• هيباتيا
شعر: عبدالسلام محمد المسماري
بنغازي في 30/7/ 2002
أريدٌ الاعتذارَ
أريدُ الاعتذار
عن الذين عذبوكِ
والذين أهملوك،
الذين استعبدوكِ
والذين توجوكِ
كلهم لم ينصفوكِ.
* * *
أريدُ الاعتذار
عنْ الرجالِ الصالحين
والرجالِ الطالحين
الذينَ كبلوكِ
والذين حرروكِ
أريدُ باختصار
لكِ . . للأنوثةِ
أعيدُ الاعتبار .
* * *
لمْ يُنْصِفُوك...
لا زلتِ تُوأَدِِين ،
لا زلتِ كُلَّ يومٍ تُظْلَمِين
لا زلت تُوْصَمِين
بقُصورٍ فِيْ العَقْلِ وَفْيِ الْدينِ ،
لا زلتِ يا " هِيْبَاتيا " *
كُلَّ يومٍ تُنْهشين..
تُسْحَلين
بِلا خَطِيئَةٍ تُرْجَمِين
أشلاء أنثى تُطْرَحِين
على مائدة العار .
* * *
مَسْخاً أرادوكِ
الذين توهموا
أن الفوزَ في طمس الأنُوُثةِ
في وَأْدِ كائِنَكِ الجَميلِ ،
أرادوكِ مقلباً للشهوةِ
لعبةً للاحتقارِ
بلا اكتراثٍ تُلفَظين
بصقةً على رصيفٍ
بقةً على جدار ٍ.
* * *
لم يعرفوكِ . . .
لم يعرفوا لغةَ النرجس
ولا رعشةَ الوردِ ،
لم يسمعوا صهيلَ الشوقِ ،
لم يروكِ شمعةً تذوبُ في ضيائِها .
لم يروكِ فراشةً
تَصْطَلِمُ بالنَّار .
* * *
لم يفهموكِ
لم يفهموا حاجةَ الزهرةَ للضياء
توقَها للإرتواء
أنَّى لهم أن يفهموكِ !
لهم بُرُود المُوْمِيَاءِ
أنَّى لَهُمْ . . أنَّى لَهُمْ ،
أسلموكِ للظلامِ . . للأَوَار.
* * *
أُعْلنُ البَرَاءَةَ
مِنْ كُلِ عِشْقٍ قَبْلَكِ
أُعْلِنُ البَرَاءَةَ
مِنْ كُلِ أُنْثى غَيْرَكِ
فيكِ يا نعيمي
فيكِ يا جحيمي
تلتقي الأطيافُ والظِلالُ والأنوار ،
تُولدُ الشُّمُوس والفتونُ والأقْمَار
إليكِ يا مَلاَذِي
أُعْلِنُ اللُّجُوءَ
إليكِ يا حبيبتي
أُعْلِنُ الفِرَارَ
•
- * "هيباتيا" فيلسوفة عاشت في الإسكندرية أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الميلاديين، كانت ترأس جامعتها وكانت تشتهر بالحكمة وسعة المعرفة وشهد لها بذلك حتى خصومها، وكانت فائقة الجمال، قتلت بطريقة بشعة على أيدي متعصبين بتحريض من بطريرك الإسكندرية.