المتكلمون بالدين
-9-
الأمة تعاني من غزو فكري لا يقاوم إلا بما يناسبه من فكر الإسلام
والأمة الإسلامية تعاني من غزو فكري شنيع، والفكر لا يقاوم إلا بفكر مثله أو أحسن منه، وفي الإسلام خير كثير يستطيع المتكلم بالدين أن يعرضه بأسلوب حديث يقضي به قضاء مبرماً على الأفكار الوافدة والمبادئ المستوردة، ولست أعني أن كل فكر وافد لا خير فيه، فهناك أفكار مفيدة لا بأس من تعلمها، ولكنني أرفض كل فكر يناقض روح الإسلام، ولست أشك في أن مثل هذا الفكر أضرّ معتنقيه ويضر من يعتنقه. والحضارة العالمية عبارة عن أفكار اشترك فيها كثير من الأمم. والفكر الصالح هو من صميم الإسلام، أما الأفكار الضارة فهي التي لا نريد أن يتورط فيها مسلم.
على المتكلم أن يكون خبيراً بالمبادئ المستوردة الضارة خبيراً بتقويضها بأسلوب علمي حصيف والمتكلم بالدين يجب أن يعرف الأفكار الوافدة الضارة، والمبادئ المستوردة التي تناقض الإسلام، ويعرف كيف يستنبط من الدين ما يقوض به تلك الأفكار والمبادئ بأسلوب علمي حصيف. أما أن يبقى المتكلم بالدين مصرّاً على الكلام عن نواقض الوضوء ....الخ –تلك المواضيع التي أصبحت معروفة لكل مسلم، والذي لا يعرفها يستطيع أن يسأل عنها ليتعلمها خلال دقائق معدودات –أو أن يبقى المتكلم بالدين حريصاً على ترديد نصوص معينة من * كتب معينة عفا عليها الدهر وأنكرتها الأيام، فان النتيجة المتوقعة هي أن يكون هناك انفصال بين هذا المتكلم بالدين وبين سامعيه ولاسيما من الشباب.
***
المتكلمون بالدين
-10-
تداركوا الأمر قبل الفوات وإلا فإن الخطر محدق والمصير مظلم
وقد حدثني شيخ من كرام الشيوخ ، ولكنه يعيش في غير عصره، ويجهل التيارات الجارفة التي تلعب بأفكار الشباب في المدارس والمعاهد والجامعات والمجتمعات، فذكر أن الدنيا بخير وأن الناس متمسكون بدينهم....الخ! وكان ذلك الشيخ صادقاً؛ لأنه كان يتحدث عن المجتمع الصغير الذي يعايشه ويختلط به. وأتذكر أنني حدثته بالواقع، وقلت له إن الهوة عميقة تفصل بينكم –بين الشيوخ والشباب – وما لم تتداركوا الأمر قبل فوات الأوان، فإن الخطر محدق والمصير مظلم.
--------------
* ينبغي الحذر من الكتب التي فيها خرافات وما يخالف الكتاب والسنة والكاتب يحذر من هذه الكتب