ابتسامة قلب لن أنساها.........
ابتسامة قلب لن أنساها.........
يا لا لقلبي المسكين........فقد أخذوه من بين أضلعي و طعنوه.........فسالت منه الدماء..........و من شدة الألم و كثرة الجروح اختلطت الدموع بالدماء..............فصار قلبي مثقلا بالجراح............و ليست كأي جراح..........
بل هي جراح من أقرب الناس إليه.............فصار قلبي عليلاً حتى جرت منه أنهار الدموع..............فلما رأيت دموعه جرت مني أنهار حتى اختلطت مع دموعه..............فلم أملك إلا دموعاً لعلها تلامس قلبي فتبرده..........
إلا أن دموعي كانت ساخنة من شدة الحرقة و الألم..............فلم تغن شيئا و لم تشف قلبي............فصرت انظر إليه و هو يحتضر.............والدموع تسيل.............و خفاقات القلب تضطرب............فحملته بين يدي لأقربه من أضلعي حتى أشعر بخفقانه..............إلا أنني شعرت بضعفه و خوار قوته.............فقلت في نفسي مساولاً لها...........لا تخافي فإن قلبك و إن خارت قواه و كثرت جراحه فلا بدا أن يعود.............فتبسم قلبي لما سمعه.............و هو في أشد الآلام و الجروح..............و هو موقن برحيله..............فترك لي بسمة..........
ظننت أنها بسمة أمل............و لكنها كانت بسمة الوداع............بسمة الرحيل.................فكأن قلبي بعد ما رأى حزني و ألمي على فراقه..............أراد أن يترك لي هذه البسمة...............البسمة التي رسمها وهو يصارع الجروح و الآلام.................هذه البسمة و الله إنها لتساوي عندي كنوز الدنيا.................فهي التي أمدتني بالقوة و الصبر................فكانت الحجاب الساتر الذي جعلني لا أرى رحيل قلبي............فصرت أراه قويا................و هو يزداد ضعفا................فهو قوي لأنه تغلب على أحزانه و جراحه حتى يلهمني القوة و الصبر...........فصرت أحضنه و أضمه إلي حتى يعود لمكانه...............و لكنه كان يحضنني حتى يودعني............أحضنه بقوة حتى يعود إلي..................و يحضنني بقوة لعله يترك لي أثراً من حضنه كي أتسلى به..............فإذا بالناس من حولي ينظرون إلي نظرة المشفقين..................و أقول في نفسي ما خطب هؤلاء.............إن قلبي سيعود.............إن قلبي يبتسم لي.................نعم يبتسم لي..............و لكنهم لا يرون الابتسامة............و لكن رأوا الجروح التي تزداد يوما بعد يوم..................و التي تنبئ برحيله............ و ليس أي رحيل................بل هو رحيل مؤلم..................رحيل في وسط الأمل.............رحيل بعد ابتسامة لن أنساها.................
توقيع
N H M
بنغازي / ليبيا
|