عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 07-10-2006, 03:05 AM
 
مشاركة: من المسؤول عن الأزمة العربية ؟

الحقيقة أخ بندر أنت لم تحط النقط على الحروف كما يرى اخونا ماجد ، وإليك الآتي: بداية فالرفيق مهدي عامل - على الرغم من أنه ليس موضوعنا - لم يكن ليبراليا بالمعنى السياسي والإقتصادي للكلمة ، يؤمن بحرية الفكر و التعبير صحيح، وهذه ميزة كل ماركسي حقيقي .القول أيضا بأنه قال أن المشكلة ليس في العقل العربي هو قول لا يعكس لنا حقيقة فكر مهدي عامل ، فأنت لم تذكر المرجع الذي وردت فيه العبارة من كتبه ، وحتى إن وردت لابد من معرفة السياق الذي وردت وأنا أعلم - وآمل أن تكون أنت كذلك - أن أسلوب مهدي عامل فيما يريد تبليغه لا يمكن حصره في عبارة، فأية فكرة يكتبها هي متعلقة بسابقتها ومكملة لها ولها علاقة استمرار مع لاحقاتها ، كذلك فالفهم الذي قد أستشفه من كلامه قد لا يكون متفقا مع ماتفهمه أنت وأنت تقرأ لمهدي عامل ، بحكم الخلفية والدراية بأسلوب مهدي عامل وقاموسه الماركسي.كذلك أنت ورغم ما تبديه من اهتمام به فأنت لم تذكر رأيه بقضية المسؤول عن الأزمة ، ولو قرأت فقط كتابان له ( الأزمة العربية أزمة حضارة أم أزمة برجوازية و كتاب مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الإشتراكي على حركات التحرر الوطني ، لأدركت موقفه من القضية ، تقول أيضا انه لم يتكلم عن التراث ، بل على العكس من ذلك وقد تستطيع العودة إلى كتابه " نقد الفكر اليومي " لتعرف ذلك .وقال أنه يدافع عن الجوانب العلمية في التراث كما هو الشأن أيضا للرفيق حسين مروة في كتابه " النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية"وبالنسمة لكلامه عن الدين فهو يبدي موقفه منه بل وأكثر من ذلك فهو يرى أن دور الفكر الماركسي- ومهدي عامل أحد المجددين فيه- لا يجب حصره في نقد الفكر الديني على نحو ما يفعل بعض المتمركسين على حد تعبيره.
تقول أيضا أن المسلمين واحد وفكرهم واحد .أعتقد بل وأجزم أنه ليس كذلك وهذا أيضا رأي مهدي عامل في كتابه السالف الذكر( مقدمات نظرية لدراسة...) في الفصول التي يعالج فيها إشكالية الفكر والواقع .فالموقف مثلا من قضية التوحيد أو الفاعل هي مختلفة بل ويصل هذا الإختلاف حد التناقض داخل البنية الفكرية الإسلامية وحدها ( الغزالي ، ابن رشد ، المعتزلة ، الأشاعرة ، المتصوفة....) .فالقول بالتماثل في الفكر الإسلامي هو كلام إنشائي لا غير .أما مسألة طاعة ولاة الأمر ( العلماء ) ففيها كلام كثير وقد نناقشها إن كانت رغبتك في ذلك. تقول أن كلامي هو غير مستوحا من الدين الإسلامي هذا صحيح - وليس ذلك قدحا في الإسلام - إنه مستوحلا من فكر اشتراكي ماركسي شيوعي علمي ، ليس لرغبة عاطفية بل لأنه الفكر العلمي الحامل للمشروع المجتمعي البديل ، وباستطاعتي أن أدافع عنه ، وباستطاعتك أن تنقده لكن ليس بالإتهامات والجمل الإنشائية بل بالنقد الذي يهدمه وأنا معك إن استطعت ذلك.هل ما وصلت إليه الفيزياء،الكيمياء ، الطبيعيات ، الطب ، الإتصال....هو مستوحى من الإسلام أو أن العلماء البارزين في هذه المجالات عادوا إلى إسلامنا هذا وأخرجوا هذه العلوم .علينا الإستفادة من تراث كل الحضارات أخي العزيز ونعترف ، هنا فكرا شموليا أمميا يتخطى الحدود الجغرافية والثقافية.
وأود صديقي العزيز لو أنك تبدي موقفك من المسؤول عن ، ليس بالجمل الإنشائية ، ولكن بحجج وبراهين طابعها العلمي لا يمكن إنكاره حتى تكون أكثر مصداقية ولا نشك فيها .