بداية ياأخي انا احترم رأيك ، ولضرورة النقاش الذي حبذا ولو طبعه روح الإحترام أقول التالي:من وجهة نظري فالقول بان السبب هو لأننا ابتعدنا عن الإسلام هو قول لا يعدو كونه يدخل ضمن الخطاب الإنشائي وذلك لسبب بسيط هوأنه قائم لا على تحليل علمي للواقع المعيش وإنما تشييدا للأفكار في سماء افلاطونية، فما نسميه العالم الإسلامي صديقي العزيز غير مستقل بنفسه ولا يتحرك وفق منطقه الخاص فهو عرف ومنذ البدايات الاولى لظهور الراسمالية وتطورها وخاصة مع الثورتين الصناعية والفرنسية ثم المرحلة الإمبريالية ... في الغرب علاقة راسمالية كولنيالية، وبذلك فالإسلام ليس بمحدد -وهذا ليس قدحا فيه - بل هو بعيد تماما، لان العامل الوحيد هو نمط الإنتاج. ودعني أذكرك اخي ، ان الوعي الذي كان عند اهل الجزيرة العربية في عهد "الدولة الإسلامية" ليس وعي الإنسان المعاصر(مع العلم هنا أن وعي البرجوازي ليس هو وعي البروليتاري )أو بمعنى إديولوجية الطبقة العاملة ليست هي إديولوجية الطبقة البرجوازية بالتعبير الماركسي ، كما أن البنية الفكرية لمجتمع الجزيرة العربية خلال عهد الرسول والخلفاء ، الامويين ، العباسيين،... ليست هي البنية الفكرية لمجتمع الجزيرة العربية المعاصر. وذلك فقط لتغير البنية الإجتماعية بكل مستوياتها .فالوضع الإجتماعي يحدد الوعي الإجتماعي على حد تعبير كارل ماركس. ودعني أقول لك صديقي العزيز أن قولك هذا ليس جديدا وليس فانيا لماذا لأنها نفس الصياغة التي جاءت بها جماعات الإسلام السياسي في الوطن العربي الإسلامي فقط لإبعاد الجماهير الشعبية من حقيقة الصراع الطبقي القائم وذلك بالطبع ليس بالمجان بل لطبيعة العلاقة الوثيقة القائمة بين هذه الجماعات والبرجوازية ولعل تجارب عدة في الوطن العربي توضح لنا ذلك كما كان قائما بأوربا في العهد الإقطاعي (علاقة الكنيسة بالإقطاع) فلا يمكننا أن نتجاهل صديقي العزيز حقيقة الوضع الطبقي الذي يعد من بين تناقضات نظام الإنتاج القائم " الرأسمالية" حتى وإن كانت في مجتمعاتنا العربية الإسلامي تبعية. التي نجد فيها استغلال الإنسان للإنسان واضطهاده له دونما سبب غير علاقات الإنتاج القائمة.
وعلى الرغم من ذلك ستقول لي ، البديل هو الإقتصاد الإسلامي ، لكن هل صحيح أن هناك في نظرك اقتصاد إسلامي بالمعني الصحيح للإقتصاد أو فقط ذلك ضرب آخر من ضروب الإنشاء الكلامي.