداد وفقا لمستشار الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة الذي يصف تجربة هند بالقاسية وعليها ان تتخطاها عبر رباطة الجأش والتحمل والاستفادة من التجربة الى ان تخرج منها قوية متماسكة ان تجاوز افشل العلاقات العاطفية لا يحتاج الى اكثر من 6 اشهر على ان لا يتم خلالها اي نوع من انواع الاتصال لا رسائل قصيرة ولا تلفون ولا انترنت ولا لقاء شخصي بالمطلق كما يقول الدكتور الحباشنة ..
وعلى المتضرر من شخص تخلى عنه /كما يتابع /ان لا يحاول حتى مجرد السؤال عن اسباب وان يأخذ وقته بالحزن والبكاء لمدة تصل في اقصاها الى الشهرين على ان لا يتم معالجة الجرح بجرح اخر اي ان لا يقصد الطرف المتضرر لبناء علاقة جديدة كردة فعل مباشرة تكون نتيجتها الفشل حتما اذ ان الانفصال الذي يحدث في غضون التعارف او الخطبة وفقا له افضل بكثير من ذلك الذي يتم بعد الزواج مشددا على اهمية بناء علاقات واضحة قائمة على التفاهم وترتيب الاولويات. ان الوعد بالزواج هو بمثابة الخطبة لكنها ليست عقد زواج كما يقول الدكتور محمود السرطاوي /استاذ الشريعة بالجامعة الاردنية / مشيرا الى اهمية الخطبة للتعارف لكن الشرع كما يقول لم يحدد مدتها على ان ترتبط بارادة الزواج وان لا تترك الامور للصدفة.