رَاوَدَتْنِي
وَدَعَتْني لِهَوَاهَا
لِهَوَىً طَالَ أَمَانِيّ مُنَاهَا
ثُمّ قالتْ هَيْتَ لَكْ
ثُم نَالَتْ مُبْتَغَاهَا
رَاوَدَتْني
نَصَبَتْ أَلَفَ شَبَكْ
ثم أَولَى لَكَ فِيمَنْ أَوّلَكْ
كُفّ عَنْ هَذَا التّمَادِي
عَنْ عِنَادِي
فَتَنَبّه!
كُلُّ مَا فِي الكَونِ حَولَكْ
أَنْتَ حَولِي .. حَيثُمَا لا حَولَ لَكْ
فحَلالُ وَحَرَام
خَدَعُوك .. مَنَعُوك
وبأَحْكَامِ المُنَى قَدْ قَيّدُوك
كُلُّ مَا حَولَك حِلُّ حَلًّ لَك
ومِنَ العَلْيَاءِ مَنْ ذَا حَوّلَك؟
هَل تُرَافقني؟
هَاتِ جَرّبْنِي .. وَثَبّتْ عَمَلَك
واسْتَبَقْنَا البَاب
وقَدّتْ لِي قَمِيصِي
بإِشَارَة .. وابتدأنا بسِجَارَة
مُنْيَةُ دَونَ اسْتِشَارَة
فَهَوَانٌ فِي هَوَانْ
قُلْتُ دَخّنْها
وهُمُومُ الأَمْسِ أنْفِثْهَا دُخَانْ
فَتَوَالَتْ قُرُبَاتٍ في مَعَاصِيّ الحِسَان
أصْبَحَ الخَمْرُ رفيقي
ثم ذاك العقل ولى
لستُ أدري أيّ دَربٍ قدْ سَلَكْ
ومَضَى دُونَ التِفَاتْ
بِجُمُوعِ وَشَتَاتْ
وَلَفِيفُ الغَانِيَاتْ
طَرِِبَا تَشْدُو .. ورَقْصُ الرّاقِصَاتْ
فَأقَامُوا لِيَ عُرْسَاً
بِبَغَايَا وَبَقَايَا مُومِسَاتْ
ثُمّ طَلّقْتُ الصّلاةْ
وإلى الغِيْبَةِ أَطْلَقْتُ لِسَانِي
ومن الكذبِ لُغَاتْ
وعُيُونِيْ مُرْسَلاتْ
حَاضِرَاتٌ غَائِبَاتْ
وبأنغام الإثارة
وبِعَينِي
يُهْتَكُ السّتْرُ وتُفْتَضُّ البَكَارَة
قَالَها إِبْلِيسُ على قَصْدِ اسْتِعَارَة
مَتِّعِ النّفسَ بِهَا قَبل المَمَاتْ
وتَجَرّدْ من تَفَاَهات العِظَاتْ
واتّزِرْ لِي وِزْرَ أُخْرَى
بين أوْزَارِ السُّكارَى والعُصَاةْ
هَل بَقَتْ مِن مُوبِقَاتْ
رِفْقَةُ السّوءِ بَغَايَا وزُنُاةْ
الدّنَاءَاتُ وكَلّ السّيئَاتْ
كُلُّ كُلُّ المُنكراتْ
لَمْ أَزَلْ أَلْهُو وَأَلْهُو
وبِجُرمِي لا أُبَالِي
حَيثَُمَا بَاتَ أَبَاتْ
يَومَ ابْليسُ دَعَانِي
كَي يُقَلّدْنِي وِسَامَ الهَلَكَاتْ
وتَقُلْ لِيْ هَيْتَ لَكْ
عَقْلي المَغْلُوبُ َوَلّى وهَلَكْ
* * *
فإذا لائِمَتي نَاهِرَةٌ
قِفْ تَرَفّقْ!
أَيّها المَغْبُونُ .. حَقَاً هَيتَ لَكْ
أَفَأَعْدَدَتَ جَوَابَا
مُنْكَرٌ لَو سَأَلَكْ
سَوّلَتْ بالسّوءِ أَمّارةُ سُوْء
سَرّها مَا سَاءَ لَكْ
سَفَكَتْ مِنْ دَمِكَ العُتْبَى
لِتُبْدِي أَسَفَاً .. قُلْ فمِمّ أَسَفَك؟
مَن تَبَنّاكَ ومَنْ ذَا خَذَلَكْ؟
مَوعِدُ السّاعَةِ حَانْ
وَهْوَ آتٍ دُونَ إِعْلانِ الزّمَان
أَجَلٌ حَانَ .. وحَانَ أَجَلَك
قدْ تَعَجّلتَ .. فَمَاذَا أَعْجَلَك؟
هَلْ تَظُنُّ الحَقَّ يَومَاً أَغْفَلَك؟
يَومَ يَبقَى عَمَلُ المَرْء مَحَكْ
آنَ لِي أَنْ أَسْأَلَك
خَشْيَةَ الله تَعَالَى
فَتَعَالَى .. نَسْتَقِم .. نَخْشَى
ومَن لَمْ
يَخْشَ في الله هَلَك