عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 11-26-2008, 03:09 PM
 
رد: من هم الموحدون ( بني معروف ) ؟؟

وعظم جلال لاهوته .
وما من المساجد مسجد سقطت قبته ، وهو المسجد بكماله غير مسجد ريدان ، فأمر مولانا سبحانه وتعالى بإنشاء قبته ، وزاد في طوله وعرضه وسموه دليل على هدم الشريعة الظاهر على يد عبده الساكن فيه ([1]). وإنشاء توحيد مولانا جل ذكره فيه بالحقيقة ظاهرًا مكشوفًا ، وابتداء الشريعة الروحانية في بسيط روحاني توحيدي لاهوتي حاكمي لا يعبدون غيره وحده ، ولا يشركون به أحدًا في السر والإِعلانية ، سبحانه وتعالى عما يقول المشركون علوًا كبيرًا ([2]) .
ثم إن مولانا علينا سلامه ورحمته ، ظهر لنا في الناسوت البشرية ، ونزوله عن الحمار إلى الأرض ، وركوبه محاذي باب المسجد ، دليل على تغيير الشريعة ، وإثبات التوحيد ، وإظهار الشريعة الروحانية على يد عبده حمزة بن علي بن أحمد ، ومملوكه وهادي المستجيبين المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا وشدة سلطانه ، وحده لا شريك له .
ووقوفه في ظاهر الأمر ، وحاشاه من الوقوف والسير والجلوس والنوم واليقظة ، ( لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السموات وما في الأرض ) يعني النطقاء والأسس ، ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) يعني من ذا الذي يقدر على إطلاق داع أو مأذون إلا بمشيئته ، ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) يعني من آدم إلى محمد بن إسماعيل ، ( ولا يحيطون بشيء من علمه ) يعني حجته ، ( إلا بما شاء ) وهو المشيئة أعظم الدرجات ، ( وسع كرسيه السموات والأرض ) والكرسي هو التأييد الذي يصل إلى الحدود العالية ، ( ولا يؤوده حفظهما ) وهما الجناح الأيمن والجناح الأيسر ، ( وهو العلي العظيم ) ([3])العالي على كل من تقدم ذكره ومن تأخر ممن ينتظرهم الشيعة المشركون .
وكان وقوفه عند الميل ([4])، والميل دليل على التأييد ، إذ كانت الأميال يستدلون بها على الطريق ، كذلك التأييد بطرق العبد من المعبود ، ويعود إلى الوجود ، ونزوله إلى الأرض محاذي باب المسجد إشارة منه إلى عبد باب حجابه على خلقه ، والداعي إليه بتأييده وأمره ، إذ كان التأييد هو الأمر العالي الذي يكون بلا واسطة بشريه ، والباب دليل على الحجة .
ونزوله عن الحمار إلى الأرض وركوبه آخر كان في نفس آذان الزوال ، وصلاة

(203) كان حمزة يسكن في هذا المسجد .
(204) يقصد الآية الكريمة ( سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ) سورة الأسراء آية 17 .
(205) سورة البقرة آية 255 ( وهي آية الكرسي ) ، وقد أسقطت كلمة ( عنده ) في قوله تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده ).
(206) منار يبنى للمسافر في أنشاز الأرض وأشراقها ، وقيل للأعلام المبنية في طريق مكة أميال لأنها بنيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل ، وكل ثلاثة أميال منها فرسخ . انظر لسان العرب ج 11 ص 639 .
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس