فاعلم أنه لا إله إلا الله …
-6-
تفكروا يا أولى الألباب:
لقد خلق الله في الكون آيات تدل على صفات الأفعال لله سبحانه وتعالى، وجعلها آثاراً مشاهدة لتلك الصفات، ومنحنا أبصاراً ترى تلك الآثار وعقولاً تستدل على تلك الصفات من آثارها المشاهدة. فتجزم العقول عندما ترى المخلوقات التي توجد بأن لها موجداً، وأنها لم يخلقها العدم .
كما تستنبط العقول السليمة صفة الحكمة عندما ترى أثر الإحكام في المخلوقات، وصفة الخبرة عندما ترى الإتقان، وصفة العلم عندما ترى أثر العلم موجوداً فيما تشاهده من المخلوقات، وصفه الرزق عندما ترى عمليات تدبير الأرزاق. وصفة الرحمة عندما ترى آثار رحمة الله في مخلوقاته. وصفة الوحدانية عندما ترى التكامل في بناء الكون والثبات الذي لايهدده الفساد. فتكون المخلوقات التي تملأ الأرض والسموات بذلك آثاراً مشاهدة تدل على صفات أفعال الله سبحانه .
وإن كل هذه الصفات التي يشهد بها الكون من علم وحكمة وخبرة ووحدانية وغيرها من الصفات الكثيرة لا تتحقق بفعل مخلوق من المخلوقات لا وثن ولا طبيعة، فتجزم العقول السليمة بأن هذه الصفات هي صفات الخالق سبحانه صاحب الصفات العلى، والأسماء الحسنى .