أفادت مصادر أمنية وقضائية ل"الشروق" أن قرابة ألف فتاة جزائرية موظفة لدى شركات أجنبية أودعن شكاوى ضد مستخدميهم بتهم الاستغلال والتحرش من طرف مسؤوليهم الأجانب من ممثلي علامات منتوجات أوربية ومشرقية وهي قضايا منها المطروحة على مستوى المحاكم ولدى مصالح الأمن حسب الاختصاص ومنها التي تعالجها مفتشيات العمل لأن طبيعته متعلقة بخروقات مهنية.
بلغ عدد الجزائريات اللائي تعرضن للاهانة والاستعباد المهني والتحرش الجنسي والتحريض على الرذيلة منذ بداية السنة إلى يومنا حسب الأرقام المتوفرة لدى مصالح الأمن ومفتشيات العمل وكذا تلك المطروحة على مستوى المحاكم ألف حالة، وهو الرقم الذي لا يعكس حقيقة ما يحدث داخل مقرات المؤسسات الأجنبية التي استقر مالكوها لتسويق علامات منتوجات عالمية بينهم أوربيون ومشارقة.
ومن بين أوجه التحرش الجنسي الذي تعرضن له بعض الجزائريات حسب شكاويهن اللائي رفضن الرضوخ لرغبات مستخدميهم من أحبرت على حضور دعوات للعشاء مع ممونيهم الأجانب في فنادق فاخرة وقبول أي عرض خارج الإطار المهني وفي حالة الرفض تمارس على الفتاة في مكان العمل ممارسات تدفعها للاستقالة.
ومن بين من قدمن شكاوى للجهات الأمنية بالعاصمة حسب مصادر »الشروق« من تعرضن إلى الاستعباد المهني حيث يطلب منهن العمل خارج أوقات العمل ولساعات إضافية غير محدودة دون تلقي المقابل وفي حالة تقديم تظلم مصيرها الطرد أو المساومة.
ومن بين الحالات المسجلة هناك فتاتين من أحسن إطارات المانجمنت صدر في حقهما أمر بالتوقيف عن العمل دون تقديم مبررات ولما تقدمتا بتظلم كانت النتيجة هي قبولها قضاء ليلة حمراء مع صديق له وهو جزائري يضمن صفقة مع شركته التي سطرت إهداء ملابس نسوية للعاملات فيها بمناسبة عيد المرأة.
وكان من بين الحالات المسجلة من طرف بعض المشارقة والأتراك والذين ستحول قضاياهم على العدالة بعد انتهاء التحقيق ويتعلق الأمر بمجموعة من خريجات كلية بوزريعة والجامعة المركزية اللائي عملن لدى مشرقي مقابل راتب معقول واقترح عليهن المبيت بإحدى شقق الشاغرة التي يستأجرها باعتبارهن لا يقمن في العاصمة فهن من احدى الولايات الداخليية.
لم تدم طويلا فرحة المتخرجات الثلاث بعد التوظيف، حيث أتى صاحب الشركة ذات ليلة بدعوى أن عملا مستعجلا يريد أن يكلفهن به لكن تبين فيما بعد أن أنها ليست سوى محاولة اغتصاب جماعية كان قد خطط لها مع أربعة من بني جلدته.
قضية أخرى تعتبر الأكثر تأثيرا وهي مطروحة في الوقت الحالي على مستوى العدالة، ويتعلق الأمر بفتاة متخرجة من معهد للترجمة تم توظيفها من طرف صاحب شركة من إحدى دول جنوب أوربا هذا الأخير نزع قناع المتخلق والحضاري الذي كان يرتديه بعد أسابيع فقط وكشف عن وجهه الحقيقي عندما طلب من المترجمة البقاء معه في المكتب بعد مغادرة كل العاملين لترجمة بعض الوثائق أثناء ذلك دعاها لتناول عصير به منوم سرعان ما أفقدها الوعي ولولا الأقدار لفقدت الفتاة أعز ما تملك حيث كان شقيقها في انتظارها بعد انتهاء ساعات العمل لكن تأخرها دفعه على الصعود مكتبها وهناك وبعد فتح الباب وجد شقيقته ممددة على الأريكة ولما سأل الأجنبي قال له لقد تعبت فنامت لكن الحقيقة غير ذلك حيث روت الفتاة بعد استفاقتها في اليوم الموالي عكس ما قاله مسؤولها ونفت أن يكون التعب الذي دفعها للنوم ولكن تناولها للعصير هو الذي دفعها للنوم وقررت التوقف عن العمل وتقديم شكوى به.
المصدر: الشروق الجزائرية