رد: من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟ ، إلى غير ذلك من أسماء الله الحسنى ، وصفاته العلى . فها هو الحاكم بأمر الله يسرف في القتل ليقال : إنه مميت ، ويرزق الناس ويهبهم ليقال : إنه رزاق وهاب ، ويعفو عمن يستحق القتل ليقال : إنه محيي )) ([1]). ويؤيد هذا ما ورد في رسالة ( السيرة المستقيمة ) التي ألفها حمزة بن علي ، وجاء فيها : (( ولكني أذكر لكم في هذه السيرة وجوها قليلة العدد ، كثيرة المنفعة ، لمن تفكر فيها ، فأول ما أختصر في القول ما فعله المولى سبحانه مع برجوان وابن عمار ، وهو يومئذ ظاهر لا يراه العامة إلا على قدر عقولهم ، ويقولون صبي السن ، وملك المشارقة كافة مع برجوان ، ولابن عمار ملك المغاربة . فأمر مولانا بقتلهم فقتلوا قتل الكلاب ، ولم يخش من تشويش العساكر والاضطراب ، وأما أمر ملوك الأرض فما يستجري أحد منهم على مثل ذلك ، ثم أمر بقتل ملوك كتامة وجبابرتها بلا خوف من نسلهم وأصابهم ، ويمشي أنصاف الليالي في أوساط ذراريهم وأولادهم بلا سيف ولا سكين . شاهدتموه في وقت أبي ركوة الوليد بن هشام الملعون ، وقد أضرم ناره ، وكانت قلوب العساكر تجزع في مضاجعهم مما رأوه من كسر الجيوش ، وقتل الرجال ، وكان المولي جلت قدرته يخرج أنصاف الليالي إلى صحراء الجب ، ويلتقي به حسان بن عليان الكلبي في خمسمائة فارس ، ويقف معهم بلا سلاح ولا عدة ، حتى يسأل كل واحد منهم عن صاحبه ، ثم إنه يدخل في ظاهر الأمر إلى صحراء الجب ، وليس معه غير الركابية والمؤذنين ... إلى أن يقول : ( إنكم ترون من أمور تحدث بما شاهدتموه من المولى ما لا يجوز أن تكون أفعال أحد من البشر ، لا ناطق ، ولا أساس ، ولا إمام ، ولا حجة ، فلم تزدادوا بذلك إلا عمي وقلة بصيرة ) ([2]) . (( وقد بدأ ظهور المذهب الجديد ، حينما قام الدرَزي ( وهو أحد دعاة المذهب في أول ظهوره ) ، وأعلن الدعوة سنة 407 ه ، ثم قام سنة 408 ه ومعه خمسمائة من أصحابه وأتباعه بالحج إلى قصر الحاكم فهاجمهم الناس والجند ) ([3]). والمؤرخون يذكرون ثلاثة من الدعاة الكبار الذين أسسوا هذا المذهب ، وهم : حمزة بن علي بن أحمد الزوزني ( الذي أصبح إمام المذهب فيما بعد ) ، ومحمد ابن إسماعيل الدرزي المعروف ب ( نشتكين ) ، والحسن بن حيدرة الفرغاني المعروف ب ( الأخرم أو الأجدع ) . (( ويرجح الدكتور محمد كامل حسين أنهم كانوا جميعًا من حاشية الحاكم الذين لم (149) محمد كامل حسين / طائفة الدروز ص 44 . (150) رسالة السيرة المستقيمة . (151) أحمد الفوزان / أضواء على العقيدة الدرزية ص 16 .
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |